كلمة قداسة البابا
فرنسيس درب الصليب يوم الجمعة العظيمة صليب المسيح هو الكلمة التي بها ردَّ الله على شر العالمأشكركم على مشاركتكم الكبيرة في لحظة
الصلاة هذه الغنيِّة. وأشكرُ أيضًا كلّ الذين إنضموا لنا عبر وسائل الاتصال، خاصة
الأشخاص المرضى والمسنين.
لا أريد أن أضيف كلمات كثيرة. ففي هذا
المساء يجب ان تبقى كلمة واحدة، كلمة الصليب ذاتها. فصليب المسيح هو الكلمة التي
بها ردَّ الله على شر العالم. أحيانًا يبدو لنا أن الله لا يرد على الشر، وانه
يبقى صامتًا. في الواقع الله قد تكلّم، قد ردَّ، وكانت إجابته هي صليب المسيح:
كلمة هي محبة، رحمة، غفران. وهي أيضاً عدل: فالله يحاكمنا بأن يحبّنا. فلنتذكر
هذا: الله يحاكمنا بأن يحبّنا. فإذا استقبلتُ محبته أكون مخلصًا، وإذا رفضتُه أكون
مدانًا، لا منه، ولكن من نفسي ذاتها، لأن الله لا يُدينَ هو فقط يحبّ ويخلّص.
الإخوة الأحباء، أن كلمة الصليب هي
أيضًا جواب المسيحيين على الشر الذي مازال يعمل فينا وحولنا. فالمسيحيون يجب أن
يجاوبوا على الشر بالخير، حاملين على إنفسهم الصليب، مثل يسوع. لقد سمعنا في هذه
الليلة شهادة إخوتنا من لبنان: فهم من كتبوا هذه التأملات والصلوات الجميلة.
نشكرهم من كل القلب على هذه الخدمة وقبل كل شيء على الشهادة التي يقدموها لنا. لقد
رأينا هذا عندما ذهب البابا بيندكتُس إلى لبنان: رأينا جمال وقوة شَرِكة مسيحي تلك
الأرض، والصداقة مع الكثير من المسلمين ومع آخرين. لقد كانت علامةً للشرق الأوسط
ولكل العالم: علامة رجاء نابعة من صليب المسيح.
دعونا نُكمل إذًا طريق الصليب في
حياتنا كل الأيام. لنمشي معًا فوق درب الصليب، لنمشي حاملينَ في القلب هذه الكلمة،
كلمة المحبة والغفران. لنمشي منتظرين قيامة يسوع الذي يحبنا كثيرًا: فكل شيء هو
محبة.
عظة قداسة البابا فرنسيس قداس الميرون
المقدس - خميس العهد بازيليك القديس بطرس الخميس المقدس الموافق 28 مارس / آذار 2013بفرح احتفل بقداس الميرون المقدس
الأول كأسقف لروما. واحيكم جميعا بمحبة، خاصة أنتم، أحبائي الكهنة، لأنكم اليوم
تتذكرون، وكذلك أنا أيضا، يوم الرسامة (الكهنوتية).
تخاطبنا الرسائل عن
"الممسوحين" (بالزيت المقدس): عبد يهوه أشعياء، الملك داود ويسوع ربنا.
يشترك الثلاث في أن المسحة التي حصلوا عليها هي لمسح شعب الله المؤمن والذي هم
خدام له؛ إن مسحتهم هي من أجل الفقراء، والسجناء، والمقهورين.... صورة جميلة
للغاية "لكونهم ممسوحين" بالزيت المقدس "من أجل" هي تلك التي
نجدها في المزمور133: "هو كالزَّيتِ الطَيِّبِ على الرَّأسِ والنَّازِلِ على
اللِّحية، النَّازِلِ على لِحيَةِ هارون على أَطْرافِ ثِيابِه" (آية 2). صورة
الزيت المنتشر والذي ينزل على لحية هارون حتى أطراف ثيابه المقدسة، إنها صورة
المسح الكهنوتي والذي يصل، بفضل المسحة، إلى أقاصي الكون والذي يُرمز له بالثياب.
فالملابس المقدس لرئيس الكهنة هي غنية
بالمعاني؛ أحدها هو ذاك المرتبط بأسماء أبناء إسرائيل المحفورة فوق حجر جَزْعٍ،
والذي كانوا ينقشون على أكتاف الرداء (efod)- الذي منه يأتي الرداء الكهنوتي (casula) الذي نستخدمه حاليا: عدد ستة فوق الكتف
الأيمن وستة فوق الكتف الأيسر (راجع خر 28، 6-14). وكان الطلاء أيضا منقوش عليه
أسماء أسباط إسرائيل الإثني عشر (راجع خر 28، 21). وهذا يعني أن الكاهن عندما
يحتفل فهو يحمل على كتافيه الشعب الذي عُهد به إليه، ويحمل أسمائه المحفورة في
القلب. سيكون من المفيد أن نشعر في كل مرة نرتدي ثوبنا الكهنوتي الفقير بأن فوق
الأكتاف وفي القلب ثِقَل ووجه شعبنا المؤمن، وقدسينا وشهدائنا، وما أكثرهم في
وقتنا هذا!.
فمن بهاء ما هو طقسي -والذي لا يتعلق
فقط بالملابس وبتذوق الأستار المزخرفة، بل بالحري بحضور مجد إلهنا الذي يسطع في
شعبه الحيّ والمُعزى- دعونا ننتقل إلى النظر نحو الفعل. فإن الزيت النفيس والذي
يمسح رأس هارون، ولا يتوقف فقط عند وظيفة تعطير شخصه، بل يتنشر حتى يصل إلى
"الأطراف". هذا ما سيعلنه الرب بوضوح: فمسحتُه هي من أجل الفقراء،
والسجناء، والمرضى، والأشخاص الحزانى والوحيدين. أي أن المسحة التي حصلنا عليها لا
تهدف لتعطير أنفسنا ولا لحفظه في أنية، حيث يتحول الزيت إلى نتن... والقلب مُرًّا.
يُعرف الكاهن الجيد من الكيفية التي
يُدهن بها شعبه، في هذا دليل واضح. فعندما يُدهن شعبنا بزيت الفرح يكون هذا
واضحًا: على سبيل المثال، عندما يخرج الشعب من القداس بوجهِ مَن نال الخبر السار.
فشعبنا يُقدِّر الإنجيل الموعوظ به بمسح الزيت، يُقدِّر عندما يصل الإنجيل الذي
نعظه إلى الحياة اليومية، عندما ينزل كزيتِ هارون حتى أطراف الواقع، عندما يُنير
الأوضاع الحرجة، "الأطراف" حيث الشعب المؤمن هو عُرضة أكثر لعدوان مَن
يريدون نهب إيمانه. الشعب يشكرنا لأنه يشعر أننا صلينا بصحبةِ واقع حياتِه
اليومية، آلامه وأفراحه، تخوفاته وآماله. الشعب يشكر عندما يشعر أن عطر الشخص
الممسوح، أي عطر يسوع، قد وصل لها من خلالنا، وبالتالي يتشجع في أن يستأمنا على كل
ما يريد أن يقدمه للرب: فعبارات "صلِّ من أجلي، يا أبتي، فلدي هذه
المشكلة"، "باركني يا أبتي"، "صلِّ من أجلي": هي العلامة
على أن الدهن قد وصل إلى أطراف الثوب، لأنه تحوَّلت إلى التماس. فعندما نحيَّ هذه
العلاقة مع الله ومع الشعب، وعندما تَعبُر النعمة من خلالنا، عندئذ نكون بالحقيقة
كهنة، أي وسطاء بين الله والبشر. إن ما انوي التركيزَ عليه هو أننا يجب أن نُنعش
دائما النعمة وأن نستشعر في كل التماس، حتى وإن كان غير مناسب أحيانا، أو مادي
للغاية، أو حتى تافه – لأنه قد يبدو هكذا فقط خارجيًا- رغبةَ شعبنا في الحصول على
مسحة الزيت الزكي، لأنه يعرف أننا نملكه. أن "نستشعر" و"نحس"،
كما شعر الرب باغتمام المرأة النازفة المفعم بالرجاء عندما لمست هُدْبَ ردائه. ففي
هذه اللحظة نجد أن يسوع، برغم الجموع المحيط به من كل جانب، يجسد كلَّ بهاء هارون
المتشح بالكهنوت وبالزيت النازل على ثيابه. إنه جمال مختفي ولا يظهر إلا لتلك الأعين
الممتلئة بالإيمان، أعين المرأة النازفة. فحتى التلاميذ أنفسهم – كهنة المستقبل –
لم يقدروا أن يروه، ولا أن يفهموه: فقد رأوا في "الأطراف الوجودية" فقط
سطحيةَ الجموع المكتظة والتي تُحيط بيسوع من كل جانب وتَزحَمُه حتى تكادُ أَن
تَخنُقَه (راجع لو 8، 42). على عكس ذلك هو الرب، فقد أحس بقوة المسحة الإلهية التي
تصل حتى هُدْب رِدائِه.
هكذا ينبغي الخروج لاختبار مسحتنا،
لاختبار قوتها وقدرتها الفدائية: في "الأطراف" حيث الألم، والدم
المسفوك؛ حيث الأعمى الذي يتلهف لأن يرى؛ هناك حيث الأسرى لكثير من الأسياد
الأشرار. إننا لن نتقابل مع الرب بالضرورة في التجارب الذاتية أو في اجترار
الخواطر: فالدورات الدراسية والتي تهدف لمساعدة الذات في الحياة قد تكون مفيدة،
ولكن أن عشنا حياتنا الكهنوتية من دورة إلى دورة، من نهج إلى نهج أخر، قد نصل إلى
البيلاجيانية [هرطقة تعود للراهب بيلاجيوس]، أي إلى تحجيم قدرة النعمة، التي تنشط
وتنمو بمقدار نجاحنا في "تقدمة أنفسنا"، بإيمان، وبمقدار "تقديم
الإنجيل" للآخرين، وبمقدار "تقديم الدهن" القليل الذي لنا لمَن لا
يملك أي شيء.
إن الكاهن الذي يخرج قليلا من ذاته،
ويدهن قليلا – أقول قليلا ولا أقول "لا شيء" لأن شعبنا، حمدا لله، ينتزع
منا المسحة- يفقد افضل ما بشعبنا، أي مقدرة الشعب على تنشيط الجزء العميق من قلبه
الكهنوتي. فمَن لا يخرج من ذاته، وبدلا من أن يكون وسيطا، فهو يتحوّل شيئا فشيئا
إلى سمسار، إلى مُدبر. ونحن نعرف جميعا الاختلاف: فالسمسار والمُدبر "يحصلا
على أجرتهما" ولأنهما لا يخاطران بحياتهما ولا بقلبهما، فهما لا يحصلان على
الشكرِ الحارِ، النابع من القلب. ومن هنا يتأتى شعورُ البعضِ بعد الرضى، والذي
يقودهم للحزن، كهنة حزانى، وإلى التحول لمجرد جَامِعي - لكل ما هو قديم وكل ما هو
جديد- بدلا من أن يكونوا رعاةً يعبقون بـ"رائحة الخراف"، لتكن هذه
الرائحة ملموسة، رعاةً يحيون في وسط شعبهم، بدلا من أن يكونوا "صيدي
بشر". فصحيح أن ما يُقال علية أزمة الهوية الكهنوتية يهددنا جميعا ويُضاف إلى
الأزمة الحضارية؛ ولكن، إن عرفنا تقويض أمواجها، سنتمكن، باسم الرب، من الدخول في
عمق البحيرة وإلقاء الشباك. فحسن أن الواقع نفسه هو الذي يجبرنا على الذهاب إلى
حيث يبدو واضحا، بفضل النعمة، أنه عطية خالصة، في بحر العالم الحالي هذا والذي فيه
ما من شيء ذو قيمة سوى المسحة – وليس الوظيفة -، وحيث يظهر أن الشباك الممتلئة هي
فقط تلك التي أُلقيت باسم الذي نثق فيه: أي يسوع.
المؤمنون الأحباء، اقتربوا من كهنتكم
بالودّ وبالصلاة لكي يكونوا دائما رعاةً وفقا لقلب الله.
الكهنة الأحباء، ليجدد الله الآب فينا
روح القداسة الذي مُسحنا به، ليجدده في قلبنا حتى تصل المسحة إلى الجميع، وأيضا
إلى "الأطراف"، حيث شعبنا المؤمن ينتظرها بتلهف ويُقدّرها. ليشعر شعبنا
بأننا تلاميذ الرب، ويشعر بأننا نرتدي أسمائهم فوق اكتافنا، وبأننا لا نبحث عن
هوية أخرى؛ فيتمكن من الحصول، عبر كلماتنا وأعمالنا، على ذاك الزيت، زيت الفرح
الذي جاء يسوع ليمنحنا إياه، اي المسحة. أمين.
© جميع الحقوق محفوظة
2013 – حاضرة الفاتيكان
أخبارنيافة المطران الأنبا بطرس فهيم
مطرانا لإيبارشية المنيا بقلم الأب هاني باخوم
القاهرة, 30 مارس 2013 (زينيت) - قرر سينودس الأساقفة للأقباط الكاثوليك
برئاسة غبطة أبينا البطريرك الأنبا إبراهيم اسحق تعيين نيافة المطران الأنبا بطرس
فهيم مطرانا ايبارشيا لمطرانية المنيا للأقباط الكاثوليك. وسيكون التنصيب
بكتدرائية يسوع الملك بالمنيا يوم 19 ابريل2011 الساعة الحادية عشر صباحا. والجدير بالذكر أن الأنبا بطرس فهيم
واسمه بالميلاد كمال فهيم في بلدة طوة، من مجاورات مدينةالمنيا، في 3 يوليو 1961.
وبعد الدراسات الأولى التحق بالمعهد الإكليريكي العالي بالمعادي، حيث حصل على
ليسانس الفلسفة واللاهوت. نال السيامة الكهنوتية في كنيسة طوة في 20 مايو1988 على
يدي الأنبا أنطونيوس نجيب. خدم راعيًا في كنائس السيدة العذراء في جاهين المنيا،
والقديس بطرس في بني سويف، ومارمرقس بالمنيا ومن عام 1990 حتى عام 1994قام
بالتدريس والتكوين في المعهد الإكليريكي العالي بالمعادي.ثم سافر لتكملة الدراسة
في روما، وحصل على الدكتوراه في الكتاب المقدس من عام 1995-2001، وعاد لمواصلة
رسالة التدريس والتكوين بالمعهد الإكليريكي. وعُيّن مديرًا له عام 2005، وفي
31أغسطس 2006 انتخبه السينودس البطريركي مطرانًا معاونًا للبطريرك. وتمت السيامة
الأسقفية في كاتدرائية السيدة العذراء بمدينة نصر بالقاهرة، يوم 13 أكتوبر 2006
ويتولى مهمة مطران معاون للإيبارشية البطريركية، بمناطقها الثلاث: القاهرة والدلتا
والإسكندرية. واختاره السينودس البطريركي بتاريخ 25 مارس 2013 أسقفا ايبارشيا
لمطرانيه المنيا.
الشباب اللبنانيون تلوا صلوات درب
الصليب مع البابا فرنسيس التأملات المحضرة عكست المعاناة في الشرق الأوسطبقلم آن شنيبل
روما, 30 مارس 2013 (زينيت) - انضم عشرات الحجاج من لبنان الى البابا
فرنسيس ليشاركوا معه صلوات درب الصليب التي تجرى كل سنة في الكولوسيوم. كان شباب لبنان قد تلقوا الدعوة من
البابا بندكتس السادس عشر ليشاركوا في هذه السنة بصلوات درب الصليب-Via
Crucis— بعيد زيارة
البابا الى لبنان، كما دعاهم الى تحضير التأملات للمناسبة. توجه 45 شخصًا من
الشبان اللبنانيين الى روما ليشاركوا في درب الصليب مساء أمس الجمعة 29 مارس.
أفادنا الأب توفيق بو هدير، وهو منسق
مكتب الشبيبة في الكنيسة الكاثوليكية في لبنان، أن هذه التأملات تمثل الشباب
اللبناني من مختلف قطاعات الحياة: من ذوي الاحتياجات الخاصة، والإكليريكيين،
والرهبان، والشباب المنتمين الى حركات رسولية، والذين يشاركون في حوار مسكوني بين
الأديان، وطلاب الجامعات. وتضمنت التأملات أيضًا مقتطفات من الكتاب المقدس، ومن
الإرشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط"، ومن رسائل حبرية أخرى.
كما روى الأب أيضًا كيف أنه تم تسليم
التأملات الى الفاتيكان للمراجعة في 10 فبراير أي بيوم واحد قبل إعلان البابا
بندكتس لاستقالته. وأضاف أنه وعلى الرغم من شعورهم بخيبة أمل لغياب البابا بندكتس،
فهم لم يفقدوا الأمل أبدًا "لأن الرب، وبحسب ما قال البابا بندكتس، هو قبطان
الكنيسة: ولن يدعها تغرق أبدًا."
كذلك قال الأب: "عندما انتخب
البابا فرنسيس عمّنا الفرح والرجاء"، مشيرًا بشكل أو بآخر الى الطريقة التي
شكل فيها الشباب اللبناني جسرًا بين بندكتس السادس عشر وخليفته.
هذا وتابع الأب بو هدير قائلًا أن كتابة
التأملات تضمنت كل المعاناة الموجودة في الشرق الأوسط: "كل الشهداء والضحايا،
كل التمييزات، ورجاء الشبيبة ومشاكلها."
وشدد الأب على أن هذه التأملات ليست
حكرًا "على الشرق واللبنانيين: بل هي عالمية. نحن وضعنا الكثير من العناية
والروحانية في هذه التأملات، والآن نوحد هذه الصلوات مع آلام المسيح ربّنا
ومعاناته، وبمساعدة صلاة الجماعة نبلغ القيامة."
في منطقة تسعى الى "ربيع"
جديد قال الأب بو هدير أنه يأمل بأن تكون هذه الصلوات بمثابة تذكير "بأن
الربيع الوحيد الآتي هو الربيع الذي يشع في طريق الصليب، طريق الصلاة، طريق
الإيمان، بلوغ ربيع القيامة، ربيع الرجاء."
طوني الشايب هو عضو في إحدى الحركات
في لبنان التي تم دعوتها للمشاركة في درب الصليب هذه السنة مع الأب الأقدس. طُلب
من جماعته تحضير تأمل المرحلة العاشرة، "يسوع يُعرّى من ثيابه."
قال الشايب: "شعرنا حقًّا بأن
الله يدعونا بأن ننشر الرسالة الى العالم أجمع، شعر جميع الشباب بأن هذه مسؤولية
كبيرة- وكأنها مهمة. إنها فرصتهم ليعبّروا عن إيمانهم، وشراكتهم مع العالم
أجمع."
"نحن نؤمن أنه بين الشباب يوجد
رجاء جديد. من جهة يمكنكم أن تروا أن الكثيرين منهم لا يهتمون بالسياسة، ولا ينتظرون
شيئًا من السياسيين...ولكن من جهة أخرى، المسيح موجود هنا. لدينا أيضًا الحياة بين
الشباب، وهذا في انتشار مستمر."
هذا وتحدث عن المعنى الكبير الذي
حملته زيارة البابا بندكتس السادس عشر الى شعب لبنان. "قبل الزيارة كانوا
يقولون "علينا أن نهرب"، ولكن بعدها قالوا "هذه مهمتنا ونريد أن
تساندنا الكنيسة الجامعة وتتحد معنا في مهمتنا- لا أن نهرب من صليبنا. هنا ستكون
القيامة."
***
نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة
زينيت العالمية
كيف يمكننا أن نفهم القيامة مادمنا
بعيدين عن بعضنا؟ المطران درويش في جناز المسيحزحلة, 30 مارس 2013 (زينيت) - ترأس راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع
للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش رتبة جناز السيد المسيح
في كاتدرائية سيدة النجاة – زحلة بحضور رئيس بلدية زحلة – المعلقة المهندس جوزف
دياب المعلوف، مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود ورئيس هيئة الأركان في
قوى الأمن الداخلي العميد سامي نبهان، إضافة الى حشد كبير من المؤمنين ولفيف
الإكليروس الموقر. وبعد الإنجيل المقدس القى درويش عظة
قال فيها " يوم الجمعة العظيمة نرى الله مصلوبا، إنه إله يختلف عما نفكر به
في غالب الأحيان. على الصليب لا يمكن أن نرى المجد ولا القوة ولا السيادة ولا
التسلط. نرى فقط الضعف، الألم والضعة، نرى فقط بذل الذات. نرى الحب
في روحانيتنا الشرقية، نحن لا نرى على
الصليب يسوع المسيح فقط، بل نرى العالم معه مصلوبا. إنه لسر عظيم فالمسيح تألم ثم
قبل أن يصلب من أجلنا.
أية شهادة أكبر من هذه الشهادة؟ ونحن
نتسائل لماذا؟
كثيرون يموتون اليوم من أجل قضايا
خاطئة رغم أنهم يظنون بأنها صحيحة. فالموت لا يشهد للحقيقة!.. وحدها محبة المسيح
تشهد للحقيقة " ليس من حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحباءه" يقول
السيد المسيح (يو 15: 13). ويسوع المسيح "أحبنا عندما كنا اعداء، ليجعل منا
أصدقاء" (القديس أغسطينوس).
كما أن قيامة المسيح وحدها هي علامة
هذه المحبة العظيمة كما جاء في سفر أعمال الرسل (17/31) "الله قدم للجميع
علامة حقيقية في يسوع اذ اقامه من الاموات"
وأنتم أيها الأحباء!. ألا ترون أننا
مازلنا بعيدين عن فهم وصية يسوع الجديدة "أحبوا بعضكم .. كما أنا
أحببتكم" فكيف يمكننا أن نفهم القيامة مادمنا بعيدين عن بعضنا؟ كيف يمكننا أن
نتكلم عن محبة الله وفي قلبنا تفرقة وحقد وإشاعات وكلام باطل؟ كيف يمكننا أن نعلن
ايماننا بالقيامة ولا نريد أن نتكلم مع بعضنا البعض والنتيجة ما هي؟ مجتمعنا
المسيحي ممزق الى شيع وأحزاب
كيف يمكننا أن نعلن بأننا متمسكون
بتعاليم الإنجيل، وأمام أعيننا أناس يذبحون يوميا باسم الدين أو باسم قناعات لا
تمت للبشرية بصلة؟ ألا نخون بذلك السر الفصحي الذي نحتفل به؟
رغم ذلك الوجه المأساوي الذي تعيشه
بشريتنا فنحن نرى حضور يسوع المسيح في قلب ألامنا تعزية لنفوسنا ورجاء لنا. فنحن
نعلم أن أهم حاجة للمتألم أن يرى قربه ومعه من يحبه ويعزيه! من يسمعه ويصغي إليه!
وهذا بحد ذاته يخفف من الألم."
وفي ختام الرتبة حمل المؤمنون نعش
السيد المسيح وجالوا به في أرجاء الكاتدرائية ملتمسين منه السلام .
صلاةصلاة القديس فرنسيس الأسيزي أمام
مصلوب "سان داميانو" تلاها البابا اليوم في رسالة مصورة إلى المشاركين في عرض كفن تورينوروما, 30 مارس 2013 (زينيت) - "أيها الرب العلي والمجيد، نوّر ظلام قلبي.
أعطني إيمانًا قويمًا، رجاءً وطيدًا،
محبةً كاملة،
ربي، أعطني فهمًا وتمييزًا،
حتى أحقق وصيتك القدوسة والحقة.
آمين."
(القديس فرنسيس الأسيزي)
عظات"يا أبتِ إغفر لهم، لأنّهم لا
يفهمون ما يفعلون" (لو23: 34) بكركي, 30 مارس 2013 (زينيت) - 1. بآلام المسيح
وموته على الصليب، تكفيراً وفداءً عن خطايا البشر، جرى دم الغفران على البشرية
جمعاء. فغفر أوّلاً للصالبين والهازئين. وككاهن قدّم ذاته ذبيحة غفران ومصالحة رفع
صلاة الابتهال والتشفّع إلى أبيه السماوي:"يا أبتِ، إغفر لهم لأنّهم لا يفهمون
ما يفعلون"(لو23: 34).
بعظمة من حبّه
علّل يسوع خطيئتهم بجهلهم: "لا يفهمون ما
يفعلون." فالجهل يُخفّف من مسؤوليتهم عن الخطيئة، ويفتح أمامهم السبل للتوبة.
وبذلك أعطى أمثولة للجميع في أن الجهل هو في أساس كلّ خطأ يرتكبه الإنسان. ذلك أن
الإدارة تعمل بما يملي عليها العقل. فلا بدّ من تثقيف العقل بالحقيقة ليسلم من
الجهل.
بطرس بدوره علّل قتل الربّ بجهل الشعب عندما
خاطبهم قائلاً: "لقد أنكرتم القدّوس البارّ، والتمستم العفو عن قاتل. فقتلتم
سيّد الحياة، لكنّ الله أقامه من بين الأموات، ونحن شهود على ذلك...إنّي أعلم
أنّكم فعلتم ذلك عن جهل" (أعمال3: 14، 15، 17).
وبولس الرسول تكلّم عن جهله الشخصي في ما
ارتكب من خطأ في حياته الماضية، فكتب إلى تلميذه طيموتاوس: "أنا الذي كنت في
ما مضى مجدّفاً مضطهّداً عنيفاً، ولكني نلتُ الرّحمة لأني كنت
أفعل ذلك بجهالة، إذ لم أكُنْ مؤمناً، ففاضت عليّ نعمة ربّنا مع
الإيمان والمحبّة في المسيح يسوع" (1طيم1: 13-14).
2.تفوت الإنسان بسبب جهله حقائق وأفعال إلهيّة عُظمى. ما
يعني أنّ الجهل مسؤوليّة وخطأ جسيم بحدّ ذاته. فلا يجوز الوقوع فيه أو البقاء في
حالته. بل ينبغي السعي إلى المعرفة وتثقيف العقل وإنارة الضمير. يدعونا الإرشاد
الرّسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط" إلى
تحمّل مسؤوليّتنا كمسيحيين، مواطنين أصليين وأصيلين في بلداننا المشرقيّة، ونُعلن
إنجيل الله، إنجيل الحقيقة والمحبّة والسلام، إنجيل الأخوّة الشاملة والعدالة بين
الناس. إنّ ظُلمة الجهل تُوقع شرقنا في ظلمات العنف والحرب والإرهاب. فلتكُن فينا
غيرة بولس الرسول وروح المسؤوليّة التي عبّر عنها بالقول:" الويلُ لي
إن لم أكرز بالإنجيل." (1كور9: 16). (راجع الإرشاد الرسولي،
فقرة 85-86).
3. كان
الهازئون بيسوع الجاهلون ثلاث فئات:
الأولى، فئة المارّة الذين حقّروه في
عدم قدرته: "يا أيّها الذي ينقض الهيكل ويبنيه في ثلاثة أيّام، خلّصْ نفسك
وانزلْ عن الصليب." (مر15: 29-30). لكنّهم لم يعرفوا أنّه
في تلك الساعة كان يتحقّق خراب الهيكل، ويتكوّن الهيكل الجديد. وكانت العلامة أنّ
عند موت يسوع انشقّ حجاب الهيكل إلى اثنَين، من فوق إلى أسفل (متى27: 51؛ مر15:
38؛ لو23: 45). فانشقاق الحجاب يعني أمرَين: الأوّل، نهاية عهد
الهيكل القديم وذبائحه ورموزه، وبداية تحقيق
المصالحة مع الله بالمسيح المصلوب؛ والثاني، انفتاح العبور إلى
الله الذي تجلّت محبّتهاللامتناهية في ابنه الإلهي المصلوب، ذلك
أنّ حجاب الهيكل الداخلي كان يحجب وجه الله عن الشعب، وكان يدخله رئيس الأحبار
مرّة في السنة.
4.الفئة الثانية تتألّف من أعضاء المجلس: الكهنة
والكتبة والشيوخ. هؤلاء كانوا يسخرون ويقولون: "خلّص غيره، ولا يقدر أن
يُخلّص نفسه! هو ملك إسرائيل، فلينزلْ الآن عن الصّليب، فنؤمن به. اتّكل على الله،
فليُنقذه الآن، إن كان راضياً عنه. فقد قال: "أنا ابن الله" (متى27:
41-43). لكنّهم لم يفهموا أنّ في عدم قدرته الخارجية انكشف
أنّه ابن الله. في سخريتهم ظهرت حقيقة سرّ يسوع المسيح. والله نفسه سيخلّصه بطريقة
تختلف عن نزوله عن الصليب. وبالقيامة سيحرّره من الموت ويُعلن بنوّته الإلهيّة.
5. الفئة الثالثة تتألّف من اللصين اللذين صُلبا معه.
كانا مُجرمَين، أمّا يسوع فبريء. واحد منهما أدرك حقيقة براءة يسوع، وتبيّن له
انّه يكشفُ وجه الله، وأنّه إبن الله. فصلّى: "يا
يسوع، أذكرني متى تأتي في ملكوتك." (لو32: 42). وأدرك،
من خلال علّة صلبه المكتوبة فوق رأسه: "يسوع الناصري ملك اليهود" (يو19:
19)، أنّه بالحقيقة الملك الحقيقي المُنتظر. فطلب أن يكون بقربه في مجده، كما هو
بقربه على الصّليب. في الواقع، إنّ الكتابة "ملك اليهود" هي بمثابة
إعلان لملوكيّته أمام تاريخ العالم. فيسوع رُفِع على عرش الصليب، وسيجتذبُ إليه
الجميع بحبّه اللامتناهي من مكان عطيّة ذاته العُظمى.
جواب يسوع: "اليوم
تكون معي في الفردوس" (لو23: 43) يُبيّن أنّ يسوع كان
يعرف أنّه يدخل مباشرة في الشركة مع الآب، ويستطيع أن يعد لصّ اليمين بالفردوس منذ
الساعة. وكان يعلم أنّه سيُعيد الإنسان إلى الفردوس الذي سقط منه، إلى تلك الشركة
مع الله حيث سعادة الإنسان الحقيقية.
هذا اللصّ
الصالح أصبح في تاريخ المسيحيّة صورة الرجاء،
اليقين المُعزّي بأنّه يُمكن الحصول على رحمة الله في آخر لحظة؛ واليقين بأنّه،
بعد حياة خاطئة ضالّة، تبقى الصّلاة إلى جودة الله ذات فاعلية. نصلي في
الليتورجيا: "أنتَ الذي استجبتَ اللّصّ، أعطيتني أنا أيضاً الرّجاء."
6. ووراء جهل الصالبين
والهازئين، كانت تولد من آلام المسيح
وموته على الصليب عروسته الكنيسة، وكأنّها استُلَّت
منه، مثلما استَلَّ الله حوّاء من ضلع آدم النّائم (تك2: 21-22). وتمثّلت الكنيسة
في شخص "المرأة" مريم، وتمثّل أبناؤها وبناتها في شخص يوحنا: "يا امرأة،
هذا ابنكِ! ويا يوحنا هذه أمّك." (يو19: 26-27). وُلدت
الكنيسة في الواقع عندما طعنه أحد الجنود بحربة، وهو ميت. فجرى منه دمّ وماء،
علامة المعمودية والقربان.
المرأة – الكنيسة سيَراها يوحنا في رؤياه "امرأة ملتحفة بالشمس،
والقمر تحت قدميها، وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكباً، وهي حامل وتصرخ من ألم المخاض.
وظهر تنين كبير... ووقف أمامها ليبتلع الولد الذي ستلده... فنجّاها الله بعنايته.
فغضب التنين ومضى يُحارب نسل المرأة الذين يحفظون وصايا الله، وعندهم شهادة يسوع
المسيح. فوقف على رمل البحر" (رؤيا12: 1-18).
هي الكنيسة، بأبنائها وبناتها ومؤسّساتها، يضطهدها تنين الشرّ، لكنّ
"قوى الجحيم لن تقوى عليها." (متى16: 18).
7. ولمّا بلغ
يسوع ذروة محبّته للعالم، ببذل ذاته ذبيحة فداء، وبإجراء المصالحة بين الله
والناس، وبتأمين استمراريّة حضوره الخلاصي الدائم في جسده السرّي الذي هو الكنيسة،
وبجعل مريم أمّه بالجسد أمّاً بالنعمة للكنيسة، قال: "لقد
تمّ كلّ شيء" (يو19: 30)، لقد "أحببت حتى
النهاية" (يو13: 1). وعند الساعة الثالثة بعد الظهر صلّى صلاة
المزمور31: "يا أبتِ بين يديك أستودع روحي" (لو23:
6؛ مز31: 6) وأسلمَ الرّوح.
موت يسوع على الصليب حدث كوني وليتورجي.
هو حدث كوني،
لأنّ الشمس أظلمت، وحجاب الهيكل انشقّ إلى اثنين من فوق إلى أسفل، والأرض زلزلت،
وقام بعض من الأموات، حسب رواية الإنجيليين. وهو حدث ليتورجي، لأنّ
قائد المئة الذي أشرف على عمليّة الصلب، آمن واعترف قائلاً: "بالحقيقة، كان
هذا ابن الله" (مر15: 39). فكان إيمانه بداية انفتاح الكنيسة على الوثنيين.
وهكذا، انطلاقاً من الصليب، يريد الرّبّ أن يجمع كلّ الناس في جماعة جديدة هي
الكنيسة الجامعة. وفي الساعة التي مات فيها يسوع، كانت تُذبَح في الهيكل حملان
الفصح التي لا يُكسر لها عظم، حسب شريعة موسى (راجع خروج12: 46). فيظهر يسوع حمل
الفصح الحقيقي، النّقي الكامل، الذي لم يُكسَر له عظم، بل طُعِنَ بحربة في قلبه،
فجرى الغفران للعالم مع الحياة الجديدة.
إنّه بالحقيقة
"حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم" (يو1: 29)، كما تنبّأ عنه يوحنا
المعمدان، غداة اعتماده في نهر الأردنّ. إليه نرفع أفكارنا وقلوبنا ملتمسين من
محبته غفران خطايانا، ومصالحتنا مع الله والذات وكلّ إنسان. له السجود والشكر
هاتفين:
نسجد
لك أيها المسيح ونباركك. لأنّك بصليبك خلّصت العالم". آمين.
"أحبّ خاصّته الذين في العالم،
فبلغ به الحبّ لهم إلى أقصى حدوده" (يو13: 1) عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي في قداس خميس الأسرار
- بكركي، 28 أذار 2013بكركي, 30 مارس 2013 (زينيت) - 1. في مثل هذا اليوم المقدّس،
أسّس الربُّ يسوع سرَّ القربان، المعروف بسرّ الإفخارستيا، أي صلاة الشكر والبركة
حيث يقدِّم ذاتَه، جسده ودمه، ذبيحة فداء عن خطايا البشر، ووليمةً روحيّة لحياة
العالم، مستبقاً موته على الصليب لفدائنا وقيامته لتقديسنا. وأسّس مع الإفخارستيا
سرّ الكهنوت، وأنشأ كنيسته التي تولد من سرّ قربانه لكي تصنعه باستمرار بفعل الروح
القدس، فتتحقّق الآن وهنا، في كلّ قداس، ذبيحة الجلجلة ووليمة العلية، وتفيض النعم
السماوية. وقبل هذا التأسيس وهذا
الإن