البيت الآرامي العراقي

زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 4 نوفمبر 2013 Welcome2
زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 4 نوفمبر 2013 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 4 نوفمبر 2013 Welcome2
زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 4 نوفمبر 2013 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

 زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 4 نوفمبر 2013

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
siryany
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
avatar


زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 4 نوفمبر 2013 Usuuus10
زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 4 نوفمبر 2013 8-steps1a
الدولة : الدانمرك
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 8408
مزاجي : أكتب
تاريخ التسجيل : 13/09/2012
الابراج : الجوزاء

زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 4 نوفمبر 2013 Empty
مُساهمةموضوع: زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 4 نوفمبر 2013   زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 4 نوفمبر 2013 Icon_minitime1الإثنين 4 نوفمبر 2013 - 21:01





زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 4 نوفمبر 2013 0vqc

زينيت

العالم من روما

النشرة اليومية - 4 نوفمبر 2013

سؤال وجواب عالطاير

• كيف يمكن فهم وجود جهنم اذا كان الله محبة؟
تغريدة البابا
• ثابروا على الصلاة!
تغريدة البابا على تويتر
• كيف يواجه المسيحي الصعوبات؟
تغريدة البابا على تويتر
عظات البابا
• البابا: الرجاء المسيحي لا يهزم، لا يحده الموت
بحسب عظة البابا فرنسيس
• البابا: الرجاء المسيحي مثل مرساة تمنح السفينة الثبات
في عظته في عيد جميع القديسين
مقالات متنوعة
• قصّة آدم وحواء .. بين الرمزية والواقعيّة
الحلقة الثانية
أخبار
• ثقافة من دون الله؟ نهاية حزينة!
الأساقفة الكاثوليك للكنائس الشرقية: "نعم من أجل بنيان ثقافة الحياة والرجاء"
• دور وسائل الإعلام في التبشير الجديد
عمل الصحافي بين نقل الوقائع وكيفية ايصالها
مقالات أدب الأحياء
• وليم ولبرفورس الرقّ (الإتجار بالعبيد) والإجهاض
وثائق
• التحدّيات الرعائية للعائلة في إطار نشر الإنجيل
سينودس الأساقفة الجمعية العامّة غير العاديّة الثالثة
عظات
• عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي - يوبيل كشافة لبنان - بكركي، السبت 2 تشرين الثاني 2013
"أنت هو المسيح ابن الله الحي"
• عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي افتتاح الأسبوع البيبلي ويوم التعليم المسيحي - بكركي، الأحد 3 تشرين الثاني 2013
"وأنتم مَن تقولون إني هو؟"
• عظة سيادة المطران عصام يوحنا درويش في ذكرى المرحوم جوزف سكاف
3 تشرين الثاني 2013
________________________________________
سؤال وجواب عالطاير
________________________________________
كيف يمكن فهم وجود جهنم اذا كان الله محبة؟
بقلم الدكتور روبير شعيب
الفاتيكان, 4 نوفمبر 2013 (زينيت) - سأبدأ الجواب "عالطاير" بجواب قد يصدمك: جهنم هي برهان عن أن الله محبة!
كيف ذلك؟
فلنفكر بكنه جهنم. (ولن أدخل هنا في شرح عن مصدر الكلمة، الذي كما نعرفه، تشير إلى وادٍ في إسرائيل يعرف باسم وادي هنوم، وكانت تحرق فيه النفايات). جهنم بمعناها الروحي ليست مكانًا جغرافيًا نجده على غوغل مابس، بل هي حالة يعيشها الإنسان.
ما هو جوهر هذه الحالة؟ - هي حالة الانفصال عن الله. وقد قدم لي أحد الأصدقاء تشبيهًا ثاقبًا في هذا المجال إذ كتب: "هي كزجاجة ماء مرمية بالمحيط فيبقى الماء داخل الزجاجة دون الإتحاد بالمحيط". يمكننا فهم جهنم بهذا الشكل: هي حب مريض، انطوى على الذات ولم يعد بامكانه الاتحاد بالحب الحق والمطلق، حب الله. فالحب المنطوي على الذات ليس حبًا بل هو عكس الحب، هو الأنانية.
ولكن أعود للمفارقة التي قلتها أولا: كيف يمكن لجهنم أن تكون برهانًا عن أن الله محبة؟!!!
من خصائص محبة الله هو أنه خلقنا أحرارًا. ولأنه يحبنا، يرفض أن يغتصب حريتنا وأن يفرض علينا ما لم نختره.
وحده حب الله يفسر كيف تمَكّن الإله الضابط الكل أن يخلق خلائق حرة تستطيع أن تقبله وأن ترفضه. وهذه هي المفارقة: لو لم يخلقنا الله قادرين على أن نقول "لا" لما كان لـ "نعم"ـنا أية قيمة. فالنعم القصرية ليست نعم بل أمر واقع لا تمتّ إلى الحرية والشخص بصلة. الله المحبة خلق خلائق حرة يمكنها أن تختاره أو أن ترفضه. وفقط لأنها تستطيع أن ترفضه، يمكننا أن نقول أنها تستطيع أن تختاره حقًا.
وعليه فهناك عدة عناصر تدخل في مغامرة الحب هذه: محبة الله – حرية الإنسان وخياره – احترام الله لخيار الإنسان. الأمر الأكيد هو هذا: لو كان الله صانع دمى "ماريونيت"، لما كان هناك خطر "جهنم"، ولكن بما أن الله خلق حريات حقة وحية لأنه إله محبة وليس مُفبِرك مصنوعات ميتة، فجهنم هي إمكانية كامنة في إرادة الإنسان.
بالطبع هذا الجواب يفتح الباب على أسئلة أخرى عديدة: من يدين الإنسان؟ هل هناك أحد في جهنم؟ هل يعقل أننا لا نستطيع أن نغير رأينا مدى الأبدية؟ سنجيب على هذه الأسئلة في حلقات لاحقة.
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
تغريدة البابا
________________________________________
ثابروا على الصلاة!
تغريدة البابا على تويتر
بقلم البابا فرنسيس
روما, 4 نوفمبر 2013 (زينيت) - حث البابا فرنسيس المؤمنين على المثابرة على الصلاة من أجل الإنتصار في صراعهم ضد الشر المحيط بهم، فكتب في تغريدته على تويتر:
"إن الصراع ضد الشر هو شاق وطويل؛ لهذا لا غِنَى عن الصلاة بمثابرة وطول أناة."
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
كيف يواجه المسيحي الصعوبات؟
تغريدة البابا على تويتر
بقلم البابا فرنسيس
روما, 4 نوفمبر 2013 (زينيت) - لا شك أن الصعوبات تحيط بنا يوميًّا، ولا شك أيضًا أنها تحاول أن تزعزع ايماننا ورجاءنا بالرب ولكن أكد البابا فرنسيس على تويتر أن المسيحي يستطيع التغلب على الصعوبات فقال:
"يعرف المسيحي أن يواجه الصعوبات، والتجارب – والانهزامات أيضا– بسكينة قلب وبرجاء في الرب."
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
عظات البابا
________________________________________
البابا: الرجاء المسيحي لا يهزم، لا يحده الموت
بحسب عظة البابا فرنسيس
بقلم نانسي لحود
الفاتيكان, 4 نوفمبر 2013 (زينيت) - ترأس البابا فرنسيس صباح اليوم قداسًا الهيًّا في بازيليك القديس بطرس عن راحة نفس الكرادلة والأساقفة الذين انتقلوا من بيننا خلال هذه السنة. تمحورت عظة الأب الأقدس حول أن الرجاء المسيحي لا يحده الموت...ووصفه بالرجاء الذي لا يهزم، مشبها الموت ببوابة نحو الحياة وليس بجسر بين الحياة والهوة المظلمة التي لا نعرف وجهتها. ارتكز البابا في عظته على ما جاء في رسالة القديس بولس الى أهل رومة (8، 38-39): "وإني واثق بأنه لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا أصحاب رئاسة، ولا حاضر ولا مستقبل، ولا قوات، ولا علو ولا عمق، ولا خليقة أخرى، بوسعها أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا."
شرح البابا قول القديس بولس معلنًا بأن بولس أظهر محبة الله كدافع الرجاء المسيحي، وهو عدد ما يقف بوجه الإيمان وفي المقابل أكد أنه ولو مهما أحاطت بنا الشرور لا شيء سيبعدنا عن المحبة التي أظهرها المسيح حين بذل نفسه على الصليب. أكد البابا أن قوة المحبة بين يسوع وبين الذي يؤمن به تشل القوى الشيطانية، وهذه المحبة تساعدنا على نواجه بقوة مسار الأيم مهما كانت وتيرته.
إن خطيئة الإنسان هي وحدها التي تقطع هذه الصلة بينه وبين الله، ولكن، قال البابا، سيسعى الرب دائما لإيجداه وبناء وحدة معه تدوم الى ما بعد الموت. تطرق الحبر الأعظم الى التساؤلات التي تسيطر علينا حين نفقد عزيزًا: "ماذا سيحدث في عمله، في خدمته للكنيسة؟..." والإجابة على حد قوله، نجدها في سفر الحكمة : هم بين يدي الله. شرح البابا قائلا أن اليد تدل على الحماية والترحيب والعلاقة الشخصية من الاحترام والأمانة: المصافحة.
أخيرًا ختم البابا قائلا أن الكرادلة والاساقفة الذين انتقلوا من بيننا هم بين يدي الله، ولن يدركهم الفساد، هم كانوا بين يدي الله كل أيام حياتهم، في معاناتهم ورجائهم وآلامهم..."خطايانا بين يدي الله...فيسوع أراد أن يحتفظ بجراحاته لنشعر برحمته." وأضاف: "إن هذا الواقع المفعم بالرجاء ينتظر القيامة الأخيرة، الحياة الأبدية التي هي من نصيب المخلصين الذي يقبلون كلمة الله ويطيعون روحه."
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
البابا: الرجاء المسيحي مثل مرساة تمنح السفينة الثبات
في عظته في عيد جميع القديسين
بقلم روبير شعيب
الفاتيكان, 4 نوفمبر 2013 (زينيت) - شبه البابا فرنسيس الرجاء المسيحي بالمرساة التي تجعلنا نرسي على ميناء محبة الله. وقد جاء تشبيهه خلال الاحتفال بالقداس الإلهي بمناسبة عيد جميع القدسيين في مدافن الفيرانو يوم الجمعة 1 تشرين الثاني 2013.
وقد تحدث البابا انطلاقًا من رسالة القديس يوحنا الأولى حيث يقول: "أنظروا أي محبة خصنا بها الآب لندعى أبناء الله وإننا نحن كذلك. لهذا العالم لا يعرفنا... نحن منذ الآن أبناء الله ولم يظهر حتى الآن ما سنصير إليه. نحن نعلم أننا نصبح عند ظهوره أشباهه لأننا سنراه كما هو" (1 يوحنا 3: 1-2).
وعلق الأب الأقدس على القراءة بالقول: "يقتضي رجاؤنا أن نرى الله ونتشبه به. اليوم في عيد جميع القديسين وقبل يوم من تذكار الموتى من الضروري أن نفكر قليلا بالرجاء: هذا الرجاء الذي يرافقنا طوال حياتنا".
ثم قدم هذا التشبيه عن الرجاء: "كان المسيحيون الأوائل يشبهون الرجاء بالمرساة، وكأنّ حياة الإنسان مرساة ألقيت على شاطئ السماوات ونحن نسير باتجاه هذا الشاطئ متمسكين بها. إنها لصورة جميلة للرجاء: أن يكون قلبنا راسيًا حيث هم أجدادنا، والقديسون، حيث يسوع، وحيث الله. هذا هو الرجاء الذي لا يخيب. اليوم كالغد أيضًا، أيام رجاء".
وقدم البابا فرنسيس تشبيهًا آخر فقال: "يشبه الرجاء نوعًا ما الخميرة التي تنمّي الروح؛ هناك أوقات صعبة في الحياة، ولكن مع الرجاء تنمو الروح وتتأمل بما ينتظرها. اليوم هو يوم رجاء".
وتابع: "إن إخوتنا وأخواتنا هم في حضرة الرب ونحن سنكون هناك معهم بنعمة من الرب، إن سرنا على طريق يسوع. ويختم يوحنا الرسول قائلا: " كل من كان له هذا الرجاء فيه طهر نفسه كما أنه هو طاهر"".
ثم أضاف: "الرجاء يطهرنا وينورنا؛ إن هذا التطهير بيسوع المسيح يدفعنا بسرعة الى الأمام. في ساعة الغروب هذه، فليفكر كل واحد منا بغروب حياته متسائلا: "كيف سيكون غروبي؟" كلنا سنحظى بغروب، كلنا! هل ننظر إليه برجاء؟ هل ننظر إليه بفرح لقائنا مع الرب؟ هذا هو التفكير المسيحي الذي يمنحنا السلام".
وختم عظته بالقول: "اليوم هو يوم فرح، ولكنه فرح هادئ، فرح السلام. فلنفكر بغروب الكثير من الإخوة والأخوات الذين سبقونا، فلنفكر في غروبنا، لأننا سنبلغه يومًا ما. فلنفكر في قلبنا ونتساءل: "أين يرسو قلبي؟" إن لم يكن راسيًا، فلنرمِ المرساة على هذا الشاطئ عالمين بأن الرجاء لا يخيب لأن الرب يسوع لا يخيبنا".
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
مقالات متنوعة
________________________________________
قصّة آدم وحواء .. بين الرمزية والواقعيّة
الحلقة الثانية
بقلم عدي توما
روما, 4 نوفمبر 2013 (زينيت) - رأينا في الحلقة الأولى ، كيف أننا لا نقدرُ أن نضعَ آدم وحوّاء في مكان وزمان معيّنين من تاريخنا، كأسماءَ علم ..! بل هما يمثّلان كلّ إنسان، وحالتهما هي حالة واقعية حقيقيّة، تمسّ صميم ووجدان أيّ إنسان الآن في هذا العالم. وكيفَ أن كاتب نصوص الرواية هذه: رواية آدم وحوّاء (الراوية الأقدم) التي هي من التقليد اليهويّ ، بينما الرواية الأحدث ، رواية الخلق والأيام الستّة ، التي هي من التقليد الكهنوتيّ .. إنه كاتبٌ وشاعرٌ وفنان عبقريٌّ، قدِرَ أن يضعَ الخبرة العميقة والصراعات الداخليّة التي تحدث في أعماق حياة الإنسان وعلاقاته مع الله ومع الآخرين ، في قالب رائع رمزيّ قريب من الأسطورة ، لكنها نصوصٌ إيمانيّة حقيقيّة وليست بأساطير، لإن الأساطير في الشرق القديم، وآلهتها خاصّة ؛ يخافونَ على امتيازاتهم وهم المسيطرونَ والبشر عبيدٌ لها ، عكس إله العهد القديم ، الإله الحقيقيّ الذي أعطى الحريّة كــ " نعمة " للإنسان ، وأنه (أي الإنسان ) داخل في علاقةٍ حميميّة مع الله الحيّ الخالق، وهدفه إعطاء الإنسان المقدرة على بناء ذاته بقوّة الروح  (فالخلق هو علاقة مستديمة).. بينما هذا الأمر لا نجده في أساطير بابل والآداب المجاورة ...! لهذا ، نقّح وصفّى الكاتب اليهويّ ، النصوص الكتابيّة من هذه الصور ومن الأصنام الكثيرة التي يمكنُ أن نجدها في الأساطير المجاورة ... فكانت الشمس مثلا تُعبد ، كإلهٍ ، بينما الكاتب في الراوية الكهنوتيّة ، يجعلها مخلوقة من الله ، تخدمُ الإنسان وتعطيه الحياة ، فهي إذن، ليست بخالقة ولا بإلهٍ .. وهذه ثورة كبيرة من الكاتب لهدمْ كلّ صنميّة وقبول الله كعلاقةٍ حيّة بالإنسان .. ولا يمكنُ تأليه أيّ أمر أو أيّ مصدر ، خارجًا عن الله ، فالله الحقيقي، هو وحده الإله الحقّ المعبود . وسنرى ما هي التجربة والخطيئة الأصليّة (أو الجدية ) للإنسان الأوّل وكيفَ جُرّبَ.
قبلَ كلّ شيء، أودّ أن أعطي بعضًا المعلومات المهمّة حول ، كيفيّة كتابة هذه النصوص الكتابيّة ، رواية السقوط  وكيفَ نقلها الكاتب اليهويّ . فمن غير المنطقيّ والمعقول ، أنّ الكاتب عاصرَ وعايشَ ما جرى ، ونقلَ حرفيّا وكأنهُ مصوّر وإعلاميّ وصحفيّ ، فإنه لم يكنْ حاضرًا وقتَ التجربة وسقوط الإنسان ، وكلّ هذه الحوادث المرويّة في سفر التكوين : فمثلا ، كيف عرفَ أن الحيّة جاءت إلى حواء لإغواءها وتجربتها ؟ أو ، كيفَ كانَ آدمَ نائمًا في سباتٍ عميق، وجاءَ الله وأخذ من أحد أضلاعهِ وصنع المرأةَ ..؟ . وكيفَ أيضا، وصفَ الشجرتين المذكورتين في الجنّة، علمًا أن كاتب السفر ، لم يكنْ موجودًا إلا في سفر الخروج (كما هو معلومٌ إنه موسى النبيّ ).. !؟
كلّ هذه النصوص، كُتبتْ على ضوء خبرة العبور من أرض العبوديّة إلى أرض الميعاد، وخبرة التجربة في البريّة ، والصراعات والتذمّرات تجاه الله إله الشعب. إذن نحنُ هنا، في روايات التجربة والسقوط في سفر التكوين، لسنا في صدد عالم تلقّيناه من البشر الأولين، وإنما كما ذكرنا سابقا، بصدد فكر حكماء اسرائيل، إنطلاقا من خبراتهم الإنسانيّة والدينيّة. وللتعبير عن قناعاتهم بشكل روايات رمزيّة، استخدم هؤلاء الحكماء ، صورًا أسطوريّة من الشرق القديم وحاولوا تكييفها مع إيمانهم بالإله الواحد. لنأخذ مثلا بسيطا:
الخلقة
أتراحسيس (الحكيم الأكبر) هو بطل أسطورة بابليّة دوّنتْ في حوالي عام 1650 ق . م ، ولكنّها ترقى إلى بداية الألف الثاني . فالإله الأكبر آنكي قرّر أن يخلقَ كائنات تقوم بالعمل عوضًا عن الآلهة (حمل سلّة السخرة) . فالبشر مجبولونَ من الطين، ولكن أيضا، من لحم ودم إله ساقط إسمهُ " وي "؟
لكن ، الكتاب المقدّس بالرغم من استعارته بعض الصور الأسطوريّة ، يُفهمنا أننا بإزاء صور لا غير. إنه ينزع عنها الطابَع الأسطوريّ. فالإنسان بحسب تكوين 2، خُلق مجانّا، وليس تلبية لحاجات الله: والعمل هو عطيّة مرتبطةٌ بالجنّة وليس " سُخرة " في خدمة الله. والإنسان ، المصنوع من تراب الأرض ومن نفخة الله ، هو خليقة مختلفة، وليس كائنا مزيجًا إنبثقَ من إله ساقط، لقد خُلق حرّا وليسَ هو تحت نير القدر أو هوى الآلهة ، كما تقول هذه الأساطير ، وهذا هو الاختلاف الكبير.هذا مثالٌ صغير وبسيط جدا لتبيان الاختلاف بين الأسطورة والنصوص الكتابيّة ، على ضوء الوحي.
في الإصحاح الثاني من سفر التكوين الآية 8 ، و 15 – 17 التي تبدأ بـــ " قصّة الفردوس "
" وغرسَ الربّ الإله جنّة في عدن شرقا ...... " . لفهم هذه القصّة على وجهها الصحيح، يجب أن نعرفَ أنّ الكتاب المقدّس لا يتكلّم على أعمال الله المليئة بالأسرار ، بالمفاهيم العقليّة بقدر ما يتكلّم  عليها بالصور. وهذه الصور هي مستقاةٌ من المحيط البشريّ، الذي كان سائدًا في العصر الذي دوّنت فيه الأسفار المقدّسة (كما قلنا)، وجزئيّا من أساطير ذلكَ الزمان. فالله إنّما يخاطبنا في لغة بشريّة، يستطيعُ أن يفهمها أولئكَ الناس مع تصوّراتهم. وبما أننا هنا بإزاء لغة ترتكزُ على الصور، يجب عدم اعتبارها نوعا من تحقيق تاريخيّ حول بدايات تاريخ البشريّة. كما يجبُ ألا تُضافَ إلى تلك الصور تخيّلات وهميّة – بالمقارنة مع الأساطير التي تبقى متحفّظة – فيُصوّر الفردوس كأنه بلاد النعيم الخرافيّة. ومن ناحية ثانية لا يجوز نبذ هذه اللغة المليئة بالصور والملوّنة بالأساطير بحجّة أنها لا تعني لنا اليوم شيئا ، كما لا يجوزُ تفسيرها تفسيرًا روحيّا ورمزيّا بحتا ينفي عنها أيّ علاقةٍ بالواقع التاريخيّ، فنحنُ هنا ، أمام روايات عن الأصل التاريخيّ للشرّ والسوء في العالم (أي إنها روايات تفسيريّة توضّح سبب الأشياء) .
يقول الأب فرنسوا فاريون اليسوعيّ ، بخصوص موضوعنا هذا : " ما يوحى به أوّلا في الكتاب المقدّس ليسَ هو الإله الخالق ، بل الإله المحرّر. وما هو في قلب الكتاب المقدّس هو الخروج من مصر، أي سرّ تحرير اسرائيل. وما هو في قلب إيماننا المسيحيّ هو بلوغنا حرية الله نفسها (...) ، في الكتاب المقدس لا نسمع الله يقول أولا للشعب العبرانيّ : أنا خلقتكَ  ، بل ولا شكّ : أنا حرّرتكَ ، أنا أخرجتكَ من عبوديّة مصرَ . ولم يطرح اليهود السؤال عن الخلق على أنفسهم إلا في وقت متأخر جدّا.
لهذا ، يجب قراءة الكتاب المقدّس ، لا إنطلاقا من أوله ، بل إنطلاقا من الإختبار الذي كانَ في نشأة الكتاب والذي هو " إختبار شعب إسرائيل " . ويضيف أيضا فرنسوا : الإختبار ، والحقيقيّ ، والملموس، والواقعيّ بخلاف التصوّري، والمجرّد.. القيام بإختبار تفّاحة مثلا ، هو أكلها لا وصفها بالكلمات. يمكنني أن أصفَ بكلمات طعمَ ثمرة من الثمار، لكن الناس يقولون لي في آخر الأمر: كُلها.
ويعطي مثالا آخرًا ، الأب فرنسوا اليسوعيّ ويقول: " كم بالأحرى ، إن كانَ الكلام عن خلق الإنسان والعالم عن يد الله . ليس عندنا أولا اختبار " الأصل ".. الأب غانْ ، بما امتاز به من الشعور بالكلمات الأوّلية (لأنه على يقين ثابتْ من أنّ ما يراهُ الإنسان بأقلّ وضوح هو ما كان أوليّا ، والأب غانْ على حقّ).. إن الولد الفرنسيّ الذي على صدر إمّه لا يتساءل أولا هل هو وريث فيرسانجيتويكس والغاليين، بل ما يطلبهُ هو التخلّص من مغَص معدتهِ، فتبدو له أمّه أولا ، لا تلك التي ولدته ، بل تلك التي تخلّصه الآن من ألمه وجوعه. ولا يتساءل عن أصله ونهايته إلا بعدَ أن يكونَ قد تقدّم في السنّ ورجع في الزمن بالنسبة إلى ثديّ أمّه وأصبحَ بالغا.
هذا شأن بني إسرائيل ، فإنهم لم يبدأوا بذكر آدم. فإنّ الشعور الملموس والواقعيّ والحيّ لا ينطلقُ أبدًا من الأصل ، بل يرجع إليه إنطلاقا ممّا يعيشه في واقع حاضره.
هذه الملاحظات ، التي قد تبدو عادية وبسيطة، تعبّر عن حقيقة في منتهى البساطة، لكننا ننساها أحيانا. فتشوّه بالتالي كلّ التعليم المسيحيّ تشويهًا جذريّا. لم ينطلق إيمان اسرائيلَ من العقيدة إلى الحياة ، بل من الحياة إلى العقيدة، وأمّا الإختبار الأوّلي الذي قام به إسرائيل، والذي نسمّيه الإختبار المؤسس، فهو التحرير من عبوديّة مصرَ. وأن هذا التحرير – الخروج من مصر – الذي تمّ في القرن 13 ق .م ، قد سبقَ بــ 5 قرون على الأقلّ ، الروايةَ الثانية لخلق العالم (تكوين 2 , 3 ) وهي الأقدم ومن الراجع أن عهدها يرقى إلى القرن 8 ، وسبق ، بـ 7 قرون ، الرواية الأولى (تكوين 1) وهي الأحدث ويرقى عهدها إلى القرن 6.
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
أخبار
________________________________________
ثقافة من دون الله؟ نهاية حزينة!
الأساقفة الكاثوليك للكنائس الشرقية: "نعم من أجل بنيان ثقافة الحياة والرجاء"
بقلم ألين كنعان
سلوفاكيا, 4 نوفمبر 2013 (زينيت) - التقى الأساقفة الكاثوليك للكنائس الشرقية هذه السنة في سلوفاكيا من 17 حتى 20 تشرين الأول 2013 في كوشيتسه لمناسبة مرور 1150 عامًا على وصول القديسين سيريل وميثوديوس على الأراضي السلافية وتطرّقوا حول موضوع أنجلة الثقافة. أعاد الأساقفة قراءة حياة القديسين الأخوين مع الأخذ بعين الإعتبار التحديات التي تواجه الكنيسة في أوروبا. وعند نهاية اللقاء، توجّه الأساقفة إلى المؤمنين وكلّ الأشخاص ذوي الإرادة الحسنة برسالة الرجاء والمحبة التي تناولت التأكيد على الجذور المسيحية في أوروبا المتشبّثة برسالة القديسين سيريل وميثوديوس.
أكّد الأساقفة على أنّ أي ثقافة بعيدة من إنجيل يسوع ستفشل حتمًا ببنيان مجتمع إنساني صلب أساسه القيم الأخلاقية والعائلة التي تضمن العدالة والسلام بين الشعوب. إنّ أي ثقافة بعيدة من الله تقود الإنسان إلى اليأس والموت فهي على عكس الثقافة التي تستقبل الإنسان وتنشىء الأخوّة والمحبة والصداقة والتعاون بالأخص تجاه الفقراء والمهمّشين والمتروكين.
وتابع الأساقفة بأنّهم يعلمون جيدًا المشاكل التي تواجه الشعب وبالأخص الأزمة الاقتصادية التي تضرب القارة الأوروبية والعالم بأجمع بالإضافة إلى الإرهاب وكلّ الصراعات المسلّحة العديدة. أشار البيان الصادر عن الأساقفة أنّ الأزمة هي ليست اقتصادية فحسب بل إنها روحية بالأخص: "إنّ كل مسيحي هو مدعو لأن يكون شاهدًا على الغنى الموروث من آبائه فعلينا أن نعلن بفرح البشرى السارة لمحبة الله للجميع. نحن بحاجة إلى الله من أجل أن نجد من جديد معنى هذا الوجود على الأرض إذ لا يمكن لأحد أن يحمل صليبه وحده بل هو بحاجة إلى الله وإلى إخوته، من هنا لا يقف يسوع على حياد بل يسألنا أن نثق به. فلنبحث إذًا عن الصخرة التي يمكننا أن نسند عليها رأسنا بالأخص في خضمّ تقلّبات الحياة".
وتطرّق أخيرًا الاجتماع إلى الوضع المأساوي الذي يضرب المسيحيين في الشرق الأوسط وبالأخص في سوريا فسألوا أن يتحقّق الحوار جنبًا إلى جنب الصلاة المتواصلة من أجل أن يقوم المسؤولون السياسيون بالقرارات الصائبة التي تضع حدًا للعنف وتسود العدالة.
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
دور وسائل الإعلام في التبشير الجديد
عمل الصحافي بين نقل الوقائع وكيفية ايصالها
بقلم نانسي لحود
روما, 4 نوفمبر 2013 (زينيت) - تشارك أهل الصحافة من صحافيين يعملون في الإذاعة أو التلفاز أو الإنترنت خبراتهم حول موضوع التبشير الجديد في هذا المجال وذلك خلال ندوة نظمها تجمع التجدد بالروح القدس في إيطاليا واختتمت أمس في ريميني. ومنذ بضعة أيام كان البابا فرنسيس قد التقى بالعاملين في المركز التلفزيوني الفاتيكاني لمناسبة مرور 30 سنة على تأسيسه وقد طلب منهم أن يكونوا محترفين في عملهم لخدمة الكنيسة.
اتفق الإعلاميون على فكرة موحدة ألا وهي إفساح المجال للأخبار الجيدة في وسائل الإعلام. وأفاد فيكياريللي وهو محرر في TV 2000 أن تأسيس محطة ليس سهلا ولكنه يستحق العناء، كذلك دعا الجمهور ألا يكونوا كمتفرجين سلبيين بل أن يميزوا الأخبار التي يشاهدونها. في هذا الإطار سلط فيكياريللي الضوء مثلا على حادثة لامبيدوزا المأساوية قائلا أنه والى جانب الكارثة التي حصلت يمكننا أن نتحدث عن شجاعة الصيادين الذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ المهاجرين.
هذا وتحدث فيكياريللي أيضًا عن "ألمعلومات المتجانسة" التي تتناول موضوعًا واحدًا على إذاعات مختلفة، مشددًا على أننا وفي وجه المآسي اليومية التي نراها نحتاج لفسحة أخبار إيجابية لنسمعها. وهنا يلعب الإعلام دوره في التبشير بإفساح المجال للأشخاص الذين يعيشون إيمانهم في الحياة اليومية للتحدث، "فهؤلاء الأشخاص هم بدورهم أخبار جيدة."
أما ماريا زاكاريا فتحدثت عن عملها كصحافية وكيف أثر على حياتها الشخصية، وعن موضوع التبشير قالت أنه يجب أن على وسائل الإعلام أن تتناول مواضيع التي استبعدت من جدول البرامج على وسائل الإعلام. من جهته أعلن دانته بالبو أن راديو ماريا السيوسري قد خص برنامجًا للتحدث عن التجمع الإيطالي للتجدد بالروح القدس.
وفي الختام سجل لوشيانو فرنياني مداخلة تحدث فيها عن تجربته مع المساجين الذين هم بحاجة الى الصلاة لأنها تأتي كدعم لهم. خصص بعض الوقت للصحافيين ليتحدثوا عن الشبكات الاجتماعية والدور الذي تؤديه في التبشير، فيمكن استخدامها لتحديد أوقات اللقاءات، وطلبات الصلاة، ولكتابة شهادات الإيمان.
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
مقالات أدب الأحياء
________________________________________
وليم ولبرفورس الرقّ (الإتجار بالعبيد) والإجهاض
بقلم شربل الشعار
كندا, 4 نوفمبر 2013 (زينيت) - كثير من الناشطون في الدفاع عن الحياة يأخذون وحيهم من السياسي الشهير وليم ولبرفورس (24 آب 1759-29 تموز 1833) كان نائبًا في مجلس النواب البريطاني وهو من دفع إلى إلغاء الرقّ أي الإتجار بالعبيد في العالم.
يعلمنا السياسي ولبرفورس أنه عندما يصبح الظلم شرعي تصبح مكافحة الطغيان واجب، وأن الله خلق البشر متساوين، عمل ولبرفورس كل حياته على إلغاء الرقّ، ونقل العبيد السود من أفريقيا إلى أمريكا وكيف كانوا يسجنون في السفن ويموت أكثر من نصفهم على الطريق ويرمون في البحر، وكانت القوانين تعتبرهم بانهم ليسوا بشر وملك لأصحابهم...
قاوم التجار بالرقّ النائب ولبرفورس وهزموه في البرلمان، لكن عزمه جعله مع الفريق الذي رافقه أن يمرروا قانون يفرض على السفن الإنكليزية أن ترفع العلم البريطاني لكشف هويتها في البحار، حيث كانت أول خطوة ذكية لتخفيض الإتجار بالعبيد والرقّ تدريجياً حتى إلغائه كليا سنة 1807.
خلال حملته ضد الرقّ لم يترك ولبرفورس مع مساعديه في الحملات السياسية مكانًا إلا وكشف الوجه الحقيقي للإتجار بالبشر بالصور والكتب.
الصلة بين الإجهاض والرقّ:
تجريد الطفل المشرف على الولادة من إنسانيته وحقّه بالحياة
القوانين التي شرّعت الإجهاض في العالم تقول بان الأطفال في الرحم ليسوا بشر، وليس عندهم حقّ بالحياة
تجريد العبد من إنسانيته وحقوقه المدنية
كان القانون يقول بان العبيد ليسوا بشر، وليس عندهم حقوق مدنية وحرية
تلقيب الطفل المشرف على الولادة بأنه شيء
الطفل في الرحم هو ملك أُمه

تلقيب العبد بأنه شيء
العبد هو ملك لصاحبه
الإجهاض مسألة دولية
سياسة تحديد النسل من ضمنها الإجهاض هي للسيطرة على العالم.

الرقّ مسألة دولية
كانت تحتكرها بريطانيا أكبر دولة عظمة في تلك الحقبة من التاريخ التي كانت تسيطر على العالم.

الموت (بالمرحلة الإنتقالية) في الرحم
40- 60 مليون طفل مشرف الولادة يقتل بالإجهاض كل سنة في العالم، خلال المرحلة الإنتقالية من الرحم إلى خارجه قبل ان يولد ويرمون الجثث في النفايات.

الموت على الطريق
خلال مرحلة النقل من أفريقيا إلى أمريكا بالسفن، أكثر من نصف العبيد كانوا يموتون على الطريق ويرموا في البحر مثل النفايات

تشريع الظلم الإجهاض
الإجهاض ظلم، الكثير من الدول شرّعت الإجهاض الجراحي، والإجهاض الكيميائي
تشريع الظلم بالرقّ
الإتجار بالعبيد ظلم لانه كان شرعي في القانون
كشف الوجه الحقيقي للإجهاض
الإجهاض ظلم مخفي، وكل شيء مخفي هو محمي، يجب كشف الوجه الحقيقي للإجهاض بالكتابة والصور.
كشف الوجه الحقيقي للرقّ
الصورة تغني عن ألف كلمة، كشف ولبرفورس عذاب وموت العبيد في السفن، بالصور والكتب.
حديثاً صنع فيلم تحت عنوان النعمة المذهلة AMAZING GRACE من أجمل الأفلام التي شاهدتها حتى الأن للدفاع عن حقوق الإنسان.
من احد أسباب إنتشار الإجهاض في العالم هي القرارات السياسية والقانونية التي سمحت أو اهملت حماية حياة الجنين في الرحم، حيث شرّعت الإجهاض وما يسمّى القتل الرحيم، لذلك هنالك حقل كبير من النشطات السياسية في الحركة المؤيدة للحياة، من حملات ولوبي مع السياسين والمشرعين للقوانين للتوعية بكشف الوجه الحقيقي للإجهاض وان يضعوا تشريعات تحيط الطفل المشرف على الولادة بالحماية ودعم الأسرة والدفاع عن الحياة من لحظة الحمل إلى ساعة الموت الطبيعي.يجب على كل مواطن ان يلتقي بالنائب المحلي أن يعبّر له او لها عن رفضه لسياسة تحديد النسل والسيطرة على عدد السكان بالإجهاض الكيميائي والجراحي.
للمزيد عن إلغاء الرقّ
http://abolition.e2bn.org/slavery.html
http://www.ewtn.com/library/PROLENC/ENCYC086.HTM
https://www.youtube.com/watch?v=Q6Cv5P9H9qU

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
siryany
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
avatar


زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 4 نوفمبر 2013 Usuuus10
زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 4 نوفمبر 2013 8-steps1a
الدولة : الدانمرك
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 8408
مزاجي : أكتب
تاريخ التسجيل : 13/09/2012
الابراج : الجوزاء

زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 4 نوفمبر 2013 Empty
مُساهمةموضوع: تكملة الموضوع   زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 4 نوفمبر 2013 Icon_minitime1الإثنين 4 نوفمبر 2013 - 21:06




وثائق
________________________________________

التحدّيات الرعائية للعائلة في إطار نشر الإنجيل
سينودس الأساقفة الجمعية العامّة غير العاديّة الثالثة
الفاتيكان, 4 نوفمبر 2013 (زينيت) -
سينودس الأساقفة
الجمعية العامّة غير العاديّة الثالثة
التحدّيات الرعائية للعائلة
في إطار نشر الإنجيل
وثيقة تحضيرية
حاضرة الفاتيكان

2013

ترجمة بطريركية الأقباط الكاثوليك

أوّلاً- السينودس : العائلة والتبشير

إنّ رسالة إعلان البشارة البشارة إلى كلِّ مخلوقٍ قد سُلِّمتْ من الربّ مباشرةً إلى تلاميذه، والكنيسة هي حاملة هذه الرسالة عبر التاريخ. في العصر الذي نعيش فيه، تُصبِح الأزمة الواضحة على الصَّعيدَين الاجتماعيّ والروحيّ تحدِّيًا رعائيًّا يَطرح تساؤلاتٍ على رسالة الكنيسة التبشيرية تُجاهَ العائلة، هذه التي هي النَّواة لحياة المجتمع والجماعة الكنسية. إنّ عرض البُشرى على العائلة في هذا الإطار يَتبيَّن عاجلاً وضروريًّا أكثر من أيِّ وقتٍ مضى. إنّ أهمّـيّة الموضوع تَـتّضح من أنّ قداسة البابا قد قرّر تحديد مَسارٍ للعمل على مرحلتَين بالنسبة لِسينودس الأساقفة: الأولى الجمعيّة العامّة غير العاديّة في عام 2014، وتهدِف إلى تحديد ” الواقع الحالي للمسألة“ (status quaestionis) وإلى جمع الشَّهادات والمُقترحات من الأساقفة لأجل إعلان”بُشرى العائلة“ ومَعيشتها بطريقة فيها مِصداقية؛ والمرحلة الثانية هي الجمعية العامّة العاديّة في عام 2015، لأجل البحث عن خُطوطٍ لِلعمل بالنسبة للعمل الرَّعويّ نحو الشخص البَشريّ ونحو العائلة.
إنّ أوضاعًا لم تُعرَف من قبلُ حتى السنين الأخيرة تَطرح نفسها اليوم، مع انتشار أزواج الاتّحاد الحُرّ الذين لا يَتزوّجون – بل أحيانًا يُلغون فكرة الزواج نفسَها - ، وُصولاً إلى ارتباطاتٍ بين شخصين من نفس الجنس، وإلى أن يُمنَح لهؤلاء أحيانًا كثيرة حقُّ تَبنّي الأطفال. مِن بين الأوضاع الجديدة العديدة التي تَستدعي انتباه الكنيسة والْتزامَها الرَّعويّ، يَكفي ذِكرُ الآتي: الزِّيجات المُختلطة أو التي ذات الانتماء الديني المختلِف، العائلات ذات العائل الواحد – أبٍ فقط أو أمٍّ فقط -، تَعدُّد الزَّوجات، الزَّواجات التي يُرتَّبها غيرُ طَرفَي الزّواج مع ما يَترتَّب على ذلك من مشاكل مُتعلّقة بالمَهر الذي يُعتبَر أحيانًا مَبلغًا لامتلاك المرأة، نِظام الطَّبقات، ثقافة عدم الالْتزام والافتراض المُسبَق لِعدم إمكانيّة ثَبات الرِّباط، أشكال مُعادية لِلكنيسة لِتحرير المرأة، ظَواهر الهجرة مع إعادة صياغة فكرة العائلة ذاتِها، التَّعدُّديّة النِّسبيّة في مفهوم الزَّواج، تأثير وسائل الإعلام على الثقافة الشعبية فيما يتعلّق بمفهوم حفلات العُرس ومفهوم الحياة العائلية، التيّارات الفكرية التي تُوحي باقتراحات قانونية تَحُطّ من قيمة دَوامِ العهد الزَّواجيّ وأمانتِهِ، انتشار ظاهرة الأُمّهات الحَمّالات – أي اللّواتي يُؤجِّرنَ أرحامَهنَّ -، التَّفسيرات الجديدة لِحقوق الإنسان. ولكن خُصوصًا في الأوساط الكَنسيّة تحديدًا، ضُعف أو تَرك الإيمان بِقُدسيّة الزواج، وبالقُدرة العِلاجيّة التي لِسرّ التَّوبة.
من كل هذا، نفهم مدى الضرورة المُلحّة لِعناية الهيئة الأسقفية العالمية، ”مع بطرس وتحت سلطته“ (cum et sub Petro)، لأجل مواجهة هذه التّحدّيات. إذا فكّرنا فقط، على سبيل المثال، في كمِّ الأطفال والشّباب الذين في هذا الإطار الحالي قد وُلدوا من زيجاتٍ غير نِظاميّة ولن يستطيعوا أبدًا أن يرَوا والديهِم وهم ينالون الأسرار، فنُدرِك مدى الضرورة المُلحّة للاستجابة لِلتحدّيات المَطروحة أمام تبشير الوضع الحالي، الذي قد انتشر أيضًا في كلّ أنحاء ”القرية العالمية“. هذا الواقع يجد صدًى خاصًّا في التَّرحيب الهائل الذي يَلقاه التعليم في أيّامنا، عن الرحمة الإلهية وعن الحنان تُجاهَ الأشخاص المجروحين، عند الأطراف الجغرافية والوُجودية: ويَنتُج عن ذلك تَوقّعاتٌ هائلة بالنسبة للاختيارات الرَّعوية الخاصّة بالعائلة. بالتالي، فإنّ تَباحُث سينودس الأساقفة حول هذه المواضيع يَتّضح كَضرورة مُلِحّة وأيضًا عادلة، تعبيرًا عن محبّة الرّعاة نحو مَن قد أُوكِلوا إليهم، وعن محبة العائلة البشرية جمعاء أيضًا نحوهم.
ثانيًا- الكنيسة والإنجيل حول العائلة
إنّ بُشرى الحبّ الإلهي يجب أن تُعلَن على مَن يعيشون تلك الخبرة البَشرية الشخصية الأساسية، الخاصّة بِزوجَين وبِشَرِكة منفتحة على هبة الأبناء، أَلا وهي الجماعة العائلية. إنّ التّعليم الإيمانيّ عن الزّواج يجب أن يُقدَّم بطريقة تَواصُليّة وفَعّالة، لكي تستطيع أن تَمَسَّ القلوب وأن تُغيّـرَها بحسب مشيئة اللّه التي تجلّت في يسوع المسيح.
بالنسبة لِلتّذكير بالمَراجع الكتابية المتعلّقة بالزّواج وبالعائلة، فلن يُذكَر هنا إلاّ الأساسي منها. كذلك بالنسبة لِوثائق تعليم الكنيسة الرسميّ، يبدو من المناسب أَلاّ نُورِد إلاّ تلك الخاصّة بالتّعليم العامّ لِلكنيسة، مع إضافة بعضِ النّصوص من المَجمع الحَبريّ لِلعائلة، مع إفساح المَجال لِعناية الأساقفة المُشتركين في السينودس بأن يَذكُروا الوثائق الصادرة عن منظّماتهم الأُسقفية الخاصّة.
في كلّ الأزمنة وفي حِضن كلّ الثقافات المختلفة فيما بينها، لم يَنقُص التّعليم الواضح من الرّعاة ولا شَهادة المؤمنين الملموسة – رجالاً ونساء -، الذين في ظروفٍ متبايِنة جدًّا عاشوا الإنجيل حول العائلة كَعطيّة قيِّمة إلى أقصى حَدٍّ بالنسبة لحياتهم ولحياة أبنائهم. إنّ الالْتزام بالسينودس في دورته القادمة غيرِ العاديّة تَدفعُه وتَدعمُه الرَّغبة في توصيل هذه الرّسالة لِلجميع، بِقوّة إضافيّة، مع الرّجاء بِأنّ هذا يجعل ”كنزَ الإعلان الإلهي المُوكَل إلى الكنيسة يَغمر قلب البَشر أكثر فأكثر“ (دستور عقائدي في الإعلان الإلهي، كلمة اللّه 26).
خُطّة اللّه الخالق والفادي
إنّ جذور جمال رسالة الكتاب المقدّس حول العائلة تَكمُن في خلق الرّجل والمرأة كِلاهما على صورةِ اللّه ومِثاله(راجع تك 1/24-31؛ 2/4 ب- 25). باتّحادِهما في رِباطٍ سرّيّ مقدَّس غير قابل لِلفَسخ، يعيش الزَّوجان جمال الحبّ والأُبوّة والأُمومة، وجمال الكرامة العُليا المُتمثِّـلة بالاشتراك هكذا في عمل اللّه الذي يَخلق.
في عطيّة ثمرة اتّحادِهما، يَتولَّيان مسؤوليّة تَنشِئة وتربية أشخاصٍ آخَرين لأجل مستقبل الجنس البَشريّ. بواسطة الإنجاب، يُتمِّم الرّجل والمرأة في الإيمان الدَّعوة لأنْ يَكونا معاوِنَين لِلّه لأجل الحِفاظ على الخليقة ونُموّ العائلة البَشرية.
لقد أوضح الطوباويّ يوحنّا بولس الثاني هذا البُعد في ” المؤسّسة العائليّة“ ( Familiaris Consortio): ”إنّ اللّه قد خلق الإنسان على صورته ومِثاله ( تك 1/26ت): بِدَعوته إلى الوُجود عن حبٍّ، قد دعاه بذات الفِعل إلى الحبّ. اللّه حبٌّ (1يو 4/8)، وهو يَحيا في ذاته سرَّ شَرِكة حبٍّ شخصيّة. بِخَلقِهِ البَشريّة من الرّجل والمرأة على صورته، وبِحِفاظِهِ المُستمرّ عليها في الكَيان، قد طبع اللّه فيها الدَّعوة – وبالتالي المَقدرة والمَسؤولية التابعة لها – إلى الحبّ وإلى الشَّرِكة (راجع فرح ورجاء، 12- Gaudium et Spes). الحبّ يُمثِّل إذًا الدَّعوة الأساسيّة والمُلازِمة لِكلّ إنسان“ ( م ع،11- FC). إنّ خُطّة اللّه الخالق هذه، التي أربكتها الخطيئة الأصليّة(راجع تك 3/1-24)، قد تَجلّت في التّاريخ من خلال مُجرَيات حياة الشَّعبِ المختار حتّى مِلءِ الزّمان، في حين أنّ ابنَ اللّه بالتَّجسّد لم يَكتفِ بالتَّأكيد على مشيئةِ اللّه الخلاصيّة، بل إنّه بالفداء قدَّم نعمة القُدرة على الطاعة لتلك المشيئة عينِها.
إنّ ابن اللّه، الكلمة المتجسِّد (راجع يو 1/14) في أحشاء الأُمّ العذراء، عاش وكبُر في عائلة النّاصرة، وشارك في عُرس قانا الذي أضاف إليه غِنًى بِأُولى ” آياتِهِ“ (راجع يو 2/1-11). قبِل بفرحٍ التَّرحيبَ العائليّ به مِن قِبَل تلاميذه الأوَّلين (راجع مر 1/29-31؛ 2/13-17)، وعزَّى عائلة أصدقائه في حِدادِهم في بيت عنيا (راجع لو 10/38-42؛ يو 11/1-44).
