مقالات متنوعةجسر راتزنغر: العبور إلى حقبة ما بعد
الفاتيكاني الثاني (4) قراءة نسكية في استقالة بندكتس السادس عشربقلم الأب د. ميشال روحانا الأنطوني
الفاتيكان, 29 مارس 2013 (زينيت) - ·
حقبة ما بعد الفاتيكاني الثاني على هذه الخامة من الكنيسة المحرّرة،
تبدأ اليوم حقبة ما بعد الفاتيكاني الثاني. لذلك، لم يكن من المستغرب أن نرى
فرنسيس الأسيزي ينبعث من خلال الكاردينال جورج بيرغوليو ليخلف بندكتوس السادس عشر.
يذكرنا هذا الانبعاث بالعلاقة التي ربطت مؤسّس الرهبانية اليسوعية القديس إنياس دي
لويولا بملهمه القديس فرنسيس. أليس كاثوليك أميركا اللاتينية هم بالنتيجة نتاج
تضافر الجهود (السينرجيا) بشكل أساسي بين هاتين الرهبانيتين الرسوليتين ؟
المفارقة المميّزة هي أن نلاحظ أن
فرنسيس الأسيزي الذي كان قد أُرسِل من قِبَل العناية الإلهية، في ملء من الزمن،
يطلّ مجدداً من خلال راهب يسوعي ينحني أمام "جسد المسيح السرّي المتألم
" الممثّل بالشعب المؤمن الحاضر في ساحة مار بطرس، ليسأله بركته قبل أن يعطيه
هو البركة بدوره، وذلك كطلب أدبي منه لتأييده كما لو أنه تأييد المسيح بذاته.
إن ما قام به البابا فرنسيس مختلف
بنوع مختلف عما عرفناه عند أسلافه في حقبة الفاتيكاني الثاني، لأن هذا الاختلاف
ليس من زمنية هذا العالم. نضيف أيضا، من باب علامات الأزمنة، أنه ساعة إطلاق حركة
"الكرازة الجديدة" السنة الماضية، ما من أحد كان يتوقع تنحّي بندكتس
السادس عشر ووصول شخص بهذا المفهوم الأقصى للتواضع إلى السدّة البطرسية. إنه عمل
الروح القدس.
ختام:
بفضل تنحّي جوزيف راتزنغر قد تمّ كشف
علامات زمن حقبة الفاتيكاني الثاني، واستنادا إلى هذه العلامات قد بنينا قرارنا
باعتبار حبريّته جسر العبور إلى حقبة ما بعد الفاتيكاني الثاني. إننا مقتنعون
بحريّة الضميري هذه التي تحترم حقّ التنحّي من السدّة البطرسية والذي طبّقه
بندكتوس السادس عشر على نفسه حاكما عليها بميتة مسبقة للموت الطبيعي. إن هذه
الخطوة لإنجيلية بالصميم وقد بات هذا البابا الذي، من لحظة تنحّيه أسبغت عليه
فعاليات البشرية لقب "العظيم"، مرجعا لها، معترفة بالوقت نفسه بعظمة ما
تنحّى عنه. ماذا ستكون عليه علامات الزمن التي ستحدّد خريطة طريق الحقبة الجديدة؟
ها إن قداسة البابا فرنسيس من مجرّد اختياره اسمه، قد بدأ بإبراز معالمها نظريا
وتطبيقيا، بالفعل قبل القول، بالمثل المعيوش أكثر منه بالوعظ وأهمها اليوم، بالرغم
من قلّة الأيام التي مرّت هي: "إخلاء الذات الفاتيكانية" وتجسّد
البابوية بالإنسانية وحمل صليبها على مَنكِبَي كنيسة تتطابق مع مسيحها مطابقة تامة
حتى الموت اليومي على الصليب فالقيامة اليومية، والتجدّد كما الفينيق. إذا ما
رغبنا بمعرفة المزيد عن أهميّة "جسر راتزنغر" ما علينا إلا أن نتابع عن
كثب إلهامات فرنسيس البابوي.
