– June 27, 2013
محفوظ داود سلمان
اذا كان لابدَّ من شاعر ٍ أن يتابعَ
هذي القصيدةَ فلنقترحْ قبل أن نبدأ البيت
أفْقاً من اللازورد ونرسمْ لنا
وطناً ـ ثمَّ يوتوبيا من خراب..
وليس له من حدود، ولكن سنرسم
أبعاده من حداء القوافل أو هزَج
النوق او من عويل الهضاب…
ومن أرمٍ لا يجئ، وليس له لغةٌ
تشرب الغيم، أو مدنٌ في السحاب..
ونتركها مدن الملح تعول فيها الذئاب…
وتقضم فيها البلاغة و البنيوية تقتات
فيها خطاب الجلوس على العرش، تغذو
خطاب الخطاب…
سنقرأ في عتبات القصيدة ان الثريا أو
النص محكومة بالغواية والاغتراب..
وان الهوامش مثقوبةٌ والنهايات تسقط
بين التصور والخلق مثل الظلال…
وبين الحقيقة والفعل تنأى الصحارى
وتكْدى الرمال…
وبين محيط القصيدة والمتن شيءٌ من
الحب مثل حنين الجِمال…
سنرسم صفصافةً نستظل بها في سماءٍ
ومنها نحدد بُعْداً، نقيس المثابات
حيث نشكّل لوناً، ونعلن منه
بيان السراب…
وحين تجيء المسافات، تلّتم في بؤرةٍ
مثلما في القصيدة من مركز الضوء يأتي
التألق ـ نبحث عن زمن في الهنيهةِ
عن مطْلقٍ في الضباب…
اذا كان لابد من شفقٍ
سوف نرسمه طائراً من حديد
ينقّر أشلاءَنا، يستقي دمنا،
يغتذي من عظامٍ نلملمها من جديد…
وسوف نغالب ان لا تمرّ النوارس
أو تحمل الضوءَ فوق جناحاتها
من بعيد…
ونغلق بوابة الأفق أذ ليس
للداخلين رجاءٌ وليس تمر صلاة
العبيد…
اذا كان لا بد من نقطة للعبور
ولابد من موسمٍ للشروع…
فدعنا نهاجر قبل اكتمال المواسم، قبل
أنفجار السنابل، قبل رحيل العصافير
قبل الهجوع…
ودعنا نسافر في جسد الارض، نعبر
في لغة الوجد، نبحث عن خرقة
الزهد نفتض فيها عروق الصخور
بكارة أنساغها، نستدّر الضروع…
اذا كان لابد من شاعر أن يتابع
هذا المساء…
ويكْمل هذي القصيدة.. سوف نجمّع
أحرفها من محارقَ، والكلمات الجميلة
أحطابها، والفواصل تنزف منها الدماء..
ويكمن سراً بها وطنٌ من أناشيد ـ
تنور أمي هناك فلا عبق الخبز
أو وهجٌ من صلاء…
فكيف تجيء القصيدة… ليس
على خصرها يعقدون وشاحاً من الزهر
أو يضفرون نطاق القرنفل،
مبتلةًسوف تأتي بأحزان هذا الشتاء…
اذا كان لابد من شاعرٍ ان يتابع هذا
فقد مات محمود درويش، كانت فلسطين
تكمن بين الفواصل، لابد من شاعرٍ
ان يحطم فيها الفراغات او أن يؤجج فيها
الركام يوحد فيها العذابات ينتزع
الكلمات الجميلة والخيل تنزف هذا المساء
هوامش ـ
1ـ اذا كان لابد من شاعر ان يتابع… اخر بيت في قصيدة
سيناريو جاهز لمحمود درويش في ديوانه الاخير لابد لهذه القصيدة ان تنتهي.
2ـ وردت اشارات في القصيدة من شعر ت. س. إليوت
روابط ذات صلة:
4106