المجمعات السكنية

عندما ينتقل الانسان للعيش الى مكان اخر (مضطرا او مخيرا)فان اول ما يخطر على باله هو المقارنة بين الواقع الذي كان يعيشه والواقع الجديد واهمها المسكن ,حيث تختلف الاجواء عليه كليا,وبما ان العراقي توزع على مختلف ارجاء الدنيا فلابد ان تكون هناك اكثر من مقارنة ,انا هنا اقارن بما شاهدته واعجبني.
اول ما لفت انتباهي وانا ادخل مدينة هيوستن هو كثرة الاسيجة التي تحيط بمباني سكنية متوزعة بكثرة فاندهشت اول الامر وراحت بي الافكار بعيدا ولكن بعد دخولي احد هذه المجمعات تيقنت للامر.
اول ما سألت نفسي لماذا لا يكن لدينا مثل هذه النماذج للسكن في العراق وخاصة انها تلبي الحاجة لاغلب الناس؟
هذه المجمعات بنيت اساسا للمهاجرين وهي ذو نسق جميل وتختلف الواحدة عن الاخرى من حيث التصميم الداخلي والخارجي ولكنها كلها مصممه للعيش براحة وانا فعلا احسست انها تلائم المجتمع العراقي كثيرا:
لنأخذ مثلا مساحة كيلومتر مربع واحد ونسيجه ويقسم الى وحدات سكنية ,كل اربع وحدات (2 اسفل و2 اعلى)بلوك واحد ومنفصلة الواحدة عن الاخرى(وهذا ملائم لطبيعة المجتمع العراقي)ومساحة الوحدات الاربع كلهالنفرض 450 متر مربع اي كل وحده 225 متر مربع( وطبعا هناك اقل او اكثر حسب عدد الغرف )ومجهزةبوسائل الراحة المهمةوالخدمة كالماء الحار والبارد واجهزة التدفئة والتبريد وغيرها,وبين كل مجموعة وحدات , ساحة لوقوف السيارات ومتنزه صغير للاطفال وكذلك مكان مخصص للنفايات, ويكون هناك ادارة للمجمع تشرف عليه مع قسم خاص للادامة والصيانة.
بعد هذا العرض الموجز ندخل الى الجدوى الاقتصادية ,تستطيع اي شركة مقاولات (خاصة او عامة)ان تقوم ببناء المجمع ولنقول مثلا 500 وحدة سكنية اي كيلومتر مربع واحد فانه لايحتاج الى خبرات عالية او معقدة فالايدي العاملة متوفرة والمواد الاولية متوفرة والاراضي متوفرة فلا يحتاج سوى الى اجازة للعمل ,وهناك مهندسين اكفاء ومهرة للقيام بتصميم ملائم للفرد العراقي ولا بأس من الاستفادة من خبرات الدول الاخرى في هذا المجال وانتقاء ما يفيد المجتمع العراقي,المهم هي الفكرة.
هذه المجمعات ستفيد خاصة ذوي الدخل المحدود وتكون متاحا لكل عراقي لان العملية ستكون تجارية بحتة وتنافس بين الشركات,وبهذا نكون قد حققنا ما يلي:
1-توفير الاف فرص العمل للعاطلين عن العمل في كل الاختصاصات .
2- تشغيل المشاريع الانتاجية للمواد الاساسية المستخدمة في البناء.
3-استغلال المساحات الواسعة من الاراضي لتحويلها الى مجمعات سكنية ذات مناظر جميلة تضفي جمالا للمدن العراقية.
4- توفير سكن مناسب ومريح للكثير من العراقين ذوي الدخل المحدود.
5-تنشيط الاقتصاد العراقي وتحريكه بقوة جراء هذه المشاريع.
اعتقد انه بامكان الشركات الخاصة للمقاولات ان تقوم بالاستثمار في هذا المجال وحتى الحكومية اذا تتلقى دعما من الدولة لحل هذه المشكلة(واخر تصريح لمسؤؤل يقول ان ازمة السكن تحتاج الى 20 سنة لحلها؟)
انا طرحت الفكرة من وجهة نظر اقتصادية بحتةواطلب من اصحاب الرأي والمختصين دراسة الفكرة مع الشركات المختصة والمقاولين واظن انه ليست هناك خسارة في دراسة المقترح وتطويره مع اهل الاختصاص فربما فاتني الكثير مما لا علم لي به وبصراحة انا اردت الاختصار لكي لا اطيل الموضوع وانا مستعد للاجابة على اي استفسار بخصوص الناحية الاقتصادية ,لاننا في العراق بعد التوجه الى السكن العمودي وهولا يلائم طبيعة العراقيين ولكون هذا النموذج هو الاقرب الى السكن المنفرد ,ولكون البناء غاليا ويكلف كثيرا ,وان هذا النوع يضمن ادارة دائمية للمجمع وتوضع قوانين ولوائح تحدد كيفية السكن والالتزام بالضوابط وادامه وصيانة دائمية فنكون قد وفرنا الكثير وعجلنا في حل ازمة السكن ولو ان البداية ستكون صعبة نوعاما ولكن بعد ذلك ستكون هذه النماذج مطلوبة من المواطنين بعد ان يعرفوا مزاياها وكذلك الشركات المنفذه بعد ان يحققوا ارباحا لهم مضمونة ولمدة طويلة لان الاندثار في هذه الوحدات يكون مدته طويلة وهذا في الحسابات الاقتصادية مردوده مشجع ومغري.
اخيرا شكرا جزيلا للسماح لي لابداء الرأي واطلب من المختصين ان يدلوا بدلوهم اذا اعجبتهم الفكرة ولو( للمناقشة فقط)كهيكل جديد يدخل الى سكن الفرد العراق, وليس كتنفيذ, بل للتشاور وابداء الاراء حول هذا الموضوع لنصل الى نتيجة منطقية لعلنا نسهم معا في معالجة موضوع حيوي ومهم للعراق الغالي العظيم,وفقنا الله جميعا .

هيثم جبوري

هيوستن