الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: ○ شـئ مـوجز عن تاريخ الكلــــدان ○ السبت 28 سبتمبر 2013 - 0:00
شيىء موجز عن تاريخ الكلدان : بقلم / الدكتور عبدالله مرقس رابي استاذ وباحث اكاديمي الأصل : توصل علماء الآثار مؤخرا من تواجد شعب في منطقة وسط وجنوب العراق القديم ( ميسوبيتميا ) بلاد النهرين سبق وجود الشعب السومري بما يقرب من ثلاثة قرون . كان يعيش حياة حضارية في المدن التي انشأها ومن اشهرها : كيش ، اور ، اوروك ، واريدو. سمى عالم الاثار ( لاندزبيركر) ذلك الشعب ( الفراتيين الأوائل ) . وردت تسمية سكان العصر البابلي القديم ( كلدايي ) وهي التسمية التي سماهم بها العلامة المطران ( يعقوب اوجين منا ) في معجمه الشهير ( دليل الراغبين قاموس كلداني عربي ) وسمى لغتهم ( كلديثا ) وانتسابهم اللغوي والجغرافي ( كلديوثا ) وامتهم ( بث كلدايي) ، اي الأمة الكلدانية . اما الكتاب المقدس العهد القديم فقد سماهم باسم ( كسديم أوكشديم ) وكلتا اللفظتين تعنيان ( الجبابرة أوالمنتصرين ) وباللغة الإغريقية دعاهم ابناء اليونان وباقي الاوربيين ( كالدينس ) وترجمها العرب الى ( الكلدان ) وبهذه اللفظة اعتمدتها ترجمات الكتاب المقدس العربية . الموطن : لقد اشار سجل التارخ البشري الى وجود الشعب الكلداني كأقدم شعب ظهر في جنوب ووسط بلاد النهرين وسواحل الخليج – الخليج العربي اليوم - منذ اقدم العهود الغابرة ولذلك سمي بالخليج الكلدي ، وقد دعي هذا الشعب بالكلداني لتضلعه بمختلف انواع المعرفة والعلوم وتفرده بعلم الفلك ، وقد ارجعت بعض المصادر التاريخية ذكره الى اربعة الاف وخمسمئة عام قبل الميلاد . وهناك من يقول ان الكلدان هم أقدم الموجات البشرية ففي كتابه ( مروج الذهب الباب العشرين يقول المسعودي : جاء ذكر ملوك بابل وهم من النبط وغيرهم الذين عرفوا بالكلدانيين ) . وجاء ذكر الكلدان في كتاب – بوليطا - لأرسطو طاليس ، وكتب بصدد الكلدان المؤرخ – بطليموس - قائلا : ( امة الكلدان ودار مملكتهم العظمى " كلواذي " من ارض العراق بلاد بين النهرين ) . ذكر أبو الحسن المسعودي في كتابه ( التنبيه والاشراف ) " ان الأمم التي تفرع منها البشر بعرف الاولين هم : الفرس ، الكلدان ، اليونان ، الروم ، الافرنج ، العرب ، اجناس الترك ، الهند والصين " . وكانت بلاد الكلدان تشمل : العراق ، ديار ربيعة ، ديار مضر، الشام ، اليمن ، التهامة ، الحجاز ، اليمامة ، العروض ، البحرين ، الشحر، حضرموت ، عمان ، ويقول " أبن العبري " ( ان اصول الأمم من سالف الدهرسبعة هي : الفرس ، الكلدان ، اليونانيون ، القبط ، الترك ، الهند والصين ) ، وهم على كثرتهم نوعان،نوع عني بالعلوم كالكلدانيين والفرس وغيرهم ، ونوع لم يعتني بالعلم كالترك والصين ). وقال الأب " أنستانس الكرملي" في كتابه ( مجلة لغة العرب ) - المجلد الاول - ( كان الكلدانيون في سابق عهدهم أمة عظيمة بلغت من شأن الحضارة مبلغا بعيدا ، استوطنت بلاد الرافدين من شمالها الى جنوبها . ويقول جاءت تسميتهم من " كسدي وكشديم " وتعنيان كثيري الكسب اذ كان الكلدانيون مشهورين بكثرة كسبهم وكبر حبهم لعيالهم . بداية المملكة الكلدانية بعد الطوفان : ان أول ملك من السلالة الكلدية التي حكمت بعد الطوفان في مدينة ( كيش ) التي تقع في ضاحية بابلية محاذية لمدينة بابل كان الملك ( كورا ) الذي يعني اسمه مجازيا الجبار أو المقتدر , وربما هو الذي اشار اليه الكتاب المقدس – العهد القديم – بشخص نمرود بن كوش الجبار ، أول ملك ظهر على الارض ملك في ارض بابل . وكما ورد في ( ذخيرة الاذهان / بطرس نصري الجزء الاول ص 24 -25 ) . إنّ اول ( دولة نشأت بعد الطوفان هي الدولة الكلدانية ) وملك عليها نمرود الجبار وبنوه وكان أورخامس اكثر شهرة ، وسقطت هذه الدولة نحو عام 2449 ق م بأيدي سلالة عيلامية بعد أن دام حكمها زهاء 224 سنة . آستمر حكم السلالة العيلامية نحو 225 سنة ، وتم سقوطها على أيدي الكلدان الأصليين الذين استعادوا حكم البلاد ثانية ولمدة 245 سنة وفرضت سلطانها على عموم وادي الرافدين القديم على عهد الملك ميسالم ، حيث امتدت حدودها حتى جبال طوروس شمالا والى البحر الأسفل ( بحر الكلدان ) جنوبا وضمت مدينة ماري وضواحيها غربا والتقت بجبال زاكروس شرقا . الكلدان في الكتاب المقدس : جاء ذكر الكلدان في الكتاب المقدس – العهد القدي م- اكثر من 66 مرة لتؤكد بأن الكلدان شعب عريق وموغل بالقدم ولهم موطن وحضارة ، واشارت بعض الايات منه الى عواصمهم وملوكهم . وقد تردد اسم الكلدان في اماكن عديدة وباسماء مختلفة مثل ، جسديم كاسديم وكاشديم . ويرى بعض العلماء بأن اسم ( ارفكشاد ) الوارد في سفر التكوين10:22-24 و10:11-12يرادف ( أريف كاسديم ) بمعنى حدود الكلدان اي ارض الكلدان . جاءت هذه الآيات بعضها لتشير الى اصل الكلدان وموطنهم في سفر التكوين وثم في أسفار اخرى جاءت لوصف طبيعتهم وحروبهم وحياتهم الاقتصادية والاجتماعية ، ومن هذه الآيات على سبيل المثال : جاء ذكرهم في سفر التكوين ثلاث مرات مثلا11:28 ( وولد لهاران لوط ومات هاران قبل أبيه تارح في مسقط رأسه أور الكلدانيين ) . وفي سفر الملوك الثاني خمس مرات24:2 ( فأرسل الرب عليه غزاة الكلدانيين والآراميين .. الخ ) ، واما في سفراخبار ايام الثاني فورد مرة واحدة 36:17( فأصعد عليهم ملك الكلدانيين ) . وفي سفر نحميا مرة واحدة ففي 9:7 ( أنت هو الرب اله الذي اخترت أبرام وأخرجته من أور الكلدانيين وجعلت آسمه إبراهيم ) . وأما في سفر يهوديت ذكر مرتين حيث في 5-6 ( أنّ أولئك الشعب من نسل الكلدانيين) . بينما في سفر إشعيا جاء ذكرهم سبع مرات فمثلا في ( 13:19يقول وتصير بابل بهاء المماليك وزينة فخر الكلدانيين ) . واكثر ما جاءذكرهم في سفر ارميا وقد ورد 34 مرة فمثلا في 32:25 ( وقد قلت لي ايها السيد الرب اشتر لنفسك الحقل بفضة واشهد شهودا وقد دفعت المدينة ليد الكلدانيين ) . وذكر الكلدان في حزقيال سبع مرات ففي 1:3 ( صار كلام الرب الى حزقيال الكاهن آبن بوزي في أرض الكلدانيين ) . وفي سفر دانيال جاء ذكرهم خمس مرات ففي 5:30 ( في تلك الليلة قتل بيلشاصر ملك الكلدانيين ) . واخيرا في سفر حبقوق جاء مرة واحدة في (1:6فهأنــــذا مقيم الكلدانيين الأمّـة المرة الفاحمة السالكة في رحاب الارض لتملك مساكن ليست لها ) . إنّ هذه الحقائق التاريخية التي جاء ذكرها في المصادر التاريخية المادية والروحية الكتابية عن الكلدانية من حيث المُلك والموطن ، تؤكد حقيقة راسخة واحدة ، أنّ الكلدان شعب ذو عرق دموي واحد ، وان لغتهم الأم هي الكلدانية وموطنهم التاريخي الثابت ( القطر البحري ) ، وان الأسم الكلداني هو الأسم القومي الحقيقي لقبائل سكان بلاد النهرين ، حيث يقول الدكتور مورتكارت في كتابه : ( تاريخ الأدنى القديم ص44 ) ان مركز الحضارة الإستيطانية آنتقل من أقصى الجنوب قليلا نحو الشمال اي تحول من مدن أوروك وأريدو وأور الى كيش التي تعتبر الأم القديمة لبابل الشهيرة . ** مُنتـــدى مانگيــــــش **