الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 24429مزاجي : تاريخ التسجيل : 31/01/2010الابراج :
موضوع: الشباب ... ماذا ولماذا؟ الخميس 18 يوليو 2013 - 10:01
الشباب ... ماذا ولماذا؟ بقلم : هشام السلمان
اكثر المتفائلين برحلة المنتخب العراقي للشباب في تركيا كان لا يتوقع العبور اكثر من الدور الثاني ... لان المنتخب وبكل صراحة تم اعداده للمشاركة في كاس العالم لثلاث مباريات امام انكلترا كان المتوقع فيها خسارة على اعتبار المنتخب الانكليزي من اقوياء اوربا ومن ثم يمكن نفوز او بأقل تقدير نتعادل مع المنتخب المصري وبعدها نخسر من تشيلي , ونعود الى بغداد , لكن ماذا حدث ؟
الذي حدث , لم يكن بالحسبان فتعادل المنتخب العراقي في اولى مبارياته وفاز مرتين في
الدور الاول وتأهل الى دور الـ 16 هنا كان هذا التأهل يمثل قمة الطموح والأحلام للكرة العراقية واتحادها ومدربها في المونديال فبدأ ( طمع ) الجمهور والإعلام في رؤية المنتخب العراقي في دور الثمانية ومن ثم الاربعة بل تعدى هذا الطموح ( الطامع جدا ) ان نجد منتخب الشباب طرفا في المباراة النهائية وسط زحمة الاقوياء في وقت كان الغرور يلف الجميع بعيدا عن الطموحات المشروعة في مباريات كرة القدم
هنا السؤال المهم الذي لابد من طرحه بعد ان انتهت المباريات , اذا كنا نعد المنتخب لثلاث مباريات وأكثر طموح لنا لا يبتعد عن الدور الثاني ثم نودع فكيف تمكن المنتخب من الانتقال الى الدور نصف النهائي ومن ثم الى الربع النهائي ولعب مباراة المركز الثالث ؟
اذا كان الجواب ان اللاعبين كانوا في مستوى متميز ووصلوا باللعب والأداء الى مرحلة متقدمة من البطولة فهذا يعني ان , لا الجهاز الفني ولا الاداري ولا اتحاد الكرة كان يعرف جيدا المستوى الحقيقي للاعبين وبالتالي يعني اننا كنا نلعب على (الفطرة ) وهنا ظلمنا اللاعبين وموهبتهم والقدرات التي يمتلكونها والكامنة فيهم ولم يستطع الجهاز التدريبي من اكتشافها إلا في منافسات البطولة
هذا السؤال الافتراضي اذا كان جوابه ان الجميع لم يكن يتوقع هذا الظهور في مباريات البطولة فهذا يعني ان الحظ والصدفة لعبت دورا كبيرا في تدرج المنتخب العراقي في الجولات المتقدمة في البطولة سواء الحظ الايجابي او السلبي مثلما شاهدنا ذلك في المباراتين الاخيرتين امام الاورغواي التي كنا فيها ضحية القدرة على التعامل مع الوقت في حالة الفوز وبالتالي جاء الهدف القاتل لاورغواي ليقلب المباراة من فوز الى خسارة وإمام غانا وهي مباراة نهائية للحصول لقب المركز الثالث فتحت فيها الشباك العراقية لثلاث كرات كانت كفيلة في اقصاء المنتخب العراقي وإعادته الى الحجم الطبيعي للكرة العراقية التي كانت تتصاعد طموحاتها بعيدا في لحظة من نشوة الفوز ان تفكر في الحصول على لقب البطولة بل كان هناك من يتهيأ للاحتفال بمطار بغداد وهو يحمل كاس العالم لأول مرة في تاريخ المنطقة وليس العراق فحسب
الذي حدث في انطاليا وقيصري وطرابزون واسطنبول كان يشير الى ان الكرة العراقية تمتلك مواهب من النوع الجيد تحتاج الى الصقل والإعداد والاهتمام تلعب بمؤهلاتها وتستند الى المعنويات والحالة النفسية وتتطلع الى الغيرة ودعاء الامهات وهذه المصطلحات غالبا ما تكون نسبية في لعبة مثل كرة القدم لكننا نتحمل مسؤولية العزف عليها لأننا نعمل في اعلام عاطفي اكثر ما هو واقعي وعلينا ان نعمل للمستقبل بطريقة اكثر علمية في الاعداد والاختيار من اجل بناء صحيح لكرة قدم تبحث عن المستقبل لا تنشد النتائج الانية ومهما كان لابد من الاعتراف اننا كسبنا من البطولة منتخب يمكن استثماره لتكون من خلاله اعمدة المنتخب الوطني القادم الستم معي ؟