الوهابية والسلفية وجهان لعملة واحدة.. التكفير القتل والإرهاب والوصول الى السلطة

الوهابية والسلفية وجهان لعملة واحدة.. التكفير القتل والإرهاب والوصول الى السلطة

20 أكتوبر, 2013 كتبت في قسم عالمية

تمر البلدان العربية في مشكلة صعبة إسمها الإسلام السياسي المتشدد، ولاحت هذه المشكلة مع بداية مع يسمى بالثورات العربية والربيع العربي وتفاقمت هذه المشاكل مع بدء الهجوم على سوريا، حيث شكلت السلفية مجموعات إرهابية مسلحة تحت إسم “الجيش السوري الحر” وذلك لضرب النظام السوري، في خطوة تصب في مصالح الولايات المتحدة الأميركية، وتحمل في طياتها وصول جماعات ذات عقائد تكفيرية إلى السلطة، لتحكم أطياف متعددة في نسيج المجتمع السوري، وهذه السلفية هي ذاتها الوهابية التي تحكم السعودية، فلا فرق بين الفريقين إلا بالتسمية لأن العقيدة والأفكار ذاتها، تكفير من ليس معهم وقتل الناس الذين ضد عقائدهم والوصول إلى السلطة من أجل إحياء خلافة إسلامية على مقاسهم.

تعني السلفية الرجوع إلى القدماء، في فهم الدين عقيدة وشريعة وسلوكاً، وكذلك الرجوع إلى الصحابة والتابعين واتباعهم، ولا فرق بين السلفية والوهابية فهما وجهان لعملة واحدة يعتقدون بنفس المعتقدات والأفكار، فهي داخل الجزيرة العربية وهابية حنبلية، وعندما تصدّر للخارج تسمى سلفية، والسلفية المعاصرة هم أتباع أبن تيمية (ابو العباس أحمد بن عبد الحليم) ومذهب ائمة الحنابلة المجسمة والكل يأخذ ابن تيمية مرجعاً ولكنهم لا يقولون الوهابية لأن هذا اللقب مخيف، وهؤلاء هم من المجسمة والنواصب، ويجتمع هؤلاء على عقيدة التشبيه والتجسيم لله تعالى جل جلاله، ويقومون على النصب في بغض ال بيت الرسول “ص” وعدم إحترامهم، والوهابية تولدت من السلفية فمحمد بن عبد الوهاب دعا إلى أفكار ابن تيمية وقدماء الحنابلة المجسمة الذين يدعون السلفية، وأنكر أئمة السلفية دور العقل وشجبوا أي دور للتفكر العقلاني، وتقوم عقائدهم على رواية الحديث دون تفسيره، ما أدى إلى الإنحراف العقائدي والفكري، كالقول بالتشبيه والتجسيم، وأن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا، وأنه يضع رجله في نار جهنم، وأنه ـ نعوذ بالله من هذه الافكار ـ له يد ووجه وأعضاء كما لكل إنسان ـ لا حول ولا قوة إلا بالله ـ فهذه بعض أفكارهم التي يعتقدون بها.

وقام أبن تيمية بأخذ هذه الأفكار والترويج لها، ما أدى إلى الشرخ والتفرق بين صفوف المسلمين لصالح أعداء الإسلام، وتقوم عقيدة هؤلاء على تحريم التبرك والتوسل، حتى بحبيب الله محمد “ص” حيث ينهوا عن التبرك بقبر الرسول وهذه من بدع الأمويين ويمشي بها أبن تيمية، ويقول بعض أتباع أبن عبد الوهاب على ما ينقل زيني دحلان في الدرر السنية ص 28 أن بعض اتباع عبد الوهاب قال في حضرته: أن عصاي هذه خير من محمد، لأنه ينتفع بها في قتل الحية والعقرب، ومحمد قد مات ولم يبق فيه نفع، وإنما هو طارش، لاحول ولا قوة إلا بالله حاشى رسول الله من هذه المعتقدات.

إن أفكار ابن تيمية بحسب فقهاء المسلمين، لا تناسب عقيدة جمهور المسلمين، لانه أحدث في اصول العقائد، ونقض من دعائم الاسلام والاركان بعد أن كان مستتراً بتبعية الكتاب والسنة مظهراً أنه داع الى الحق، ويقول أبن بطوطة “كنت في دمشق فحضرت ابن تيمية يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع، فكان من جملة كلامه أنه قال: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كنزولي هذا، ونزل درجة من درج المنبر”.. وأبن تيمية هذا من أشد النواصب الكارهين للإمام علي ابن ابي طالب “ع”، حيث كان يسبه ويشتمه ويقول أن له فتاوى تخالف النصوص وغيرها مما لا يمكن ذكره، ولكن فقهاء أهل السنة أجرهم الله ردوا عليه في المذاهب مؤكدين أنه منحرف وحاقد.

وكان أبن تيمية يدعو إلى ترك المستحبات إذا صارت شعار للشيعة، ولم يميز بين السني والشيعي في أتباع الإمام علي، فحتى أنه ضد السني الذي يحترم الإمام علي ويعتبره الخليفة الرابع، وشرع إباحة دم من صلى على الإمام علي ومدحه وتحدث عنه بالخير، والوهابية على خطى ابن تيمية فهم كفروا من لا يتبعهم من جمهور المسلمين، وعاثوا خراباً بحق الأمة الإسلامية من قتل وهدم وغارات على البلدان الإسلامية الآمنة وسلب الأمن والامان من المسلمين وفي الاشهر الحرم، وتواطئوا مع الاستعمار البريطاني لشق صفوف المسلمين من أجل أن يصلوا الى السلطة، فالوهابية تبعاً لابن تيمية يتمسكون بالايات دون أن يتفكروا في مفادها ومواردها وهم كفروا المسلمين قاطبةً.

وبعد هذا العرض عن هذه الحركات، فإن ما يحضر لحكم البلاد العربية أصعب بكثير من أفكار الدكتاتورية، فإذا كانت هذه العقائد ستبني مجتمعات لها وتمسك عصا الحكم في بلدان يتعايش داخلها المسلم الشيعي والسني والمسيحي وغيرهم من الطوائف، فإن ما سيأتي على العالم العربي أصعب بكثير مما كان سابقاً، وخير دليل على ذلك حكم ال سعود، ونوعية الحكام الذين يحضرون لحكم سوريا في حال سقوط النظام لا سمح الله، وبالتالي فإن على المواطن العربي أن يدرك ما يحضر له من مستقبل زاهر من الحرية.