البيت الآرامي العراقي

زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 29 مارس 2013 Welcome2
زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 29 مارس 2013 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 29 مارس 2013 Welcome2
زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 29 مارس 2013 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

 زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 29 مارس 2013

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
siryany
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
avatar


زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 29 مارس 2013 Usuuus10
زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 29 مارس 2013 8-steps1a
الدولة : الدانمرك
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 8408
مزاجي : أكتب
تاريخ التسجيل : 13/09/2012
الابراج : الجوزاء

زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 29 مارس 2013 Empty
مُساهمةموضوع: زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 29 مارس 2013   زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 29 مارس 2013 Icon_minitime1الجمعة 29 مارس 2013 - 22:53

زينيت






العالم من روما







النشرة اليومية
- 29 مارس 2013







الأعداء الثلاثة





"بما أن البشر ينفصلون
عن الله لأسباب ثلاثة، أي طبيعتهم، خطيئتهم وموتهم، قام الفادي بتدمير هذه الحواجز
واحدًا تلو الآخر سامحًا للخالق والخليقة أن يلتقيا دون عوائق. فدمّر العائق الأول
من خلال أخذ الطبية البشرية، والثاني قتله في موت الصليب، بينما حطّم السور الثالث
عندما قام، ساحقًا إلى الأبد استبداد الموت على طبيعتنا"



(نيقولا كاباسيلاس)










البابا
فرنسيس






·
أول طوباويّ للبابا فرنسيس
الشهيد كارلوس مورياس



·
مداخلة الكاردينال بيرغوليو قبيل أن يصبح البابا فرنسيس

كلمات حقيقيّة منقولة بموضوعيّة من قبل الكاردينال أورتيغا



·
برغوليو: "الكنيسة مدعوّة إلى الخروج من ذاتها"

مشاركة الكاردينال خورخي ماريو برغوليو في التجمع العام للكرادلة



·
البابا فرنسيس يغسل أقدام سجينين مسلمَين
ويقول للمراهقين المساجين: لا تدعوا أحدًا يسرق رجاءكم



·
روزا مارغريتا، جَدَة البابا فرنسيس
"اللَّاهوتية"

"لقد علمتني الكثير عن الايمان "


مقالات
متنوعة






·
جسر راتزنغر: العبور إلى حقبة ما بعد الفاتيكاني الثاني (4)

قراءة نسكية في استقالة بندكتس السادس عشر


أخبار








·
ثقافة وفن : لبنان يشارك في مهرجان دوز العربي للفن الرابع
في تونس

مسرح اسطنبولي يمثل لبنان في مهرجان "دوز العربي للفن الرابع" في تونس





صلاة





·
رتبة درب الصليب يترأسها قداسة الحبر الأعظم البـابـا
فرنسـيـس - تأمـلات الشـبيبة اللبنــانية

بإشراف صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي


عظات





·
عظة واعظ الدار الرسولية بمناسبة يوم الجمعة العظيمة

لنُبَرَّر مجانًا بالإيمان، وبدم يسوع المسيح


تأملات





·
موت المسيح
ألم يكن بمقدور الله إختيار طريقة أفضل من تقديم إبنه ذبيحة لخلاصنا ؟ وبالوقت
الذي لم يقبل، خلال تاريخ الخلاص أي ذبيحة بشرية ؟













البابا فرنسيس














أول طوباويّ للبابا فرنسيس




الشهيد كارلوس مورياس





بقلم ماري يعقوب



الفاتيكان, 29 مارس 2013 (زينيت) - إن رغبة فرنسيس حتى قبل أن يصبح الحبر
الأعظم هي الإعلان عن تطويب الشهيد كارلوس مورياس، راهب فرنسيسكاني تم تعذيبه بشكل
وحشيّ وقتل في ظلّ الدكتاتوريّة العسكريّة عام 1976. ولذلك أول طوباويّ سيكون
كارلوس.



ولد كارلوس في قرطبة في 10 أكتوبر
1945. والده كان رجل غنيّ وسياسيّ معروف. أراد من ابنه أن يصبح جنديًّا لامعًا،
ولذلك بعث به إلى المدرسة العسكريّة. ولكن هذه لم تكن مشيئة كارلوس، إذ أنه عند
انتهاء المدرسة دخل فوراً إلى الإكليريكيّة وبعدها بقليل سامه الأسقف المتشدد
إنريكي أجيليللي كاهناً في لا ريوخا.



بعث به الأسقف إلى منطقة اسمها
الكاميكال، برفقة كاهن فرنسيّ اسمه غابريل لونغفيل، حتى يقومان بتأسيس جماعة
فرنسيسكانيّة. بدأ بتلقيّ التهديدات، والاستدعاء إلى الثكنة حيث قام الجنود بالشرح
له قائلين: "إن كنيستك ليست الكنيسة التي نؤمن بها". ولكن كارلوس لم
يستمع إليهم وتابع عمله، وهكذا في 18 يوليو 1976، خطف مع غابريل وتمّ سجنهما وبعد
يومين وجد جثمانهما في الحقل، وقد فقئت عيناه وقطعت يديه، وذلك قبل اطلاق النار
عليه.



واجه الأسقف أنجيليللي الشيج خلال
الدفن، محملاً اياهم مسؤوليّة ما جرى، ولكن بعد اسبوعين تعرضت سيارته لحادث مفتعل،
تسبب بموته. ولكن الشرطة قد أقفلت الموضوع على أنه حادث سير فقط، ولكن السلطات
اليوم أعادت فتح الملف وبدأت بالتحقيقات اللازمة لكشف الجريمة.



وهنا نصل إلى بيرغوليو، أي البابا
فرنسيس وما صنعه في ذلك الوقت. قام الأب ميغيل لا شيفيتا بوصف ما قد رأى وسمع،
وذلك عمل بيرغوليو الذي قام بإخفاء الإكليريكيين في دير اليسوعيين الذي كان مديره،
وحوّل الدير إلى مركز لمساعدة المضطهدين وتجهيز أوراقهم المزوّرة لكي يتمكنوا من
الهروب. وقد أكّد على هذه الأخبار، القاضي أليسيا أوليفيرا، التي هي بدورها كانت
مضطهدة والتي أصبحت اليوم ناشطة في حقوق الإنسان.



إن موت كارلوس قد أثّر كثيراً على
بيرغوليو. ولذلك عندما بدأت معاملات تطويب كارلوس قام الكاردينال بيرغوليو
بالموافقة الفوريّة على الموضوع، كان ذلك عام 2011، وكان حذراً جدّاً، إذ أنه تابع
الأمر بسريّة تامة خوفاً من ردود فعل الأساقفة المسنين في الأرجنتين، الذين يرفضون
أن تكون الأسباب هي الالتزام الإجتماعي.
















مداخلة الكاردينال بيرغوليو قبيل أن
يصبح البابا فرنسيس





كلمات حقيقيّة منقولة بموضوعيّة من قبل الكاردينال أورتيغا





بقلم ماري يعقوب



الفاتيكان, 29 مارس 2013 (زينيت) - ان مداخلة الكاردينال بيرغوليو خلال
المجمع العام، قد نالت اعجاب الكاردينال أورتيغا، الذي طلب منه نسخة
والإذن بنشرها بعد انتهاء الكونكلاف. حيث أنّ الكرادلة قد اختاروا الكاردينال
بيرغوليو ليكون خليفة القديس بطرس دفع الأمر بالكاردينال أورتيغا للطلب مجدّداً من
الحبر الأعظم الإذن بنشر مداخلته.



أبان عودته إلى كوبا نشر الكاردينال
أورتيغا المداخلة بمجلّة أبرشيّة هافانا ’الكلمة الجديدة’، وبعد ذلك أرسل مديرها
أورلاندو ماركيز، نسخة إلى زينيت لنشرها.



ننقل إليكم زينيت النص باللغة
العربيّة بعد أن تمّ نشره باللغة الإسبانيّة:



يتمحور النص حول أربع نقاط أساسيّة
تعكس وجهة نظر الكاردينال بيرغوليو لكنيسة اليوم.



الفرح الحلو
والمشجّع للتبشير



أشار إلى التبشير. انه علّة
وجود الكنيسة. "لنحافظ على الفرح الحلو والمشجّع للتبشير، حتى عندما يستدعي
الأمر (...) فليعلن ولتغرس الكنيسة في قلب العالم"(بولس السادس). إنه يسوع
المسيح ذاته هو الذي يحضّنا من الداخل.



- التبشير يفترض الغيرة الرسوليّة
الحماس . يفرض التبشير على الكنيسة الشهادة لذاتها. ان الكنيسة مدعوّة للخروج من
ذاتها والذهاب إلى الضواحي، ليس فقط الجغرافيّة منها، ولكن تلك الوجوديّة: حيث
يكمن سرّ الخطيئة، الألم، الظلم، الجهل، حيث لا تقدير لرجال الدين، للفكر، وحيث
تجتمع المآسي.



-عندما لا تنطلق الكنيسة للتبشير، تصبح
مرجعيّة لذاتها وتمرض (راجع. شفاء المرأة المنحنية إنجيل لوقا (13,10-17))
. المساوئ التي، على مرّ الزمن، تؤثّر على المؤسسات الكنسيّة هي
المرجعّية الذاتيّة ونوع من النرجسية اللاهوتيّة. في سفر الرؤيا يقول يسوع بأنه
واقف عند الباب يقرع. حتماً إن النصّ يشير إلى أنه يقرع الباب من الخارج ليدخل...
ولكني أفكّر باللحظات التي يقرع فيها يسوع من الداخل حتى يتمكن من الخروج. إن
الكنيسة التي تعتقد نفسها مرجعيّة لذاتها حصريّة تحبس المسيح في كنفها والسماح له
بالخروج.



-عندما تكون الكنيسة مرجعيّة لذاتها،
تؤمن بطريقة لا إراديّة بأنها تمتلك نور خاص. ولا تهدف إلى نشر سرّ النور بل على
العكس تتجه نحو الأسوأ المعروف بالروحانيّة العالميّة (حسب دو لوباك، إنه أسوأ
أنواع الشرّ الذي قد يضرب بالكنيسة). الكنيسة تحيا لكي تعطي مجد أشخاص إلى
آخرين. بكلمات بسيطة هناك صورتان للكنيسة: كنيسة التبشير التي "تسمع كلام
الله وتعلن الإيمان" والكنيسة الدنيويّة التي تعيش بحدّ ذاتها لذاتها. هذا
التحليل يجب أن يسلّط الضوء على امكانيّات التغيرات وعلى الإصلاحات التي يجب أن
تكون من أجل خلاص النفوس.



-ونحن نفكّر بالبابا المقبل، هناك
حاجة لرجل، انطلاقاً من التأمل والعبادة ليسوع المسيح، يساعد الكنيسة للخروج من
ذاتها نحو الضاحية الوجوديّة للإنسانيّة، بطريقة تكون بها أم خصبة
"للفرح الحلو والمشجّع للتبشير".
















برغوليو: "الكنيسة مدعوّة إلى
الخروج من ذاتها"





مشاركة الكاردينال خورخي ماريو برغوليو في التجمع العام للكرادلة





بقلم بياتريس طعمة



الفاتيكان, 29 مارس 2013 (زينيت) - احتفلَ الكاردينال خايمي أورتيغا بقداس
الميرون يومَ السبت ٢٣ مارس وهو القدّاس الأوّل له في كوبا بعدَ استقالة البابا
بندكتس السادس عشر وبعدَ مشاركته في الاجتماع السري الذي انتخب البابا فرنسيس
وكشفَ خلال العظة التي ألقاها عن بعض ما جاء في مشاركة الكاردينال خورخي ماريو
برغوليو في التجمع العام للكرادلة قبل انعقاد المجلس السريّ وقد وجّهها في وقت
لاحق برغوليو الذي أصبحَ البابا فرنسيس مكتوبة بخط اليد إلى رئيس أساقفة هافانا.



وأشارَ الكاردينال أورتيغا المتحدّث
باسم رئيس أساقفة هافانا أورلاندو ماركيز في حديث له مع زينيت إلى
"التجديد" الذي تعيشه الكنيسة مع انتخاب خلف لبطرس وصرّحَ بكلام الحبر
الأقدس فرنسيس حول رسالة الكنيسة بعدَ أن أخذ إذنه.



وأهمّ النقاط التي جاءت في مشاركة
الكاردينال برغوليو مع إخوته الكرادلة تتعلّق أوّلًا بالتبشير فقال "إنّ
الكنيسة مدعوّة إلى أن تخرج من ذاتها وتذهب نحو جميع الحدود" لا الحدود
الجغرافيّة فقط بل الحدود الوجوديّة التي تظهر داخل الخطيئة والألم واللاعدالة
والجهل والرئاسة الدينيّة والفكر والبؤس.



وتحدّث ثانيًا عن تقوقع الكنيسة أي
أنّها واقعة في "لاهوت نرسيسي" فالكنيسة التي لا تخرج للتبشير ستمرض.



وقال إنّ الكنيسة حين لا ترى إلّا
نفسها فهي تترك الروح الدنيويّة تعمل فيها ودعا إلى تسليط الضوء على التغييرات
والإصلاحات التي يجب على الكنيسة اتّباعها.



وقد تمنّى الكاردينال برغوليو من
البابا الذي سينتخب ـ ولم يكن يعلم في حينها أنّه سيكون هو البابا الجديد- تمنّى
أن يكون "رجلًا يُساعدُ الكنيسة بعدَ التأمّل بحياة يسوع المسيح إلى الخروج
من ذاتها والانطلاق نحو الحدود الوجوديّة" وأن يكون رجلًا يعيش بفرح وسعادة
التبشير.
















البابا فرنسيس يغسل أقدام سجينين
مسلمَين





ويقول للمراهقين المساجين: لا تدعوا أحدًا يسرق رجاءكم





بقلم روبير شعيب



روما, 29 مارس 2013 (زينيت) - عندما يُجسد مسيحي منطق المسيح يسلب
القلوب، وبشكل خاص إذا ما كان بابا، أسقف روما. فبعد أن عودنا - للأسف - تاريخ
الكنيسة على النظر إلى البابا كأمير ورئيس دولة، جاءنا هذا البابا الثوري خادمًا،
يحتفل بالقداس ببساطة مع العاملين في حدائق الفاتيكان، يصافح جميع الأشخاص الذين
يشاركون في قداسه، ينزل عن البابا موبيلي ليصافح الاطفال، المرضى والمخلعين. يقوم
بدوره كـ "خادم خدام الرب".



هذا وقد احتفل البابا أمس الخميس
بقداس تأسيس الافخارستيا وخميس الغسل مع المساجين في سجن كازال ديل مارمو للقاصرين
في روما.



وكان من بين المساجين الاثني عشر
الذين اختيروا للمناسبة شابين مسلمين قبلا تواضع البابا. كما وكان بين الاثنين عشر
فتاتين.



وقد شرح الأب فيديريكو لومباردي مدى
التأثر وبشكل خاص عندما ركع البابا المتقدم بالسن على ركبتيه الاثنتين أمام هؤلاء
الفتيان معبّرا عن حب المسيح، غاسلاً أقدامهم ومقبلاً لها.



وخلال القداس الإلهي صافح البابا جميع
الفتيان والفتيات المساجين فردًا فردًا. وعانق معظمهم البابا والتأثر باديًا
عليهم.



وبدا البابا على ارتياح كبير في ذلك
الجو العائلي، وبغض النظر عن الانتماء العرقي والطائفي عانق البابا الجميع بعطف
وفرح ملموسين.



وعلقت وزيرة العدل باولا سيفيريني على
الحدث معبرة عن تأثرها أيضًا مشيرةً إلى أنها رأت في الأب الأقدس "الحارس
الأول لرجاء الفتيان" لأنهم بالرغم من كل ما مروا بهم "يحلمون حياة
مستقبلية بسيطة وصادقة".



وكان البابا فرنسيس قد قال للفتيان
بعد انتهاء القداس: أنا سعيد لأني معكم. سيروا إلى الامام، ولا تدعوا أحدًا يسرق
رجاءكم. هل فهمتم!؟ سيروا دائمًا إلى الأمام مع شعلة الرجاء!".
















روزا مارغريتا، جَدَة البابا فرنسيس
"اللَّاهوتية"





"لقد علمتني الكثير عن الايمان "





الفاتيكان, 29 مارس 2013 (زينيت) - بقلم اندريا تورنيلِّي



كما اعتاد في الماضي على ارتجال
عظاته، منذ كان كاهنا، رفع البابا فرنسيس يوم امس ايضا عينيه عن النص المكتوب،
بعد ان قرأ "من جملة الجروح التي اثخن بها الشرُّ البشريةً ،
الشغف وحب المال" وقال: "كانت جدتي تقول لنا دائما ونحن صغارا:
ليس للكفن جيوب، نحن مضطرون ان نترك كل الخيرات التي حصلنا عليها على الارض، ولن
نأخذها معنا في رحلتنا الأخيرة". وهكذا وعلى غير عادة القداديس البابوية في
ساحة القديس بطرس، فان اقتباس من جَدَة البابا فرنسيس كان له مكان في عظته يوم احد
الشعانين.



كان البابا فرنسيس يُشيُر الى والدة
ابيه، روزا مارغريتا فازالُّو، والمولودة عام 1884 في فالبورميدا (ايطاليا) وكانت
قد تزوجت في تورينو من جوفاني بيرجوليو، ومنهما وُلِدَ عام 1908 والد البابا
واسمه ماريو. وفي شهر كانون الثاني (يناير) من عام 1929 تركت عائلة
بيرجوليو بورتاكومارو (ايطاليا) وشدت الرحال الى بوينوس ايريس، ليَلْتَمَّ
شملُهُم مع باقي افراد العائلة الذين هاجروا الى الارجنتين. ورغم الجو الحار
والمشبع بالرطوبة، في النصف الجنوبي من الكرة الارضية، وفي شهر كانون
الثاني، وهو ذروة فصل الصيف، كانت السيدة روزا، تأتزر معطفا ثقيلا مع قبة من فرو
الثعلب، وهو غير مناسب لمثل ذلك الجو الحار، لكن في بطانة ذلك المعطف كانت تخبئ كل
عوائد بيع ممتلكات العائلة.



ولد جورج الصغير في شهر كانون
الاول (ديسمبر) من عام 1936. ومنذ نعومة اظفاره كان يقضي بعضا من اليوم في
منزل اجداده، حيث نقل عنهم بعضا من لهجة منطقة "بيدمونت"، ولكن بشكل خاص
اخذ عنهم الايمان المسيحي. وفي مقابلة اجراها معه راديو رعية مدينة فيلا 21
الفقيرة من ضواحي مدينة باراكاس، واذيعت في شهر تشرين الثاني(نوفمبر)
المنصرم، (وهي احدى احياء الاكواخ الفقيرة في بوينس ايرس،) قال من اصبح البابا
فيما بعد:" ان من علَّمني الصلاة هي جدتي. فقد تركت اثرا عميقا من الايمان في
داخلي، وكانت تروي لي قصص القديسين.



وقبل بضعة اعوامٍ، وفي مقابلة
مع شبكة “إي دبليو تي إن) (
EWTN) الامريكية والتي ما زال بالامكان مشاهدتها على الرابط التالي: (cantualeantonianum.com
قال الكاردينال بيرجوليو (( في احدى المرات، يوم كنت في المعهد الاكليريكي، قالت
لي جدتي:"لا تنسَ ابدا انك ستصبح كاهنا، واهم شيء بالنسبة للكاهن هو
اقامة القداس". ورَوَتْ لي عن امٍ انها قالت لإبنها، وقد كان ابنها حقيقة
كاهنا قديسا :" إحْتَفِل بالقدَّاس، كلِّ قداسٍ، كما لو كان أوَّل وآخِر
قداسٍ لكَ"))



وفي مقابلة مع مجلة "
اليسوعي" اخبر الكاردينال بيرجوليو انه يحتفط بداخل كتاب الفرض الخاص به، وهو
كتابُ صلوات يومية من مجلدين يحمله معه دائما حتى في اسفاره، يحتفظ بمخطوطة من
جدته. والمخطوطة عبارة عن وصية صغيرة تركتها لاحفادها من عائلة بيرجوليو ويُقرأ
فيها ما يلي: " أطلبُ لاحفادي هؤلاء، والذين احببتهم من كل قلبي، ان
يعيشوا حياة سعيدة وطويلة الأمد ، واذا حصلَ واصابهم في يوما ما ألمٌ
او مرضٌ او فقدانُ عزيزٍ عليهم ، وجعلهم يشعرون بالحزن، ان يتذكروا بأن
تَنَهُداَ أمام بيت القربان، حيث يوجد اكبر الشهداء وبِكرهم، وأن نظرة الى القديسة
مريم الواقفة تحت الصليب، يمكنهما ان يصبا نقطة من البلسم لتشفي الجراح الاكثر
عمقا وألما."



وفي اول صلاةٍ " السلام
الملائكي" له؛ يوم الاحد الموافق 17 اذار، استشهد البابا فرنسيس بسيدةٍ
اخرى كبيرة بالسن، ولم تكُن جدته، ولكنه كان يناديها " جدتي" حسب
العادات التقليدية في الارجنتين. وكانت سيدة متقدمة بالسن، وقد ذهبت للاعتراف عنده
عندما كان اسقفا، وقالت له:" لو لم يغفر اللهُ للجميع، لما وُجِدَ العالم".
وقد علَّق البابا فرنسيس في يوم ذاك الاحد قائلا:" كان بودي ان اسألها: ارجو
ان تخبريني يا سيدتي، هل درست في الجامعة الغريغورية"؟



اذن علينا ان نتعود على مثل هذه
الاستشهادات والاقتباسات القريبة جدا من ايمان البسطاء، والفعالة والتي يمكن
للجميع فهمها، وسوف ينثرالبابا الكثير منها على خطاباته وعظاته. وهي ما يميز اسلوب
البابا الذي بقي كما هو، حتى في طريقة العيش التي يفرضها عليه مركزه. وقد
احضر معه من الارجنتين، زوجين اسودين من الاحذية القديمة ، والتي قام للتو باصلاح
نعليهما، حسبما ذكرت فيرجينيا بونار، وهي احدى المتعاونات مع رئيس اساقفة
الارجنتين سابقا، وذلك في برنامج "على صورته" الذي اذيع على
قناة "راي1" (
Rai Uno) الايطالية.



ترجمها عن الايطالية -
سامح المدانات


عدل سابقا من قبل siryany في الجمعة 29 مارس 2013 - 23:02 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
siryany
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
avatar


زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 29 مارس 2013 Usuuus10
زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 29 مارس 2013 8-steps1a
الدولة : الدانمرك
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 8408
مزاجي : أكتب
تاريخ التسجيل : 13/09/2012
الابراج : الجوزاء

زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 29 مارس 2013 Empty
مُساهمةموضوع: تكملة الموضوع   زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 29 مارس 2013 Icon_minitime1الجمعة 29 مارس 2013 - 22:54

مقالات متنوعة













جسر راتزنغر: العبور إلى حقبة ما بعد
الفاتيكاني الثاني (4)





قراءة نسكية في استقالة بندكتس السادس عشر




بقلم الأب د. ميشال روحانا الأنطوني



الفاتيكان, 29 مارس 2013 (زينيت) - ·
حقبة ما بعد الفاتيكاني الثاني



على هذه الخامة من الكنيسة المحرّرة،
تبدأ اليوم حقبة ما بعد الفاتيكاني الثاني. لذلك، لم يكن من المستغرب أن نرى
فرنسيس الأسيزي ينبعث من خلال الكاردينال جورج بيرغوليو ليخلف بندكتوس السادس عشر.
يذكرنا هذا الانبعاث بالعلاقة التي ربطت مؤسّس الرهبانية اليسوعية القديس إنياس دي
لويولا بملهمه القديس فرنسيس. أليس كاثوليك أميركا اللاتينية هم بالنتيجة نتاج
تضافر الجهود (السينرجيا) بشكل أساسي بين هاتين الرهبانيتين الرسوليتين ؟



المفارقة المميّزة هي أن نلاحظ أن
فرنسيس الأسيزي الذي كان قد أُرسِل من قِبَل العناية الإلهية، في ملء من الزمن،
يطلّ مجدداً من خلال راهب يسوعي ينحني أمام "جسد المسيح السرّي المتألم
" الممثّل بالشعب المؤمن الحاضر في ساحة مار بطرس، ليسأله بركته قبل أن يعطيه
هو البركة بدوره، وذلك كطلب أدبي منه لتأييده كما لو أنه تأييد المسيح بذاته.



إن ما قام به البابا فرنسيس مختلف
بنوع مختلف عما عرفناه عند أسلافه في حقبة الفاتيكاني الثاني، لأن هذا الاختلاف
ليس من زمنية هذا العالم. نضيف أيضا، من باب علامات الأزمنة، أنه ساعة إطلاق حركة
"الكرازة الجديدة" السنة الماضية، ما من أحد كان يتوقع تنحّي بندكتس
السادس عشر ووصول شخص بهذا المفهوم الأقصى للتواضع إلى السدّة البطرسية. إنه عمل
الروح القدس.



ختام:



بفضل تنحّي جوزيف راتزنغر قد تمّ كشف
علامات زمن حقبة الفاتيكاني الثاني، واستنادا إلى هذه العلامات قد بنينا قرارنا
باعتبار حبريّته جسر العبور إلى حقبة ما بعد الفاتيكاني الثاني. إننا مقتنعون
بحريّة الضميري هذه التي تحترم حقّ التنحّي من السدّة البطرسية والذي طبّقه
بندكتوس السادس عشر على نفسه حاكما عليها بميتة مسبقة للموت الطبيعي. إن هذه
الخطوة لإنجيلية بالصميم وقد بات هذا البابا الذي، من لحظة تنحّيه أسبغت عليه
فعاليات البشرية لقب "العظيم"، مرجعا لها، معترفة بالوقت نفسه بعظمة ما
تنحّى عنه. ماذا ستكون عليه علامات الزمن التي ستحدّد خريطة طريق الحقبة الجديدة؟
ها إن قداسة البابا فرنسيس من مجرّد اختياره اسمه، قد بدأ بإبراز معالمها نظريا
وتطبيقيا، بالفعل قبل القول، بالمثل المعيوش أكثر منه بالوعظ وأهمها اليوم، بالرغم
من قلّة الأيام التي مرّت هي: "إخلاء الذات الفاتيكانية" وتجسّد
البابوية بالإنسانية وحمل صليبها على مَنكِبَي كنيسة تتطابق مع مسيحها مطابقة تامة
حتى الموت اليومي على الصليب فالقيامة اليومية، والتجدّد كما الفينيق. إذا ما
رغبنا بمعرفة المزيد عن أهميّة "جسر راتزنغر" ما علينا إلا أن نتابع عن
كثب إلهامات فرنسيس البابوي.



















أخبار













مالالا: الفتاة التي تعرّض لها
الطالبان تعود إلى المدرسة





ثمن الشجاعة والنضال




الفاتيكان, 29 مارس 2013 (زينيت) - عادت مالالا يوسافزاي إلى المدرسة،
إنها فتاة الخامسة عشر عاماً الباكستانيّة، التي قام الطالبان بالتعرّض لها في
أكتوبر الماضي.



نذكّر أنه في ذلك الوقت قد تعرّضوا
لها بسبب نشاطها ودفاعها عن قضيّة تعليم المرأة في الباكستان، ان شجاعتها وقوتها
هزّا العالم بأسره.



انتقلت مع عائلتها للعيش في المملكة
المتحدة، في برمنجهام حيث بدأت بالذهاب إلى المدرسة، وذلك بعد أن تخطّت عمليتين
خطيرتين في رأسها من بعد الاعتداء.



قالت الفتاة: "إنه أهمّ يوم في
حياتي، والأسعد إذ أني أعود إلى المدرسة. لقد حلمت كثيراً بالوصول إليه، وأعتقد
أنه يحقّ للجميع بالذهاب إلى المدرسة، إنه حقّ"، وهذا يظهر عن مدى شجاعتها
وقوتها وإرادتها.
















ثقافة وفن : لبنان يشارك في مهرجان
دوز العربي للفن الرابع في تونس





مسرح اسطنبولي يمثل لبنان في مهرجان "دوز العربي للفن
الرابع" في تونس





بيروت, 29 مارس 2013 (زينيت) - يستعد الممثل والمخرج قاسم إسطنبولي
للمشاركة في فعاليات مهرجان " دوز العربي للفن الرابع" وذلك بدعوة من
وزارة الثقافة وبلدية دوز , النسخة الثامنة دورة المرحوم الفنان علي بناجي ,
وبمشاركة كل من تونس والمغرب والجزائر وليبيا ومصر ولبنان .



وسوف يتم عقد المهرجان من 5 الى 10
افريل 2013 في دار المسرح بمدينة دوز التونسية .



مسرحية" قوم يابا
"مونودراما تتحدث عن تاريخ الشعب الفلسطيني من قبل 48 وحتى يومنا الحاضر ، عن
الكاتب الفلسطيني سلمان الناطور من كتابه "ذاكرة " وقد بدأ اسطنبولي عرض
المسرحية أثناء العدوان على غزة في بيروت وذلك في الشوارع والساحات العامة وأمام
السفارات وبيت الامم المتحدة ، وفي المخيمات الفلسطينية والجامعات وفي المهرجان
الدولي للمسرح بالجزائر، وبذكرى النكبة في مدريد وباريس وهولندا .



وقد أعرب إسطنبولي عن سعادته
بالمشاركة في هذا العرس الثقافي التونسي وأهمية التبادل والتلاقي الثقافي بين
الدول العربية .



والجدير بالذكر أن مسرحية "قوم
يابا"عرضت مؤخرا ً في المهرجان الدولي للمسرح بتشيلي , وتعتبر مسرحية "
تجربة الجدار" و" زنقة زنقة " و " الجدار" من أشهر أعمال
مسرح اسطنبولي .
















البطريرك ساكو يغسل أرجل كهنته




بقلم الأب ألبير هشام



بغداد, 29 مارس 2013 (زينيت) - ببادرة هي الأولى من نوعها، قام غبطة
البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو صباح يوم خميس الفصح، 28 آذار 2013، بغسل
ارجل اثني عشر من كهنة بغداد، "مصدر فخرنا في الخدمة"، على حدّ قول
غبطته.



وأراد غبطته بهذا البادرة أن يتمّ
"تجديد تكريسنا لخدمة الناس". وفي هذا الصدد، شرح غبطته في موعظته معنى
العهد الذي قطعه الله مع شعبه، وضرورة حفاظنا على هذا العهد في خدمتنا.



وحضر مراسيم غسل الأرجل والقداس
الفصحي سعادة السفير البابوي جورجو لنغوا وسكرتيره المونسنيور جورج، الذي كان
واحدًا من التلاميذ الاثني عشر.



وبعد القداس تقاسم الجميع غذاء المحبة
للاحتفال بعيد الكهنة.



ومن الجدير بالذكر أن أبرشية بغداد
الكلدانية تحوي اليوم 18 كاهنًا يخدمون في خورنات بغداد أغلبيتهم من الكهنة
الشباب.



















صلاة













رتبة درب الصليب يترأسها قداسة الحبر
الأعظم البـابـا فرنسـيـس - تأمـلات الشـبيبة اللبنــانية





بإشراف صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس
الراعي





الفاتيكان, 29 مارس 2013 (زينيت) -



رتبة
درب الصليب




يترأسها




قداسة
الحبر الأعظم البـابـا فرنسـيـس




تأمـلات



الشـبيبة
اللبنــانية




بإشراف



صاحب
الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال




مار
بشاره بطرس الراعي




تنسيق



مكتب راعوية الشبيبة



في الدائرة البطريركية



الملعب
الروماني - الكوليزيه


روما، 29 آذار 2013




درب الصليب والشبيبة: جسر عبور إلى الرجاء



أوكل الطوباوي يوحنا بولس
الثاني "صليب المسيح" إلى الشبيبة في بدء مسيرة "الأيام العالمية
للشبيبة"، ليحملوه إلى العالم كعلامة لمحبّة يسوع اللامتناهية للبشريّة، وكان
مصمّماً على المشاركة في هذه "الأيام العالمية" في آب 2005 في كولونيا -
ألمانيا، ولكن بسبب وفاته قبل انطلاقتها، تسلّم الشعلة منه خلفه البابا بنديكتوس
السادس عشر.



وهكذا شكّل هذا التجمّع الشبابي جسر
عبور بين البابا الطوباوي والبابا الخَلَف.



واليوم، التاريخ يعيد نفسه. فبعد
إستعداد البابا بنديكتوس للرحلة إلى الريّو في البرازيل لترؤس احتفالات «الأيام العالمية
للشبيبة» في تموز 2013، يتنحّى عن منصبه ويقدّم بالتالي إلى خَلَفِه البابا فرنسيس
مسيرة صليب الشباب.



هذا الصليب لم يتركه البابا بنديكتوس
بل ذهب ليعانق المصلوب كما أعلن؛ فالمسيح هو الربّان الحقيقي لسفينة الكنيسة ولن
يدعها تغرق... وأراد بذلك أن يعطي أمثولة للعالم وبخاصّة لمسيحيي الشّرق الأوسط
الذين يرزحون تحت صليب العنف والحروب والقلق على المصير، فأوكل، هذه السنة، إلى
شبيبة لبنان إعداد تأمّلات مراحل درب الصّليب التي يحتفل بها البابا يوم الجمعة
العظيمة في الكوليزيه في روما، لكي يُعبّروا عن آلام المسيحيّين وآفاق الرجاء.
إنّها المرة الأولى التي يُطلب فيها من شبيبةٍ أو من بلد إعداد مثل هذه التأمّلات،
ففاجأ البابا بندكتوس الشبيبة اللبنانية بهذا التكليف، بسبب ما ترك الشباب في قلب
البابا من أثر عميق أثناء لقائه بهم في زيارته التاريخيّة إلى لبنان في أيلول
2012، وكانت آخر رحلة رسوليّة له. هكذا، دعاهم، وبواسطتهم كلَّ مسيحيي الشّرق
الأوسط، ألاّ يتركوا الصّليب بل أن يعانقوا المصلوب. فاعتبر الشباب أن ارغبة
البابا وصيّةً من قلبه، فيما يبدأ آخر مرحلة من حجّه على هذه الأرض، وكم تأثّروا
عندما رأوه يحرم نفسه من هذا الاحتفال، ويعهد بهم إلى خلفه البابا فرنسيس. هكذا
تكون شبيبة لبنان قد تجلّت كجسر عبور وأمانة غالية بين البابا وخلفه.



نسّق المكتب البطريركي لراعوية
الشبيبة إعداد التأملات بروحٍ من الشركة مع جميع شيببة الكنائس الكاثوليكية وكلّ
قطاعات الشبيبة،* وحملت هذه التأملات هموم الشبيبة اليوم وآلام شرقنا المعذّب
وجراحه موحِّدةً إيّاها مع آلام المسيح وصلاة الكنيسة الجامعة ليحوّلها الربّ إلى
ربيع سلام ورجاء وقيامة.



واليوم، تبقى الشبيبة خادمةً للصليب
الذي هو جسر العبور من الموت إلى القيامة في كلّ ظروف الحياة، وتُدركُ مع البابا
فرنسيس ما قاله في قدّاسه الأوّل: "إذا سرنا من دون الصليب، أو بنينا الكنيسة
من دون الصليب، أو اعترفنا بالمسيح من دون الصليب، تعطّلَ كلُّ شيء. إنّها الدعوة
للتحلّي بالشجاعة من اجل السَّير تحت راية صليب المسيح، وبناء الكنيسة على صخرته،
الاعتراف بالمسيح المصلوب والقائم من الموت، فاديًا وحيدًا ومخلّصًا".



+ الكردينال بشاره بطرس
الراعي



بطريرك أنطاكيه وسائر المشرق



____________________



* وزّع مكتب راعوية الشبيبة البطريركي
تحضير تأملات المراحل بطريقة القرعة على لجان الشبيبة اللاتينية والملكيّة
والسريانيّة والكلدانية والقبطية والمارونية وعلى قطاعات الطلاّب الجامعيين
والثانويين والنشئ الرهباني والاكليريكي والحركات الرسوليّة والجمعيات الاهليّة
وذوي الاحتياجات الخاصة والجماعات الشبابية المسكونيّة والمهتمّة منها بالحوار مع
الأديان. بالتنسيق مع لجنة راعوية الشبيبة في المجلس الرسولي العلماني. وذلك بعد
أن حضّرت لجنة مُشرِفة ضمّت مكتب راعوية الشبيبة البطريركي مع أخصّائيين بالكتاب
المقدّس واللاهوت الروحي والعقائدي، نصوص ونقاط التأمل وعناوي التأوين لكل مرحلة
من درب الصليب من الإرشاد الرسولي : الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة. والرسالة
الحبرية باب الإيمان.



مقدمة


«أسرعَ إليه رجلٌ فجثا له
وسأله : أيّها المعلّم الصالح، ماذا أعملُ لأرثَ الحياةَ الأبديّة؟» (مرقس 10:
17).



عن هذا السؤال الّذي يُلهبُ عمقَ
كِيانـنـَـا ، أجابَ يسوعُ بسلوكه دربَ الصليب.



يا ربّ، إنّنا نـَنظُر إليكَ وأنت على
درب الألم الذي في نهايتِه «جعلتَ من صليبك جسرًا إلى الموتِ لكي يعبُرَ عليه
البشرُ من دنيا الموتِ إلى دنيا الحياة» (مار أفرام السريانيّ).



الكلُّ مدعو إلى السّيرِ على خطاكَ،
لاسيما الشباب والذين يُعانونَ من الإنقسامات والحروبِ والظلمِ ويسعَون إلى أن
يكونوا، بين إخوتهم، علاماتِ رجاءٍ وصانعي سلام.



اننا نقدّم أمامَكَ ذواتِنا بمحبّة،
نقدّم آلامَنا موجّهينَ انظارَنا وقلوبَنا إلى صليبِك المقدّس ونصلِّي محافظينَ
على العهد: «مباركٌ من فدانا بموته فأحيانا. يا فادينا. حقّق فينا سرَّ الفداء،
الآلامَ وموتَك والقيامة»



(من الليتورجيا المارونيّة).




المرحلة الأولى




يسوع
يُحكم عليه بالموت


- نسجـدُ لكَ أيهـا المسـيح
ونبـارِكـُك / - لأنـَّك بصليبـك المقـدّس خلَّصتَ العـالـــم



«فتكلّم بيلاطس ثانياً قال لهم:
«فماذا أفعل بالذي تدعونَه ملك اليهود ؟» فعادوا للصياح: «أصلبه !» وأراد بيلاطس
أن يُرضي الجمع فأطلق لهم برأبا، وبعدما جلد يسوع أسلمه ليُصلَب» (مرقس 15: 12 –
15).



أمامَ بيلاطس صاحبِ السلطة، كان من
المفترضِ أن يجدَ يسوعُ العدالة، إذ كان بإمكان بيلاطس أن يُعلنَ براءةَ يسوعَ
ويطلقَ سبيلَه. غير أنّه فضّل منطقَ المصالحِ الشخصيّةِ فخَضَعَ للضغوطاتِ
السياسيّةِ والإجتماعيّة. حكمَ على بريءٍ ليُرضيَ الناسَ فما أرضىَ الحقيقة. أسلمَ
يسوعَ إلى الصلب وهو عالمٌ ببراءتِه... ثم ّغسلَ يديه.



في عالمنا اليوم، كثيرون هم أمثالُ
بيلاطس يُمسكونَ بزمام السلطةِ ويجيّرونَها لصالح الأقوياء. كثيرونَ همُ الضعفاءُ
والجُبناءُ أمام هذه التّيارات فيحوّلون سلطَتَهم إلى قوةِ ظلمٍ لا تحترمُ كرامةَ
الإنسان وحقَّه في الحياة.



ربّنا يسوع، لا تسمح بأن نكونَ من
الظالمين. لا تسمح بأن يتمادى الأقوياءُ في شرّهم وظلمِهم واستبدادِهم. لا تَسمح
بأن يؤدِّيَ الظلمُ بالأبرياء إلى اليأسِ والموت. ثبّتهم في الرجاء ونوِّر ضمائرَ
أصحابِ السلطة في هذا العالم لكي يحكموا بالعدل. آمين.



أبانا الّذي في
السّماوات... | السلام عليكِ يا مريم ...


إرحمنا يا رب /إرحمنا / فلتسترح أنفس
الموتى المؤمنين / برحمة الله والسلام. آمين



نفسُها تلكَ الحزينة في توجُّعِها
كَمينة صابها سيفٌ مُريبْ



أيّتها الأمُّ القدّيسة إجعلي جِراحات
وحيدِكْ في قلبي منطبعة




المرحـلة الثـانيـة




يسوع
يحمل صليبه


- نسجـدُ لكَ أيهـا المسـيح
ونبـارِكـُك / - لأنـَّك بصليبـك المقـدّس خلَّصتَ العـالـــم



«وبعدما سخروا منه نزعوا عنه الأرجوان،
وألبسوه ثيابه وخرجوا به ليصلبوه
» (مرقس 15/ 20).



وقفَ يسوعُ المسيحُ أمام الجنود وقد
ظنوا أنّهم يملكونَ السلطةَ عليه، هو الّذي «به كان كلُّ شيء وبدونِه ما
كان شيءٌ ممّا كان» (يو 1/ 3).



لطـالما ظـنَّ الإنسـان أنّه قـادرٌ
عـلى تحـديدِ الخـيرِ والشـرّ (راجع تك 3/ 5) بمعزلٍ عن خالقِه
ومخلِّصِه. ظنّ أنّه قادرٌ كُلّياً على طردِ اللهِ من حياته ومن حياةِ الناس باسمِ
العقل والسلطة أو المال.



عالمُنا اليوم يئنُّ تحت وطأة واقعينِ
يعملانِ على طردِ الله من حياة الإنسان: العلمانيّةُ العمياءُ الّتي تخنقُ قيمَ
الإيمانِ والأخلاقِ زاعمةً أنها تدافعُ عن الإنسان، والأصوليّة العنيفة الّتي
تتذرّعُ بالدفاعِ عن القيمِ الدينيّة. (راجع الإرشاد الرسولي: الكنيسة في الشرق
الأوسط، العدد 29).



ربَّنا يسوع، يا من ارتضيت الإذلالَ
وضعفَ الضعفاء، نوكلُ إليك جميعَ الشعوبِ الخاضعة للذلّ والعذاب، بخاصّةٍ شعوبَ
الشرق الأوسط. مُدَّهُم بالقوّة لكي يحملوا معك صليبَ الرجاء. إنّنا نضعُ بين
يديكَ جميعَ الضالّين ليهتدوا بك إلى الحقّ والحبّ. آمين.



أبانا الّذي في
السّماوات... | السلام عليكِ يا مريم ...


إرحمنا يا رب /إرحمنا / فلتسترح أنفس
الموتى المؤمنين / برحمة الله والسلام. آمين



يا لأوجاعٍ مَهولَة صادَفَتْ تِلكَ
البَتولَة أمَّ فادينا الحَبيبْ



أيّتها الأمُّ القدّيسة إجعلي جِراحات
وحيدِكْ في قلبي منطبعة




المرحلة الثالثة




يسوعُ
يقع مرّة أولى تحت الصليب


- نسجـدُ لكَ أيهـا المسـيح
ونبـارِكـُك / - لأنـَّك بصليبـك المقـدّس خلَّصتَ العـالـــم



«طُعِنَ بسبب معاصينا وسُحِقَ بسبب
آثامنا، نَزَل به العِقاب من أجل سلامنا وبجُرحه شُفينا» (اشعيا 53: 5).



إنّ مَنْ يحملُ بيدِه الإلهيّةِ
كواكبَ السماء و ترتجفُ منهُ قوّاتُ السّماوات، ها هو يسقُط أرضًا ولا يحتمي، تحت
نير الصليب الثقيل.



مَن حَمَلَ السلامَ إلى العالم
أنهَكَته خطايانا فوقعَ مِن ثقلِ معاصينا.



«أيّها المؤمنون، ها هو مخلِّصُنا
يسيرُ على طريقِ الجلجلة وقد أضنكَته العذاباتُ الُمرّةُ وخَارت قِواه. هلمّوا
نشاهدْ هذا الحَدَثَ الغريبَ الفائقَ التصوّر والوصف. لقد قُوِّضَت أساساتُ الأرض
وسادَ الحاضرينَ خوفٌ رهيبٌ عندما رزحَ الخالقُ والإلهُ تحت الصليب وانقادَ إلى
الموتِ حبًّا بالبشريّة جمعاء» (من الليتورجيا الكلدانيّة).



ربّنا يسوع، أنهِضْنا من سقطتِنا
وأعِد الحقيقةَ إلى عقلِنا التائه. لا تسمحْ للعقل البشريّ الّذي خلقتَه لكَ بأن
يكتفيَ بالحقائقِ الجُزئيّة الّتي يكشِفُها العالم والتكنولوجيا، وينأى عن طرحِ
السؤالِ الأساس حولَ معنى الوجود (راجع الرسالة الحَبريّة: باب الإيمان، فقرة 12).



أعطِنا، يا ربّ، أن ننفتحَ لعملِ
روحِك القدوس فيقودَنا إلى ملءِ الحق. آمين.



أبانا الّذي في
السّماوات... | السلام عليكِ يا مريم ...


إرحمنا يا رب /إرحمنا / فلتسترح أنفس
الموتى المؤمنين / برحمة الله والسلام. آمين



كابَدَتِ الموتَ مُرّاً قد أهالَ
القلبَ جهراً
من جرا الإبنِ الحبيبْ



أيّتها الأمُّ القدّيسة إجعلي جِراحات
وحيدِكْ في قلبي منطبعة




المرحلة الرابعة




يسـوع
يلتقـي بأُمِّــهِ


- نسجـدُ لكَ أيهـا المسـيح
ونبـارِكـُك / - لأنـَّك بصليبـك المقـدّس خلَّصتَ العـالـــم



«وبَاركَهُما سمعان، ثم قالَ لمريمَ
أمِّهِ: «ها إنَّه جُعِل لسقوطَ كثيرٍ من الناس وقيام كثير منهم في إسرائيل وآية
مُعرّضة للرفض. وأنتِ سيَنفُذُ سيفٌ في نفسِكِ لتنكشفَ الأفكارُ عن قلوبٍ كثيرة «.
وكانت أمُّه تحفظ تلك الأمور كلّها في قلبِها» (لوقا 2: 34-35 – 51 ب).



إلتقى يسوعُ المجروحُ والمتألّم
بأمِّه مريمَ وهو يحمل صليبَ البشريّة والتقى من خلالها البشريّةَ جمعاء.



مريم أمُّ الله هي التلميذة الأولى
للمعلّم. إلتقت بالكلمة المتجسِّد منذ أن قَبِلت كلمةَ الملاك وصارت هي هيكلَ
اللهِ الحيّ. إلتقت به ولم تفهمْ كيف أن خالقَ السماءِ والأرض اختارها هي، الصبية
المخلوقة، لكي يتجسّدَ في هذا العالم. إلتقت به في بحثِها الدائم عن وجهه، في صمتِ
القلب وفي تأمّلِ الكلمة. كانت تظنُّ أنّ عليها هي أن تبحثَ عنه. إنّما في الحقيقة
هو الّذي كان يبحثُ عنها.



وهو إذ يحمِلُ صليبَه الآن، يلتقي
بها.



يتألمُ يسوعُ لرؤيةِ أمِّه تتألّمُ،
وتتألّمُ مريم لألمِ ولدِها. من هذا الألمِ المشتركِ تُولَدُ بشريّةٌ جديدة.
«السلامُ عليكِ! أيّتها القدّيسةُ الممَجّدةُ العذراءُ الدائمةُ، أمَّ الله وأمَّ
المسيح، نتوسّلُ إليك أن ترفعي صلاتنا إلى ابنِكِ الحبيبِ لكي يغفرَ لنا خطايانا»
(من الليتورجيا القبطيّة).



ربَّنا يسوع، إنّ في عائلاتِنا عذابًا
يسبِّبُه الأهلُ لأولادِهِم وآخرُ يسبّبه الأولادُ لأهلهم. إجعل يا ربُّ أن تكونَ
عائلاتِنا في هذه الأزمنةِ الصعبَة أمكنةً لحضورِك لكيما تتحوَّل عذاباتُنا فرحًا.
كنْ أنت عضدًا لعائلاتِنا واجعل منها واحاتِ حبٍّ وسلامٍ وطمأنينةٍ على غرارِ عائلةِ
الناصرة. آمين.



أبانا الّذي في
السّماوات... | السلام عليكِ يا مريم ...


إرحمنا يا رب /إرحمنا / فلتسترح أنفس
الموتى المؤمنين / برحمة الله والسلام. آمين



أيُّ قلبٍ ليسَ يبكي إذْ يرى العذراءَ
تشكي حُزنَ أحشاها المُذيب



أيّتها الأمُّ القدّيسة إجعلي جِراحات
وحيدِكْ في قـلبــي منـطبـعـة




المرحلة الخامسة




سمعان
القيرواني يساعد يسوع في حملِ صليبِهِ


- نسجـدُ لكَ أيهـا المسـيح
ونبـارِكـُك / - لأنـَّك بصليبـك المقـدّس خلَّصتَ العـالـــم



«وبينما هم ذاهبون به، أمسكوا سمعانَ،
وهو رجلٌ قيروانيٌّ كان آتيـًا من الريف، فجعلوا عليه الصليبَ ليحمِلَهُ خلْفَ
يسوع» (لوقا 23/ 26).



لقاءُ يسوعَ بسمعان القيرواني لقاءٌ
صامتٌ وأمثولةُ حياة. أنَّ اللهَ لا يُريدُ الألمَ ولا يقبلُ بالشّر، وكذلك
الإنسان. ولكنّنا إذا تقبلّنا الألمَ بالإيمانِ نحوّلُه إلى طريقِ خلاص.
فلنتقبـّـلـْهُ إذًا مثلَ يسوع ولنشاركْ في حَملِه مثلَ سمعان.



ربَّنا يسوع، لقد أشركتَ الإنسانَ في
حَمل الصليبِ ودَعوتَنا إلى مشاركتِك الآلام. إنّ سمعان يشبهُ كلّ واحدٍ منّا وهو
يُعلِّمنا أن نقبلَ الصليبَ الّذي يعترضُنا على دروبِ الحياة.



على مثالِكَ يا ربّ، نحملُ اليومَ
صليبَ الألمِ والمرض والإعاقة، ولكنّنا نقبلُه لأنّك معنا.



قد يُسمّر المرضُ إنساناً على الكرسيّ
ولكنّه لا يمنعه من الحلم.



قد يظلمُ البصرَ ولكنّه لا يُطاولُ
البصيرة.



قد يَصمُّ الآذان ولكنّه لا يمنعُ من
الإصغاء.



قد يَربِط اللسان ولكنّه لا يروي
العطشَ إلى الحقّ.



قد يُثقل الروح ولكنّه لا يسلب
الحريّة.



يا ربّ، نريد أن نكونَ تلاميذَك
لنحملَ صليبَك كلَّ يوم. نحملُه بفرحٍ ورجاءٍ لأنّك تحملُه معنا ولأنَك انتصرتَ
على الموتِ من أجلنا.



نشكُرك، يا ربّ، من أجل كلّ مريضٍ
ومتألّمٍ يعرفُ أن يشهدَ لحبِّك، ومن أجل كلّ «سمعان» تضعُه في طريقِنا. آمين.



أبانا الّذي في
السّماوات... | السلام عليكِ يا مريم ...


إرحمنا يا رب /إرحمنا / فلتسترح أنفس
الموتى المؤمنين / برحمة الله والسلام. آمين



مَنْ يُطيقْ مُرَّ التَفَكُّرْ أو
بآلامها التذكُّرْ حينَ لاقاها الحَبيبْ



أيّتها الأمُّ القدّيسة إجعلي جِراحات
وحيدِكْ في قلـبي منـطبـعـة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
siryany
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
avatar


زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 29 مارس 2013 Usuuus10
زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 29 مارس 2013 8-steps1a
الدولة : الدانمرك
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 8408
مزاجي : أكتب
تاريخ التسجيل : 13/09/2012
الابراج : الجوزاء

زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 29 مارس 2013 Empty
مُساهمةموضوع: تكملة الموضوع   زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 29 مارس 2013 Icon_minitime1الجمعة 29 مارس 2013 - 22:57




المرحلة
السادسة




فيرونيكا
تمسحُ وجهَ يسوع


- نسجـدُ لكَ أيهـا المسـيح
ونبـارِكـُك / - لأنـَّك بصليبـك المقـدّس خلَّصتَ العـالـــم



«فيك قال قلبي: «إلتَمِسْ وَجههَ «،
وَجهَكَ يا ربِّ ألتَمِس. لا تَحجُب وجهكَ عني ولا تنبِذ بغضبٍ عبدَك. ناصراً كنت
لي فلا تخذُلني ولا تتركني يا إله خلاصي» (مزمور 27: 8-9).



وَسْطَ الجموعِ الغفيرةِ بحثَتْ عنكَ
فيرونيكا، بحثت إلى أن وجدَتكَ. ولمَّا كان ألمُكَ في الذروة أرادت أن تخفِّفَ
منهُ فمسحَتْ وجهَكَ بمنديلِها. إنّها لَخُطوةٌ صغيرة، إلاّ أنَّها عبّرت عن كامل
حبّها لكَ وعن كامل إيمانِها بكَ. ولا تزالُ تلك الخطوةُ مطبوعةً إلى اليوم في
ذاكرةِ التقليد المسيحيّ.



وجهَك يا ربّ نَنشُد. تذكّرُنا
فيرونيكا أنّك حاضرٌ في كلّ شخصٍ يتألّمُ وهو يسلُكُ طريقَهُ إلى الجُلجُلة. يا
ربّ، أعطِنا أن نجدَكَ في الفقراءِ إخوتِك الصغار، لكي نمسَحَ دمعَ من يبكي،
ونهتمَّ بمن يتألّمُ ونساعدَ الضعيف.



تعلّمُنا، يا ربّ، أن الإنسانَ
المَجروحَ والمنسيَّ لا يفقُد قيمتَه وكرامتَه، بل يبقى، في الخَفاء، علامةَ
حضوركَ في العالم. ساعِدْنا على أن نمسحَ آثارَ الفَقرِ والظلم عن وَجْهِهِ لكي
تظهرَ فيه صورتُكَ البَهيّة.



نُصلّي من أجلِ جميع الّذين يُفتّشونَ
عن وجهِكَ ويَلقونَهُ في وجوهِ المشرَّدين والفقراءِ والأطفال المعرَّضين للعنف
والإستغلال. آمين.



أبانا الّذي في
السّماوات... | السلام عليكِ يا مريم ...


إرحمنا يا رب /إرحمنا / فلتسترح أنفس
الموتى المؤمنين / برحمة الله والسلام. آمين



من معاصي الشعبِ تَلقى بالعذابْ يسوعَ
مُلقى مُحتَمِلاً جلداً
مُذيبْ



أيّتها الأمُّ القدّيسة إجعلي جِراحات
وحيدِكْ في قلبي منطبعة




المرحلة السابعة




يسوع
يقع مرّة ثانية تحت الصليب


- نسجـدُ لكَ أيهـا المسـيح
ونبـارِكـُك / - لأنـَّك بصليبـك المقـدّس خلَّصتَ العـالـــم



«جميع الّذين يرَونني يسخَرون بي
ويفغرون الشفاه ويهزّون الرؤوس، لا تتباعدْ عنّي فقد اقتربَ الضيقُ ولا مُعين»
(مزمور 22: 8- 12).



يجدُ يسوعَ نفسه وحيدًا تحت ثقل
الصليب الداخليّ والخارجيّ. انه السقوطُ عندما يُصبحُ وزنُ الشرِّ ثقيلاً وعندما
يتخطّى الظلمُ والعنفُ كل حدود.



ولكنّ يسوعَ ينهضُ من جديد وكلُّهُ
ثِقةٌ بأبيه. في مواجهة البشر الّذين يتركونه لمصيره، تنهض به قوّةُ الروح وتجعلُه
في اتحادٍ كلّي ومشيئة الآب، مشيئةَ الحبِّ القادر على كلّ شيء.



ربَّنا يسوع، في سقوطكَ الثاني
نتلمّسُ أوضاعَنا المستعصية، كتلكَ المتأتِّية من الأحكامِ المسبقة والكراهية
الّتي تقسّي القلوب وتقود إلى الحروب الدينيّة.



أنِر ضمائرَنا حتى نعترفَ، على الرغم
من «خلافاتِنا البشريّة والدينيّة»، بأنَّ ثمّة شعاعٍ من الحقيقة ينيرُ كلَّ
الناس، وهم مدعوّون إلى السيرِ معًا - في إطار احترام الحريّة الدينيّة – نحو
الحقيقةِ الّتي هي في الله دونَ سواه. بذلك تستطيعُ الدياناتُ كافةً أن تلتقيَ
معاً لخدمة الخير العام و للمساهمة في تكامُلِ كلِّ شخصٍ و في بناء المجتمع (راجع
الإرشاد الرسولي: الكنيسة في الشرق الأوسط، الفقرتان 27-28).



تعالَ أيّها الروحُ القدسُ لتعزّيَ
المسيحيّين وتقوِّيَهم، وبخاصّة مسيحييّ الشرق الأوسط، لكيما باتحادِهِم مع المسيح،
وعلى هذه الأرض المُمزّقةِ بالظلم والحروب، يشهدوا لحبِّك الشموليّ. آمين.



أبانا الّذي في
السّماوات... | السلام عليكِ يا مريم ...


إرحمنا يا رب /إرحمنا / فلتسترح أنفس
الموتى المؤمنين / برحمة الله والسلام. آمين



وتَرى المولودَ منها مائتاً مَفروقاً
عنها مُرتَفِعاً فوقَ الصليبْ



أيّتها الأمُّ القدّيسة إجعلي جِراحات
وحيدِكْ في قلبي منطبعة




المرحلة الثامنة




يسوع
يعزّي بنات أورشليم


- نسجـدُ لكَ أيهـا المسـيح
ونبـارِكـُك / - لأنـَّك بصليبـك المقـدّس خلَّصتَ العـالـــم



«وتبعَهُ جمعٌ كثيرٌ من الشعب، ومن
نساءٍ كُنَّ يضرِبْنَ الصدورَ وَيَنُحْنَ عليه. فالتفَتَ يسوعُ إِلَيْهِنّ،َ فقال:
«يا بناتَ أورشليم، لا تَبْكِينَ عليَّ، بل ابْكِينَ على أنفسِكُنَّ وعلى
أولادِكُنَّ» (لوقا 23: 27-28).



على طريق الجلجلة، يلتقي الربّ بناتِ
أورشليم. كُنَّ يبكين لعذاباته وكأنّه عذابٌ لا رجاءَ بعده. لم يَرَينَ في الصليبِ
إلاّ خشبةَ اللعنة (تث 21/23)، في حين رأى فيه السيّدُ وسيلةَ فداءٍ وخلاصٍ
بآلامِهِ وصَلْبِه.



وَهَبَ يسوعُ حياتَه فداءً عن
الكثيرين فحملَ أثقالَ المُتْعَبِينَ وعزّى الحزانى. مسحَ دموعَ بناتِ أورشليمَ،
وفتحَ عيونَهنَّ على حقيقة الفصح.



عالمُنا اليوم مليءٌ بالأمّهات
الثكالى وبالنساء المجروحات في كرامتهن، وقد عَنَّفَهُنّ التمييزُ والظلمُ والألمُ
(راجع الإرشاد الرسولي: الكنيسة في الشرق الأوسط، فقرة 60).



أيّها المسيحُ المتألم، كُنْ
سَلامَهُنَّ وبَلسَمَ جِراحِهِنَّ.



أيّها الربُّ يسوع، بتَجَسُدِكَ من
مريم «المباركة بين النساء» (لو 1/28)، رفعتَ كرامةَ كلِّ امرأة.



بتَجَسُّدِكَ وَحَّدْتَ الجنسَ
البشريّ (غل 3/26-28).



فليَكُنْ يا ربّ لقاؤُنا بكَ مُبتغى
قلوبِنا، ولتكن مسيرتُنا الملأى بالآلام مسيرةَ رجاءٍ دائمٍ، معكَ وإليكَ يا ملجأ
حياتِنا وخلاصنا. آمين.



أبانا الّذي في
السّماوات... | السلام عليكِ يا مريم ...


إرحمنا يا رب /إرحمنا / فلتسترح أنفس
الموتى المؤمنين / برحمة الله والسلام. آمين



يا أمَّ يَنبوعِ المحبّة إمنَحيني
مِنكِ هِبَة ألتوجُّعِ والنَحيبْ



أيّتها الأمُّ القدّيسة إجعلي جِراحات
وحيدِكْ في قلبي منطبعة




المرحلة التاسعة




يسوع
يقعُ مرّةً ثالثةً تحت الصليب


- نسجـدُ لكَ أيهـا المسـيح
ونبـارِكـُك / - لأنـَّك بصليبـك المقـدّس خلَّصتَ العـالـــم



«لأن محبَّةَ المسيح تأخُذُ بمَجامِع
قلبِنا عندما نفكّرُ أنَّ واحداً قد ماتَ من أجل جميع الناس، فجميعُ الناس إذاً قد
ماتوا. ومن أجلهِم جميعاً ماتَ، كيلا يحيا الأحياءُ من بعدُ لأنفُسِهِم، بل للذي
ماتَ وقامَ من أجلِهِم»



(كورنثوس 5: 14-15).



للمرّةِ الثالثة يقعُ يسوعُ تحتَ
صليبه المثقلِ بخطايانا، وللمرّةِ الثالثة يحاولُ النهوضَ بما تبقّى له من قوى
ليُكملَ طريقَه إلى الجلجلة، رافضًا الإنسحاقَ والوقوعَ في التجربة.



إنطلاقًا من تجسّده، يحملُ يسوعُ
صليبَ الألم البشريّ والخطيئة. لقد عاشَ ملءَ طبيعته البشريّة طيلةَ أيّـامِهِ
فأظهَرَ للبشر أنّهم قادرون على الغلبة وأنَّ طريقَ البنوّة الإلهيّة سالكٌ.



أيّها الربّ يسوع، إنّ الكنيسةَ
المولودةَ من جنبك المفتوح ترزحُ تحت صليبِ الإنقساماتِ الّتي تُبعدُ المسيحيّين
عن بعضهم البعض وعن الوحدةِ الّتي أردتَها لهم. إنهم يحيدون عن رغبتك في «ان
يكونوا واحدًا» (يو 17/21) كما أنتَ والآبُ واحد. إنَّ هذا الصليبَ يُثقِلُ
حياتَهم وشهادتَهم المشتركة. أعطِنا يا ربُّ الحكمةَ والتواضعَ لكي ننهضَ ونسيرَ
على طريقِ الوَحدةِ في الحقِّ والمحبّة، ولا نقعَ في تجربةِ اللجوءِ إلى معاييرِ المصالحِ
الشخصيّة أو الفئويّةِ عندما تعترضُنا الإنقسامات (راجع الإرشاد الرسولي: الكنيسة
في الشرق الأوسط، فقرة 11).



أعْطِنا أن نتخلّى عن نَزعةِ الإنقسام
«لئلا يبطُلَ صليبُ المسيح» (1 كور 1/17). آمين.



أبانا الّذي في
السّماوات... | السلام عليكِ يا مريم ...


إرحمنا يا رب /إرحمنا / فلتسترح أنفس
الموتى المؤمنين / برحمة الله والسلام. آمين



إمنَحي ناراً لقلبي يَشتَعِل بيسوعَ
ربّي صاحبِ الحُبِّ العجيبْ



أيّتها الأمُّ القدّيسة إجعلي جِراحات
وحيدِكْ في قلبي منطبعة




المرحلة العاشرة




يسوع
يُعرّى من ثيابه


- نسجـدُ لكَ أيهـا المسـيح
ونبـارِكـُك / - لأنـَّك بصليبـك المقـدّس خلَّصتَ العـالـــم



«يقتسمون بينَهم ثيابي ويقترعون على
لباسي» (مزمور 22 : 19).



في مِلء الأزمنة، لبستَ يا ربُّ
إنسانيّتنا، «أنتَ الّذي تملأ طيّاتُه الهيكل» (أش 6/ 1). ها أنت اليومَ بيننا
والّذين يمسّون طَرف ثوبك يُشفون. غير أنّنا حتى من هذا الثوب جرّدناك. ربِّ!
سلبناك رداءك، أعطيتنا حلّتك (راجع متى 5/ 40). سمحت بتمزيق رداء جسدك لكيما نُقبل
مجدّدًا في حضرة الآب (راجع عب 10/ 19-20).



اعتقدنا أنّنا نستطيعُ تحقيقَ ذواتِنا
باستقلالِنا عنكَ (راجع تك 3-7). فوجدنا انفُسَنا عُراةً، ولكنَّ حُبَّك
اللامُتناهي ألبَسنا كرامةَ أبناءِ الله وبناتِه و نعمتك المقدّسة.



هَبْ، يا ربّ، أبناء الكنائس الشرقيّة
– وقد عرَّتهم الصعابُ المختلفة إلى حدِّ الاضطهاد أحيانًا وأضعفتهم الهجرة –
شجاعةَ البقاء في بلدانِهم لإعلانِ البشارة.



يا يسوعُ ابنَ الإنسان، تعرّيتَ
لتُظهِرَ لنا الخليقةَ الجديدةَ القائمةَ من الموت، إنزَع عَنَّا الحجابَ الّذي
يُباعِدُنا عن الله وانسج فينا حضورَك الإلهيّ.



هَبنا أن ننتصرَ على الخوف أمام حوادث
الحياة الّتي تعرّينا، وأن نكتسِيَ إنسانَ المعموديّة الجديد فننطلقَ للتبشير
معلنين أنك أنت الإله الوحيد سيّد التاريخ. آمين.



أبانا الّذي في
السّماوات... | السلام عليكِ يا مريم ...


إرحمنا يا رب /إرحمنا / فلتسترح أنفس
الموتى المؤمنين / برحمة الله والسلام. آمين



إجعلي أمّي الحزينة ألجراحاتِ الثمينة
قلبَنا القاسي تُصيب



أيّتها الأمُّ القدّيسة إجعلي جِراحات
وحيدِكْ في قلبي منطبعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
siryany
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
avatar


زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 29 مارس 2013 Usuuus10
زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 29 مارس 2013 8-steps1a
الدولة : الدانمرك
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 8408
مزاجي : أكتب
تاريخ التسجيل : 13/09/2012
الابراج : الجوزاء

زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 29 مارس 2013 Empty
مُساهمةموضوع: تكملة الموضوع   زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 29 مارس 2013 Icon_minitime1الجمعة 29 مارس 2013 - 22:58




المرحلة
الحادية عشرة




يسوع
يُسمّر على الصليب


- نسجـدُ لكَ أيهـا المسـيح
ونبـارِكـُك / - لأنـَّك بصليبـك المقـدّس خلَّصتَ العـالـــم



«فأسلمه إليهم ليُصلب. وكتب بيلاطس
رقعةً وجعلها على الصليب، وكـان مكتوبـاً فـيـها: «يسوع النـاصـري ملك اليهـود»



(يوحنا 19: 16 أ – 19).



ها هو المسيحُ المنتظَر، معلّقٌ بين
لصّين على خشبةِ الصليب. إن يديه الّلتين باركتا البشريّةَ مجروحتان، ورجليه
الّلتين وطأتا أرضَنا لإعلانِ البشارة معلّقتانِ بين أرضٍ وسماء. إن عينيه
المليئتينِ حبًّا والّلتين شفتا المرضى بنظرةٍ واحدةٍ وغفرتا خطايانا، لا تحدّقان
إلاّ بالسماء.



أيّها الربّ يسوع، لقد صُلبتَ لأجل
معاصينا، وها أنت تصلّي إلى الله الآب وتتشفعُ من أجل البشريّة. إن كلّ ضربة
مِطرقةٍ هي بمثابةِ خفقة من خفقات قلبك المذبوح.



ما أجملَ قَدَمَيْ من بشّر بالخلاص
على جبل الجلجلة. يا يسوع لقد ملأ حبَّك الكون. يداك المجروحتان هما ملجأنا في زمن
الضيق ، تحتضناننا في كلّ مرّة تتهدَّدُنا هوّةُ الخطيئة، وفي جراحك نجدُ الشفاءَ
والغفران.



يا يسوع، نصلّي لك من أجل الشبابِ
الّذين طغى عليهم اليأس، ومن أجل ضحايا المخدَّرات والبِدَع والإنحرافات.



حرّرهم من العبوديّة ليرفعوا أَعيُنهم
ويستقبلوا الحبّ ويكتشفوا السعادةَ فيك، خلّصهم يا مخلّصَنا. آمين.



أبانا الّذي في
السّماوات... | السلام عليكِ يا مريم ...


إرحمنا يا رب /إرحمنا / فلتسترح أنفس
الموتى المؤمنين / برحمة الله والسلام. آمين



إبنُكِ مَجروحْ مُؤلَّمْ وهو من أجلي
تألّمْ أعطني منه نصيبْ



أيّتها الأمُّ القدّيسة إجعلي جِراحات
وحيدِكْ في قلبي منطبعة




المرحلة الثانية عشرة




يسوع
يموت على الصليب


- نسجـدُ لكَ أيهـا المسـيح
ونبـارِكـُك / - لأنـَّك بصليبـك المقـدّس خلَّصتَ العـالـــم



«فصاح يسوع بأعلى صوته قال: «يا أبتِ،
في يديكَ أجعلُ روحي!» قال هذا ولفظ الروح» (لوقا 23: 46).



صرخةٌ صرختَها من على الصليب، صرخةُ
تسليم في لحظة الموت، صرخةُ ثقةٍ في غمرة الألم. إنّها صرخةُ المخاض الّتي تُطلقُ
الحياةَ الجديدة. ها أنت معلّق على شجرةِ الحياة حيث أسلمتَ الروحَ بين يدي أبيك
ففاضتِ الحياةُ وأبدعتَ الخليقةَ الجديدة.



نحن نواجه اليوم تحدّياتِ هذا العالم
ونشعرُ بأنّنا نغرقُ في أمواجِ انشغالاتنا وأنَّ ثقَتَنا تتزعزع. فاعطِنا يا ربُّ
القوة لندرك في أعماقنا أنّه ما من موتٍ ينالُ منا ما دمنا بين يديك الّلتين
تخلقانِنا وترافقانِنا.



فيَـهتـفُ كلّ واحـد منـا قـائـلاً:



«بالأمسِ كنتُ مصلوبًا مع المسيح،
واليوم أنا مُمجّد معه»



«بالأمسِ كنتُ مائتًا معه، واليوم أنا
حيٌّ معه»



«بالأمسِ كنتُ مدفونًا معه، واليوم
أنا قائم معه» (غريغوريوس النزيانزي)



في عتمةِ ليالينا ننظر إليك فعلّمنا
أن نتطلع إلى العَليّ، إلى أبيك السماوي.



نصلّي اليوم من أجل كلّ من يشجّعُ على
الإجهاض كي يعيَ أنَ الحبَ لا يكونُ سوى مصدرِ حياة. كما نذكرُ كلّ من يدافعُ عن
القتلِ الرحيم ويشجعُ التقنيات والوسائلَ الّتي تهدّدُ الحياة البشريّة. افتح
قلوبَهم ليعرفوك بالحق ويلتزمُوا بناءَ حضارةِ الحياة والحب. آمين.



أبانا الّذي في
السّماوات... | السلام عليكِ يا مريم ...


إرحمنا يا رب /إرحمنا / فلتسترح أنفس
الموتى المؤمنين / برحمة الله والسلام. آمين



أشركيني في نَحيبِكْ حينَما عُلِّق
حَبيبِكْ واجرَحي قلبي الكَئيبْ



أيّتها الأمُّ القدّيسة إجعلي جِراحات
وحيدِكْ في قلبي منطبعة




المرحلة الثالثة عشرة




يسوع
يُنزل عن الصليب ويُوضع في حضن أمه


- نسجـدُ لكَ أيهـا المسـيح
ونبـارِكـُك / - لأنـَّك بصليبـك المقـدّس خلَّصتَ العـالـــم



«فرأى يسوع أمه وإلى جانبها التلميذ
الحبيب إليه. فقال لأمِّه: «أيتها المرأة، هذا ابنك». ثم قال للتلميذ: «هذه أمُّك»
(يوحنا 19: 26 – 27 أ)



يا يسوع، إنّ من يحبّك يبقى معك
ويحافظ على الإيمان. في ساعة الاحتضار والموت، عندما يخيَّل إلى الناس أنّ الشرَّ
قد انتصر، وان صوت الحقّ والحب والعدالة والسلام قد خَفَت، يبقى هو على إيمانه.



يا مريم، إنّنا نضع أرضَنَا بين يديك.
«انه لَمنَ المحزنِ حقّاً رؤيةُ هذه الأرض المباركة تتألمُ في أبنائها الّذين
يتقاتلونَ بضراوة ويموتون» (راجع الإرشاد الرسوليّ: الكنيسة في الشرق الأوسط، فقرة
8). أن لا شيءَ قادرٌ على استئصال الشر والإرهاب والقتل والكراهية. «امام الصليب
الّذي بسط عليه ابنك يديه الطاهرتين لخلاصنا، نسجد اليوم يا مريم، فأعطِنا السلام»
(الليتورجيا البيزنطيّة).



نصلّي من أجل ضحايا الحروب وأعمال
العنف المستشرية حاليًّا في بلدان عدّة من الشرق الأوسط وفي أجزاءٍ أخرى من
العالم.



نصلّي من أجل عودة اللاجئين
والمُهجرين إلى منازلهم وأراضيهم بأقصى سرعة. إجعل يا ربُّ من دَم الضحايا البريئة
بذارَ شرقٍ جديد يكونُ أكثر اخوّةً وأكثرَ سلامًا وأكثر عدالة. وليعُد هذا الشرقُ
إلى رسالته البهيّة، مهدًا للحضارات والقيمِ الروحيّة والإنسانيّة.



يا نجمةَ الشرق، بشِّرينا بطلوع
الفجر. آمين.



أبانا الّذي في
السّماوات... | السلام عليكِ يا مريم ...


إرحمنا يا رب /إرحمنا / فلتسترح أنفس
الموتى المؤمنين / برحمة الله والسلام. آمين



إمنَحي عَبداً ذَليلاً أن يكون لَكِ خَليلاً
ناجياً منَ اللَهيبْ



أيّتها الأمُّ القدّيسة إجعلي جِراحات
وحيدِكْ في قلبي منطبعة




المرحلة الرابعة عشرة




يسوع
يوضع في القبر


- نسجـدُ لكَ أيهـا المسـيح
ونبـارِكـُك / - لأنـَّك بصليبـك المقـدّس خلَّصتَ العـالـــم



«وجاء نيقوديمس أيضًا، وهو الّذي ذهب
إلى يسوع ليلاً من قبل، وكان معه خليط من المرّ والعود مقداره نحو مائة درهم.
فحملوا جثمان يسوع ولفّوه بلفائف مع الطيب، كما جرت عادة اليهود في دفن موتاهم»
(يوحنا 19: 39-40).



يتسلّم نيقوديموس جسد المسيح، يعتني
به ويُنزِلُه في القبر داخلَ حديقة تذكّرُ بحديقة الخَلقْ. يترك يسوعُ للبشر أمرَ
صلبهِ ودفنِه «مسلّمًا» ذاته كليًّا و»متّحدًا» معهم تمامًا «إلى حدّ النوم تحت
صخرة القبر» (القدّيس غريغوريوس الناريكي).



إن تقبّلَ الصعاب والأحداث المؤلمة
والموت يتطلّب رجاءً راسخًا وإيمانًا حيًّا.



انّ الحجر الموضوع على باب القبر
سيُدَحرَج وتبزغ حياة جديدة.



«فدُفنّا معه في موته بالمعموديّة
لنحيا نحن أيضًا حياة جديدة، كما أقيمَ المسيحُ من بين الأمواتِ بمجدِ الآب» (رو
6/ 4).



لقد حصلنا على حرية أبناء الله لئلا
نعود إلى العبوديّة، وقد أُعطيت لنا الحياةُ بوفرةٍ لئلا نكتفيَ بحياةٍ تفتقرُ إلى
الجمالِ والمعنى.



يا يسوعُ ربّنا، اجعلنا ابناء النور،
لا نخشى الظلمة. نصلّي اليكَ اليومَ عن نِيَّةِ مَن يبحثونَ عن معنًى لحياتهم،
وأولئكَ الّذين فقدوا الرجاء، لكي يؤمنوا بانتصارك على الخطيئة والموت. آمين.



أبانا الّذي في
السّماوات... | السلام عليكِ يا مريم ...


إرحمنا يا رب /إرحمنا / فلتسترح أنفس
الموتى المؤمنين / برحمة الله والسلام. آمين



إذ يموتُ الجِسمُ منّي بَلّغي نفسي
التمنّي مَجدَ
فادينا الحَبيبْ



أيّتها الأمُّ القدّيسة إجعلي جِراحات
وحيدِكْ في قلبي منطبعة



















عظات













عظة واعظ الدار الرسولية بمناسبة يوم
الجمعة العظيمة





لنُبَرَّر مجانًا بالإيمان، وبدم يسوع المسيح




الفاتيكان, 29 مارس 2013 (زينيت) - ننشر في ما يلي النص الكامل لعظةالأب
الكبوشي رانييرو كانتالاميسا بعنوان "لنُبَرَّر مجانًا بالإيمان، وبدم يسوع
المسيح" والتي تلاها اليوم الجمعة في بازيليك القديس بطرس في حضرة
البابا فرنسيس.



* * *



"إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا
وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ، مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ
الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ
بِدَمِهِ، لإِظْهَارِ بِرِّهِ، مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا
السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ. لإِظْهَارِ بِرِّهِ فِي الزَّمَانِ الْحَاضِرِ،
لِيَكُونَ بَارًّا وَيُبَرِّرَ مَنْ هُوَ مِنَ الإِيمَانِ بِيَسُوعَ." (رومة
3: 23- 26).



نحن في قمة سنة الإيمان وفي لحظة
حاسمة من لحظاتها. الإيمان هو الذي يخلّص، "الإيمان الذي يغلب العالم"
(1 يوحنا 5، 5)! الإيمان- الذي به ننسب لنفسنا الخلاص الذي حققه المسيح، نلبس من
جديد لباس برّه. من جهة هناك يد الله الممدودة التي يقدم بها نعمته للإنسان؛ ومن
جهة أخرى يد الإنسان التي تمتد لتستقبلها بحنان. ختم "العهد الجديد
الأبدي" بمصافحة بين الله والإنسان.



لدينا الفرصة اليوم لنأخذ أهم قرار في
حياتنا، ذاك الذي يشرع أبواب الأبدية: الإيمان! أن نؤمن بأن "يسوع أُسْلِمَ
مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا." (رومة 4، 25)! قيل
في عظة فصحية تعود للقرن الرابع في لغة حديثة ووجودية للغاية ما يلي: "تبدأ
حياة كل إنسان من اللحظة التي ضحى فيها المسيح بنفسه من أجله. ولكن المسيح ضحى
بنفسه من أجله حين اكتشف هو النعمة، وحين أصبح يعي الحياة التي أعطيت اليه بهذه
التضحية."



يا له من شيء غير عادي! إن يوم الجمعة
العظيمة هذا الذي يحتفل به خلال سنة الإيمان وبحضور خليفة بطرس الجديد، يمكنه أن
يكون، إن أردنا، بداية حياة جديدة. يقول الأسقف هيلار دو بواتييه، الذي اهتدى الى
المسيحية بعمر متقدم،وهو يفكر بحياته السابقة: "قبل أن أعرفك، لم أكن
موجودًا."



إن الشيء الوحيد المطلوب منا هو أن
نكون "عادلين"، بأن نعترف بحاجتنا لأن نُبرَّر؛ بأننا لا نبرر أنفسنا.
صعد العشّار في المثل (المثل المذكور في الإنجيل) الى الهيكل وصلّى صلاة صغيرة:
"اللهم ارحمني أنا الخاطىء." فقال يسوع أن هذا الرجل عاد الى بيته
مبرّرًا، أي أصبح رجلًا بارًّا، غُفر له، رجلًا آخرًا، وهو يفكر في نفسه وينشد
مبتهجًا في قلبه (لوقا 18، 14). ما الشيء المميز الذي قام به؟ لا شيء، كان فقط
امام الله، وهذا هو الشيء الوحيد الذي يحتاجه الله ليعمل.



***


على مثال الذي أخذ يتسلق جدار ألبيّ،
وبعد أن تخطّى معبرًا خطيرًا، توقف لبرهة ليلتقط أنفاسه ويمتع نظره بالمناظر
البانورامية الجديدة التي ظهرت أمامه، يعلن بطرس الرسول في بداية الفصل 5 من رسالته
الى أهل رومية:



"فاذ قد تبررنا بالايمان لنا
سلام مع الله بربنا يسوع المسيح الذي به ايضا قد صار لنا الدخول بالايمان الى هذه
النعمة التي نحن فيها مقيمون و نفتخر على رجاء مجد الله و ليس ذلك فقط بل نفتخر
ايضا في الضيقات عالمين ان الضيق ينشئ صبرًا و الصبر تزكية والتزكية رجاء والرجاء
لا يخزي لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا." (رومة
5، 1-5).



اليوم، وبفضل الأقمار الاصطناعية،
يمكننا أن نلتقط صورًا بالأشعة تحت الحمراء في جميع أنحاء الارض والكوكب. فمثلًا
إن المنظر الذي نراه من فوق على ضوء هذه الأشعة يختلف عن الذي نراه في الضوء
العادي ونحن متواجدون في الداخل! أتذكّر واحدة من أولى الصور التي التقطت من القمر
الاصطناعي وانتشرت في العالم؛ كانت تمثل شبه جزيرة سيناء. كانت الألوان مختلفة
جدًّا، والتضاريس والمنخفضات ظاهرة أكثر. إنه رمز. الحياة البشرية أيضًا، تظهر
مختلفة إن نظرنا إليها بأشعة الإيمان تحت الحمراء من أعلى الجلجلة، عمّا نراه في
العين المجردة.



"يقول حكيم في العهد القديم أن
الصالح والشرير لهما المصير نفسه ...وَأَيْضًا رَأَيْتُ تَحْتَ الشَّمْسِ:
مَوْضِعَ الْحَقِّ هُنَاكَ الظُّلْمُ، وَمَوْضِعَ الْعَدْلِ هُنَاكَ
الْجَوْرُ." (سفر الجامعة 3، 16؛ 9، 2). وبالفعل، كنا في جميع الأوقات نرى
الظلم ينتصر والبراءة تهان. ولكن لكي لا نقتنع أنه يوجد في العالم شيئًا ثابتًا
وأكيدًا، يقول بوسويه، أنه في بعض الأحيان نرى العكس، أي نرى البراءة على العرش،
والظلم على منصة الإعدام. ولكن بماذا يجيب سفر الجامعة على ذلك؟ "فَقُلْتُ
فِي قَلْبِي:"اللهُ يَدِينُ الصِّدِّيقَ وَالشِّرِّيرَ، لأَنَّ لِكُلِّ
أَمْرٍ وَلِكُلِّ عَمَل وَقْتًا هُنَاكَ." (سفر الجامعة 3، 17). لقد وجدت
وجهة النظر التي تعطي الروح السلام.



ما لم يعرفه سفر الجامعة ولكننا نحن
نعرفه هو أن هذا الحكم قد حصل بالفعل: "اَلآنَ دَيْنُونَةُ هذَا الْعَالَمِ.
اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هذَا الْعَالَمِ خَارِجًا.وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ
الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ." (يوحنا 12، 31-32).



بلغ العالم وجهته النهائية بموت يسوع
المسيح وقيامته. يتقدم اليوم تطور البشرية بوتيرة مذهلة، وهي ترى أمامها آفاقًا
جديدة، لم يفكر بها أحد، ثمار اكتشافاتها. ومع ذلك، يمكننا القول أن نهاية العالم
قد وقعت، لأنه عندما جلس المسيح الى يمين الآب، بلغت البشرية وجهتها النهائية.
بدأت السماوات الجديدة، والأرض الجديدة أيضًا. على الرغم من كل البؤس والظلم،
والوحشية الموجودة على الأرض، فترتيب العالم النهائي قد بدأ فعلًا به. يمكن أن
يوحي لنا ما نراه في أعيننا بعكس ذلك، ولكن تم الانتصار على الشر والموت الى
الأبد. جفت مصادرهما؛ الحقيقة هي أن يسوع هو رب العالم. فالقيامة من بين الأموات
التي قام بها يسوع غلبت الموت بشكل جذري. بدأ العالم الجديد.



شيء واحد يبان مختلفًا إن نظرنا إليه
بعيون الإيمان: الموت! دخل المسيح في الموت كما ندخل الى سجن مظلم؛ ولكنه خرج من
الجانب الآخر. لم يعد من حيث أتى، كالعزار الذي أقيم من الموت ليموت من جديد. لقد
فتح فجوة نحو الحياة لا يمكن لأحد أن يغلقها، ويمكن للجميع أن يتبعه إليها. لم يعد
الموت حائطًا يُكسر عليه الرجاء البشري؛ أصبح جسرًا نحو الأبدية. "جسر
تنهدات"، ربما لأن لا أحد يحب أن يموت، ولكنه أضحى جسرًا لا هوة تبتلع كل
شيء. فكما جاء في سفر نشيد الأناشيد "المحبة قوية كالموت" (8، 6). بيسوع
المسيح أضحت أقوى من الموت!



في "التاريخ الكنسي للشعب
الإنجليزي"، يخبر القديس بيدا كيف دخل الإيمان المسيحي الى شمال انكلترا.
عندما وصل المرسلون الآتون من روما الى نورثامبرلاند، استدعى الملك المحلي مجلسًا
مؤلفًا من مسؤولين ليقرروا ما إذا كان يجب السماح بنشر هذه الرسالة أم لا. بعض
المشاركين كان مع نشر رسالة الإيمان أما البعض الآخر فعارض. كان ذلك في فصل
الشتاء، وكان الثلج يتساقط، والعاصفة قوية، ولكن الغرفة كانت مضاءة ودافئة. وفي
لحظة معينة، دخل عصفور من ثقب في الجدار ورفرف خائفًا لبضع دقائق في الغرفة، من ثم
توارى في ثقب موجود في الجدار المقابل.



عندها وقف أحد المشاركين في المجلس
وقال: "مولاي، إن حياتنا في هذا العالم هي شبيهة لحياة هذا العصفور. نحن نأتي
من حيث لا ندري، ونستغل النور والدفء لبرهة، ومن ثم نختفي من جديد في الظلمة، من
دون أن ندري الى أين نذهب. إن كان هؤلاء الرجال قادرون على كشف شيء من غموض حياتنا،
فعلينا أن نصغي اليهم." يمكن للإيمان المسيحي أن يعود من جديد الى قارتنا،
والى العالم العلماني للسبب نفسه الذي جعله يصل: أي أنه الوحيد الذي يحمل أسبابًا
حول التساؤلات الكبيرة التي تتعلق بالحياة والموت.



***


يفصل الصليب المؤمنين عن غير
المؤمنين، لأنه بالنسبة للبعض هو يمثل "فضيحة" أو "جنون"
وللبعض الآخر "قدرة" الله و"حكمته." (راجع 1 كور 1، 23-24).؛
ولكن بمعنى أعمق يوحد الصليب الناس جميعًا مؤمنين وغير مؤمنين. "يسوع كان
سيموت...ولكن ليس من أجل الأمة فحسب، بل أيضًا من أجل أن يوحد أبناء الله
المشتتين." (راجع يوحنا 11، 51). إن السموات الجديدة والأرض الجديدة لنا
جميعًا، ومن أجلنا جميعًا، لأن المسيح مات من أجل الجميع.



تولد من هذا كله الضرورة الملحة
للتبشير: "لأن محبة المسيح تضطرنا اذ نحن نحسب هذا انه ان كان واحد قد مات
لأجل الجميع." (2 كور 5، 14). هو يدفعنا للتبشير! فلنعلن للعالم البشرى
السارة التي بحسبها "إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى
الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ
بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ.لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ
قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ." (رومة 8، 1-2).



هناك نص ليهودي يدعى فرانز كافكا
يعتبر رمزًا دينيًّا قويًّا، ويأخذ معنى غير مسبوق، نبوي تقريبًا، نستمع اليه يوم
الجمعة العظيمة. عنوانه "رسالة امبراطورية." يتكلم النص عن ملك، وهو على
فراش الموت، استدعى خادمًا وهمس له في أذنه رسالة. كانت هذه الرسالة مهمة لدرجة
أنه طلب منه أن يعيد همسها في أذنه بدوره. من ثم أرسل الرسول في طريقه. ولكن
فلنستمع مباشرة لما تحويه تكملة النص، الشبه حالمة، والقريبة من الكابوس، التي تخص
الكاتب:



شق الرسول طريقه بين الجموع وإن كان
يواجه أية مقاومة كان يشير الى صدره الذي يحمل علامة الشمس، فكان يتقدم عندها
بسهولة كبيرة. ولكن الجموع غفيرة، ومتناثرة. إذا فتح مجال أمامه فكان وكأنه يطير!
قد تسمع قريبًا طرقات يديه على بابك. ولكن للأسف، ذهبت جهوده سدى! استمر يناضل
ليشق طريقًا بين غرف القصر المركزي التي لن يخرج منها أبدًا. إن نجح، لن يعرف كيف
يتقدم أكثر؛ كان يتحتم عليه القتال إن نزل على السلالم، وحتى إن وصل الى الأسفل،
لن يكون قد حقق شيئًا، فسيتوجب عليه أن يعبر الساحات؛ وبعد الساحات، الدورة
الثانية للقصر، ومن جديد قصر آخر؛ وهكذا دواليك من قرن الى قرن. وإن هرع أخيرًا
الى الباب الأخير- ولكن لا يمكن لذلك أن يحصل أبدًا- سيجد أمامه المدينة
الامبراطورية، مركز العالم، مدينة حيث تتكدس جبال من بقاياه. هنا لا يمكن لأحد أن
يدخل، وحتى لو كان حاملا لرسالة ميت. ولكن أنت جالس الى نافذتك، وتحلم بهذه
الرسالة حين يطل المساء."



على سرير الموت، سلم المسيح لكنيسته
رسالة: "اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ
لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا" (مرقس 16، 15). لا يزال هناك العديد من الناس الذين
يجلسون على نوافذهم ويحلموا، من دون أن يدركوا، برسالة مثل تلك الرسالة. يؤكد
يوحنا الذي أصغينا اليه أن الجندي طعن جنب المسيح على الصليب لكي يتم ما جاء في
الكتاب: "سينظرون الى من طعنوا" (يوحنا 19، 37)، ويضيف في الرؤيا:
"ها هوذا آت في الغمام. ستراه كل عين حتى الذين طعنوه، وتنتحب عليه جميع
قبائل الأرض" (رؤيا 1،7).



لا تعلن هذه النبوءة مجيء يسوع
النهائي، عندما لا يبقى وقت للاهتداء بل للحكم. هو يصف واقع تبشير الشعوب. يحقق
فيه مجيء غامض ولكن حقيقي للمسيح الذي يجلب لهم الخلاص. نواحهم ليس نواح يأس، بل
نواح شفاء وتعزية. هذا هو معنى الكتابة النبوئية التي رأها يوحنا تتحقق عندما طعن
يسوع في جنبه، أي نبوءة زكريا (12، 10): "وافيض على بيت داود وعلى سكان
اورشليم روح النعمة والتضرعات فينظرون الي الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد
له ويكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره."



يملك التبشير أصلًا باطنيًّا، هو عطية
من صليب المسيح، من الجنب المطعون، المفتوح، من هذا الدم والماء. محبة المسيح،
كمحبة الثالوث الذي هو مظهرها التاريخي، إنها «
diffusivum
sui
»أي تميل
الى الإنتشار والى بلوغ المخلوقات جميعًا، "بخاصة من هم بحاجة ماسة الى
رحمتها." التبشير المسيحي ليس "فتوحات"، وليس "إعلانًا"؛
إنه تقديم الله ابنه الى العالم. إنه أن يعطى كل إنسان فرح أن يشعر بالحياة تتدفق
من قلبه نحو جسده، حتى تصل الى أعضائه الأكثر بعدًا.



يجب علينا أن نقوم بما هو ممكن حتى لا
تبدو الكنيسة كهذا القصر المعقد الذي كتب عنه كافكا، ولتستطع الرسالة أن تخرج منها
حرة وفرحة كما حين بدأت مسيرتها. نحن نعلم ما هي العقبات التي يمكنها أن تؤخر
الرسول: الجدران الفاصلة، بدءًا من التي تفصل بين الكنائس المسيحية، كثرة الأمور
البيروقراطية، وبقايا القوانين والخلافات الماضية، التي تحولت الآن الى نفايات.



هذا ما يحدث أحيانًا لبعض القصور. على
مر العصور، وللتكيف مع متطلبات العصر ، يتم ملؤها بالجدران، والسلالم، والقاعات،
والغرف الصغيرة. من ثم تأتي لحظة ندرك فيها بأن هذه التعديلات لا تلبي الاحتياجات
الحالية، وتظهر وكأنها أيضًا عقبة، إذا يجب التحلي بالشجاعة للتخلص منها، ولإعادة
القصر الى حلّته البسيطة، والى أصوله. هذه هي المهمة التي أوكلت يومًا ما الى رجل
كان يصلي أمام المصلوب في سان داميان: "إذهب يا فرنسيس وأصلح كنيستي."



"من يكون على مستوى هذه
المهمة؟" هذا ما يتساءله القديس بولس أمام هذه المسؤولية التي تفوق القدرة
البشرية أن نكون "عطر المسيح الطيب" في العالم؛ وها هي إجابته التي
تلائم الوضع اليوم أيضًا: "ليس اننا كفاة من انفسنا ان نفتكر شيئًا كأنه من
انفسنا بل كفايتنا من الله الذي جعلنا كفاة لأن نكون خدام عهد جديد لا الحرف بل
الروح لأن الحرف يقتل و لكن الروح يحيي." (2 كور 2، 16؛ 3، 5-6).



في هذا الوقت الذي تنفتح فيه حقبة
جديدة أمام الكنيسة، مليئة بالوعود والرجاء، فلنأمل أن يوقظ الروح القدس، في نفوس
الناس،المتواجدين على النافذة انتظار الرسالة، وعند الرسل الإرادة لأن يوصلوا
الرسالة الى أقاصي الأرض ولو على حساب حياتهم.



***



نقلته الى العربية نانسي لحود وكالة
زينيت العالمية



جميع الحقوق محفوظة لدار النشر
الفاتيكانية



















تأملات













موت المسيح




ألم يكن بمقدور الله إختيار طريقة أفضل من تقديم إبنه ذبيحة لخلاصنا
؟ وبالوقت الذي لم يقبل، خلال تاريخ الخلاص أي ذبيحة بشرية ؟





بقلم عساف رعيدي



بيروت, 29 مارس 2013 (زينيت) - إن طرق الله وحكمته تختلف إختلافاً
كلياً عن حكمة البشر، لا بل هذه الأخيرة تعتبر جهالة أمام حكمته تعالى. وهو كان
يستطيع بأي طريقة كانت، لا بل بكلمة منه تخليص البشر. لكن حكمته إقتدت أن يكون
الوضع على الشكل التالي:



إن الله لا يعمل من "العلى"
بواسطة عصا سحرية، بل هو يعمل في التاريخ. لقد تجسد الله بشخص يسوع الإنسان، الذي لم يأت لكي
يموت بل لكي يعرفنا على الله الآب حتى ننال الخلاص
. فكان مثالاً
يحتذى به في طاعته الكلية لله، خلال حياته على الأرض. وقد إتخذ على عاتقه إيصال
رسالة الله للبشر مهما بلغ الثمن. ولكن تعارضت مواقفه وأفكاره مع أعمال البشر
المتسمة بالأنانية والبغض والحسد، فوصل به الوضع الى المواجهة عدة مرات، حتى وصل
أخيراً الى القرار الحاسم، إما البقاء أميناً لرسالة الله، التي رفضها البشر
وهددوه بالقتل في حال بقائه أميناً لها، ووضع ثقته الكاملة بالله الذي هو قادر على
تخليصه، وإما خيانة الأمانة والإبتعاد عن الله في سبيل مصلحته الشخصية وخوفاً على
حياته كما فعل آدم الأول. وهنا فضل يسوع الله على البشر مما أدى الى قتله.
فإعتبرناه نحن ذبيحة رضى لله وليس أن الله أراده منذ البدء ذبيحة،
بغض النظر أن الله كان عارفاً منذ البدء بالطريقة التي سوف تقدم بها هذه الذبيحة.
وهذا يظهر مدى محبة الله الملموسة، من خلال مسيرته الطويلة المتوجة بالفداء،
للإنسان ومدى إحترامه لحرية هذا المخلوق، فهو فعلاً مربي ومضحي بنفسه من أجل
البشرية، تماماً كالأم تجاه أولادها. (أليس هو القائل :"إتنسى الأم رضيعها
فتهمل أبناء بطنها" فحتى لو نسيتهم فهو لا يفعل).



إن آدام الأول لم يطع الله فكان مصيره
الموت



أما آدم الثاني فقد أطاع الآب حتى
الموت فبذل نفسه من اجل أحبائه وكان مصيره أن الله كافأ يسوع الإنسان على أمانته
بأن أقامه من بين الأموات ووهبه المجد.



أنا اليوم، على مثال من أختار
أن أكون، آدم الأول أم آدم الثاني ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 29 مارس 2013
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: من نتاجات From Syriac Member outcomes :: منتدى / القسم الديني FORUM / RELIGIONS DEPARTMENT-
انتقل الى: