عدم تناسب بين المقدرات المرصودة للأمن في العراق والنتائج المحققة على الأرض
حكومة نوري المالكي في العراق تلعب ورقة الدعاية درءا لشبهة الفشل الكامل في الملف الأمني والعجز عن حماية الأرواح والممتلكات، وخبراء يؤكدون وجود صلة بين انعدام الأمن والفساد الحكومي. بعقوبة – بدأت قوات الأمن العراقية عملية عسكرية كبيرة لملاحقة تنظيم القاعدة في مناطق متفرقة من محافظة ديالى، شمال شرق بغداد، أطلق عليها «صولة فرسان دجلة»، وأتت كجزء مما كانت حكومة نوري المالكي قد أعلنته من تغيير في خططها الأمنية لمواجهة موجة العنف المتصاعدة التي تضرب البلد منذ أكثر من شهر. وقياسا على الحجم الهائل للخسائر البشرية التي حصدها العنف مؤخرا في العراق، تبدو العملية متأخرة وتستهدف الدعاية الإعلامية للحكومة التي تواجه اتهامات متزايدة بالفشل الكامل في الملف الأمني وبالعجز عن حماية البلد وأرواح مواطنيه. وفي صورة تعكس الوضع الأمني بالبلاد، ارتفعت أمس حصيلة ضحايا سلسلة التفجيرات التي هزت عديد المناطق العراقية أول أمس الإثنين إلى 73 قتيلا، وأكثر من 250 جريحا. وعن «صولة الفرسان»، قال الفريق الركن عبد الأمير محمد رضا الزيدي قائد عمليات دجلة، لوكالة فرانس برس إن «عملية واسعة انطلقت بعد منتصف ليلة الاثنين في مناطق متفرقة في محافظة ديالى بهدف تفتيش ومداهمة مناطق يعتقد أنها معاقل لتنظيم القاعدة». وأضاف أن «العملية أسفرت حتى (الثلاثاء) عن مقتل ثلاثة من قادة تنظيم القاعدة واعتقال 14 آخرين، خلال اشتباكات مسلحة وقعت في منطقة حمرين» الواقعة في شمال شرق محافظة ديالى. وأكد الزيدي أن العملية تنفذ في مناطق متفرقة بينها المقدادية وأبو صيدا وغيرها. ومن جانبه أكد ضابط برتبة عقيد في الجيش «مشاركة أربعين ألف مقاتل في العملية». واستخدام هذا العدد الكبير من المقاتلين في العملية يثير قضية عدم تناسب النتائج مع المقدّرات البشرية والمادية المسخرة للملف الأمني في العراق، حيث يذهب مقدار هائل من ميزانية البلد للقوات المسلحة على حساب التنمية والبنية الأساسية دون أن تكون النتائج في حجم المصاريف. وكثيرا ما حامت شبهات فساد حول صفقات تسليح للجيش والشرطة في العراق أشهرها شراء معدات للكشف عن الألغام والمتفجرات تبين أنها وهمية وأقرب إلى لعب الأطفال. ويقول خبراء إن الوضع الأمني في البلاد ليس منفصلا تماما عن موضوع الفساد. وفي بلد يباع فيه كل شيء بالمال، ويعرف نسبة مرتفعة من الفساد الحكومي، يذهب البعض إلى أن أسرار المؤسسة الأمنية تباع للإرهابيين من قبل بعض أبناء المؤسسة. وأضاف ذات الضابط أن «قوات من الجيش والشرطة تشارك في تنفيذ العملية في مناطق متفرقة شمال شرق محافظة ديالى بينها المقدادية وجلولاء وحمرين». وتشارك مروحيات لمساندة القوات التي تنتشر لتفتيش هذه المناطق. وسبق انطلاق العملية بساعات قليلة قيام مسلحين مجهولين بنصب حاجز وهمي وخطف وقتل خمسة سائقي شاحنات على الطريق الرئيسي في منطقة حمرين شمال شرق بعقوبة. وتعد محافظة ديالى ذات الغالبية السنية، وكبرى مدنها بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد)، من المناطق المتوترة وتشهد أعمال عنف شبه يومية. وكانت ديالى حيث قتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي في يونيو 2006، من المعاقل الرئيسية لتنظيم القاعدة خلال الأعوام الماضية.
حكومة بغداد تداري العجز الأمني بـ «صولة فرسان» متأخرة