لقد أرجع يسوعُ المسيح للزّواج جمالَه بِعَرضِهِ من جديد خُطّةَ اللّه الوَحدويّة التي كانت قد أُهمِلت بسبب قساوة قلب الإنسان حتّى في داخل تقليد شعب إسرائيل (راجع مت 5/31-32؛ 19، 3-12؛ مر 10/1-12؛ لو 16/18). بعودته إلى الأُصول، علّم يسوع الوَحدة والإخلاص بين الزَّوجين، رافضًا طرد المرأة والزِّنى.
إنّ الجمالَ الفائق للحبّ البَشريّ كان قد أُعلِنت عظمتُهُ بِتأكيدات مُستَوحاة من نشيد الأناشيد ومن الرِّباط الزَّوجيّ الذي طالب به الأنبياء ودافعوا عنه، مثل هوشع ( راجع هو 1/ 2 – 3/3) وملاخي (راجع ملا 2/13– 16)؛ وبواسطة هذا الجمال الفائق بالتَّحديد قد أكَّد يسوع على الكرامة الأصليّة للحبِّ الزَّوجيّ بين الرَّجل والمرأة.
تعليم الكنيسة عن العائلة
في الجماعة المسيحية الأولى، ظهرت العائلة كذلك على أنها ”الكنيسة المنزليّة“ (راجع تعليم الكنيسة الكاثوليكية – ت ك ك، 1655). في ما يُسمَّى بِـ ”القواعد العائلية“ التي تتخلّل رسائل العهد الجديد الرّسولية، يُعترَف بعائلة العالم القديم الكُبرى على أنها مكان التَّضامُن الأعمق بين الزَّوجات والأزواج، وبين الوالدين والأبناء، وبين الأغنياء والفقراء (راجع أف 5/21- 6/9؛ كول 3/18- 4/1؛ 1تيم 2/8-15؛ طي 2/1-10؛ 1بط 2/13- 3/7؛ راجع أيضًا الرسالة إلى فيلمون). الرسالة إلى أفسُس، بصفة خاصّة، عَرَّفت الحبّ الزّواجيّ بين الرجل والمرأة على أنّه ”السرّ العظيم“ الذي يُحضِر في العالم حبّ المسيح والكنيسة (راجع أف 5/31-32).
خلالَ العصور، ولا سيَّما في الأزمنة الحديثة وحتّى أيامنا، أصدرت الكنيسة تعليمًا ثابتًا وتدريجيًّا حول العائلة وحول الزواج الذي تتأسّس به. واحدٌ من أبرز التّعبيرات قد عُرِض من المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، في الدستور الرّعائي فرح ورجاء (Gaudium et Spes) الذي، في إطار معالجته لِبعض أكثر المَسائل إلحاحًا، يُخصِّص فصلاً كاملاً لإبراز ودعم كرامة الزواج والعائلة، كما يَتبيَّن عند وصف قيمتها بالنسبة لتكوين المجتمع: ”العائلة هي إذًا موضعُ التقاء بين أجيالٍ عديدة تساعد بعضُها البعض على اكتساب حكمةٍ أوسع وعلى تنسيق حقوق الأشخاص بِحيث تتناغم مع المتطلّبات الأخرى لحياة المجتمع؛ وهي بذلك تُمثّل أساس المجتمع“ ( ف ر 52). الدّعوة إلى روحانية تتمركز حول المسيح لأجل الأزواج المؤمنين، لَهي مُلِحّة بِشدّة خاصّة: ” لِيكن الزَّوجان، اللّذان قد خُلقا على صورة إلهٍ حيّ وقد أُقيما في نِظام أشخاصٍ حقيقيّ، متّحدَين في عاطفةٍ واحدة وفِكرٍ واحد وقداسة متبادَلة، بحيثُ يَصيران، في اتّباعهما للمسيح – وهو مبدأٌ للحياة – وبواسطة أفراح دعوتهما وتضحياتها، وبإخلاص حبِّهِما، شاهدَين على سرّ الحب هذا الذي كشفه الربّ للعالم بموته وقيامته“ (ف ر 52).
إنّ خلفاء بطرس كذلك، بعد المجمع الفاتيكانيّ الثاني، قد أَغنَوا بتعليمهم الرّسميّ التّعليمَ الخاصّ بالزّواج والعائلة، وخاصّةً بولس السادس برسالته العامّة الحياة البَشرية (Humanae vitae) التي تقدّم تعاليم محدَّدة بالنسبة للمبادئ كما أيضًا على المستوى العمليّ. تَلاه البابا يوحنا بولُس الثاني في الحث الرّسوليّ المؤسّسة العائليّة (Familiaris consortio) الذي به أراد بِعَرضِهِ المَقصد الإلهيّ الخاصّ بالحقيقة حول أصل الحبّ الذي بين الزَّوجَين والذي في العائلة: ”إنّ ’المكان‘ الأوحد الذي يُتيح هذا العطاء بكلّ حقيقته هو الزّواج، أيْ عهد الحبّ الزَّواجيّ أو الاختيار الواعي والحُرّ الذي به يُرحّب الرَّجل والمرأة بالجماعة الحميمة، حيث الحياة والحبّ، كما أرادها اللّه نفسُه (راجع ف ر 48) والتي لا تُبيِّن معناها الحقيقيّ إلاّ في ضوء هذا النور. إنّ مؤسَّسة الزّواج ليست تَدخُّلاً غيرَ إلزاميّ من المجتمع أو من السُّلطة، ولا هي فرضٌ من الخارج لِشكلٍ فقط؛ إنّما هي مُتطلَّبٌ من داخل عهد الحبّ الزَّواجي، الذي يَتثبَّت علنًا بِطابَعِهِ كأوحَدَ وكحَصريٍّ لكي تُعاش هكذا الأمانة الكاملة لِقصدِ اللّه الخالق. هذه الأمانة بعيدةٌ عن أن تُنقِص شيئًا من حرّيّة الشخص، بل هي تَحمي تلك الحرّيّة من كلّ ذاتيّة ومن كلّ نِسبيّة، وتَجعلها تشارك في الحكمة الخالقة“ (م ع 11).
إنّ تعليم الكنيسة الكاثوليكية يَجمع هذه المُعطَيات الأساسية: ”إنّ العهد الزَّواجيّ، الذي به يُكوِّن رجلٌ وامرأة فيما بينهما جماعةً حميمة حيث الحياة والحبّ، قد تأسّس وأُضفِيَت عليه قوانينُه الخاصّة مِن قِبل الخالق. من طبيعة هذا العهد أنّه يَهدف إلى خير الزَّوجَين وأيضًا إلى إنجاب وتَربية الأبناء. وقد رُفِع هذا العهد، فيما بين مُعمَّدَين، من المسيح الربّ إلى كرامة السِّرّ ]راجع ف ر 48؛ قانون الحقّ الكنسيّ 1055، 1[“ (ت ك ك 1660).
إنّ التعليم المعروض في كتاب التعليم يَشمَل المبادئ اللاهوتية ومعها السُّلوك الأخلاقيّ، وهذه تَـتمّ معالجتُها تحت عنوانَين مختلفَين: سرّ الزّواج (رقم 1601-1658) و الوصيّة السادسة (رقم 2331-2391). القراءة الواعية لهذه الأجزاء من التعليم تُزوِّد القارئ بِفَهمٍ حديثٍ لِعقيدة الإيمان، لكي تَدعم عمل الكنيسة في مواجهة التّحدّيات المعاصرة. عملُ الكنيسة الرَّعَويّ يُستَلهَم من حقيقة الزّواج باعتبارِهِ حسبَ مُخطَّط اللّه الذي خلق الرّجل والمرأة، والذي في ملء الزّمان كشف في يسوع كذلك ملءَ الحبّ بين الزّوجين رافعًا إيّاه إلى درجة السّرّ.
إنّ الزواج المسيحي، الذي يتأسّس على الرِّضى، يَتّصف أيضًا بمفاعيل خاصّة به مثل خيرات الزّوجين وواجباتهما؛ ولكنّه لا يَفلِت من نِظام الخطيئة (راجع تك 3/1-24) الذي يُمكن أن يُسبِّب جِراحًا عميقة وأيضًا أشكالاً من الحَطّ من كرامة السّرّ نفسِهِ.
إنّ الرسالة العامّة الأخيرة للبابا فرنسيس، نور الإيمان ( Lumen fidei)، تَتطرَّق إلى العائلة في علاقتها بالإيمان، وهذه العلاقة تَكشف ” كم يُمكن للرَّوابط بين البَشر أن تكون قويّة، عندما يكون اللّه حاضرًا فيما بينهم“ (ن إ 50). ”بالتالي، فإنّ المُحيط الأوّل الذي يُنير فيه الإيمانُ مدينةَ البّشر هو العائلة. أُفكِّر خُصوصًا بالاتّحاد الثابت بين الرّجل والمرأة في الزّواج. يَنشأ هذا الاتّحاد من حبِّهِما، الذي هو علامة لِحبِّ اللّه وحُضورٌ له، ولاعترافهما وقَبولِهما لِلخير المُتمثِّل في التَّنوُّع الجنسيّ الذي يَستطيع الزَّوجَين بِواسطتِهِ أن يَتّحدا كَجسدٍ واحد (راجع تك 2/24) ويُمكنُهما به أن يُنجِبا حياةً جديدة تَكون بَيانًا لِصَلاحِ الخالق ولِحكمته ولِمَقصَد حبِّه. بِثَباتِهِما في هذا الحبّ، يُمكن لِلرّجل والمرأة أن يُعاهدَ الواحدُ الآخَر بالحبّ المتبادَل، بِخطوةٍ تُلزِم حياتَهما بالكامل وتُبرِز مظاهر عديدة لِلإيمان. إنّ الوعدَ بِحبٍّ يَدوم إلى الأبد مُمكنٌ عندما نَكتشف مُخطَّطًا أكبر من مُخطَّطاتِنا، مُخطَّطًا يَسندنا ويُمَكِّننا من أن نُعطي المستقبَل بِأكمله للشخص المحبوب“ ( ن إ 52). ”إن الإيمان ليس مَلاذًا لِمَن دخل فيهم اليأس، بل هو ازدهارٌ للحياة.  
إنّه يُتيح اكتشافَ نِداءٍ عظيمٍ هو الدَّعوة إلى الحبّ، ويَمنح اليَقين بأنّ هذا الحبّ يَستحق الثِّقة، وأنه أهلٌ لأنْ نُسلِّم أنفسنا له، لأنّ أساسه في أمانة اللّه التي هي أقوى من هَشاشتنا“ (ن إ 53).
ثالثًا- أسئلة
الأسئلة التالية تُتيح لِلكنائس الخاصّة أن تُشارك بِهِمّة في إعداد اجتماع السينودس غير العاديّ، الذي يَهدف إلى إعلان البشارة وسط التّحدّيات الرَّعويّة الحاليّة المُتعلّقة بالعائلة.
1- حول انتشار الكتاب المقدّس وتعليم الكنيسة الرسمي الخاصّ بالعائلة
أ- ما مدى المعرفة الفعليّة لتعاليم الكتاب المقدّس، ولوثيقة المجمع ”فرح ورجاء“، ولِلحثّ الرَسولي للبابا الطوباوي يوحنا بولس الثاني ” المؤسّسة العائليّة“، ولِلوثائق الأخرى لتعليم الكنيسة الرسمي الصادر بعد المجمع الفاتيكاني الثاني حول قيمة العائلة بحسب الكنيسة الكاثوليكية؟ كيف يتمّ تكوين المؤمنين نحو الحياة الأُسَريّة بِحسب تعليم الكنيسة؟
ب- حيث يكون تعليم الكنيسة مَعروفًا، هل هو مقبولٌ بِأكمله؟ هل تَبرز مشاكل عند تطبيقه؟ ما هي؟
ج- كيف يتمّ تزويد البرامج الرَّعويّة بِتعليم الكنيسة، على المستوى البلد الواحد والإبَرشيّة والرّعية؟ ما هو التعليم المسيحيّ الخاصّ بالعائلة؟
د- إلى أي مَدى – وخُصوصًا حول أيّ مَظاهر- يكون هذا التعليم معروفًا حقًّا، ومقبولاً، أو مرفوضًا و/أو مُنتقَدًا، في الأوساط غير الكنسيّة؟ ما هي العَوامل الثقافية التي تَمنع التَّقبُّل التّامّ لتعليم الكنيسة حول العائلة؟
2- حول الزواج بِحسب الشريعة الطبيعية؟
أ- ما هو الحَيِّز الذي لِمفهوم الشريعة الطبيعية في الثقافة المَدنيّة، على الصّعيد المؤسَّسي والتَّربويّ والأَكاديمي، كما أيضًا على الصّعيد الشَّعبي؟ ما هي المفاهيم الأنتروپـولوجيّة – أيْ الخاصّة بالمفهوم حول الإنسان- التي تَقبَع في خلفيّة هذا الجَدل الجاري حول الأساس الطبيعي لِلعائلة؟
ب- هل تَرى أن مفهوم الشريعة الطبيعية، بالنسبة للاتحاد بين رجلٍ وامرأة، هو بِحدّ ذاته مقبولٌ بِسَلاسة مِن المعمَّدين عُمومًا؟
ج- كيف تَتمّ – من الناحيتَين العملية والنَّظريّة- مُناقَضة الشريعة الطبيعية الخاصّة بالاتّحاد بين رجلٍ وامرأة بِصَدد تكوين عائلة؟ وكيف يَتمّ طَرحُها وتَعميقُها في الهَيئات المَدنيّة والكَنسيّة؟
د- إذا طلب مُعمَّدون غير مُمارِسين، أو مَن يُعلنون عدم إيمانِهم، أن يَحتفلوا بالزّواج، كيف يُمكن مواجهة التّحدّيات الرَّعويّة المَترتِّبة على ذلك؟
3- العمل الرَّعوي الخاصّ بالعائلة في إطار التبشير
أ- في عشرات السِّنين الأخيرة، ما هي الخبرات التي نَشأت بِخُصوص الإعداد لِلزواج؟ كيف تمّ السَّعي إلى تحفيز واجب تبشير الأزواج والعائلة؟ كيف يُمكن تعزيز الوَعي بالعائلة على أنّها ”كنيسة منزليّة“؟
ب- هل توصَّلتم إلى طرح أساليبَ لِلصلاة في العائلة تَصلُح لِمقاومة الحالة المعقَّدة لِلحياة ولِلثّقافة الحاليّة؟
ج- في وضع الأزمة الحاليّة بين الأجيال، كيف استطاعت العائلات المسيحية تحقيق دعوتها الخاصّة المُتعلّقة بتوصيل الإيمان؟
د- كيف استطاعت الكنائس المحلّيّة والحركات ذات الروحانيّة الأُسَريّة خلقَ مَساراتٍ يُمكن أن تكون قُدوة؟
هـ- ما هي الإضافات المتميِّزة التي استطاع الأزواج والعائلات أن يَجلِبوها فيما يتعلّق بنشر الرّؤية المتكاملة نحو الزّوجَين ونحو العائلة المسيحية، بحيث تكون هذه الرّؤية ذات مِصداقيّة اليومَ؟
و- ما هي العِناية الرَّعائيّة التي بيَّنتها الكنيسة لأجل دعم مسيرة الأزواج الذين في مرحلة التَّكوين والذين في أزمة؟
4- حول العمل الرَّعويّ الساعي لِمواجهة بعض الحالات الزَّواجيّة الصَّعبة
أ- هل تمثّل المعاشرة بدون زواج بهدف التجربة واقعًا رعويًّا مهمًّا في كنيستكم الخاصّة؟ ما النّسبة المئويّة التي يمكن تقديرها بها عدديًّا؟
ب- هل هناك ارتباطات حرّة، غير مُعترَف بها دينيًّا أو مدنيًّا؟ هل هناك معطيات إحصائيّة أكيدة عنها؟
ج- المنفصلون والمُطلّقون المتزوّجون من جديد، هل يمثّلون واقعًا رعويًّا هامًّا في كنيستكم الخاصّة؟ ما النسبة المئويّة التي يمكن أن يُقَدَّروا بها عدديًّا؟ كيف يمكن مواجهة هذا الواقع بواسطة برامج رعويّة ملائمة؟
د- في هذه الحالات كلّها، كيف يعيش المعمّدون حالات زواجهم الغير نِظاميّة؟ هل هم على وعيٍ بها؟ هل يَكتفون باللاّمُبالاة؟ أَم هل يشعرون أنّهم مُستبعَدون ويشعرون بالألم لاستحالة نَوالهم الأسرار؟
هـ - ما هي الطّلبات التي يتوجّه بها للكنيسة الأشخاصُ المُطلّقون الذين تزوّجوا مرّة أخرى بخصوص سرّيّ الإفخارستيّا والمصالحة؟ من بين الأشخاص الذين هم في تلك الحالات، كم يطلبون هذه الأسرار؟
و- تبسيط الإجراءات القانونيّة المؤدّية للاعتراف ببُطلان الرِّباط الزّواجي، هل يمكن أن يقدّم مساهمة حقيقيّة وإيجابيّة لحلّ مشاكل الأشخاص المعنيّين؟ إذا كان الرّد بالإيجاب، فَتحت أيّة أشكال يكون هذا التبسيط؟
ز- هل هناك عمل رعويّ خاصّ للتعامل مع تلك الحالات؟ كيف يَجري هذا النشاط الرّعويّ؟ هل توجد برامج في هذا الشأن، على المستوى الإبَرشيّ والقوميّ؟ كيف تُعلن رحمةُ اللّه للأشخاص المُنفصلين وللمطلَّقين المتزوّجين ثانيةً؟ كيف يُفَعَّل سندُ الكنيسة لطريق إيمان هؤلاء الأشخاص؟
5- حول الاتّحاد بين أشخاص من نفس الجنس
أ- هل يوجد في بلدكم قانون مدني يَعتبر الاتّحاد بين أشخاص من نفس الجنس مُساويًا للزواج بأيِّ شكلٍ من الأشكال؟
ب- ما هو تصرُّف الكنائس الخاصّة والمحليّة حِيال الدولة المُحبِّذة للاتّحاد المدنيّ بين أشخاص من نفس الجنس، وكذلك حِيال الأشخاص الواقعين في هذا النوع من الاتّحاد؟
ج- ما هي العناية الرعويّة التي يمكن أن تُوجَّه لأشخاصٍ اختاروا أن يعيشوا حسب هذا النّوع من الاتّحاد؟
د- في حالات الاتّحاد بين أشخاص من نفس الجنس يكونون قد تبنّوا أطفالًا، ما هو التصرّف الرعويّ الواجب اتّخاذُه بهدف توصيل الإيمان؟
6- حول تربية الأطفال داخل حالات الزواج غير النِّظاميّة
أ- بمَ تُـقدَّر نسبة هؤلاء الأطفال والمراهقين في هذه الحالات مقارنةً بنسبة الأطفال الذين يُولدون ويَنشَؤون داخل العائلات المكوَّنة بحسب القواعد السليمة؟
ب- بأيّة حالة معنويّة يتوجّه الأهل نحو الكنيسة؟ ماذا يطلبون؟ هل يطلبون الأسرار فقط أَم يطلبون أيضًا التعليم المسيحي؟
ج- كيف تلبّي الكنائس الخاصّة احتياج والدَيْ هؤلاء الأطفال لتقدّم لهم تربيةً مسيحيّة؟
د- كيف تجري ممارسة الأسرار في تلك الحالات: الاستعداد ومنح الأسرار والمرافقة أثناء السرّ؟
7- حول انفتاح الأزواج على الحياة
أ- ما هي المعرفة الملموسة لدى المسيحيين عن التعليم الكنسيّ في وثيقة ”الحياة البشريّة“ (Humanae vitae)فيما يتعلّق بالأبوّة المسؤولة؟ ما مدى وعيِهِم بالتقييم الأخلاقيّ لمختلف طرق تنظيم النَّسل؟ من وجهة النظر الرعائيّة، ما الذي يمكن اقتراحُه للتعمُّق في هذا المجال؟
ب- هل يَحظى هذا التعليم الأخلاقيّ بالقَبول؟ ما هي المظاهر الأكثر إثارةً للمشاكل والتي تجعل هذا التعليم صعبَ القَبول من غالبيّة الأزواج؟
ج- ما هي الطُرُق الطبيعيّة التي تُعزِّزها الكنائس الخاصّة لمساعدة الزوجين على التطبيق العملي للتعليم الكنسيّ الذي تقدّمه وثيقة ”الحياة البشريّة“(Humanae vitae)؟
د- ما الخبرة في هذا الموضوع بالنسبة لممارسة سرّ المصالَحة وللاشتراك في الإفخارستيّا؟
هـ- ما المتناقضات التي تظهر في هذا المجال بين تعليم الكنيسة والتربية المدنيّة؟
و- كيف يُمكن التَّحفيز على عقليّة أكثر انفتاحًا على الإنجاب؟ كيف يتمّ التشجيع على زيادة المواليد؟
8- حول العلاقة بين العائلة والشخص
أ- يسوع المسيح يكشف سرَّ الإنسان ودعوتَه: هل تمثِّل العائلة مكانًا مُتميِّـزًا لحدوث ذلك؟
ب- ما هي الحالات الحَرجة التي قد تتواجد فيها العائلة في عالم اليوم فتمثّل عائقًا أمام لقاء الشخص مع المسيح؟
ج- إلى أيّة درجةٍ ثؤثِّر أزمات الإيمان التي قد يمرّ بها الأشخاص على الحياة العائليّة؟
9- تحدّيّات أخرى واقتراحات
فيما يتعلَّق بالمواضيع التي تمّ تناولُها في هذه الأسئلة، هل هناك تحدّيّات أو اقتراحات أخرى تعتبرونها عاجلة أو مُفيدة؟
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
عظات
________________________________________
عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي - يوبيل كشافة لبنان - بكركي، السبت 2 تشرين الثاني 2013
"أنت هو المسيح ابن الله الحي"
بقلم البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي
بكركي, 4 نوفمبر 2013 (زينيت) - 1. منذ ألفَي سنة والكنيسة تعلن بفم رعاتها وأبنائها وبناتها، إيمانها "بالمسيح ابن الله الحي". إنطلق هذا الاعلان من أرضنا، في نواحي صور وصيدا، ومن فلسطين وأرض الشرق الأوسط، بفم بطرس والرسل والجماعة المسيحية الأولى، وصولاً إليكم، يا كشافة لبنان. تأسّست جمعيتكم لهذه الغاية، سنة 1938 على يد المرحوم المونسنيور اغناطيوس مارون، والقائدَين حكمت ناصيف وسليم لحود. وها أنتم تحتفلون بيوبيلها الخامس والسبعين في هذا الصرح البطريركي، كمكان أمثل لتجدّدوا، مع خليفة بطرس على كرسي أنطاكيه إيمانه الرسولي: "أنت هو المسيح ابن الله الحي"(متى 16: 16)
2. يسعدنا أن نحتفل بهذا اليوبيل مع جمعية كشافة لبنان، مع رئيسها الاستاذ جان أبو صوّان وقادة أفواجها وأعضائها، وعلى رأسهم سيادة أخوينا المطران منير خيرالله، راعي الجمعية، والمطران جورج اسكندر مرشدها العام. فنحييكم يا كشافة لبنان، الآتين من مختلف المناطق اللبنانية، بأفواجكم المئة والعشرين، وتمثّلون الاثني عشر ألف كشاف وكشافة. ونهنّئكم بفرح اليوبيل، وبما أعطى من ثمار روحية وأخلاقية وثقافية في عائلاتكم ومجتمعاتكم، وفي الكنيسة والوطن اللبناني. اليوبيل هو وقفة شكر وتمجيد لله، ونقطة انطلاق متجدّدة، ومن أجل رسالة أوسع وأشمل.
3. على هذه النية نقدّم الذبيحة الإلهية، ونلتمس لكم فيها النعمة لتجديد الوعد بحفظ الايمان المسيحي الصافي، وتعزيز رسالة الجمعية بإعداد شبيبة مسيحية لبنانية، ملتزمة في خدمة الله والانسان والوطن. نذكر بصلاتنا العائلات التي تنتمون إليها، وتلك التي أسّسها أفواج سابقون، لكي تظلّ كنائس بيتيّة تنقل الايمان من جيل إلى جيل، وتعلّم الصلاة، وتستمر مشاتل دعوات لعيش الحب الحقيقي المقدس والرسالة المسيحية في الزواج والكهنوت والحياة المكرّسة في الأديار والعالم. وبهذا تكمّل عائلاتكم الجديدة تراث العائلات التي سبقتها وقد أعطت أزواجًا ووالدين ملتزمين، ومواطنين مخلصين، وأساقفة أكفّاء، وكهنة غيورين، ورهباناً وراهبات ساروا وراء المسيح في خط المحبة الكاملة.
ونصلّي إلى الله من أجل المرشد العام للجمعية، ومن أجل راعيها وجميع مرشديها، ملتمسين لهم من جودته فيض الخير والنعم وحسن المكافأة.
وفي هذا اليوم، الذي تصلّي فيه الكنيسة لراحة نفوس الموتى عمومًا، نذكر بصلاتنا أمواتنا الأحباء الذين سبقونا إلى بيت الآب في السماء، راجين لهم الراحة السعيدة، ومنهم تشفّعهم لدى الله من أجلنا.
4. "أنت هو المسيح ابن الله الحي"(متى 16: 16). هذا هو جوهر الإيمان المسيحي كله. ثلاث كلمات تختصر كل العقيدة المسيحية، والثقافة المسيحية، والرسالة المسيحية.
يسوع هو "المسيح" الذي اختاره الله الآب، بفيضٍ من حبه، و "مسحه" مالئًا بشريته من الروح القدس، لكي يحقّق في العالم رسالة الفداء والخلاص للجنس البشري برمّته، شاهدًا لمحبة الله العظمى ولرحمته اللامتناهية.
وهو "ابن الله"، الإله الذي صار إنسانًا ليؤلّه الإنسان. فشابهنا في كلّ شيء ما عدا الخطيئة، التي شوّهت فينا صورة الله، على ما يشهد بولس الرسول(عب 4: 15). "وبتجسّده اتّحد نوعًا ما بكلّ إنسان. إشتغل بيدَي إنسان، وفكّر بعقل إنسان، وعمل بإرادة إنسان، وأحبّ بقلب إنسان"(الكنيسة في عالم اليوم، 22).
وهو "الحي" الذي لا بداية له ولا نهاية؛ الحاضر في الكنيسة وبخاصة في ليتورجيّتها وفي حياة المؤمنين والمؤمنات، والعامل فيها وفيهم بروحه القدوس، المعلّم لكل الحقيقة، والهادي الملهم للرسالة.
هذا الايمان هو عطية مجانية من الله، ينبغي التماسها في كلّ يوم، التماسنا للشمس في كلّ صباح، وينبغي قبولها للإفادة من ثمارها ومفاعيلها: "لا لحم ولا دم أظهر لك ذلك، لكن أبي الذي في السماء"(متى 16: 17).
5. هذا الإيمان المسيحي بكل مضامينه هو ثقافة المحبة لجميع الناس، ورسالة التجسّد، أي الحضور الفاعل في كلّ مكان ووسط كلّ شعب، كوجود "الخميرة في العجين"(متى 13: 33) والملح في الطعام(متى 5: 13). إنه امتداد لحضور المسيح الخلاصي في العالم.
من أجل هذه الغاية، أسّس الرب كنيسته على صخرة هذا الايمان، منيعة بوجه جميع قوى الشر والخطيئة، لتكون "علامة الخلاص الشامل وأداته"(دستور عقائدي في الكنيسة، 48). وجعلها جسده السرّي الذي هو رأسه (المرجع نفسه، 7).
6. إلى هذه الكنيسة تنتمي جميعة كشافة لبنان. ومنها تستمدّ رسالتها في تنشئة الشبيبة اللبنانية، أخلاقيًّا ومدنيًّا واجتماعيًّا، على ضوء الإيمان المسيحي، الذي أعلنه بطرس الرسول، ووفقًا لمبادئ الكشفية العالمية، بالشكل الملائم للبيئة اللبنانية بواقعها الثقافي والاجتماعي والوطني. هذه التنشئة تجعل من الشباب، كما يقول الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني في إرشاده الرسولي: "رجاء جديد للبنان"، "حافز تجدّد وطني وكنسي، بمشاركتهم الواعية والمسؤولة في مختلف بُنى الحياة الاجتماعية ومراكز القرار. وهم يتغلّبون على تجارب التشدّد والتراخي، ويرفضون كل أشكال الحياة المنافية لسلامة الأخلاق" (الفقرة 51)
إنّ لجمعيتكم حضورها الفاعل في الكنيسة من خلال المجلس الرسولي العلماني، والأمانة العامة لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان. وأفواجكم حاضرة بفاعلية في مدارسنا ورعايانا. أمّا على مستوى المؤسّسة الكشفية، فإنّ جمعية كشافة لبنان عضو مؤسّس في اتحاد كشاف لبنان، وفي المنظمة الكشفية العالمية، وأعطت من صفوفها مسؤولين في هاتَين الهيئتَين المحلية والدولية. هذا بالاضافة إلى حضوركم الدائم في المؤتمر الكشفي العالمي، كممثلين عن منظمة الشرق الأوسط.
7. تعالوا نفرح بهذا اليوبيل، لإنّه اليوم الذي صنعه الرب للشكر والتجدّد. فليكن اسمه ممجّدًا، ولتظلّلنا دائمًا محبة الآب، وتقدّسنا نعمة الابن، وتحيينا شركة الروح القدس، إلى الأبد، آمين.  
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي افتتاح الأسبوع البيبلي ويوم التعليم المسيحي - بكركي، الأحد 3 تشرين الثاني 2013
"وأنتم مَن تقولون إني هو؟"
بقلم البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي
بكركي, 4 نوفمبر 2013 (زينيت) - 1. سؤالٌ مطروحٌ دائماً على الكنيسة، وعلينا نحن أبناؤها وبناتها ومؤسساتها، لكي نتمكّن من أن نشهدَ للمسيح، ونكرزَ بإنجيله، ونُعلّمَ سرَّه. واليوم، بدايةُ السنة الطقسية وأحدُ تقديس البيعة، نُجدّدُ إيمانَنا بالكنيسة المقدّسة، والتزامَنا بأن نتقدّسَ فيها وبواسطتها. نُجدّدُ إيمانَنا بالمسيح - كلمةِ الله الذي أرسله الآبُ لخلاصنا، فصار بشراً، وأسّسَ الكنيسة جماعةَ المؤمنين، وجعلها جسدَه. أحبّها ونقّى أبناءها وبناتِها بكلمته، وقدّم ذاته من أجلها على الصليب. إنّه يقدّسها بنعمة أسراره، ويُحييها بالروح القدس، معطي الحياةَ الجديدة وساكبِ المحبّةَ الإلهيّة في القلوب. في سرّ المسيح ينجلي سرُّ الله، الواحدِ والثالوث، وسرُّ الكنيسة، وسرُّ الإنسان، ومعنى التاريخ. وهو سرٌّ في حركةِ اكتشافٍ دائم بالصلاةِ والتأمّلِ في كلام الله في الكتبِ المقدّسة وفي تقليدِ الكنيسة الحيّ وتعليمِها وخبرتها. ولذلك يبقى السؤالُ مطروحاً علينا كلّ يوم: "وأنتم، مَن تقولون إني هو؟"(متى16: 15).
2. يسعدُنا أن نُحيِّيكم جميعاً، وبخاصّة أعضاءُ الرابطة الكتابيّة في الشّرق الأوسط، ومنسّقَها الأب أيوب شهوان، الراهب اللّبناني الماروني. إنّنا نفتتح معهم أسبوعَ الكتاب المقدّس، المعروف بالأيام البيبليّة التاسعة، وعنوانُ برنامجها هذه المرّة: الإيمان في الكتاب المقدّس. تقيم "الرابطة الكتابيّة" هذه الأيام البيبليّة بمناسبة إختتام سنةِ الإيمان، الذي سيحتفل به قداسة البابا فرنسيس مع البطاركة ورؤساءِ الكنائس الشرقية الكاثوليك، في بازيليك القديس بطرس في روما، الأحد 24 تشرين الثاني الجاري، عيد المسيح الملك في الروزنامة الليتورجيّة اللاتينية.
يبدأ أسبوع الكتاب المقدس نهارَ غد الاثنين وينتهي يوم السبت المقبل. ويتميّز، هذه السنة، بأن المحاضرات لا تُلقى في كلّيات اللّاهوت في لبنان، كما كانت العادة، بل في مختلف المناطق اللبنانية، حسب البرنامج المفصّل والمعلن.
3. ويسعدُنا أن نقيم في هذا الأحد "يومَ التعليم المسيحي في الشّرق الأوسط"، الذي تدعو إليه وتنظّمه الهيئةُ الكاثوليكيّة للتعليم المسيحي في الشرق الاوسط واللّجنةُ الأسقفيّة للتعليم المسيحي، بشخص رئيسها سيادة المطران ميخائيل أبرص، المعاون البطريركي للروم الملكيّين الكاثوليك، ورئيسها السابق المطران فرنسيس البيسري، والمطران بولس دحدح النائب العام لللآتين في لبنان، وأمينِ اللجنة العام الأب كلود ندره، أمين السرّ العام للرهبانية اللبنانية المارونية. مع الاحتفال بهذا "اليوم"، يبدأ أسبوعُ التعليم المسيحي في المدارس،موضوعُه العام مأخوذٌ من كلمة أشعيا النبي: "ما أجملَ أقدامَ المبشرين بالسلام" (أش52: 7).
إنّنا نوجّه تحيّة شكر وتقدير للهيئة الكاثوليكيّة واللّجنة الأسقفيّة للتعليم المسيحي التي تحتفل للسنة التاسعة عشرة بيوم وأسبوع التعليم المسيحي في الرعايا والمدارس، في لبنان والشّرق الأوسط.
4. على سؤال يسوع: "وأنتم مَن تقولون إني هو؟"(متى 16: 15)، أجاب سمعانُ بطرس: "أنت هو المسيح ابنُ الله الحيّ"(متى16:16). إنّ إيمانه هذا أصبح إيمانَ الكنيسة ومصدرَ ثقافة المسيحيّين، المدعوّين ليطبعوا بقيَمها الروحية والأخلاقية والثقافية، جميع ثقافات الشعوب، مُقدِّرين ما فيها من حقٍّ وخيرٍ وجمال.
يومُ التعليم المسيحي وأسبوعُه يهدفان إلى واحدٍ: إلى إعلان البشارة بيسوع المسيح الذي "هو هو أمس واليوم وإلى الأبد"(عب 13: 8). إنّها بشارةٌ نقبلُها، ونشهدُ لها بمَثَل الحياة والمبادرات، ونعلنُها بالكلمة والمواقف. يسوع المسيح هو رباط الوحدة الجوهريّة بين العهدَين القديم والجديد في الكتاب المقدس. وهو وحدةُ تصميم الله الخلاصي في التاريخ، على ما أكّد عن نفسه: "لا تظنّوا أنّي جئت لأنقض الشريعة والأنبياء. إنّي ما جئتُ لأنقض بل لأكمّل" (متى5: 17). ولأنّ الكتبَ المقدسة كلَّها، في العهدَين، تتمحور حول "كلمة الله الذي صار بشراً (يو1: 14)، "أصبحَ العهدُ الجديد متضمَّنًا في القديم، والعهدُ القديم جليًّا في الجديد" (في الوحي الإلهي: كلمة الله، 16).
5. نقرأ في الإرشاد الرسولي: "الكنيسة في الشّرق الأوسط، شركة وشهادة": "إنّ الحضور المسيحي في البلدان البيبليّة الشّرق أوسطيّةيتخطّى بكثير الانتماءَ السوسيولوجي، أو مجرّدَ نجاحٍ اقتصاديٍّ وثقافي، ليكونَ روحَ الحياة المسيحية وركيزتَها في هذا المشرق (فقرة 71). ما يعني أنّ المسيحيّة لا تقف موقف المتفرّجِ من الخارج على مجرى الأحداث والتاريخ، بل تقرأ الأحداثَ الجارية، من الداخل وبروح المسؤولية،في ضوء كلمة الله التي تُنير كلَّ جوانب حياة الإنسان والشعوب، فتكتشفَ دورَها ورسالتَها وتلتزم بهما؛ والمسيحيةُ تصنع التاريخ، وتشاركُ مع غيرها من بلداننا المشرقيّة في صنعه. وتدرك أن كلام الله هو لها في هذا المسعى الركنَ والقوّة، ولإيمانها المنعةَ، ولأرواح المؤمنين الغذاءَ، ولحياتهم الروحية المَعينَ الذي لا ينضب(رجاء جديد للبنان، 39).
6. المسيحيّون في لبنان مدعوّون لهذا الدور ولهذه الرسالة. لا يستطيعون، بل لا يحقّ لهم، أن يقفوا جانباً حيال الصراعِ السياسيّ - المذهبي القائمِ عندنا، والذي يُعطّلُ تأليفَ حكومةٍ جديدة تكون على مستوى التحدّيات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والأمنيّة التي تُنذر بأشدّ الأخطار. والمُعيب حقًّا بالكرامة الوطنية هو أنّ هذا التعطيل مرتبطٌ بانتظار ما ستؤول إليه أحداثُ الحرب في سوريا والصراعُ في بلداننا المشرقيّة؛ وبالرهان على أيٍّ من الفريقَين المتنازعَين سيفوز بالغلبة. لا يحقّ للمسيحيّين، بحكم دورهم التاريخيّ ورسالتهم البنّاءة، أن ينزلقوا في هذا الانتظار وهذا الرهان، أو أن يخضعوا لهما، بل عليهم أن يبادروا إلى إيجاد حلٍّ للنزاع السياسيّ - المذهبيّ المتفاقم، وإلى شقّ طريقٍ للتوافق على تأليفِ الحكومة، وإلى اقتراحِ قانونٍ جديدٍ للانتخابات النيابيّة، يكونُ عادلاً ومساويًا بين جميع مكوّنات بلادنا، وحافظًا للمواطن قيمة صوته المُحاسب والمُسائل، وإلى العملِ على إجراءِ الانتخابات في أسرعِ ما يمكن، وإعدادِ كلِّ ما يلزم لانتخابِ رئيسٍ جديد للجمهورية في موعده الدستوري. نحن لا نرضى، بحكم كرامتنا الوطنيّة، بأن يكون لبنانُ سلعةً بيد أحد في الداخل أو في الخارج، ولا رهينةً في أيدي المتنازعين، ولا فضلةَ أحد.
7. إنّ خيار المسيحيين، المستنير بكلام الله وبثقافة العيش معًا بثقةٍ واحترامٍ متبادلَين، هو الدولةُ المدنيةُ القادرة على حماية الأمن والاستقرار، وعلى توفير السلام والمساواة بين الجميع. وكم يؤلمُنا ويؤلم المواطنين المخلصين للبنان أن نرى تفشّي ذهنيةِ الإقطاعيات والمحسوبيّات والدويلات، ومنطقَ الاستقواء والأمنِ الخاص والأمن بالتراضي، وانتشارَ السلاح غير الشرعي، وتدنّي الأخلاق وإسقاط حرمةِ الدين واستباحةَ وصايا الله وشريعتِه. وبألم كبير نشاهد سقوط الضحايا البريئة التي تقع بنتيجة هذا الفلتان السياسي - المذهبي  الأمني والأخلاقي، وهي ضحايا من صفوف المواطنين والجيش اللبناني، حتى يوم أمس في طرابلس وبعلبك ومستيتا - بلاط في بلاد جبيل. يا رب، نسألك الرحمة لهم، ومسَّ ضمائرِ المسؤولين والمأجورين للكفّ عن هذا الشرّ بحقّ اللبنانيين ومؤسساتِ الدولة. وليعلم المسؤولون السياسيّون الذين يُعطّلون قيام المؤسّسات الدستوريّة أنّهم المسؤولون عن كلّ هذا الإجرام.
8. "ما أجمل أقدامَ المبشرين بالسلام" (اشعيا 52: 7).
السلامُ عطيّةٌ من الله لكلّ إنسانٍ وشعبٍ ووطن. ولأنّ السلام من الله فهو ممكنٌ وينبغي علينا أن نبنيَه لكي نستحقَ البنوّةَ لله: "طوبى لصانعي السلام، فإنّهم أبناء الله يُدعون"(متى5: 9). "المسيح سلامُنا" (أفسس2: 14)، وقوّتنا لصنع السلام وإحلاله على ركائزه الأربع: الحقيقةِ والعدالةِ والمحبةِ والحرية. فأي انتقاص منها أو من إحداها يزعزعُ السلام، ويولّد النزاع.
الحقيقة تولّد السلام الحقيقي، لأنّها تنفي الكذب والخيانةَ والازدواجيّة.
والعدالة تُثمر السلامَ العادل، لأنّها تحترم حقوقَ الآخرين وكرامتهم، وتلتزم بالواجب الشخصي في توفير الخير العام.
والمحبة تكوِّنُ السلام المحبّ، لأنّها مشاعرُ إنسانيّةٍ عميقة تسامحُ وتغفر وتتفهّم، وتنتزعُ من القلوب كلَّ بغضٍ وحقد، وأفكارِ سوء.
والحرية تؤدّي إلى السلامِ النابع من إرادةٍ حُرّةٍ ومسؤولة، تتّخذ خياراتِها في إطار الحقيقة والخير، وعلى صوت الضمير المستنير.
9. في أحد تقديس البيعة، نجدّدُ إيماننا بالكنيسة، المؤتمنة على عطيّة السلام. ونلتزم بالمحافظة عليه وببنائه بقوّة كلمة الله وعلى هديّ نورِها. فللرّسل والتلاميذ الأوّلين، نواة الكنيسة الناشئة ولنا اليوم، يردّدُ الربُّ يسوع: "السلامَ أستودعُكم. سلامي أعطيكم. لا كما يعطيه العالم أُعطيكم أنا. فلا تضطرب قلوبُكم ولا تجزع" (يو14: 27).
بهذا السلام في القلوب والعائلات والمجتمع والوطن، نرفع نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
عظة سيادة المطران عصام يوحنا درويش في ذكرى المرحوم جوزف سكاف
3 تشرين الثاني 2013
زحلة, 4 نوفمبر 2013 (زينيت) - أشكر معالي ايلي بك لدعوته الكريمة لنكون معه في الذكرى الثانية والعشرين لرحيل والده جوزف بك سكاف، هذا الرجلٌ العظيم من رجالات لبنان ومن كبار زحلة، والسنوات التي غيبته عنّا، زادتنا قناعة بأننا نفتقد في هذه الأيام لأمثاله، نفتقد صفات القيادة التي كان يتمتع بها، ونفتقد فيه الزعامة الحقة المبنية على سيادة الموقف وحرية الرأي وشجاعة القيادة.
كثيرون في السنوات الماضية، تحدّثوا عنه وذكروا فضائلَهُ وعدّدوا مناقبيته، وكلُّ الذين عرفوه أحبوه وتعلّقوا به، ورأوا فيه قائدًا ومناضلاً من أجل شعبه.
نقولُ عنهُ أنّهُ كانَ إنسانا نادرًا، لأنَّهُ كانَ رجلاً فتحَ قلبَهُ وعقلَهُ وعبَرَ بزعامته الطوائفَ والإيديولوجيات، إختارَ أن يرتفعَ فوقَ كلِّ انتماءٍ وأن يجعلَ خدمة الزحليين والبقاعيين محور حياتهِ وهمّه الوحيد.
هذا النموذج الذي قدَّمَهُ المرجوم جوزف سكاف، بتعاطيه ورؤيتهِ إلى الأمور هو أهم ما نفتقدَهُ هذه الأيام، فاختبارُهُ المواقِفَ الصحيحة بما فيها موقفه من الطائف أظهرت حسنَ رؤيَتِهِ لقضايا الوطن.
نفتقده في هذه الأيام التي تشهدُ فراغًا سياسيًّا وتنازعًا واقتتالاً، نفتقدُ استعلاءَهُ عنِ الصغائر، ونفتقدُ شجاعته في الدفاعِ عن كرامةِ الوطن.
صنَعَ مجدَهُ بشجاعةِ مواقِفِهِ وصدقِ أفعالِهِ وسيرَتِهِ. لم نرَ في شخصهِ إلاّ صفاتِ القائدِ المحبوب، ولم نرَ في تصرّفاتِهِ إلاّ الشهامة ولم نعرفْهُ إلاّ غيورًا على مصالحِ الناس ومصالِحِ الوطنِ والأمّة. وبإمكاننا أن نجزم بأن جوزف سكاف لم يعِش من أجل نفسِهِ بل من أجل الآخرين.
نحن واثقون أنَّ ذكراه ستبقى أنشودةً نتمنّى أن تتكرّر فيما بيننا. ذكراه أمانة في قلب ايلي بك فيذكرنا بدوره بأن الذين يريدون أن يتعاطوا السياسة في زحلة ولبنان عليهم أن ينهلوا من مدرسة جوزف سكاف، هذه المدرسة المبنية على الخدمة والانفتاح والمحبة.
لقد سمعنا في رسالة اليوم أن المسيح هو سلامنا وهو الذي جعل الاثنين واحدا، وصالحنا معا وهدم حائط العداوة بيننا. لذا أناشدكم اليوم في هذه المناسبة أن نعمل معا يدا بيد ونُسقطَ الحواجز الموجودة بيننا ونترفَّعَ عن الخصومات والحساسيات التي نبنيها بيننا بسبب انتماءات سياسية ضيقة بينما مصيرنا واحد ومشترك والحوادث التي تجري حولنا تطال جميع مكونات مجتمعنا.
أما إنجيل الغني ولعازر الذي قرأناه على مسامع محبتكم فهي حادثة جميلة تعزي الفقير لأنه يفوز بالجائزة النهائية، أي السماء بينما الآخر وهو غني يذهب الى العالم السفلي فارغ اليدين. إنها قصة تروي لنا عالم "الأنا" وعالم ال "نحن".
إن خطيئة الرجل الغني لا تكمن في غناه لكنها تكمن في أنه كان غارقا في عالمه الخاص حتى نسي الشريعة التي توصيه بالرحمة والعدل (أشعيا58/6-7).
وخطيئته تتلاقى مع خطيئتنا عندما نصممُ على العيش وفق رغباتنا الشخصية وإرادتنا، أو حسب إرادة مجتمعنا العلماني، بينما نحن مدعوّون أن نقود حياتنا وفق إرادة الله. والرب يدعونا أن نحطم عالم "الأنا" وننتقل إلى عالم ال "نحن". هذا العالم سلكه قبلنا كثيرون من آبائنا وأجدادنا ومنهم المرحوم جوزف سكاف، الذي نذكره اليوم في صلواتنا، والذي يدعونا اليوم من السماء "لنولد من جديد" أي أن نولد من الروح ونكون أبناء النور.
باسم أخوتي أصحاب السيادة وباسمكم جميعا نجدد شكرنا لإيلي بك على دعوته ونشد على يده ونقول له نحن معك وليبارك الرب جميع خطواتك، نسأل العذراء سيدة النجاة أن تباركك وتوفقك وتمدك بالحكمة والفطنة وأن تحافظ على تراث وتاريخ عائلة سكاف التي خدمت ومازالت تخدم هذه المدينة.
نعمة ومحبة الله الآب والابن والروح القدس تكون معكم أجمعين. آمين

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 4 نوفمبر 2013
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: من نتاجات From Syriac Member outcomes :: منتدى / القسم الديني FORUM / RELIGIONS DEPARTMENT-
انتقل الى: