كان خبر رحيلك ألمفاجئ صاعقاً لنا، فقد أذهلنا وافقدنا صوابنا وتجَمّدت ألدموع في مآقينا.... كيف لا.... وقد رأينا نجم
عائلتنا ألسّاطع، بل نجم قريتنا ونجم كنيستنا ألمقدسة يتهاوى من سماء حياتنا كألنيزك ألعملاق. لم نعرف نوايا ألدهر ماذا
قد خبأت لنا من ألمفاجآت ألمُفجعَة، لقد قطفتْ من روضتنا أروع زهرة.
بَكيناكِ أخي ألحبيب .... يا أعز وأحَن أخٍ في ألوجود ... كُنتَ أسطورة في ألمحبّة والصّبر ونكران ألذات ... كان
إيمانكَ راسِخاً ومَحبّتِكَ عظيمة للقريب وألبعيد ، كنتَ عظيماَ بدماثة خلقكَ وطيبة قلبكَ ونقاوة سريرتِكَ ، . كان قلبك
ينبض بألحُبّ للجميع ... سعيداً مع السّعداء، حزيناً مع ألحزانى، متألماً مع ألمتالمين. كانت ألإبتسامة لا تغيب عن
وجهكَ ألصّبوح، فكانت كألبلسم ألشافي للقلوب ألحزينة، تُدخِل ألبهجة إلى نفس من تلتقيه بكلماتك ألطيبة ومحبتك
ألصّادقة وكلامك ألعذب وطرائفك ألتي كانت تغمر بألسّعادة قلوب ألذين يُجالسونك .
طلعتك ألبهية سوف لن تغيب عن ذاكرتنا. لقد تركتَ في نفوسنا لوعة وفي قلوبنا جُرحاً بليغاً لا يندمِل مهما مرّت
ألأيام وتعاقبت ألسنين ... إذ كُنتَ خيرَ مُعَزي لمن أثقلت ألهموم كاهله وأطبقت أنفاسه، حيث كانت كلماتُكَ كألبلسم
ألشّافي لجراحاتنا، فتنجلي بها همومنا وتبتهج بها قلوبنا. لقد فقدناكَ أيها ألأخ ألحنون لبُرهَةٍ ... ولنا في محبةِ ألله
وسلامه ما يُصبّرنا على بلوانا .
صورتك ألجميلة ألتي يَعجِزُ أن يرسمها أمهر ألرسّامين، باقيةً في قلوبنا ومخيلتنا، لن تحجبها ألأيام ولا تقتلعها
أعاصير ألدهر، حتى نلقاك ... هناك ... في دار ألسلام .... مركز ألنور وألسّعادة ألأبدية، حيث لا سلطان
للموت على ألمقيمين فيه، لا أحزان ولا آهات، لا جوع ولا عطش، إنما بر وسلام ومجد لا نهاية له، إلى أبد ألآبدين.
فتنشد الكلمات ألتي دابت شفتيك ألمباركتين نطقها صباح كلّ يومٍ:
ألمّجد لله في ألأعالي ، وعلى ألأرضِ ألسّلام، وألرجّاء الصّالح لبني ألبشر.
إلى دار ألخلود وفي أحضان أمنا ألرؤوفة مريم ألعذراء ألطوباوية ، لتنعمَ بمشاهدة مجد ألآب ألسماوي ألذي
تتوق له كل نفس مؤمنة ، وتشارك جحافل ألملائكة ألأبرار وألشهداء وألقديسين في تقديم ألتسبيح والسجود
والإكرام لإسمه ألقدّوس . رَحلتَ من عالم ألموت وألآهات وألدموع، إلى عالم ألحياة ألأبدية، ألتي لا شبح
للموت فيها ولا حزن ولا ألم ، ألجميع فيها مبتهجون سعداء بمعاينة مجد ألله ألمهيب.
رحلتَ عنا في غفلةٍ من ألزمن ألذي غدر بِنا وبعثرنا في شتات ألمعمورة، نعاني من مرارة ألغربة وجذوة
ألشوق وألحنين للأهل وألوطن، فقد إختطفتكَ يد ألمنون ونحنُ بعيدين عنكَ بألجسد ولم نسعد برؤيتكَ لسنين
طويلة. تباً للزمن ألغدار ألذي لا يرحم وللأحداث ألمقيتة .
كنتُ وستبقى خالدأَ في قلوبنا وجوارحنا وفكرنا، فإلى جنّات ألخُلد أيها ألمسافر ألسعيد، لتنعمَ بمشاهدة مجدَ
ألآب ألذي تتوق له كل نفسٍ مؤمنة، لتلتقي مع فادينا الحبيب يسوع ألمسيح وهو يقول لكَ : هلما أيها ألإبن
ألبار لتنعم بألسعادة ألتي أعدّها ألآب للذين يحبونه ويلتزموا بوصاياه، فتبتهج روحكَ الطاهرة ألتي طالما
إشتاقت إلى معاينة ألنعيم ألسماوي ألأبدي. ألى أللقاء وليس وداعاً، أيها ألمسافر إلى دار ألخلود والسعادة ألأبدية، فهنيئاً لكَ.
سنلقاكَ يوماً ... ربما غداً أو بَعد غدِ، فإن ألسنين تمر علينا كالثّواني، حيثُ أن ألحياة تمضي بسرعة البرق
ودولابِ رحاها لا يستثني أحداً من أبناء آدم، كل مخلوقٍ ينتظر دوره للرحيل، وطوبى لمن وجده سيده
مستعداً للقاء ألعريس بشموعٍ متوهجة معه وفرة من ألزيت. سنلقاكَ يوماً ربما غداً أو بعد غدِ
في هذه أللحطات ألعصيبة وأمام هذا ألمصاب ألجّلل ، أرفع أكُفي ألى ملك الملوك ورب ألأرباب كي يتغمّد
فقيدنا ألغالي ألأخ ألحنون " ألويس ألشابي " بفيض رحمته وحنانه، ويسكنه مع ألخالدين في دار ألنور
وألسلام، أورشليم ألعليا .
نسألك يا رب أن تُنعمَ على إبنِكَ ألبار ألخور أسقف ألويس ... بألرّاحة ألأبدية مع ألأبرار ألخالدين ،
ونوركَ ألدائم يشرق عليه ، ليرقد بسلام ، وأن تغمر قلوب جميع ألذين إخترق سيف ألحزن قلوبهم
برحيل ألفقيد ألغالي وجميع محبيه بسلامكَ ومحبَتكَ ، يا رب ألكل ... ألآب وألإبن وألروح ألقدس . ألإله ألواحد. آمين
أبنُ خالكَ " بل أخوك بألروح " ألذي يلتضي بنار فِراقِكَ.