البابا فرنسيس يعرب
عن قربه من أمهات بلازا دي مايو
تضامن الحبر الأعظم مع أمهات المفقودين خلال الدكتاتوريّة
روما, 25 ابريل 2013 (زينيت) - ردّاً على رسالة تلقاها في 21 مارس
الماضي، كتب البابا فرنسيس لأمهات بلازا دي مايو، معبّراً عن قربه بعد مرور 30
عاماً على ما تمّ اعتباره باليوم الأكثر سوادً في تاريخ الأرجنتين.
وقّع على الرسالة المونسينيور أنطوان
كاميلليري، نائب أمين سرّ دولة الفاتيكان للعلاقات بين الدول، ولقد وجّهت إلى
السيّدة هيبي دي بونافيني، ممثلة أمهات الأرجنتين. نقلت هذه الرسالة
"امتنان" الحبر الأعظم على رسالة التهنئة "اللطيفة"، التي كان
قد تلقاها الشهر الماضي، بمناسبة اعتلائه السدّة البابويّة، بالإضافة إلى
"المشاعر النبيلة التي أثّرت به".
أعربت السيّدة بونافيني بالرسالة التي
بعثت بها في 21 مارس، عن تقديرها للالتزام الذي قام به الكاردينال برغوليو في
ضواحي بوينس آيرس ولقد طلبت من البابا الجديد أن ينضمّ "إلى جميع الذين
يعملون بجهد في هذا العالم الظالم لمحاربة البؤس".
ردّ البابا على هذه الرسالة قائلاً:
"أطلب من الله القوّة للنضال، في المنصب الذي تسلمته لتوّي، من أجل إزالة
الفقر في العالم، حتى تتوقف معاناة الكثير من الناس الذين يعيشون في الحاجة".
إن البابا يحترم ويقدّر كثيراً
"من هم بجانب المحتاجين، والذين يعملون بجهد لمساعدتهم، لفهمهم ولتلبية
تطلباتهم المشروعة"، طالباً من الله أن "ينوّر المسؤولين عن المصالح
العامّة حتى يواجهوا كارثة الفقر بالوسائل الفعّالة، منصفين وداعمين".
متوجّهاً إلى السيّدة دي بونافيني،
قال البابا بأنه يشاركها ألمها، مع ألم "الكثير من الأمهات والعائلات التي
تعاني الى اليوم فقدان عزيز لها" في زمن الديكتاتوريّة العسكريّة في
الأرجنتين، ما بين سنوات الـ70 والـ80.
وأخيراً، ناقلاً بركته الحبريّة
"كعلامة أمل"، طلب البابا من الأمهات في بلازا دي مايو أن يصلّين من
أجله.
تمّ انشاء مؤسسة "أمهات بلازا دي
مايو" عام 1977 للتنديد باختفاء أولادهن خلال الديكتاتوريّة العسكريّة التي
حكمت الأرجنتين منذ 1976 حتى 1983.
منذ 1977 تتظاهر الأمهات كل يوم خميس
في بلازا دي مايو، أمام المنزل القرنفليّ، مركز الحكومة الأرجنتينيّة، للمطالبة
بالعدالة لأبنائهن المفقودين ولإبقاء ذكرى هذه المأساة حيّة.
نقلته إلى العربيّة ماري يعقوب –
وكالة زينيت العالميّة.
البابا فرنسيس هنّأ الرئيس الإيطاليّ
نابوليتانو
تمنيات بالتعاون بين الطرفين
روما, 25 ابريل 2013 (زينيت) - بعث البابا فرنسيس برسالة تهنئة للرئيس
الإيطاليّ نابوليتانو، تمنى فيها بأن يتمكن الرئيس من متابعة أعماله بشكل صحيح
وبنّاء، مدعوم من جميع الجهات بشكل مسؤول. ونذكّر بأن الرئيس نابوليتانو له من
العمر 87 عاماً، هو الرئيس 12 للجمهوريّة الإيطاليّة، ولقد تمّ انتخابه للمرة
الثانية يوم السبت 20 أبريل، وهو طرح من قبل الحزب الشيوعي الإيطاليّ، والمعروف
عنه بأنه رجل ذات مؤهلات سياسيّة كبيرة.
علماً بأنه عند انتهاء رئاسته السابقة
كان قد أعلن عدم رغبته بالتجديد، ولكن عاد ليقبل ترشيحه، كما ورد في بيان رسميّ،
بسبب: "مسؤوليّاته تجاه الوطن" وقد قال: "اعتبر أنه من واجبي أن
ألبي المسؤوليّة التي أوكلت إليّ".
وعودتاً إلى رسالة التهنئة التي وجهها
إليه البابا فرنسيس، الذي قال بأنه يقدّر التضحية التي يقوم بها الرئيس لخدمة
الوطن معتبراً: "أقدّم اليك جزيل التهنئة وأحرّها، منذ لحظة الموافقة، التي
كانت بمسؤوليّة وروح تضحية كبيرتين".
وتابع البابا قائلاً: "وأتمنى لك
أن تتمكن من المتابعة بعملك المضاء بالحكمة، عبر التعاون المسؤول من قبل الجميع،
أسأل العناية الإلهيّة بأن ترعاك في خدمتك لوطنك، وأوجّه من أعماق قلبي إلى
إيطاليا الحبيبة البركة الرسوليّة، كتشجيع للعمل على بناء مستقبل يعمّه الوفاق
والتضامن والأمل".
من ناحية أخرى، وعند انتخاب البابا
فرنسيس كان الرئيس نابوليتانو قد أكّد على أن هذا الإنتخاب هو مصدر فرح عالميّ
وبأن الشعب الإيطاليّ يشارك بشكل مميّز، وهو باسمه يتقدّم بأحرّ التهاني للحبر
الأعظم. وتابع الرئيس قائلاً: "تفتخر إيطاليا بعاصمتها التاريخيّة التي هي
بالتالي عاصمة الكنيسة الكاثوليكيّة ومقرّ الكرسي الرسولي". وتمنى بأن يظلّ
التعاون قائماً بين الكرسي الرسولي والدولة الإيطاليّة، بهدف المصلحة المشتركة،
وللدفاع عن حقوق الإنسان وكرامته وحريته، والعدالة الإجتماعيّة والسلام.
وأكّد الرئيس فرحه بأن يكون الحبر
الأعظم وللمرّة الأولى من أمريكا، وبالأخص من الأرجنتين التي تجمع بينها وبين
إيطاليا، علاقات صداقة وأخوّة. واختتم متمنياً باسمه واسم الشعب الإيطاليّ عموماً
للحبر الأعظم القوّة والقداسة ليتمكن من قيادة الكنيسة الكاثوليكيّة الجامعة.
*****************************
تغريدات البابا
البابا يستخدم التويتر بطريقة عفويّة
روما, 25 ابريل 2013 (زينيت) - أرسل البابا فرنسيس الثلاثاء يوم ٢٣
أبريل تغريدةً قال فيها "إن مريم هي امرأة الـ"نعم". يا مريم،
ساعدينا أن نتعرف دائما أكثر على صوت يسوع وأن نتبعه! وكان قد غرّدَ يوم الاثنين ٢٢ أبريل
أيضًا قائلًا: "يتوق قلب كل واحد منا إلى الحبِّ، والحقيقة، والحياة... إن
يسوع هو ملء الحبِّ، والحقيقة، والحياة!"
يجدرُ الإشارة إلى أنّ البابا فرنسيس
لا يُغرّدُ في المناسبات فقط بل في كلّ مرّة يشعرُ فيها برغبة إرسال كلمات
نابعة من القلب وصلوات لمتتبّعيه، ويقوم البابا باستخدام الانترنت بطريقة عفويّة
وتُنشرُ هذه التغريدات بتسع لغات:
الفرنسيّة والإيطاليّة والإنجليزيّة
والألمانيّة والإسبانيّة والبرتغاليّة والبولونيّة والعربيّة واللاتينيّة.
*****************************
سوريا: نداء لتحرير مطرانيْ
الأورثوذكس
حالة طوارئ إنسانيّة وسلام ومصالحة
روما, 25 ابريل 2013 (زينيت) - طالب البابا فرنسيس بتحرير مطراني الأروثوذكس
اللذيْن خُطفا يوم ٢٢ أبريل في سوريا قربَ مدينة حلب كما طالبَ بالاستجابة إلى
حالة الطوارئ الإنسانيّة والسلام والمصالحة في ظلّ الحالة "المأساويّة"
التي يُعانيها الشعب السوري والمسيحيّون. وصرّح المتحدّث باسم الكرسي الرسولي
الأب فيديريكو لومباردي اليسوعي قائلًا: "إنّ خطف اثنين من مطارنة حلب يوحنّا
إبراهيم مطران الكنيسة السريانية الأرثوذكسية و بولس اليازجي مطران الكنيسة
الأرثوذكسية اليونانية وقتل سائقهم أثناء أدائهم مهمة إنسانية هو تأكيد دراماتيكي
للوضع المأساوي الذي يعيشه سكان سوريا وطوائفها المسيحية".
وأضاف قائلًا: " حين علمَ الأب
الأقدس فرنسيس بخبر الخطف التراجيدي الذي أُضيف على أعمال العنف التي كانت تحدث في
الأيام الأخيرة دعا إلى تكثيف الصلوات والإفراج عن المطرانين المختطفين ليرى الشعب
السوري أخيرًا استجابات فعالة للأزمة الإنسانية ويشعر باقتراب الأفق الحقيقي
للسلام والمصالحة ".
نقلته إلى العربيّة بياتريس طعمة-ـ
وكالة زينيت العالميّة ـ
*********************************
المقابلات العامة
سنة الإيمان: "وأيضًا سيأتي في
مجده ليدين الأحياء والأموات"
قَدَاسَةُ البَابَا فرنسيس المُقَابَلَةُ العَامَّةُ يَوْمَ
الأَرْبِعَاءِ المُوَافِقَ 24 أبريل / نيسان 2013 بساحة القديس بطرس
الفاتيكان, 25 ابريل 2013 (موقع الفاتيكان) -
الأخوات والإخوة الأحباء، صباح الخير!
نعلن في قانون الإيمان بأن يسوع
"سيأتي مجددا في المجد ليدين الأحياء والأموات". لقد بدأ التاريخ البشري
بخلق الرجل والمرأة على صورة ومثال الله وسينتهي بدينونة المسيح الأخيرة. وغالبا
ما ننسى أن التاريخ يقوم على هذين العمودين، وأحيانا لا يكون الإيمان بمجيء المسيح
والدينونة الأخيرة واضحا وراسخا في قلب المسيحيين. إن يسوع، أثناء حياته العامة،
قد توقف مرارا وتكرارا عند واقع مجيئه الأخير. أودُّ اليوم التوقف عند ثلاثة نصوص
إنجيلية، تساعدنا على الدخول في هذا السر: نص العذارى العشر، ونص الوزنات، ونص
الدينونة الأخيرة. فيمثل جميعهم وثلاثتهم، في إنجيل القديس متى، جزءً من حديث يسوع
حول نهاية الأزمنة.
نتذكر قبل كل شيء أن ابن الله،
بالصعود، قد رفع بشريتنا، التي اتخذها، لدى الآب، راغبا في جذب الجميع لذاته،
ودعوة العالم أجمع لكي لُحتضن بين ذراعي الآب المفتوحتين، ولكي، في نهاية التاريخ،
يُسَلّم للآب كل الواقع. ولكن، هناك بين المجيء الأول والأخير للمسيح، هذا
"الزمان الحالي"، أي ذاك الذي نحن نحياه. في سياق هذا "الزمان الحالي"
يأخذ مثال العذارى العشر مكانَه (را. مت 25، 1- 13). يتعلق الأمر بعشر عذارى
ينتظرنّ مجيء العريس، الذي يتأخر، فينعسنَّ جميعهنَّ وينمن. وعند الصياح بأن
العريس وصل، تقوم العذارى جميعهن ليهيئنَّ انفسهنَّ لاستقباله، وبينما خمس منهنَّ،
الحكيمات، كان لديهنَّ زيتا لمصابيحهنَّ، الأخريات، الجاهلات، لم يكن لديهن زيتا
فبقيت مصابيحهن منطفئة؛ وبينما هن ذاهبات ليبحثن عن الزيت وصل العريس فدخلت معه
المستعدات وأغلق باب العُرس أمام الخمس الجاهلات. فلما وصلنَّ طرقن الباب بإلحاح،
ولكن كان متأخرًا جدا، فجاوبهن العريس: إني لا أعرفكنَّ! إن العريس هو الرب، وزمن
انتظار مجيئه هو الزمان الذي يهبنا إياه، لنا جميعا، برحمة وبطول أناة، قبل مجيئه
الأخير، إنه زمان سهر؛ زمان يجب علينا فيه أن نحافظ على مصابيح الإيمان، والرجاء،
والمحبة مشتعلةً، زمان للحفاظ على القلب منفتحا على الخير، والجمال والحقيقة؛ زمان
للعيش بحسب الله، لأننا لا نعرف لا يوم ولا ساعة مجيء المسيح. إن ما يُطلب منّا هو
أن نبقى مستعدين للقاء - استعدوا للقاء، للقاء الرائع، للقاء مع يسوع -، والذي
يعني معرفة قراءة علامات حضوره، والإبقاء على ايماننا حيًّا، عبر الصلاة، والأسرار
الكنسية، واليقظة كي لا ننام، وننسى الله. فحياة المسيحيين الراقدين هي حياة
حزينة، وليست حياة سعيدة. فالمسيحي يجب أن يكون سعيدا، بفرح يسوع. يجب ألا نستسلم
للنوم!
المثال الثاني، والخاص بالوزنات،
يجعلنا نتأمل العلاقة بين كيفية تصرفنا بعطايا التي تسلمناها من الله، وبين مجيئه
الثاني، الذي فيه سيسألنا عن كيف استخدمناها (را. مت 25، 14- 30). نعرف جيدا هذا
المِثال: قبل الرحيل، يسلم السيد لكل من عبيده بعض الوزنات، لكي يستثمروها جيدا
أثناء فترة غيابه. يسلم للأول خمس وزنات، وللثاني اثنتين، وللثالث وزنة واحدة.
فقام العبدين الأول والثاني، اثناء فترة غياب سيدهما، بمضاعفة وزناتهما – كانت تلك
نقودًا قديمة-، بينما فضل الثالث دفنَ وزنته تحت الأرض وتسليمها صحيحة للسيد. عند
عودته، قام السيد بالحكم على عملهم: فمدح الأثنين الأولين، بينما طرد الثالث خارجا
في الظلمات، لأنه خاف فأخفى وزنته منغلقا في ذاته. فالمسيحي الذي ينغلق على ذاته،
والذي يدفن ما أعطاه له الرب ليس مسيحيا! هو مسيحي لا يشكر الله على ما اعطاه له!
إن هذا يؤكد لنا أن زمان انتظار مجيء الرب هو وقت العمل - فنحن في وقت الفعل -،
الوقت الذي يجب فيه المتاجرة بوزنات الله، لا من أجل أنفسنا، ولكن من أجله، ومن
أجل الكنيسة، ومن أجل الآخرين، الوقت الذي فيه علينا البحث دائما عن إنماء الخير
في العالم. فإنه من المهم، لا سيما، في وقت الأزمة الراهن، اليوم، عدم الانغلاق
على انفسنا، ودفن وزناتنا تحت الأرض، وثروتنا الروحية، والذهنية، والمادية، وكل ما
أعطانا إياه الرب، بل أن ننفتح، ونكون متضامنين، ومنتبهين للآخر. لقد رأيت في
الساحة العديد من الشباب: أليس كذلك؟ هل هناك العديد من الشباب؟ أين هم؟ أسألكم،
أنتم يا من تزالون في بداية مسيرة الحياة: هل فكرتم في الوزنات التي وهبها الله
لكم؟ هل فكرت في كيفية وضعها في خدمة الآخرين؟ لا تدفنوا وزناتكم! ضعوا رهانكم على
المُثل العليا، تلك المثُل التي توسع القلب، مُثل الخدمة التي ستجعل وزناتكم
مثمرة. فالحياة لم تعط لنا لنحتفظ بها لأنفسنا بغيرة، ولكنها وهبت لنا لكي نهبها
بدورنا. أيها الشباب الأحباء، كونوا اصحاب روحا عظيما! لا تخافوا من أن تحلموا
بأشياء عظيمة!.
ختاما، كلمة حول نص الدينونة الأخيرة،
والذي فيه يتم وصف المجيء الثاني للرب، عندما سيُدِين جميع البشر، الأحياء والأموات
(را. مت 25، 31- 46). الصورة المستخدمة من الإنجيلي هي للراعي الذي يفصل بين
الخراف والجداء. فيقيم عن يمينه الذين تصرفوا بحسب مشيئة الله، فأغاثوا القريب
الجائع، والعطشان، والغريب، والعريان، والمريض، والمسجون – لقد قلتُ
"الغريب": أفكر في الغرباء الكُثر الموجودين في إيبارشية روما: ماذا
نفعل لهم؟- أما عن شِمِاله الذين لم يغيثوا القريب. وهذا يؤكد لنا أننا سنحاسب من
الله على المحبة، وعلى كيف أحببناه حاضرا في أخوتنا، لا سيما الأكثر ضعفا
واحتياجا. بالطبع، علينا أن نتذكر دائما بأننا مبررون ومُخلصون بفضل النعمة، أي
بفضل عمل محبة الله المجاني والذي يتقدمنا دائما؛ فنحن بمفردنا لا يمكن أن نفعل
شيئا. فالإيمان هو قبل كل شيء عطية، قد نلناها. ولكن لكي تُثمر، فإن نعمة الله
تتطلب منّا دائما الانفتاح عليه، تتطلب جوابنا الحر والملموس. فالمسيح يأتي ليحمل
لنا رحمة الله التي تُخلص. يُطلب منا أن نثق فيه، وأن نستجيب على عطية نعمته بحياة
صالحة، تقوم على أعمال يحركها الإيمان والمحبة.
الإخوة والأخوات الأحباء، إن النظر
للدينونة الأخيرة لا يخيفنا ابدا؛ بل ليدفعنا بالأحرى لعيش الحاضر بشكل أفضل.
فالله يهبنا برحمة وطول أناة هذا الوقت حتى نتعلم كل يوم أن نتعرّف عليه في
الفقراء وفي الأصاغر، ولنعمل من أجل الخير ولنكون متيقظين في الصلاة وفي المحبة.
ولندعو الرب كي يحاكمنا، في نهاية وجودنا وفي نهاية التاريخ، كخدام صالحين وأمناء.
شكرا!
كلمات قداسة البابا للحجاج
الناطقين باللغة العربية:
أيها الأخوات والإخوة الأحباء، إن
الدينونة الأخيرة لا تخيفنا ابدا؛ بل تدفعنا بالأحرى لعيش الحاضر بطريقة أفضل.
فالله يهب لنا، برحمة وطول أناة، هذا الوقت حتى نتعلم كل يوم أن نتعرف عليه في
الفقراء وفي الأصاغر، ولنعمل من أجل الخير، ولنكون يقظين في الصلاة وفي المحبة.
لندعو الرب يسوع، محامي وقاضي البشر، لكي يحاكمنا، في نهاية وجودنا وفي نهاية
التاريخ، كخدام صالحين وأمناء. "مارانتا، تعالى أيها الرب
يسوع"(رؤ 22، 20). أمنح للجميع البركة الرسولية!
© جميع الحقوق محفوظة 2013 – حاضرة
الفاتيكان
بيانات
بيان من المركز الكاثوليكي للإعلام
يدين اختطاف المطرانين ابراهيم واليازجي
حث جميع المسؤولين عن العيش المشترك في منطقة الشرق الأوسط أن يكونوا
في مستوى مسؤولياته
بيروت, 25 ابريل 2013 (زينيت) - عقدت اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام
إجتماعاً برئاسة رئيس اللجنة، سيادة المطران بولس مطر السامي الإحترام، وحضور
مدراء المؤسسات الإعلامية المسيحية، تيلي لوميار، وأعضاء اللجنة المسؤولين عن
الفروع، ومدير عام تيلي لوميار نورسات الأستاذ جاك كلاسي، وأصدروا بياناً استنكروا
فيه، خطف الاسقفين بولس يازجي متروبوليت حلب للروم الأرثوذكس، وشقيق غبطة البطريرك
يوحنا اليازجي، ويوحنا ابراهيم متروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس، فيما كانا يقومان
بمهمة نبيلة وإنسانية من أجل إطلاق رهبان من مدينة حلب كانوا قد خطفوا منذ فترة.
وقد أعلن المجتمعون أنهم إذ يدينون كل
أشكال العنف والخطف والقتل والتهجير التي تحصل في سوريا والتي تطال السوريين
واللبنانيين، تدعو الخاطفين إلى الكف عن مثل هذه الأعمال الشائنة التي تتنافى مع
القيم الدينية والإنسانية السماوية، كما تدعو إلى إطلاق سراحهم، وسراح جميع
المخطوفين فوراً. وتحث جميع المسؤولين عن العيش المشترك في منطقة الشرق الأوسط أن
يكونوا في مستوى مسؤولياتهم فلا يقبلوا بمثل هذا التصرف المسيء إلى مستقبل المنطقة
وكرامة أبنائها. خاصة وأن الأسقفين الجليلين تميزا بنشاطهما الدائم في سبيل الحوار
المسيحي الإسلامي ويعملان جنباً إلى جنب مع أخوانهم المسلمين من أجل بناء ثقافة
العيش المشترك في محيطهما.
وإذ يؤكد المجتمعون وقوفهم إلى جانب
المجمع المقدّس في الكنيستين الرومية الأرثوذكسية والسريانية الأورثوذكسية يضمون
صلاتهم إلى صلاة قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس من أجل عودة الحبرين الجليلين
سالمين إلى حضن أبرشيتيهما، ومن أجل إحلال السلام في منطقتنا وبنوع خاص في سوريا.
الأب عبده أبو كسم
مدير المركز الكاثوليكي للإعلام
تقارير خاصة"المجمع الفاتيكاني الثاني
والشرقيّون" (2) تحليل الكاردينال ساندري
روما, 25 ابريل 2013 (زينيت) - بعد أن نشرنا القسم الأول من أقوال
الكاردينال ساندري حول أمنية المجمع الفاتيكاني الثاني، إليكم في ما يلي ترجمة
القسم الثاني من هذه الأقوال. إعتبر الكاردينال ساندري أنّ الرسالة
الفعليّة المجمعيّة الموجّهة إلى المسيحيّين الشرقيين تشير إلى "الرسالة
المسكونية لكنائس كاثوليكيّة شرقيّة وأنّ الإخلاص الديني للتقاليد القديمة
الشرقية، بالتعاون مع الكرسي الروماني، يساهم في تعزيز الوحدة لجميع المسيحيّين.
وذكّر الكاردينال بالمواقف البابويّة
إزاء هذا الموضوع. إذ إقترح يوحنا الثالث والعشرون، عند إفتتاح المجمع، موضوع
"طبّ الرحمة" من أجل تقريب المسيحيّين. وفي رسالته الرسوليّة "Orientale
Lumen" وفي
منشوره البابويّ "Ut Unum Sint" تحدّث يوحنّا بولس الثاني عن المسيحيّين في الشرق. وأشار
بندكتس السادس عشر، خلال زيارته إلى مجمع الكنائس الشرقية، إلى أنّ "الخيار
المسكوني الذي أداره المجمع لا ينعكس" وأنّ تقاليد الشرق المسيحيّ هي
"تراث الكنيسة جمعاء" و"مرجع للمستقبل".
وأخيرًا، أثنى البابا فرنسيس، خلال
درب الصليب في الكولوسيوم الذي أُقيم في 29 مارس الأخير، على "الشهادة"
التي قدّمها مسيحيّو الشرق: "لقد رأينا هذه الشهادة عندما ذهب البابا بندكتس
إلى لبنان حيث رأينا جمال تعاون المسيحيّين في هذه الأرض وقوّته والصّداقة من
العديد من الإخوان المسلمين ومن الكثير غيرهم. هذا يعدّ إشارة للشرق الأوسط
وللعالم بأكمله: إشارة أمل".
يذكر الكاردينال ساندري، من بين نتائج
المجمع، مدونة القانون الكنسي للكنائس الشرقية التي أصدرها يوحنا بولس الثاني في
18 أكتوبر 1990 وبالنسبة إلى الفاتيكان الثاني هي "واحدة من التعابير
الرئيسيّة والرسميّة من "التنوع في الوحدة".
وشرح الكاردينال أنّ هذه المدونة هي
نقطة تحوّل في التاريخ، ففي الواقع، إستوحتها الكنيسة، حتى الفاتيكاني الثاني، من
مبدأ "praestantia ritus latini" الذي طرح،
بشكلٍ خاص من الطقس اللاتيني، "تفوّق الكنيسة اللاتينيّة على الكنائس
الشرقية".
ووضع المجمع نظريةً جديدةً أكّد من
خلالها أنّ "الكناس الشرقيّة تتمتع كالكنائس الغربيّة بالكرامة عينها بحيث لا
تتفوّق أيّ واحدة منها على الأخرى بسبب طقسها".
ومثلًا تنص (Orientalium
Ecclesiarum) "الكنائس
الشرقية" على ما يلي: "يعلن المجمع رسميًّا أنّ كنائس الشرق يحقّ لها
ويتوجّب عليها، كتلك الموجودة في الغرب، أن تحكم وفق أنظمتها الخاصة بها. وبالفعل،
تُعرف تلك الكنائس بأقدميّتها الجليّة وتنسجم، بشكلٍ أفضل، مع عادات مؤمنيها وتبدو
مكيّفة أكثر في سبيل الخير للنفوس".
وبعبارة أخرى، "لا تكون الكنيسة
اللاتينيّة مرادفًا للكنيسة الجامعة ولا تعدّ قوانينها مماثلة في الكنيسة. فهي لا
تُجبر الشرقيين بقوانينها وكذلك الأمر بالنسبة إلى الحقّ الشرقي الذي لا يجُبر
اللاتينيّين بقوانينه".
أمل المجمع أيضًا أن "ترافق
الهويّة الكنسيّة والطقسيّة الكاثوليك الشرقيين أينما كانوا"، و"أن يعلم
جميع الشرقيين، بثقة تامّة، أنّه يمكنهم وعليهم دائمًا الحفاظ على طقوسهم
الليتورجيّة الشرعيّة ونظامهم وأنّ التغيّرات لا يجب أن تُجرى فقط من أجل تقدّمهم
الخاص والمنظّم".
وبحسب مدونة القانون الكنسي الشرقي،
يعدّ الطّقس "التراث الليتورجي، واللّاهوتيّ، والروحيّ والنظاميّ الذي يتميّز
بالثقافة والظروف التاريخيّة للشعب ويُبان وفق الطريقة الخاصّة بكلّ كنيسة في
الإحتفال وعيش الإيمان".
واليوم، بسبب هجرة المؤمنين الشرقيين،
يجب على هذه الطقوس أن تكون محفوظة بإنتباهٍ دقيقٍ كما تشير إليه عظة
"الكنيسة في الشرق الأوسط" التي وقّعها بندكتس السادس عشر في 4 سبتمبر
2012، حيث يشجّع فيها البابا إلى "إحاطة" المؤمنين الشرقيين المغتربين
"بالحنان" من خلال دعوتهم إلى "البقاء على إتّصال وثيقٍ مع
عائلاتهم وكنائسهم والإحتفاظ، بشكلٍ خاص، وبإخلاصٍ، على إيمانهم بالرب بفضل هويّتهم
الدينيّة المبنيّة على تقاليد روحيّة جليّة".
وشرح الكاردينال ساندري أنّه بالنسبة
إلى بندكتس السادس عشر " في الواقع، يكون ذلك من خلال الحفاظ على إنتمائهم
هذا إلى الله وعلى كنائسهم ومن خلال زرع محبّة عميقة للإخوة والأخوات اللاتينيين
الذين سيقدّمون إلى الكنيسة الكاثوليكيّة بأكملها منفعةً كبيرة".
وختم عميد المجمع الروماني للكنائس
الشرقيّة بالقول أنّه من هذا المنطلق، يندفع رعاة المناطق الكنسيّة الذين يستقبلون
الكاثوليك الشرقيين إلى "إعطائهم إمكانيّة الإحتفال بحسب تقاليدهم الخاصّة
وممارسة أنشطة رعويّة وأبرشيّة حيث يمكن ذلك".