الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ / الجمعة 22 آذار/مارس 2013

الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس

اللاتينيّ

يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب

وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟

(يوحنا 6: 68)

الجمعة 22 آذار/مارس 2013

يوم الجمعة الخامس من الزمن الأربعينيّ

إنجيل القدّيس يوحنّا .42-31:10

في ذلك
الزَّمان: أَتى اليَهودُ بِحِجارَةٍ ثانِيَةً لِيَرجُموا يسوع.
فقالَ لَهم يسوع: «أَرَيتُكم كثيرًا مِنَ الأَعمالِ الحَسَنةِ مِن عِندِ الآب، فِلأَيِّ
عَمَلٍ مِنها تَرجُموني؟»
أَجابَه اليَهود: «لا نَرجُمُكَ لِلعَمَلِ الحَسَن، بل لِلتَّجْديف، لأَنَّكَ،
وأَنتَ إنْسان، تَجعَلُ نَفْسَكَ الله».
أَجابَهم يسوع: «أَلَم يُكتَبْ في شَريعتِكم: قُلتُ إِنَّكُم آلِهَة؟
فإِذا كانَتِ الشَّريعَةُ تَدعو آلِهَةً مَن أُلْقِيَت إِلَيهِم كَلِمَةُ الله -
ولا يُنسَخُ الكِتاب -
فكَيفَ تَقولونَ لِلَّذي قَدَّسَه الآبُ وأَرسَلَه إِلى العالَم: أَنتَ تُجَدِّف،
لأَنِّي قُلتُ إِنِّي ابنُ الله؟
إِذا كُنتُ لا أَعمَلُ أَعمالَ أَبي فَلا تُصَدِّقوني.
وإِذا كُنتُ أَعمَلُها فصَدِّقوا هذهِ الأَعمال إِن لَم تُصَدِّقوني. فَتعلَموا وتُوقِنوا
أَنَّ الآبَ فيَّ وأَنيِّ في الآب».
فحاوَلوا مرَّةً أُخرى أَن يُمسِكوه، فأَفلَتَ مِن أَيديِهم.
وعبَرَ الأَردُنَّ مرَّةً أُخْرى فذهَب إِلى حَيثُ عَمَّدَ يوحَنَّا في أَوَّلِ
الأَمْر، فَأَقامَ هُناك.
فأَقبلَ إِلَيه خَلْقٌ كثيرٌ وقالوا: «إِنَّ يوحَنَّا لم يَأتِ بِآية ولكِنَّ
كُلَّ ما قالَه في هذا الرَّجُلِ كانَ حَقًّا».
فآمَنَ بِه هُنالِكَ خَلقٌ كَثير.

نصوص القراءات الليترجيّة الرسميّة: © المزامير بحسب طبعة القدس الثانية (1982) ©
وما تبقّى بحسب طبعة دار المشرق بيروت الثامنة (1982)

تعليق على الإنجيل:

القدّيس أوغسطينُس (354-430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
عظات عن إنجيل يوحنا، العظة 48

أن نمسكَ بالمسيح

"فإذا
كانَتِ الشَّريعَةُ تَدعو آلهَةً مَن وُجِّهت إليهم كَلمَةُ الله فكيف تَقولونَ
لِلَّذي قَدَّسَه الآبُ وأرسَلَه إلى العالَم: أَنتَ تُجَدِّف! ألأنّي قُلتُ إنّي
ابنُ الله؟" بالفعل، إذا كان الله قد كلّم البشر لكي يدعوا آلهة، أفلا يصحّ
أن تكون كلمتُهُ إلهًا، تلك الكلمة التي هي من الله وفي الله؟ وإذا كان البشر قد
أصبحوا مشاركين في طبيعة الله وأصبحوا آلهة لأنّ الله كلّمهم، فكم بالحريّ تلك
الكلمة التي هي مصدر ألوهيّتهم، أفلا يصحّ أن تكون إلهًا أيضًا؟ وأنتَ، عندما
تقتربُ من النور وتتلقّاه، تصبح في عداد أبناء الله؛ وعندما تبتعد عنه، تصبح
مظلمًا وفي عداد أبناء الظلمات...

فصَدِّقوا هذهِ الأَعمال إِن لَم تُصَدِّقوني. فَتعلَموا وتُوقِنوا أَنَّ الآبَ فيَّ
وأَنيِّ في الآب)) ألم يقل ابن الله: "الآب فيَّ وإنّي في الآب" بالمعنى
الذي يستطيع البشر قوله. في الواقع، إن كانت أفكارنا حسنة، نكون في الله؛ إن كانت حياتنا
مقدّسة، يكون الله فينا. حين نشارك في نعمته ونشعّ بنوره، نكون فيه وهو فينا.لكن
اعترف بما هو خاصّ بالربّ وبما هو عطيّة لخادمه. ما هو خاصّ بالربّ هو المساواة مع
الآب؛ أمّا العطيّة المقدّمة للخادم، فهي المشاركة في المخلّص.

"فحاوَلوا مرَّةً أُخرى أَن يُمسِكوه". يا ليتهم أمسكوه! لا لكي يعذّبوه
ويهلكوه، بل ليمسكوه بالإيمان والعقل! في هذه الأثناء التي أحدّثكم فيها، نريد
معًا أن نمسك بالمسيح. ولكن ما الذي نعنيه بهذه العبارة؟ أنتم تمسكون به عندما
تفهمونه. ولكنّ أعداء المسيح كانوا يسعون وراء هدفٍ آخر. أنتم تمسكون به لكي
تربحوا، لكنّهم كانوا يريدون أن يمسكوه لكي يخسروا. وبما أنّهم كانوا يريدون ذلك،
فما الذي فعله المسيح معهم؟ "أَفلَتَ مِن أَيديهم". لم يقدروا أن يمسكوه
لأنّ أيديهم كانت مجرّدة من الإيمان... أمّا نحن، فنقدر أن نمسك بالمسيح إذا
أدركنا جوهر الكلمة.