الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: ∲ قصيــــدة : مهـــلاً ياقلبي ... ∲ الجمعة 19 أبريل 2013 - 10:42
قصيدة : مهـلاً ياقلبي : للشّاعر الكبير / طاغـــــور ( الهنــــد ) ... *********** بين رفيقات لي كثيرات ، كنت وحيدةً منصرفة إلى أعمال البيت اليومية الغامضة . لِمَ اخترتني ، فاخرجتني من الملاذ الرطب ، ملاذ حياتنا المشتركة ؟ إن الحب المكتوم لحبٌ مقدسٌ ، إنه يتلألأ كجوهرة ، في غيهب القلب الخفي ويبدو على نور النهار الفاضح ، قاتماً جديراً بالشفقة . آه لقد مزقت شغاف قلبي ، وجررت حبي إلى بهرة الساحة المنفسحة ، محطماً إلى الأبد ، ركنه الظليل ، حيث كان يواري عشه . وتظل النساء الأخريات كما هن دوماً . لم ينفذ إنسان إلى أعماق ذواتهن وإنهن ليجهلن أنفسهن سرهنّ . إنهنّ يبتسمن في رقة ، يبكين ويثرثرن ويعملن ، ويقصدن المعبد ويشعلن مصابيحهن ويجلبن الماء من النهر. كنت أرجو لحبي الخلاص من خجله وهو يرتعش وليس ثمة من يحميه ، بيد أنك جعلت تشيح وجهك عني . أجل إن الطريق تمتد لاحبةً أمامك، ولكنك قطعت سبيل عودتي وتركتني عريانةً أمام الناس ، تحدّق إليّ عيونهم ، ليلَ ، نهار . ***** مهلاً . يا قلبي ، ليكن وقت الفراق عذباً . لا تدعه يصبح موتاً بل تتمة . ليحر الحب إلى ذكرى ، ولينقلب الألم إلى أغنيات . ليتناه الرفيف في السماء إلى إنطواء الأجنحة حول العش . لتكن آخر لمسةٍ من يديك رقيقة كزهرة الليل . توقفي أيتها النهاية الرائعة ، لحظة ، واذكري ، في صمت كلماتك الأخيرة . إنني أنحني لك وأرفع سراجي لأنير لك الطريق . *** تراه نداؤك الذي يوافي من جديد .؟ لقد أهلّ المساء ، وتشبث بي التعب كانه أذرع الحب الضارعة . أتنادينني ؟ لقد منحتك نهاري كله ، يا سيدتي القاسية ، أتريدين أن تنهبي مني ليلي أيضاً ؟ ومع هذا ، فإن لكل شيء نهاية، وإن عزلة الظلام هي ملك كل إنسان . ولكن ، أيجب على صوتك أن يمزقها ويلفحني ؟ أليس للمساء موسيقا نوم مهدهدة على بابك ؟ ألا تتسلق أجنحة النجوم الصامتة السماءَ فوق برجك الجبار ؟ ألا يتهاوى الزهر على تراب حديقتك في ميتة ناعمة ؟ ألا يتعين عليك أيتها القلقة أن تناديني ؟ دعي عيون الحب الحزينة تسهر وتذرف الدمعَ دون جدوى . دعي المصباح يشتعل في الدار الموحشة . دعي الزوارق ينقل الحراثين المكدودين إلى بيوتهم . إنني أهجر أحلامي وألبي نداءَك . *** - لِمَ انطفأ المصباح ؟ - لقد أحطته بمعطفي ، ليكون بمنجىً من الريح ، ولهذا فقد انطفأ المصباح . - لِمَ ذوت الزهرة ؟ - لقد شددتها إلى قلبي ، في شغف قلق ، ولهذا فقد ذوت الزهرة . - لِمَ نضب النهر ؟ - لقد وضعت سداً في مجراه لأفيد منه وحدي ، ولهذا فقد نضب النهر . - لمَ انقطع وتر المعزف ؟ - لقد حاولت أن أضرب عليه نغماً أعلى مما تطيقه قدرته ، ولهذا فقد انقطع وتر المعزف . *** أنا لا اظفر بالراحة . أنا ظامئ إلى الأشياء البعيدة المنال . إن روحي تهفو ، تواقةً ، إلى لمس طرف المدى المظلم . إيه أيها المجهول البعيد وراء الأفق ، يا للنداء الموجع المنساب من نايك . أنا أنسى ، أنسى دوماً أنني لا أملك جناحاً لأطير ، وأنني مقيد دوماً بهذا المكان . إنني متّقدُ الشوق ، يقظان ، أنا غريبٌ في أرضٍ عجيبة . إن زفراتك تتناهى إليّ ، لتهمس في أذني أملاً مستحيلاً . إن صوتك يعرفه قلبي كما لو كان قلبه . أيها المجهول البعيد ، يا للنداء الموجع المنساب من نايك ! أنا أنسى ، أنسى دوماً أنني لا أعرف الطريق وأنني لا أمتلك جواداً مجنحاً . أنا لا أظفر بالطمأنينة . أنا شارد ، أهيم في قلبي . في الضباب المشمس ، من الساعات الضجرة ، ما أبهى مرآك العظيم يتجلّى في زرقة السماء ! أيها المجهول البعيد ، يا للنداء الموجع المنساب من نايك ! إنني أنسى ، أنسى دوماً ، أن الأبواب كلّها موصدة في البيت الذي أفزع فيه إلى وحدتي . *احببت أشعاره فنقلتها لكم ارجو ان تعجبكم *