البيت الآرامي العراقي

بلداتُنا المسيحية في سهل نينوى الشرقي بين مطرقة الدخلاء وسندان الأصلاء Welcome2
بلداتُنا المسيحية في سهل نينوى الشرقي بين مطرقة الدخلاء وسندان الأصلاء 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

بلداتُنا المسيحية في سهل نينوى الشرقي بين مطرقة الدخلاء وسندان الأصلاء Welcome2
بلداتُنا المسيحية في سهل نينوى الشرقي بين مطرقة الدخلاء وسندان الأصلاء 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

 بلداتُنا المسيحية في سهل نينوى الشرقي بين مطرقة الدخلاء وسندان الأصلاء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
siryany
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
avatar


بلداتُنا المسيحية في سهل نينوى الشرقي بين مطرقة الدخلاء وسندان الأصلاء Usuuus10
بلداتُنا المسيحية في سهل نينوى الشرقي بين مطرقة الدخلاء وسندان الأصلاء 8-steps1a
الدولة : الدانمرك
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 8408
مزاجي : أكتب
تاريخ التسجيل : 13/09/2012
الابراج : الجوزاء

بلداتُنا المسيحية في سهل نينوى الشرقي بين مطرقة الدخلاء وسندان الأصلاء Empty
مُساهمةموضوع: بلداتُنا المسيحية في سهل نينوى الشرقي بين مطرقة الدخلاء وسندان الأصلاء   بلداتُنا المسيحية في سهل نينوى الشرقي بين مطرقة الدخلاء وسندان الأصلاء Icon_minitime1الخميس 27 يونيو 2013 - 9:49






بلداتُنا المسيحية في سهل نينوى الشرقي بين مطرقة الدخلاء وسندان الأصلاء Image

بلداتُنا المسيحية في سهل نينوى الشرقي بين مطرقة الدخلاء وسندان الأصلاء


تتفاقم الأزمة في منطقة سهل نينوى الشرقي وفي البلدالت المسيحية خاصة، بين تيارات متناقضة الأهداف والوسائل، بعد أن تدافعت نحوه كيانات طامعة عديدة من خارج محيطه الطوبوغرافي الطبيعي، في سعيٍ حثيثٍ للنيل مِن أصالة نسيجه المجتمعي الذي حافظ القدماء الأصلاء فيه على أمانته وصانوا احترامهم له طيلة السنوات المنصرمة. ومع حلول الاستحقاق الانتخابي لمجلس محافظة نينوى الأخير، احتدم الصراع الفكري والسياسي بين قوى داخلية تؤمن باستقلالية مناطقها وبقدرة أبنائها على إدارة شؤونهم بأنفسهم دون تدخّل من قوى خارجية دخيلة تدعمها ذيولٌ محلية مدفوعة الأجر. والعتب في ذلك يقع أولاً على نفرٍ من أهل المنطقة ممّنْ كانوا ومازالوا يدّعون حرصهم الظاهري على مصالح البلدات المسيحية بتسليمهم مفتاحها وقَدَرِها للقوى الكردية التي نصّبت نفسها وصيًّا على مناطق الأقليات دون تفويض، بهدف السيطرة عليها قسرًا. وكلُّ ذلك يحصل في ضوء ضعف الحكومة المركزية العاجزة منذ أكثر من عشر سنوات بوضع حدّ للعديد من التجاوزات والخروقات التي تمسّ الحياة الوطنية  اليومية لأهالي المنطقة. وما ظاهرة بروز قوى جديدة فكريًا وسياسيًا في المنطقة في الآونة الأخيرة، سوى مؤشرٍ على رفض ما يُخطّط له من دسائس ومشاريع لا تخدم المصلحة الوطنية العامة للمنطقة والتي يسعى الأصلاء فيها لبناء شخصية استقلالية محايدة في الصراع العربي- الكردي، بانتهاج سياسة العيش الوطني المشترك مع الجيران المختلفين عنّا إثنيًا ودينيًا والمتفقين معنا حول حقنا في استقلالية مناطقنا.
الأصلاء معدنُهم لا يتغيّر
ذات مرة، وأنا في طريقي بين بغداد المتألمة وأربيل المتبخترة ب"عصرها الذهبي"، قرأتُ يافطة تقول:" لا شرف لِمن يتاجر بالوطن وأهلِه". وتبادر إلى ذهني، ما يقوم به بعض أصحاب النفوس الضعيفة من المنتفعين مِن ظروف البلد الفوضوية بتغليب مصالح ذاتية ضيقة لا تخدم البلد عامةً ومناطقهم خاصةً، بقدر ما توسّع هوّة المسافة بين شريحة تؤمن بنضوج فكري وعقلاني واتزان في المواقف، وبين إصرار شريحة مستفيدة تابعة وغير مستقلة في الرأي والفكر وقراءة الأحداث. والسبب في هذه الإشكالية، يعود للضعف والجهل بقراءة التاريخ ووصف الأحداث، وكذا لسيادة الفراغ في عقول البعض الآخر ممّن ارتأوا سلوك نهج  التوابع الخاضعين للقادم الغريب دومًا. وهي سمة خاطئة قائمة عندنا ومترسخة في دمائنا، بكون الغريب الدخيل أكثر كرامة وأينع فكرًا وأحقّ قدرًا. فقد اعتدنا الخضوع لكلّ قادم غريبٍ، متناسين بل متجاهلين ما فينا من قوى وجدارة وكفاءة بإمكانية قيادة أنفسنا بأنفسنا. فالنبيُّ دومًا، ليس مقبولاً وسط أهله وبني جلدته، رغم توفر الرؤية البعيدة المدى في قراءته للماضي وقدرته على رسم المستقبل بالاعتماد على الحاضر.
أصحابُ المبادئ، لا يمكن شراء ذممهم مقابل تسليم مفتاح بيتهم وبلدتهم ووطنهم، والسبب بسيط، لأنهم أصلاء ولا تهزّهم الرياح العاتية مهما طغت واشتدّت سرعتُها بسبب تسارع الأحداث الفوضوية. ومَن يقبل بعرض مبادئه للبيع في سوق البازار الرخيص، يتوهم أنه قادر أن يصل إلى مبتغاه وأن يحافظ عليه ويبقيه مُلكًا حلالاً. فما بُني على باطل، يبقى باطلاً، حتى لو ملكّ الدنيا وأوراقها الزائلة ومناصبَها الفانية. وكذا كلُ من ضحّى بصداقة عميقة لكسب رهانٍ ماديّ خاسرٍ، فمصيرُه الإفلاسُ عاجلاً أم آجلاً . أمّا مَن ينكر جميلاً وينسى معروفًا تعلّق بعنُقه، فإن التاريخ سينكرُه ويجعلُه مع المفسدين في الأرض والآخرة.
الاستقواء بالغريب سمة الضعفاء!
