البلد ضايع والكل ضايع .. حتى صاحب سبع صنايع!

البلد ضايع والكل ضايع .. حتى صاحب سبع صنايع ! ..

بقلم: مهدي قاسم - 07-11-2011 | (صوت العراق) | نسخة سهلة الطبع
البلد ضايع والكل ضايع .. حتى صاحب سبع صنايع ! .. ــ مهدي قاسم

عندما تهيمن مظاهر الدجل والتضليل والخداع والزيف والخزعبلات والغش والغيبيات على مجتمع ما ، و حيث يغيب العقل ويتقاعد المنطق ، وتنسحب المعقولية وتنزوي جانبا عاطلة معطلة لتحل محلها لامعقولية مطلقة ، فآنذاك يتخذ الواقع بعدا فنطازيا عجيبا وغريبا حتى يصبح كل ما هو غير معقول وشاذ معقولا ومنطقيا ، وكأمر واقع مقبول و سائد ، إلى حد تكون العمالة مفخرة و الخيانة مأثرة و الخساسة شطارة والوضاعة مهارة والخرافة و البلادة تجارة مستثمرة و رابحة بدون أية خسارة !!..
و هذا ما حدث و يحدث في العراق ، البلد الخرِب الذي أصبح هو نفسه شيئا فشيئا مهددا بالضياع والزوال ، بسبب التنازل المستمر والمتواصل من قبل الشعب العراقي :
ففي البداية جرى التنازل عن أبسط مقومات الحياة العصرية باسم متطلبات العملية السياسية وبحجة الأوضاع الأمنية المتدهورة !!، وأعقب ذلك التنازل عن سلامة الحياة للمواطنين وأمنها المكفول في كل بقاع العالم ، ما عدا العراق ، حتى تواصلت التنازلات عن عمليات البناء و الأعمار والتحديث و التطوير والعصرنة ، والتنازل عن تحسين المستوى المعيشي والخدمي ، و توالى تنازل تلو أخر و اخر، مع سلسلة تنازلات وتنازلات و ..
ولم يبق غير العراق لكي يتنازلوا عنه ....
وها هم يمهدون الطريق ويرتبون الأمور ليجري التنازل حتى عن العراق ، وذلك من خلال لعبة الفيدراليات وجعبة الأقاليم المتقلبات على بطانتها المتهرئات !..
طيب ...
إذا كنتم تريدوننا التنازل عن هذا الوهم الجميل أيضا و تجريدنا منه .. فماذا يبقى لنا للعزاء والمواساة نحن أيتام الوطن في ديار الغربة ؟!..