من الأرشيف:
الكاردينال برغوليو يستقيل من مهامّه كرئيس أساقفة بيونس آيرس أن تكون شماسًا أسهل من أن تكون بطلًاروما, 20 مارس 2013 (زينيت) - ننقل لكم أخبارًا من أرشيفنا حول
البابا فرنسيس عندما كان رئيس أساقفة بيونس أيرس لنتعرف إليه أكثر من خلال موافقه
التي يمكن وصفها بالبطولية والنبوية أحيانًا. الخبر من أرشيف عام 2011. تحدّث الكاردينال خورخي برغوليو في
إطار استقالته من مهامّه كرئيس أساقفة الأرجنتين منذ سنين خلت عن وضع الكنيسة كما
تحدّث عن بوينس آيرس وقال "علينا أن نُتابع السير ونذهب إلى ما هو أبعد إذ
إنّ عدد سكّان هذه المدينة يزداد بين ليلة وضُحاها.
كما شدّد على أهميّة الرعيّة في هذه
المدينة التي ليسَ عليها فقط أن تدمجَ الحضارات في ما بينها بل أن تفهم اللغات
المتعدّدة فيها.
وفي تعليقٍ حول الحركة العلمانيّة في
الأرجنتين قال برغوليو إنّ ثمّة مُشكلة كبيرة في هذا الإطار إذ إنّ رجال الدين
يُحاولون"كهننة"العلمانيّين فأن تكون شمّاسًا أسهل من أن تكون بطل حركة
علمانيّة. وحذّر من الوقوع في هذا الفخ إذ إنّه ليس علينا طلب "كهننة"
العلمانيّين فالعلماني هو علماني يعيش هذه العلمانيّة بقوّة سرّ المعموديّة
يكون خميرة لمحبة الله في المجتمع الواحد فيبني ويزرع الرجاء ويُعلن الإيمان لا من
على المنابر بل في حياته اليوميّة.
وفي ما يخصّ "جمال
التكنولوجيا" الذي تحدّث عنها بندكتس السادس عشر ، قال الكاردينال برغوليو
أنّه لا طالما تعلّقت الكنيسة في كلّ ما هو "حقيقي" لا في كلّ ما هو
"طيّب" و"جميل" ولكنّ التواصل يتطلّب هذه الركائز
الثلاث. فإن آمن أحدٌ بأنّ ما يقوله أو يُعبّر عنه هو حقيقي فسيعبّر عنه
بطيبة وبجمال. ويرى الكاردينال برغوليو أنّه على الكنيسة العمل في هذا الإطار، أي
العمل على جمال الرسالة وطريقة إيصالها.
ويعتبر الكاردينال برغوليو أنّ عمل
مجلس أساقفة أميركا اللاتينيّة ينمو ويتطوّر عمله ليصبحَ مُلهمًا إذ إنّ كلّ مجلس
لا ينتهي فقط بقرارت على ورقة بل برسالةٍ وهذا أمرٌ بغاية الأهميّة.
البابا يستقبل ممثلين عن الجماعات
الكنسية والديانات غير المسيحية: الكنيسة تعي أهمية تعزيز علاقات الصداقة
والاحترام بين أشخاص ينتمون إلى تقاليد دينية مختلفة الفاتيكان, 20 مارس 2013 (إذاعة الفاتيكان) - استقبل البابا فرنسيس عند
الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم الأربعاء في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي
بالفاتيكان ممثلين عن الجماعات الكنسية والهيئات المسكونية الدولية والديانات غير
المسيحية. وجه البابا لضيوفه كلمة حيا في مستهلها الجميع وعبر عن فرحه لهذا اللقاء
شاكرا الكل على مشاركتهم يوم أمس الثلاثاء في قداس بداية حبريته. وأكد عزمه على
السير قدما في طريق الإيمان خصوصا خلال سنة الإيمان التي أعلنها سلفه بندكتس
السادس عشر، تزامنا مع الذكرى السنوية الخمسين لافتتاح أعمال المجمع المسكوني
الفاتيكاني الثاني. وشدد البابا على أهمية العلاقة الشخصية والمبدّلة مع يسوع
المسيح، ابن الله، الذي مات وقام من الموت من أجل خلاصنا. هذا ثم سلط الحبر الأعظم
الضوء على ما حققه المجمع المكسوني الفاتيكاني الثاني من انجازات على صعيد المسيرة
المسكونية، وأكد أن الجميع يشعر بالاتحاد في الصلاة التي رفعها الرب يسوع كي يكون
جميع تلاميذه واحدا. وقال البابا: لنسأل الآب الرحوم أن يساعدنا على عيش ملء هذا
الإيمان الذي نلناه كهبة يوم عمادنا وعلى أن نشهد لهذا الإيمان بشجاعة وحرية وفرح.
وأكد البابا فرنسيس عزمه على السير قدما في طريق الحوار المسكوني على غرار الأحبار
الأعظمين السابقين، ثم توجه إلى الممثلين عن الجماعة اليهودية، وشكرهم على حضورهم
في روما معربا عن أمله في استمرار الحوار الديني بين الكاثوليك واليهود، كما شاءه
وتمناه المجمع الفاتيكاني الثاني. كما أعرب البابا فرنسيس عن تقديره الكبير لحضور
مسؤولين دينيين مسلمين في قداس بداية حبريته، وقال إنه رأى في هذه المشاركة علامة
ملموسة للرغبة في النمو في التقدير المتبادل والتعاون من أجل الخير المشترك
للبشرية. وختم مؤكدا أن الكنيسة الكاثوليكية تعي جيدا أهمية تعزيز علاقات الصداقة
والاحترام بين رجال ونساء ينتمون إلى تقاليد دينية مختلفة. وقال إننا نشعر اليوم
أننا قريبون من جميع الرجال والنساء الذين ـ وعلى الرغم من عدم إقرارهم بانتمائهم
إلى أي تقليد ديني ـ يبحثون عن الحقيقة والطيبة والجمال. إنهم حلفاؤنا في الدفاع
عن كرامة الإنسان وبناء تعايش سلمي بين الشعوب والحفاظ على الخليقة. مقالات لاهوتية"القبر الفارغ" .. إنبثاق
البشارة والحياة ... التناقض المكاني بين الأنغلاق والأنفتاحبقلم نبيل جميل سليمان
روما, 20 مارس 2013 (زينيت) - * التناقض المكاني بين الأنغلاق
والأنفتاح: أن "قيامة"
يسوع قد غيرت مجرى التاريخ، فهو الحي الذي سيتحتم علينا السير على طريق أكتشافه
واليقين من حضوره حتى نهاية التاريخ. فـ "الحجر قد دحرج، وكان كبيراً
جداً" لكنه لم يكن أكبر من قوة الله التي أقامت يسوع ممجداً. فالقبور كلها
سوف تنفتح والحجارة سوف تدحرج ويقوم الذين في القبور إلى الحياة. وهذا ما يوحي به
نص "مرقس" بالأنتقال من "القبر المغلق" الذي يحجز الأموات إلى
"القبر المفتوح" المنفتح إلى الحياة، فهو يخبرنا عن "الحياة"
داخل القبر ذلك المكان الخاص بالموت. فعندما نعرف مفهوم القبر عند اليهود، سنفهم
بعمق مغزى عبارة "مرقس": "أنه قام وليس ههنا"، أنها حقاً
عبارة ذات دلالة رمزية. فالقبر عالم الأموات، عالم الزوال والفناء. ولذلك فالقبر
ليس المكان المناسب للألتقاء بيسوع، الذي لا يمكن أن يموت. فاللقاء يجب أن يتم في
"الجليل"، مكان أنطلاق البشرى بملكوت الله. وهذا معنى رمزي آخر للقيامة
يقدمه لنا "مرقس" في الأنطلاق من أورشليم (رمز المنغلقين على أفكارهم
ويقتلون الذين عندهم أفكارغير أفكارهم) إلى الجليل ("جليل الأمم"
بالمعنى اللاهوتي وهي أرض الأنفتاح على العالم). فكأني بالنص يقول: "أن يسوع
عاد مرة أخرى إلى الجليل لمواصلة البشارة، وأن البشارة بملكوت الله هي يسوع، ويسوع
هو البشارة بملكوت الله". فقد تغلب "جليل" يسوع على
"أورشليم" اليهود، وسيعيش جليل الأمم بينما تموت أورشليم اليهود ولن
"يبقى فيها حجر على حجر". وبعد هذه الغلبة لن تمضي ايام يستولي جليل
يسوع على أورشليم اليهود لتصبح أورشليم من جديد المنطلق الرسمي لبشارة الرسل نحو
العالم أجمع: "وتكونون لي شهوداً في أورشليم، وفي جميع اليهودية والسامرة،
وإلى أقاصي الأرض" (أعمال 1 : 8).
* التناقض العملي للنسوة بين
مسح الجسد وتلقيهن البلاغ ...
وينقلنا النص من مفاجأة
إلى مفاجأة، إزاء السر الذي يعكسه "خوف" النساء وذهولن: سر يكشفه
الملاك، ونداء إلى الكف عن مشاهدة يسوع بوجهه الإنساني والعدول عن الرغبة في
"تصور" من لم يعد من هذا العالم. فما زال السر يلتحف يسوع المسيح وأبن
الله، هذا السر ستعلنه الرسالة المسيحية إلى العالم أجمع. لذا نراه – أي الإنجيلي
مرقس – يدخل النسوة إلى القبر الفارغ ليشاهدن شاباً "عليه حلة بيضاء"
(نقيض سواد القبر)، يطمئنهن قائلاً: "تطلبن يسوع الناصري المصلوب. أنه قد
قام....". جاءت النساء ليطيبن جثماناً، فرجعن ببلاغ. أنتظرنَ ليجدنَ الموت،
فإذا أمامهنَ شخص حيّ بلباس يدل على الظفر والأنتصار، لا على الذلّ والعار. أتين
ليغلقن يسوع في الموت، فوجب عليهن أن يبشرن بأنه حي. فالشاب "الجالس عن
اليمين" والمتشح بالبياض يوحي بالوجه الجديد ليسوع الناهض والممجد، الذي
يحوّل أنظار النسوة من جثة جئن ليحنطنها إلى بشرى يحملنها فيحصلن على
"رؤية" جديدة ليسوع ... ومما لا شك فيه أن رواية مجئ النساء إلى القبر
تضمنت على حد تعبير الآب شربنتييه: "شيئاً من فن التحرير بهدف أعلان حقيقة سر
القيامة". فـ "يسوع" لم يعد جسداً يلمس، بل أصبح "كلمة"
يجب أعلانها. وأجدى الطرق التي يبقى بها حاضراً في التاريخ هي التبشير، وهنا سترى
النساء ويرى الرسل يسوع القائم من بين الأموات، في الجليل حيث يبدأ عمل التبشير به
إلى أقصى العالم ونهاية التاريخ. فبهذا "الإنجيل" المسموع والمكتوب أمر
المسيح رسله أن يبشروا الخليقة كلها، وأن يعلنوه مصدراً لكل حقيقة خلاصية وأساساً
لكل شريعة أخلاقية وقاعدة للسلوك البشري بعد أن أعطى لهم النعم الألهية الكافية
وقوة الروح القدس. لذا بات لزاماً اليوم من كل مسيحي مؤمن أن يكون بشيراً، أن يشهد
لإنجيل المسيح بسلوكه المستقيم ومحبته لكل الناس دون تمييز ولا أستثناء، فكل واحد
منا هو رسول البشارة الجديدة. فالبشارة شرف وفخر وخدمة في آن، وهي كرازة وشهادة
أيضاً بالسيرة الحسنة والمثل. فكلمة الرب ليست نوراً يهدي العقل والقلب والضمير
وحسب، بل هي حياة تحيي النفس حين تترجم اعمالاً ومواقف وممارسات عدل ورحمة وصدق
ومحبة.
* الخاتمة:
يوضح لنا الآب فرنسوا
فاريون اليسوعي، العلامات التي ظهر بها يسوع القائم من الموت، ملخصاً ذلك:
"يجيب الإنجيل، هناك علامتان الواحدة سلبية (القبر الفارغ)، والأخرى إيجابية
(ترائي يسوع للرسل)". نفهم من ذلك، أن الإيمان بقيامة الرب يسوع لم يعبر عنه
"القبر الفارغ" صبيحة "اليوم الأول" بقدر ما عبرت عنه "ترائيات"
يسوع للأحد عشر ولبعض التلاميذ، والتي ختم بها الإنجيليون شهادتهم عن يسوع الناهض
من القبر. فقد أجمع الإنجيليون على الأنطلاق من رواية "القبر الفارغ"
للتعبير عن قيامة الرب، فلأن هذه الرواية: "نشأت في اعقاب حج المسيحيين
الأولين إلى قبر يسوع، إلى قبر فارغ، ويحتفلون فيه بإيمانهم"، وهذا ما يؤكده
لنا الآب شربنتييه. من هنا نشأت رواية أولى أعاد كل من الإنجيليين النظر فيها على
طريقته وموهبته الخاصة للتعبير عن فكره اللاهوتي. أي أن هذه الرواية هي صدى
"أحتفال طقسي" كان يتم أبان "حج" المؤمنين الأولين إلى
القبر: "احتفال بذكرى "الحدث" بمجئ النساء إلى القبر وعدم عثورهن
على جثمان يسوع، أستنارت – فيما بعد – بالإيمان الذي نشأ بفضل
"الترائيات" لتصاغ في رواية تصلح للكرازة والتأمل في سر القيامة عند قبر
يسوع "الفارغ".
وأخيراً، يمكنني القول
بأن كلتا "العلامتين" تعبر تعبيراً متكاملاً عن حقيقة اختبار الرسل
للقائم من بين الأموات. أختبار أدركوا من خلاله أن هناك أتصالاً بين حياة يسوع
الزائلة ووجوده كقائم من الموت. فعاد إيمانهم إلى الحياة، بعد أن غرق في ظلمات
الحيرة والقلق والأضطراب. وعلى أثر ذلك فهموا يسوع، لأنه "المشيح"، وجب
عليه أن يتألم ويموت. وأصبحوا على يقين تام من أن يسوع هو حي، فهو قد فتح في شخصه،
مرة واحدة، أبواب الحياة الحقيقية. أي أنه هو القيامة ... وما يكفل هذا اليقين
الذي يتخطى الطبيعة البشرية هو بذل الحياة حتى الأستشهاد.
أخبارأبرشية الروم الكاثوليك - كندا وأنشطة
الصوم "العمر مع الرب يصير فرحا"مونتريال, 20 مارس 2013 (زينيت) - كعادتها تسعى كاتدرائية المخلص في
مونتريال الى تقديم أفضل الخدمات الروحية والاجتماعية للمؤمنين وقد أقامت في زمن
الصوم نشاطات يمكن تلخيصها بالآتي: لبّت النائبة الفدرالية ماريا موراني دعوة
القيّمين على الحركة الرسولية للأولاد (ميداد) الى المركز الملكي في مونتريال
للقاء بعنوان "واقع ومخاطر عصابات الشوارع" وذلك بهدف توعية ألأولاد
والشبيبة من مخاطر المجتمع الحاضر. فعصابات الشوارع هي حلوة المذاق بالظاهر ولكنّه
الحلو المُرّ كالعلقم، والحلول لها تكمن في قوة المحبة وإعادة القيم الروحية
والانسانية والعائلية الى حياتنا وهي حلول إنجيليّة بامتياز. حضر اللقاء حوالي 80
شابًا وشابة بالإضافة إلى الأهل. ولأنه زمن الصوم حوّلت الكاتدرائية عيد الحب إلى
عيد العائلة من خلال حفلة رائعة جمعت الأهل مع شبابهم وأطفالهم حيث عاش الجميع
زمنا من حبّ، وُجد أساسا من أجل بناء العائلة والمساهمة في عمل الخلق الإلهي.
الاتحاد الملكي من جهته قدّم أمسيّة مميّزة من أجل السلام في سوريا عاد ريعها
لمساعدة المتضررين من الحرب هناك. أما "كرنفال الشتاء" الناجح بقياد
الأب ربيع أبو زغيب فقد كان لمئات الأولاد، ولمدة 3 أيام، واحة دفء في شتاء طويل
وقارس لعب فيها الأطفال حتى الشبع، مما زرع الفرح في قلوبهم وشحنهم بطاقة متجددة
لتكملة الفصل الدراسي المتبقي لهذه السنة. وفي محطة أسبوعية تحضيرية للزواج إجتمع
عشرات "الخطّاب" للإستماع إلى التوجيهات الكنسية والروحية والانسانية
الضرورية للمزمعين على عقد زواج كنسي، وكان من بين المحاضرين سيادة المطران
ابراهيم ابراهيم. على صعيد آخر واكب المطران ابراهيم ومن تمكن من كهنة الأبرشية
ومؤمنيها حدث وصول سيادة المطران بولس مروان تابت إلى كندا حيث نُصِّب في احتفال
مهيب مطرانا على أبرشية مار مارون خلفا لسيادة المطران يوسف الخوري. وقام المطران
ابراهيم فيما بعد، يرافقه وفد كبير من الكهنة والعلمانيين يمثل مؤسسات الأبرشية
الملكية، بزيارة المطران تابت في مكتبه مهنئين إياه ومتمنين له التوفيق في رسالته
الأسقفية الجديدة. وبمناسبة الصوم شهدت كاتدرائية المخلص وكنيسة سيدة البشارة في
الويست أيلند وكنيسة القديسين بطرس وبولس في أوتاوا حشودا كبيرة من المؤمنين من كل
الكنائس كانت قد حضرت للاستماع لواعظ الصوم الأب مروان خوري الذي أتى خصيصا من
لبنان ليشارك المؤمنين بخبراته الروحية واللاهوتية العميقة. وقد أُقيمت بالمناسبة
القداديس والاعترافات واللقاءات والرياضات الروحية التي أروت عطش كثيرين لبشرى
الحق والخير والتوبة والغفران التي تُميّز زمنَ الصوم والعودة إلى الله. الأب
مروان حضر أيضا اجتماع كهنة الأبرشية الدوري حيث عرض المطران ابراهيم مشروع بحث عن
وضع أسس لاستراتيجية جديدة يجب أن تتّبعها الأبرشية بهدف تأمين استمرارية الأجيال
القادمة والمهددة بالذوبان في مجتمع يغزوه الإلحاد وينحرف عن مسرى المصالحة مع
الله. ويتضمن هذا المشروع نقاطا رئيسية كموضوع رفع الابرشية إلى مستوى مؤسساتي فيه
المدرسة وبيت المسنين وغيرها من المشاريع التي تُعلن في حينها. كما يحوي هذا
المشروع على سياسة جديدة تُرفع فيها ضرورة استعمال اللغات المحلية إلى درجاتها
القصوى من أجل تأمين التواصل مع الأجيال الجديدة فلا تبقى بعد اليوم كنائسنا رعايا
للمهاجرين الجدد فقط، بل وفوق كل شيء رعايا للأجيال الجديدة والقادمة والتي هي
كندية بامتياز مع المحافظة على روابط العلاقة الوثيقة مع جذورنا المشرقية. هذا
الموضوع طرحه المطران ابراهيم مع زائر كريم هو السيد جان بربارة، الرئيس العالمي
لحركة التجدد بالروح القدس (الكاريزماتيك) الذي جال أيضا في كاتدرائية المخلّص
وأنحاء المركز الملكي. المطران ابراهيم أطلع السيد بربارة والوفد المرافق على حياة
الأبرشية ونشاطاتها وطلب من الحركة اعتبار الكاتدرائية بيتا لها ودعاها للعب دور
كبير في بناء حاضرها ومستقبلها. وفي الختام احتفلت الكاتدرائية بعيد ميلاد المطران
ابراهيم ال 51 الذي أكد للجميع أن العمر مع الرب يصير فرحا فوق فرح يُنبع خلاصا
أما بدون الرب فليس هو إلا جدار سنوات يفصلك عن الفرح الحقيقي. أديانالحفل الوطني لإطلاق "الشرعة
الوطنية للتربية على العيش معاً في لبنان" لقاء مؤسسة أديان نهار الجمعة في 15/3/2013 - فندق هيلتون
متروبوليتان – سن الفيلبيروت, 20 مارس 2013 (زينيت) - يأتي مشروع "التربية على المواطنة
الحاضنة للتنوع الديني" في صُلب عمل مؤسّسة أديان الهادف إلى تعزيز التواصل
البنّاء والتضامن بين شرائح المجتمع اللبناني لتحقيق التماسك الاجتماعي والسلام
المستدام. فقد أنشأت المؤسّسة قسم التربية على
العيش المشترك الذي يهدف إلى تعزيز التربية على المواطنيّة الفاعلة والحاضنة
للتنوّع الديني. تساهم هذه التربية في تحرير الذهنيات من رواسب الطائفيّة وتمكين
الجيل الشاب للتحوّل إلى طاقة تجدّد اجتماعي والتزام وطني.
ومن هنا فان غاية المشروع تعزيز دور
المؤسّسات التربويّة الرسميّة والخاصّة في بناء السلام المستدام والتماسك
الاجتماعي في لبنان، من خلال تطوير السياسات والممارسات التربويّة المرتبطة
بالمواطنة الحاضنة للتنوّع الديني.
فخلال المرحلة التحضيريّة، نظّم القسم بحوث علميّة ودراسة ميدانيّة حول التربية
على المواطنة والتعدّدية الدينية بهدف بلورة المفاهيم الأساسية للخطة والإشكاليات
المتعلقة بها وتمكّن من حشد الدعم للمشروع من قبل أصحاب القرار في المؤسّسات
الرسميّة والمرجعيّات الدينيّة المعنيّة.
أدّت هذه الخبرة إلى عقد مؤتمر وطني
حول "التربية على المواطنة والعيش المشترك" برعاية معالي وزير التربية
والتعليم العالي حسان دياب في 15 اذار 2012 في الجامعة الأميركيّة في بيروت تمّ
خلاله إطلاق المشروع بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي والمركز التربوي
للبحوث والانماء، بدعم من السفارة البريطانية في لبنان.
كما تمّ نشر كتاب "التربية على
العيش المشترك في ظل المواطنة الحاضنة للتنوّع الديني" في تشرين الأول 2012
ويتضمّن نتاج الدراسات الميدانيّة والتربويّة ومداخلات أصحاب القرار والخبراء في
المؤسسات التربوية الخاصّة والرسميّة.
في هذا الإطار، وقّعت مؤسسة أديان
والمركز التربوي للبحوث والإنماء إتفاقيّة تفاهم حول مشروع "التربية على
المواطنة الحاضنة للتنوّع الديني"، تترجم تأييد وزارة التربية والتعليم
العالي والمركز التربوي لإدراج مفهوم التربية على المواطنة الحاضنة للتنوّع الديني
في الخطّة التربويّة والمناهج الوطنيّة.
بعد هذا تم الاحتفال اليوم في 15 اذار
2013 في فندق الهيلتون – سن الفيل، باطلاق "الشرعة الوطنية للتربية على العيش
معاً في لبنان" برعاية وزير التربية والتعليم العالي، البروفسور حسان دياب.
حيث كان هناك كلمات لكل من مديرة
البرامج في قسم التربية على العيش المشترك – أديان الانسة هدى بركات، إتحاد
المؤسسات التربويّة الخاصّة في لبنان يلقيها فضيلة الشيخ سامي أبي المنى، رئيسة
المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة ليلى مليحة فياض، سعادة السفير البريطاني
في لبنان السيّد طوم فليتشر، رئيس مؤسّسة أديان الأب البروفسور فادي ضو و معالي
وزير التربية والتعليم العالي البروفسور حسّان دياب. بالاضافة
الى عرض فيلم يعرف بالمشروع.
فاعتبرت بركات في كلمتها الشرعة
بمثابة خطوةً رائدة من شأنها أن تعبّد الطريق أمام تطوير الاستراتيجيّات
والممارسات التربويّة الوطنيّة في سبيل تعزيز دور التربية في بناء ثقافة العيش
معاً والمسؤوليّة الوطنيّة المشتركة في لبنان.
وتابعت، لا يسعننا إلّا أن نوجّه
تحيّة تقدير للمدارس الشريكة في برنامج ألوان بشخص المدراء والأساتذة والتلاميذ.
أنتم من حملتم معنا الرسالة منذ العام 2007، أنتم من رفعتم تجربة برنامج ألوان
الناجحة إلى مستوى وطني حتى أصبح البرنامج اليوم يضمّ شبكة واسعة من 32 مدرسة
خاصّة ورسميّة من كافّة المحافظات اللبنانيّة.
كما وهنأت اللبنانيين بهذا الإنجاز
الوطني الذي تشكّله "الشرعة الوطنيّة للتربية على العيش معاً"
أملة أن تكون هذه الشرعة، والمسار التربوي الناتج عنها، خطوةً نحو إعادة
بناء لبنان وطناً جامعاً يجاوب على تطلّعاتنا وأحلام شبابنا.
وبدوره دعى ابي االمنى، اللبنانيين
للولوج إلى جوهر الدين، والتلاقي على القيم المشتركة، وتجاوز الذاكرة المشحونة
بمشاهد العنف الطائفي والصور النمطية المشوّهة لحقيقة الآخر المختلف دينياً. مؤكدا
على أن "المواطَنة الجامعة هي الإطارُ السليم لاحتضان التنوّع، والتربيةِ على
تقدير هذا التنوُّع، وتوطيدِ ثقافة العيش معاً"، ليكتشف الطلابُ، من خلال
افتخارهم بوطنهم وبهويتهم الوطنية، أنهم يشتركون معاً في السعي للخير والإصلاح،
وفق مجموعة من القيم المشتركة".
معتبرا المدرسةَ واحةً للتلاقي
والتفاعل والتنوّع، فيها تنمو بذارُ الخير أو التعصُّب، وهي الأهمُّ والأخطر، لما
للمعلّم من دورٍ في تكوينِ وصقل شخصية الطالب، ولما للسياسة التربوية المعتمَدة من
تأثير في تحديد رسالة المعلّم.
"دعونا لا نشكّ بعد اليوم بوعي
شبيبتنا وصوابيّة تطلّعاتها. إنما علينا أن نفسح لهم المجال للتعبير عن رأيهم
وتحقيق أحلامهم. فأحلامهم أنقى من تطلّعاتنا ووحدتهم أقوى من نزاعاتنا وعزيمتهم
أثبت من شكوكنا. هذا ما شدد عليه الاب فادي ضو. والذي راى بدوره ان التربويّون
نجحوا في التوافق على هويّة الوطن المبنيّة على المواطنة الحاضنة للتنوّع، وعلى
سبل المحافظة عليه عبر التربية على العيش معاً. في وقت فشل السياسيّون في الاتفاق
على قواعد ثابتة لإدارة شؤون البلاد وتأمين المصلحة العامة.
شددت الدكتورة فياض، على ان الحديث عن
المواطنة يمكن ان يلخّص باحترام مقدّسات الوطن والتعامل مع قضاياه بقيم إيجابيّة
وبمسؤوليّة وبالاندماج مع الجماعة بروحٍ من التضامن والإخاء، والتحلّي بالسّلوك
الديمقراطيّ وقبول التعدّد، وحبّ العمل والتفاني فيه أملاً في رفع مردوديّة
المجتمع وانتاجيّته الاقتصاديّة والثقافيّة.
وتساءلت هل يكفي النشيد الوطنيّ كلّ
صباحٍ في مدارسنا لجعل أطفالنا يحسّون بالانتماء إلى هذا الوطن والإخلاص له
والتشبّث به؟ وهل تكفي المناهج وحدها في بناء المواطن المؤمن بمبادئ العدالة
والمساواة وبتعدّدية الآراء؟. أطفالنا بحاجة قبل كلّ شيء إلى معرفة بلدهم لأن
الأساس في المواطنة شعور ينمو من طريق المعرفة والمعايشة..
من جهته اشار السفير البريطاني
في لبنان على ان السؤال الدائم والمتكرر والذي يطرح في لبنان، هل لديك الشجاعة
لتتعايش مع الاخر؟. طالبا عدم الاكتراث للذين يقولون بان هناك خطوط فاصلة ما بين
الشرق والغرب، بين السنة والشيعة، وبين المسيحيين ومسلم، أو 8 آذار و 14، بينما
النزاع الحقيقي يقع في مكان آخر. واصفا اطلاق الشرعة الوطنية بمشروع وطني جديد،
يبني لبنان جديد مرتكز على تلك المبادى المشتركة.
وجاءت كلمة الختام لراعي الحفل الوزير
حسان دياب، والذي بدوره اعتبر ان التربية على المواطنة تسهم في الوقاية من
انتهاكات حقوق الانسان، وهي استثمار في اتّجاه إقامة مجتمع عادل يحظى فيه الأفراد
بالتقدير والاحترام.
واشار الى إن التربية على المواطنة
الحاضنة للتنوّع الديني، ليست بجديدة أو غريبة على لبنان، موطن القداسة، موطن
وطأته أقدام الانبياء والقدّيسين. ولكن التحدي اليوم هو في مواجهة الرياح السلبيّة
التي تعصف بالعالم هنا وهناك.
داعيا الى ادراك اهمية المفاهيم
المتصلة بالتنوّع الديني، وضرورة ربطها بمفهوم المواطنة، كي تظل مصدر غنىً ورقيّ،
لا أن تصبح مصدر شرذمة وانقسام.
وقدم طلاب من مختلف مدارس لبنان
الشرعة الوطنية للشخصيات المذكورة اعلاه بالاضافة الى منسق اتحاد المؤسسات
التربوية الخاصة في لبنان، الاب بطرس عازار.
وذلك بحضور لافت لعدد من السياسيين و رجال دين مسيحيين ومسلمين، بالاضافة الى
مدراء من المدارس الرسمية والخاصة في لبنان، وممثلين عن المجتمع المدني،
وعدد من الطلاب بصفتهم المؤتمنين على هذه الشرعة.
وفي الختام تم توزيع الشرعة الوطنية
على الحضور، بالاضافة الى نبذة عن البرنامج والمراحل المقبلة التي ستتضمن تطوير
البرامج والكتب التربوية، وتدريب الاساتذة، مع حلقات توعية عامة لكافة المعنيين.
داليا المقداد
منسقة الشؤون الاعلامية