الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 60486مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: السودان.. الشعب ينتفض لإسقاط البشير الجمعة 27 سبتمبر 2013 - 22:05
السودان.. الشعب ينتفض لإسقاط البشير
الاحتجاجات ضد الحكومة السودانية تحولت إلى رفع مطالب تنادي برحيل نظام البشير، في ظل توتر كبير في الشارع.
العرب [نُشر في 27/09/2013، العدد: 9333، ص(2)]
الاحتجاجات الشعبية في السودان هل هي بداية النهاية لحكم البشير
الخرطوم - تظاهر آلاف الأشخاص، الخميس، في الخرطوم منددين بوقف دعم أسعار الوقود ما ينذر باتساع نطاق الاحتجاجات العنيفة التي أوقعت حتى الآن 29 قتيلا في عدة مناطق من السودان. وتوسعت هذه التظاهرات التي تعتبر الأكبر منذ تولي عمر حسن البشير الحكم في 1989، ويقول مراقبون إن البشير الذي استطاع تفادي موجات «الربيع العربي» التي أطاحت ببعض الأنظمة العربية، لن يستطيع أن يتجاوز الاحتجاجات الشعبية وتصاعد مطالب المعارضة السياسية التي تنادي برحيل نظامه، بسبب الفساد وتدهور الاقتصاد، وعدم وجود استقرار سياسي. وكان السودان قد شهد سابقا احتجاجات على مدار عدة أسابيع عام 2012، بعد قرار حكومي بتقليل الدعم على بعض منتجات الوقود. وأفاد شهود أن حوالي ثلاثة آلاف متظاهر ساروا صباح الخميس في حي الإنقاذ مرددين شعارات الربيع العربي مثل «حرية، حرية» و»الشعب يريد إسقاط النظام». بينما حاولت الشرطة تفريقهم بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي. وانتشرت قوات مكافحة الشغب في أكبر مقاطع طرق العاصمة، حيث أغلقت معظم المحلات التجارية. واستمرت المظاهرات حتى ساعات متأخرة ليلة الأربعاء وامتدت إلى أحياء أخرى من العاصمة. وأعلن والي الخرطوم عبدالرحمن الخضر أن «الحكومة ستضرب بيد من حديد على المخربين للممتلكات العامة». وقتل ما لا يقل عن 29 شخصا خلال ثلاثة أيام من التظاهرات المناهضة للحكومة وفق آخر حصيلة لمصادر طبية، والعدد مرشح للارتفاع في ظل قرارات حكومية بالتصدي بقوة للمظاهرات. وقال مصدر في مستشفى مدينة أم درمان القريبة من الخرطوم، «تلقينا 21 جثة» منذ بداية التظاهرات الإثنين احتجاجا على رفع الدعم عن سعر المحروقات، مشيرا إلى أن جميع القتلى مدنيون. وقتل ثمانية آخرون في مناطق أخرى من البلاد وفق شهود وعائلات أكدوا أنهم أصيبوا بالرصاص خلال تفريق التظاهرات. وأضاف المصدر أن 60 مصابا على الأقل نقلوا إلى المستشفى الأربعاء الماضي ويتلقون العلاج من إصابات في الرأس والبطن والصدر والأطراف. وأوضح أن هناك روايات تشير إلى أن عددا من القتلى أصيبوا برصاص الشرطة فيما أصيب آخرون برصاص مدنيين. ويواجه الاقتصاد السوادني مشاكل منذ انفصال جنوب السودان عام 2011. ويقول مراقبون إن إجراءات التقشف التي اتخذتها الحكومة السودانية أخيرا ضاعفت أسعار الوقود وأضرت الفقراء كثيرا. وفي المقابل يدافع البشير عن إجراءات التقشف قائلا «إن البديل الوحيد هو انهيار الاقتصاد»، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية. وفي تصعيد لموقف المعارضة، دعت حركة «العدل والمساواة» في السودان الشعب، إلى مواصلة الاحتجاجات حتى «إسقاط النظام»، معتبرة أن «ساعة رحيل الرئيس السوداني عمر البشير وزمرته قد حانت». وقال الأمين السياسي للحركة سليمان صندل حقار إن حركته تدعو كافة جماهير الشعب السوداني، «للخروج والتظاهر والعصيان المدني الشامل» حتى إسقاط نظام «المؤتمر الوطني» الحزب الحاكم في السودان. ورأى أن زيادة أسعار المحروقات تهدف بصفة أساسية إلى «إذلال وإهانة الشعب السوداني ومن جانب آخر تهدف إلى تقوية أجهزة أمن ومليشيات النظام القمعية للاستمرار في قتل الشعب، وشراء المزيد من الآليات وأدوات القمع والقهر». كما دعا الأمين السياسي لحركة «العدل والمساواة» عناصر القوات المسلحة والشرطة إلى «الوقوف والانحياز للشعب في ثورته ضد الظلم والقهر والدكتاتورية»، مشيرا إلى أن بقاء السودان موحداً «مرهون بزوال نظام المؤتمر الوطني»، على حد قوله. ويقول مسؤولون حكوميون سودانيون إن حركة «العدل والمساواة»، وهي أقوى الحركات المسلحة التي تحارب الحكومة في إقليم دارفور غربي السودان، هي الجناح العسكري لحزب «المؤتمر الشعبي» المعارض، الذي يتزعمه القيادي الإخواني حسن الترابي، وهو ما ينفيه حزب الترابي الذي بدوره يدعم التحركات الشعبية لإسقاط البشير. من جانبه اتهم أحمد بلال وزير الإعلام السوداني المحتجين بـ»تخريب وحرق منشآت العامة والخاصة»، وأشار إلى أن صدور توجيهات للجيش بالتحرك لحماية المنشآت الحكومية العامة ومحطات الوقود. وقال بلال إن «الحكومة وجهت الجيش للانتشار وحماية المنشآت الحكومية ومحطات الوقود»، مشددًا على أن حكومته ستتخذ من الإجراءات ما هو كفيل بحسم أي انفلات من جانب المتظاهرين، له تأثير أمني على حياة المواطنين. وفي سياق متصل ذكر موقع «سودان تريبيون» باللغة العربية أن الحكومة شنت حملة شرسة على الأجهزة الإعلامية ومنعتها من نشر أي أخبار عن الاحتجاجات الدامية، مضيفة أن جهاز الأمن والمخابرات علق الليلة الماضية صدور صحيفة «السوداني» إلى أجل غير مسمى، فيما علق عميد الصحفيين السودانيين محجوب محمد صالح صدور صحيفته «الأيام». وصرح صحفيون للموقع بأن جهاز الأمن والمخابرات عقد اجتماعا مع رؤساء تحرير الصحف ومدراء الأجهزة الإعلامية المختلفة وطلب منهم عدم استخدام كلمة «متظاهرين» والاستعاضة عنها بـ«مخربين». وكان النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه، قد تعهد بأن تُواجِه الحكومة ما وصفه بـ»الانفلات» وفق القانون، في إشارة إلى الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أيام، إثر قرار برفع أسعار الوقود. وأضاف، مدافعًا عن قرار حكومته رفع الدعم عن الوقود: «لحكومة التي تعجز عن القرار السليم وتتراجع أمام ميزان العدالة في الخدمات غير جديرة بالبقاء، وإجراءاتنا مهما شابها شيء من الخطأ، فهي تهدف لعزة الوطن ورفعة شأنه»، منددًا بالاحتجاجات التي تهدف إلى إتلاف الممتلكات العامة والخاصة حسب ما صرح به.