البيت الآرامي العراقي

زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013 Welcome2
زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013 Welcome2
زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

 زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
siryany
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
avatar


زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013 Usuuus10
زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013 8-steps1a
الدولة : الدانمرك
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 8408
مزاجي : أكتب
تاريخ التسجيل : 13/09/2012
الابراج : الجوزاء

زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013 Empty
مُساهمةموضوع: زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013   زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013 Icon_minitime1الأحد 31 مارس 2013 - 23:42

زينيت






العالم من روما







النشرة اليومية -
31 مارس 2013







حقًا قام




"المسيح رجاؤنا قد
قام"



(القديس بولس)










البابا
فرنسيس





·
عظة قداسة البابا فرنسيس عشية عيد القيامة
ببازليك القديس بطرس سبت النور - ٣٠ مارس / آذار ٢٠١٣



·
تويت البابا لعيد الفصح
يسوع ينتظرك بذراعين مفتوحتين






·
ما معنى أن يسوع قد قام؟
جواب البابا فرنسيس












·
أوروبا في أزمة كرم
تواضع ومحبّة البابا فرنسيس قد يساعدا على اكتشاف الطريق الصحيح لرفع القارة
القديمة



رسالة الى
القرّاء





·
رسالة فصحية إلى قرائنا الأحباء
زينيت العربية تغيب حتى الاثنين 8 أبريل



رسائل
البابا








مقالات
متنوعة








·
كنيسة للجميع!
النص الكامل لمقالة "كنيسة للجميع"






·
كيف ينقل الطبيب الأمل مع التشخيص؟
بحسب رأي البروفيسور جوزيبي نويا



أخبار










·
الكفن والتبشير الجديد
مقابلة مع الأب رفاييل باسكوالي والأب نيكولا توفالياري



·
إعتقال 14 شابًا مسيحيًّا في الفيتنام
القيام بحملة تدعم خروجهم من السجن



·
عزم الكنيسة الكاثوليّة على إكمال رسالتها في الشّرق

بمساعدة المؤسسة الخيرية "عون الكنيسة المتألمة"



صلاة




·
كيف تمارس حوار الايمان مع يسوع المسيح القائم من بين
الاموات

رسالة الصلاة لشهرابريل 2013 بيتي بيت صلاة ( مر 11/ 17)



وثائق




·
رسالة عيد الفصح 2013 للكردينال البطريرك مار بشاره بطرس
الراعي

"تذكّر يسوع المسيح الذي مات وقام من بين الأموات" (2طيم2:8)



عظات




·
عظة الفصح للبطريرك طوال
أفكر بكل الضحايا وبكل اللاجئين السوريين المتدفقين على البلدان المجاورة ولا سيما
الأردن، لكن أفكر أيضا بكل مسيحيي الأرض المقدسة الذين تغويهم الهجرة



·
"لا تخفْن! أنتنّ تطلبْنَ يسوعَ الناصري المصلوب،
إنّهُ قام، وهو ليس هنا" (مر16: 6)

عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي - أحد القيامة - بكركي في 31 أذار
2013













البابا فرنسيس













عظة قداسة البابا فرنسيس عشية عيد
القيامة





ببازليك القديس بطرس سبت النور - ٣٠ مارس / آذار ٢٠١٣




الفاتيكان, 31 مارس 2013 (موقع الفاتيكان) -
الأخوات والأخوة الأحباء،



١. في إنجيل هذه الليلة المُنيرة
لعشية عيد القيامة نلتقي أولا بالنسوة اللاتي ذهبْنَّ لقبر يسوع بالعطور
لدهن الجسد (را لو ٢٤، ١-٣). يذهبنَّ لإتمام عمل رحمةٍ، ورأفة، ومحبة، عملا
تقليديًّا نحو شخص عزيز متوفي، كما نفعل نحن أيضاً. كنَّ قد سرْنَّ خلف يسوع،
سمعنَّ يسوع، وشعرْنَّ بأن أحدًا قد فهِمهنَّ في كرامتهنَّ، وقد رافقنَّ يسوعَ حتى
النهاية، على درب الجلجلة، وحتى لحظة إنزاله من فوق الصليب. يمكننا أن نتخيل
مشاعرهنَّ أثناء طريقهنَّ إلى القبر: حزن، وألم لأن يسوع قد تركهنَّ، قد مات،
وانتهت قصته. الآن سيعُدْنَّ إلى حياتهنَّ الأولى. ولكن، مازال الحب في النساء، أي
حبهنَّ ليسوع، ذاك الحب الذي يدفعهْنَّ للذهاب للقبر. وفي هذه اللحظة يحدث شيء غير
متوقع، شيء جديد، شيء يزلزل قلبهنَّ وبرامجهنَّ، شيء سيغير حياتهنَّ: رأينَّ
الحجرَّ مرفوعًا عن القبر، يقتربْنَّ، فلا يجدْنَّ جسدَ الرب. انه حدث يتركهْنَّ
في حيرة، في شكٍ، فريسة للأسئلة: "ماذا يحدث؟"، "ماذا يعني كل
هذا؟" (را لو ٢٤، ٤). أليس هذا هو نفسه ما يحدث لنا عندما نجد أنفسنا، في
تتابع الأحداث اليومية، أمام شيء جديد كليًّا؟ نتوقف، ولا نفهم، ولا نعرف كيف
نتصرف أو كيف نواجهه؟. إن "الجديد" يخيفنا، وكذلك أيضاً الجديد الذي
يقدمه الله لنا، الجديد الذي يطلبه منا. اننا مثل الرسُل في الإنجيل: غالبًا ما
نفضلّ الاحتفاظ بما يُعطينا الأمن، بمجرد التوقف أمام قبر، التفكير في متوفي،
والذي في النهاية يعيشُ فقط في ذكرى التاريخ كأحد شخصيات الماضي. أننا نخاف
من مفاجآت الله
. إخوتي وأخوتي الأحباء، نخاف في حياتنا من مفاجآت
الله؛ الله يفاجئنا دائمًا! فالرب دائما هكذا.



الإخوة والأخوات، دعونا ألا نُغلق
أنفسنا أمام الجديد الذي يريد الله تقديمه في حياتنا! أننا غالبًا مرهقون، ونشعر
بخيبة الأمل، حَزنى، نشعر بثقل خطايانا، ونعتقد بأننا لن نستطيع الاستمرار؟ دعونا
ألا نُغلق أنفسنا أبدًا، ألا نفقد الثقة، ألا نستسلم للإحباط: فلا توجد أوضاع لا
يستطيع اللهُ تغييرها، ولا توجد خطيئة لا يستطيع مغفرتها إن انفتحنا عليه.



٢. لنعد إلى الإنجيل، إلى النسوة
ونأخذ خطوة للأمام. يجدْنَّ القبرَ فارغًا، وجسدَ يسوع غير موجود، ان "شيئًا
جديدًا" قد حدث، ولكن كل هذا لا يقول للآن جديدًا: يثير استفهامات، يجعلهنَّ
حائراتٍ، بدون أن يقدم أي جواب. وهنا يظهر رجُلانِ بلباس بهيّ، ويقولان لهنَّ:
"لماذا تطلبن الحي بين الأموات؟ ما هو هنا، بل قام" (لو ٢٤، ٥-٦). ما
كان مجرد فعل بسيط، واقع، قد قمْنَّ به بمحبة- أي ذهابهْنّ للقبر- قد تحوّل الآن
إلى "حدث"، حدث سيغيّر الحياة تغيّرًا حقيقيًا. فما من شيءٍ سيَبقى كما
كان، لا فقط في حياة النسوة، ولكن أيضاً في حياتنا وفي تاريخ البشرية. يسوع لم يعد
مجرد مائت، إنه القائم، إنه "الحيّ"! إنه لم يَعُد فقط للحياة، بل هو
"الحياة" نفسها، لأنه ابن الله، الذي هو "الحيّ" (را عد 14،
21 – 28؛ تث 5، 26؛ تك 3، 10). يسوع ليس بَعد في الماضي، ولكنه يحيَّ ويمضي متطلعا
للمستقبل، يسوع هو "يوم" الله الأبدي. هكذا ظهر جديدُ الله أمام أعين
النسوة، والتلاميذ، وأمامنا نحن جميعا: الانتصار على الخطيئة، وعلى الشر، وعلى
الموت، وعلى كل ما يسحق الحياة ويشوه وجهها البشري. في هذا رسالة موجهة إليّ،
وإليك، أختي العزيزة وأخي العزيز. فكم من مرة نشعر بالحاجة إلى أن يُقول لنا
الحبُّ: لماذا تبحثوا عن الحي بين الأموات؟ فالمشاكل، وهموم كل يوم، تحاول أن
تجعلنا ننغلق في انفسنا، في الحزن، وفي المرارة... وفي هذا يقطن الموت. يجب ألا
نبحث هناك عن الحي!



إقبلْ إذًا أنْ يدخلَ يسوع القائم في
حياتك، استقبله كصديق، بثقة: فيسوع هو الحياة! إن كنت قد بقيتَ حتى الآن بعيدًا
عنه، فقُمْ بخطوة صغيرة نحوه: وسيستقبلك بذراع مفتوحة. إن كانت غير مبالٍ، اقبلْ
المخاطرة: لن تُخذل. وإن بدا لك أن إتباعه صعبٌ، لا تخفْ، سلّم له نفسك، وكن واثقا
أنه قريب منك، أنه معك وسيعطيك السلام الذي تبحث عنه والقوة لكي تحيَّ بحسب
مشيئته.



٣. هناك عنصر بسيط آخرفي إنجيل عشية
عيد القيامة المنيرة هذه أودُّ توضيحه. فالنسوة قد التقينَّ مع "الجديد"
الذي يقدمه الله: أي أن يسوع هو القائم، إنه الحيِّ! ولكنَّ أمام القبر الفارغ
والرجُليَنِ بلباس بهي، كانت ردةَ فعلهنَّ الأول هي الخوف: "وكُنَّ ينظرنَّ
إلى أسفل" – كما يذكر القديس لوقا-، فلم يكن لهنَّ حتى الشجاعة للنظر. ولكن
عندما سمعنَّ خبر القيامة يستقبلنه بإيمان، وهنا يُدخل الرجُلان باللباس
البهي "فعلا" جوهريًّا: دعونا نتذكره. يقولان "أذكرْنَّ كلامه
لَكْنَّ وهو في الجليل... فتذكرْنَّ كلامَه" (لو ٢٤، ٦.٨). إن هذه كانت
الدعوة لـ"تذكر" اللقاء مع يسوع، مع كلماته، مع أفعاله، مع حياته؛ وهذا
التذكر، في الحقيقة، هو ما سيقودهْنَّ إلى تخطي كل خوف وإلى حمل خبرَ القيامة
للرسلِ وللجميع، أي تذكرهنَّ بمحبة للخبرتهنَّ مع المعلم (را لو ٢٤، ٩). تَذَّكرْ
ما قام به الله من أجلك، من أجلنا، وتَذّكْر المسيرةَ التي قطعتَ بصحبته؛ لأن هذا
يفتح القلب على مسرعيه للرجاء لأجل المستقبل. دعونا نتعلّمْ تذكر ما قام به الله
في حياتنا.



طالبين في ليلة النور هذه شفاعة
العذراء مريم، التي كانت تحفظ كلّ حدث في قلبها (را لو ٢، ١٩. ٥١)، نطلب من الرب
أن يجعلنا نشترك في قيامته: أن يفتحنا على قبول"الجديد" الذي يبدّلنا،
على مفاجآت الله الرائعة؛ والتي تجعلنا رِجالا ونساءً قادرين على تذكر ما فعله في
تاريخنا الشخصي وفي تاريخ العالم؛ أن يجعلنا قادرين على الإحساس بأنه الحي، يحيَّ
ويعمل في وسطنا؛ ويعلّمنا، أخوتي وأخواتي الأحباء، كل يوم ألا نبحثُ بين الأموت عن
الحيّ. هكذا يكون.



جميع الحقوق محوظة ٢٠١٣ -
حاضرة الفاتيكان















تويت البابا لعيد الفصح




يسوع ينتظرك بذراعين مفتوحتين




الفاتيكان, 31 مارس 2013 (زينيت) - نشر البابا فرنسيس على تويتر اليوم
رسالة قصيرة دعا فيها كل ذي إرادة صالحة لقبول يسوع القائم في حياته.



وكتب الأب الأقدس: "إقبلْ يسوعَ
القائم في حياتك. فحتى وإن كنتَ قد بقيتَ بعيدا عنه، قُم بخُطوةٍ صغيرةٍ نحوَه:
فيسوع ينتظرك بذراعين مفتوحتين".
















رسالة البابا إلى مدينة روما والعالم
لمناسبة عيد الفصح 2013





الفاتيكان, 31 مارس 2013 (إذاعة الفاتيكان) - ترأس قداسة البابا فرنسيس
عند العاشرة والربع من صباح الأحد قداس عيد الفصح في ساحة القديس بطرس، ووجه في
الختام، ومن على شرفة البازيليك الفاتيكانية بركته لمدينة روما والعالم. قال الأب
الأقدس:



أيها الأخوة والأخوات الأعزاء في روما
والعالم كله، فصحًا مجيدًا!



إنه لفرحٌ كبير لي أن أحمل لكم هذا
الإعلان: المسيح قام! أود أن يصل إلى كل بيت، وكل عائلة لاسيما حيث يطغى الألم، في
المستشفيات والسجون. أود قبل كل شيء أن يصل هذا الإعلان إلى القلوب كلها، لأن الله
يريد أن يزرع فيها بذور هذا الخبر السار: يسوع قام، أصبح لديك الرجاء إذ لم تعد
خاضعا لسيطرة الخطيئة والشر! لقد انتصر الحب، وانتصرت الرحمة!



بإمكاننا نحن أيضا، وعلى غرار النساء
تلميذات يسوع اللواتي توجهن إلى القبر ووجدنه فارغا، أن نتساءل عن معنى هذا
الحدث (راجع لوقا 24، 4). ماذا تعني قيامة يسوع؟ تعني أن محبة الله أقوى من
الشر ومن الموت؛ تعني أن محبة الله قادرة على تبديل حياتنا، وعلى جعل الصحارى داخل
قلوبنا تُزهر.



إن هذه المحبة عينها التي تجسد ابن
الله من أجلها، وسار حتى النهاية في طريق التواضع وهبة الذات، وصولا إلى الجحيم،
إلى الهاوية التي تفصلنا عن الله، هذه المحبة الرحومة عينها غمرت جسد يسوع الميت
بالنور وبدّلت مظهره، وجعلته ينتقل إلى الحياة الأبدية. لم يعد يسوع إلى حياته
السابقة، إلى الحياة الأرضية، بل دخل حياة الله الممجدة، وولجها بإنسانيتنا، وفتح
أمامنا آفاق مستقبل رجاء.



هذا هو عيد الفصح: إنه خروج الإنسان
وعبوره من عبودية الخطيئة والشر إلى حرية المحبة والخير. لأن الله حياة، حياة
محضة، ومجده هو الإنسان الحي(راجع إيريناوس، ضد الهرطقة، 4، 20، 5-7).



أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، المسيح
مات وقام من الموت مرة واحدة من أجل الجميع، لكن قوة القيامة، هذا العبور من
عبودية الخطيئة إلى حرية الخير، ينبغي أن تتحقق في كل زمان، في الفضاءات الملموسة
لكياننا، في حياتنا اليومية. كم من الصحارى ينبغي على إنسان اليوم أن يجتازها!
لاسيما الصحراء الموجودة بداخله، عندما تغيب المحبة تجاه الله والقريب، عندما يغيب
الإدراك بأننا مؤتمنون على كل ما وهبنا ـ ويهبنا ـ إياه الخالق. لكن رحمة الله
قادرة على جعل الأرض الأكثر يباسا تُزهر، وتهب الحياة للعظام اليابسة (راجع
حزقيال 37، 1-14).



إذا، ها هي الدعوة التي أوجهها للجميع:
فلنقبل نعمة قيامة المسيح! ولندع رحمة الله تجددنا، لنترك يسوع يحبنا، ولنسمح لقوة
محبته أن تبدل حياتنا أيضا؛ ونصير أدوات لهذه الرحمة، وقنوات يروي الله من خلالها
الأرض، ويحفظ الخلق كله ويجعل براعم العدالة والسلام تُزهر.



وهكذا نطلب إلى يسوع القائم من الموت،
الذي يحوّل الموت إلى حياة، ويبدل الحقد إلى محبة، والثأر إلى غفرانٍ، والحرب إلى
سلام. نعم، المسيح سلامنا، ومن خلاله نسأل السلام للعالم كله.



سلام من أجل الشرق الأوسط، لاسيما بين
الإسرائيليين والفلسطينيين الذين يتعبون في إيجاد طريق الوفاق، كي يستأنفوا بشجاعة
واستعداد المحادثات لوضع حدٍّ لخلاف يدوم منذ زمن طويل. سلام في العراق، لكي يتوقف
نهائيًا كلّ عنف ولاسيما من أجل سوريا الحبيبة، من أجل شعبها المجروح بالنزاع و من
أجل العديد من اللاجئين الذين ينتظرون المساعدة والعزاء. كم من دماء أُهرقت! وكم
سنَشهد من آلامٍ قبل التوصل إلى حلّ سياسي للأزمة؟



سلام لأفريقيا، التي لا تزال مسرحًا
للنزاعات الدامية. في مالي لكي تجد الوحدة والاستقرار، وفي نيجيريا حيث وللأسف لا
تتوقف الاعتداءات التي تهدد حياة العديد من الأبرياء، وحيث العديد من الأشخاص
والأطفال أيضًا يُحتجزون رهائن من قبل مجموعات إرهابيّة. سلام في شرق جمهورية
الكونغو الديمقراطيّة وفي جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث يُجبر الكثيرون على ترك
منازلهم ولا يزالون يعيشون في حالة من الخوف.



سلام في آسيا، لاسيما في شبه الجزيرة
الكوريّة، لكي يتم تخطّي الاختلافات وينضُج روح مصالحة متجدد.



سلام للعالم كلّه، الذي لا يزال
يقسّمه جشع من يبحث عن الأرباح السهلة، والمجروح بالأنانيّة التي تهدد الحياة
البشريّة والعائلة، أنانيّة تتابع الاتّجار بالأشخاص. العبوديّة الأكثر انتشارًا
في القرن الحادي والعشرين هذا. سلام للعالم كلّه الذي يمزقه العنف المرتبط بالاتّجار
بالمخدرات والاستغلال السيّء للموارد الطبيعيّة. سلام لأرضنا هذه! ليحمل يسوع
القائم من الموت العزاء لمن هو ضحيّة للكوارث الطبيعية، وليجعلنا حراسًا مسؤولين
عن الخليقة.



أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، وكل
الذين يستمعون إليّ من روما ومن كل أنحاء العالم، أوجه دعوة المزمور:
"احمَدوا الرب لأنه صالح، لأن للأبد رحمته، ليقل بيتُ إسرائيل، إن للأبد
رحمته" (مز 117، 1- 2).



وفي ختام رسالته لمدينة روما وللعالم
بمناسبة عيد الفصح قال البابا: إخوتي وأخواتي الأعزاء القادمين من أنحاء مختلفة من
العالم إلى هذه الساحة قلب المسيحيّة ولكم جميعًا الذين تتابعوننا عبر وسائل
الاتصالات الاجتماعية أجدد لكم تهانيّ: فصحًا مجيدًا.



احملوا إلى عائلاتكم وبلادكم رسالة
الفرح والرجاء والسلام التي تتجدد بقوة سنويا في هذا اليوم، ليكن الرب القائم من
الموت والمنتصر على الخطيئة والموت عضدًا لكم جميعا وخصوصًا للأكثر ضعفًا
وللمحتاجين. أشكركم على حضوركم وعلى شهادة إيمانكم.



وختم البابا فرنسيس بالقول: أكرّر لكم
جميعًا ليرافقكم المسيح القائم من الموت، وليرافق البشرية بأسرها على دروب العدالة
والمحبة والسلام.
















ما معنى أن يسوع قد قام؟




جواب البابا فرنسيس




بقلم روبير شعيب



الفاتيكان, 31 مارس 2013 (زينيت) - ما معنى أن يسوع قد قام؟ مع النساء
حاملات الطيب ومع التلاميذ نتساءل نحن أيضًا، وقد طرح السؤال البابا فرنسيس وأجاب:
"يعني أن حب الله أقوى من الشر والموت بالذات؛ يعني أن حب الله يستطيع أن
يحول حياتنا، أن يجعل صحارى قلوبنا مزهرة".



"هذا هو الفصح هو عبور الإنسان
من عبودية الشر إلى حرية الخير لأن الله حياة، حياة فقط، ومجده هو الإنسان
الحي".



المسيح مات وقام مرة واحدة، ولكن قوة
قيامته التي هي العبور من الشر إلى الخير يجب أن يتحقق في كل زمان.



وتابع: "كم من الصحارى، حتى في
أيامنا هذه، يجب على الإنسان أن يعبرها. خصوصًا الصحراء في داخله، عندما ينقصه حب
الله وحب القريب".



"ولكن رحمة الله تستطيع أن تجعل
الأرض القاحلة زاهرة، وتستطيع أن تعطي حياة للعظام الجافة".



ولذا أضاف: فلنسمح لحب يسوع ولرحمته
أن يحولا حياتنا.
















البابا: "سلام لسوريا
الحبيبة"





بقلم روبير شعيب



الفاتيكان, 31 مارس 2013 (زينيت) - المسيح هو أمير السلام وقد صلى البابا
في بركته الفصحية لروما والعالم لأجل السلام بدءًا من الشرق الاوسط إذ قال:
"سلام للشرق الاوسط، وبشكل خاص سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، الذين
يتعبون في إيجاد درب المصالحة، لكي يجدوا الشجاعة والجهوزية لمحادثات تضع حدًا
لصراع يدوم منذ وقت كبير".



ثم طلب السلام للعراق، "لكي تكف
كل أعمال العنف"،



وصلى "بشكل خاص للسلام في سوريا
الحبيبة، لشعبها الجريح من الصراع ومن كثرة اللاجئين، الذين ينتظرون العون
التعزية".



وقال البابا بتأسف: "كم من الدم
قد سُفك! وكم من الألم يجب أن يعانيه الأشخاص قبل التوصل لحل سياسي للأزمة؟".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
siryany
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
avatar


زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013 Usuuus10
زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013 8-steps1a
الدولة : الدانمرك
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 8408
مزاجي : أكتب
تاريخ التسجيل : 13/09/2012
الابراج : الجوزاء

زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013 Empty
مُساهمةموضوع: تكملة الموضوع   زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013 Icon_minitime1الأحد 31 مارس 2013 - 23:45

البابا: "يسوع
قام: هناك رجاء لك"





بقلم روبير شعيب



الفاتيكان, 31 مارس 2013 (زينيت) - أطل البابا عند ظهر اليوم الأحد من
شرفة البركات في بازيليك القديس بطرس ووجه إلى جميع الحضور وجميع الذين يتابعون
عبر مختلف وسائل الإعلام رسالة الفصح.



بدأ الأب الأقدس رسالته بالفرح:
"فصح مجيد! فصح مجيد! إنه لفرح عارم لي أن أعلن لكم: المسيح قام!"



"أود أن يصل هذا الإعلان إلى كل
العائلات، خصوصًا حيث هناك ألم أكثر، في المستشفيات وفي السجون".



"وأود خصوصًا أن يصل إلى كل
القلوب، لأن الله يود أن يزرع البشرى السارة هناك: يسوع قام، هناك رجاء لك، لم تعد
تحت وقر الخطيئة والشر! لقد انتصر الحب، انتصرت الرحمة!".
















البابا يحتفل بقداس الفصح مع المؤمنين
في ساحة القديس بطرس





الفاتيكان, 31 مارس 2013 (زينيت) - عند الساعة العاشرة والربع من صباح
اليوم، ترأس البابا فرنسيس القداس الإلهي بمناسبة عيد الفصح المجيد، فصح قيامة
الرب.



افتُتح القداس الإلهي بطقس الـ "Resurrexit". ولم يتلُ الأب الاقدس عظة لأنه سيتلو
بعد القداس عند الظهر، الرسالة التقليدية إلى مدينة روما والعالم ومنح بركة الفصح
لجميع الأمم وبمختلف اللغات.



وقد اختتم القداس في هذه اللحظات
(الساعة 12.35) ويتوجه البابا الآن نحو الشرفة المركزية لتلاوة بركة الفصح
الاعتيادية.
















أوروبا في أزمة كرم




تواضع ومحبّة البابا فرنسيس قد يساعدا على اكتشاف الطريق الصحيح لرفع
القارة القديمة





بقلم ماري يعقوب



روما, 31 مارس 2013 (زينيت) - "أود أن أطلب إلى كل الذين يحملون
مسؤوليات في الحقل الاقتصادي، السياسي، الاجتماعي، إلى جميع الرجال والنساء ذوي
الإرادة الصالحة: أن نكون "حراس" الخليقة، مشروع الله المرسوم في
الطبيعة، حراس الآخر، حراس البيئة: لا نتركنّ لعلامات الدمار والموت أن ترافق
مسيرة عالمنا!".



هكذا بدأ البابا الجديد فرنسيس
بمرافقتنا وإرشادنا، على خطى الحراسة، التي تعني له الكثير.



ان الحراسة بالنسبة للبابا هي الوقوف
أحدنا بجانب الآخر بعناية مسؤوليّة ومحبّة، بالتوفير، وتقديم الأخوّة للضعفاء،
والسير نحو الهدف الأسمى الذي هو المصلحة المشتركة في نور المسيح.



أمّا مفهوم الحراسة هذا، من كرم
ومسؤوليّة، فيبدو أنه اختفى في أوروبا! ومن هنا الأخطاء التي ارتكبتها أوروبا فيما
مضى تجاه اليونان والتي ترتكبها اليوم ذاتها تجاه قبرص، الذي هو بلد صغير على شفير
الانهيار.



ان السياسات التي تتبعها أوروبا
اليوم، تقود معظم البلدان المتوسطيّة إلى الانهيار والتراجع، وتسبب التعاسة
للمواطنين، إلى حدّ اليأس والإنتحار في بعض المواقف.



ونحن كمسيحيين لا يمكننا الّا ان نقلق
على الوضع الراهن، حتى ولو أن دعمنا لمشروع الإتحاد الأوروبي كان لدعم مشروع
ذات قيم ثقافيّة وأخلاقيّة واقتصاديّة بنّاءة. أمّا أوروبا اليوم، بالأحرى
التي وصلنا إليها اليوم، فهي مزعزعة اقتصاديّاً، وثقافتها يحيط بها الطمع
والأنانية، لا تكترث بالمصالح المشتركة، ويبدو كأنها تتجه نحو الهلاك التام.



هذه هي حراسة البابا فرنسيس، وهي عدم
المتابعة بأوروبا منطوية على ذاتها لأنها بهذا الشكل لن تصل إلى مستقبل في عالم
متجه نحو العولمة، إن الأمل ينبع من الكنيسة الكاثوليكيّة، من أساساتنا.



أمّا البابا الجديد فرنسيس، فهو
بكلامه وتصرفاته سيساعدنا على تخطي الأزمات وسيضيء أمامنا الطريق الصحيح. ونحن
نأمل بأن يفهم المسؤولون بأن السياسة الملائمة للخروج هي عبر الحراسة والسعادة
والأخوّة.



















رسالة الى القرّاء













رسالة فصحية إلى قرائنا الأحباء




زينيت العربية تغيب حتى الاثنين 8 أبريل




بيروت, 31 مارس 2013 (زينيت) - "لقد رأيت الرب!": كانت تلهث
للفرح وللذهول مريم المجدلية عندما تلفظت بهذه الكلمات أمام الرسل. إنها المبشرة
الأولى بقيامة الرب. اختار الرب امرأة، ولم يكن لشهادة النساء في ذلك الزمان
أية قيمة.



...هذا ما يجري دومًا، يختار الرب
الضعف ليُظهر قوته، الصغر ليظهر عظمته، الموت ليهب حياته.



هذا ما جرى في القيامة. غلب الرب يسوع
الموت بالموت، وانتصر على كبرياء آدم بتواضعه وعلى عصيان البشرية بطاعته. المجد
للكلمة الذي صمت فجلّى على الصليب سر الحب.



نود أن نشارككم مقطعًا من رسالة
البابا لعيد الفصح: "المسيح مات وقام من الموت مرة واحدة من أجل الجميع، لكن
قوة القيامة، هذا العبور من عبودية الخطيئة إلى حرية الخير، ينبغي أن تتحقق في كل
زمان، في الفضاءات الملموسة لكياننا، في حياتنا اليومية. كم من الصحارى ينبغي على
إنسان اليوم أن يجتازها! لاسيما الصحراء الموجودة بداخله، عندما تغيب المحبة تجاه
الله والقريب، عندما يغيب الإدراك بأننا مؤتمنون على كل ما وهبنا ـ ويهبنا ـ إياه
الخالق. لكن رحمة الله قادرة على جعل الأرض الأكثر يباسا تُزهر، وتهب الحياة
للعظام اليابسة".



اسمحوا لنا أن نرى في مهمتنا اختيارًا
ينصب في أسلوب الرب. فزينيت العربية ترتكز عمليًا على ثلاثة أشخاص يهب الواحد كل
وقته وآخر جزءًا من وقته، ولكن الكل يهبون ملء القلب، ملء الحب وملء الإيمان. ونرى
كيف أن الرب ينظر إلى صغرنا ويقدره كتقدير أبٍ يُقدم له ابنه أو ابنته "خربشةً"
يعتبرها رسمة أسمى من لوحة لبوتيتشلي...



شكرًا لصداقتكم. القيامة هي أيضًا سر
صداقة، مصالحة وسلام. وعملنا "يتجوهر" من خلال المشاركة واللقاء معكم.
كم تسرنا تفاعلاتكم وتعليقاتكم على صفحة الفايسبوك مثلاً:






سنغيب في هذه الأيام لنستجمع بعضًا من
قوانا على أمل أن نعاود الخدمة يوم الاثنين 8 أبريل 2013.



المسيح قام، حقًا قام، ونحن شهود على
ذلك.



مع تحيات القسم العربي في وكالة زينيت
العالمية،



مدير التحرير،



روبير شعيب



















رسائل البابا













رسالة فيديو لقداسة البابا فرنسيس
لمناسبة عرض الكفن المقدس ويقول إن قوة محبة الله وقوة القيامة تنتصران على كل شيء





الفاتيكان, 31 مارس 2013 (إذاعة الفاتيكان) - بعث قداسة البابا فرنسيس
برسالة فيديو لمناسبة عرض الكفن المقدس قال فيها: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء،
أضع نفسي بينكم أمام الكفن المقدس، وأرفع الشكر للرب الذي يقدم لنا هذه الفرصة
بفضل الوسائل المتاحة لدينا اليوم. إننا لا نكتفي بالنظر إلى هذا الكفن، بل يشكل
وقوفنا أمامه لحظة خشوع وصلاة. يظهر على هذا الكفن ـ تابع البابا يقول ـ وجه رجل
ميت، ينظر إلينا ويخاطبنا في الصمت. وتساءل الحبر الأعظم كيف يمكن أن يقف المؤمنون
أمام صورة رجل تعرض للجلد والصلب. وقال إن "رجل الكفن" يدعونا إلى
التأمل بيسوع الناصري، وهذه الصورة المطبوعة عليه تدفعنا على صعود جبل الجلجلة،
وعلى النظر إلى خشبة الصليب، والغوص في صمت المحبة. فلنترك هذه النظرة ـ الموجهة
إلى قلبنا لا إلى أعيننا ـ تصل إلينا. ولنستمع بصمت إلى ما يريد أن يقول لنا
الكفن، متخطيا حدود الموت. من خلال الكفن المقدس يبلغنا الكلمة: الحب المتأنس
والذي تجسد في تاريخنا. الكلمة هو محبة الله الرحومة، وقد حمل على كتفيه شر العالم
كله لينقذنا من نيره ونفوذه. تابع قداسة البابا رسالته قائلا إن هذا الوجه المشوه،
يُشبه أوجه العديد من الرجال والنساء الذين تجرّحهم حياة لا تحترم كرامتهم، ناهيك
عن الحروب وأعمال العنف التي تستهدف الأشخاص الأشد ضعفا. على الرغم من كل ذلك، أكد
الحبر الأعظم، يحدثنا الوجه المطبوع على الكفن عن سلام كبير: هذا الجسد المعذب
يظهر بصورة جليلة، وكأن طاقة عاتية تنبعث منه، وكأنه يقول لنا: ثقوا، لا تفقدوا
الرجاء؛ قوة محبة الله وقوة القيامة تنتصران على كل شيء. لهذا السبب، وإذ نتأمل
برجل الكفن، أود أن أكرر الصلاة التي تلاها القديس فرنسيس الأسيزي أمام المصلوب:
أيها الله العلي والممجد، تعال لتنير ظلمات قلبي؛ أهدني إيمانا مستقيما، رجاء صلبا
ومحبة كاملة؛ هبني أن أشعر بالرب وأتعرف عليه كي أتمكن من إتمام وصيتك المقدسة.
آمين.



















مقالات متنوعة













جسر راتزنغر: العبور إلى حقبة ما بعد
الفاتيكاني الثاني (النص الكامل)





قراءة نسكية في استقالة بندكتس السادس عشر




بقلم الأب د. ميشال روحانا الأنطوني



روما, 31 مارس 2013 (زينيت) - مقدمة



اليوم، وقد بات لنا "حبرا
رومانيا" جديداً هو قداسة البابا فرنسيس، يمكننا إنجاز قراءتنا بالروح القدس
في العبور من زمن الفاتيكاني الثاني إلى زمن ما بعد الفاتيكاني الثاني على الشكل
التالي:



إننا، بمناسبة الاحتفال بالذكرى
الخمسين لافتتاح الفاتيكاني الثاني، والمئوية السابع عشرة لـ "إعلان
ميلانو" على يد الملك قسطنطين (313)، وإعلان هذه السنة كسنة للإيمان، وافتتاح
زمن الكرازة الإنجيلية الجديدة، نؤكد أن تعاقب البابوات من يوحنا الثالث والعشرين
ولغاية اليوم ليس عرضياً ولا موجّهاً من البشر. إنه بالأحرى مرتبط بروح الفاتيكاني
الثاني ونصّه وموجّه من قبل الروح القدس البارقليط كما أنبأنا المسيح (يو 14، 26).
عليه، هل يحق لنا اعتبار تنحّي بندكتس السادس عشر جسر العبور من حقبة الفاتيكاني
الثاني إلى حقبة ما بعد الفاتيكاني الثاني؟



كل شيء بدأ مع تنحّي بندكتس
السادس عشر



ما إن يضع الإنسان ذاته على حافة
الواقع البشري، أي عند الرصيف ما بين الإنساني والإلهي، حتى تسقط الألقاب. هكذا،
جرّد جوزيف راتزينغر نفسه من كل لقب واستعاد الاسم الذي أطلقه عليه أهله وخصّه
الله به، في سجل الحياة، منذ ولادته (رؤ 12، 23). لقد أعلن جهارة بإنه لا يرغب بعد
الآن إلا أن يكون عابداً للصليب. لقد شاء أن يتحوّل إلى صفوف كبار
"المتزهّدين" في الكنيسة. "سقطت حبّة الحنطة وماتت"
و"خسر بندكتوس نفسه من أجل الملكوت" ولا يمكن أن تكون هذه الخطوة
اعتباطية وخاضعة لمقاييس بشرية. إنها لإهانة للروح القدس بأن لا نقرأ فيها علامة
من أهم علامات الزمن.



· جوزيف رتزينغر والطاقة
الإلهية



لقد تشرّب بندكتس السادس عشر من
الطاقة الإلهية ما يكفي لكي يشتعل بنارها. إنه كفراشة الليل التي تدور حول
القنديل، مصدر الطاقة التي هي منه. راح يقترب أكثر فأكثر من فتحة مصدر تلك الطاقة
المقدسة ليستفيد من نورها وحرارتها إلى أقصى حدّ. ولكنه كإنسان حَكَمهُ التردّد
إلى حين خوفاً من احتراق جناحيه وفقدان ذاتيته، عاد في ملء زمن لم يحدّده هو،
وقرّر، كما نلاحظ في حالة الفراشات الليلية تلك، أن يقوم بالخطوة القصوى، ألا وهي
بأن يسلّم جناحيه للنار وأن يتحوّل إلى أثير في قلب القنديل، ويصبح
"ناراً" من "نار"، و"نوراً" من "نور"
ويقتحم المشاهدة المجيدة لوجه الآب. (يو 14: 8)



إنها بادرة الحب القصوى التي لا
يقدر عليها إلا الذين لَمَسهم الحب الإلهي. القديس شربل شاهد على ذلك، وماء قنديله
الذي تحوّل إلى مادة مشتعلة هو الإثبات الدامغ على قوّة الحب. هكذا، ينتهي
البابوات العظام في المسيح. إنه لفي أحداث مماثلة، تستمر أعجوبة التحوّل
والاستحالة الجوهريّين في الإنارة والتدفئة وجعل كل شيء جديداً (رؤ 21، 5).



· جوزيف راتزينغر
والكتاب



على ما يشهد له جميع اللاهوتيين، عرف
راتزينغر يسوع المسيح حق المعرفة، وكتب عنه من الكتب ما يكفي ليتحوّل هو بنفسه إلى
كتاب مفتوح عنه. لقد اختبر معه حمْلَ الصليب لمدّة ثماني سنوات، و شاركه به على
طريقة سمعان القيرواني حتى وجد نفسه في الخطوة القصوى، يذوب فيه، فيصبح بذاتيته
"كتاباً" عنه، كتاباً ذا صفحات بيضاء بتصرّف المسيح شريكه، يكتب هو
عليها، يملؤها ويبدّلها بالصفحات الناقصة من إنجيله (يو 21، 24).



وهكذا، وكما تبدأ مقدّمة كل كتاب
بخاتمته، وكما أن التجسّد لا يُفهم إلا في ضوء الموت والقيامة، هكذا تُفهم قيمة
انتخاب جوزيف راتزينغر انطلاقاً من قيمة تنحّيه وتحوّل جوهره نحو الكمال الذي
لأبيه السماوي (متى 5: 48). لذلك، نؤكد بأن كل شيء بدأ معه مجدداً بالتحوّل إلى
جديد، وأنه على هذا المستوى، ليس البشر هم الذين يتوقّعون ويدبّرون... إنما فقط
الروح القدس.[1]



· العبور إلى حقبة ما
بعد الفاتيكاني الثاني



في الذكرى الخمسينية للفاتيكاني
الثاني، نرى أن جوزيف راتزينغر الذي بدأ حياته اللاهوتية مع التحضيرات لهذا
السينودس، قد وجد نفسه كرأس للكنيسة الكاثوليكية مدفوعاً لإنهاء حياته كلاهوتي
بوضع نقطة النهاية، نقطة الكمال لهذا السينودس.



إن نقطة الكمال هذه تقوم على تطبيق ما
يُطلب من الآخرين على الذات، وذلك لمقاومة كل روح فرّيسيّة (لوقا 11، 46). أما
نقطة الكمال هذه فقد شكلت بالنسبة إلى بندكتس السادس عشر، خطوة المصالحة مع الذين
صُدموا في ذاك الوقت (1965) بالتغيير الكبير الذي حمله الفاتيكاني الثاني
فابتعدوا. إن رأس "الكنيسة"، حبة الحنطة بامتياز، يسقط ويموت، كما
فعل معلّمه، بعد إنجاز هذه المصالحات، لكي تكون للكنيسة الحياة، بل ملء الحياة (يو
10: 10). كان من الضروري أن يكون جوزيف راتزينغر، في منصب البابوية، حتى يتمكّن
الروح القدس من وضع هذه النقطة النهائية والعبور معه إلى زمن ما بعد الفاتيكاني
الثاني.