عجيبٌ أمرُ نفرٍ مِن أبناء شعبنا المسيحي، فهُم لا يستطيعون إلاّ على أبناء جلدتهم، ولا يقوون إلاّ على بعضهم البعض في القذف والقدح والتشهير، باستقوائهم بالغير، الغرباء على محيط أهلهم وبلداتهم، عارضين جواهرَهم قدّام هذا الغير، بأثمان بخسة. وهم بذلك، لو كانوا على دراية بنتائج فعلتهم، فتلك مصيبة، وإن كانوا يجهلون خطورة هذه الفعلة، فتلكم هي  الطامة الكبرى. ومن حقنا السؤال: لِمَا الاستقواء بالغير الغريب هذا؟ وما الدّاعي لطرح جواهرنا للغير، طالما فينا مشاعل من الحكمة والرشد والعلم والدراية بشعابِ أهلِنا ومستقبل أولادنا وبناتنا؟ ولماذا لا نبني جسورًا منيعة مع هذا الغير، عوض عرض بضاعتنا الثمينة أمامه في سوق البازار الرخيص؟ وبذلك تُحفظ لنا كرامتًنا وهيبتنا ومكانتنا في الوطن الواحد، منطلقين من موقع "قوّة إيجابية" لتفعلَ فعلَها وسط المجتمع العراقي مِن شماله إلى جنوبه، كما أشار إلى هذه النقطة رأس الكنيسة العراقية، غبطة البطريرك لويس ساكو، ذات مرّة. ولعلَّ ما قام به غبطتُه من مبادرات أخيرة لجمع القادة العراقيين حول طاولة واحدة، لهو الدليل القاطع على امتلاك المسيحيين مثل هذه "القوة الإيجابية" في التفاعل مع المجتمعات المختلفة في البلاد.
ورُبَّ سائلٍ يقول، هل يمكن أن تستمرّ المجتمعات المسيحية في سهل نينوى ذليلة، خانعة، خاضعةً للغريب القادم من خارج أسوار بلداتها، وكأنّها خالية وخاوية مِن رجالٍ ينحدرون مِن ظهورِ رجالٍ صائني الأمانة قولاً وفعلاً وعزيمةً، بالرغم من فسحة العمل المتاحة في غابر الأزمان؟ هذه الأسئلة كلُها وغيرُها، تبادرت إلى ذهني، حين تمعنتُ في ما حصل في الدورة الأخيرة لانتخاب مجلس محافظة نينوى. فقد رايتُ نفرًا ممّن دفعهم الاستقواء بالغير، يتراكضون كالزنابير المدسوسة لعضّ كلّ مَن يختلف مع هذا الغير الغريب ونفثِ ما استطاعوا مِن سمومٍ تشهيرية وتسقيطية وترويعية بقصد الإساءة والتسقيط، ولسان حالهم يقول: " أبويا ما يقدر إلاّ على أمّي"! وإن كانوا قد حصلوا على ما خططوا له وأرادوه بهذه الوسائل البائسة وغير الديمقراطية وبالترغيب والتهديد والوعد الخائب والوعيد المتسلّط، فهذا ليس مِن شيم الرجال الأصلاء، فهؤلاء الأتباع قد أصبحوا هم أيضًا دخلاء على بني جلدتهم مع مَن يقف وراءهم قائدًا للأوركسترا الانتفاعية الرزيلة.
إسفافٌ في المواقف
إنّ مثل هذا الإسفاف في التبعية للغير الغريب، كان يُفترض به أن أصبح مِن الماضي، بعد زوال أعذاره بزوال الأنظمة الشمولية السابقة. ومِن ثمَّ، ليس من الصحيح، تكرار ذات المواقف وذات الأساليب في حكم مجتمعات يُفترض أن تكون قد دخلتها أفكارٌ متحرّرة بفعل العولمة والتمدّن والنهج الديمقراطي الذي ارتضاه عموم الشعب العراقي بعد السقوط الدراماتيكي في 2003. صحيحٌ، أنّ طبيعة مجتمعاتنا المسيحية المسالمة، تحترم هذا الغير الغريب فطريًا، إيمانًا منها بتثبيت وشائج المحبة والمودة مع غيرها من المجتمعات المختلفة عنها. ولكن، ليس إلى الدرجة التي تخسر معها حريتها وجدارتَها وحقوقها الكاملة وغير المنقوصة من خلال الاكتفاء بما يُغدق عليها مِن فُتات الحسنات الرزيلات مِن أطرافٍ لها غاياتٌ ونوايا مبطنة. أمّا أَنْ ينساقَ إلى حضيض هذا السلوك، شيوخٌ بثيابٍ دينية، ممّن حدّتهم سنوات العمر بالعبر والدروس، دون أن يرعووا أو يغيّروا قيدَ أنملة ممّا بدأوا به خطآً، فتلكم هي المصيبة الكبرى! فما أبشعَ هذا الصنو من الرجال، من أية ملّة أو طائفة أو دين، من الذين يتخاذلون ويضعفون أمام أحكام ومغريات الجاه والمال والسلطة. أمّا في الجاه فهذا مرتعُهم، وأمّا في المال فهذا ديدَنُهم، وامّا في السلطة فبسبب سحب البساط من تحتهم، ما دفعهم، للتمرّد والتمادي على رئاساتهم واستخفافهم بها وبرجالها وبتنصيب شخصهم قائدًا لأوركسترا مرحلية فاقدة الأهمية وهزيلة الفكر والمنطق والأفق. فكيف بهذا الصنو وأتباعه أن يقودوا مجتمعًا أصيلاً وُلد من رحم رجالٍ أشدّاء ذوي منعة وشكيمة ورويّة وليس مِن فراغ؟
إنّ مشكلتُنا مع الجار المختلف عنّا، نحنُ مَن اصطنعَها. أقصد، أنّ مَن اصطنَعها، هُم أناسٌ مِن أتباع مناطقنا وأدياننا من أبناء أهلنا، حين أوهمَ بعضُ هؤلاءِ، الناسَ بوجود هجمة شرسة بتغيير ديمغرافي على خصوصية المناطق المذكورة. وحينها استغلّوا هذه الاسطوانة المشروخة للدقّ على وترها الحساس، موغلين ما استطاعوا في الطعن بمنطق وحقيقة العيش المشترك بين جميع أبناء المنطقة، وهو منطق لا يقبل التشكيك والاستبدال باعتماده على أساس العيش المشترك في  الوطن الواحد الموحد بكلّ قومياته وأديانه. ومَن يرى غير ذلك، فالتاريخ سيذكّرُه بما أتينا عليه ورأيناه صائبًا. أمّا مَن يسيرُ عكس التيار الوطني الصادق وينحازُ لطرفٍ طامعٍ دون دراية لنتائج فعلتِه، فهو يدمّر مجتمَعَه ولا يريد له الخير بسبب تفضيل مصلحته الضيقة التي يرتزقُ منها على مصلحة عموم أهله وبلدته ووطنه الكبير.
مودّة ومحبة وصداقة للشعب الكردي
إنه لمن المؤسف، أن ينتهج البعض مِن أبناء المنطقة في سهل نينوى الشرقي ومنهم إخوة لنا في الدين والوطن، سلوكًا شاذًا للإيقاع بين المجتمعات المختلفة لهذه الرقعة الجغرافية المسالمة، مع القيادة الكردية. فنحن جميعًا، نكنّ لهذه القيادة التاريخية ولشعبها بخاصة، كلّ الاحترام والمودة والتشجيع للنجاح الكبير الذي حققته بتعاون وتنسيق مع مختلف شرائح سكنة الإقليم، ومنهم بعضٌ مِن ابناء شعبنا المسيحي ومن المكوّنات والأديان الأخرى في الإقليم التي وقفت متراصة مع هذه القيادة. بالمقابل، كان ينبغي على هذه القيادة أن تقف على مسافة واحدة ممّن أبقوا على محبتهم لها ولشعبها وتمنّوا لها ولهذا الشعب كلّ خير وازدهار، بعد مرارة الأيام وقسوة السنوات التي خبرها الشعب الكردي وعاشها في غابر السنين العجاف، لا أنْ يفرّطوا بهذه الصداقة بتفضيلهم فريقًا على غيره. فهذا الفريق الأخير، وأقصد "المجلس الشعبي القطاري"، المدعوم حتى نخاع العظم في هذا الوقت بالذات،  ليس أكثر وطنية ولا أقرب حبًا وصداقة للشعب الكردي وقيادته مِمّن يختلف معه في الفكر والوسائل والأدوات التي نعتقد أنها تتقاطع مع النهج الديمقراطي الواضح مع التسمية التي يحملها الحزب الديمقراطي الكردستاني الداعم والراعي لها. وهذا السلوك الأخير الصادر من بعض رموز هذا الحزب العريق في منطقة سهل نينوى وفي قضاء الحمدانية بالذات، لا يليق بسمعته، بقدر ما يفرّط في العلاقة بين الأطراف المختلفة.
قد أكون جريئًا وصريحًا أكثر من غيري. ولكن، هذا ما أعتقده جازمًا، بحكم علاقاتي المتميزة مع الكثير من الأصدقاء الكرد، من مدنيين عاديين ومن مسؤولين في الأحزاب والدولة الفيدرالية وفي الإقليم على السواء. أرجو أن تصل هذه الرسالة إلى أعلى قيادة كردية، لغرض تدارك مواقف قادمة غير مستحبة، من شأنها دقّ الأسفين بين الأطراف المتناقضة الوسائل والأهداف  بين سكنة المنطقة والقيادة الكردية. وإنّي لَمِن المتسائلين: لماذا كلّ هذا التمادي من نفرٍ مِن سكنة المنطقة من المنتفعين والمرتزقين عبر قنواتٍ جانبية يدعمها فصيلٌ كردي معيّن بالمال والقوة وأيضًا بالوعد والوعيد. لقد أساءت بعض العناصر التابعة ل"المجلس الشعبي القطاري" الذي يرعاه الحزب الديمقراطي الكردستاني، في سلوكياتها وتصرفاتها، قبل العملية الانتخابية وأثناءها وبعدها. وإنّ من شأن هذه السلوكيات غير المقبولة المتمثلة بالتشهير بمرشحي قوائم تختلف معهم وتمزيق صورهم وخرق القواعد الديمقراطية لهذه العملية الحضارية، شقّ صفوف المجتمع وتأجيج صراعات بين المجتمعات المختلفة وليس المسيحية منها فحسب. وهذا ليس من صالح هذا الفصيل الحزبي العريق بتاريخه. فكيف للإقليم أن ينال رضا أهل المنطقة، وعناصرُه التابعة له تتصرّف وفق سلوكيات التهديد والوعيد والتخويف؟ أهذه هي الديمقراطية التي نؤمن بها جميعًا، أم نعيش نقيضها وتُفرض سلوكيات لا تليق بكيانٍ تاريخيٍّ ثوريٍ؟
وإنّي أكرّر، لن يحصد مَن يريد الإيقاع بين أهل المنطقة مع القيادة الكردية سوى خيبة الأمل والندم. فهذه الأخيرة نكنُّ لها جميعًا كلّ الاحترام والتقدير، بل ونهنّئها ثانية وثالثة وعاشرة على حكمتها في التعامل مع الأحداث، إلاّ في نقطة واحدة تتمثل بسياستها وتفكيرها بضمّ بلداتنا التقليدية ب"ثقافتها العربية" إلى الإقليم. وتلكم هي نقطة اختلافنا، وهي بالتالي نقطة الخلاف أيضًا. وهذه في نظرنا، تصبُّ في نطاق ما هو منبوذ ومرفوض من الجميع، باعتباره هو الآخر نوعًا من التغيير الديمغرافي في حدّ ذاته. نحن نعلم جيدًا، أن الطرف الكردي مدفوعٌ إلى تحقيق هذه الفكرة بأجندة حكومية وبدعمٍ وتخطيطٍ داخليّ وخارجيّ. وكنّا نأملُ، لو ركنَ الإخوة في الإقليم، إلى صوت العقل والحكمة، بدل الانسياق وراء أصواتٍ ناشزة من أبناء المنطقة من الداعمين المشجعين لهذا المشروع والمنتفعين من هذه العملية والسائرين بهذه اللعبة غير مأمونة النتائج. لقد كان الأجدر بهؤلاء المروّجين مِن أهل الداخل والخارج، تقوية عرى الصداقة والمودة والعلاقة التي تربط الشعب الكردي مع شرائح كثيرة، ليس من مسيحيين فحسب، بل ومن القوميات والأديان الأخرى. فهلْ يا تُرى، نسمع قريبًا نداءً أو تصريحًا واضحًا بهذا الصدد ووضع حدودٍ لإسكات الأصوات الناشزة التي انساقت وراء الرأي المروَّج السائد وسط مجتمعات هذه القوميات والأديان؟
لقد قالت الكنيسة ورؤساؤُها كلمتها الواضحة، من أنها لن تتدخل في الشأن السياسي، وأن ذلك متروكٌ للعلمانيين من المثقفين فيهم وأصحاب الرأي السديد، ومن المتنورين الراغبين بتقوية عرى المحبة والألفة والصداقة، ليس فقط مع الشعب الكردي فحسب، بل مع جميع المكوّنات في الوطن الواحد.
إنّ الانصياع الأعمى، لما يُسمّى أحيانًا بضرورات الأمر الواقع، لَهُوَ نوعٌ مِن الضعف وركاكة الفكر وضحالة الأفق. ففي موضوع سيطرة الطرف الكردي على عموم مناطق الأقليات بعد السقوط بسبب عجز الدولة الفيدرالية آنذاك، كان يمكن أن يكون أنصار الرأي المؤيد لتوجهات بيع بلداتنا لهذا الطرف، أكثر إيجابيةً، مِن خلال تعزيز العلائق مع حكومة هذا الطرف تتابعًا وإلحاقًا بما يجمعُنا تاريخيًا مع الشعب الكردي المسالم مِن مودة وصداقة وتبادل منفعة. وكان ذلك ليحصل مِن دون أن نخسر شيئًا من هيبتِنا وشأننا المستقلّ، بدل الاكتفاء بما يُغدق على شريحة ضيقة مِن مكاسب رزيلة تُدفعُ ثمنًا لتلك الصفقة التي يقودها قائد أوركسترا "هيئة شؤون المسيحيين" دون وعيٍ بالنتائج اللاحقة. وما أكثر المناسبات التي يصرّح بها هذا القائد، محبّ المال والجاه والسلطة، بالرغم مِن تحذيره من رئاسة الكنيسة مرارًا، من مغبة التحدث باسم مسيحيي المنطقة والكنيسة، منذ إحالته قسرًا على التقاعد. ونحن نعتقد، أنّ مَن اشترك في مهمة التمادي هذه، عناصرُ كثيرة تمثلت بالتهاون حينًا وبالصمت في أحيانٍ أخرى، سواءً مِن جهاتٍ مؤثرة، دينية أو مدنية ومنها أيضًا مَن في الحكومة المحلية، من الذين خافوا على منافعهم المتأتية مِن الإقليم مباشرة. ومن المؤسف حقًا، أن اكتفت هذه الأطراف بالإعراب عن امتعاضٍ مخجلٍ ومستترٍ في الكثير من الأحيان حيال ذلك. وهذه هي مشكلتُنا، في عدم التصريح بما نعانيه وما نحن عليه مِن أمراضٍ مجتمعية عاجزة عن قول كلمة الحق حيث ينبغي أن تُقال. وفي الآخر، أعتقد أنه لن يصحّ إلاّ الصحيح!

لويس إقليمس
بغداد، في 25 حزيران 2013



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بلداتُنا المسيحية في سهل نينوى الشرقي بين مطرقة الدخلاء وسندان الأصلاء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: من نتاجات From Syriac Member outcomes :: منتدى / القسم الديني FORUM / RELIGIONS DEPARTMENT-
انتقل الى: