سيارة يعود تاريخ إنتاجها إلى عام 1952 وضعت في المعرض
في تقليد فريد وجديد من نوعه، احتضنت مدينة بنغازي الليبية معرضا للسيارات القديمة يهدف إلى استرجاع سحر السيارات الكلاسيكية وإحياء ماضيها.
بنغازي – نظم النادي الليبي للسيارات والرحلات ونادي ليبيا للسيارات الكلاسيكية الأسبوع الماضي، معرضا للسيارات القديمة ببنغازي في فندق “جليانا”، وهي بادرة تعتبر الأولى من نوعها في ثاني أكبر وأهم المدن الليبية بعد العاصمة طرابلس.
وقال رئيس مجلس النادي الليبي للسيارات محمد عبد القادر في تصريح صحفي، إن المعرض نظمته مجموعة من عشاق السيارات الكلاسيكية القديمة من جميع أنحاء ليبيا من خلال تشكيلها لجمعية برعاية النادي الليبي.
وأضاف أن السيارات التي شاركت في المعرض هي سيارات كلاسيكية فريدة من نوعها، وقد عرضت لغرض المشاهدة فقط وليس للبيع، منوها بأن موديلات السيارات المشاركة لا تعود إلى سنة معينة بل لسنوات مختلفة. وكان الهدف من هذا المعرض هو التعريف بهذه الهواية التي تشهد إقبالا غير مسبوق في ليبيا. وقال عبد القادر إن التئام مثل هذه الفعالية تندرج ضمن سياق إعادة الرونق التراثي والسياحي لمدينة بنغازي، وهو ما أثار إعجاب واستحسان الزائرين من عديد المناطق الليبية.
وذكر عدد من الهواة للصحفيين الموجودين في المعرض، أنهم لا يجدون اهتماما ولا تشجيعا من قبل المسؤولين في الدولة، مع أن هذه الهواية لها الأثر الكبير في استقطاب وتثقيف الشباب في فن التعامل والحفاظ على سياراتهم ونشر ثقافة السلامة المرورية إلى جانب المساهمة في جذب السواح والمهتمين إلى البلاد. وعرف المعرض الذي عقد على مدى ثلاثة أيام، إقبالا كبيرا للزوار، حيث عرضت فيه عدة طرازات وأنواع للسيارات الكلاسيكية القديمة. وكشفت هذه السيارات جزءا كاملا من تاريخ صناعة السيارات، مثل تلك التي كانت تجرها الخيول يوما ما وسيارات من طرازات عتيقة أنتجتها أكبر مصانع السيارات في العالم.
وسمحت هذه التظاهرة لعشاق السيارات وكذا لعامة الناس الذين توافدوا على المعرض بأعداد كبيرة، بمشاهدة واكتشاف أنواع معروفة من المودالات القديمة لأشهر شركات السيارات في العالم، والتي تظل رغم مرور الزمن مرجعا حقيقيا في مجال صناعة السيارات، مثل “مرسيدس″ و”شفروليه” و”كادياك”، إضافة إلى “فورد” المتميزة بقوتها، حيث صنعت أحلام أجيال من الشبان في الستينيات والسبعينيات.
كما وجد في المعرض أيضا سيارة “مرسيدس″ يعود تاريخ إنتاجها إلى سنة 1952، يقال إنها استخدمت في تنقلات الزعماء، وهي السيارة الوحيدة الباقية في العالم من ستة شركات مماثلة أنتجتها الشركة في ذلك الوقت. ولا تزال تحتفظ هذه السيارة بجمالها وحالتها الجيدة حسب أحد الزوار الذي رأى أن ” المرسيدس هي أجمل سيارة من ناحية الشكل والسرعة” وتبقى من “أرقى السيارات”.
وقال المشارك مصدق الأوجلي وعضو نادي ليبيا للسيارات العتيقة، “بالنسبة إلى السيارات الكلاسيكية هي إرث من الآباء والأجداد ومن الصعب الحصول عليها لأن تكلفتها وصيانتها باهظة الثمن، ورغم ذلك استطعت أن أقتني ثلاث سيارات قديمة لأني أعشق السيارات القديمة، فهي هواية من هواياتي، وأنا الآن هنا كمشارك في هذا المعرض بسيارة “فورد فير لاين 500″ موديل الستينات، وهي القطعة الوحيدة في ليبيا بمدينة بنغازي”.
وأضاف: “السيارات كانت جميلة حقا، مما يؤكد أن تلك الفترة كان فيها أناس مهتمون بتطوير تلك الصناعة، ولم يتوقع زوار هذا المعرض أن يروا هذه الأنواع من السيارات التي تعيدهم إلى حقبة تاريخية عاشتها البلاد”. وكانت هيئة المعرض قد وضعت شروطا للمشاركة لأصحاب السيارات مثل عدم قبول السيارات التي لا يوجد بها محرك أو المجرورة، ووجوب عدم تجاوز تاريخ صنع المركبة سنة 1982 إضافة إلى الحرص على جمالية السيارات داخليا وخارجيا.
وتم في اليوم الثالث والأخير للتظاهرة تكريم المشاركين وتوزيع جوائز مسابقات أفضل وأقدم المركبات وأقدم مالك. وتجدر الإشارة إلى أن مدينة الزاوية الليبية هي التي شهدت بداية تأسيس نادي السيارات القديمة والكلاسيكية، وذلك بإطلاقها لأول معرض للسيارات القديمة والكلاسيكية في ساحة ميدان الشهداء في شهر أبريل/نيسان الماضي، وشارك فيه عدد كبير من السيارات التي حرم القذافي على أصحابها أن يركبوها طيلة 42 عام.
بعد 42 سنة من الحرمان الليبيون ينفثون الغبار عن سياراتهم العتيقة