· ممَّ كانت تشكو الكنيسة ما
قبل الفاتيكاني الثاني وممَّ تحرّرت خلال حقبته؟



كانت الكنيسة، منذ القرن التاسع
الميلادي، قد تحوّلت إلى "امبراطورية المسيح"، وحلّت محلّ روما
العظمى...



لقد بدأ كل شيء مع الامبراطور قسطنطين
والشعار "بهذه العلامة ستغلب" (
In Hoc Signum Vincit)، أي إشارة الصليب. يليه إعلان
ميلانو بتحرير المسيحية على يد قسطنطين نفسه (313)[2]. تبع هذا الوضع الجديد
إضفاء الطابع العسكري على الكنيسة من خلال الشعب وملوكه وأباطرته. في القرن
العاشر، بلغ وجه الكنيسة الامبراطوري ذروته مما أدى فيما بعد إلى الانشقاق الكبير
مع أمبراطورية الشرق البيزنطية، وكردّة فعل على احتلال القدس وتوسّع مطامع
الإسلام، والتعديات على الحجاج، إلى الحروب الصليبية.[3]



تبع كل ذلك حرب المئة سنة بين الممالك
المسيحية وأمراء الكنيسة، ثم محكمة التفتيش (من 1337 ولغاية 1453)؛ انتهاك
المقدسات والأسرار بشيوع الاتّجار بالغفرانات وحلّ خطايا الموتى؛ الانشقاق اللوثري
في منتصف القرن السادس عشر (1517)[4] ؛ المجمع التريدنتي (1545) الذي شكل محاولة
أخيرة لاستعادة السيطرة الكاملة "الإقطاعية" على "خراف" المسيح،
أرواحاً وأملاكاً دنيوية، ولكنه لسوء الحظ لم يؤدّ إلا إلى زيادة خط التشدّد
بواسطة التهديد بـ"الحرم"...



وهكذا، على خامة شعب مسيحي منهك
بالحروب الدينية والمجاعات والأمراض والترهيب من الهلاك في الجحيم، نشأت الروح
العلمانية التي أدّت مع حركة التنوير إلى الثورة الفرنسية (1789). فيما بعد، أطلّ
كارل ماركس، مسيح البروليتاريا، بمادّيته الإنسانية وشعاره "الدين هو أفيون
الشعب". بفضل وعوده بجنّة ملموسة للكادحين، نجح في إفراغ الكنائس... وكان أنه
في ختام القرن التاسع عشر، وجد إله الكنيسة نفسه خارج الجامعات والمجتمعات، وقد
سادت مكانه الوضعية والمادية، وتمّت الاستعاضة عن اللاهوت بعلم النفس. حتى
"فهرس" دائرة نشر الإيمان (البروباغاندا فيده) لم يعد قادراً على إخضاع
المفكرين والإكليروس لها. وعشيّة الفاتيكاني الثاني، وجد المسيح نفسه مع ما يكفي
من الشرائع ولكن محروما من "جسد سرّي" معدّ لحمل صليبه. بالتالي بات
إحصاء عدد الكاثوليك سنوياً لمقارنته بعدد البروتستانت والعلمانيين والمسلمين إلخ،
جردة في خدمة الاستهلاك الذي راح يزداد ضربا للقيم والأخلاق والاجتماعيات بقوة.
أما كلمات المسيح المُدوّية: " أيجد ابن الإنسان إيماناً على الأرض يوم يجيء؟"
(لو 18، 8)، فكانت واقفة عند باب حاضرة الفاتيكان تقرع. كان من الممكن الاستمرار
باتّهام الآخرين، أعداء المسيح، وشيطنتهم، أياً تكن معتقداتهم و
انتماءاتهم.[5] ولكن، هل كان هذا ليفيد؟ في النهاية، إن أولئك، بحسب الكتاب
المقدس، كانوا وسيبقون هنا كأداة بين يدي الله الآب لتقويم طرق شعبه، وإعادته إلى
مراعي ابنه الخصبة، وتذكيره بمهمته الحقيقية في هذا العالم. إن التحدّي الذي رفعه
المسيح الحيّ لكنيسته والذي يرفعه في كل حين هو أن تتذكّر وتدرك تماماً علّة
وجودها الأولى والأخيرة وكل ما يتخلّلهما من عِلل وسيطة وأن لا تكفّ عن إعادة التواصل
مع رأسها الأوحد الذي لا يقبل المساومة.



بهذه الروح، عام 1963، سمع البابا
يوحنا الثالث والعشرون أنين معلّمه، قًبِلَ التحدّي، وفتح الأبواب للروح القدس
ودعا إلى المجمع الفاتيكاني الثاني.[6] إنه دعا للتفتيش عن هويّة الكنيسة ورسالتها
وهدفها في عالم ذاك اليوم، وكل يوم، في الضوء "الخفيّ" للإنجيل وأعمال
الرسل وآباء الأزمنة الأولى حتى "مريم" العنصرة.



· بأي حق نعتبر
تنحّي بندكتس السادس عشر جسر العبور إلى حقبة ما بعد الفاتيكاني الثاني ؟ وما
الفرق الذي أحدثه الفاتيكاني الثاني؟



إن نهاية منفى الكنيسة في قلب الامبراطورية
قد بدأت مع تنحّي بندكتس السادس عشر. فلنتبع مسار الأحداث ونحكم:



في ملء من الزمن الجديد، كما قلنا
أعلاه، قرّر يوحنا الثالث والعشرون، نائب المسيح، أن تلامس قدماه الأرض لكي يتطابق
شخصياً مع من يمثله. معه، دُعيت الكنيسة إلى الاقتداء به فكانت تلك الخطوة الأولى
في مشروع المجمع الفاتيكاني الثاني. بعده، أكمل بولس السادس الخطوة، ليس فقط
بمتابعة الأعمال النظرية للمجمع، إنما أيضاً بالتنقية العملية للكنيسة من الرواسب
الامبراطورية التي كانت لا تزال تسمّمها، وبخاصة أحادية الرأي. لقد علّم:
"يكفي أن نعمل، ونعطي الآخر عملاً، وندَعه يعمله"، وأضاف: "إن
الحقيقة هي في الشراكة". فبات هذان الشعاران لبولس السادس مفتاحَي القديس
بطرس وبهما استمرّ العمل. أما عملياً، فإن كان يوحنا الثالث والعشرون قد استعاد
الأرض ملمساً لقدميه، فإن بولس السادس سلّم إلى العالم الدنيوي ما يعود إليه، أي
"تاج" الحبرية العظمى، لقاء سدّ عوز الجياع في العالم. ومنذ ذلك الحين،
يتواجد ذاك التاج الامبراطوري الحبري في متحف في واشنطن.



في الوقت عينه، أبصر نصّ
الفاتيكاني الثاني النور مسبباً تشققات كثيرة، على الصعد كافة، في الممارسات
القاسية والظلامية المتأتية من القرون الغابرة وأدبياتها.



عام 1978، دخل يوحنا بولس الثاني
البابوية وكان عليه، بحكم الاسم الذي اتخذه، أن يدفع من لحمه الحي ثمن استكمال
الخطوة التي بدأها سلفاه، وتطبيق تعاليم الفاتيكاني الثاني. لم يعد هناك من خيار
آخر لا لجيله الذي يضم أيضاً جوزيف راتزينغر، ولا للأجيال التالية. بات التحدّي
يكمن فقط في اختيار الطريقة والوسيلة لإحداث الفرق.



عليه، وإذا كان بولس السادس هو البابا
الأول الذي غادر الفاتيكان نحو الهند، فإن يوحنا بولس الثاني سوف يحفر كوّة من
الحنين إلى مسكنه ومكان راحته. إن التفتيش عن الإنسان بهدف إعادة بهاء صورة الله
ومثاله إليه مكلف جداً. ومع "خروجه" من حاضرة الفاتيكان، سقط تقليد جديد
من تقاليد الامبراطورية والذي هو الجمود على الكرسيّ وحفظ المسافة من الشعب.[7]



ما الذي تُرك لخليفة يوحنا بولس
الثاني لكي يلغيه ليستمرّ في استكمال خطوة التنقية والتحرير الجبارة من رواسب
الامبراطورية وإحداث فرق إضافي؟ إنه تقليد "الحكم لمدى الحياة" (
Ad
Vitam
). إن القول في
تعاقب هذه الأعمال التحريرية بأنه ليس ناتجاً عن تدخّل الروح القدس أمر عبثي. إن
خيط التلازم واضح كما هو عليه في العهد القديم طيلة الإعداد للخلاص... ونعيد رسمه
على الشكل التالي:



استعاد يوحنا الثالث والعشرون الأرض
موطئاً لقدميه... سلم بولس السادس التاج الامبراطوري الشهير إلى العالم الذي يعود
له... كاد يوحنا بولس الثاني يهجر الفاتيكان بحثاً عن الخراف الضالة وإستعادة لله
ما يعود له تعالى، ومن ثم، أعاد للشبيبة، من خلال يوم الشبيبة العالمي، الكنيسة
وحاضرتها، والتي بالأساس تعود لهم، هم مستقبل المسيحية الرسولة في هذا العالم...



وكان راتزينغر بقرب يوحنا بولس الثاني
حاضرا في كل هذا حضور يوسف البتول، الذي حمل اسمه، لعائلة الناصرة. كان دائم
الحضور من خلال الكتابة والإرشاد لأن قضية مجمعهما الفاتيكاني الثاني كانت على
المحك. وبدوره، عندما أصبح هو "البابا"، أكمل تحرير الكنيسة تاركا
امتياز "مدى الحياة" (
Ad Vitam) للذين يعود بحق لهم، ملوك هذا العالم وأباطرته. لا يحاولنّ أحد
إقناعنا بأن ذلك كان ممكناً من دون مسابير الروح القدس وبخاصة بعض المسابير
الضرورية لأسس الكنيسة. نذكر على سبيل المثال أمومة مريم "والدة الإله"
بالتجسد، مع لقبها الجديد "الشريكة في الخلاص" الذي أسبغه عليها بولس
السادس ، بقوة الختم البابوي، في ختام المجمع. هذا هو الجديد والمختلف الذي حمله
الفاتيكاني الثاني.[8]



وهكذا، بالروح القدس، نلاحظ الخط
الإلهي الذي يشق عباب هذا العالم خلف سفينة كنيسة المسيح والذي يعمل على استكمال
تحرّرها تطبيقيا. صحيح أن هذا التحوّل، على مدى نصف قرن، قد بدى وكأنه تجريد
الكنيسة من كل امتياز وكل عظمة عالمية - بشرية، ولكن أليس هذا ما أراده المسيح بقوله:
" إن الأخيرين يصيرون أولين..."، و "إن من لا يخسر ذاته -- بالحنوّ
على الأكثر حرماناً --لا يربحها، سواء كان شخصاً مادياً أو معنوياً، حتى الكنيسة
بذاتها ؟ (متى 16: 24-28)



في بدايات الكنيسة، كان البابوات
يندفعون لمعانقة صليب الشهادة على صورة معلمهم ومثاله. مع الامبراطورية، بدأ تمني
الحياة الطويلة والازدهار لهم، كما يتمناه سكان هذا العالم للمسلطين عليهم.
وللتحرّر من نقطة المجد البشري هذه، كان لا بدّ من شخص يضع نفسه في تصرّف الروح
القدس حتى يضع بدوره، من خلاله، نقطة النهاية الشاملة للفاتيكاني الثاني، نقطة رفض
ألـ "
Ad Vitam" في السدّة
الحبرية. هذا الشخص كان جوزيف راتزينغر.



إن الانتقال إلى حياة التنسك بتجرد
كامل لكي لا يُعبد خلالها سوى المسيح المصلوب يعني، كما قلناه في الفراشة، مطابقة
الذات بشكل شامل مع شخص المسيح. إنه الترقي إليه للتطابق معه في حالته ما بعد الصعود.
أما في كافة حالات التطابق الأخرى (
alter christus)، فتكون مع المسيح في حال التجسد الخاضع
للخطر الوحيد الذي لم يسقط هو به، ألا وهو الخطيئة، خطيئة أن مطابقة الله الآب،
بشكل صامت ونسبية لوسيفرية، على ذواتنا الوصولية، وإخضاع كل شيء، بدناءة سافلة،
للأنانية الصماء كما لإله العالم المُسمّى في زمننا "الاستهلاك".



· حقبة ما بعد
الفاتيكاني الثاني



على هذه الخامة من الكنيسة المحرّرة،
تبدأ اليوم حقبة ما بعد الفاتيكاني الثاني. لذلك، لم يكن من المستغرب أن نرى
فرنسيس الأسيزي ينبعث من خلال الكاردينال جورج بيرغوليو ليخلف بندكتوس السادس عشر.
يذكرنا هذا الانبعاث بالعلاقة التي ربطت مؤسّس الرهبانية اليسوعية القديس إنياس دي
لويولا بملهمه القديس فرنسيس. أليس كاثوليك أميركا اللاتينية هم بالنتيجة نتاج
تضافر الجهود (السينرجيا) بشكل أساسي بين هاتين الرهبانيتين الرسوليتين ؟



المفارقة المميّزة هي أن نلاحظ أن
فرنسيس الأسيزي الذي كان قد أُرسِل من قِبَل العناية الإلهية، في ملء من الزمن،
يطلّ مجدداً من خلال راهب يسوعي ينحني أمام "جسد المسيح السرّي المتألم
" الممثّل بالشعب المؤمن الحاضر في ساحة مار بطرس، ليسأله بركته قبل أن يعطيه
هو البركة بدوره، وذلك كطلب أدبي منه لتأييده كما لو أنه تأييد المسيح بذاته.



إن ما قام به البابا فرنسيس مختلف
بنوع مختلف عما عرفناه عند أسلافه في حقبة الفاتيكاني الثاني، لأن هذا الاختلاف
ليس من زمنية هذا العالم. نضيف أيضا، من باب علامات الأزمنة، أنه ساعة إطلاق حركة "الكرازة
الجديدة" السنة الماضية، ما من أحد كان يتوقع تنحّي بندكتس السادس عشر ووصول
شخص بهذا المفهوم الأقصى للتواضع إلى السدّة البطرسية. إنه عمل الروح القدس.



ختام:



بفضل تنحّي جوزيف راتزنغر قد تمّ كشف
علامات زمن حقبة الفاتيكاني الثاني، واستنادا إلى هذه العلامات قد بنينا قرارنا
باعتبار حبريّته جسر العبور إلى حقبة ما بعد الفاتيكاني الثاني. إننا مقتنعون
بحريّة الضميري هذه التي تحترم حقّ التنحّي من السدّة البطرسية والذي طبّقه
بندكتوس السادس عشر على نفسه حاكما عليها بميتة مسبقة للموت الطبيعي. إن هذه
الخطوة لإنجيلية بالصميم وقد بات هذا البابا الذي، من لحظة تنحّيه أسبغت عليه
فعاليات البشرية لقب "العظيم"، مرجعا لها، معترفة بالوقت نفسه بعظمة ما
تنحّى عنه. ماذا ستكون عليه علامات الزمن التي ستحدّد خريطة طريق الحقبة الجديدة؟
ها إن قداسة البابا فرنسيس من مجرّد اختياره اسمه، قد بدأ بإبراز معالمها نظريا
وتطبيقيا، بالفعل قبل القول، بالمثل المعيوش أكثر منه بالوعظ وأهمها اليوم، بالرغم
من قلّة الأيام التي مرّت هي: "إخلاء الذات الفاتيكانية" وتجسّد
البابوية بالإنسانية وحمل صليبها على مَنكِبَي كنيسة تتطابق مع مسيحها مطابقة تامة
حتى الموت اليومي على الصليب فالقيامة اليومية، والتجدّد كما الفينيق. إذا ما
رغبنا بمعرفة المزيد عن أهميّة "جسر راتزنغر" ما علينا إلا أن نتابع عن
كثب إلهامات فرنسيس البابوي.



[1] إن الأجيال ستمدح تنحي
البابا بندكتوس السادس عشر أكثر من أي عمل أتى به خلال بابويته لأنه من النادر جدا
أن نجد إنسانا يوقع : "أنا ميت" من دون أن يكون قد أخذته السينرجيا
الموجودة بين لغة البشر ولغة الله. إن توقيعا كهذا غير قابل للتصريف النحوي ...
(راجع (
Cf. Geoffrey Bennington & Jacques
Derrida, Jacques Derrida, série les Contemporains, Seuil, Paris, 1991, p.51
) )



ليكن الروح القدس ممجّدا
في أعماله. بهذا النوقيع خرق جوزف راتزنغر المستحيل. لقد أعاد تثبيت سلم القيم
المسيحية بخاصة ما قاله الرب يسوع في حبة القمح التي تقع وتموت قبل أن يحين
موتها الطبيعي حتى تعطي مئة ضعف ثمرا...



[2] إن الكلمات التي
نقرؤها في رؤيا يوحنا (6: 2-3) تشكل الأساس وكتاب "مدينة الله" للقديس
أغسطينوس الدستور. إن إساءت استعمال التدخل الإلهي في سياسة العصى والجزرة والتي
لا يمكن التثبت من صحتها أو عدمه إلا في الدنيا الآخرة قد تم التأسيس له.



[3] إتى اختيار الله لمار
فرنسيس في ختام تلك المرحلة التي كانت تتم فيها كل الشناعات باسمه. أنار الله
افرنسيس وأرسله حافي القدمين ليعيد بناء كنيسته التي تتساقط إربا...



[4]" لقد سقطت أمور كثيرة خارج
المشتهى من فكرة مملكة المسيح الأرضية. بوطرق شتى، على ما قاله أحد أساقفة تلك الأيام،
باتت الكنيسة في الأمبراطورية وليس الأمبراطورية في الكنيسة. راجع الأنسيكلوباديا
الكاثوليكية
http://www.newadvent.org/cathen/03699b.htm



[5] الرسالة البابوية Rerum
Novarum
de
Léon XIII (1891
)



[6] إن الفاتيكتني الأول فقد
كان المجمع الذي دعى إليه البابا بيوس التاسع في حزيران 1868 والذي كانت أهم نقاطه
مسألة "عصمة البابا". لم يرى هذا المجمع ختاما لأعماله بسبب خصوم هذه
المسألة من علمانيين وكنسيين...



[7] لقد وُضعت شمولية الخلاص
لأول مرّة موضع التنفيذ دون طمع بالنعيم ولا خوف من الجحيم بل فقط حبا بالمسيح على
أنه الطريق والحق والحياة. إنها المحبة المتعاطفة (
compassion) واحترام شرارة الله (Étincelle
divine
) المتواجدة في
كل روح بشري هي ما أوحى بالعودة إلى أسيزي وإلى فرنسيسها...


[8] وهنا يجد الشرق المسيحي
نفسه مرة أخرى ، بخاصة شرق القديس أفرام السرياني، على قدم المساوات مع خليفة بطرس
الروماني إذ أنه ليس عند الروح القدس شرق وغرب. إنه مؤسّس العولمة الشاملة التي
بالفقر والطاعة والتواضع والتراحُم يجمع حتى بين كون المخلوقات وكون الخالق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
siryany
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
avatar


زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013 Usuuus10
زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013 8-steps1a
الدولة : الدانمرك
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 8408
مزاجي : أكتب
تاريخ التسجيل : 13/09/2012
الابراج : الجوزاء

زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013 Empty
مُساهمةموضوع: تكملة الموضوع   زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013 Icon_minitime1الأحد 31 مارس 2013 - 23:46

كنيسة للجميع!




النص الكامل لمقالة "كنيسة للجميع"




بقلم الخوري نسيم قسطون



بيروت, 31 مارس 2013 (زينيت) - لا شكّ بأن انتخاب البابا فرنسيس قد
اثار ضجّة كبيرة في العالم!



ولا شكّ في أن سلوكه البسيط أثار
إعجاب معظم النّاس الّذين استساغوا طريقته "الشعبيّة" في مقاربة منصب
يعتبر من الأهمّ على مستوى كوكبنا الأرض.



ولكن لا بدّ من التوقّف أمام اللقب
الّذي تردّد كثيرًا في الايّام الأخيرة وهو "بابا الفقراء" وقد كنت
أيضًا ممّن استخدموه إلى أن تنبّهت إلى مسألةٍ خطيرةٍ بدأت بالظهور تدريجيًّا في
وسائل الإعلام.



فقد دأبت هذه الوسائل المتعدّدة من
تلفازٍ وصحف ومواقع إلكترونيّة على التركيز على تصرّفات البابا بصورةٍ كثيفة وعمد
بعضها إلى إجراء مقارنات مع أسلافه بصورةٍ تجعل القارئ يظن وكأن الكنيسة لم تكن
معنيّة بالفقراء قبل قدوم البابا فرنسيس!



لذا يأتي المقال ليؤكّد على
حقيقة أساسيّة: الكنيسة لجميع النّاس وليست كنيسة الفقراء بمواجهة الأغنياء كما
ليست كنيسة الأغنياء بمواجهة الفقراء، بل جماعة المؤمنين الّذين يهتمّ كلّ منهم
بالآخر وفق تعاليم الربّ يسوع ووفق النّموذج الّذي طبّقته الكنيسة الأولى ومن هناك
ننطلق.



1- في
الأناجيل: كنيسة للفقراء وللأغنياء!



ولد الربّ يسوع كالفقراء في مكانٍ
وضيع هو مزود في قاعة للضيوف (لوقا 2: 7) وقدّمت عنه في الهيكل تقدمة
الفقراء، "زَوجَيْ يَمَام، أَو فَرْخَيْ حَمَام" (لوقا 2: 24).



وتضامن كثيرًا مع الفقراء وكان له
الكثير من المواقف في مواجهة الأغنياء ولكنه لم يشجّع الفقير كي بيقى فقيرًا ولم
يهاجم الغنيّ لمجرّد أنّه غنيّ!



هناك نصٌّ أثّر كثيرًا في تفسير موقف
يسوع تجاه الأغنياء وهو نصّ الشاب الغنيّ ونقتبس منه، بعد أن أكّد ليسوع بأنّه
يحفظ الوصايا، ما يلي: "قَالَ لَهُ يَسُوع: "إِنْ شِئْتَ أَنْ تَكُونَ
كَامِلاً، فَاذْهَبْ وبِعْ مَا تَمْلِك، وأَعْطِ الفُقَرَاء، فَيَكُونَ لَكَ
كَنْزٌ في السَّمَاء، وتَعَالَ اتْبَعْنِي!". فلَمَّا سَمِعَ الشَّابُّ هـذَا
الكَلامَ مَضَى حَزِيْنًا، لأَنَّهُ كَانَ صَاحِبَ مُقْتَنَيَاتٍ كَثِيْرَة.
وقَالَ يَسُوعُ لِتَلامِيْذِهِ: "أَلـحَقَّ أَقُولُ لَكُم: يَصْعُبُ على
الغَنِيِّ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَات". وأَيْضًا أَقُولُ لَكُم:
إِنَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في ثِقْبِ إِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ
غَنِيٌّ مَلَكُوتَ الله"." (متى 19: 21-24)!



لطالما فسّر هذا النصّ من قبل
الكثيرين كإدانة للغنى بشكلٍ عام... ولكن وجود عدّة أغنياء في محيط يسوع المباشر
يدحض هذه المقولة وخاصّةً في نموذج زكّا العشّار (لوقا 19: 1-10) الّذي قبل
يسوع توبته بمجرّد أن فكّر بالتعويض على من أساء إليهم أو ظلمهم وقدّم ممّا لديه
للفقراء!



ما يجب أن نفهمه من خلال نصّ الشاب
الغنيّ كما من خلال نصّ الغنيّ الجاهل (لوقا 12: 16-21) هو أن يسوع يدين
الغنيّ الأنانيّ والغنيّ الّذي لا دور للّه في حياته ويحبّ المال أكثر من الله!



من جهةٍ أخرى، لم يطوّب الربّ الفقراء
لأنّهم فقراء بل لأنّهم "فقراء بالرّوح" (متى 5: 3) أي على
استعداد ليملأهم الله من روحه بدل أن ينتفخوا من روح العالم!



ولو أراد الربّ أن يبقى الفقراء فقراء
لما شجّع على العطاء والصدقة والتضامن من خلال تعاليمه (متى 6: 2-4) ،على أن
تبقى هذه المساعدات سريّة كي لا تحرج المحتاج ولا تنفخ المعطي!



وكذلك لم يطوّب الربّ الجياع إلى
الطعام والعطاش إلى الشراب، بل طوّب الجياع والعطاش إلى البرّ (متى 5: 6) أي
إلى سماع كلمة الله والاتّحاد به والعمل بوصاياه!



حارب الربّ يسوع بوضوح الفقر والجوع
والحرمان ولم يشجّع أحدًا على البقاء على حاله كما حارب الأنانيّة لدى الأغنياء...
ولكن منطلقه كان المحبّة وليس وضع الفقراء والأغنياء بمواجهة بعضهم البعض بل بناء
جسر تواصل فيما بينهم على قاعدة المحبّة الشاملة...



لا بدّ هنا أيضًا من التنبيه بأنّ
الربّ يسوع حذّرنا من مغبّة استغلال محبّة الفقراء لتمرير مشاريع مشبوهة يوم ورد
في نصّ دهنه بالطّيب ما يلي:" وأَخَذَتْ مَرْيَمُ قَارُورَةَ طِيبٍ مِنْ
خَالِصِ النَّاردِينِ الغَالِي الثَّمَن، فَدَهَنَتْ قَدَمَي يَسُوعَ،
ونَشَّفَتْهُمَا بِشَعْرِهَا، وعَبَقَ البَيْتُ بِرَائِحَةِ الطِّيب. قَالَ
يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطيّ، أَحَدُ تَلامِيذِ يَسُوع، الَّذي كَانَ مُزْمِعًا أَنْ
يُسْلِمَهُ: "لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هـذَا الطِّيبُ بِثَلاثِ مِئَةِ دِينَار،
ويُوَزَّعْ ثَمَنُهُ على الفُقَرَاء؟". قَالَ هـذَا، لا اهْتِمَامًا مِنْهُ
بِالفُقَرَاء، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، والصُّنْدُوقُ مَعَهُ، وكَانَ
يَخْتَلِسُ مَا يُلْقَى فِيه. فَقَالَ يَسُوع: "دَعْهَا! فَقَدْ حَفِظَتْهُ
إِلى يَوْمِ دَفْنِي! أَلفُقَرَاءُ مَعَكُم في كُلِّ حِين. أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ
في كُلِّ حِينٍ مَعَكُم"." (يوحنّا 12: 3-8).



لا يعني ذلك أبدًا إهمال يسوع للفقراء
بل حرصه على عدم استغلالهم لمآرب خاصّة أو لتحقيق مكاسب شخصيّة باسمهم وباسم
حاجاتهم.



ولا ضرورة للشرح بأن الربّ يسوع رفض
استخدام العنف كوسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعيّة مفضّلًا الموت على الصّليب
والغفران لصالبيه دون أن يعني ذلك أنّه على الإنسان السكوت عن حقوقه البديهيّة
لأنّه كان المبادر للدّفاع عنها إنطلاقًا من اعتباره كلّ النّاس أبناء لله،
متساوين في الكرامة وفي حقّ الوجود!



هذا ما فهمته الجماعة المسيحيّة
الأولى، كما سيظهر من خلال كتاب أعمال الرّسل.



2- أعمال
الرّسل وآباء الكنيسة: الكنيسة النموذج!



في كتاب أعمال الرّسل، يرد ما يلي:



أ‌- "وكَانُوا مُوَاظِبينَ عَلى
تَعْلِيمِ الرُّسُل، والـمُشَارَكَة، وكَسْرِ الـخُبْز، والصَّلَوَات" (أعمال
الرّسل 2: 42).



ب‌- "وكَانَ الـمُؤْمِنُونَ
كُلُّهُم مُتَّحِدِينَ مَعًا، وكَانُوا يَتَشَارَكُونَ في كُلِّ شَيء،
فَيَبِيعُونَ أَمْلاكَهُم ومُقْتَنياتِهِم، ويُوَزِّعُونَ ثَمَنَهَا عَلى
الـجَمِيع، بِحَسَبِ حَاجَةِ كُلٍّ مِنْهُم" (أعمال الرّسل 2: 44-45).



ت‌- وبِقُوَّةٍ عَظِيمَة، كَانَ
الرُّسُلُ يُؤَدُّونَ الشَّهَادَةَ بِقِيامَةِ الرَّبِّ يَسُوع. وكَانَتْ
عَلَيْهِم جَمِيعًا نِعْمَةٌ عَظيمَة. فَمَا كَانَ فِيهِم مُحْتَاج، لأَنَّ
جَمِيعَ الَّذِينَ كَانُوا يَمْلِكُونَ حُقُولاً أَو بُيُوتًا، كَانُوا
يَبيعُونَهَا وَيَأْتُونَ بِثَمَنِ الـمَبِيعَات، ويُلْقُونَهُ عِنْدَ أَقْدَامِ
الرُّسُل، فَيُعْطَى كُلُّ مُؤْمِنٍ عَلى قَدْرِ حَاجَتِهِ. (أعمال الرّسل
2: 33-35).



هذه الأمثلة توضح كيف أنّ الجماعة
المسيحيّة أسّست لمفهوم "المشاركة" ((
communion الّذي يشبه شكلًا المفهوم الاشتراكيّ ولكنّه
يختلف عنه في الجوهر!



فالمسيحيّون الأول تشاركوا بمبادرات
حرّة من الأقدر تجاه الأقلّ قدرة وليس وفق آلية نظام يحدّد الحقوق والواجبات أو
يفرض على أحدٍ ما ليس بإرادته كتأميم الأملاك أو ما شابه، فضلًا عن أن هذه
المشاركة كانت نظام عيش وليس نظامًا سياسيًّا أو اقتصاديًّا!



وهنا ترد قصّة حننيا وزوجته لتؤكّد
على طابع الحريّة وعدم الإجبار في هذه المسألة. فالمذكوران باعا ملكًا لهما
واختلسا قسمًا من المبلغ وأعطوا الباقي للرسل على أنه الثمن الكامل... فلامهما
الرّسل على الكذب ومات كلاهما... (أعمال الرسل 5: 1-11).



أمّا في الفصل السادس من أعمال الرّسل
فنجد بأن الرّسل كلّفوا شمامسة بمهام الخدمة كي يعطوا الأولويّة لخدمة كلمة الله
وهو ما يدلّ على أنّ الرسل لم ينجرفوا إلى تحويل الكنيسة إلى مؤسّسة للشؤون
الاجتماعيّة بل تنبّهوا إلى أن دورها الرّسولي يشمل ناحية اجتماعيّة دون أن يقتصر
عليها فقط!



هذا ما أوضحه البابا فرنسيس في عظة
قدّاسة الأوّل كحبرٍ أعظم قائلًا: "إن لم نعترف بيسوع المسيح فذلك يعني أنه
يوجد شيء متعسّر. سنضحي منظمة غير حكومية، تعنى بالمساعدات، ولن نكون الكنيسة،
عروسة المسيح".



ستتبلور أكثر مقاربة الكنيسة لمسألة
الفقر والفقراء مع آباء الكنيسة وتكفي الإشارة إلى كتابات القدّيسين يوحنا فم
الذهب وباسيليوس الكبير لنفهم وقوف الكنيسة إلى جانب المحتاج وتأنيبها للغنيّ
الأنانيّ لدرجة حدت بأحد الآباء إلى القول: " إن كنت تملك ثوبين في خزانتك
فواحدٌ لك وأمّا الثاني فقد سرقته من الفقير"!!!



3- تاريخ
الكنيسة: نحو بناء جماعة متضامنة!



بعد مرحلة الآباء، بقيت الكنيسة على
الدوام إلى جانب الفقراء وشجّعت على الفقر الإختياري حين يكون سبيلًا للبلوغ إلى
الله وهو ما قاد إلى تأسيس الانماط الرّهبانيّة والنسكيّة في الشرق والغرب على
السّواء وأضحى الفقر أحد النذور الأساسيّة في الحياة الرّهبانيّة.



ولكن، في الوقت ذاته، لم تشجّع
الكنيسة الفقراء على البقاء على حالتهم فبدأ ينمو نموذج بناء القرى حول الأديار
حيث يشكّل الدير والقرية وحدة اقتصاديّة مكتفية بذاتها من خلال الزراعة وتبادل
المنتجات ما بين النّاس وما بين النّاس والدّير ومن نماذج هذا التبادل الأساسيّة:
يعلّم الرهبان النّاس التعليم الأساسيّ ويبادلهم النّاس بالعطايا والمنتجات
الزراعيّة أو الحيوانيّة...



ولطالما حاربت الكنيسة الكسل فألزمت
حتّى النسّاك على العمل من أجل تأمين طعامهم إنطلاقًا من القاعدة التي أرساها مار
بولس: "إِذا كَانَ أَحدٌ لا يُرِيدُ أَنْ يَعْمَل، فعَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ لا
يَأْكُل!" (2 تسالونيقي 3: 10).



ويوم دخلت روح الكسل إلى بعض
الرهبانيّات، قامت محاولات للإصلاح في فترات متقاربة جدًّا تاريخيًّا كالإصلاح
الترابيستيني مع القدّيس برناردوس والإصلاح الكرمليّ مع القدّيسين يوحنّا الصليب
وتيريزيا الأفيليّة والإصلاح الفرنسيسكاني مع القدّيسين فرنسيس وكلارا.



هناك على الدّوام من يرغب برؤية نصف
الكوب الفارغ عبر الإشارة إلى الشواذات في الكنيسة ويتناسى أنّ معظم قدّيسيها
عاشوا أفقر من النّاس أو أقلّه بينهم أو تواضعوا وهم في مراكز مهمّة كحالة الملك
لويس التاسع في فرنسا مثلًا.



فمن يريد أن ينتقد الكنائس المنمّقة
بالذهب نقول له لقد سبقك يوحنا الذهبيّ الفم إلى ذلك ولسنا طبعًا مع بناء كنائس
مذهبّة على حساب الفقراء...



ولكننا لسنا مع من يصوِّر كنيسة أنجبت
يعقوب الكبّوشي والأخت تيريزا دو كلكوتا والأخت إيمانويل في مصر ومار منصور والأب
بيار... وكأنّها كنيسةٌ للأغنياء أو كنيسةٌ تتملّق للأغنياء وهو ما يظهره بوضوح
تعليم الكنيسة في العصر الحديث، بعد قيام الثورات في أوروبّا.



4-
تعليم الكنيسة: كنيسة "الفرح والرّجاء"



لا بدّ هنا أوّلًا من الإشارة
إلى مفارقة مهمّة في تاريخ الكنيسة يوضحها مقال النظرة المسيحية للفقر والغنى من
ويكيبيديا، الموسوعة الحرة حيث يرد: "عقب
الإصلاح البروتستانتي غيّرت البروتستانتية في العقلية والفكر الغربي، فبينما
كانت
الكاثوليكيةلا تحبذ
تراكم الثروات
، شجعت
البروتستانتية تراكم الثروات واعتبرتها نعمة من
عند
الله متأثرة في ذلك في العهد القديم.".



هذه العقليّة الباحثة عن تراكم الثروة
هي التي دفعت كارل ماركس للثورة على البعد الديني الكامن خلف الجشع واللهاث لتحقيق
الأرباح وهو الّذي أسّس لما ورد من مبادئ في كتابه حول "رأس المال".



بالمقابل، لا بدّ من التوقّف عند
الأحداث التاريخيّة التالية لتأكيد ثبات الكنيسة عبر التاريخ في موقفها تجاه
التضامن الدّائم مع قضيّة الفقراء.



ففي العام 1887 تأسّست نقابة موظّفي
التجارة والصناعة في 13 أيلول حيث جمع الأخ هييرون (جان جيرودياس) من إخوة المدارس
المسيحيّة 18 عاملًا هذه النقابة لتشكّل أساس العمل النقابي في فرنسا.



في ما يلي نورد حرفيًّا ما كتبه الأخ
وسيم كلاكش في مقال حول العدالة وهو بعنوان "العدالة في تعليم الكنيسة"
(
http://www.terezia.org/section.php?id=1505)
وفي فقرة بعنوان "الرسائل البابوية التي اعتنت بالشؤون
الاجتماعية"
:



أ‌- "الشؤون الحديثة"
(1891). عام 1891 اصدر البابا لاون الثالث عشر الرسالة العامة "الشؤون
الحديثة". فكانت تلك الرسالة نقطة تحول اساسية في حياة الكنيسة في ما يتعلق
بتعاطيها مع "القضية العمالية" حول وضع العمال والاجور والتحولات
الصناعية، اذ للمرة الاولى في التاريخ تأخذ الكنيسة موقفاً عالمياً ورسمياً من تلك
القضية، ولا تكتفي بالاجابة على بعض الاسئلة والتساؤلات المطروحة او باقتراح حلول
جزئية لمشاكل ومسائل ظرفية. أراد فيها البابا لاون الثالث عشر قطع الطريق على
مواقف تطرف الحل الاشتراكي للقضية العمالية. وأراد ايضاً وضع الامور في نصاب العقل
الهادئ، والمنطق السويّ، والعدالة، في إطار فلسفة تتجاوز الظاهر المادي، العرضي في
ذاته، لتبلغ جوهر طبيعة الانسان سيد المادة، وتؤكد لكل ذي حق حقه توصلاً الى عدالة
اجتماعية صحيحة. ومن المعروف ان تلك الوثيقة اصبحت مرجعاً اساسياً استندت اليه
الدول والحكومات لسن القوانين والشرائع الاجتماعية، ولوضع ما سمي في ما بعد
بـ"قانون العمل". يبني البابا لاون الثالث عشر الملكية الخاصة على العدل
فيقول: المُلك الخاص ما هو الا نتيجة أجرة العامل وتعب يديه (4). ويستند البابا في
مطالباته ايضاً بالمحافظة على الملكية الخاصة، على واجبات الانسان العيلية (10).
وهكذا فالاشتراكيون باحلالهم عناية الدولة مكان العناية الابوية يذهبون ضد العدالة
الطبيعية ويفككون اللحمة في العائلات (11). وتربط هذه الرسالة الأجر العادل بتأمين
الحاجات (17). إن ما يجعل أمة تزدهر، هو احترام العدالة والاعتدال في فرض الضرائب
(26).



ب‌- وفي الرسالة العامة "اربعون
سنة" (1931)، حول تنظيم المجتمع بروح الانجيل، بمناسبة مرور أربعين سنة على
رسالة الشؤون الحديثة للبابا لاون الثالث عشر. يرى البابا بيوس الحادي عشر ان
تنظيم العلاقات بين رأس المال والعمل يجب أن يتم وفقاً لمقتضيات العدالة التبادلية
وفي اخضاع المنافسة الحرة والتحكّم الاقتصادي لسلطة الدولة وفقاً لشرائع عامة تصون
العدالة الاجتماعية (11). "فالعدالة المسماة تبادلية هي التي تفرض احترام
الاملاك المختلفة وتمنع أياً كان من أن يتخطى حدود حقه الخاص ويتعدّى على حق
غيره" (47). فيقول: "قانون العدالة الاجتماعية لا يسمح بأن تمنع طبقة
اجتماعية ما طبقة اخرى من المشاركة في هذه المنافع". بل ينبغي ان توزّع، على
اساس متطلبات الخير المشترك ومبادىء العدالة الاجتماعية، موارد هذا
العالم"(57).



ت‌- وفي الرسالة العامة
"الحبريّة العظمى" (1939) يقول البابا بيوس الثاني عشر، لا يمكن التمسك
بفكرة التقدم غير المحدود(78)، ولكن السلطات تعدنا بنظام جديد مبني على العدالة
والازدهار(79). فلا بد من الدعوة الى تجديد "روحي ديني" ينبع من المسيح
ويتأسس عليه، تُجسّده العدالة وتكلله المحبة (83). وتود الكنيسة ان يرى جميع الناس
الرب يسوع المسيح وكنيسته في نورهما الحقيقي، بحيث ان الذين بأيديهم السلطة
"يسمحون لها بأن تعمل بحرية لتثقيف الجيل الطالع بحسب مبادىء العدالة
والمحبة"(93). وأن السلام الحقيقي يجب ان يرتكز على العدل والحقيقة.



ث‌- وفي رسالته العامة "ام
ومعلمة" (1961) يؤكد البابا يوحنا الثالث والعشرون ان تحديد قيمة الاجر يجب
الا يترك أمره للمضاربة الحرّة ولا لمزاجية الأقوياء، بل يجب ان يحدد طبقاً للعدل
والإنصاف (71). وان العدالة الاجتماعية تفرض على التطور الاجتماعي ان يواكب التطور
الاقتصادي. وان ازدهار شعب ما، هو نتيجة توزيع الثروات والخيرات توزيعاً
عادلاً(74).



ج‌- في الرسالة العامة "السلام
على الارض" (1963) يقول البابا يوحنا الثالث والعشرون بأن العلاقات بين
المجتمعات السياسية يجب ان تتم في الحقيقة والعدل والتضامن والمحبة (35-36).
ويقتضي العدل من السلطات السياسية الاهتمام بالاقليات الإتنية من جهة اللغة
والثقافة والثروات والنشاطات الاقتصادية (96). ومن علامات الازمنة التي رصدتها
الرسالة رفض اللجوء الى الحرب لإحقاق العدالة (127).



ح‌- "الكنيسة في عالم اليوم، فرح
ورجاء" (1965) تقول ان النظام الاجتماعي يجب ان يبنى على العدالة (26)، وإن
على البشر ان يعملوا كي تسود العدالة (35). والسلام عمل العدالة (77 – 78).



خ‌- في الرسالة العامة "ترقّي
الشعوب" (1976) حول الإنماء الشامل للشعوب، يرى البابا بولس السادس، مع
المجمع الفاتيكاني الثاني أنه "على خيرات الخلق تصبّ بإنصاف بين أيدي الجميع،
بمقتضى سنة العدل الذي لا ينفصم عن المحبة" (22). وأن التزامات الشعوب،
النابعة من جذور الأخوة الانسانية والفائقة، تقتضي "حق العدالة الاجتماعية"
(44). ويثبت تعليم لاون الثالث عشر في "الشؤون الحديثة": ان رضى الأطراف
اذا كانوا على وضع شديد التفاوت، لا يكفي لضمانة عدالة الفقر". "فهذا
الذي كان صحيحاً بالنسبة الى عدالة أجرة الفرد هو إياه أيضاً بالنسبة الى العقود
الدولية... أن حرية التبادل لا تكون نصيفة إلا بخضوعها لمقتضيات العدالة
الاجتماعية"(59).



د‌- في الرسالة العامة "فادي
الانسان" (1979) يعالج البابا يوحنا بولس الثاني الاخطار التي تهدد انسان
اليوم ويقول: "ان حالة الانسان اليوم تبتعد على ما يبدو عما تطلبه
العدالة" (16/1). ويبدو انه في عالمنا المعاصر انتشر حسّ العدالة. وهذا الحس
يُظهر بشكل أشد ما يناقض العدالة في العلاقات بين الناس وبين الطبقات وبين
الجماعات وبين الدول. "وقد اصبح مبدأ حقوق الانسان مرتكزاً للعدالة
الاجتماعية" (17/7).



(إنتهى الاقتباس من المقال)



أمّا البابا بينيدكتوس السادس عشر
فسنورد أهمّ ما ورد في كلمته أمام المشاركين في المؤتمر في الذكرى 50 ل
Mater
et Magistra
للبابا يوحنا
الثالث والعشرين التي نشرت في عام 1961، وبعد 70 سنة من
Rerum
Novarum
للبابا
لاوون الثالث عشر، حيث دعا البابا بينديكتوس إلى العدالة "على الصعيد
العالمي"، عبر وقف التوزيع غير العادل للموارد. كما أعرب البابا عن قلقه إزاء
أوجه التفاوت التي تميز عصرنا على حساب الفقراء ولا سيّما الظواهر المتعلقة
بالتمويل وما يؤدّي إلى مزيد من إفقار الذين يعيشون بالفعل في حالات هشاشة شديدة.
كما انتقد البابا الزيادة في أسعار موارد الطاقة الأساسية داعيًا إلى البحث عن
مصادر الطاقة البديلة مشيرًا إلى ضرورة "التوزيع العادل للموارد المادية وغير
المادية، وعولمة الديمقراطية الاجتماعية والتشاركيّة". وشدّد على وجوب بناء
علاقة ما بين العدالة والسياسة وضرورة أن تكون "السلطة السياسية صادقة
وشفافة" ودعا إلى تقديم شهادة "وفقا للإنجيل" وتجسّدة في
منطق المحبة والإخاء.



كلّ ما سبق يظهر انسجام الكنيسة
مع تعليم الربّ يسوع حول الفقر والفقراء...



"Habemus
Papam
"...


نعم ولكن البابا فرنسيس هو في
خطى أسلافه بابا لكنيسة جامعة، تحضن الفقير دون أن تشجّعه على الكسل وتحفّز الغني
كي لا تقتله الأنانيّة.



نعم لدينا بابا خليفة للرسل ولكنيسة
مات ربّها في سبيل خلاص الإنسان وقام كي يمنحه الحياة بوفرة (يوحنّا 10: 10)
وبكرامة.



لدينا بابا لكلّ إنسان ولكلّ الإنسان:
البابا فرنسيس، فقير مع الفقراء وغنيّ بالربّ ليغني الأغنياء...
















المونسينيور توماسي: يجب الحد من
إنتقال الأيدز من الأمّ إلى طفلها





دعوة إلى منظّمة الأمم المتحدة




بقلم ميريام سركيس



روما, 31 مارس 2013 (زينيت) - في مداخلة له قال المونسينيور سيلفانو
توماسي، وهو المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى
في جينيف، خلال الجلسة الثانية والعشرين من مجلس حقوق الإنسان التي عقدت في 7 مارس
2013 وتناولت "الجلسة السنوية ليوم حقوق الطفل"، للسيد الرئيس أنّه لشرف
عظيم له أن يتمّ توكيله للتركيز على حقّ الطفل بالتمتع بصحة جيّدة وأنّه يطالب
بالإنتباه إلى موضوع هام يجب مناقشته ألا وهو وضع الأطفال الذين يعيشون مع فيروس
نقص المناعة البشرية (الأيدز) والمصابين بعدوى مرض السل. وما زال هناك عوائق،
وبخاصّة في البلدان ذات الموارد المحدودة التي تمنع الأطفال الذين يعيشون مع فيروس
نقص المناعة البشرية من الحصول على العلاج المناسب للتغلب على المرض وذلك رغم وجود
علاجًا فعالًا له.



وأردف قائلًا بأنّ الصعوبة في كشف
العدوى عند الأطفال ما دون الـ 18 شهرًا تعيق بشكلٍ كبيرٍ علاجهم من فيروس نقص
المناعة البشرية ويمكن للأطفال المقيمين في بلدان ذات الدخل المرتفع الخضوع إلى
تشخيص دقيق خلال 48 ساعة بعد الولادة غير أنّ الأطفال المقيمين في بلدان ذات الدخل
المنخفض يصعب عليهم الخضوع إلى مثل هذا التشخيص بسبب كلفته الباهظة وعدم توفّر
الإختبارات المختصة والمتطورة والمختبرات المجهزة ومقدمّي الرعاية الصحية
المتدربين. ويصل معدل الأطفال المصابين بهذا الفيروس عبر إنتقاله من ثدي الأم عند
الولادة والرضاعة الطبيعية 90% حيث سُجلّت عام 2011 330000 حالة جديدة لأولئك
الأطفال رغم المداخلات لمنع نقله.



وأشار إلى ما ورد عن الكرسي الرسولي
بأنّ عدد الأطفال المصابين بالفيروس قد ينخفض بسرعةٍ في حال زادت إمكانيّات الوصول
إلى برامج متخصّصة للحدّ من هذا الإنتقال وذلك بواسطة تشخيصٍ مبكرٍ للأمّهات
وتوفير لهنّ علاجات مضادة للفيروسات القهقريّة. كما أكّد بأن إنعدام الرعاية
والعلاج يسبّب وفاة ثلثي الأطفال الذين يولدون وهم مصابين بالفيروس عند بلوغهم
السنة الأولى ونصفهم عند السنة الثانية. مع ذلك، على الأطفال الخاضعين للعلاج
المضاد للفيروسات الناشطة للغاية تناول ثلاثة أدوية مختلفة مضادة للفيروسات
القهقرية عدة مرّات في اليوم بغية منع تطور الفيروس لاحقًا. ويجب تركيب هذه
الأدوية بطريقة مختلفة عن تلك الخاصة بالكبار وأخذ الظروف المناخية بالإعتبار
والجدير بالذكر أيضًا أنّ عدم توفّر مياه الشرب، والغذاء الكافي والكهرباء في
العديد من المناطق ذات الدخل المرتفع يهدّد نوعيّة العلاج فمن غير الكافي تنويع
تلك الأدوية وذلك بسبب ضعف سوق الأدوية لتأمين هذا النوع من البحوث.



أخيرًا، أشار المونسينيور توماسي،
خلال حدث نُظّم في 6 مارس 2013، إلى أنّ كلّ تلك العوائق المذكورة أعلاه تمنع
الطفل من حقّه في التمتع بصحة جيدة المعترف به في الإتّفاقيّة بشأن حقوق الطفل
وإلى أنّ توكيله كان بسبب التجارب التي إكتسبها من منظمات كاثوليكيّة متّصلة
بالكنيسة والتي من شأنها تعزيز حقوق الطفل وحمايتها وأنّ دراسة حديثة لمكافحة
الأيدز وشبكة من المنظمات الكاثوليكيّة غير الرسميّة لتقديم الدعم الماديّ
والمساعدة التقنية للبرامج التي تُعنى بالأيدز في البلدان النامية تُظهر جهود تلك
البرامج للقضاء على إنتقال الفيروس. وأضاف بأنّ البابا شدّد، خلال اليوم العالمي للأيدز
عام 2012 على أنّ هذا المرض يصيب البلدان الفقيرة بشكلٍ خاص وأنّه يصلي على
نيّة الأطفال الذين يصابون بالمرض من أمّهاتهم على الرغم من وجود أدوية وقائيّة
لذك ويشجع المبادرات الكنسيّة لوضع حدٍّ لهذه الآفة. زد على ذلك أنّه طالب
بالتعاون مع شركات أدوية ومعاهد بحوث لحماية كرامة الطفل الذي يعيش مع فيروس نقص
المناعة البشرية والمصاب بعدوى مرض السل من خلال تأمين التدابير اللازمة.
















كيف ينقل الطبيب الأمل مع التشخيص؟




بحسب رأي البروفيسور جوزيبي نويا




روما, 31 مارس 2013 (زينيت) - بحسب رأي البروفيسور جوزيبي نويا، إن
ردّة الفعل على خبر انتظار طفل قد شخّص له بتشويه معيّن يعتمد على استشارة الطبيب
المناسب ومواجهة صحيحة لخوف الوالدين



إن البروفيسور نويا، خبير في
طبّ ما قبل الولادة ومسؤول في مستشفى جيميللّي في روما، حدّثنا عن مدى أهميّة
الدور الذي تلعبه الاستشارة الدقيقة والصحيحة، أمام والدين لحظة معرفتهما بأن
الجنين المنتظر بحبّ كبير يحمل تشويهًا معيّنًا. يعتبر البروفيسور نويا بأن خيار
الأهل باستقبال أو التخلي عن الجنين المنتظر يعتمد على الطريقة الصحيحة بنقل
الموضوع حتى لا يتملك الخوف والذعر على عقل الوالدين.



أغلبيّة
الأزواج يصلون إلى جمعيّة ’كوريشا ميلليناريا’ بعد تلقيهم التشخيص المشؤوم،
الذي هو بحدّ ذاته أمر مؤلم. ولكنك لاحظت بأن الجرح الأكثر ألماً يتأتى من الطريقة
اللاإنسانيّة التي تعلن بها نتائج التشخيص. هنا تكمن أهمية الاستشارة... لماذا
تبدو مهمّة لهذا الحد معرفة إعطاء نتيجة التشخيص؟



على ضوء الاستشارة يرتكز مصير العديد
من الأطفال. أهميّة الاستشارة تكمن في كيفيّة تقديم شرح علمي وجدي للواقع، حول وضع
الجنين في الرحم، غالباً، ان الخوف والجهل لدى العاملين في المجال اللذين لا
يفقهون حقّاً التشخيص الطبيعي لأمراض الأجنّة، يولّد لديهم نوع من الشكّ
التشخيصيّ، وطريقة عرض هذا التشخيص يصبح ضروريّ للمرأة والعائلة لتحاشي خيار
الإجهاض المدمّر.



هل برأيك أن موضوع
’الاستشارة’ يحظى بتقدير عادل في الأوساط الطبيّة؟



ان هذا السؤال بغاية الأهميّة، العديد
من الأطباء والتقنيّن والممرضين يعتبرون أن لحظة الاستشارة لا تعني فقط الوضع
الطبيّ ولكن أيضاً الوضع القانوني الطبيّ. وللأسف ان في بعض الأحيان تفهم
الاستشارة كأنها عامل ضغط لحضّ النساء على أخذ خيارات بعيدة عن أهميّة الاستشارة
وواقعها الطبيّ. هناك كتاب جميل تحت عنوان "ولادات متمرّدة"، لكاتبة
أمريكيّة، تظهر كيف أن في المجتمع الأمريكي، كأن الأطباء يدفعون بالنساء لخيار
الإجهاض متناسين بذلك بأن الاستشارة يجب أن تكون موقف طبيّ ’حياديّ’ بالمطلق. وبعد
ذلك يبدأ التعرّض لمصير الطفل... في تلك اللحظة يتوجّب علينا، نحن الأطباء اللا
نكون حياديين فيما يتعلق بمصير الطفل، انما يتوجّب علينا أن نكون ’موضوعيين’
ونتمتّع ’بجديّة علميّة’ حول ما يتعلّق فعليّاً بما هي الطبيعة الحقيقيّة لهذا
المرض. وبهذه الطريقة يمكننا اعطاء الطفل الاعتبار الكامل.



وبالتالي، أن القدرة على تقديم استشارة
دقيقة يجب أن تتماشى مع معرفة استعمال هذه التقنيّة. إذ أننا عندما ننقل بشكل
موضوعيّ حالة الجنين علينا مرافقتها ببعض الأحاسيس. لا يجب علينا التصرّف
بلامبالاة تجاه مصير ذلك الطفل. واجبنا القول، على سبيل المثال: "أنظري، هناك
وادٍ وإذا ذهبت إليه ستصابين بالأذى"... هذا بالشكل الموضوعيّ. وإذا كان جواب
المرأة بأنها تريد الذهاب بكل الأحوال، هنا يجب أن ندخل القليل من الأحاسيس، مع
الشرح المطوّل والدقيق حتى نتمكن من إفهامها بكل الأمور. هذا قسم من الإستشارة:
ليس فقط معرفة المشكلة، بل معرفة التعامل مع الخوف والصعوبات التي ستواجههما
المرأة والزوجين.



لماذا، برأيك، اللجوء إلى
الإجهاض اليوم أصبح أمرًا معتادًا؟



لأننا نحيا في مجتمع حيث الألم
والتضحية لا يجب أن يتواجدا. في أيامنا هذه، عيش مفهوم تخفيف الألم مقبول بشكل
جزئيّ فقط. الميل اليوم هو باتجاه محو الألم، وهنا يأتي الخطأ المزدوج، أولاً لأنه
لا يجوز "محو الألم، بمحي المتألّم" وثانياً لأنّه قد يتمّ تهدئة الألم
ولكن لا يمكن محوه من حياة الإنسان. يجب اعطاء العلم القدرات التي لم يتم منحها
حتى اليوم. ومع قدرات القلب، يمكن مشاركة الآخرين بآلامهم، ومساعدتهم على تهدئة وفي
بعض الأوقات شفاء الآلام.



ما هو التزامك مع جمعيّة
’كوريشا ميلليناريا’؟



أكثر من التزام يمكن تسميته هبة،
قادمة من الله. لا يمكننا إلّا أن نشكر، لأن هذه الحقيقة تجعلنا ننضج فنجعل
المعرفة بخدمة الإنسان، وتصبح عندها العلوم بخدمة الإنسان. لا أعتقد بأن أحد غير
الله قد يتمكن من خلق طريقة لمساعدتنا نحن الأطباء أمام معاناة وبطولة هذه العائلات.
نحن عطاء لهم وهم بدورهم عطاء لنا... وجمعيّة ’كوريشا ميلليناريا’ هي عطاء للجميع!
(إنها جمعيّة الأطفال الذين عادوا إلى السماء).



تحدثت في كتابك الذي تشاركك
بكتابته سابرينا بيترانجيلي بالوتزي عن مرافقتك للأزواج الذين علموا بأن ابنهم
سيموت قريباً. ماذا تمثّل ومثّلت هذه العائلات لك؟



يمثلون ما يسميه العهد القديم
"تذكر يا إسرائيل". هم شهادة حيّة تاريخيّة لكم أن مهنة ممارسة بصدق
وجهد تتحوّل ليصبح خدمة. ويجب مواجهة الفقر الشديد بالحب الكبير.



أين تجد هذه العائلات القوّة
لاستقبال طفل مصيره الموت المؤكّد؟



يجب عليّ القول بأنّ "الموت
المؤكّد" و"الجنين المنازع"، عباراتان تمثّلان الوضع الخطير
للجنين. لدينا مجموعة من "حقائق لا يمكن شرحها" قد غيّرت تاريخ طفل،
لنتمكن من التأكيد على ذلك. ولذلك فإن جمعيتنا بدأت مع قصّة طفل ذات "أمور لا
يمكن شرحها" قد كتب على ملفّه الطبيّ "حلّ طبيعي" ولكن لا يمكن
شرحه "عجائبي". غير أن الأطفال الذين قد تشخّص لهم عدم النجاة خارج
أحشاء والدتهم هم هبة رائعة للوالدين. وطريقة مرافقتهم لهذا الطفل مليئة بالمعاناة
ولكن ليس بفقدان الأمل أبداً. إن القبول بالطفل المريض، ومرافقته، حتى الموت
بذاته، يصبح ممكناً لأنه ممزوج بالحبّ والقبول، مع الإقتناع بأن خلف هذه الحياة
الفارغة ودون مستقبل، يختبئ مشروع حب سيظهر مع الوقت. وغالباً ما يعطي الوقت الحقّ
لهذه العائلات.



















أخبار













لقاء معايدة بالفصح المجيد في مطرانية
زحلة للروم الكاثوليك





زحلة, 31 مارس 2013 (زينيت) - استضافت مطرانية زحلة للروم الكاثوليك
لقاء معايدة بالفصح المجيد، جمع اساقفة المدينة : عصام يوحنا درويش، اندره حداد،
منصور حبيقة، اسبيريدون خوري، يوستينوس بولس سفر وجورج اسكندر ، وكهنة المدينة
وراهباتها والشمامسة والإكليريكيين من كل الطوائف .



بداية اللقاء كانت مع صلاة للمطران
درويش وترانيم فصحية من جوقة المطرانية، القى بعدها سيادته كلمة توجه فيها
بالمعايدة بإسم السادة الأساقفة الى الكهنة والراهبات والى كل الحاضرين ومما
قال " بيسوع القائم من بين الأموات نجد المغفرة، لأن خطايانا غسلت بموته
وقيامته " نؤمن بمن أقام من بين الأموات ربنا يسوع المسيح الذي أُسلم الى
الموت من جراء زلاتنا وأقيم من أجل برّنا (رو25:4)، وبه حصلنا على المصالحة "
والفضل لربنا يسوع المسيح الذي به نلنا المصالحة ( رو11:5)."



وأضاف " اراد يسوع بذلك أن يضع
المبادئ الأساسية لبناء الجماعة، فأبناء القيامة يجب أن يتعلموا أولاً الغفران،
كيف يعيشون معاً ويتجاوزون إساءة الآخرين لهم. إن الرسالة الأولى التي يحملنا
اياها يسوع القائم من بين الأموات هي أن نكون متسامحين ، نمد الجسور نحو الآخرين،
نرسخ المحبة والتفاهم ونبني بصلاتنا وسهرنا بنوتنا لله. لقد صرنا بقيامته قادرين
على نبذ التطرف والتفرقة والبغض والكراهية وعلى العيش بسلام ووئام ومحبة"



وختم المطران درويش كلمته متطرقاً الى
أمور تثير الكثير من القلق، كالمخدرات، بعد الشباب عن الكنيسة، غياب العائلات عن
الكنيسة، البعد عن القيم المسيحية، الخلافات العائلية، الكره بين الناس والحسد
والنميمة ومشكلة البطالة بين الشباب، داعياً الجميع الى التلاقي والتواصل لإيجاد
الحلول لها.


وكانت مداخلات من السادة
الأساقفة والكهنة والراهبات .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
siryany
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
avatar


زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013 Usuuus10
زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013 8-steps1a
الدولة : الدانمرك
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 8408
مزاجي : أكتب
تاريخ التسجيل : 13/09/2012
الابراج : الجوزاء

زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013 Empty
مُساهمةموضوع: تكملة الموضوع   زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013 Icon_minitime1الأحد 31 مارس 2013 - 23:48

تأكيد مسيحيّي
كوريا الشمالية على السلام





سياسة للحوار والتهدئة




بقلم ميريام سركيس



كوريا الشمالية, 31 مارس 2013 (زينيت) - إنّ "كنائس آسيا"، وهي وكالة
البعثات الخارجيّة في باريس، تُذكّر في رسالة رسميّة لها في 9 مارس 2013، أنّه في
وجه التهديدات بـ"حرب شاملة" في كوريا الشمالية، تعيد الكنائس، وتؤكّد
على إرادتها في إرساء السّلام.



وبالرجوع إلى الأحداث الأخيرة تشير
مجدّدًا "كنائس آسيا" إلى أنّه تبعًا للعقوبات التي أجمع عليها مجلس
الأمن التابع للأمم المتحدة في 7 مارس وذلك ردًّا على المحاولة النوويّة الثالثة
لكوريا الشمالية أبلغ بيونغ يانغ في اليوم التالي، يوم الجمعة الواقع في 8 مارس عن
اتّفاق عدم حدوث إعتداءات بين الكوريتين وهدّد سيول وحلفاؤها بإندلاع حرب نوويّة.



وفي سياق التهديد هذا، تؤكّد الكنائس
البروتستانتية من جديد كما الكنائس الكاثوليكيّة في كوريا الجنوبيّة أنّ، بالنسبة
لها، الوسيلة الوحيدة للخروج من المأزق هو التّطرق إلى الحوار وإلى "نزع
السلاح النووي من شبه الجزيرة" . ففي الواقع، في وجهة نظر المسيحيين لا يمكن
الوصول إلى حلّ الخلاف إلّا عبر الحوار.



كما أنّ الوكالة تشير إلى موارد
محليّة لمنظّمة بعثة عون المسيحيّين التي من خلالها سيكون نظام كيم جونج أكثر
قمعًا من أسلافه وسيستند على الإيديولوجيّة العسكريّة بضخامة كبيرة.



بالإضافة إلى ذلك، يحلّل تود نيتيلتون
وهو مدير اتصالات صوت الشهداء، منظمة غير حكومية بروتستانتية، قائلًا أنّه عند
التصويت على الحلّ الصادر عن منظمة الأمم المتحدة أظهرت الصين أنّ صبرها كاد ينفد
حينها بشأن كوريا الشماليّة" وتسعى إلى إبعاث برسالة إلى دكتاتورها الشاب
ذكّرت فيها بالحدود التي لا يجب تجاوزها.



وتضيف "كنائس آسيا" أنّ
الكنيسة الكاثوليكية في كوريا الجنوبيّة تبقى أيضًا بدورها، أكثر من أيّ وقت مضى،
على إلتزامها في سياسة الحوار والتهدئة. كما يترأّس أحد المتحدثون بإسمها والأكثر
نفوذًا المونسينيور أندرو ياوم سو-جونغ رئيس أساقفة سيول منذ شهر يونيو 2012
اللجنة الأسقفيّة من أجل حلّ التوافق بين الشعب الكوريّ وهو منذ زمنٍ طويلٍ مؤيدٌ
قويٌّ لحوار السلام بين الكوريتين.



وقبل أيّامٍ قليلة فقط من إعلان
اتّفاق عدم حدوث إعتداءات وتهديدات لكوريا الشمالية بحرب نوويّة لقد دعى رئيس
الأساقفة إلى "نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة".



وفي أقوال وردت عن وكالة فيدس في 6
مارس الأخير، أكّد المونسينيور ياوم مجددًّا على إعتقاداته قائلًا بأنّ
"الكنيسة تقترح نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة وعلى هذا الغرض أن يتحقّق
بطريقة سلميّة"، مضيفًا بأنّه ما دام رئيس أساقفة سيول فهو كان أيضًا مسؤولًا
رسوليًّا لبيونغ يانغ(...) وإنّ شعب كوريا الشمالية في قلبه"، مشدّدًا على الدعم
الراسخ الذي تستمر الكنيسة الكاثوليكيّة بتقديمه لـ"إخوتها" ومشيرًا
بالقول: "أعتقد بحزمٍ أن حل الخلاف بين الكوريتين يكون بالحوار(...) وبناء
ثقة متبادلة بغية منع حدوث خلافات جديدة. وفي غضون ذلك، ستستمر أبرشيّتنا في
مساعدة كوريا الشمالية وذلك بتوفير المساعدة الإنسانيّة من خلال الكاريتاس".



وتختم "كنائس آسيا" في
تصريحٍ لها يجسّد دائمًا الموضوعيّة أنّه بالرغم من بيان بيونغ يانغ الذي يؤكّد
فيه بأنّه لا يمكن التفكير من الآن فصاعدًا في التطّرق إلى موضوع نزع السلاح
النووي مهما كان وبأن تكون العلاقات بين الشمال والجنوب " وطيدة إذ يمكن لحرب
نوويّة أن تندلع بعد الآن في أيّ لحظة في شبه الجزيرة الكورية".
















الكفن والتبشير الجديد




مقابلة مع الأب رفاييل باسكوالي والأب نيكولا توفالياري




بقلم ماري يعقوب



روما, 31 مارس 2013 (زينيت) - نظّم المعهد الحبري ريجينا أبوستولوروم
لقاء في 1 و 2 مارس، تحت عنوان الكفن والتبشير الجديد. شارك فيه العديد من
الشخصيات والخبراء والعلماء بالموضوع.



قابلت زينيت المنظمين لهذا اللقاء
وهما الأب رفاييل باسكوالي مدير معهد العلوم والإيمان، والأب نيكولا توفالياري
كاهن الجامعة الأوروبيّة في روما.



متحدّثاً عن كيف تم تنظيم هذا اللقاء
حول موضوع الكفن والذي يتزامن مع سنة الإيمان، قال الأب باسكوالي بأنهم يعملون منذ
سنوات عديدة على هذا الموضوع، ولكن سنة الإيمان قد دفعت بهم للتفكير أكثر بموضوع
الكفن، لأنها حسب رأيهم هو أداة خاصّة للتواصل ولنقل الإيمان للبشريّة في هذا
الزمن. ولا يمكن إلا أن نذكر بأن هذا اللقاء جرى بوقت زمنيّ مهمّ جدّاً تاريخيّاً
إذ أن لا أحد فكّر يوماً بأن البابا بندكتس السادس عشر قد يستقيل وقد يقفل عهده.



ثم إجابةً منه عن أهميّة صورة الكفن
بقبول أن يتواصل الله مع العالم الماديّ بهذا الشكل، فأجاب بأن الرغبة برؤية وجه
الله موجودة دوماً، وإن اللقاء مع أيّ انسان هو النظر إليه والتحدّث معه،
وبالتالي فرغبة كل انسان هي لقاء الله. والله قد لبى دعوة الإنسان عبر هذا الكفن،
إذ أنه يسمح لنا برؤية يسوع، ورؤية الوجه الذي أراد الله أن يرينا إياه وهو وجه
المحبّة، حيث تكمن ذروة عطاءه وكرمه.



ان مشروع التبشير الجديد يرتكز على
النشاطات والعمل، أمّا الكفن فهو صورة ثابتة، فكيف يمكنه أن يجذب مسيحيين جدد؟
وهنا أجاب الأب باسكوالي بأن الكفن سيجذب الكثيرين، ولكن عليهم أولاً إظهاره للناس،
عبر مختلف الوسائل، ومن بينها المعارض حيث أن الإنسان بمفرده يقوم بزيارة هذا
الكفن والنظر إليه. ولقد توصلوا للإستنتاج بأن الكفن علامة، غالباً ما تؤثر بمن
يزورها. وذكّر الأب باسكوالي بكلام فتى: "لقد قدمت إلى الأراضي المقدّسة
للبحث عن يسوع... ولقد وجدته في هذا المعرض".



أمّا من ناحيته فقد تحدّث الأب
توفالياري عن الكيريجما الذي هو الإعلان عن يسوع البارحة، اليوم ودوماً. والكفن
فالواقع ليس موضوع ايمان، ولكن قد يكون وسيلة أو قناة تساعد على فتح العقول
والقلوب للإيمان، ولهذا السبب فهو أداة للتبشير الجديد.



وأخيراً شرح الأب توفالياري بأن الصور
تتحدّث، ولهذا السبب تم بناء الكاتدرائيّات التي تنقل عبر الصور مراحل
الإنجيل. وبما أننا معتادين على رؤية الصليب معلّق داخل منازلنا، نستغرب عند
رؤية هذه الصورة التي تنقل صورة تنزف، ولكن مع أن الكفن قد يزعجنا ولكنه يقدّم لنا
صورة انسانيّة وإلهيّة، تقود بنا لاكتشاف صورة حبّ ، وتعالٍ وقيامة.
















إعتقال 14 شابًا مسيحيًّا في الفيتنام





القيام بحملة تدعم خروجهم من السجن




بقلم ميريام سركيس



روما, 31 مارس 2013 (زينيت) - تمّ إعتقال 14 شابًا كاثوليكيًّا
وبروتستانتيًّا ومحاكمتهم في 8 و9 يناير الماضي في الفيتنام بتهمة محاولة
إسقاط الحكومة الفيتناميّة، وذلك بحسب بيانٍ وردنا من مؤسسة "كنائس
آسيا" في 25 مارس 2013.



إثر ما جرى لأولئك الشباب، لم يترك
أقاربهم أيّة وسيلة إلّا ولجأوا إليها من أجل مساندتهم وإخراجهم من السجن، إذ
جشّعوا العديد من الأشخاص والجمعيّات داخل وخارج البلاد على إعلان براءتهم.
وشُكّلت حملة توقيع على نصٍّ يتناول دعم الشباب ويطالب بإخلاء سبيلهم على الفور
وحصدت هذه الحملة 28000 توقيعًا في 21 مارس الأخير، ويعتبر الذين وقّعوا على هذا
النّص أن الأنشطة الإجراميّة التي قامت المحكمة باتّهام الشباب بها عارية من
الصّحة وأكّد الكثير منهم لمنظّمي الحملة دعمهم وأسفهم بشأن هذا الوضع.



بالإضافة إلى ذلك، إتّصل المنظّمون
بالسفارات والقنصليّات الخارجيّة في الفيتنام عارضين عليها القضيّة برمّتها. وبعد
ذلك، إلتقى ممثلّون عن الشباب المسجونين بالسفير الكنديّ الذي دعا إلى إجتماع في
السفارة الكنديّة ممثلين عن السفارات التالية: الأمريكيّة، والبريطانيّة،
والنرويجية والسويسريّة في الفيتنام في 14 مارس ودام هذا الإجتماع ساعة وربع.



كما أنّ مجموعة من الدبلوماسيّين على
علم بالقضيّة وبالدعم الذي تقدّمه هذه الحملة لأولئك الشباب، وأكدّوا على بذل أقصى
ما بوسعهم بغية حثّ الحكومة الفيتناميّة على إخلاء سبيلهم وأعربوا عن إحترامهم
للإتّفاقيّات الدوليّة الموقّعة من قبل هذه الحكومة. زد على ذلك، لم يقتصر عمل هذه
الحملة داخل البلد فقط، بل إتّصل وفدٌ من مجموعة "
Consunam" يعمل كمدقّق في حالة حقوق الإنسان في
الفيتنام منذ التسعينيّات بوكالة الأمم المتحدة المكلّفة بحقوق الإنسان في جنيف
طالبًا منها تقديم دعمها لتحرير المسجونين.



أخيرًا، أعلم أهل الشباب صحفيّي إذاعة
آسيا الحرّة أنّهم لم يستطيعوا زيارة المسجونين أو تزويدهم بالمواد الغذائيّة منذ
إعتقالهم في أغسطس، وفي سبتمبر وفي ديسمبر 2011 باستثناء الذين إعترفوا بذنبهم.
















عزم الكنيسة الكاثوليّة على إكمال
رسالتها في الشّرق





بمساعدة المؤسسة الخيرية "عون الكنيسة المتألمة"




بقلم ميريام سركيس



روما, 31 مارس 2013 (زينيت) - أشار رئيس الكاثوليك في شمال شرق ليبيا
إلى صمودهم وإستمراريّتهم من دون أيّ كلل في عملهم التبشيريّ رغم تعرّض كنيسة في
ليبيا إلى هجومٍ متعمّدٍ وإعتقال الإنجيليّين المسيحيّين، وذلك بحسب بيانٍ وردنا
من مؤسسّة "عون الكنيسة المتألّمة" التي تدافع عن المسيحيّين المضطهدين
حول العالم.



وخلال حديثٍ مع الأسقف سلفستر ماغرو
في بنغازي وهو يتبع إلى هذه المؤسسة، أعلن عن شهادة الكنيسة الصامتة لأعمالها
الخيّريّة والرعوية مضيفًا أنّ لا أحد توقع إندلاع حريق يوم الثلاثاء الواقع فيه
14 مارس في الكنيسة القبطية الأرثوذكسيّة سان مارك في بنغازي شارحًا أنّ ذلك قد
يعود إلى إحتجاج ليبيّين معارضين لسجن المسيحيّ المصريّ عزت عطاالله البالغ من
العمر 45 عامًا والذي يُقال بأنّه كان يعاني من أمراض في القلب ومن داء البول
السكريّ مع ثلاث رجال مكلّفين بالتبشير.



وتابع ماغرو مشدّدًا على عزمهم، رغم
كلّ المصاعب والمتاعب التي يواجهونها، على المكافحة والمناضلة في سبيل
"شهادتهم الصّامتة" بإيمانٍ وثقةٍ وإصرارٍ بغية إيصال كلمة الله ونشرها
وجاء ذلك بعد خطف 48 تاجرًا أورثوذكسيًّا قبطيًّا من قبل سلفيّين جرّاء تقديم
أولئك التجار شكاوى بشأن وضع صور دينيّة في قاعات عرض في بنغازي، وإثر ذلك قام
الخاطفين بقطع رؤوس البعض منهم وإصابتهم بجروحٍ وحلق شعرهم. بالإضافة إلى ذلك،
أشاد أسقفٌ وهو عضو في الفرنسيسكان ويعمل في ليبيا منذ 1628 بعمل راهبات الحبل بلا
دنس من إيفرية اللواتي يساعدن المسيحيّين الفقراء إذ أنّ معظم الكاثوليك هناك
يأتون من الفيليبين وشمال أفريقيا ولا يجنون الكثير من المال. وأردف ماغرو،
المراقب على النيابة الرسوليّة في بنغازي، قائلًا أنّ الأخوات في تنزانيا يقمنَ
بإدارة هذه الرسالة التي تقدم صورة جميلة وحيّة عن إهتمام الكنيسة بالفقر وذلك
بحسب ما قاله البابا فرنسيس عند تنصيبه فكلّ الهبات يقدّمها قداسته. كما توفّر
مؤسّسة "عون الكنيسة المتألمة" للنيابة الرسوليّة كهنة للقيام بقداس
مرتين في الشهر على الأقل في المناطق النائية. وتابع بالقول أنّ هذه النيابة لديها
جمعيّات للكاثوليك المسيحيّين ويمتد عملها من مرسى البريقة مصراتة إلى الحدود
المصرية وإلى بعض المناطق الساحلية لذا عليهم السفر دائمًا برًّا إلى المحطات
الإرساليّة الدينيّة.



واختتم شاكرًا هذه المؤسسة على دعمها
ومساهمتها في مباشرة عملهم من خلال المحسنين طالبًا من الله مكافأتهم ورافعًا
الصلاة إلى الرّب على نيّتهم.



















صلاة













كيف تمارس حوار الايمان مع يسوع
المسيح القائم من بين الاموات





رسالة الصلاة لشهرابريل 2013 بيتي بيت صلاة ( مر 11/ 17)




بقلم الأب بيوس فرح ادمون فرح



القاهرة, 31 مارس 2013 (زينيت) - * حتى لا تكون شفاهنا فقط هي التي تردد
كلمات ، وبدون وعي وانتباه .



* حتى لا يكون قلبنا بعيداً عن حنان
ورحمة الله ومحبته .



* حتى لا يكون جسدنا وفكرنا كله سبب ،
التراخي والاهمال والكسل .



* حتى نجعل كل كياننا وكل حواسنا وكل
قدرتنا تشترك في الصلاة .



* صلى بلا انقطاع واجتهد فى صلاتك
وانت حتماً تصل الى الشعور بحضرة الله . وحينئذ تجد أن ترديد اسم الله فى الصلاة
يكمل فى القلب من تلقاء ذاته بدون جهد . والسر فى كيف نداوم على الصلاة بلا انقطاع
فى البدء هو كائن فى مقدار حبنا ليسوع حباً شديداً صادقاً اميناً .



* انظر فى نفسك هل تحب يسوع ؟ هل أنت
مشغول به حقاً ؟ هل قد ملأ فكرك بآياته وكلماته ووعوده لك ؟ هكذا النفس التى تعلقت
بحبيبها يسوع تثبت فيه على الدوام بلا انفصال وتتحدث معه سراً فى حديث قلبى ملتهب
. أليس كل من التصق بالرب قد صار معه روحاً واحداً ( 1كو6 : 17 ) .



** ( كيفية تكوين حوار بجمل بسيطة )



* تختار جملة قيلت ليسوع في الانجيل
او قالها القديسون او القديسات او أي شخص التمس رحمة من الرب .



* مثلاً تقول مع الابرص " يسوع
ان شئت ، فأنت قادر ان تطهرني "
او مع بطرس " يا
رب انت تعرف اني احبك "
او مع امرأة الانجيل " طوبى
للبطن الذي حملك ، للثديين اللذين رضعتهما "
او مع توما " ربي
والهي "
او تطلب مع الرسل هذا الاحتياج الملح " يا
رب : علمني ان اصلي "
او قولهم " يا رب زدنا
ايماناً "



* وما اجمل كلمات بطرس ليسوع ،
تراجعها ولا تشبع منها " يا رب الى من نذهب وكلام الحياة الابدية هي
عندك "
او مع الشعب المتهلل يوم الشعانين " مبارك الآتي
باسم الرب ،



* او مع الملائكة في الكتاب المقدس "قدوس
– قدوس- قدوس "
او مع العذراء مريم نردد " ها
انا امة للرب فليكن لي حسب قولك "
.



* فى كل شئ يجب أن نشكر الله ونسلم
ذواتنا لارادته وعلينا أيضاً أن نقدم له كل أفكارنا وحديثنا وأعمالنا محاولين أن
نستخدم كل شئ لمسرته الصالحة .



*** صلاة الرب يسوع للاجلنا .



* وَلَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ
أَجْلِ هؤُلاَءِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي
بِكَلاَمِهِمْ .
* لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ
وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا،
لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي .
* وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا
وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ.
* أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ،
وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا
أَحْبَبْتَنِي .
* أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ
مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي الَّذِي أَعْطَيْتَنِي،
لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ.
* أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ، إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ، أَمَّا أَنَا
فَعَرَفْتُكَ، وَهؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.
* وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ، لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي
أَحْبَبْتَنِي بِهِ، وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ». ( يوحنا 17/ 20- 26 )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
siryany
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
avatar


زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013 Usuuus10
زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013 8-steps1a
الدولة : الدانمرك
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 8408
مزاجي : أكتب
تاريخ التسجيل : 13/09/2012
الابراج : الجوزاء

زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013 Empty
مُساهمةموضوع: تكملة الموضوع   زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013 Icon_minitime1الأحد 31 مارس 2013 - 23:49

وثائق













رسالة عيد الفصح 2013 للكردينال
البطريرك مار بشاره بطرس الراعي





"تذكّر يسوع المسيح الذي مات وقام من بين الأموات"
(2طيم2:8)





بكركي, 31 مارس 2013 (زينيت) - 1. في عيد فصح المسيح، عيد عبوره
بالبشرية إلى حياة جديدة، نعيش هذه السنة، في لبنان وبلدان الشرق الأوسط، أيّامًا
قاتمة من الجوع والعنف والحرب والإرهاب والتهجير والقلق على المصير. لكن نور
المحبّة والسلام المشعّ من قبر المسيح الفارغ، وقد دُحرج عنه الحجرُ الكبير، إنّما
يدفع بنا جميعًا وبخاصّة المسيحيين إلى صخرة الرجاء بيسوع المسيح الذي
أصبح سيّد العالم بموته وقيامته، وبه نُوطّد حضورنا ورسالتنا. بالرغم من سلطة
المال والسلاح والتسلّط، تبقى للمسيح الرب الكلمةُ الأخيرة، كلمة
الحقيقة
بوجه الكذب والتضليل، وكلمة
المحبّة
بوجه البغض والقتل،وكلمة السلام بوجه
العنف والحرب. فإلينا وإلى كلّ واحدٍ منّا يتوجّه بولس الرسول بالتذكير الموجّه
إلى تلميذه طيموتاوس: "تذكّر يسوع المسيح الذي قام من بين الأموات".



2. إنّه يذكّر
العالم
بانتصاره على الخطيئة والموت، وهو انتصار نهائي جعل
منه انتصارًا لكلّ إنسان يسير في طريق الحقيقة والمحبة والسلام. فيصبح قادرًا،
بقوّة المسيح وحضوره على تحقيق الانتصار في هذا وذاك من الظروف، وفي هذه أو تلك من
الحالات. وأعطى الجميع الثقة والضمانة بقوله: "سيكون لكم في العالم ضيق. لكن
ثقوا، أنا غلبت العالم"(يو16: 33).



3. ويُذكّر
المسيحيّين
بمعموديتهم التي أدخلتهم نهج موت المسيح وقيامته،
وجعلتهم بالتالي شركاء في نبوءته لإعلان
إنجيل الحقيقة والمحبّة والأخوّة في مجتمعاتهم؛ وفي كهنوته لمواصلة
آلام الفداء في أجسادهم ولاستحقاق الغفران والمصالحة من الله الغنيّ بالرحمة؛
وفي ملوكيّتهلإحلال العدالة، وتوطيد السلام، ودحر قوى
الشرّ. يذكّرهم أنّهم سُمّوا مسيحيّين لأنهم يعكسون وجه
المسيح، ولأنّه حاضر من خلالهم. والقول صريح لبولس الرسول: "أنتم الذين
اعتمدتم بالمسيح، قد لبستم المسيح"(غل3: 27). وبهذه الصفة يدعوهم ليكونوا ملحًا في
المجتمع يُعطيه نكهة ومعنًى ويحفظه من الفساد؛ وليكونوا نورًا يُنير
أهل مجتمعهم بأعمال الخير والثقافة والجمال؛ وليكونوا خميرةً تُبدّل
عجين مجتمعاتهم بالقيَم الانجيلية والانسانية، وبقيم الحداثة(متى5: 13-15؛ 13:
33).



4. ويذكّر
المتألّمين
، من مرضى وجرحى ومعوَّقين ونازحين وضحايا تهجير وإرهاب
وتعذيب، ومن حزانى ومهمَلين وفقراء ومنبوذين، ومن أسرى ومخطوفين ومظلومين وقابعين
في أقبية التعذيب، ومن محرومين من حقوقهم الأساسيّة. هؤلاء يذكّرهم الربّ يسوع في
ظهوراته بعد القيامة، حاملاً آثار الصلب، جراحات يديه رجلَيه وصدره(يو20: 20)،
بأنه مُتضامنٌ معهم، وأنّهم يُكمّلون بآلامهم آلامه من اجل فداء العالم، وبأنّهم
يحملون في أجسادهم ونفوسهم وأرواحهم علامات جراحه الخلاصيّة، وهم بالتالي
"إخوته الصغار"(متى25: 40) الذين يحتاجون إلى يد سامريٍّ صالح تُضمّد
جراحهم(لو10: 25-37). ويذكّرهم بالتالي بولس
الرسول بأنّهم "إذ يشاركون المسيح حقًا في آلامه، سيشاركون أيضًا في
مجده"(روم8: 17). ويدعوهم المسيح المتألم
والقائم من الموت لكي يجعلوا من آلامهم "آلام مخاض" مثل المرأة قبل أن
تلد(يو16: 21)، فتولد منها حياة جديدة ووقائع جديدة في عائلاتهم ومجتمعاتهم
وأوطانهم.



5. ويذكّر
الخطأة وبائعي نفوسهم للشرّ
بأنّ الله الآب صالحهم بدم صليب
ابنه الذي صار إنسانًا، يسوع المسيح(روم5: 10)، ويدعوهم الآن ليتصالحوا مع
الله(2كور5: 18-20)، متحرّرين، من عبوديتهم للخطيئة والشرّ. فالمسيح الذي مات
وقام، قهر سلطان الخطيئة وجدّد عهد الانسان مع الله ونقض جدار العداوة
والانقسام(أف2: 14-16). إنّ مصالحتهم مع الله هي في آن مصالحة مع ذواتهم
الانسانيّة ومع الاخوة والخليقة جمعاء. فكما أنّهم بخطيئتهم وشرّهم يشوّهون ذواتهم
وينشرون الفساد في المجتمع وبين الشعوب، كذلك بارتدادهم عن الخطيئة والشر
وبمصالحتهم يصلحون نفوسهم والمجتمع.



6. ويذكّر رعاة
الكنيسة
، ألأساقفة والكهنة، كما يذكّر المُكرّسين والمكرّسات
فيها، بأنّهم سفراء المسيح وقد استودعهم خدمة المصالحة(2 كور5: 18) بممارسة سرّ
التوبة والشهادة للمحبّة بالقول والعمل، وبالسعيّ الجادّ إلى بناء الشركة والمحبّة
بين المتخاصمين. إنّ الكنيسة تحمل في جوهرها رسالة المصالحة، تعلنها وتعمل جاهدة
على تغيير القلوب، والتغلّب على الخطيئة، أكانت أنانية عمياء أم ظلمًا أم
استكبارًا أم استغلالاً أم سعيًا وراء المادّة، أم انغماسًا في الملذّات. وتفعل
ذلك بخدمتها لكلمة الله والأسرار. وهكذا تعمل على تعزيز التفاهم بين الناس وإحلال
العدالة والسلام في العائلة والمجتمع والوطن.



7. في ضوء هذا التذكير، لا بدّ
من التوجّه إلى حكّام الدول العاملين في الشأن السياسي،
فنذكّرهم
بأنَّ سلطتهم إنّما تخضع للنظام الذي وضعه الله
الخالق للعالم، وهو أن يعيش الناس والشعوب بسلام في أوطانهم، وأن يتفاهموا ويرعوا
شؤون مدينة الأرض، وينعموا بالخير والعدل. ونذكّرهمبأن السلطة تجد
أساسها في صميم الطبيعة البشرية، وتخضع في الممارسة لنظام أخلاقيّ طَبَعَهُ الله
في قلب الإنسان، وتستلهم إرادة الله "فتقضي بالعدل للشعب وبالإنصاف
للضعفاء"(مز72: 2). نذكّرهم بأنّ السياسة فنٌّ
شريف يلتزم تأمين الخير العام الذي فيه خير الجميع وخير كلّ إنسان وكل الإنسان، لا
الإنسان في المطلق بل هذا الإنسان المواطن، أيًّا كان لونه أو رأيه أو معتقده أو
انتماؤه. لقد وُجد الحكم والعمل السياسي من أجل إنماء كل مواطن كشخص بشريّ يُحترم
في ذاته وحقوقه الأساسيّة وتطلعاته، وتتوفّر له إمكانيّات النمو، روحيًّا
وإنسانيًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا، وتتأمّن حاجاته من أجل حياة كريمة تشمل الغذاء
والكسوة والصحّة والعمل وتأسيس عائلة. ومن أُولى واجبات الحكّام والسلطة السياسيّة
توفير السلام والعدالة والاستقرار الأمني كأساس(شرعة العمل السياسي، ص 5-7).



8. ولذا، لن يقبل
المواطنون بعد اليوم
بسياسيّين يعملون فقط من اجل مصالحهم
الشخصيّة والفئويّة والمذهبية؛ ويُعطّلون عمل المؤسسات الدستوريّة بسبب الصراع على
السلطة والمحاصصة وفرض الرأي والهيمنة على الغير؛ ويتسبّبون بفلتان الأمن وتفشّي
السلاح غير الشرعي، وبشدّ الخناق على المواطنين بأزمة إقتصاديّة ومعيشيّة تُهدّد
بالإنهيار، وتهجّر طاقات البلاد، وتحمل شبابنا المثقّف على الكفر بالوطن الأم
ومغادرته من غير رجعة. إنّ كلّ ذلك يشكّل جريمة وطنيّة جسيمة.



9. لن يقبل
المواطنون
بأن يماطِلَ السياسيّون، من نوابٍ ووزراء وأحزاب
وكتل، في التوافق على شكل الحكومة الجديدة وشخص رئيسها وتأليفها في أسرع وقتٍ
ممكن، لكي تنقذ البلاد من شرّ الانقسام السياسيّ والمذهبي، ومن تفاقم الركود
الاقتصادي مع تبعاته الاجتماعيّة والعجز والدَّين العام، وتنقذ البلاد من مغبّة
الوضعيّة الماليّة بعد القرارات الأخيرة التي اتّخذتها الحكومة من دون تأمين
الموارد اللازمة، وقد قُرِعت أجراسُ الإنذار من أكثر من مصدر محلّي ودُولي، وذلك
قبل أن تخرج الأوضاع الماليّة العامّة عن سيطرة السلطة.



10. لن يقبل
المواطنون
بأن يسعى ممثلوهم في الندوة البرلمانيّة الى
تمديد ولايتهم، مخالفين بذلك نظام لبنان الديموقراطي في تداول السلطة، ومطيحين
بالدستور ومُهَلِهِ القانونيّة. وهم يفعلون ذلك بمعارضتهم وعدم توافقهم على أيٍّ
من مشاريع قانون الانتخاب الكفيلة بتحقيق الاجماع الوطني وإعطاء المواطنين حقّهم
في انتخاب ممثليهم في مجلس النواب، ومساءلتهم ومحاسبتهم، من دون أن يُفرضوا عليهم.
ويتذرّعون بعدم توافقهم المخطّط له والمقصود، ويا للأسف الشديد، للبقاء على قانون
الستّين الذي يرفضونه في العلن، ويعملون لإبقائه في الخفاء. والأسوأ من ذلك
اعتبارهم غير قادرين على إصدار قانونٍ للإنتخاب عادل ومنصف للجميع يكون على قياس
الوطن، لا على قياسهم.



11. لا يمكن
القبول بالوصول إلى الفراغ في نظامنا السياسيّ
. بل نُطالب بشدّة
باستمرار السلطة الدستوريّة في حكومة أصيلة مسؤولة، ومجلس نيابي فاعل ومفعّل
لصلاحيّاته، ومؤسّسات أمنية كاملة في كوادرها. ونحذّر من مغبّة الدفع نحو أزمة
وطنيّة بحثًا عن التغيير الكبير. ولا يمكن القبول بجعل لبنان عاجزًا عن أن يحكم
نفسه بنفسه، وبتحويل مكوّناته إلى دويلات ضمن الدولة أو فوقها. فتعالَوا، أيها
اللبنانيّون، لنتصارح ونتوافق على التغيير في إطار الدستور، وفي كنف السلام الوطني
والتوافق والاستقرار، وضمن المؤسسات الدستوريّة. إنّنا نناشد فخامة
رئيس الجمهوريّة
، ألذي أقسم اليمين وحده على حماية الدستور ومسيرة
الدولة - الوطن، حَمْلَ المسؤوليّة الأولى والموجَّهة في هذا السبيل،ونطالب
الجميع
بالتعاون معه في هذا الوقت المصيري والحرِج للغاية.



12. ولا بدّ من
التذكير بأنّ لبنان لا ينهض إلا بالحوار والموآزرة من قِبل الجميع
.
لسنا نُشجّع القيادات على المشاركة في الحوار وحسب، بل ندعو إلى جعله هيئةً وطنية
دائمة تعالج القضايا الوطنيّة المصيريّة ببرنامج ومواعيد سنويّة. ذلك أن لبنان،
بما له من خصوصيّة ودور في المنطقة، ذو نظامٍ قيدَ التطوير الدائم والبناء
المتجدّد على أساس الميثاق الوطني وحياد لبنان الإيجابي، والتطبيق العملي
"لإعلان بعبدا".



13. وإنّنا نناشد
المتنازعين في سوريّا
، الذين يُمعنون في هدم منازل المواطنين
الآمنين والمؤسسات والتاريخ، وقتلِ الأبرياء بالعشرات يوميًّا، وتهجيرِ السّكان
بالملايين، نناشدهم رميَ السلاح والمال الذي يمدّهم به الخارجُ الطامعُ في هدم
سوريّا وسواها من البلدان العربيّة تباعًا، كما نرى هنا وهنالك. ندعوهم لأن يتّقوا
الله في خلقه، ويجلسوا إلى طاولة المفاوضات بجرأة وتجرّد وبطولة.



كما ندعو الدول
المجاورة لسوريّا
لتنسيق استقبال مئات الألوف من النّازحين،
بحيث تتوزّع أعدادُهم وفقًا لإمكانيّات كل بلد، وتنسيق مساعداتهم في داخل سوريا
وخارجها. ونطالب بالسهر على عدم تسريب السلاح وعدم استخدام أرض لبنان لتمريره إلى
سوريا، او لاتّخاذ مواقع هجوم وقصف ودفاع على أرضه.



14. أمام هذا التذكير القاتم،
يبقى التذكير بالرجاء الذي بدأنا به هذه الرسالة: "تذكّر يسوع
المسيح الذي مات وقام من بين الأموات
". إنّه حدثٌ من
التاريخ، لكنّه يخرق محيط التاريخ ويتعدّاه، ويُجري تحويلاً عميقًا فيه، إذ يطبعه
بطابع حالة القيامة، ويجعله واقعًا من نوعٍ جديد. لقد أصبح جسدُ المسيح الكونيّ
المُمجّد مكانًا، إذا جاز التعبير، يدخل فيه جميع الناس في شركةِ
اتّحاد مع الله ووحدةٍ فيما بينهم. وهكذا يستطيعون أن يعيشوا حياةً جديدة لا
تهدمها قوى الشرّ، ويبنون مجتمعَ أخوّة وعدالة وسلام(البابا بندكتوس السادس
عشر، يسوع الذي من الناصرة، الجزء الثاني، صفحة 303-304
من النصّ الإيطالي).



هذا هو إيماننا وأساس رجائنا:



المسيح
قام ! حقًّا قام !


















عظات













عظة الفصح للبطريرك طوال




أفكر بكل الضحايا وبكل اللاجئين السوريين المتدفقين على البلدان
المجاورة ولا سيما الأردن، لكن أفكر أيضا بكل مسيحيي الأرض المقدسة الذين تغويهم
الهجرة





القدس, 31 مارس 2013 (البطريركية اللاتينية في القدس) - جرى الاحتفال
صباح اليوم، 31 آذار 2013، بقداس أحذ الفصح في كنيسة القيامة قبالة قبر السيد
المسيح. ترأس القداس غبطة البطريرك فؤاد طوال، البطريرك اللاتيني في القدس.



تجدون فيما يلي عظة غبطة البطريرك.



عظة
قداس الفصح المجيد




31
آذار 2013


أصحاب السيادة،



إخواني في الأسقفية وفي الكهنوت،



أصدقائي الأعزاء،



أتمنى لكم جميعا عيدا مباركا! المسيح
قام، حقا قام! هلليلويا! إن الفصح عيد النور حيث أن السيد المسيح القائم ينيرنا
ويضع في قلوبنا فرحة عظيمة ورجاء كبيرا ويملأها بمحبته.



في هذا اليوم، يخبرنا الإنجيل المقدس
عن اندفاع بطرس ويوحنا بتلهف وهما يلحقا بمريم المجدلية إلى القبر الذي وضع فيه
جسد يسوع المسيح. فبوصولهم اكتشفوا أن القبر كان خاليا إلا من الكفن. مع ذلك،
يوحنا رأى وآمن فورا بأنهم لم يأخذوا المسيح لكنه قام من بين الأموات. إذا،
الإيمان هبة وأمر فردي أيضا. لذلك من الضروري أن نقيم علاقة حميمة مع الله. إنها
تنشأ بالصلاة في أعماق القلوب أمام “حضرة غير منظورة” كما شهد لنا القبر الخالي.
إن القبر الخالي الذي نراه اليوم هنا في هذا المكان بالذات، لهو الطريق إلى طلائع
الإيمان. إن هذا الإيمان – أي إيماننا – يرتكز على شهادة الرسل. يُطلب إلينا أن
نؤمن دون أن نرى “طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا” (يوحنا 20:29).



إن قيامة المسيح في محور الإيمان
المسيحي: “وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ” (1
قور 15:17). رغم ذلك يحتفل كل من الكاثوليك والأرثوذوكس والبروتستانت بالفصح
المجيد بتواريخ متباينة. إننا نعلم أن الانشقاق لم يأت من عند الله. لذا قررنا في
أبرشيتنا في الأرض المقدسة، مستثنين القدس وبيت لحم، أن نؤجل تاريخ الاحتفال
بالفصح المجيد ليتبع التقويم اليولياني حتى يتسنى للعائلات المختلطة الطقوس أن
تحتفل معا بهذا السر كما هو الحال في الأردن وفي سوريا وفي مصر. إن الاحتفال
الرسمي المشترك بقيامة السيد المسيح لكل المسيحيين في شتى أنحاء الأرض المقدسة قد
يكون شهادة ذات مصداقية حقيقية لنداء السيد المسيح للمزيد من الشراكة، فضلا من أن
يكون ردا على هذا النداء.



لم يكن قرار توحيد تاريخ الاحتفال
بالفصح سهلا لكنه جاء خطوة أولى نحو الوحدة الكاملة التي يجب علينا أن ندعو لها في
صلواتنا. وفي سنة الإيمان هذه المهيأة
جيدا لمواجهة مثل هذا التحدي، يُطلب إلينا أيضا أن نعيد ترسيخ إيماننا وحميتنا.
يبدو أن التبشير بالإنجيل، عن طريق الإحسان، ومحبة الغير والاتسام بالبساطة، هو من
أولويات حبرنا الجديد، البابا فرنسيس. جاء البابا الأرجنتيني من قارة تعداد
الكاثوليك فيها يصل إلى 40% من مجموعهم العالمي غير أن جماعات تبشيرية تزاحم
الكنيسة فيها، كما أن علاقاتها بالعالم السياسي متوترة بعض الشيء. للتو منحنا
الروح القدس، الذي أجهض كل التكهنات، أبا أقدس عمل منذ سنوات طويلة في خط مواز
لتوجيهات السينودس الأخير الذي تناول موضوع “البشارة الجديدة”.



في خطابه الأول، طلب الأب الأقدس إلى
المؤمنين أن “يأخذوا طريق الأخوة والمحبة” وأن “يبشروا بالإنجيل”.



في إنجيل القديس يوحنا يقول لنا يسوع
المسيح أنه هو نور العالم؛ ومن يتبعه “لا يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ
لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ” “يوحنا 8:12). إن السيد المسيح يدعونا، بوصفنا مسيحيين،
إلى أن نكون نورا للعالم؛ وأن نحمل نور الرجاء في أواسط أعمال العنف والآلام
والحروب والإجحاف. إنه يدعونا هنا إلى حمل نور الإيمان في وسط منطقة الشرق الأوسط،
حيث ولدت المسيحية، وحيث ولدت الكنيسة الأم في القدس، وحيث
ولد كل مسيحي. إذا، لأن تكون البشارة الجديدة عصرية وناجعة يجب أن تخرج من القدس.



-
أن تخرج من لدن الجماعة المسيحية الأولى المواظبة على قراءة كلمة الله، وعلى كسر
الخبز وعلى التضامن.



-
أن تخرج من لدن الجماعة الأولى الثابتة في شخص السيد المسيح، والتي كان لها باعث
استعدت من أجله تقديم كل تضحية حتى الاستشهاد. بهذا أجدد دعوتي للقدوم إلى الأرض
المقدسة موجهة إلى كل حاج في العالم بأسره وبالدرجة الأولى إلى راعينا البابا
فرنسيس الذي نرحب به.



تعالوا أنتم أيضا على مثال بطرس
ويوحنا لتروا القبر الخالي. إن الحج إلى كل الأماكن المقدسة وإلى “الحجارة الحية”
لهو وسيلة نجدد بها إيماننا ويجدد الحجاج بها إيمانهم. يمكنكم الوصول إلى فهم أفضل
للإطار الثقافي والتاريخي والجغرافي، حيث ولدت الأسرار التي نؤمن بها وأهمها نحن
في صدد إحيائه اليوم، ألا وهو القيامة من بين الأموات.



الحج إلى الأرض المقدسة يوفر فرصة
للقاء شخصي ومتجسد مع السيد المسيح. وفي هذا المجال، يشكل مسيحيي الأرض المقدسة
ذاكرة جماعية حية لتاريخ السيد يسوع المسيح. لكنهم في الوقت ذاته بحاجة إلى
المؤمنين الآخرين، وإلى صلواتهم وإلى تضامنهم؛ إن وجود الحجاج في واقع الأمر يشكل
شهادة للإيمان وللمشاركة مع كنيستنا، كنيسة الجلجلة.



كنيستنا تعيش في شرق أوسط يحفل
بالشدائد. فسنة الأيمان تجيب على أمور معينة. في بادئ الأمر، أفكر بكل الضحايا
وبكل اللاجئين السوريين المتدفقين على البلدان المجاورة
ولا سيما الأردن، لكن أفكر أيضا بكل مسيحيي الأرض المقدسة الذين تغويهم الهجرة.
أود أن أكرر قولي للجميع بأن عيد قيامة السيد المسيح هو مدعاة للأمل في
عالم ألمت به المآسي العظمى التي كثيرا ما نتجت عن العنف البشري. مع ذلك، إن
الصلبان في حياتنا لا تتلاشى بحلول الفصح المجيد، الرب لا يحضر لإزالتها، لكنه
يفتح لنا طريق الرجاء في وسط المعاناة ويريد أن يفتح لنا سبلا جديدة كل يوم.



أن نعيش في الشرق الأوسط بصفتنا
مسيحيين ليس خيار لكنه دعوة. إنه علينا المرور بالصليب كي نعرف القيامة. “إن
الصليب كثيرا ما يخيفنا، حيث يبدو كأنه حرمان للحياة. في الواقع العكس هو الصحيح!
هذا يأتي بمثابة “نعم” من عند الله إلى الإنسان، وهو التعبير الأسمى لمحبته،
والمصدر الذي تتدفق منه الحياة، حيث أنه من قلب يسوع المفتوح على الصليب تدفقت هذه
الحياة الإلهية المتاحة دوما لكن من يرغب في أن ينظر إلى المصلوب.” (رسالة بندكتوس
السادس عشر ليوم الشباب العالمي في مدريد).



ببزوغ فجر يوم الفصح لا حدود هنالك
للرجاء المسيحي. من قهر القبر يمكنه أن ينير الليالي دامسة الظلام. إنها ليست قضية
أراض تسترد، بل هي تتعلق بالقلوب. قلوب وجب ارتدادها وتهيئتها للسلام. إنني أكرر
دعوتي للمجتمع الدولي، بعيدا عن الخطابات والزيارات، لأن يتخذ القرارات العملية
والناجعة لإيجاد حل متزن وعادل للقضية الفلسطينية التي هي مصدر كل اضطراب في الشرق
الأوسط.



في تشرين الثاني من عام 2010، قابلت
البابا شخصيا في الأرجنتين وعندها تمكنا من إثارة موضوع شتات مسيحيي الشرق في أمريكا
اللاتينية لأن الأرجنتين استقبلت أعدادا كبيرة من مهاجري الشرق الأوسط. لذا البابا
فرنسيس ملم بقضية هجرة المؤمنين من الأرض المقدسة. على أية حال كان قد شغل لغاية
الآن منصب الأسقف المسؤول عن المؤمنين التابعين للطقوس الشرقية المقيمين
في بلاده. إنني على يقين من أن الأب الأقدس سيواصل بكل قوة وعزم أعمال بندكتوس
السادس عشر من أجل السلام في الأرض المقدسة، ومن أن اتصالاتنا مع الأب الأقدس
وثيقة وثقتنا به مطلقة. إننا نعلم من تجاربنا مدى الاهتمام والجهود المبذولة من
أجل السلام التي يوليها للبطريركية وللأرض المقدسة.



إخواني وأخواتي، اقبلوا مني خالص
التهاني بالفصح المجيد ودعونا نأمل في أن يكون هذا قيامة لأنفسنا ولكنائسنا
ولأرضنا المقدسة. نأمل أن يطل علينا ربيع جديد في صباح هذا اليوم.



وآمل أن يوفر لكم عيد قيامة السيد
المسيح بركة من عند الرب! آمين.



+ فؤاد طوال، البطريرك
















"لا تخفْن! أنتنّ تطلبْنَ يسوعَ
الناصري المصلوب، إنّهُ قام، وهو ليس هنا" (مر16: 6)





عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي - أحد القيامة - بكركي
في 31 أذار 2013





بكركي, 31 مارس 2013 (زينيت) - فخامةَ الرئيس،



1. يسعدُني أن أرحّبَ بكم، مع إخواني
السادة المطارنة والآباء وهذه الجماعة المصلّية، كما نرحّبُ بأصحاب المعالي
والسعادة الوزراء والنوّاب وسائرِ معاونيكم العاملين في الحقل العام. وأنتم، يا
فخامة الرئيس، تتقدّمون، مع السيّدة عقيلتِكم اللبنانيّة الأولى، هذا الجمهورَ
كعادتكم، لنرفع الصلاة معاً إحتفالاً بعيد قيامة ربِّنا يسوع المسيح من بين
الأموات. لقد ارتضى الموتَ على الصليب تكفيراً عن خطايانا وخطايا البشر، وقام من
بين الأموات ليهبَنا الحياة الجديدة ويقدّسَنا. وبهذَين الحدثَين زَرَعَ السّلامَ
في القلوب، وانتزعَ منها الخوفَ، وافتتحَ على الأرضِ زمناً جديداً مَرضيّاً لله،
هو زمنُ المحبّةِ والأخوّةِ والمصالحة والسلام. هذا هو مضمون بُشرى الملاك
للنِّسوة من داخل القبر الفارغ: "لا تخفْنَ! أنتُنّ تطلبْنَ يسوع الناصري
المصلوب، إنّه قام، وهو ليس هنا"
(مر16: 6).



2. إنّنا نُصلّي من أجلكم، فخامة
الرئيس
، لكي يعضدَكم المسيحُ القائم من الموت، وأنتم تقودون سفينة
الوطن، لكي تصِلوا به إلى شاطئ الأمان. إنّنا نعيشُ في لبنان والمشرق ظرفًا شديدَ
الخطورة بسببِ الأحداث الجارية في سوريا والمنطقة وتداعياتِها عندنا.
تكتنفُنا ظلالُ الموت من كلّ جانب، سياسيًّا واقتصاديًّا وأمنيًّا، فنصلّي
معًا إلى المسيح الذي هو نورُنا وسلامُنا، لكي يدحرجَ عنّا وعن المنطقة حجرَ الموت
والعنف والقتل والتدمير، كما دحرج الحجر الكبير عن باب قبره، فيُلهمَ الجميعَ إلى
مخارج التفاهم والتعاون والسلام.



3. إنَّ النسوةَ اللواتي قبلن بُشرى
القيامة، لشدّة الإنذهال من الحدث وصدمة الصلب وعدم الفهم، "خرجْن من
القبر ولم يقلْن لأحدٍ شيئاً
(مر16: 8). لقد وقف كثيرٌ من الناس
مذهولين، عبرَ الأجيال، أمام حدثِ موتِ الربِّ وقيامتِه. فما استطاعوا تقبّلَ
فكرةِ صلبِ المسيح وموتِه، ولا استطاعوا إدراكَ سرِّ قيامته، فحَرَموا نفوسَهم من
ثمارِ هذا السرّ الخلاصيّ. وربّما نحن مثلهم ولو من نوع آخر. فإن تَقَبَّلْنا
الحدثَين، من بابِ الإيمان، ربّما لا نتقبّلُ الالتزامَ بمقتضياتهما، فلا نسعى إلى
نيل ثمار موت المسيح وقيامته الخلاصية.



4. نحن نؤمنُ أنّ
يسوع صُلب ومات فداءً عنّا وتكفيراً عن خطايانا. فهل نعودُ
إلى الله
تائبين حقّاً عن الخطايا، وملتمسين الغفران عنها من
خِدْمَةِ كهنةِ الكنيسة الذين سُلِّموا سلطانَ الحلِّ منها باسم المسيح الكاهن
الأسمى؟ نحن نؤمنُ أنّ يسوع قام من الموتِ ومنحنا الحياة
الجديدة لتقديسنا. فهل نمارسُ أسرار الخلاص لقَبول
هذه الحياةِ الإلهيّة ولتحقيقِ قيامتنا لحياةٍ جديدة؟ فالإيمانُ الذي نُعلنُه
بالفم ينبغي أن يصبحَ إيماناً في القلب، لكي يدفعَ بنا إلى التماس نعمة التقديس
والحياة الجديدة، كما يقول بولس الرسول: "إن اعترفتَ بفمك أن
يسوع هو ربّ، وآمنتَ في قلبك أنَّ الله أقامه من
بين الأموات تخلُص. لأنَّ الإيمان بالقلب يقود إلى البرّ، والاعترافَ بالفم يقود
إلى الخلاص" (روم10: 9-10).



لكي يكون الإيمانُ حقيقيًّا
وكاملاً
، لا يكفي أن يكون معرفةً على
مستوى العقل، بل ينبغي أن يظهرَ في الأفعال على مستوى الإرادة، وأن يكتمل في القلب
حُبّاً للمسيح وسعياً إلى لقاءٍ شخصيٍّ وجدانيّ معه. هذا
اللقاء يغيّرُ الإنسانَ ويبدّلُه ويقدّسه. ألمؤمنون الحقيقيّون قادرون أن يبنوا
مستقبلاً أفضل يتوق إليه الجميع، وأن يتكلّموا لغة جديدة تجمع وتُطَمْئِن، وأن
يجدوا الحلول العادلة للأزمات. كم نحن بحاجة إلى مسؤولين
مؤمنين
يُدركون أنهم دُعوا لشرفِ خدمةِ الخير العام
بالتّجرّد وبذل الذات! ألم يقلِ الربُّ يسوع: "مَن أراد أن يكون فيكم كبيرًا،
فليكن لكم خادمًا؟ ومَن اراد أن يكون الأول، فليكن للجميع عبدًا؟" وأعطانا
القدوة بنفسه قائلاً: "فإنَّ ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدُم، ويبذلَ
نفسه فدىً عن الكثيرين"(مر10: 43-45). وهكذا شكّلتِ الخدمة المُتفانية على
مِثالِ المسيحِ الفادي مَنزِلةَ الشرف.



5. موتُ المسيح وقيامتُه حدثٌ
تاريخيٌّ
يُغيّرُ وجه العالم ويبدّلُ وضع الإنسان. وقد جعل
يسوعَ المسيح مقياساً للإنسان ولحياة والشعوب.موته يندرج في تصميم الله الخلاصي، لأنّه
تكفيرٌ عن خطايا كلِّ إنسان، وفداءٌ للجنس البشري. يختلف موتُه
عن موت البشر
، بني آدم.فموت هؤلاء قصاصٌ
على خطيئتهم وادّعائهم وكبريائهم ومزاحمتِهم لله سيّدهم؛ أمّا موتُ
المسيح،
الذي لم يرتكب خطيئة، فينبعُ من صميم محبته وتواضعه،
هو الذي انحدر نحو الإنسان لكي يجتذبه من جديد إلى قمم الروح، ويرفعَه إليه.
ولكنّه في الوقت نفسه، حَمَلَ خطايا البشر وجعلَ نفسه كأنّه خطيئة، وأرضى عدالةَ
الله، فارتضى الآلامَ والموتَ المُذِلَّ على الصليب فداءً عن الجميع، وصالح اللهَ
مع البشر أجمعين، وأصبح هو الغفران الذي يغسل خطيئة كلّ إنسان يتوب إلى ربّه.



البشر يموتونَ ولن يقوموا إلاّ في آخر الأزمنة، أما يسوعُ
فمات
ليقومَ في اليوم الثالث كما جاء في الكتب، ولكي تولدَ
البشريةُ الجديدة، المتمثّلةُ بالكنيسة، التي هي المسيحُ الكلّي أو المسيحُ
السرّي، بالنسبة إلى المسيح التاريخي. مات لنقوم نحن به لحياة جديدة.
لقد شبّه هذا السرَّ "بحبّة الحنطة التي تقع في الأرض وتموت فتعطي ثمراً
كثيراً"(يو12: 24). وهكذا أصبح الموتُ والقيامة نهجَ حياةٍ
لكلّ إنسان
، على كلٍّ من المستوى الروحي والاجتماعي، العائلي
والوطني. أصبحت كلُّ آلامِ البشر آلامَ مخاضٍ من أجل ولادةِ حياةٍ جديدة وواقعٍ
جديد. هكذا نتطلّع إلى آلامِنا الشخصية والاجتماعية والوطنية. وكم ردّدنا عن
شهدائنا أنّهم "ماتوا لنحيا".



6. قيامة يسوع
تختلف أيضًا عن قيامة الموتى
الذين أعادهم هو إلى الحياة،
كآياتٍ إستباقيّة لقيامتِه العتيدة. نذكر قيامةَ الشابّ إبنِ أرملة نائين(لو7:
11-17)، والصبيةِ إبنةِ يائيرس(مر5: 22: 24؛ 35-43)، ولعازر شقيقِ مرتا ومريم من
بيت عنيا (يو11: 1-44). هؤلاء أعادهم يسوعُ إلى
حياتهم البيولوجية العادية السابقة، ثمّ ماتوا من جديد بعد زمنٍ معيّن. أمّا قيامةُ
يسوع
من بين الأموات فكانت خروجاً نحو حياةٍ جديدة
بكلّيَّتِها، لا تخضعُ بَعدَ الآن لشريعةِ الموتِ والصيرورة. إنّها حالةُ تخطٍّ
للمكانِ والزمان والمادّة، وحضورٌ إلهيٌّ دائمٌ في تاريخ البشر ليقودَه إلى
نهايته، وفي حياةِ كلّ إنسان ليقودَه إلى ذاته وإلى مصيره الأخير. لقد وضَعَنَا،
نحن البشر، في حالةِ قيامة. وفي كلّ مرّةٍ نكونُ مصلوبين، فإنّنا
قياميّون
.



لقد خَتَمَنا في المعمودية
بختمِ الموتِ والقيامة
،
روحيّاً وحسّياً ومعنويّاً، على ما قال بولسُ الرسول: "لقد دُفنّا مع المسيح
بالمعموديّةِ للموت، حتّى إنّنا، كما أُقيمَ المسيحُ من بين الأموات بمجدِ
الآب، كذلك نسلُكُ نحن أيضًا في جِدَّةِ الحياة. لأنّا اتّحدنا معه بشبهِ موته،
نصيرُ أيضًا بشبه قيامتِه، عالمين أنّ إنساننا العتيقَ قد صُلبَ معه، لكي يتلاشى
جسدُ الخطيئة، بحيث لا نُستعبَدُ بَعْدُ للخطيئة، لأنّ الذي يموت يتحرّرُ من
الخطيئة(روم6: 4-7).



7. لقد علَّمنا يسوعُ المسيح،
بتجسّدِه وموتِه وقيامته، أنّ للإنسان قيمةٌ مُطلقة عند الله،
لأنّ اللهَ خلقه على صورته ومثاله، لكي يعكُسَ وجهَه غيرَ المنظور، وابنَ الله
يسوع المسيح افتداه بدمه الزّكيّ على الصليب، والروحَ القدس جعلَه هيكلاً
مُقدّسًا. لذا كان الإنسانُ، كلُّ إنسان، طريقَ المسيح، إذ من أجله
تجسّدَ وهو ابن الله، واحتملَ الآلام ومات على الصليب وقام من بين الأموات. وجعله طريقَ
الكنيسة وغايةَ رسالتها
، فهي تتنبّه لما يُهدّدُ الانسان من
أخطار، وترفع الصوت عاليًا للدفاع عنه، ولإعطاءِ صوتٍ لمن لا صوت لهم(يوحنّا بولس
الثانين فادي الانسان، 14). إنّ ما نشهدُه من تحقيرٍ لكرامة
الإنسان عندنا وفي بلدان الشرق الأوسط، ومن اعتداءٍ على حياته وقتله وتعذيبه
وتهجيره وتشريده وتجويعه وحرمانه حقوقه الأساسيّة، ومن تلاعب بمصير أجيالنا
الطّالعة، إنّما يشكّل جرمًا فظيعًا ضدّ الإنسانيّة.



إنّ السلطة
السياسيّة
، التي وُجدت لخدمة الانسان المواطن والخير العام، في ما
يختصّ بالشؤون الاقتصاديّة والاجتماعيّة والتشريعيّة والإجرائية والإدارية
والقضائيّة، مُلزَمة بتوجيه كلّ نشاطاتها إلى تعزيز إنماء الشخص البشري وكرامته
وحقوقه الأساسيّة المرتكزة على الشريعتَين الإلهيّة والطبيعية المكتوبة في قلب
الإنسان. وليدرك أصحاب السلطة السياسيّة أنهم، على ما يقول بولس الرسول
"خدّام الله للشعب وللخير"(روم13: 4).



8. وفيما نُقدّم أطيبَ التهاني بالعيد
مع أخلص التمنّيات لكم، فخامة الرئيس وللسيّدة اللبنانيّة الأولى،
ولجميع الحاضرين، ومن خلالكم لكلّ اللبنانيّين عامة والمسيحيّين خاصّة المتواجدين
في بلدان المشرق وعالم الانتشار، نتذكّر موت المسيح الفادي وقيامته من بين الأموات
من اجل كلّ إنسان، مُدركين أنّ سرّ الموت والقيامة أصبح نهج كلّ مسؤول. فهو مدعوٌ
لأن "يموت" عن مصالحه وحساباته الخاصّة، "ويقوم"
لحياة التفاني والبذل والعطاء، من أجل "قيامة" الوطن
والمواطنين.
وعلى هذاالاساس نتبادل تحية الفصح: المسيح قام!
حقًّا قام! آمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
زينيت / العالم من روما / النشرة اليومية - 31 مارس 2013
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: من نتاجات From Syriac Member outcomes :: منتدى / القسم الديني FORUM / RELIGIONS DEPARTMENT-
انتقل الى: