هل أخطأ العراقيون في رفض الحصانة لجنود أمريكيين يدعمون حربهم على الارهاب؟

2013/11/02 20:13

هل أخطأ العراقيون في رفض الحصانة لجنود أمريكيين يدعمون حربهم على الارهاب؟

بغداد/المسلة: يشكل العنف المحتدم في العراق تحديا جديا للعملية السياسية في العراق، بعدما زادت العمليات المسلحة التي تقوم تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة به.

بل ان بلوغ مديات العنف مستويات قياسية، بات يشكل تحدياً سياسياً لإدارة الرئيس أوباما ايضا.
فقد قتل اكثر من 5400 شخص منذ بداية العام بينهم 964 في تشرين الاول/اكتوبر وحده والذي كان الشهر الاكثر دموية في العراق منذ ابريل/نيسان 2008 حسب ارقام رسمية نشرت الجمعة على الرغم من العمليات العسكرية الواسعة والاجراءات الامنية المشددة.
ومعظم هؤلاء القتلى من المدنيين.
ويعتقد الكاتب يوشي دريزن من "فورين بوليسي"، ان اللوم يقع على العراقيين أنفسهم، وهم الذين رفضوا منح الحصانة لأفراد الجيش الامريكي الذي يسعى الى مساعدتهم على مكافحة الارهاب، ما ادى الى انسحاب كامل للقوات الامريكية وعزوفها عن الدعم الحقيقي المباشر لمكافحة الجماعات المتطرفة لاسيما تنظيم القاعدة.
وكانت القوات الأمريكية قد انهت مهماتها القتالية في أغسطس/ آب من العام 2010، واستمرت القوات الأمريكية المتبقية وقوامها 47 ألفا بتقديم المشورة للعسكريين العراقيين ومساعدتهم في "العمليات المضادة للإرهاب"، حتى انسحبت تماما العام 2011.
وها هو رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في سعي الى ارجاع عقارب الساعة الى الوراء، حيث يطلب في زيارته إلى واشنطن مساعدة أمريكية في معركته ضد المقاتلين الذين قتلوا أكثر من 5000 عراقي منذ بداية العام.
وبحسب يوشي دريزن، فان الامر ينطوي على مفارقة مؤلمة، ففي العام 2011
آلت المباحثات حول حصانة الجنود الامريكيين الى فشل، ما دفع اوباما الى التعجيل بسحب قوات بلاده من العراق.
واليوم يعود المالكي بعد سنتين من ذلك الرفض الى واشنطن، طالبا العون والمساعدة.
والغريب ان ذات الامر يتكرر اليوم في افغانستان، اذ يرفض الرئيس الافغاني حمدي كرزاي ايضا منح الحصانة لجنود الولايات المتحدة وفي ذات الوقت يطلب المساعدة في مكافحة الارهاب، ما جعل اوباما ايضا يفكر في انسحاب كامل لجميع القوات الأمريكية من أفغانستان.
وبحسب دوغلاس اوليفانت، وهو جنرال أمريكي متقاعد عمل مديراً لدائرة الشؤون العراقية في مجلس الأمن القومي في البيت الابيض، خلال إدارتي جورج بوش وأوباما، والذي خدم لفترة في أفغانستان، "لا تقللوا أبداً من إمكانية أن يسيء زعماء أجانب فهم متى وأين تكون لدينا فعلاً خطوط حمر. المالكي اعتقد أننا قد نرضى بشيء أقل من الحصانة الكاملة، وكان مخطئاً. وقرضاي أيضاً قد يسيء فهم أن هذا خط أحمر بالنسبة لنا".