البيت الآرامي العراقي

قصة آدم وحوّاء .. بين الرمزية والواقعيّة Welcome2
قصة آدم وحوّاء .. بين الرمزية والواقعيّة 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

قصة آدم وحوّاء .. بين الرمزية والواقعيّة Welcome2
قصة آدم وحوّاء .. بين الرمزية والواقعيّة 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

 قصة آدم وحوّاء .. بين الرمزية والواقعيّة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
siryany
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
avatar


قصة آدم وحوّاء .. بين الرمزية والواقعيّة Usuuus10
قصة آدم وحوّاء .. بين الرمزية والواقعيّة 8-steps1a
الدولة : الدانمرك
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 8408
مزاجي : أكتب
تاريخ التسجيل : 13/09/2012
الابراج : الجوزاء

قصة آدم وحوّاء .. بين الرمزية والواقعيّة Empty
مُساهمةموضوع: قصة آدم وحوّاء .. بين الرمزية والواقعيّة   قصة آدم وحوّاء .. بين الرمزية والواقعيّة Icon_minitime1الجمعة 8 نوفمبر 2013 - 19:31





قصة آدم وحوّاء .. بين الرمزية والواقعيّة

الحلقة الخامسة (ب) الرواية الثانية من سفر التكوين 2 : 4

روما, 8 نوفمبر 2013 (زينيت) عدي توما | 12 زيارة\زيارات

الجنّة:

إنّ الإطارَ الذي ستجري فيه حوادث الخطيئة الأولى هو " جنّة في عدن شرقا ". يستحيلُ على علماء الكتاب المقدّس اليوم تحديد هذا الموضوع جغرافيّا. إلاّ أنّ الموضوع معقّد وصعبٌ للتخمينْ. إن لفظةَ " عدن " مشتقّة بالعبريّة من أصل يعني " النعيم ". وبما أنّ الرواية ليست رواية تاريخيّة بل تعليميّة، نكتفي بهذا المعنى لنستنتج منه هدف الكتاب المقدّس، وهو التشديد على محبة الله للإنسان. فبعد أن خلقهُ وضعه في جنّة نعيم، فيها كلّ ما كان الإنسان القديم العائش في الصحراء يتمنّاه : واحة ظليلة مليئة بالشجر المثمر والمياه الغزيرة. وكذلك القول عن الأنهر الأربعة التي كانت تخرجُ من الجنة (يذكرها الإنجيليّ يوحنا بلسان يسوع : من آمن بي سوف تجري من بطنه أنهارُ ماء الحياة  ، أي أنّ من يؤمن بالمسيح سيتحوّل إلى جنة نعيم !).

ما هي هذه الجنّة ؟ أو البستان ؟

يقول الاب روبير بندكتي : "إنّ موضوعَ " جنة عدن " موضوعٌ ملتبسٌ ، إذ إنه يضمّ  معنيين ، من جهة يعني البستان بإعتباره مكانا لكسب الرزق والطعام وميدانا للعمل المنتج (تك 2 : 8 ) ، ومن جهة أخرى يدلّ على " الفردوس " بإعتباره رمزًا إلى الحياة السعيدة التي فُقدتْ في إثر الخطيئة (تك 2 : 16) . فيرتدي الموضوع  المعنى الأوّل في سياق الخطاب عن الخلق ، بينما يؤدّي المعنى الثاني في سياق الخطاب عن مأساة الألم والموتْ.

ما يجب هنا ، وفي هذه الفقرة ، أن نفهمهُ وندركه، هو أنّ الإنسان لا يرجع ولا يعود للفردوس المفقود، وليس هناكَ حنينٌ أبدًا للرجوع إلى الفردوس الضائع ، الأساطير تقول بالرجوع للماضي، لكن النصوص الكتابية ، والكتاب المقدّس ، لا يأتي بأيّة أشارة للرجوع إلى الفردوس المفقود ، بل بالعكس، هناكَ وعدٌ مستقبليّ بالنسل (نسل المرأة) الذي سيسحقُ رأس الحيّة (أبليس).. مع يسوع المسيح، لا عودةٌ للماضي السحيق ولا الرجوع للخلف، فالزمن والتاريخ الكتابيّ ، لا يعطي أيّ رجوع كالدائرة المغلقة على نفسها ، الزمن الدائري لا يمتّ بصلة للكتاب المقدّس، بل هناكَ الزمن الخطيّ المستقيم ، لإن التاريخ لا يعود للوراء بل هو مسيرةٌ دائميّة .. للإكتمالْ.

غرس شجرتين في الجنّة – الفردوس

هنا ، في هذه الفقرة المهمّة، سوف ندركُ ونعرف مأساة الحرية والإختيار والخطيئة ، وما معاني الشجرتين اللتان وضعتا في الفردوس، ولماذا رفض الله ومنع الإنسان من الأقتراب من شجرة معرفة الخير والشرّ .. ما معنى هذا الأمر.. وكيف يجبُ أن نفتحَ وعينا وفكرنا لإستيعاب هذا الأمر .. علمًا ، كما ذكرنا سابقا، بإنّ أوّل خبرة كانت خبرة خلاص وتحرير وعبور البحر الأحمر والعيش في البريّة – الصحراء – والتذمّر على الله، والكآبة والكسل والنوم والتعب الذي أصابَ الشعب العبرانيّ – الإنسان ككلّ، وكيف وعده الله بكلّ أمر جميل ورائع في المستقبل – أرض الميعاد ، التي ترمزُ أيضا ، كما قلنا ، للفردوس ، ولكن ، بالأكثر ، للقاء الله – الآخر .

أرجوا الإنتباه هنا والتأمل الشديد في هذه الفقرات التالية:

إنّ علاقة الله بالإنسان هي علاقة عهد على مدى التاريخ منذ بدء الكون. فالله الذي قطع مع الشعب اليهوديّ عهدًا بإن يكونَ معهم ويخلّصهم من أعدائهم ، هو نفسه قد قطعَ مع البشريّة جمعاءَ عهدًا مماثلا منذ خلق الإنسان الأوّل. ويمكننا أن نجد أوجه شبه متعدّدة بين عهد الخلاص وعهد الخلق.. لإنه كما نعرف ، أن الخلاص = الخلق:

-         فكما أن الله قد خلّص اسرائيل إذ أخرجهُ من مصرَ وقادهُ عبر الصحراء ليقيمه في أرض خصبه " تدرّ لبنا وعسلا " ، هكذا (خلق الله الإنسان الأول على أرض) لم يكنْ فيها أيّ شجر أو عشبْ، ثمّ غرس له جنّة وأقامه فيها ليفلحها ويحرسها.

-          وكما أن الله أعطى شعبه على جبل سيناء بواسطة النبيّ موسى، وصاياه وأحكامه إنطلاقا من الوصيّة السادسة " لا يكن لك آلهة تجاهي " خروج 20 : 3 ) ، هكذا ، منذ خلق الإنسان ، أوصاهُ (ألاّ يأكل من شجرة معرفة الخير والشرّ ) . وترمزُ تلك الشجرة ، لا إلى التمييز بين الخير والشرّ –لإنّ هذا من صلب طبيعة الإنسان العاقل، والله قد أعطى هذا التمييز منذ أن خلقه – إنّما إلى السلطة على تحديد الخير والشرّ. وتلك السلطة هي بيد الله وحده، فهو الذي يحدّد الخير والشرّ ، وهو الذي يعطي الوصايا التي توضح ما الخير الذي يجبُ فعلهُ ، وما الشرّ الذي يجب الإبتعاد عنهُ... (لهذا: طلبَ الله من الإنسان، في قصّة الرواية الثانية أن لا يأكلَ من شجرة معرفة الخير والشرّ ـ أي أن لا يكونُ هو الحاكم الناهي ضدّ الله) فالأكل من شجرة معرفة الخير والشرّ هو إذا رفض الله والإستقلال عنهُ في كلّ ما يتعلق بالخير والشرّ، والتخلّي عن وصاياهُ (كسرها) ، إنه رفض الإنسان أن يكون خليقة (هنا أراد آدم أن يكون هو الله ) أي كائنا مرتبطا بالله.

-         في عهد سيناء وعد الله بالبركة من يتبع وصاياهُ وهدّد بالموت من يخالفها " إنظر، إني قد جعلتُ أمامكَ اليوم الحياة والخير والموت والشرّ، بما أني آمركَ أن تحبّ الربّ إلهكَ وتسيرُ في طرقهِ وتحفظ وصاياه ورسومه وأحكامه لتحيا وتكثر ويباركك الربّ إلهكَ ، وإن زاغ قلبكَ ولم تسمع وملتَ وسجدتَ لآلهةٍ أخرى وعبدّتها، فقد أنبأتكم اليوم أنكم تهلكونَ هلاكا (تثنية 30 : 15 ) . وفي الجنّة أيضا ، نرى، أن الله هدّد الإنسان بالموت إنْ لمْ يتبع وصاياه " أما شجرة معرفة الخير والشرّ فلا تأكل منها ، فإنك إن أكلتَ منها ، موتا تموت " (تك 2 : 15). ليس القصدُ من الموت في هذه الجملة الموت الجسديّ (لإن آدم لم يمتْ أصلا) لإنّ الموت الجسديّ هو طبيعي للإنسان، بل موتُ النفس. فعبارة " موتا تموت" هي مرادفة لعبارة " تهلكون هلاكا " التي نقرأها في سفر التثنية. إن الإنسان الذي يرفضُ الله ويريدُ أن يكون هو إله نفسه لامحالة هالكْ ( هذا ما نراهُ في آدم ). كلّ ما يستطيعُ بلوغه من دون الله، إنّما هو إكتشاف عريه وبؤسه، وهذا ما عبّر عنه الكتاب المقدّس بقوله أن آدم وحواء بعد خطيئتما ، " إنفتحت أعينهما فعلما أنها عريانان " تكوين 3 : 7 . وما طردُ آدم وحواء من الجنة (تكوين 3 : 23) ، إلا صورة رمزيّة للموت الروحيّ (الإنفصال وترك الله) الذي حصلَ لهما بعدَ الخطيئة. أي لفقدانهما بركة الله وحياة الألفةِ معهُ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة آدم وحوّاء .. بين الرمزية والواقعيّة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: من نتاجات From Syriac Member outcomes :: منتدى / القسم الديني FORUM / RELIGIONS DEPARTMENT-
انتقل الى: