الخلايا الجذعية:
الدعم "المتفائل" للكنيسة لبحث "متميز" ويحترم الإنسانبقلم آن كوريان
روما, 10 ابريل 2013 (زينيت) - أعلن المطران ترافني أن الكنيسة توجه
رسالة "إيجابية، ومشجعة، ومتفائلة" لبحث "أخلاقي مهم"
و"متميز" يحترم "القيم الأخلاقية لحماية حياة الإنسان
وكرامته." قدم المطران ترافني من القسم العلمي
للمجلس الحبري للثقافة في 9 أبريل 2013 المؤتمر الدولي بعنوان :"الطب
التجديدي: تغيير جذري في العلم والثقافة"، الذي سيعقد في الفاتيكان من 11 الى
13 أبريل.
شدد المطران على أن هذا المؤتمر هو
جزء من مشروع تطور على مر السنين: يجب أولا "الفهم- المعرفة- الدراسة"
لاستيعاب القضايا الثقافية الحالية للبحث، ومن ثم، وبحسب المعنيين بهذا المشروع،
تأتي "الترجمة- والتشكيل- والنشر" لأن العلم الحديث دائما ما يظهر
"ضيّقًا أمام الذين لا يملكون الخبرة."
أخيرًا، تمنى المجلس الحبري أن يكون
التزامه ملموسًا أكثر أي "التأثير على المجتمع ثقافيًّا." كذلك تدعو
الكنيسة الى "توحيد الجهود" لدعم "المبادرات القيمة والتي تعود على
البشرية بفائدة كبيرة" من خلال "التأثير على مستقبل البحوث، والثقافة،
ورؤية الإنسان."
***
نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة
زينيت العالمية
فرنسا: تجمع شبابي للمطالبة بالحرية
الدينية في 12 أبريل 2013باريس, 10 ابريل 2013 (زينيت) - "أكثر من 200 مليون مسيحي الى
اليوم، لا يستطيعون عيش إيمانهم بحرية": للتنديد بهذا الانتهاك لحقوق
الإنسان، سيشارك أكثر من 500 شاب في تجمع ضخم، يوم الجمعة 12 أبريل عند الساعة
الخامسة إلا ربعًا أمام كاتدرائية نوتردام في باريس. تم تنظيم هذا الحدث بمبادرة من مؤسسة
"عون الكنيسة المتألمة" في إطار "ليلة الشهود." وبعد التجمع،
سيشارك الشباب بأمسية شهادات نُظمت مع شخصيات من العالم أجمع: يتضمن البرنامج
قداسًا عند الساعة السادسة والنصف تليه أمسية عند الساعة الثامنة "لتكريم
شهداء الإيمان، والكهنة، والراهبات، والرهبان، والعلمانيين المرسلين الذين فقدوا
حياتهم في سبيل المسيح في العام الماضي."
أما الذين سيعطون شهادتهم فهم من
نيجيريا، وسوريا، وكوبا، ولاوس. هذا وسيحضر كل من الكاردينال جون أونايكان وهو
رئيس أساقفة أبوجا، والبطريرك يوسف الثالث يونان، بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية.
***
نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة
زينيت العالمية
السيّد نيكولاس شنايدر في الفاتيكان بعثة الكنيسة الإنجيليّة في ألمانيابقلم بياتريس طعمة
روما, 10 ابريل 2013 (زينيت) - استقبل البابا فرنسيس في الفاتيكان
السيّد نيكولاس شنايدر وهو رئيس الكنيسة الإنجيليّة في ألمانيا وعقيلته والبعثة
الإنجيليّة يوم الإثنين ٨ أبريل. أمّا اللقاء فجرى في جوّ ودّي وكان
مثمرًا وله وقعٌ مهمّ لما تحمله هذا السدّة البطرسيّة من وجهة مسكونيّة.
وعبّر نيكولاس شنايدر عن إعجابه باسم
فرنسيس الذي اختاره البابا إذ إنّه اسم قدّيس لمسَ المسيحيّين جميعًا.
كما أعرب رئيس الكنيسة الإنجيليّة عن
قلقه تجاه ضحايا الفيضانات الأخيرة في الأرجنتين، يومي ٢ و٣ أبريل.
وتركّزت المناقشات على قيمة
"الحركة المسكونية للشهداء" التي يعطيها البابا أهمية خاصة ويُعنى
بها أن دماء الشهداء "توحّد بعمق مختلف الطوائف المسيحية في شهادة
مشتركة للمسيح".
وقد تطرّق نيكولاس شنايدر إلى
الذكرى ٥٠٠ لسنة الإصلاح (٢٠١٧) فردّ البابا فرنسيس بكلمات من عظة تاريخيّة
لبندكتس كان قد ألقاها في سبتمبر في ألمانيا٢٠١١ قال فيها إنّ الحاجة إلى
الحركة المسكونية هوأمر ضروري جدًّا.
حلة جديدة للنيابة البطريركية في عمان
الأردن, 10 ابريل 2013 (البطريركية اللاتينية في القدس) - بعد انقضاء
أحد عشر شهرا من كانون الأول 2011 إلى تشرين الأول 2012، لبست النيابة البطريركية
في عمان حلة جديدة بفضل المساندة المالية من الرئيس الأعلى لجمعية فرسان القبر
المقدس. إنها مكان سكنى النائب البطريركي المساعد كما أنها أيضا للبطريرك من وقت
لآخر، ولراهبتا الوردية وست موظفين. كان المبنى الذي يعود تشييده إلى القرن
العشرين بحاجة ماسة لأعمال الترميم. كان مبنى النيابة البطريركية في عمان
قد أنشئ في مستهل القرن الماضي واستضاف خمس نواب بطريركيين وهم المونسنيور زيتون،
والمونسنيور لياندر، والمونسنيور نعمة السمعان، والمونسنيور سليم الصايغ ومنذ
الثاني عشر من كانون الثاني 2012، المونسنيور مارون لحام. صرح مهندس البطريركية
اللاتينية “أن المبنى لم يحظ بأية أعمال ترميم قط، ولم يعد عمليا ولا يفي
باحتياجات العاملين فيه”.
استغرقت أعمال الترميم الكامل
11 شهرا
بفضل هبة جمعية فرسان القبر المقدس،
بدأت أعمال الترميم في شهر كانون الأول 2011 وأنجزت في تشرين الأول 2012. لقد شملت
كل أقسام المبنى والبستان.
كنيسة تنمو رغم التحديين
الكبيرين
إن عدد المسيحيين في الأردن يبلغ
200000 نسمة نصفهم من الكاثوليك. قرابة 30000 يتبعون الطقس اللاتيني، وهم موزعون
في 35 رعية. واليوم، هذا العدد “في ازدياد” وفقا لتصريح النائب البطريركي، سيادة
المطران لحام. الطائفة اللاتينية تضم منذ سنوات الآلاف من المهاجرين، لا سيما
الفيليبينيين والسريلانكيين منهم.
واليوم، يقول الأسقف المساعد في عمان،
إن الكنيسة في الأردن تقف أمام اثنين من التحديات الكبيرة “تداعيات الأزمة السورية
والاتجاه نحو الديمقراطية”. الأردن بإمكانياته المحدودة، يحاول مواجهة نزوح
اللاجئين السوريين إليه. يستضيف 380000 لاجئ، بعضهم مسيحيون. نظرا لتدفق اللاجئين
هذا والأوضاع الصعبة في المخيمات بسبب فصل الشتاء القاسي، فتحت البطريركية في شهر
كانون الثاني عددا من الكنائس والصالات الراعوية وأيضا مركز سيدة السلام في عمان.
إضافة إلى هذه الأوضاع الصعبة التي
تثقل كاهل الوطن، الجميع يعرف بأنه مهما تكن نهاية الأزمة السورية فإنها ستخلف
الأثر الكبير على التوازن الجغرافي السياسي في الأردن. لذا فإن التحدي الرئيسي
للكنيسة في الأردن، برأي الأسقف لحام، يكمن في مرافقة الوطن في تدرجه نحو
الديمقراطية.
عن تقرير أميلي ده لاهوغ
بياناتالبيان الختامي لاجتماع اللجنة
التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط الوجود المسيحي في الشرق الأوسط متأصل ومتجذر في هذه الارضبيروت, 10 ابريل 2013 (زينيت) - بتاريخ الثامن والتاسع من شهر نيسان
(آبريل) 2013 التقت اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط في اجتماعها الدوري
بمركز كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا في انطلياس، بحضور جميع أعضاء
اللجنة التنفيذية. ترآس الاجتماع قداسة كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت
كيليكياآرام الاول، وحضر الأمين العام سيادة المطران بولس روحانا. ودرس المجتمعون المواضيع المدرجة على
جدول الاعمال والتي تناولت مختلف البرامج والنشاطات التي يقوم بها المجلس، واستمعت
الى تقرير الأمين العام وتقارير المكاتب الإقليمية والمسؤولين عن البرامج والتي
تضمنت الهيكلية الجديدة للمجلس، وشهادات عن الاوضاع الراهنة في المنطقة ولاسيما في
مصر والأردن وسوريا وقبرص، والمستجدات على صعيد الآمانة العامة واللجان، واقتراحات
المجتمعين والمشاركين ولاسيما الوضع المالي للمجلس والشؤون الادارية والرؤى
المستقبلية.
أكد المجتمعون انّ الوجود المسيحي في
الشرق الأوسط متأصل ومتجذر في هذه الارض، والمسيحيون قدّموا للمنطقة وللعالم احسن
النماذج للعيش المشترك والاحترام المتبادل والتفاعل بين المواطنين وقبول الآخر،
وأن القيم المسيحية تنشد السلام والمحبة، والانفتاح ووجوب ممارستها على الصعد
كافة. تبدي اللجنة قلقها ممّا يحدث، في دول المنطقة وعلى صعيد الظروف الصعبة التي
تمر بها، وتدعو المسيحيين الى البقاء في هذه الأرضالمقدسة كشهادة للحضور المسيحي
والتمسك بالقيم والأخلاق والتعاليم السماوية وحقوق الانسان، وأكدوا على ان القيامة
هي علامة الرجاء ليس للمسيحيين فقط وانما لكل ابناء هذا الشرق التواقين الى كرامة
وحرية الانسان.
ودعت اللجنة الى التضامن مع كل
المواطنين لاسيما شركائنا المسلمين في الوطن، الذين نتقاسم تاريخا مشتركًا ونبني
معهم مستقبل أجيالنا في هذه المنطقة لا بل في العالم. واكد المجتمعون على واجب
الدولة بحماية كل مواطنيها دون تمييز وتفعيل المواطنة الكاملة، وتوفير الأمن لهم
وكذلك حرية ممارسة الشعائر الدينية وحقوق الانسان وكذلك تؤكد على واجب جميع
الاطرافنبذ العنف والقمع والتعصب الديني الذي من شأنه بث روح التفرقة والحض على
الاعتداء على حياة الناس، والتسليم بأن الحوار هو السبيل الوحيد لحل كل مشاكل
المنطقة، وليس بالعنف والدمار، واراقة الدماء وتؤكد على ما دعا اليه قداسة البابا
فرنسيس، ورؤساء الكنائس في الشرق وأصحاب الارادات الحسنة بانه يجب اعتماد الحوار
كطريق وحيد لنشر العدل والطمأنينة والسلام.
وهنأ المجتمعون قادة الكنائس الجدد
المنتخببن بالمسؤوليات المسندة اليهم ولاسيما قداسة البابا فرنسيس ورئيس اساقفة
كنتربري جاستن ويلبي وقداسة البابا تاوضروس الثاني، بطريرك الكرازة المرقسية
للأقباط الأرثوذكس والبطريرك الانطاكي يوحنا العاشر اليازجي، بطريرك أنطاكية للروم
الأرثوذكس والبطريرك لويس روفائيل الاول ساكو بطريرك الكلدان، والبطريرك ابراهيم
اسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك. وناقشت اللجنة موضوع استقالة الأمين العام المطران
بولس روحانا بعد انتخابه مطرانا على نيابة صربا البطركية، وتم قبولها بعد الموافقة
على تسميته امينًا عامًا فخريًا للمجلس وقد تم تعيين الأب ميشال جلخ الأنطوني
قائماً بأعمال الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط. وشكر المجتمعون قداسة
الكاثوليكوس آرام الأول لاستضافته اللجنة للتنفيذية.
عظات"هاءَنَذا معكم" ! عظة المطران بطرس مراياتي، رئيس أساقفة حلب وتوابعها للأرمن
الكاثوليك في عيد الفصح المجيد، 31 آذار 2013 - كنيسة الصليب المقدَّس بحلبحلب, 10 ابريل 2013 (زينيت) - بعد قيامة يسوع ذهب التلاميذ الأحد عشر
إلى الجبل في الجليل، كما أمرهم. وهناك دنا منهم وكلّمهم قال: "إنّي
أُوليتُ كلّ سُلطان في السماء والأرض. فاذهبوا وتلمذوا جميع الأُمم، وعمّدوهم باسم
الآب والابن والروح القُدُس، وعلّموهم أن يحفظوا كلّ ما أوصيتكم به، وهاءَنَذا
معكم طوال الأيّام إلى نهاية العالَم" (متّى 28/16-20). بهذه الكلمات يختتم متّى الرسول
إنجيله. في الجليل تنتهي رسالة المسيح، كما بدأت قبل ثلاث سنوات. ومن الجليل تبدأ
رسالة الرُسُل، كما أرادها يسوع القائم من بين الأموات.
يأتي هذا الترائي ضمن سلسلة الترائيات
التي ظهر فيها يسوع لتلاميذه في أُورشليم وعلى شاطئ بحيرة طبريَّة وفي عِمّاوس...
وهذا دليل واضح وبرهان ساطع على أنّ المسيح حيّ، وقد أقامه الله وأنقذه من أهوال
الموت، فما كان ليبقى رهينها. فإنّ داود النبيّ "رأى من قبلُ
قيامة المسيح وتكلّم عليها فقال: لم يُترَك في مثوى الأموات، ولا نال من جسده
الفساد" (أعمال 2/31).
ألم يؤكّد هذه الحقيقة الملاكان عند
فجر يوم الأحد، لمّا جاءت حاملات الطيب إلى القبر فوجدنَ الحجر قد دُحرج والمكان
فارغ: "لماذا تبحثنَ عن الحيّ بين الأموات؟ إنّه ليس ههنا، بل قام"
(لوقا 24/5-6)؟
إعلان البُشرى
هذه هي الرسالة التي سلّمها يسوع
الحيّ إلى تلاميذه: أن "يعلنوا البشارة إلى الخلق أجمعين"
(مرقس 16/15).
وهذا ما قاموا به فعلاً بعد أن
امتلؤوا من الروح القُدُس: "إنّ يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم قد جعله
الله ربّاً ومسيحاً" (أعمال 2/36). "فلا خلاص
بأحدٍ غيره، لأنّه ما من اسم آخَر تحت السماء أُطلق على أحد الناس ننال به الخلاص"
(أعمال 4/12).
وراح الرُسُل يعلنون كلمة الله بجرأة.
وانضمّ إليهم متّيّا وبرنابا وإسطفانُس وبولس وسيلا ومرقس ولوقا وغيرهم كثيرون.
"وكان الربّ كلّ يوم يضمّ إلى الجماعة أولئك الذين ينالون الخلاص"
(أعمال 2/47).
وانتقلت البُشرى إلى دمشق وأنطاكية
وآسيا الصغرى حتّى روما. وآمن عدد كبير من اليهود والوثنيّين. وأُطلق على أتباع
المسيح الجُدُد اسم "مسيحيّين". كما وصلت البشارة إلى الهند شرقاً
مروراً ببلاد الرافدين وأرمينيا. وكذلك وصلت إلى الجنوب في بلاد الحبشة مروراً
بمصر والجزيرة العربيَّة واليمن... وأُعلنت باسم المسيح التوبة وغفران الخطايا لجميع
الأُمم في أُورُبّا وإفريقيا وآسيا وأوقيانيا. وعند اكتشاف الأمريكتين وصلت
البشارة إلى أقاصي الأرض، كما أراد المسيح القائم من بين الأموات.
وكلام البشارة الذي بشّروا به هو كلام
الإيمان، بحسب قول بولس الرسول: "فإذا شهدتَ بفمك أنّ يسوع ربّ، وآمنت
بقلبك أنّ الله أقامه من بين الأموات، نلتَ الخلاص" (رومة
10/9).
في هذا العام المكرَّس
"للإيمان" كلّنا مدعوّون لتجديد الإعلان بالبُشرى الأُولى، أيّ بإنجيل
ربّنا يسوع المسيح الحيّ، القائم من بين الأموات بعد أن اعترى مُعلنيها، عبر
العصور، الفتور والتقاعس واللامبالاة.
فعيد القيامة مناسبة لتنبعث فينا
الحَميَّة فنغدو "منادين" بإنجيل التوبة لمغفرة الخطايا، "في وقته
وفي غير وقته". "والويل لنا إن لم نبشِّر" (راجع 1قورنتُس 9/16)،
كما يقول بولس الرسول.
ولا يعني الإعلان بالبشارة أن نكون
خطباء مفوَّهين أو مرسَلين متمرِّسين، بل يكفينا أن نكون شهوداً للإنجيل، أينما
وُجدنا، بمَثَلنا الصالح وسيرتنا الحسنة ومحبّتنا اللامحدودة، و"رائحتنا
الذكيَّة" التي تفوح من عبق الميرون الذي تكرَّسْنا به يوم العماد، بفعل
الروح القُدُس.
نحن لا نستطيع السكوت عن ذِكر ما
رأيناه وما سمعناه ( راجع أعمال 4/20) وما آمنّا به "من كلمة الحياة".
وإنّ كلّ مَن يؤمن ينال المعموديَّة باسم الآب والابن والروح القُدُس، كما أوصى
يسوع بعد قيامته. فإنّ الأسرار مرتبطة بعضها ببعض ارتباطاً عضويّاً، وبخاصّة أسرار
القيامة والإيمان والمعموديَّة. كما يشرح بولس الرسول: "ذلك أنّكم
دُفنتم معه بالمعموديَّة وبها أيضاً أُقمتم معه، لأنّكم آمنتم بقدرة الله الذي
أقامه من بين الأموات" (قولسّي 2/12).
ولذلك، جاءت المعموديَّة ثمرةً
للإيمان بالقيامة، وطريقاً للتوبة، وعهداً لقبول كلام الربّ، ووعداً للحفاظ على
وصاياه. فأصبحت أبواب السماء مشرعة لكلّ مَن يقبل الخلاص بصليب المسيح وقيامته
فيدخل الملكوت "المُعَدّ منذ إنشاء العالَم".
طوال الأيّام
ما يشدّ الانتباه في كلمات يسوع
القائم من بين الأموات، يوم أرسل تلاميذه لإعلان البُشرى بين جميع الأُمم، أنّه
قال: "هاءَنَذا معكم طوال الأيّام إلى نهاية العالَم".
هذه ضمانة ما بعدها ضمانة في أنّه حيّ
إلى الأبد، وسيبقى معنا "كلّ يوم" حتّى انقضاء الدهر.
هو معنا بروحه القُدُّوس المُحْيي
الذي يرشدنا إلى الحقّ.
هو معنا بعجائبه وأحداث حياته
المدوَّنة في إنجيل.
هو معنا بكلامه وتعاليمه المتناقلة
عبر الأجيال.
هو معنا بكنيسته المبنيَّة على صخرة
الإيمان.
هو معنا بجسده ودمه المرفوعين قرباناً
مقدَّساً على المذابح.
هو معنا اليوم، وغداً، وإلى الأبد.
ولكنْ، رُبّ قائل يقول في هذه الأيّام
الصعبة المأسويَّة التي نشهدها:
"كيف يكون الربّ معنا، ونحن
نتعرّض للقتل والخطف والظلم والنـزوح؟
كيف يسير الربّ معنا، ونحن ضللنا
الطريق كخراف لا راعي لها؟
كيف يقيم الربّ معنا، ونحن نعاني
الحرمان والتهجير والعنف والتدمير؟
كيف نؤكّد أنّ الربّ معنا، ونحن نرزح
تحت وطأة الإحباط واليأس والخوف والشكّ؟
أتُراه تركنا وتخلّى عنا؟!".
يشبه حالنا اليوم حال مريم ومرتا لمّا
أُصيبتا بكارثة موت أخيهما لعازَر، صديق يسوع. فاسودّت الدُنيا في أعينهما،
وانهارت ركيزة بيتهما فبقيتا بلا سند أو معيل.
ولمّا سمع يسوع بموت صديقه عاد إلى
بيت عنيا، قرية لعازَر، بعد مرور أربعة أيّام. فخرجت مرتا لاستقباله وقالت ليسوع
معاتبة باكية شاكية: "يا ربّ، لو كنتَ ههنا لما مات أخي. ولكنّي ما زلت
أعلم أنّ كلّ ما تسأل الله، فإنّه يعطيك إيّاه". ولحقت بها
مريم وارتمت على قدمَي يسوع وقالت له، بدَورها، ناحبة مستجدية: "يا ربّ، لو
كنتَ ههنا لما مات أخي" (يوحنّا 11/1-45).
وها نحن اليوم نقول مع مرتا ومريم،
شاكين باكين: يا ربّ، لو كنتَ معنا لما شُرّدت عائلاتنا ودُمّرت بيوتنا وهُجّر
أولادنا وأُغلقت مدارسنا. ولما أظلمت الدُنيا في عيوننا وانطفأ السراج في كنائسنا.
يا ربّ، لو كنتَ معنا لما حلّت بنا هذه المصائب وخسرنا كلّ ما جنيناه! ولكنّنا ما
زلنا نعلم أنّ كلّ ما تسأل الله، فالله يعطيك إيّاه.
ويجيبنا يسوع: "أنا القيامة
والحياة، مَن آمن بي، وإن مات، فسيحيا. وكلّ مَن يحيا ويؤمن بي لن يموت للأبد.
أتؤمنون بهذا؟".
علّنا نقول مع مرتا: "نعم، يا
ربّ، إنّي أؤمن بأنّك المسيح ابن الله، الآتي إلى العالَم".
وكانت المعجزة! فأقام لعازَر من القبر
بعد أربعة أيّام، فآمن به كثير من الحاضرين.
وكانت المقدّمة لقيامته الشخصيَّة من
القبر بعد ثلاثة أيّام، آية الآيات، فليس للموت عليه من سُلطان.
إنّه إيماننا الراسخ بقيامة يسوع.
وبأنّه قيامتنا بعد الموت. وبأنّه قيامتنا في هذه الحياة. فنتغلّب معه على آلام
الصليب الجسديَّة، ونتسامى معه فوق جراح العذابات النَفْسيَّة، وننهض معه من قبور
أزماتنا الاجتماعيَّة.
دعاء
أنقذنا، يا ربّ، من الموت، يا مَن
أنتَ "القيامة والحياة"، كما أقمتَ لعازَر من القبر، فنقوم، بدَورنا،
إلى حياة جديدة.
نجّنا، يا ربّ، من ظلام الشرّ، كما
أشرق نُور قيامتك عند فجر الأحد، فاستنارت البصائر والضمائر.
ارفع عنّا، يا ربّ، حجر الظلم والحقد
الرابض على صدورنا، كما دحرجت الحجر عن باب القبر، لتعود إلينا أنفاس الحرّيَّة
والكرامة والعدالة في مصالحة شاملة وتسامح أخويّ.
أبعد عنّا، يا ربّ، كأس المرارة التي
نذوقها كلّ يوم. ولكنْ، لا كما نحن نشاء، بل كما أنتَ تشاء!
نَفْسُنا حزينة حتّى الموت، يا ربّ.
مَن لنا سواك يُنهضنا من تحت وطأة الصليب ويقيمنا معه من دركات الموت؟
إنّك على كلّ شيء قدير، يا ربّ، وتعرف
"أنّ الروح مندفع وأمّا الجسد فضعيف" (متّى 26/41).
زدنا إيماناً، يا ربّ، وقوِّ إرادتنا
لكي نسهر ونصلّي فلا نقع في تجربة.
تعالَ وامشِ معنا، يا ربّ، وامكث
عندنا، ليتّقد قلبنا، ويزول اكتئابنا، وتنقشع الغشاوة عن عيوننا، فنعرفك عند كَسْر
الخبز.
عليك اتّكلنا، يا ربّ. والاعتصام بك
خير من الاتّكال على البَشَر. فلا تردّنا خائبين، يا ربّ، ولا تهملنا، يا أرحم
الراحمين. آمين.
كنيسة
الصليب المقدَّس بحلب
عيد
الفصح المجيد، 31 آذار2013
المطران
بطرس مراياتي
رئيس أساقفة حلب وتوابعها
للأرمن الكاثوليك
تأملاتثقب إبرة بقلم سها بطرس قوجا
بغداد, 10 ابريل 2013 (زينيت) - ثقب إبرة أكيد كل شخص يعرف حجمهُ، ولكن
ليس كل واحدٍ يعرف أهمية وصفهِ في أمور دقيقة حياتية. ذُكر في الكتاب المقدس
(الإنجيل) في قول يسوع المسيح:" مرور الجمل من ثقب الإبرة أسهل بكثير من دخول
الغني ملكوت الله" (مت 19: 24)، وهناك حكمة صينية تقول:" أنظر إلى السماء
من ثقب إبرة". ونحن نقول أنظر لكل شيءٍ في حياتك من خلال ذاك الثقب الصغير،
لكي ترى من خلالها كل شيءٍ كبيرٍ دقيقًا ومضبوطًا. هي جميعها دعوات
تدعو إلى نبذ الأمور الدنيوية والتمسك بالحياة الآخرة، الحياة الغنية بمحبة الله
وتوبتهِ وغفرانهِ، وأيضًا دعوة إلى الأمل والتواصل والتفاؤل والتخلص من كل يأس
وهمّ وظلمة، هي نداء للحذر من تكالب الخطوات في متاهات الحياة من خلال الانشغال
بالمال وجمعهِ بشتى الأساليب، هي دعوة جميلة للبحث عن نافذة حتى لو كانت صغيرة
بصغر ثقب الإبرة، ليطل منها على شروق جديد وخيط أمل يتمسك به، هي دعوة لتذكر الذات
وعدم نسيانها! المال نعم ضروري لتسيير أمور حياتنا، هو وسيلة وليس غاية وقيدًا
وأسلاك شائكة تفصل الذات عن الجسد وعن الآخرين وتضيعها في متاهات وأزقة
الحياة.يقول:" كثقب إبرة أرى الدنيا الآن وأضيق مما تتصورون وتتخيلون، تهتُ،
ابتعدت، خسرت، ضيعتُ، شوهتُ، خذلتُ وخُذلت كثيرًا وبعدها خرجت من كل شيءٍ كانَ بلا
شيءٍ يكون، وثقت بالجميع وأحسنتُ ظني بهم بلا حدود، وعلى غفلة فقدت الثقة ومعها
فقدت ذاتي! أنها لخسارة كبيرة حين تحسُّ أنكَ مجرد آلة كلما تباطأت في حركتها تدهن
بالزيت، تمامًا كالجوع عندما يحل يسد رمقهُ بلقمةٍ! لازلت أبحث عن ذاتي التي
تركتني في غفلة من الزمن، فهل من الممكن أن نتلاقى حتى ولو صدفة أنا وهي، أم هي
ماضية في طرقاتها بعيدًا عني، بسببي أنا؟!".فجأة تشعر بأنك أنتَ لست أنت،
وكلماتك ليست ملكك، ومجهودك ليس من عملك، وخطواتك تاهتْ منك، تنظر لنفسك في المرآة
تلمح إنسانًا آخر، تبحث في أعماقك تجد شخصًا آخر يسكنك! أين أنتَ من نفسك، لا
تعرف؟! ترى ما الذي جعلك ترى الحياة بوسعها كثقب إبرة صغير؟! من جعلك تنسى ذاتك
وتتخبط في طرقات الحياة وحيدًا؟! من جعلك تعيش الاغتراب مع النفس والغفلة عن
الحياة؟! من الذي جعلك تتمنى أن تجتمع بذاتك مُجددًا؟! بالتأكيد تكون أنت نفسك
السبب الرئيسي لكل هذا، إن لم يكنْ هنالك من سلب إرادتك وجعلك تعيش الأغتراب
والغياب عن الحياة وأنت حيٌّ! ما نفع العالم لو ربح الإنسان كل
شيءٍ فيه وخسر نفسه! كل شخص مُحبًا لأمور الدنيا وللمال، يجعل من نفسهِ وفكرهِ
عبدًا لهما، مُسيرًا بهما، مكبلاً بأغلالهما، سالكًا طرقاتهم! وبالرغم من كل ما
يملك ألا أنهُ يعيش الفراغ مع نفسهِ والضياع وفقدان طعم الأشياء ومعناها! هي ليست
دعوة لنبذ المال أو الاستغناء عنهُ كليًا، بل التعريف بأنهُ ليس كل شيءٍ بالحياة،
وليست لهُ تلك الأولوية التي البعض يترك كل شيء في حياتهِ حتى أقرب المُقربين
إليهِ، مُتمسكًا به. الحياة أجمل وأبسط من ذلك إذا عرف طبعًا كل واحدٍ كيف يجعلها
بسيطة ببساطة روحهِ وجماليتهِ. عش الحياة دون تفكير وسبق أحداث للغد،
كل يوم لهُ تدبيرهُ وكل ساعة لها دقائقها، لا تستعجل ولا تركض في سنينك دون راحةٍ،
أشعر بروعة يومكَ، وفكر بعمق بذاتك التي هي بحاجة لك أكثر، هي من تجعلك إنسانًا
يعرف ويحسّ بقدرهِ! خصص لها كل يوم بضع دقائق لتتحدث معها وتُجالسها وتحتسي معها
فنجان قهوة على كرسي في حديقتك أو تحت ظل شجرة خضراء تتطاير من بين وريقاتها
نسيمات هواء رطبة، وتغردّ على أغصانها الطيور أنشودة الأمل والتفاؤل والحياة. وجه
نظرك للسماء والى الغيوم التي تتحرك في فضائها لتعلم وتدرك أن الحياة نبض دافئ
مُتدفق بأجمل المشاعر الإنسانية، وليس صخر تقع عليك تحطمك، عطر أنفاسك بأريج
الزهور لتبتسم ابتسامة ملئ فمك نابعّة من بين ثنايا أعماقك لكل ما هو موجود
بالحياة، والذي أنتَ هو أحد هذه الموجودات.