الإسلام والكنائس والإخوان

الإسلام والكنائس والإخوان

• 2013-04-19

عندما دخل عمر بن الخطاب القدس دعاه بطريركها
لأداء الصلاة في كنيسة القيامة، رفض عمر قائلا للبطريرك: أخشى ان يأتي بعدي من يقول
"هنا صلى عمر فتهدم الكنيسة ويبنى مكانها مسجدا". وكان لعمر ما اراد وصلى
قرب الكنيسة، حيث شيد لاحقا المسجد الاقصى في عين المكان الذي صلى فيه عمر.

وسنة 1963، زار الأب كيرللوس السادس العظيم
جمال عبد الناصر معربا عن رغبته في بناء مقر للكنيسة القبطية في القاهرة، كون مقرها
الاساسي هو في الاسكندرية ويتمنى ان يكون للاقباط كنيسة في القاهرة، وان يكون هذا المقر
على مستوى كاتدرائية. واوضح انه يطمع بالموافقة على امرين الاول هو بناء الكاتدرائية
والثاني السماح له بجمع التبرعات من الاقباط المهاجرين لتنفيذ المشروع.

لم يكتف العظيم عبد الناصر بالموافقة على
الطلبين، بل اضاف الى ذلك تبرع وزارة الاوقاف بمبلغ نصف مليون جنيه، بما لهذا الرقم
من اهمية في ذلك الحين، واعطى تعليماته الى الوزارة المختصة لتشييد الكنيسة على نفقة
القطاع العام، فكان ان كُلفت شركة النيل للخرسانة بتنفيذ المشروع من دون اي مقابل كونها
من شركات القطاع العام.

بتاريخ 24/7/1965 في العيد الثالث عشر لثورة
يوليو وضع العظيم الاب كيرللوس السادس حجر الاساس للكاتدرائية. وبعد مرور ثلاث سنوات،
بتاريخ 25/6/1968، تم افتتاح الكاتدرائية التي شيدت على شكل صليب وبضخامة تميزها عن
كافة الكاتدرائيات والكنائس المشيدة في الشرق الاوسط، حتى ذلك التاريخ، برعاية الرئيس
وحضور امبراطور الحبشة هيلا سيلاسي. هذه هي كاتدرائية العباسية التي تهاجم بالحجار
اليوم ويقتل من يحميها، ومن فيها، على يد من يدعون الاسلام والاخوة.

واكثر من ذلك، كان العظيم خلافا للاصول
الديموقراطية يحتفظ بحق تعيين عشرة نواب في مجلس الامة يعينهم من الاقباط خوفا من الانجراف
الديني وعدم نجاح العدد المناسب منهم نتيجة الجهل والتعصب.

أسأل بهذه الكلمة المتواضعة، الدكتور محمد
بديع، المرشد العام للاخوان، والدكتور محمد مرسي الرئيس الخارج من رحمهم، من هو المسلم
الحقيقي انتم ام عمر؟ انتم او من سعى الى بناء وطن لكل ابنائه، وليس لفئة دينية من
ابنائه فقط؟ من بنى الكاتدرائية في وسط القاهرة او من يهاجمها ويقتل من فيها؟ نناديكم
يا اخوان عودوا الى الاسلام، الى السلف الصالح، فأنتم لستم مسلمين اكثر من عمر ولا
من جمال. تخلوا عن حقدكم على العظيم عبد الناصر عودوا الى الامة الى ايلول 1970، فمن
هذا التاريخ بدأت المنطقة تتقهقر وتعود الى التعصب، هذا ما قاله قداسة البابا بينيديكتوس
السادس عشر سنة 2009 عند انتهاء زيارته للقدس، فما هو الحدث الذي حصل في ذلك التاريخ
واعتمده قداسته ليحدده لبدء التراجع؟ لا شك ان المقصود هو وفاة العظيم.

نناشدكم ونستحلفكم بالاسلام، وكتابه، عودوا
الى الاسلام والى الناصرية واستردوا مكانة مصر، فمصر القوية هي حامية العروبة ودولها.
عودوا الى زمن بناء الكاتدرائيات في الدول الاسلامية، كما فعل عبد الناصر، والى عصر
الصلاة بالقرب من الكنائس حفاظا عليها من المتعصبين، كما فعل عمر. عودوا الى اللاءات
الثلاثة، وهاجموا السفارة الاسرائيلية وليس الكاتدرائيات والكنائس.

كلمة اخيرة اقولها لكم، ان من حمى الرسول
الكريم من تعديات الرعاع واليهود وقدم له العنب لينعشه عند خروجه من مكة الى الطائف،
هربا من ظلم قريش في مكة كان يدعى عداس وهو مسيحي من نينوى في العراق، ولم يكن من الاخوان
المسلمين.

المحامي بسام أمين الحلبي