البيت الآرامي العراقي

الموصل قبل نصف قرن (مشاهد وذكريات): في كتاب جديد للأستاذ الدكتور سمير بشير حديد Welcome2
الموصل قبل نصف قرن (مشاهد وذكريات): في كتاب جديد للأستاذ الدكتور سمير بشير حديد 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

الموصل قبل نصف قرن (مشاهد وذكريات): في كتاب جديد للأستاذ الدكتور سمير بشير حديد Welcome2
الموصل قبل نصف قرن (مشاهد وذكريات): في كتاب جديد للأستاذ الدكتور سمير بشير حديد 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

 الموصل قبل نصف قرن (مشاهد وذكريات): في كتاب جديد للأستاذ الدكتور سمير بشير حديد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جون شمعون أل سوسو
مشرف مميز
مشرف مميز
جون شمعون أل سوسو


الموصل قبل نصف قرن (مشاهد وذكريات): في كتاب جديد للأستاذ الدكتور سمير بشير حديد Usuuus10
الموصل قبل نصف قرن (مشاهد وذكريات): في كتاب جديد للأستاذ الدكتور سمير بشير حديد 8-steps1a
الدولة : بلجيكا
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1024
مزاجي : أكتب
تاريخ التسجيل : 26/12/2009
الابراج : الحمل

الموصل قبل نصف قرن (مشاهد وذكريات): في كتاب جديد للأستاذ الدكتور سمير بشير حديد Empty
مُساهمةموضوع: الموصل قبل نصف قرن (مشاهد وذكريات): في كتاب جديد للأستاذ الدكتور سمير بشير حديد   الموصل قبل نصف قرن (مشاهد وذكريات): في كتاب جديد للأستاذ الدكتور سمير بشير حديد Icon_minitime1الثلاثاء 2 أبريل 2013 - 0:27


الموصل قبل نصف قرن (مشاهد وذكريات): في كتاب جديد للأستاذ الدكتور سمير بشير حديد

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بينما كنا نتجول بصحبة عدد من الادباء والفنانين في اجنحة معرض الكتاب الدولي الثاني الذي اقامته محافظة نينوى في يوم 20 ولغاية 28من شهر اذار للعام الحالي، والذي شاركت فيه اكثر من (100 دار للنشر) منها العراقية والعربية والاجنبية .. لفت انتباهنا في جناح (الدار العربية للموسوعات في لبنان) كتاب عنوانه (الموصل قبل نصف قرن مشاهد وذكريات) لمؤلفه الاستاذ الدكتور سمير بشير حديد، اقتنينا نسخة من الكتاب مع كتب ادبية وفنية اخرى، وكتاب (الموصل قبل نصف قرن) الذي يقع في ( 310 ) صفحة من الحجم الكبير ضم كتابات منوعة في تاريخ وتراث الموصل ، يقول مؤلفه في مقدمة الكتاب :

لي الشرف بالمساهمة في تسجيل جانب من تاريخ وتراث هذه المدينة التي علقت بها قلوب ملايين المحبين ... وليست محاولتي هذه الا سعياً مني للحفاظ على تراث الموصل والكشف عن تقاليدها وعاداتها ، وهي محاولة متواضعة من قبلي لتوثيق جزء من تراثنا في منتصف القرن الماضي ، يتمثل في تناول محلات الموصل القديمة مع ذكر الشخصيات التي عاصرت تلك الحقبة الزمنية، واهم الاحداث التي رافقت حياتها مع التأكيد على توثيق الاكلات التراثية التي هي في طريقها للانقراض، والعادات والتقاليد اضافة الى ما اخترته من حقيبة الذكريات. وهنا اشير الى ان (الحي القديم ) في الموصل يسمى (المحلة)، وجمعه محلات ، وهي المفردة المتداولة بين مواطني المدينة والتي اثرنا استخدامها بدلاً من الاحياء .


وفي هذا المؤلف، نسلط الضوء على عدد من المحلات العريقة لمدينة الموصل وهي: (حمام المنقوشة، ومنطقة الساعة، وشارع الفاروق، وخزرج، والمشاهدة، واعود الى مفردات الحياة في خمسينات القرن العشرين، والى اجواء تلاحم الشعبي والالفة بين الاسر الموصلية العريقة، والطقوس والتقاليد الفريدة الخاصة، من اجل التأكيد على هويتنا وبصماتنا، في زمن يحاول فيه البعض طمس تلك الهوية ... ولعلي بذلك اساهم في ازاحة الغبار عن معالم بارزة من مدينتنا العريقة، من خلال وصف هذه المحلات، خلال الفترة الممتدة : 1940 – 1960 م .

ان سبب اختياري هذه المحلات، هو كونها مسقط راسي، فقد ولدت ونشات وترعرعت في كنفها، واعدها ملعب صباي وساحة شبابي. كما ان كثير من الاحداث والمشاهدات والشخوص لتلك المحلات ما زالت عالقة في ذاكرتي وضميري . .. ويضيف الاستاذ الدكتور سمير حديد في مقدمة كتابه، بالقول:

يقع الكتاب في اربعة فصول مع مقدمة وقائمة بالمصادر تم ادراجها حسب الحروف الابجدية، وترقيمها بوضع رقم المصدر بين قوسين مستطيلين عند الاشارة الى ذلك في متن الكتاب .وخصص الفصل الاول لعرض اسماء الموصل عبر الحقب الزمنة المنصرمة، والاصطياف في الموصل، وايام مع نهر دجلة ... ويتناول الفصل الثاني محلات الموصل: (حمام المنقوشة واهم معالمها – منطقة الساعة رمز الاخاء والتعايش والجيرة، محلة خزرج، محلة المشاهدة، شارع الفاروق القديم الجنوبي من (الباب الجديد) الى منطقة الساعة – وشارع الفاروق بدءً من الساعة الى (حضيرة السادة) – وشارع الفاروق الشمالي بدءً من حضيرة السادة وانتهاء بدورة المستشفى . اما الفصل الثالث فيتناول عدد من الاكلات الموصلية التراثية القديمة وهي : ( الباسطرمة – الكمى – الكشك – الكعوب – التين المجفف- اللبن الخاثر والقشفة – جبن البيزا – التوث والسماق – حلاوة الخضر – الجرزات الموصلية ). اما الفصل الرابع والاخير ففيه من حقيبة الذكريات حديث عن: الاعدادية المركزية والدورة الخامسة لقسم الرياضيات في جامعة الموصل، واخر المسبحة والزمن الجميل.


بقي ان نقول بان الاستاذ الدكتور سمير بشير حديد قد ولد في محلة شعبية تدعى ( حمام المنقوشة ) في العام 1948 وحصل على شهادة بكالوريوس رياضيات عام 1971 من جامعة الموصل وماجستير في التحليل الدالي عام 1974 من جامعة سسكس – انكلترا ودكتوراه عام 1979 من جامعة لندن في الرياضيات (تحليل دالي ومعادلات تفاضلية) ونشر (40) بحثاً متخصصاً في الرياضيات باللغة الانكليزية بمجلات عالمية تصدر في امريكا وأوربا واليابان وكوريا والهند وسواها، هذا بالاضافة إلى نشر (4) كتب متخصصة في الرياضيات باللغة العربية، كما شارك في مؤتمرات عربية وعالمية عدة عقدت في امريكا واليابان وبريطانيا وهولندا واسبانيا وبلغاريا والهند وتركمنستان وعدد من الدول العربية ولديه اهتمام بالتراث العالمي والعربي بشكل عام والتراث الموصلي بشكل خاص وقد نشر ما يقارب ( 100 مقالة ) تعني بالتراث والسيرة الذاتية لأعلام عرب متميزين في مواقع الكترونية متعددة.

وفيما يأتي نص مقالة "المسبحة أو السبحة والزمن الجميل" اخترناها من الكتاب تثمينا وتقديراً لما بذله من جهد،مؤلفه الدكتور سمير حديد في إنجاز هذا السفر:

لا أعلم لماذا أرغب وأتمتع بكل ما هو قَديم ويعود إلى الزمن الماضي، لا بل أعشقه وأحبه! ألِأن ذَلك العهد كان أكثر دعة وأمانا، أكثر وفاءً وإخلاصاً، أكثر محبة وحناناً، أكثر زهداً ورخاء، أكثر صفاءً ونقاء، أكثر بساطة ويسراً، أم لأني ولدت في ذَلك الزمن وترعرعت وتربيت وقضيت طفولتي وصباي ومراهقتي وشبابي في أحضانه وملعبه، حيث البيوت القَدِيمة والعوجات الضيقة والقناطر والهدوء والأمان ويسر العيش ورغد الحياة على الرغم من بساطتها؟ فقد كنت أستمتع بطعم الحياة، وأرتاح لها وفيها، وأحس بالمعاني السامية لذاك الزمن الذي كنت أجد فيه لكل شيء نكهة وطعماً ولوناً وراحة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالنفس الإنسانية التي طالما تفاعلت بالأحاسيس والانفعالات، وبنيت عليها الآمال والأمنيات، ولا شك أن ما كنا نشعر به يمكن أن يماثل ما يتمتع به الجيل الحالي من أولادنا وأحفادنا بالمدن العملاقة والعمارات الشاهقة والشوارع المتسعة والموسيقى الصاخبة والسيارات الفارهة والأكلات السريعة مثل البيف برغر والبيتزا هوت؟ فهذه سنة الحياة، لكل جيل عاداته وتقاليده، ولا بد لكل جيل أن يعترف بقيم الآخر، ويقدرها، ولا يجوز أن يجبر جيل جيلاً آخر على ما يؤمن به من قيم وأعراف... وصدق الله العظيم بقوله: (فتلك الأيامُ نداولها بين النّاس).

كان جدي سعيد يونس حديد (رحمه الله) في منتصف القرن الماضي يجلس معظم وقته في جميع أيام السنة وفي الفصول الأربعة على المنقل، ويحضر قهوته العربية الأصيلة، ويحتسيها، ويستمتع بها؟ ويقدم منها إلى ضيوفه وزواره وأصدقائه وكل من يمر أمامه ويسلم عليه، كان يضع المنقل أمامه ودلة القهوة على يمينه والماشة (الكماشة) على شماله وبيده مسبحة شيح صفراء اللون متوسطة الحجم يسبح بها طيلة الوقت، بين مدة وأخرى يفركها بكفيه ويشمها، حيث تصدر رائحة طيّبة زكيَّة منعشة، فهي سلوته وحسابه، ورفيقه أنسه، ثروته وعطره... لا تفارقه أبداً، كأنما يرتبط بها بعقد شرعي أو روحي، أو كأنها جزء من كيانه وشخصيته. وإذا ما أردنا أن نقارن بين هذا الجيل وجيل أولادنا وأحفادنا مثلاً في هذه الظاهرة ظاهرة حمل شيء في اليد من باب العرف والتَقْليد والتَسلِية، فإن السبحة التي هي للذِّكر والتهليل والتكبير والدعاء والاستغفار، فإن أولادنا يحملون بأيديهم طيلة الوقت هواتفهم النقالة (الموبايلات) التي يتباهون بها ويتنافسون على اقتناء أفضلها؟ فهذا يفضل البلاك بيري، وذاك يرغب في الآي فون، وآخر يختار الأي باد، والمتواضع منهم يكتفي بالنوكيا! وفي لقاءاتهم يتباهون بما يحملون منها، ويتبارون أيهم لديه نغمات أفضل، فبعضهم يفضل الصاخبة منها، وبعضهم الهادئة، والآخر أُغنِية كاظم الساهر، أما أنا فأفضل صوت الآذان، وأتحيز بلا شك إلى الجيل القَديم دون تردد أو تفكير متمسكاً بعاداتنا وتقاليدنا، لأنني حريص على توثيق تُراثنا.

لنعد إلى الجيل القَدِيم ونستمتع بذِكرياته محاولين توثيق تلك المرحلة للأجيال القادمة، وندع جانباً جيل الكومبيوتر واللاب توب والآي باد، لأننا نعيشها حالياً، وهي حديث الساعة، وأجهزة العصر، والتقنية السائدة بين الأغنياء والفقراء، والصغار والكبار على حد سواء، ولا داعي لتوثيقها في الوقت الحاضر، ونتركها للأجيال القادمة، لتقييمها وإبداء الرأي فيها، لاسيما في ظل هذا التطور التقني الهائل الذي يقاس بالدقيقة بل بالثانية.

كان جدي يملك مسبحته المصنوعة من الشيح، وعندما يشاهد أي شخص بيده مسبحة يسارع إلى خطفها من يده ويلقى نظرة إِليها ويقيمها ويطلق أحكامه عليها، هذه كهرب من النوع الجيد، وتلك من الأحجار الكريمة الأصلية (الزمرد، العقيق، اللؤلؤ، الروبي، الياقوت، العاج، الفيروز، اليسر، الصندلوز، خشب الكوك...)، وأخرى من الحجر الطبيعي أو الاصطناعي المطلي بالذهب أو بالفضة، أو المرصعة بالذهب أو الفضة، والأخرى من الزجاج أو الكريستال، وأخرى من العاج، وفي بعض الأحيان أسمعه يقول: هذه المسبحة طرهات (يعني رديئة)، لأنها مصنوعة من البلاستيك، ثم يعيد المسبحة إلى صاحبها بعد أن فحصها وثمنها! هذه هي تسليته ومهارته وخبرته.

أو يصنف المسبحة حسب مكان صناعتها، على سبيل المثال: مسبحة اسطنبولية دلالة على صناعتها في اسطنبول (تركيا)، ومسبحة نجفية من إنتاج مَدِينَة النجف في العراق، ومسبحة يسر مكية دلالةعلى مسبحة اليسر المفضفضة أو المنتجة في مكة، ومسبحة مصنوعة من العقيق اليمني، ومسبحة البازهر الأفغانية، ومسبحة كهرب دلالة على صناعتها في ألمانيا أو بولندا أو روسيا، ومسبحة فيروزية دلالة على صنعها في إيران، ومسبحة روبية دلالة على صنعها في الهند. المسابح هي زينة وجمال، قيمة وتُراث ، من مكملات الرجولة والزعامة، وهي أحجار كريمة.

اختلفت المصادر التَارِيخية في تحديد نشأة المسبحة اليدوية وبدايتها، فقد ذكرت بعض هذه المصادر أن الهنود هم أول من استخدم هذا النوع وأبدع فيه. وبعضها الآخر أرجعها إلى أقدم من ذَلك وقد ربطها بعلاقة وطيدة مع كل الديانات القَديمة... وقد استخدمها كَهَنة تلك العصور في أداء بعض طقوسهم وعباداتهم لأجل التقرب للآلهة التي كانوا يعبدونها... كما استخدمها بعضهم في ممارسة السحر والشعوذة… وهي أنواع كثيرة. كل واحد منا كان يحمل في وقت من الأوقات مسبحة، بعض منها باهظ الثمن، ونادر النوع، ولها ألوان متعددة وأصناف مصنفة.

تتألف المسبحة منذ القدم من قطعأو حبيبات مصنعة من مواد مختلفة وهذه الحبيبات ذات عدد معين هو 33 أو مضاعفاته 99، يكون في معظم الأحوالمبني على قاعدة أو اعتقاد محدد، بالإضافة إلى قطع المسبحة الأخرىالمختلفة كقطعتي الفواصل التي تقسم المسبحة في العادة إلى ثلاثة أقسام متساوية العدد، وقطعة ثالثةتسمى بالمنارة أو المئذنة يتجمع فيها طرفا خيط المسبحة ويعقد بعدها. وقد يكون خيطالمسبحة من مواد نباتية أو حيوانية أو سلك أو سلسلة معدنية. إن ذَلِك يعني أن جميعمكوناتها مثقوبة تصلح لمرور الخيط فيها، وفي أكثر الحالات تنتهي المسبحة من جانبالمئذنة أو المنارة بقطع إضافية تدعى أحيانا بالشرابة (أو الكشكول) مع دلاياتإضافية من مواد الخيوط أو المواد المعدنية النفيسة وغير النفيسة وبأشكال متنوعة. عندما تكون المسبحة عيار 33 حبة تحمل في اليد أو الجيب، أما مسابح الدراويش فهي عيار 99 فتحمل عادة حول العنق أو مع السجادة وتستخدم في صلاة التسابيح أو لحساب عدد الاستغفار.

من عاداتنا وتقاليدنا تقديم المسابح هدية عند زيارتنا لصديق أو قريب أو عزيز، أذكر أن أخي وصديقي العزيز الدكتور سمير النعمة سفير العراق السابق في الخرطوم (السودان) حين زارني قَبْل ستة أعوام في الإمارات، أحضر لي معه هدية وهي مسبحة بيضاء من العاج (أنياب الفيل) المتوفرة في السودان وأفريقيا وهي مسبحة ثمينة وعزيزة لا زلت أحتفظ بها:

ومن تقاليدنا وعاداتنا أيضاً الجلوس في المقاهي أثناء المساء وعقب يوم عمل كامل لشرب الشاي أو الحامض والتسلي بالسبح وتبادل الحديث مع الأصدقاء أو حضور جلسات ثَقَافِيّة أو شعرية أو العنتريات لاسيما في شهر رمضان.

لنتناول نوعا متميزا من أنواع المسابح المصنوعة من مادة ثمينة جداً تسمى الكهرمان، حيث يعرف الكهرمان لدى الحضارات البشرية القَديمة منذ آلاف السنين... وتلك المادة تحيط بها الكثير من الأسرار التي تعد من غرائب ما أنتجته الطبيعة بعد إرادة المولى عز وجل... فتَارِيخ النشأة لهذه المادة يعود إلى ملايين السنين: من 90 إلى 130 مليون سنة. حيث أثبتت البحوث والتجارب هذه المعلومة بدليل وجود عدد من الحشرات والنباتات المتحجرة في الكهرمان الشفاف التي تعود إلى تلك الحقبة الزمنية.

الكهرمان عبارة عن مادة صمغيةراتينجية، تفرزه جذوع بعض أنواع الأشجار من العائلة الصنوبرية، تفرز الأشجار هذه المادة كوسيلة دفاعية لها ضد الأمراض والفطريات والحشرات وغيرها... وطبعاً إذا زادت الإفرازات تثقل على جذع الشجرة وتسقط على الأرض أو في أعماق البحر، وإذا كانت الأشجار قريبة منه... ومع الوقت (ملايين السنين) تتحجر المادة الصمغية وتتحول إلى صخور (كهرمان) بألوان وأشكال مختلفة على حسب البيئة المحيطة بها...

تحتوي مادة الكهرمان(Amber) على الكثير من الأسرار والغموض، وكانت معروفة لدى الفينيقيين والفراعنة واليونانيين وغيرهم من أصحاب الحضارات القَديمة جداً... لما لها من خواص كثيرة مثل الرائحة العطرية وسهولة التشكيل والتطويع... فقد وجدت ضمن آثارهم وقبورهم وكنوزهم المكتشفة كتحف أو عقود تلبس... كما استخدموها للعلاج، لاعتقادهم بأن هذه المادة تحتوي على مميزات سحرية، لأن الكهرمان يتميز بطاقة كهربائية تتولد عند فركه باليد... كما كان يستخدم لاعتقادات شعائرية مثل طرد الأرواح والتبخر بدخانه لتمتعه برائحة جميلة...

السبحة إذاً عادة وتُراث وتَسلِيَة، ووسيلة يحاول الإنسان أن يتقرب بالتسبيح بها إلى الله سبحانه وتعالى، وهي تذكّر المرء ما دامت في يده وتتشابك مع أصابعه بذكر الله قياماً وقعوداً، وهي بلا شك تخفف التوتر النفسي، وتطفئ الغضب، لاسيما أنها تذكر حاملها بالتكبير والتهليل، ألم يرد في القرآن الكريم (الرعد 28): (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)؟. يضاف إلى ذَلِك كله أنها يمكن أن تكون وسيلة تَسلِيَة عند بعض النّاس الذين هم عن ذكر ربهم ساهون، ذَلك أنها تشغلهم عن عادات سيئة، من مثل عض الأصابع، أو قضم الأظافر بالأسنان، أو اللعب بها برموش العين أو شد شعر الناصية... الخ.

هذه خصلة من حَقِيبَة ذِكْرَيَاتي أحببت أن أوثقها في هذا الكتاب على أمل قراءتها وتبادل الآراء حولها من قِبَلْ الأحبة إخواني وأخواتي وأصدقائي وقرائي، والحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الموصل قبل نصف قرن (مشاهد وذكريات): في كتاب جديد للأستاذ الدكتور سمير بشير حديد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: الثقافية , الادبية , التاريخية , الحضارية , والتراثية Cultural, literary, historical, cultural, & heritage :: منتدى الشعر والادب بالعربية المنقول Forum poetry & literature with movable Arabic-
انتقل الى: