تأمل في الذكرى الثالثة لأستشهاد الأب رغيد كني : الخور أسقف فيليكس الشابي
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 60486مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: تأمل في الذكرى الثالثة لأستشهاد الأب رغيد كني : الخور أسقف فيليكس الشابي الأحد 6 يونيو 2010 - 13:50
تأمل في الذكرى الثالثة لاستشهاد الاب رغيد كني الخوراسقف فيليكس الشابي
أتوقف للحظات قليلة وانا ذاهب لاحتفل اليوم بقداس عيد الجسد وفيه يصادف ذكرى رحيل الاب رغيد كني يوم 3 حزيران 2007.
رغيد، الكاهن الغيور.. الكاهن النشيط.. الكاهن المتفاني في سبيل الاخرين. عرفته منذ صباه.. كان نشيطا ورياضيا بالبدن، وكان نبيها حاذقا الذهن. مزج بين حياة المدينة التي ولد واستشهد فيها، وحياة الريف التي كان يقضي فيه عطل نهاية الاسبوع.. كنت التقيه انذاك في عطل نهاية الاسبوع. كان فريق الكرة يزداد كما ونوعا بحضور رغيد واخيه فراس. حيث كانوا يزيدون من نشاط اللعبة.. ويقدموا لنا افضل الفنيات المستوردة من الخارج.. كانت الفرحة تغمرنا لانه كان دائم الضحك. دائم المساعدة.. يرفع من معنويات فريقه. ويعتني حتى بالذين ليسوا اقوياء باللعبة.. هذا كان رغيد الصبي
اما رغيد الكاهن..
فلم يختلف كثيرا، الا ان انسانيته تطبعت باللاهوت الذي غرفه من كليات الفاتيكان. لقد رايت رغيد التلميذ في السمنير في روما وهو رجل وقور رزين. يفكر ويجعلك تفكر معه قبل ان ياخذ القرار. يجعل الجماعة تفكر معه بحيث يوافق الكل معه. فيطبق نفس منهجية لعب كرة القدم التي كان يبدع فيها. تعاون مع اصدقائك على اتخاذ القرار وبالتالي ستكون انت الرابح.
هكذا.. ما كنا نجتمع في روما للقاء بعضنا البعض الا وكان رغيد بيننا، للصلاة وللاجتماع الاخوي. لقد عرفنا طعم الاخوة، وذقنا طعم المحبة، وعشنا طعم الصداقة، وتعلمنا طعم خدمة الاخرين، كلنا مع بعض، كل ذلك تعلمناه من مثال سيدنا يسوع المسيح والانجيل، ولكن عشناه مع بعضنا ككهنة.
هكذا رجع رغيد للخدمة والتضحية في العراق، وفي الموصل. تلك المدينة التي احبها جدا، بحيث كان يقول دائما "انا مصلاوي". كان الاب رغيد حين رأيته قبل عام من استشهاده مختلف قليلا. كان يبدو الخوف عليه قليلا، رغم محاولته اخفاء ذلك. كان قد ذاق طعم *** من يوم قيد في المطرانية القديمة وفجرت وهو هناك!
وهكذا لم يتركه الاشرار ليكمل مسيرة كهنوته.. فقد لاحقوه الى كنيسة الروح القدس، وخطفوا البسمة التي كانت مرسومة على شفتيه طوال الوقت.. ظنوا انهم يقتلون الروح.. لكنهم لا يعلمون سوى انهم قادرون على قتل الجسد. فروح رغيد حية باقية فينا. وبسمته تظل بركة في كنيستنا، لتضمد جراح المجروحين والمخطوفين والمبعدين والمعزولين والمهجرين...
اليوم يا رغيد نصلي معك ولاجلك في ذكرى استشهادك.. انت لم ترحل ابدا، لان الجميع يعرف من انت.. ويعرف مقدار كأس التضحية الذي ذقت.. انت خالد في قلوبنا وصلواتنا، في ضميرنا وايماننا.. لانك بكر شهداء كهنة الكنيسة الكلدانية في الالف الثالث وشفيع كنيسة العراق المتالمة...
محبك
الخوراسقف فيليكس الشابي
******************************************
تأمل في الذكرى الثالثة لأستشهاد الأب رغيد كني : الخور أسقف فيليكس الشابي