إنّ عصرنا هو في الوقت ذاته مأسوي وفتّان. في حين يبدو، من جهة، أن البشر يبحثون بحرارة عن الازدهار المادي ويغوصون أكثر في مادية الاستهلاك، يبرز، من جهة أخرى، قلق التفتيش عن المعنى، والحاجة إلى حياة داخلية، والتوق لتعلّم أشكال وطرق جديدة للتأمل وللصلاة. في الثقافات المطبوعة بالتدين، ولكن أيضا في المجتمعات المعلمنة، يُبحث عن المدى الروحيّ للحياة كدواء ضدّ التقلّص الإنساني. الظاهرة التي نسمّيها "عودة الدين" لا تخلو من اللبس، لكنها تحمل دعوة. للكنيسة تراث روحيّ لا ينفذ، تقدّمه للإنسانية في المسيحي الذي أعلن أنه "الطريق، والحق والحياة" (يو 14: 6). على الكنيسة أن تبقى أمينة للمسيح. فهي جسده وتتابع رسالته. عليها أن تسير "كما سار المسيح نفسه على الطريق عينها، طريق الفقر والطاعة والخدمة وبذل الذات حتى الموت، الطريق التي خرج منها منتصرا بالقيامة" (1) إذا على الكنيسة أن تعمل كلّ شيء لنشر رسالتها في العالم حتى تبلغ كل الشعوب. لها أيضا الحقّ في ذلك، الحقّ الذي منحها اياه الله ليضع تصميمه الخلاصي في حيّز العمل. إنّ الحرية الدينية – المقيّدة والمكبوتة أحياناً – هي الشرط والضمانة لكل الحريات التي عليها يقوم الخير العام للأشخاص والشعوب. إننا لنتمنى أن تمنح الحرية الدينية الحقيقة للجميع وفي كلّ مكان... إن هذا الأمر هو حقّ لا ينتزع لكل شخص بشري. إن الكنيسة تتوجه من ناحية أخرى إلى الإنسان بالاحترام الكلّي لحريته (2). إنّ الرسالة لا تضيّق على الحرية، بل إنها تعززها. الكنيسة تعرض، ولا تفرض شيئا: تحترم الأشخاص والثقافات وتتوقّف أمام مذبح الضمير. إلى الذين يعارضون نشاطها الرسولي، تكرّر الكنيسة: افتحوا الأبواب للمسيح!
المراجع: (1) المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني: "إلى الأمم" (Ad Gentes)، قرار في نشاط الكنيسة الإرساليّ عدد 5 – و"نور الأمم" (Lumen gentium)، دستور عقائدي في الكنيسة عدد 8. (2) المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني: "الكرامة الإنسانية" (Dignitatis Humanæ)، بيان في الحرية الدينية، عدد 3 و4، والإرشاد الرّسولي " إعلان الإنجيل" (Evangelii nuntiandi) الأعداد 12+ 79 -80
***********************************
تذكار القدّيس فرنسيس الأسيزيّ
ولد في مدينة اسيزي في ايطاليا عام 1182. كانت فترة شبابه عاصفة لاهية. ثم تاب الى الله وتنازل عن أموال والده ولزم حياة الصلاة والفقر في سبيل الله. وأخذ يعظ في كل مكان بالانجيل. أسس رهبنة ووضع لها قوانين نالت موافقة الكرسي الرسولي. وأسس أيضاً رهبنة نسائية، ورهبنة ثالثة يعيش أعضاؤها في العالم ملتزمين الصلاة وروح الرهبنة الفرنسيسية. توفي عام 1226. أعلنه البابا بيوس الثاني عشر شفيعاً لإيطاليا في 18 حزيران 1939.
الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ / تذكار القدّيس فرنسيس الأسيزيّ / الجمعة 04 تشرين الأوّل/أكتوبر 2013