أخبارمالالا: الفتاة التي تعرّض لها
الطالبان تعود إلى المدرسة ثمن الشجاعة والنضالالفاتيكان, 29 مارس 2013 (زينيت) - عادت مالالا يوسافزاي إلى المدرسة،
إنها فتاة الخامسة عشر عاماً الباكستانيّة، التي قام الطالبان بالتعرّض لها في
أكتوبر الماضي. نذكّر أنه في ذلك الوقت قد تعرّضوا
لها بسبب نشاطها ودفاعها عن قضيّة تعليم المرأة في الباكستان، ان شجاعتها وقوتها
هزّا العالم بأسره.
انتقلت مع عائلتها للعيش في المملكة
المتحدة، في برمنجهام حيث بدأت بالذهاب إلى المدرسة، وذلك بعد أن تخطّت عمليتين
خطيرتين في رأسها من بعد الاعتداء.
قالت الفتاة: "إنه أهمّ يوم في
حياتي، والأسعد إذ أني أعود إلى المدرسة. لقد حلمت كثيراً بالوصول إليه، وأعتقد
أنه يحقّ للجميع بالذهاب إلى المدرسة، إنه حقّ"، وهذا يظهر عن مدى شجاعتها
وقوتها وإرادتها.
ثقافة وفن : لبنان يشارك في مهرجان
دوز العربي للفن الرابع في تونس مسرح اسطنبولي يمثل لبنان في مهرجان "دوز العربي للفن
الرابع" في تونسبيروت, 29 مارس 2013 (زينيت) - يستعد الممثل والمخرج قاسم إسطنبولي
للمشاركة في فعاليات مهرجان " دوز العربي للفن الرابع" وذلك بدعوة من
وزارة الثقافة وبلدية دوز , النسخة الثامنة دورة المرحوم الفنان علي بناجي ,
وبمشاركة كل من تونس والمغرب والجزائر وليبيا ومصر ولبنان . وسوف يتم عقد المهرجان من 5 الى 10
افريل 2013 في دار المسرح بمدينة دوز التونسية .
مسرحية" قوم يابا
"مونودراما تتحدث عن تاريخ الشعب الفلسطيني من قبل 48 وحتى يومنا الحاضر ، عن
الكاتب الفلسطيني سلمان الناطور من كتابه "ذاكرة " وقد بدأ اسطنبولي عرض
المسرحية أثناء العدوان على غزة في بيروت وذلك في الشوارع والساحات العامة وأمام
السفارات وبيت الامم المتحدة ، وفي المخيمات الفلسطينية والجامعات وفي المهرجان
الدولي للمسرح بالجزائر، وبذكرى النكبة في مدريد وباريس وهولندا .
وقد أعرب إسطنبولي عن سعادته
بالمشاركة في هذا العرس الثقافي التونسي وأهمية التبادل والتلاقي الثقافي بين
الدول العربية .
والجدير بالذكر أن مسرحية "قوم
يابا"عرضت مؤخرا ً في المهرجان الدولي للمسرح بتشيلي , وتعتبر مسرحية "
تجربة الجدار" و" زنقة زنقة " و " الجدار" من أشهر أعمال
مسرح اسطنبولي .
البطريرك ساكو يغسل أرجل كهنته بقلم الأب ألبير هشام
بغداد, 29 مارس 2013 (زينيت) - ببادرة هي الأولى من نوعها، قام غبطة
البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو صباح يوم خميس الفصح، 28 آذار 2013، بغسل
ارجل اثني عشر من كهنة بغداد، "مصدر فخرنا في الخدمة"، على حدّ قول
غبطته. وأراد غبطته بهذا البادرة أن يتمّ
"تجديد تكريسنا لخدمة الناس". وفي هذا الصدد، شرح غبطته في موعظته معنى
العهد الذي قطعه الله مع شعبه، وضرورة حفاظنا على هذا العهد في خدمتنا.
وحضر مراسيم غسل الأرجل والقداس
الفصحي سعادة السفير البابوي جورجو لنغوا وسكرتيره المونسنيور جورج، الذي كان
واحدًا من التلاميذ الاثني عشر.
وبعد القداس تقاسم الجميع غذاء المحبة
للاحتفال بعيد الكهنة.
ومن الجدير بالذكر أن أبرشية بغداد
الكلدانية تحوي اليوم 18 كاهنًا يخدمون في خورنات بغداد أغلبيتهم من الكهنة
الشباب.
صلاةرتبة درب الصليب يترأسها قداسة الحبر
الأعظم البـابـا فرنسـيـس - تأمـلات الشـبيبة اللبنــانية بإشراف صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس
الراعيالفاتيكان, 29 مارس 2013 (زينيت) - رتبة
درب الصليب
يترأسها
قداسة
الحبر الأعظم البـابـا فرنسـيـس
تأمـلات
الشـبيبة
اللبنــانية
بإشراف
صاحب
الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال
مار
بشاره بطرس الراعي
تنسيق
مكتب راعوية الشبيبة
في الدائرة البطريركية
الملعب
الروماني - الكوليزيه
روما، 29 آذار 2013
درب الصليب والشبيبة: جسر عبور إلى الرجاء
أوكل الطوباوي يوحنا بولس
الثاني "صليب المسيح" إلى الشبيبة في بدء مسيرة "الأيام العالمية
للشبيبة"، ليحملوه إلى العالم كعلامة لمحبّة يسوع اللامتناهية للبشريّة، وكان
مصمّماً على المشاركة في هذه "الأيام العالمية" في آب 2005 في كولونيا -
ألمانيا، ولكن بسبب وفاته قبل انطلاقتها، تسلّم الشعلة منه خلفه البابا بنديكتوس
السادس عشر.
وهكذا شكّل هذا التجمّع الشبابي جسر
عبور بين البابا الطوباوي والبابا الخَلَف.
واليوم، التاريخ يعيد نفسه. فبعد
إستعداد البابا بنديكتوس للرحلة إلى الريّو في البرازيل لترؤس احتفالات «الأيام العالمية
للشبيبة» في تموز 2013، يتنحّى عن منصبه ويقدّم بالتالي إلى خَلَفِه البابا فرنسيس
مسيرة صليب الشباب.
هذا الصليب لم يتركه البابا بنديكتوس
بل ذهب ليعانق المصلوب كما أعلن؛ فالمسيح هو الربّان الحقيقي لسفينة الكنيسة ولن
يدعها تغرق... وأراد بذلك أن يعطي أمثولة للعالم وبخاصّة لمسيحيي الشّرق الأوسط
الذين يرزحون تحت صليب العنف والحروب والقلق على المصير، فأوكل، هذه السنة، إلى
شبيبة لبنان إعداد تأمّلات مراحل درب الصّليب التي يحتفل بها البابا يوم الجمعة
العظيمة في الكوليزيه في روما، لكي يُعبّروا عن آلام المسيحيّين وآفاق الرجاء.
إنّها المرة الأولى التي يُطلب فيها من شبيبةٍ أو من بلد إعداد مثل هذه التأمّلات،
ففاجأ البابا بندكتوس الشبيبة اللبنانية بهذا التكليف، بسبب ما ترك الشباب في قلب
البابا من أثر عميق أثناء لقائه بهم في زيارته التاريخيّة إلى لبنان في أيلول
2012، وكانت آخر رحلة رسوليّة له. هكذا، دعاهم، وبواسطتهم كلَّ مسيحيي الشّرق
الأوسط، ألاّ يتركوا الصّليب بل أن يعانقوا المصلوب. فاعتبر الشباب أن ارغبة
البابا وصيّةً من قلبه، فيما يبدأ آخر مرحلة من حجّه على هذه الأرض، وكم تأثّروا
عندما رأوه يحرم نفسه من هذا الاحتفال، ويعهد بهم إلى خلفه البابا فرنسيس. هكذا
تكون شبيبة لبنان قد تجلّت كجسر عبور وأمانة غالية بين البابا وخلفه.
نسّق المكتب البطريركي لراعوية
الشبيبة إعداد التأملات بروحٍ من الشركة مع جميع شيببة الكنائس الكاثوليكية وكلّ
قطاعات الشبيبة،* وحملت هذه التأملات هموم الشبيبة اليوم وآلام شرقنا المعذّب
وجراحه موحِّدةً إيّاها مع آلام المسيح وصلاة الكنيسة الجامعة ليحوّلها الربّ إلى
ربيع سلام ورجاء وقيامة.
واليوم، تبقى الشبيبة خادمةً للصليب
الذي هو جسر العبور من الموت إلى القيامة في كلّ ظروف الحياة، وتُدركُ مع البابا
فرنسيس ما قاله في قدّاسه الأوّل: "إذا سرنا من دون الصليب، أو بنينا الكنيسة
من دون الصليب، أو اعترفنا بالمسيح من دون الصليب، تعطّلَ كلُّ شيء. إنّها الدعوة
للتحلّي بالشجاعة من اجل السَّير تحت راية صليب المسيح، وبناء الكنيسة على صخرته،
الاعتراف بالمسيح المصلوب والقائم من الموت، فاديًا وحيدًا ومخلّصًا".
+ الكردينال بشاره بطرس
الراعي
بطريرك أنطاكيه وسائر المشرق
____________________
* وزّع مكتب راعوية الشبيبة البطريركي
تحضير تأملات المراحل بطريقة القرعة على لجان الشبيبة اللاتينية والملكيّة
والسريانيّة والكلدانية والقبطية والمارونية وعلى قطاعات الطلاّب الجامعيين
والثانويين والنشئ الرهباني والاكليريكي والحركات الرسوليّة والجمعيات الاهليّة
وذوي الاحتياجات الخاصة والجماعات الشبابية المسكونيّة والمهتمّة منها بالحوار مع
الأديان. بالتنسيق مع لجنة راعوية الشبيبة في المجلس الرسولي العلماني. وذلك بعد
أن حضّرت لجنة مُشرِفة ضمّت مكتب راعوية الشبيبة البطريركي مع أخصّائيين بالكتاب
المقدّس واللاهوت الروحي والعقائدي، نصوص ونقاط التأمل وعناوي التأوين لكل مرحلة
من درب الصليب من الإرشاد الرسولي : الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة. والرسالة
الحبرية باب الإيمان.
«أسرعَ إليه رجلٌ فجثا له
وسأله : أيّها المعلّم الصالح، ماذا أعملُ لأرثَ الحياةَ الأبديّة؟» (مرقس 10:
17).
عن هذا السؤال الّذي يُلهبُ عمقَ
كِيانـنـَـا ، أجابَ يسوعُ بسلوكه دربَ الصليب.
يا ربّ، إنّنا نـَنظُر إليكَ وأنت على
درب الألم الذي في نهايتِه «جعلتَ من صليبك جسرًا إلى الموتِ لكي يعبُرَ عليه
البشرُ من دنيا الموتِ إلى دنيا الحياة» (مار أفرام السريانيّ).
الكلُّ مدعو إلى السّيرِ على خطاكَ،
لاسيما الشباب والذين يُعانونَ من الإنقسامات والحروبِ والظلمِ ويسعَون إلى أن
يكونوا، بين إخوتهم، علاماتِ رجاءٍ وصانعي سلام.
اننا نقدّم أمامَكَ ذواتِنا بمحبّة،
نقدّم آلامَنا موجّهينَ انظارَنا وقلوبَنا إلى صليبِك المقدّس ونصلِّي محافظينَ
على العهد: «مباركٌ من فدانا بموته فأحيانا. يا فادينا. حقّق فينا سرَّ الفداء،
الآلامَ وموتَك والقيامة»
(من الليتورجيا المارونيّة).
المرحلة الأولى
يسوع
يُحكم عليه بالموت
- نسجـدُ لكَ أيهـا المسـيح
ونبـارِكـُك / - لأنـَّك بصليبـك المقـدّس خلَّصتَ العـالـــم
«فتكلّم بيلاطس ثانياً قال لهم:
«فماذا أفعل بالذي تدعونَه ملك اليهود ؟» فعادوا للصياح: «أصلبه !» وأراد بيلاطس
أن يُرضي الجمع فأطلق لهم برأبا، وبعدما جلد يسوع أسلمه ليُصلَب» (مرقس 15: 12 –
15).
أمامَ بيلاطس صاحبِ السلطة، كان من
المفترضِ أن يجدَ يسوعُ العدالة، إذ كان بإمكان بيلاطس أن يُعلنَ براءةَ يسوعَ
ويطلقَ سبيلَه. غير أنّه فضّل منطقَ المصالحِ الشخصيّةِ فخَضَعَ للضغوطاتِ
السياسيّةِ والإجتماعيّة. حكمَ على بريءٍ ليُرضيَ الناسَ فما أرضىَ الحقيقة. أسلمَ
يسوعَ إلى الصلب وهو عالمٌ ببراءتِه... ثم ّغسلَ يديه.
في عالمنا اليوم، كثيرون هم أمثالُ
بيلاطس يُمسكونَ بزمام السلطةِ ويجيّرونَها لصالح الأقوياء. كثيرونَ همُ الضعفاءُ
والجُبناءُ أمام هذه التّيارات فيحوّلون سلطَتَهم إلى قوةِ ظلمٍ لا تحترمُ كرامةَ
الإنسان وحقَّه في الحياة.
ربّنا يسوع، لا تسمح بأن نكونَ من
الظالمين. لا تسمح بأن يتمادى الأقوياءُ في شرّهم وظلمِهم واستبدادِهم. لا تَسمح
بأن يؤدِّيَ الظلمُ بالأبرياء إلى اليأسِ والموت. ثبّتهم في الرجاء ونوِّر ضمائرَ
أصحابِ السلطة في هذا العالم لكي يحكموا بالعدل. آمين.
أبانا الّذي في
السّماوات... | السلام عليكِ يا مريم ...
إرحمنا يا رب /إرحمنا / فلتسترح أنفس
الموتى المؤمنين / برحمة الله والسلام. آمين
نفسُها تلكَ الحزينة في توجُّعِها
كَمينة صابها سيفٌ مُريبْ
أيّتها الأمُّ القدّيسة إجعلي جِراحات
وحيدِكْ في قلبي منطبعة
المرحـلة الثـانيـة
يسوع
يحمل صليبه
- نسجـدُ لكَ أيهـا المسـيح
ونبـارِكـُك / - لأنـَّك بصليبـك المقـدّس خلَّصتَ العـالـــم
«وبعدما سخروا منه نزعوا عنه الأرجوان،
وألبسوه ثيابه وخرجوا به ليصلبوه» (مرقس 15/ 20).
وقفَ يسوعُ المسيحُ أمام الجنود وقد
ظنوا أنّهم يملكونَ السلطةَ عليه، هو الّذي «به كان كلُّ شيء وبدونِه ما
كان شيءٌ ممّا كان» (يو 1/ 3).
لطـالما ظـنَّ الإنسـان أنّه قـادرٌ
عـلى تحـديدِ الخـيرِ والشـرّ (راجع تك 3/ 5) بمعزلٍ عن خالقِه
ومخلِّصِه. ظنّ أنّه قادرٌ كُلّياً على طردِ اللهِ من حياته ومن حياةِ الناس باسمِ
العقل والسلطة أو المال.
عالمُنا اليوم يئنُّ تحت وطأة واقعينِ
يعملانِ على طردِ الله من حياة الإنسان: العلمانيّةُ العمياءُ الّتي تخنقُ قيمَ
الإيمانِ والأخلاقِ زاعمةً أنها تدافعُ عن الإنسان، والأصوليّة العنيفة الّتي
تتذرّعُ بالدفاعِ عن القيمِ الدينيّة. (راجع الإرشاد الرسولي: الكنيسة في الشرق
الأوسط، العدد 29).
ربَّنا يسوع، يا من ارتضيت الإذلالَ
وضعفَ الضعفاء، نوكلُ إليك جميعَ الشعوبِ الخاضعة للذلّ والعذاب، بخاصّةٍ شعوبَ
الشرق الأوسط. مُدَّهُم بالقوّة لكي يحملوا معك صليبَ الرجاء. إنّنا نضعُ بين
يديكَ جميعَ الضالّين ليهتدوا بك إلى الحقّ والحبّ. آمين.
أبانا الّذي في
السّماوات... | السلام عليكِ يا مريم ...
إرحمنا يا رب /إرحمنا / فلتسترح أنفس
الموتى المؤمنين / برحمة الله والسلام. آمين
يا لأوجاعٍ مَهولَة صادَفَتْ تِلكَ
البَتولَة أمَّ فادينا الحَبيبْ
أيّتها الأمُّ القدّيسة إجعلي جِراحات
وحيدِكْ في قلبي منطبعة
المرحلة الثالثة
يسوعُ
يقع مرّة أولى تحت الصليب
- نسجـدُ لكَ أيهـا المسـيح
ونبـارِكـُك / - لأنـَّك بصليبـك المقـدّس خلَّصتَ العـالـــم
«طُعِنَ بسبب معاصينا وسُحِقَ بسبب
آثامنا، نَزَل به العِقاب من أجل سلامنا وبجُرحه شُفينا» (اشعيا 53: 5).
إنّ مَنْ يحملُ بيدِه الإلهيّةِ
كواكبَ السماء و ترتجفُ منهُ قوّاتُ السّماوات، ها هو يسقُط أرضًا ولا يحتمي، تحت
نير الصليب الثقيل.
مَن حَمَلَ السلامَ إلى العالم
أنهَكَته خطايانا فوقعَ مِن ثقلِ معاصينا.
«أيّها المؤمنون، ها هو مخلِّصُنا
يسيرُ على طريقِ الجلجلة وقد أضنكَته العذاباتُ الُمرّةُ وخَارت قِواه. هلمّوا
نشاهدْ هذا الحَدَثَ الغريبَ الفائقَ التصوّر والوصف. لقد قُوِّضَت أساساتُ الأرض
وسادَ الحاضرينَ خوفٌ رهيبٌ عندما رزحَ الخالقُ والإلهُ تحت الصليب وانقادَ إلى
الموتِ حبًّا بالبشريّة جمعاء» (من الليتورجيا الكلدانيّة).
ربّنا يسوع، أنهِضْنا من سقطتِنا
وأعِد الحقيقةَ إلى عقلِنا التائه. لا تسمحْ للعقل البشريّ الّذي خلقتَه لكَ بأن
يكتفيَ بالحقائقِ الجُزئيّة الّتي يكشِفُها العالم والتكنولوجيا، وينأى عن طرحِ
السؤالِ الأساس حولَ معنى الوجود (راجع الرسالة الحَبريّة: باب الإيمان، فقرة 12).
أعطِنا، يا ربّ، أن ننفتحَ لعملِ
روحِك القدوس فيقودَنا إلى ملءِ الحق. آمين.
أبانا الّذي في
السّماوات... | السلام عليكِ يا مريم ...
إرحمنا يا رب /إرحمنا / فلتسترح أنفس
الموتى المؤمنين / برحمة الله والسلام. آمين
كابَدَتِ الموتَ مُرّاً قد أهالَ
القلبَ جهراً
من جرا الإبنِ الحبيبْ
أيّتها الأمُّ القدّيسة إجعلي جِراحات
وحيدِكْ في قلبي منطبعة
المرحلة الرابعة
يسـوع
يلتقـي بأُمِّــهِ
- نسجـدُ لكَ أيهـا المسـيح
ونبـارِكـُك / - لأنـَّك بصليبـك المقـدّس خلَّصتَ العـالـــم
«وبَاركَهُما سمعان، ثم قالَ لمريمَ
أمِّهِ: «ها إنَّه جُعِل لسقوطَ كثيرٍ من الناس وقيام كثير منهم في إسرائيل وآية
مُعرّضة للرفض. وأنتِ سيَنفُذُ سيفٌ في نفسِكِ لتنكشفَ الأفكارُ عن قلوبٍ كثيرة «.
وكانت أمُّه تحفظ تلك الأمور كلّها في قلبِها» (لوقا 2: 34-35 – 51 ب).
إلتقى يسوعُ المجروحُ والمتألّم
بأمِّه مريمَ وهو يحمل صليبَ البشريّة والتقى من خلالها البشريّةَ جمعاء.
مريم أمُّ الله هي التلميذة الأولى
للمعلّم. إلتقت بالكلمة المتجسِّد منذ أن قَبِلت كلمةَ الملاك وصارت هي هيكلَ
اللهِ الحيّ. إلتقت به ولم تفهمْ كيف أن خالقَ السماءِ والأرض اختارها هي، الصبية
المخلوقة، لكي يتجسّدَ في هذا العالم. إلتقت به في بحثِها الدائم عن وجهه، في صمتِ
القلب وفي تأمّلِ الكلمة. كانت تظنُّ أنّ عليها هي أن تبحثَ عنه. إنّما في الحقيقة
هو الّذي كان يبحثُ عنها.
وهو إذ يحمِلُ صليبَه الآن، يلتقي
بها.
يتألمُ يسوعُ لرؤيةِ أمِّه تتألّمُ،
وتتألّمُ مريم لألمِ ولدِها. من هذا الألمِ المشتركِ تُولَدُ بشريّةٌ جديدة.
«السلامُ عليكِ! أيّتها القدّيسةُ الممَجّدةُ العذراءُ الدائمةُ، أمَّ الله وأمَّ
المسيح، نتوسّلُ إليك أن ترفعي صلاتنا إلى ابنِكِ الحبيبِ لكي يغفرَ لنا خطايانا»
(من الليتورجيا القبطيّة).
ربَّنا يسوع، إنّ في عائلاتِنا عذابًا
يسبِّبُه الأهلُ لأولادِهِم وآخرُ يسبّبه الأولادُ لأهلهم. إجعل يا ربُّ أن تكونَ
عائلاتِنا في هذه الأزمنةِ الصعبَة أمكنةً لحضورِك لكيما تتحوَّل عذاباتُنا فرحًا.
كنْ أنت عضدًا لعائلاتِنا واجعل منها واحاتِ حبٍّ وسلامٍ وطمأنينةٍ على غرارِ عائلةِ
الناصرة. آمين.
أبانا الّذي في
السّماوات... | السلام عليكِ يا مريم ...
إرحمنا يا رب /إرحمنا / فلتسترح أنفس
الموتى المؤمنين / برحمة الله والسلام. آمين
أيُّ قلبٍ ليسَ يبكي إذْ يرى العذراءَ
تشكي حُزنَ أحشاها المُذيب
أيّتها الأمُّ القدّيسة إجعلي جِراحات
وحيدِكْ في قـلبــي منـطبـعـة
المرحلة الخامسة
سمعان
القيرواني يساعد يسوع في حملِ صليبِهِ
- نسجـدُ لكَ أيهـا المسـيح
ونبـارِكـُك / - لأنـَّك بصليبـك المقـدّس خلَّصتَ العـالـــم
«وبينما هم ذاهبون به، أمسكوا سمعانَ،
وهو رجلٌ قيروانيٌّ كان آتيـًا من الريف، فجعلوا عليه الصليبَ ليحمِلَهُ خلْفَ
يسوع» (لوقا 23/ 26).
لقاءُ يسوعَ بسمعان القيرواني لقاءٌ
صامتٌ وأمثولةُ حياة. أنَّ اللهَ لا يُريدُ الألمَ ولا يقبلُ بالشّر، وكذلك
الإنسان. ولكنّنا إذا تقبلّنا الألمَ بالإيمانِ نحوّلُه إلى طريقِ خلاص.
فلنتقبـّـلـْهُ إذًا مثلَ يسوع ولنشاركْ في حَملِه مثلَ سمعان.
ربَّنا يسوع، لقد أشركتَ الإنسانَ في
حَمل الصليبِ ودَعوتَنا إلى مشاركتِك الآلام. إنّ سمعان يشبهُ كلّ واحدٍ منّا وهو
يُعلِّمنا أن نقبلَ الصليبَ الّذي يعترضُنا على دروبِ الحياة.
على مثالِكَ يا ربّ، نحملُ اليومَ
صليبَ الألمِ والمرض والإعاقة، ولكنّنا نقبلُه لأنّك معنا.
قد يُسمّر المرضُ إنساناً على الكرسيّ
ولكنّه لا يمنعه من الحلم.
قد يظلمُ البصرَ ولكنّه لا يُطاولُ
البصيرة.
قد يَصمُّ الآذان ولكنّه لا يمنعُ من
الإصغاء.
قد يَربِط اللسان ولكنّه لا يروي
العطشَ إلى الحقّ.
قد يُثقل الروح ولكنّه لا يسلب
الحريّة.
يا ربّ، نريد أن نكونَ تلاميذَك
لنحملَ صليبَك كلَّ يوم. نحملُه بفرحٍ ورجاءٍ لأنّك تحملُه معنا ولأنَك انتصرتَ
على الموتِ من أجلنا.
نشكُرك، يا ربّ، من أجل كلّ مريضٍ
ومتألّمٍ يعرفُ أن يشهدَ لحبِّك، ومن أجل كلّ «سمعان» تضعُه في طريقِنا. آمين.
أبانا الّذي في
السّماوات... | السلام عليكِ يا مريم ...
إرحمنا يا رب /إرحمنا / فلتسترح أنفس
الموتى المؤمنين / برحمة الله والسلام. آمين
مَنْ يُطيقْ مُرَّ التَفَكُّرْ أو
بآلامها التذكُّرْ حينَ لاقاها الحَبيبْ
أيّتها الأمُّ القدّيسة إجعلي جِراحات
وحيدِكْ في قلـبي منـطبـعـة