استقالة وزيرين وقصف مسجدين للسنة.. و’اجازة اجبارية’ لزيباريالعراق: مجزرة باقتحام اعتصام المعارضين للمالكي في الحويجة تنذر بـ'فتنة كبيرة'
April 23, 2013
بغداد ـ اف ب ـ يو بي اي: شهد العراق الثلاثاء موجة من العنف الدامي بين قواته العسكرية ومتظاهرين مناهضين لرئيس الوزراء قتل فيها 53 شخصا بينهم 13 عسكريا وتسببت باستقالة وزيرين من الحكومة المترنحة اصلا بفعل الازمات المتراكمة.
واعمال العنف امس هي الاكثر دموية بين قوات الامن والمتظاهرين منذ بدء حركة التظاهر المعارضة لنوري المالكي نهاية كانون الاول/ديسمبر احتجاجا على ‘تفرده’ بالحكم و’تهميشه’ السنة، بحسب ما يقول خصومه السياسيون.
واندلعت اولى الاشتباكات عند الخامسة من فجر امس حين اقتحمت قوات من الجيش ساحة اعتصام لمتظاهرين في الحويجة (55 كلم غرب كركوك)، ما ادى الى مقتل 25 متظاهرا وجنديين اثنين واصابة نحو 70 شخصا بجروح، وفقا لمصادر عسكرية.
وجاءت عملية الاقتحام بعد انتهاء مهلة حددتها وزارة الدفاع للمتظاهرين لتسليم المسؤولين عن مقتل جندي الجمعة الماضي عند حاجز قريب من ساحة الاعتصام.
وقال ضابط برتبة عميد في الفرقة 12 في الجيش العراقي المنتشرة الى الغرب من كركوك ان ‘العملية التي نفذتها قواتنا استهدفت جيش الطريقة النقشبندية’ وهي جماعة متمردة.
وقال رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي، إن أحداث الحويجة فتحت الباب واسعاً أمام فتنة كبيرة في البلاد، داعياً جميع الأطراف الى تدارك الأمر ووقف الاشتباكات الجارية حالياً بين العشائر والجيش العراقي.
وقال النجيفي في مؤتمر صحافي عقده بمبنى البرلمان الثلاثاء، ‘أجرينا اتصالات مهمة مع القيادات العراقية، منها مع رؤساء التحالف الوطني إبراهيم الجعفري، والمجلس الأعلى الإسلامي عمّار الحكيم، وإقليم كردستان مسعود البارزاني، فضلاً عن اتصالات خارجية’ لم يفصح عنها.
وأضاف ‘إننا بصدد الاتصال مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، من أجل اتخاذ موقف واضح من الجهة التي أعطت الأمر باستهداف المعتصمين في الحويجة’.
وأعلن النجيفي عن استقالة وزير العلوم والتكنولوجيا القيادي في (القائمة العراقية) عبد الكريم السامرائي من منصبه.
وأشارالى إرسال وفد من لجنة الأمن والدفاع النيابية وعلى وجه السرعة الى كركوك ‘لتقصي الحقائق على خلفية أحداث الحويجة التي راح ضحيتها العشرات من المعتصمين’.
ولفت الى أن اشتباكات تدور حالياً في محافظة كركوك بين قوات الجيش وأبناء العشائر على خلفية اقتحام ساحة الاعتصام في الحويجة.
ودعا النجيفي القوات المسلّحة الى ‘عدم إطاعة أي أوامر بالتصدي للمتظاهرين، أو إطلاق النار عليهم، كما دعا العشائر العراقية الى إيقاف إطلاق النار والتهدئة ونزع فتيل الأزمة، وعدم اتباع مخطط يراد منه جر البلد الى حرب أهلية، لأن هذا الأمر من أخطر ما يواجه العراق في تاريخه’.
و دعا الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق مارتن كوبلر امس الثلاثاء الى عدم إزهاق الارواح بين الاطراف العراقية في كركوك/ 250 كم شمال بغداد.
وقال كوبلر، للصحافيين خلال زيارته امس لمدينة كركوك لمتابعة تداعيات الاحداث في الحويجة ‘ نحن نأسف للاحداث المؤسفة التي شهدها قضاء الحويجة والتي كان من الممكن عدم حدوثها’.
وأكد نائب محافظ كركوك راكان سعيد ، للصحافيين إن ‘ ما جرى هو انتهاك للدستور ومبادىء حقوق الانسان ونحن نطالبكم بالعمل الفوري على التحقيق واطلاق سراح المعتقلين الذين جرى اعتقالهم منذ يوم الجمعة’.
وفي غضون ذلك قتل 13 شخصا واصيب 39 بجروح الثلاثاء في هجومين استهدفا مسجدين سنيين في العراق، بحسب ما افادت مصادر امنية وطبية.
وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة ان ‘تسعة اشخاص قتلوا واصيب 25 بجروح اثر سقوط قذائف هاون في باحة مسجد ‘محمد رسول الله’ السني في المقدادية’ الواقعة على بعد 25 كلم شمال شرق بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد).
ومن جهته كلف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي نائبه لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني بتولي وزارة الخارجية مؤقتا بدلا عن هوشيار زيباري الذي منحه اجازة اجبارية، حسبما ذكر مصدر حكومي لوكالة فرانس برس الثلاثاء.
واوضح المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه ان ‘رئيس الوزراء (نوري المالكي) قرر ان يتولى نائبه حسين الشهرستاني منصب وزير الخارجية وكالة بعد منحه اجازة اجبارية لوزير الخارجية هوشيار زيباري’.