«مساحات
الشَّهادة المسيحيَّة في الشَّرق الأوسط» ندوة صحفيَّة حولَ موضوع الرسالةِ العامة الثانية للبطريرك
الكاردينال مار بشاره بطرس الرَّاعيجل الديب, 26 ابريل 2013 (زينيت) - عقدت ظهر أمس الخميس ندوة صحفية في
المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، حولَ موضوعِ
الرسالة العامة الثانية للبطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي بعنوان:
«مساحات الشَّهادة المسيحيَّة في الشَّرق الأوسط »، برئاسة رئيس اساقفة بيروت
واللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، شارك فيها، رئيس جامعة الحكمة
المونسنيور كميل مبارك، الدكتور سهيل مطر، ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري
عبده أبو كسم، وحضرها نقيب الصحافي الأستاذ محمد البعلبكي، أمين سرّ اللجنة
البرفسور يوسف مونس، ومدير عام تيلي لوميار نورسات الأستاذ جاك كلاسي، وعدد كبير
من المهتمين والإعلاميين. بداية رحب المطران مطر
بالمنتدين والحضور وجاء في كلمته:
"إنَّ الرِّسالةَ الأخيرةَ
للسيِّدِ البطريرك مار بشاره بطرس الرَّاعي الكلِّيِّ الطُّوبى في مناسبةِ
السَّنةِ الثَّانيةِ لاعتلائِهِ السُّدَّةَ البطريركيَّةَ تَرتَدي بالنِّسبةِ
لِلبنانَ والشَّرقِ الأوسط أهمِّيَّةً كبيرةً ومميَّزة. فهي تطلُّ على الأحداثِ
الَّتي نعيشُها في أيَّامِنا الحاضرةِ، وعلى مُستوى المنطقةِ كلِّها، من منظارِ
الإيمانِ ومُستلزماتِهِ ونتائجِهِ، وهي موجَّهةٌ إلينا جميعًا في سنةِ الإيمانِ
الَّتي نحنُ في قلبِها، لِيَقوى بنا إيمانُنا ولندركَ أهمِّيَّةَ حضورِنا في هذا
الشَّرقِ مع ما يَعتَري هذا الحضورَ من مصاعب ومتاعب، ومع ما يتضمَّنُهُ أيضًا من
إيجابيَّاتٍ وما يُعلَّق عليه من آمالٍ وانتظاراتٍ".
تابع "لقد حافظنا على هذا
الإيمانِ صافيًا في قلوبِ الأفرادِ كما في الجماعاتِ. ودفعنا في سبيلِهِ الغاليَ
والنَّفيسَ لِيبقى فينا حيًّا ومُحيِيًا. من أجلِهِ قَبِلنا شظفَ العيشِ وضحَّينا
على الدَّوامِ لِيبقى هادِيًا لنا ومُرشِدًا، فطلعَ من أبناءِ كنيستِنا القدِّيسون
الواحد تِلوَ الآخر، ما جعلَنا نثبُتُ في شهادتِنا ونحياها برجاءٍ ومحبَّةٍ
كبيرَين".
أضاف: "إنَّ غبطتَهُ يُشيرُ في
القسمِ الثَّاني من رسالتِهِ إلى نقطتَين جوهريَّتَين، الأولى تَدوُرُ حولَ حضورِ
المسيحيَّةِ والإسلامِ في منطقةِ الشَّرقِ الأوسط. والإنجازاتُ الَّتي سُجِّلَت
لهذا الحضورِ في مُحيطِهِ الواسعِ، والثَّانيةُ تَدُورُ حولَ رسالةِ لبنانَ
الخاصَّةِ في مُحيطِهِ وحولَ دَعوتِهِ التَّاريخيَّةِ وشروطِ تحقيقِها أمسَ
واليومَ وفي القابلِ من الأيَّام".
تابع: "أولاً في إطارِ البحثِ
بموضوعِ حُضورِ المارونيَّةِ في الشَّرقِ، يَنبغي لنا قبلَ كلِّ شيءٍ أن نحدِّدَ
نوعيَّةَ الحضورِ المطلوبِ في وسطِ العالمِ العربيِّ والإسلاميِّ وما هو مُنتَظَرٌ
منه. إنَّ الكنيسةَ ليست في جَوهرِها جسمًا غريبًا عن العالمِ ولا حزبًا سياسيًّا
أو عقائديًّا يُواجِهُ أحزابًا وعقائدَ. بل هي خميرةٌ زرعَها المسيحُ في قلبِ
العالمِ لِتكونَ معهُ على تفاعلٍ فيتقرَّبَ من اللهِ ويَعرفَهُ وتُعطى له الحياةُ.
فليس المطلوبُ للكنيسةِ أن تنفصلَ عن العالمِ ولا أن تؤلِّفَ كيانًا مُغلَقًا
خاصًّا بها بمعزلٍ عن الآخرين. وهذا ما تَبنَّتهُ الكنيسةُ المارونيَّةُ في وسطِ
العالمِ العربيِّ منذُ البداياتِ حتَّى اليوم".
أضاف: "صحيحٌ أنَّ الموارنةَ قد
تحصَّنوا مُدَّةً من الزَّمنِ في جِبالِهِم لِيُحافظوا على الكنزَين الأغليَين:
حرِّيَّة الإيمانِ وحرِّيَّة المجتمعِ. لكنَّهم كانوا في كلِّ ظرفٍ ومجالٍ ينفتحون
على أخوانِهِم لِمجرَّدِ قُدرتِهِم على ذلك. فَيدخلوا مع الجميعِ في اتِّصالٍ
مشتركٍ من أجلِ صَوغِ مصيرٍ واحدٍ حضاريًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا".
تابع "يُذكِّرُ غبطتُهُ
بالتَّرجماتِ الَّتي قامَ بها المسيحيُّون بعامَّةٍ والموارنةُ بخاصَّةٍ من لُغةِ
الأصلِ اليونانيَّةِ إلى العربيَّةِ. وكمْ كانَ لِهذه التَّرجماتِ من فضلٍ على
الثَّقافةِ العامَّةِ لِلشَّرقِ والغربِ. وبعد التَّرجماتِ، ويُسلِّطُ الضَّوءَ
على دَورِ المدرسةِ المارونيَّةِ في روما، تلك المدرسةُ الَّتي خرَّجَت العلماءَ
وكبارَ رجالِ الإكليروس الَّذين عادُوا من المدينةِ الخالدةِ لِيَزرعوا في لبنانَ
المدارسَ ويُطوِّروا الحياةَ الثَّقافيَّةَ لِشعبٍ بكاملِهِ. ويُذكِّرُ بالإسهامِ
المارونيِّ في إحياءِ اللُّغةِ العربيَّةِ وحفظِها من خطرِ التَّتريكِ على يدِ
العُثمانيِّين. ومع اللُّغةِ اعتنَى الموارنةُ بالأدبِ العربيِّ تجديدًا وتطويرًا
كما اعتَنوا بعالمِ الفكرِ إذْ أدخَلُوا الحداثةَ إلى المنطقةِ بأسرِها فكانوا
وراءَ القوميَّةِ العربيَّةِ الجامعةِ للمنطقةِ على أساسِ الانتماءِ الثَّقافيِّ الواحدِ
لِلمسلمين والمسيحيِّين على السَّواءِ. وفي كلِّ هذه الأمورِ لم يعمل الموارنةُ من
أجلِ مصيرٍ لهُم منفصلٍ عن مصيرِ أهلِ المنطقةِ بل صَاغُوا فكريًّا وإنسانيًّا
مصيرًا جامعًا وموحَّدًا. لكنَّهم عبَّروا عن مطالب أرادوها لهم ولِغيرِهِم على
السَّواءِ، وهي مطالبُ المواطنةِ المتساويةِ لكلِّ النَّاسِ والمشاركةِ العامَّةِ
في الحُكمِ والإدارةِ، كما الحرِّيَّةِ الدِّينيَّةِ لكلِّ إنسانٍ بحيثُ يؤمِنُ
كما يشاءُ دونَ أن يُحاسِبَ ضميرَهُ أحدٌ".
أضاف: "وكم كان المجمعُ الأخيرُ
من أجلِ الشَّرقِ الأوسط فرصةَ فخارٍ لِلموارنةِ إذْ قدَّمَ هذَين المطلبَين
للمواطنةِ وللحرِّيَّةِ كَشرطَين من شروطِ تَقدُّمِ المنطقةِ على طريقِ المساواةِ
الشَّاملةِ، لأنَّ الموارنةَ كانوا قد تمسَّكوا بهذَين المطلبَين بالذَّاتِ وسَعوا
إلى تحقيقِهِما عبرَ اختبارٍ إنسانيٍّ ووطنيٍّ لهم على أرضِ لبنانَ ومنذُ عدَّةِ
قرونٍ من الزَّمنِ. ولَشدّ ما كانت دهشتُنا كبيرةً بعدَ عودتِنا من السِّينودس في
تشرين أوَّل 2010 عندما اندلعَت ثوراتُ ما سُمِّي بالرَّبيعِ العربيِّ في كانون
الثَّاني 2011 أيْ بعدَ ثلاثةِ أشهرٍ من اختتامِ اجتماعِ روما. لقد سُرِقَ
الرَّبيعُ العربيُّ بعدَ ذاك من أصحابِهِ وتغيَّرَت أمورٌ وتبدَّلَت، وسقطَ
الكثيرون في امتحانِ الحرِّيَّةِ لِجهةِ العودةِ إلى تجارب القرونِ الوسطى. ولهذا
نُسارِعُ إلى القولِ بأنَّ اضطهادَ المسيحيِّين في هذه المنطقةِ سيبقى على
الدَّوامِ عنصرَ تخلُّفٍ فيها، وستبقى المواطنةُ الحرَّةُ والمسؤولةُ عنصرَ
تقدُّمٍ لها وحضورٍ فاعلٍ في العائلةِ البشريَّةِ كلِّها. لكنَّ مَن حَملَ
الرِّسالةَ على مدى قرونٍ في هذه المنطقةِ لن يتركَها تسقطُ من يدِهِ إلى أن يعرفَ
التَّاريخُ مَسارًا زاهِرًا جديدًا".
تابع: "هذه الأفكارُ الهامَّةُ
والجوهريَّةُ عبَّرَ عنها غبطتُهُ في القسمِ الثَّاني من رسالتِهِ الكبيرةِ. وقد
انتقلَ بعدَها إلى الحديثِ عن خصوصيَّةِ لبنانَ وأهمِّيَّةِ الاختبارِ المسيحيِّ
الَّذي رافقَ فيه تحقيقَ هذه الخصوصيَّةِ. نحنُ غالبًا ما ننظرُ إلى ضعفِ الحكمِ
في لبنانَ وإلى المشاكلِ الَّتي تَعتَري مسيرةَ هذا الوطنِ. لكنَّنا لا ننظرُ
كفايةً إلى قوَّةِ هذا الوطنِ وإلى حضارةِ المساواةِ في الحقوقِ والواجباتِ الَّتي
سبقَ وأنتجَها بِعرقِ الجبينِ وعلى مدى أجيالٍ طويلةٍ. الميثاقُ الوطنيُّ الَّذي
يَرعَى العيشَ المشتركَ في لبنانَ هو أهمُّ إنجازٍ حضاريٍّ في العلاقةِ المتساويةِ
بينَ المُسلمين والمَسيحيِّين في العالمِ بأسرِهِ، والدَّولةُ المدنيَّةُ الَّتي
أُرسِيَت في لبنانَ هي المطلبُ الأساسُ لِحُسنِ مستقبلِ هذه المنطقةِ بأسرِها مهما
طالَ الزَّمنُ وكَثُرَت المصاعبُ. وإنْ كان غبطتُهُ قد دعَا مجدَّدًا إلى حِيادِ
لبنانَ أو تحيِيدِهِ فهو أرادَ من هذا الموقفِ أن يكونَ لبنانُ منارةً وحافِزًا
لتقدُّمِ المنطقةِ بأسرِها، فتكون تجربتُهُ مِثالاً لِتقدُّمِ الآخرين. إنَّ
تَحيِيدَ لبنانَ في المنطقةِ هو من أجلِ المنطقةِ وليس انفصالاً عنها أو ابتعادًا
عن همومِها". وتوقف سيادته على قضية اختطاف المطرانيين الأرثوذكسيين في سوريا
واعتبر هذا أمر مخجل.
وختم سيادته بالقول: "ويَأتيكَ
بعدَ ذلك مَن يصطادُ في الماءِ العَكِرِ لِيُشوِّهَ صفاءَ هذا الفكرِ النيِّرِ لدى
غبطتِهِ ولِيبدِّلَ معَانٍ لأقوالِهِ ويَطعنَ بها في الصَّميمِ. لقد قالَ غبطتُهُ
مرارًا وتكرارًا أنَّه لا يتكلَّمُ في مستوى الأوضاعِ السِّياسيَّةِ ولا يأخذُ
مواقفَ من الأنظمةِ الرَّاهنةِ أيًّا كانت بلْ هو يعبِّرُ عن المبادئ السَّليمةِ
لِلكنيسةِ في دِفاعِها عن الإنسانِ أيًّا كانَ وعن مستقبلِ الإنسانيَّةِ بأسرِها.
هذا هو تعليمُ الكنيسةِ بالذَّاتِ ونحنُ جميعًا به مُلتزِمون. فليَتَوقَّف هذا
التَّجنِّي المُعِيبُ وليَكُفَّ البعضُ عن المَسَاسِ بالكراماتِ وعن جرِّ الحقائق
إلى غيرِ موضعِها الصَّحيحِ. ولتُؤخَذ الأمورُ من مصادرِها وليس من تأويلاتِها
المنحرفةِ والمستهجَنَةِ كلَّ الاستهجانِ والمرفوضةِ كلَّ الرَّفضِ أيضًا".
ثم كانت كلمة الأب مبارك:
حين وصلتني رسالة صاحب الغبطة سمعت
صوتاً في داخلي يقول إقرأ، ففي هذه الرسالة من العناوين ما يكفي ليكون
برنامج عمل يساعد الناس للوصول إلى السلام في زمن يسعى فيه الكثيرون إلى الإقتتال
والخصومة، في زمن يحمل بعض الناس فيه شموعاً بينما يحمل الآخرون رماحاً وسلاحاً
يستذأب البعض ويستأسد الآخر ويستنعج الباقون وكأن الدنيا بلا رقيب وكأن الراعي
السماوي ترك الأمور لهذه الجماعات التي تستقوي باسمه وتفعل ما تريد هي بنفسها.
وتوقف فيه عند بعض النقاط التي
وردت في رسالة البطريرك الراعي للتأمل والعودة إلى الذات الشخصية والمسيحية
والوطنية فقال:
"هذا التاريخ المشترك لم يكتب له
الثبات، تاريخنا في هذه المنطقة وفي الوطن اللبناني خاصةً تجمّل بلقاءات
ثقافية تجمعت فيه من أقطار الشرق وأحياناً من الغرب جمعت فيه ثقافات كلها غنية بما
يمكن أن يؤخد ليغتني التراث اللبناني والتراث المشرقي بأمور لم تُعرف كما
يجب أن تعرف لأنها غرقت في أمور أخرى طفت على وجه المعرفة فغلبت عليها. لم يكتب
لهذا التاريخ المشترك الثبات لأن الكلام الذي ننادي به في معظم الأحيان ونسميه
عيشاً مشتركاً أو تعايشاً هو بحاجة إلى تحصين وبحاجة إلى تثبيت وبحاجة إلى سهر من
الجماعات التي تتعايش في هذا الوطن بكل ما فيها من قدرات عقلية وأخلاقية. ما نشكو
منه هو أن الثقة التي كانت أو بني عليها هذا الوطن من الجماعات بدأت تهتز
منذ زمن وأكاد أقول سقطت لو أن الياس غلب علي ولكنه لم يغلب بعد، أكاد أقول
إن أصحاب الإردات الطيبة كما تسميها الكنيسة والنوايا الحسنة من جميع شرائح
المجتمع وطوائفه ومذاهبه ما زالت موجودة في هذا المجتمع وإن غلبت عليها صور
التشدّد وصور الذين لا يريدون لهذه الجماعات الطيبة أن تكون ماسكة بالمقعد. هذا
التاريخ المشترك والكلمة فيها من القدسية بمكان لأنها لا تنحصر في فترة من الزمن
محدودة، إنه التاريخ الذي يجمعنا منذ أكثر من 1500 سنة تقريباً ويجمع
الجماعات التي أتت إلى هذا الوطن عبر الزمن منذ مئات السنين، هذا التاريخ لا
يعني فقط النظرة إلى الماضي إنما يعني كذلك نظرة ثاقبة إلى المستقبل، فإذا اختلفنا
على المنابع لا يجوز أن نختلف عن المصب لأن الهدف يجمعنا جميعاً ولأن الخطر الذي
يصيب فريقاً من هذه الجماعات التي تتعايش في هذا المشرق سيصيب الآخرين شاؤوا ذلك
أم أبوا.
2)النقطة الثانية تزعزع الثقة بيي
مقومات المجتمع الواحد والأسباب التي تذكر: نشوء دولة اسرائل الذي حول الصراعات
السياسية إلى صراعات فكرية عقائيدة وهنا تكمن الخطورة التي تهدّد علاقات الناس
الفكرية التي تسبق عادة علاقات الناس الاجتماعية".
أضاف: "عندما يتقاتل أو يتخاصم
الناس على أمور سياسية تدميرية قد يجدون القواسم المشتركة التي ربما تعود وتجمع
بينهم ولكن عندما تنتقل الخصومة من القضايا العقلية إلى القضايا العقائدية الدينية
المنزلة إذا شئتم في الكتب يصبح الله هو وراء هذه الكتب وعندما يدخل الله فريقاً
من هنا ومع فريق من هناك ، فالله يملك الأبد، لهذا السبب كل الإشكالات التي يتدخل
فيها بحسب رأي الناس الله قد تبقى إلى ما شاء الله، وهذه الخصومة عندما تنتقل إلى
العقيدة يصبح الإنسان جالساً خلف متراس وهذا المتراس هو الكتاب وهذا الكتاب فيه
حروف احياناً تسقط من بين هذه الحروف كل روح تجعل من الناس قادرين نحن نؤمن أيها
الأخوة بوحدة الطبع البشري الذي يتمتع بالحكمة والعقل والنطق، وهذه الوحدة تسمح
لجميع الناس بأن يتفاهموا مع بعضهم البعض مهما بلغت الخصومة الفكرية والاجتماعية
والتدبيرية والسياسية. ونؤمن أن هذه الوحدة في الطبع البشري تجمع جميع الناس، فإذا
وصلت الأمور مع الناس إلى عدم التفاهم يعني قد سقطت واحدة من هذه المقاييس التي
توحد هذا الطبع البشري الذي قلت التي قلت إنها العقل والحكمة والنطق والفطنة فهل
سقطت واحدة من هذه؟ نعم إذا ما رأى الإنسان أنه عاحز عن التفكير في ما يجمع
بينه وبين الآخر ويعزل الآخرين ويكفر الآخرين ويرفض وجود الآخرين يكون أسقط قد
اللغة التي تجمع بينه وبين الآخرين أي امكانية التفاهم وهذا ربما حاصل وربما على
طريق الحصول لست أدري".
"الأمر الثالث واليوم تقول
الرسالة بعد انطلاقة ما سمي بالربيع العربي في تجربة المخاض العسير وأي مخاض يمر
به مجتمعنا العربي منذ سنوات قليلة؟ هذا الربيع الذي نحلم به جميعاً ونحلم
بالديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة وكلها من أزهار الربيع، نجد أن الأمر لم
يعطي حتى الآن ولا ثمرة من هذه الثمار، فأي ربيع يزهر على دماء آلاف الشهداء، وأي
ربيع يؤتي ثماره باختطاف الناس الأبرياء ومنهم الأسقفين اللذين خطفا في سوريا
شمالاً، هذا الربيع هو أمام تجربة إنسانية وسياسية وعقلية وعلاقتية، التجربة
الإنسانية حتى الآن قد فشلت والتجربة العلاقتية لم تصل بعد إلى أول الطريق،
هذه الأمور تمتحن بالتطبيق، فالتطبيق لم يصل بعد إلى ما نودي به في البدايات أي
الحرية والديمقراطية والمساواة، لم تصل بعد لأن لا حرية ولا ديقراطية ولا مساواة،
نقرأ ونسمع عن هدم كنائس، عن تقتيل أبرياء، عن أحراق منازل أبرياء، عن قوانين
ومراسيم في بعض الجمهوريات تمنع بناء الكنائس لا بل توقف الكنائس التي بوشر بها في
بنيانها هل هذا هو الربيع؟ وهل هذا هو الديمقراطية؟ وهل هذا هو الحرية وقبول
الآخر؟ ففي الحرية عدد من الحريات فمنها حرية الرأي وحرية التعبير وحرية المعتقد
وحرية الممارسة، لا تعني الحرية إطلاقاً أن يتسلّم الحكم جماعة من الجماعات وتحجب
الحرية عن سائر الجماعات الأخرى، هذه الحرية هي احتكار للحرية وهذا ليس بربيع إنما
هو بجفاف ليطال أول ما يطال المنطق السليم، فإذا ما وقع هؤلاء الناس الذين باركن
في بدايات الأمور تطلعاتهم إلى الربيع يبدو أنهم انحرفوا عن الطريق وقد قال هذا
الكلام مئات الأشخاص قبلي وسيقوله مئات بعد".
ثم كانت كلمة الدكتور سهيل
مطر:
"الموارنة والنهضة العربية كما
جاء في رسالة البطريرك وهنا أتسأل لماذا الموارنة؟ ولماذا لم يقل المسيحيون؟
والسؤال الثاني متى بدأت النهضة العربية؟ هل جاءت النهضة بعد سقوط بغداد التي سقطت
1258، وكانت المركزالحضاري الأساسي عند العرب؟ في كتب تاريخية كثيرة كتب أن النهضة
بدأت مع حملة نابليون على مصر سنة 1798، ومعنى ذلك أن النهضة بدأت من مصر وهذا
الموضوع يخالفه ويغالطه كثيراً الواقع الذي نعرفه عن لبنان. النهضة بدأت من هنا
يوم نشأت المدرسة المارونية في روما 1584 ويوم قام فخر الدين المعني الثاني بزيارة
اوروبا سنة 1613 يومها عاد فخر الدين بالكثير من العلماء والدارسين والأطباء
والمهندسين وبدأ بعملية إنماء في لبنان تترافق مع االإنماء الذي كانت بدأته
المدرسة المارونية في روما على الصعيد الفكري يذكر جبرايل الصهيوني ابراهيم
الحاقلاني ويوسف السمعاني والدور الذي لعبه في لبنان.
وجاء "في الرسالة الوجود المسيحي
في الشرق الاوسط يرقى إلى الفي سنة، ويضيف أما الوجود الماروني فتزامن
مع الدعوة الإسلامية.." "هنا علامة استفهام مار مارون توفي
410، النبي محمد توفي 636، يعني مارون سبق النبي بحدود المئتي سنة إلا إذا كان سيدنا
البطريرك يقصد الموارنة في لبنان يمكن عندئذ القول أن الموارنة في لبنان ما عرفوا
بحضورهم الفاعل إلا مع نشأة البطريركية 670- 680. هذا يتزامن إذا مع
الفتوحات الإسلامية".
تابع د. مطر : "كيف ظهرت هذه
النهضة وكيف ساهم الموارنة في نهضة لبنان والدول العربية؟ الموارنة تبنوا اللغة
العربية وترجموا الكتب من السريانية إلى العربية، كان بإمكانهم المحافظة على اللغة
السريانية ولكن ترجموا إلى اللغة العربية ابتداءً من كتاب المطران داوود
1059 من الف سنة. واستخدموا الخط السرياني ولكن باللغة العربية ، ثم مؤلفات أبن
القلاعي ومن يدرس ابن القلاعي، كان شاعراً، وارتبطت زجلياته وأشعاره بالقداس الذي
نستمع فيه إلى بعض التراتيل تعود ببعض اصولها إلى ذلك العهد من 500 سنة
، ابن القلاعي 1493"
وتحدث "عن المطبعة دير قزحيا
1610 وكانت بالخط الكرشوني. وأصبحت باللغة العربية بعد 1704 مع شماس حلبي يدعى
عبدالله الزاخر وهذه المطبعة الآن موجودة في الخنشارة."
أضاف: "ويتوقف سيدنا عند
الإرساليات في كتابه: طانيوس شاهين كان مدعوماً من اللعازاريين ومن مدرسة
عينطورة وكان أمياً وكان بثورة على الوضع الإقطاعي، والارساليات كان لها دور
اجتماعي سياسي تقريري في مصير لبنان.
أول مدرسة ايكليركية 1624 دير سيدة
حوقا في الشمال، ثم عندما عاد الأباء من روما كان هناك مدارس أبناء القصور، أو
بمدارس تحت السنديانة وكان اساتذتها من الكهنة".
تابع: "توقف البطرك عند البطريرك
اسطفان الدويهي وكان رجل علم، مدرسة عنيطورة 1734 وكان هنالك اناس من آل مبارك
يديرون هذه المدرسة، إلى مجمع اللويزة 1736 ونستشهد بعبارة واحدة:
"إننا نأمر بأن تفتح في القرى والمدن والأديرة مدارس 1736 و"إننا نحث
المطارنة والكهنة ورؤساء الأديرة على التعاون في سبيل المعلمين وعلى حمل
الأولاد للتوجه بهم إلى المدارس، وإذا لم يكن لهم مأكل فدبروا لهم
المأكل". مدرسة عين ورقة 1789، وهذه المدرسة كانت تعلّم 9 لغات.
ومن أقوال جرجي زيدان : المدارس
النصرانية أقدمها في لبنان أقدمها للطائفة المارونية ولهم السبق في إهدن وصوفر
وبرقاشا".
وختم بالقول : "وساهم في النهضة
ايضاً نشأة الصحافة مع حديقة الأخبار 1858 لخليل الخوري وتطورت وانتشرت خارج
لبنان، الصحافة المصرية الأهرام القاهرة المقطم وهي جميعها من تأسيس اللبناني.
والجامعة الأميركية 1866، اليسوعية 1875 - الحكمة 1875. ,المسرح نشأ يضا في لبنان
وعلى يد رجل اسمه مارون نقاش 1858، ثم نشأت الجمعيات والأحزاب كانت في طليعة
الأعمال لبناء أوطان عادلة ومنفتحة، ثم جاء دور الأدباء والشعراء الذي شجع على
الحرية والاستقلالية والذين خرجوا بأفكارهم من الداخل إلى الخارج. وأخيراً لا ننسى
دور المرأة، لا نهضة بدون امرأة فبطرس البستاني نادى بحرية المرأة 1870 .
"
ثم كانت كلمة الخوري عبده أبو
كسم:
"تبقى الشهادة المسيحية في
الشرق الأوسط، العنوان الأساسي لكل مسيحي مؤمن يعيش في منطقة كانت وما زالت مهد
المسيحية ومنطلقاً لكل الأديان السماوية، وميزة لبنان "الرسالة" كما
سماه الطوباوي يوحنا بولس الثاني تشكل نموذجاً للعيش معاً مسلمين ومسيحيين في
منطقة الشرق الأوسط.، متساوين في المواطنة والكرامة والحقوق والواجبات. وهذا ما
يجب أن تكون عليه صورة البلدان العربية في ظل التغييرات التي تشهدها هذه البلدان
لكي يزهر الربيع العربي أمناً وسلاماً واستقراراً يضمن الحريات العامة ويعزّز روح
الإنصهار الوطني تحت عنوان واحد هو الكرامة الإنسانيّة."
تابع: :والمطلوب منا اليوم كلبنانيين
عدم التفريط بوحدتنا الوطنية وحضارة المحبّة والعيش الواحد الذي نسعى إلى تحقيقه،
رغم التجاذبات السياسيّة التي تضع اللبنانيين في مواجهة بعضهم البعض".
وحتم : "إن التحدي الذي نشهده
اليوم في لبنان خطيرٌ للغاية، لهذا فإننا نناشد كل المسؤولين اللبنانيين على مختلف
انتماءتهم الطائفية والمذهبية والسياسية والحزبية، لكي يغلبوا المصلحة اللبنانية
على سواها من المصالح الغربية، ويجنب لبنان شرّ الفتنة النائمة. ألا حمى الله
وطننا الحبيب لبنان."
ثم كانت كلمة نقيب الصحافة
محمد البعلبكي في ختام الندوة:
"سيادة المطران الكريم،
حرصت على حضور هذه الندوة، تركت كل برنامجي اليوم لأحضر هذه الندوة، لان الموضوع
مهم جداَ ونشكر الله ان الله الهمهكم لوضع النقاط على الحروف وهذه الندوة تسهم في
تصحيح التاريخ، مفهوم التاريخ في لبنان يلزمه تصحيح ، تاريخ لبنان وتاريخ العرب
وتاريخ المسلمين بدون تحفظ".
تابع: "في يوم من الأيام قامت
منظمة الأونيسكو بإصدار لائحة ذكرت فيها اللغات المهدّدرة بالإنقراض في العالم: من
جملة اللغات إنقراض اللغة العربية، فهذا أمر استفز السيدة بهية الحريري بوصفها
رئيسة اللجنة البرلمانية لشؤون التربية، فدعت إلى مؤتمر في صيدا شارك فيها اساتذة
اللغة العربية في المدارس الأبتدائية والثانوية والجامعات ودعت كذلك السفراء العرب
والأجانب والصحافة بشخص نقيبها للمشاركة، فقلت: "أكيد هذا التقريرغلط أكيد
حتماً غلط، لأنه يجب أن نعترف أنه ما زال في كتاب قرآن كريم، اللغة العربية لا
تنقرض، وأردفت: "لكن إذا صحّ ذلك فقد بات علينا أن نستنفر نخوة اللبنانيين
لإنقاذ لغة القرآن ولا سيما المسيحيين منهم. هذا واقع تاريخي يجب على كل
اللبنانيين والعرب الإعتراف به". فالخدمة التي قدمها اللبنانيون وعلى أخص
الأخص المسيحيين منهم وفي طليعتهم الموارنة الكرام خدمة عظيمة جداً ، فأول قاموس
تألف بالعالم العربي ألفه اللبنانيين. وكرر شكر الصحافة اللبنانية لهذا المركز على
هذه الندوة لكي توضع النقاط على الحروف في هذا الموضوع البالغ الأهمية في حياة
لبنان والمنطقة".
وختم الأب يوسف مونس بقول
البابا فرنسيس:
"أنا آت من بلد قد زال من التاريخ ولم تعيده إلى الجغرافيا إلا
الثقافة". وقدم التحيات لروح المبدع الفنان بيار صادق رحمه الله.
الإعلان عن برنامج تكريم الفنان وديع
الصافي، فنان الوطن والتراث من المركز الكاثوليكي للإعلام 26/4/2013جل الديب, 26 ابريل 2013 (زينيت) - عقد ظهر اليوم، المرشد العام للسجون في
لبنان الأب جوزاف العنداري، ومديرالمعهد العالي للموسيقى الأستاذ حنا العميل،
والعميد إيليا فرنسيس، بمشاركة مدير المركز الكاثوليكي للإعلام، الخوري عبده أبو
كسم، وحضور مرشد السجون في الشرق الأوسط الأب ايلي نصر، مؤتمراً صحافياً،
أعلنوا خلاله عن برنامج حفل تكريم الفنان وديع الصافي، فنان الوطن والتراث، الذي
سيُقام على مسرح انطوان الشويري في مدرسة الحكمة – الجديدة، في تمام الساعة
الحادية عشر من قبل ظهر يوم الاثنين الواقع فيه 6 أيار 2013، برعاية وزير الثقافة
معالي الأستاذ المهندس غابي ليّون، حضره المؤتمر عدد من الإعلاميين والمهتمين. بداية رحب الخوري عبده أبو كسم
بالحضور وقال: "يطيب لنا أن نستقبلكم في المركز الكاثوليكي للإعلام
للإعلان عن مشروع ثقافي بامتياز، ينطلق هذا المشروع الثقافي من سجن روميه
بفضل إرادة طيبة لأشخاص غامروا في أن يجعلوا من صورة السجن مدرسة بكل ما للكلمة من
معنى".
وتابع "من يسمع بسجن روميه
يتبادر إلى ذهنه الإعتصامات داخل السجن، صورة ملبدة كي لا نقول سوداء عن هذا
السجن، لكن اليوم مع أصحاب الإرادة الطيبة سوف نبين ونُظهر الصفحة البيضاء من هذا
السجن لكي نقول أننا بالإرادة الطيبة نستطيع أن نحمي كرامة الإنسان ولو كان سجيناً
وأن نجعل منه إنساناً يظهر روح الطيبة وربما يكون قد إرتكب خطاْ وجلى من لا يخطأ
لكن هذا الخطأ لا يجب أن يدمرالإنسان وصورته وصورة الله في هذا الإنسان لإننا نؤمن
أننا كلنا خلقنا على صورة الله ومثاله".
وختم بالقول "هذه المبادرة هي
مبادرة شجاعة إنسانية وطنية يجب على كل المسؤولين الذين يتعاطون هذا الشأن، أن
يعملوا كلّ وفق مسؤولياته، ليجعلوا من هذا السجن مدرسة تُخرج للوطن رجالاً
صالحين".
ثم تحدث الخوري جوزاف
العنداري فقال:
"تأسّست المرشدية العامة للسجون
في العام 1996. هي مؤسّسة كنسيّة منبثقة من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في
لبنان ومنضوية تحت إشراف اللجنة الأسقفيّة «عدالة وسلام». ومن أهمّ
أهدافها مرافقة المساجين وعائلاتهم روحيًّا ودينيًّا، لا سيّما
الخدمات الإجتماعية والقانونيّة والصحيّة والنفسيّة والطبّية والثقافيّة
والفنيّة....".
تابع: "نؤمن أنّ كلّ سجين وسجينة
هم إخوة لنا. لذا، وَجَب علينا الوقوف إلى جانبهم في محنتهم الصعبة، نصغي إليهم،
نفكّر معهم، نفتّش وإيّاهم عن الأسباب والأمور التي أوصلتهم إلى ما هم عليه، كي
يعترفوا بجرائمهم المرتكبة وذنوبهم المقترفة، فيندموا عليها ويُكفّروا عنها، للعمل
سويًّا على إعادة الإدماج في المجتمع."
أضاف: "في العام 2002، وانطلاقاً
من هذا المفهوم الإنساني، ومن بين البرامج والنشاطات التأهيلية، وُلدت فكرة تأسيس
فرع للموسيقى في سجن روميه، فوقّعت المرشدية العامّة للسجون بروتوكول تعاون مع
المعهد الوطني العالي للموسيقى – الكونسرفتوار والمديريّة العامّة لقوى الأمن
الداخلي - موسيقى قوى الأمن الداخلي، بهدف تحقيق هذه الفكرة ووضعها حيّز
التنفيذ."
وأشار: "إلى أنّّ الموسيقى تصقل
النفس وتهذّبها وتشفي الجراح وتعالج الأمراض وتثقّف الإنسان، فكيف السجين؟ فبعد
عشر سنوات ونيّف من العمل الدؤوب في هذا الفرع الموسيقي في سجن روميه، تخرّج
العديد من الطلاّب، منهم من أصبح في عالم الحريّة، ولا يزال يتابع دروسه في معهد
الوطني العالي للموسيقى – الكونسرفتوار، ومنهم من لا يزال حتى اليوم يتابع دروسه
الموسيقيّة: النظريّة والتطبيقية، داخل سجن رومية.
ثم كانت كلمة الأستاذ حنا العميل
فقال: هذا الإنجاز الإنساني
والتربوي في دور الإصلاح والتاهيل- السجون هو ثمرة جهد وتعاون منذ سنة 2000 بين
المعهد الوطني العالي للموسيقى – الكونسرفتوار برئاسة الرئيس الراحل د. وليد
غلمية، والمرشدية العامة للسجون، والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي- موسيقى قوى
الأمن الداخلي المتمركزة في سجن رومية". هذا التعاون الإنساني والذي يعتبر
الأول في الشرق الأوسط لجهة تعليم الموسيقى في دور الإصلاح والتأهيل – السجون، أخذ
بعداً علاجياً وتثقيفياً لشريحة من الناس هم بامس الحاجة إليه".
تابع: "لقد تابع العشرات من
نزلاء سجن روميه هذه الدورات الحرّة كثقافة عامة وخاصة في موضوع الموسيقى العلاجية
التي لاقت رواجاً، وحصلنا معها على نتائج ملموسة لجهة إحساس السجناء بالراحة
النفسية والجسدية، كما ظهر لاحقاً في إفاداتهم المرئية والمسموعة أمام الإعلام
المحلي والعالمي".
وختم بالقول: "يمكن الإشخاص عند
خروجهم من السجن متابعة دراستهم في المعهد الوطني العالي للموسيقى أو غيره...
ويكون لهم ذلك عضداً وخاصة عندما ينالون شهادات تقدير تعطي الفكرة الحسنة عنهم
وتمحو بعض عذاباتهم، وتوّجه بالشكر إلى كل من ساهم في إنجاح هذا المشروع لا سيما
المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ممثلة بالمقدّم زياد مراد، والمرشدية العامة
للسجون ممثلة بالأب ايلي نصر، والعميد الدكتور إيليا فرنسيس وأساتذة الكونسرفتوار
ولمعالي وزير الثقافة الأستاذ كابي ليون وللفنان الكبير وديع الصافي أطال الله
بعمره، ولمدرسة الحكمة الجديدة لإستضافتها هذا الحدث".
وأختتم المؤتمر العميد
الدكتور إيليا فرنسيس بتقديم برنامج الاحتفال فقال: عرّيف الحفل الصحافي الأستاذ حبيب يونس، يفتتح بالنشيد
الوطني اللبناني ونشيد السجين، كلمات الشاعر يونس الأبن، ألحان العميد إيليا
فرنسيس.
القسم الأول: طلاب
الكونسرفتوار – فرع سجن روميه بقيادة الأستاذ أندريه سويد، أهلاً وسهلاً (من التراث الرحباني)، وإيماني
ساطع (من التراث الرحباني).
القسم الثاني:كلمة العائلة
للعميد إيليا فرنسيس ثم يعرض "تلفزيون المحبّة" ريبورتاجاً عن الفنان وديع الصافي.
القسم الثالث: تحية من طلاّب فرع الكونسرفتوار وموسيقى قوى الأمن الداخلي
بقيادة العميد ايليا فرنسيس إلى الفنان الكبير وديع الصافي، في مناسبة يوبيله
الماسي، طلّوا حبابنا، كلمات وألحان الفنان زكي ناصيف،
غناءالأستاذ وديع الصافي، ثم لبنان
لنا، كلمات الأستاذ خليل السيقلي، ألحان العميد
ايليا فرنسيس، توزيع المقدّم
زياد مراد،.غناء طلاب فرع روميه، ثم الحرية عاشت
فينا كلمات الشاعر جوزاف أبي ضاهر، ألحان وغناء
الأستاذ وديع الصافي.
القسم الرابع: كلمة الأستاذ
حنا العميل، رئيس المعهد الوطني العالي للموسيقى – الكونسرفتوار يليها تمارين صوتيّة مع الأستاذ أندريه سويد، الطالب
سيمون دنيا على الأورغ (تحية لروح الأستاذ جورج فرح)، الطالب
الياس السبعلي على آلة ريكوردر (Flûte) (من المنهاج الرسمي)، الطالب جورج بوغويان
على الغيتار والإيقاع ، الطالب عبد الناصر المقداد على
الأورغ (نشيد الفرح لبتهوفن) ، الطالب حسين النوري على آلة
العود (من المنهاج الرسمي)، الطالب نجيب فريحه على آلة
الأورغ (من المنهج الرسمي)، الطالب محمد الأطرش على آلة
العود (من المنهاج الرسمي)، الطالب الياس السبعلي على آلة
الأورغ (من المنهاج الرسمي)، وتوزيع الشهادات على الطلاب: 11
شهادة علميّة و5 شهادات تقدير
القسم الخامس:كلمة المرشد
العام للسجون، الخوري جوزاف العنداري، ووجدانيات من الطالب الياس السبعلي إلى الأستاذ وديع الصافي. وأخيراً توزيع
براءات التقدير.
القسم السادس:عتابا، كلمات وألحان الأستاذ وديع
الصافي،غناء طلاب فرع روميه،وفكّوا القيود، كلمات
وألحان الطالب حسين النوري.
القسم السابع: كلمة راعي
الاحتفال معالي
الوزير الأستاذ المهندس غابي ليون، ثم الفنان شادي عيدموني
والفنانة كارول عون وموسيقى قوى الأمن الداخلي بقيادة المقدّم زياد مراد، الحرية:
طلعنا على الضو (من التراث الرحباني) غناء الطلاب مع موسيقى
قوى الأمن الداخلي ثم صورة تذكاريّة.
النساء... حلفاء السلام مداخلة المونسنيور شوليكاتبقلم ألين كنعان
روما, 26 ابريل 2013 (زينيت) - إنّ الكرسي الرسولي يشجّع النساء على
أن يكنّ "حلفاء السلام" وذلك عبر تفعيل أدوارهنّ في المجتمع والمشاركة
في أخذ القرارات في حلّ النزاعات. وكان للمونسنيور فرنسيس شوليكات
المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة في نيويورك رأي بهذا الخصوص
فشدّد على الدور الذي يمكن للمرأة أن تضطلع به من أجل بنيان السلام.
وقد استنكر كلّ أشكال العنف الجنسي
التي تُجحف بحق المرأة كالاغتصاب والتعقيم القسري والاختطاف لأغراض الاستغلال
الجنسي.
من هنا، شدّد الكرسي الرسولي على
أهميّة اتخاذ تدابير وقائية كإيصال صورة عادلة عن المرأة في المجتمع. وقد سلّط
الضوء على اعتماد خطط وقوانين تحمي الضحايا من العنف وتحميل مسؤولية كلّ من يرتكب
الأذية بحقهنّ.
كما لم ينسَ الكرسي الرسولي
"المرأة الحامل" التي يجب أن تحظى بالعناية والدعم والنصائح والمساعدة
من أجل أن تستطيع تلبية حاجاتها المادية والاجتماعية والروحية في خلال فترة الحمل
وبعدها أو إفساح المجال أمامها لإمكانية إيجاد عائلة تتبنّى منها طفلاً.