البيت الآرامي العراقي

زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 13 نوفمبر 2013 Welcome2
زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 13 نوفمبر 2013 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 13 نوفمبر 2013 Welcome2
زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 13 نوفمبر 2013 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

 زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 13 نوفمبر 2013

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
siryany
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
avatar


زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 13 نوفمبر 2013 Usuuus10
زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 13 نوفمبر 2013 8-steps1a
الدولة : الدانمرك
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 8408
مزاجي : أكتب
تاريخ التسجيل : 13/09/2012
الابراج : الجوزاء

زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 13 نوفمبر 2013 Empty
مُساهمةموضوع: زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 13 نوفمبر 2013   زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 13 نوفمبر 2013 Icon_minitime1الأربعاء 13 نوفمبر 2013 - 20:13



زينيت

زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 13 نوفمبر 2013 Nt6g

العالم من روما

النشرة اليومية - 13 نوفمبر 2013

هل أنت نافع للغير؟

"مهما صُمتَ، ومهما اضطجعتَ على الحضيض، ومهما طعمتَ الرماد وذرفتَ الدموع، فإنك لا تكون قد قمتَ بشيء إذا لم تكن نافعاً للغير". (القديس يوحنا الذهبي الفم)
________________________________________
سؤال وجواب عالطاير
• لماذا لا يوقف البابا الأعاصير؟
ولماذا لا يحرك جيوشه الجبارة لغلبة المساكين؟
مقالات متنوعة
• سوبرماركت الأديان...
سوء التفاهم بين الأديان يولّد ديانات صغيرة جديدة
• قصة آدم وحوّاء .. بين الرمزية والواقعيّة
الحلقة السادسة
أخبار
• الفلبين: بعد هدوء الإعصار تصخب المصيبة...
عون الكنيسة المتألمة تدرّ بمئة ألف يورو
• سوريا: نهر دماء المسيحيين لا يزال جاريًا
وكالة فيدس تستنكر استهداف المسيحيين في سوريا
• أبعد من الخيانة الزوجية... خيانة الفكر
درويش يرعى "مقهى الحوار الفلسفي" لطالبات ثانوية زحلة الرسمية للبنات
المقابلات العامة
• "الاعتراف ليس جلسة في غرفة تعذيب، بل هو فرحة عيد"
البابا فرنسيس يشرح في المقابلة العامة بند "أعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا" من قانون الإيمان
• البابا يوصي بالصلاة وخوض المعارك من أجل الحياة
• في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا فرنسيس: سر الاعتراف كمعمودية ثانية يغفر لنا كلّ شيء وينيرنا لنسير في نور الرب
تأملات
• أمام سر الافخارستيا
________________________________________
سؤال وجواب عالطاير
________________________________________
لماذا لا يوقف البابا الأعاصير؟
ولماذا لا يحرك جيوشه الجبارة لغلبة المساكين؟
بقلم الدكتور روبير شعيب
روما, 13 نوفمبر 2013 (زينيت) - من مفاعيل صفحات التواصل الاجتماعي الإيجابية أنها تمكنك من التواصل بشكل مباشر مع ما يفكر به القراء. وهناك أسئلة تتردد مرارًا وتكرارًا على صفحتنا... كلا، لم يسأل أحدًا السؤال الذي يشكل عنوان هذه المقالة، ولكن أردنا وضعه من باب الفكاهة لأن بعض الأسئلة، رغم أنها تبدو أقل استحالة، إلا أنها على الصعيد البشري أشبه بهذا السؤال.
وقد استوقفني أمس على صفحة زينيت على الفايسبوك (Zenit Arabic) سؤال صادق ولم أشأ أن أهمله دون إجابة من باب توضيح المحبة "عالطاير". كان السؤال، بعد الخبر عن المأساة المليون في سوريا: "لماذا البابا ساكت وهو عنده سلطه مطلقة لوقف هذا الشيء لماذا الصمت على هذه الافعال؟".
يظن البعض، خصوصًا في الشرق الأوسط، أن للبابا سلطة مطلقة على العالم "المسيحي". ويقولون انطلاقًا من هذا المبدأ: "لماذا لا يتدخل البابا؟ لماذا لا يفرض على الزعماء حلوله، لماذا يقبل بمذابح المسيحيين في العالم؟
ولذا، من باب المحبة، لزم التوضيح. من يكتب يعيش في أوروبا، ويضحك متحسرًا كل مرة يظن أحد أن البابا "يذبح بضفره".
أولاً أوروبا ليست مسيحية، والولايات المتحدة ليست مسيحية. لا توجد بلاد مسيحية، وآخر الملوك الذين كانوا ينصاعون إلى كلمة البابا ويسيرون إلى الأمام ولّوا منذ دهور. هناك بالحري ظاهرة تعرف بالـ كريستيانوفوبيا في أوروبا أي "رهاب المسيحيين" وتقوم على نوع من اضطهاد ضمني لكل رموز المسيحية آخر الأمثلة المذيعة الأسوجية التي انتقدت ومُنعت من حمل رمز الصليب الصغير على صدرها بعد أن تلقت انتقادات من بعض المشاهدين. وكم من العاملين في مؤسسات هامة، مثل مضيفة طيران البريتش إيروايز التي خسرت عملها لأنها رفضت إزالة أيقونة الصليب الصغير من حول عنقها. هذا الاضطهاد الضمني والرفض الضمني للمبادئ المسيحية نشهده كل يوم. فلنذكر أنه منذ بضعة سنوات قام بعض التلاميذ برفض زيارة البابا بندكتس إلى جامعة السابينسا في روما وتظاهروا في حرم الجامعة مانعين البابا من إلقاء خطبته (علمًا بأن الجامعة قام بتأسيسها في الماضي حبر أعظم!).
ما هذه إلا قلة من كثرة من الأخبار والحوادث التي تبين أن كلمة البابا ليست مسموعة.
لو كانت كلمة البابا مسموعة لما كانت هناك حرب أمريكية على العراق. لا بل لما كانت هناك أية حرب في العالم، لأن البابوات يدعون دومًا لعدم حل الصراعات بالحروب: السلام لا يولد من رحم الحرب الدامي.
لو كانت كلمة البابا مسموعة، لما كانت هناك زيجات مثلية تخوّل هؤلاء الأشخاص التبني.
لو كانت كلمة البابا مسموعة، لكان الاتحاد الأوروبي قبل إصرار يوحنا بولس الثاني أن تدرج "الجذور المسيحية" في أصل أوروبا...
كلا، كلمة البابا ليست مسموعة، والبابا ليس حاكمًا بأمره. هو سلطة دينية، يسمعه فقط من يريد أن يسمعه، والويل ثم الويل لرأس أمة أوروبية يحتكم بتعليم البابا بشكل علني!! سيكون عليه أن يواجه نوعًا من استشهاد أو انتحار سياسي!! وللأسف!
فلنسأل أنفسنا: أية دولة في العالم، وأي رئيس دولة في العالم يطبق ما يقوله البابا بحذافيره؟ - ما من أحد! قطعًا! وأتحدى من يستطيع أن يجيب إيجابًا أن يقدم البراهين!
ثانيًا: بعد أن بينا بقلة من الأمثلة الكثيرة جدًا أن البابا ليس نابوليون، هل يمكننا أن نقول أن البابا لا يفعل شيئًا؟ أدعو لتصفح المقالات التي يقوم من خلالها البابا مرارًا وتكرارًا بالمناشدة العلنية بوقف العنف والحرب إلخ. ناهيك عن لقاءاته بالمسؤولين العالمين وجهده الملموس لوقف نزيف العالم، لا المسيحي فقط، بل كل العالم!
ولنذكر التحريك العالمي الذي قام به البابا للصلاة من أجل عدم القيام بحملة عسكرية كانت بكل تأكيد ستحمل عواقب وخيمة على الشرق، وربما على العالم بأسره لأن كل بوادرها كانت تؤشر أننا بصدد حرب عالمية.
ثالثًا: البابا يقدم يدًا ملموسة، ليس فقط من خلال دعوة المسيحيين والمؤمنين إلى مساعدة المنكوبين من الطبيعة ومن البشر، بل أيضًا يقدم إسهامه المادي لمساعدة المظلومين والمنكوبين.
ولكن، أخيرًا، فلنذكر أن البابا ليس عفريت "علي بابا"، وليس تنين "دراغون بول"، وليس بطل أحد أفلام أرنولد شفارزنغر أو سيلفستر ستالون أو جايمس بوند (أعتذر لروح الفكاهة، التي جل ما تبغيه هو إيصال الفكرة، ولو من خلال كاريكاتور)...
البابا هو رأس كنيسة أدرك لاهوتيون منوّرون في القرن الماضي أنها باتت "قطيعًا صغيرًا". وكراعي قطيع صغير يصرخ البابا، باسم الإنجيل، في وجه الشر والظلم والعنف، ويردد كنه إنجيل المحبة. هذا ضعفه وهذه قوته! هذه رسالته، هذه رسالتنا، في عالم "بردت فيه المحبة"...
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
مقالات متنوعة
________________________________________
سوبرماركت الأديان...
سوء التفاهم بين الأديان يولّد ديانات صغيرة جديدة
بقلم ألين كنعان
روما, 13 نوفمبر 2013 (زينيت) - نواجه في الوقت الحالي ظاهرة تكاثر وانتشار الحركات والطوائف الدينية المتجددة وكل ما يدور في العالم يشير إلى أنّ هذه الظاهرة ستزيد أكثر فأكثر في مجتمعاتنا. في العام 1995 بيّنت دراسة إحصائية أنّ مجموعة الطوائف تصل إلى 200 طائفة وأما اليوم فإذا ما أقيمت هذه الدراسة نفسها لتؤكّد لنا أنّ عدد الطوائف أصبح يناهز 825 طائفة تقريبًا. فما هو سبب هذا التزايد؟
تشير هذه الظاهرة إلى "النسبية الثقافية" التي تتميّز بها الديانات المختلفة فمنها من يعاني سوء فهم الإيمان بالله ومنها من يقوم بارتجال الأفكار من دون أي تفكير بارتدادات هذا الفعل حتى بات عالمنا يعيش في سوبر ماركت الأديان وكلّ يغني على ليلاه فهذا يضيف شيئًا وذاك يفسّر شيئًا آخر لكي يتناسب مع أفكاره وظروفه. بالإضافة إلى كلّ ذلك، غالبًا ما نجد أنّ أول من ينتسب إلى مجموعات مثيلة هم الأشخاص الضعفاء أي الذي يشعرون بالوحدة والاستبعاد فيجدون بانتسابهم إلى هكذا مجموعات الحماية والرعاية التي افتقدوا إليهما في المجتمع بغض النظر عن الأفكار المطروحة في حركة ما.
فما الذي يدفعهم إلى الابتعاد عن تعاليم الكنيسة التي يلفّها الروح القدس بمواهبه وثماره؟ وكيف لهم أن يضلّوا عن طريق الإيمان القويم؟ يقول العديد بإننا نعيش في "مجتمع علماني" ولكن لا يمكن لأي شيء أن يوقف هذا التوق والتعطش الكبيرين إلى الله هو من يتواجد في قلب كل إنسان. وبما أنّ طريق الإيمان القويم بنظرهم صعبًا ويتطلّب تقبّل الآخر والمشاركة الجماعية فيبحثون عن طرق تتناسب مع ظروفهم.
إنّ الحركات والطوائف الدينية الجديدة تظهر بشكل مستمر ولكن سرعان ما تختفي إذ لم يتم بناؤها على أساس الصخر إنما يبقى دورنا أساسيًا وضروريًا من أجل التفكير مع الكنيسة ووإعلان حقيقة الإنجيل بمحبة من أجل إزالة حواجز سوء التفاهم التي تولّد ديانات جديدة باستمرار.
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
قصة آدم وحوّاء .. بين الرمزية والواقعيّة
الحلقة السادسة
بقلم عدي توما
روما, 13 نوفمبر 2013 (زينيت) - سندخل هنا في هذه الحلقة السادسة من موضوعنا ، حول قصّة آدم وحواء ، لأبعاد لاهوتيّة أكثر تعمّقا وتحتاجُ للقارئ الكريم أن يفتحَ ذهنه وفكره أكثرَ فأكثرَ ، وأن يقفَ متأمّلا فيما سنقولهُ الآن في هذه الحلقة السادسة ، وهي بخصوص: الشجرتان ، الحيّة ، الرجل و المرأة ، والعلاقة بينهما ومع الله.
لنتوقّف قليلا لدى الشجرتين :
الأولى: شجرةُ الحياة ، لا تأخذ أهميّة في سياق النصّ، وليست موضوع تجربة للإنسان. يبدو أنه لم تأتيه أبدًا " تجربة الخلود ". الشجرة موجودةٌ . هل تذوّقها الإنسان ؟ لا نعرف ، المهمّ الإنسان في الجنة يستظلّ بها. وهي بمثابةِ رمز لكلّ الخليقة وعلامة حضور وبركة. أنها قد تمثّل وتشيرُ إلى " المسيح – صورةُ الإكتمال الإنسانيّ – والحقيقية الإلهيّة القائمةُ دائمًا أمام الإنسان وقراره وحريّته " .. نقولُ قد، ولا يمكن أن نعطيَ المطلقيّة في الموضوع.  لم يأكل الإنسان منها لكن النصّ لا يعير أكلها أو عدم أكلها أهميّة: منطقية النصّ تجعلنا نفهم أن الإنسان كان يحيا من شجرة الحياة (إذن ، قد تعطنا تلميحًا لله ذاتهُ – هو حضور الحياة للعالم وللإنسان – وسيكونُ الصليب رمزًا للحياة الإنسانية الحقيقية والدخول في عهد جديد وصورة جديدة للإنسان وللتجديده– إنّ الصليب هو الحياة " هو شجرة الحياة الحقيقيّة ".
الشجرةُ الثانية : ليست ندّا للأولى ، فليستْ شجرة الموت، بل شجرةُ معرفة الخير والشرّ ، إنها شجرة ممنوعة. لماذا المنع؟ الجواب سيكون دائما في شموليّة النصّ. الممنوع على الإنسان هو أن يضع نفسه مكان الله ، أي أن يقرّر ما هو خير وما هو شرّ. لماذا هي ممنوعةٌ ؟ ليس لإنّ الله يغار على إمتيازاته (كما يدّعي المجرّب والأساطير البابليّة) . فالإنسانُ داخل الخليقة، وإذا وضع نفسه مكان الله فهو يدمّرها ويحمل إليها الموت والكذب والعنف. يجبُ أذن أن يمنع من ذلك بأيّ ثمنْ. لإنّ الإنسان ليس الله (وأدم أراد أن يكون كذلك ) وإذا إدّعى أنه الله، ستعود أعمالهُ وقراراته عليه بالوبال.. فالله مختلفٌ وخلق الإنسان مختلفا، وفي الإختلاف يمكنُ سرّ الخلق الحقيقي وسرّ المحبّة الخلاّقة.. والإختلاف هو حقيقة المحبة والتبادل الحقيقيّ وليس التشابه بين الكائنين.. وهنا، نجدُ تلميحًا لسرّ الثالوث الأقدس: الله آب وإبن وروح قدس.. ثلاثةُ أقانيمَ في جوهر واحد، بغير إختلاط ولا تمازج ولا تشابه، إنه سرّ المحبّة الإلهيّة !.. على كلّ حال،  في النهاية تبدو شجرة معرفة الخير والشرّ ، إنعكاس  لما تقدّمه شجرة الحياة .. إنها تؤام لها ، برغم أنها لا تشغلُ المكان المركزيّ. وفي الأخير نقدرُ أن نقول: إنها علامة للبركة أيضا، والبركة لا نشعر بها ، إلاّ عندما نفقدها، شأنها شأن الصحّة.
الآيات 18 – 25  من الفصل الثاني من سفر التكوين ، هي تكميل خلق الرجل بخلقة المرأة. تبدأ بإعلان رسميّ من الله يفتتحُ به الكاتب هذا القسم مركزا على أهميّته: " لا يحسنَ أن يكون الإنسان وحده " أي وجهه بوجه الحائط  ! سيأتي صدى هذه الكلمات في قول الرجل: " هذه المرأةُ هي عظمٌ عظمي ، ولحمٌ من لحمي" .. إذن ، هنا عطاء من الله ، وشكرٌ نابعٌ من الفرح كجواب عليه. لقد كان الله قبلَ هذا قد إستعرضَ أمامَ الإنسان كلّ حيوانات الأرض ليسمّيها. وهذا عنصر مهمّ . التسميةُ هي إعلان السيطرة على شيء ما وهذا ما يعنيه النصّ: الإنسان يشغل المحلّ المركزيّ في الخليقة. إنه الملكْ ! . عليه أن يمارسَ فعليّا سلطته. في الفصلين 2 , 3 من السفر ، نطلع على منطلق وإتجاه ممارسة السلطة في الأحداث: إنها سلطة الموت. فسلطتهِ صحيحة طالما إعترف أنه خليقة ، وأن كلّ شيء عطيّة ، وأنّ عليه أن يشكرَ، وبعكس ذلكَ سيغوصُ في الكذبَ والعنف وسيجرّ وراءه كلّ الخليقة عندما يتجاوز حدوده . صحيحٌ هو مدعوّ أن يخلق مع الله (في تسميته للحيوانات) لا بل هذه دعوته ، لكنه ليس الخالق الأول والأخير ، إنه خالقٌ عندما يستجيبْ.
الآيات الأخيرة من هذا الفصل، تترك القارئ على جوعه، إذ يبدو مقطوعًا ناقصًا. فخلقة الإنسان تبدو ناقصة : الإنسانيّة هي : الرجل + المرأة . فكلّ واحد منّا يشعر في جسده إنه ناقصٌ غير منتهٍ. غير متكامل ، غير قائم بذاته. فأنا لستُ سوى رجل أو إمرأة. ليست أبدًا كلاهما. في هذا النقص نقرأ سفر الخروج ونقرأ السبي، لاحظوا ما أروع الكاتب والراوي وما أروع الكتاب المقدّس في وصفه للأمور وشرحه للأحداث بطريقةٍ ملهمةٍ حيّة: هناكَ دائمًا أرض تنتظرني ولقاء قادمٌ نحوي. فحوّاء = الحياة ... توضع كحقيقة شاهدة ، أيّ أنها تشيرُ إلى حياة وحضور الله ، الذي من اللازم والمفروض، أن يجدهُ الإنسان في أعماقه كنقص عميق في ذاته، ولا يكتملُ إلا به وبلقاءه : أنه الحياة ، وأرض الميعاد الحقيقيّة – إنه الفردوس والجنّة والملكوتْ.. هنا نفهم، أن الخلقة ناقصة ، تسعى إلى نحو كمالها. الضلعُ الناقص في آدم، يرمزُ إلى النقص المرسوم في جسده. وهو مدعوّ دائمًا إلى أن يقطعَ الصلةَ بأصوله (يترك أباه وأمه) كي يدخلَ في تأريخ جديد (يلزم إمرأته)..  والإلتصاق بالله ، هو أيضا، قطع من الأصول القديمة ، والتعلّق وايجاد الذات والتاريخ الحقيقي والأصل الكامل ، فيه هو وحده.. وهذا أيضا ما نراه في دعوة أبينا أبراهيم ، فكان يقول الله له " أترك أرضك وعشيرتكَ وبيتكَ ... وأذهب إلى الأرض التي أريكَ ..." فيقول الكتاب عن ابراهيم " ذهب ولم يعرف أين يسير ويمضي  .. الإيمان مسيرةٌ طويلة للمجهول القادم نحوي .. إنه اللقاء مع الله – الحيّ – الآخر. ويجب تركُ كلّ جذورنا القديمة للإلتصاق بالله وحده، به حياتنا وحركتنا ووجودنا وأصلنا ومبدأنا ، لإنه هو الأصل والبدء والمبدأ الحقيقي : " في البدء كان الكلمة ..." يوحنا 1.
يتبع
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
أخبار
________________________________________
الفلبين: بعد هدوء الإعصار تصخب المصيبة...
عون الكنيسة المتألمة تدرّ بمئة ألف يورو
بقلم ألين كنعان
الفلبين, 13 نوفمبر 2013 (زينيت) - سعت عون الكنيسة المتألمة بتحويل مبلغ 100 ألف يورو لضحايا الفلبين يوم الثلاثاء 12 تشرين الثاني، أربعة أيام بعد وقوع الكارثة الكبرى التي لفّت الفلبّين بإعصارها المتوحّش خاطفًا معه النفوس والبيوت والمدارس والكنائس وكلّ ما طاله. ويُقدّر بأنّ 11 مليون شخص قد تضرّروا بشكل أو بآخر من الإعصار الذي وصلت سرعته إلى 250 كيلومترًا في الساعة الواحدة.
وأشار الأب إيديون كاريغيز وهو من ينسّق مساعدات الإغاثة باسم مجلس الأساقفة الكاثوليك للفلبين بأنّ حجم الخراب أكبر بكثير مما تُوُقّع وتوجد الكثير من المقاطعات والجزر الصغيرة التي لم يتحدّث عنها الإعلام قد تأثّرت بالإعصار أيضًا. وقال: "إنّ الكثير من الناس يبكون المساعدة إنما ضخامة هذه الكارثة كبيرة مما يصعب على الحكومة أن تصل إليهم". وفيما يثني على عمل عون الكنيسة المتألّمة أضاف قائلاً: "نحن معتادون على الأعاصير... إنما هذه المرّة إنه إعصار كبير سببّ كارثة لنا".
ثمّ أشار الأب إلى أنّ غالبية السكّان بحاجة إلى المأكل والملبس والمأوى والاستشفاء الأولي والمياه الصالحة للشرب: "لقد فقدوا الأمل وهم يبحثون عن أقاربهم فيجدون منهم ويكونون في عداد الموت". وأكّد فريق من عون الكنيسة المتألّمة بينما يتفقّد المناطق التي ضربها الإعصار بأنّ حجم الخسائر كبير إنما وبعد تأمين الحاجات الأساسية للسكان المفجوعين، تنوي عون الكنيسة المتألمة وبحسب ريجينا لينش مديرة مشاريع عون الكنيسة المتألمة بإعادة بناء كلّ الأديرة والكنائس ومنازل الكهنة من أجل استمرار نشر كلمة الله في هذه البلاد.
يُذكر أنّ إعصار هايان ضرب ست جزر أساسية في الفلبين وأصاب الضرر بأربعين مدينة من بينها تاكلوبان. إنّ الوصول إلى تاكلوبان هو شبه مستحيل كون الاتصالات مقطوعة إنما ما إن تجهز الاتصالات من جديد ستقوم خمس عشرة كنيسة منتشرة في كلّ المدينة بتوزيع المأكولات على المحتاجين وتزويدهم بكلّ ما يعوز السكان المشرّدين والمنكوبين إبّان هذه الكارثة.
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
سوريا: نهر دماء المسيحيين لا يزال جاريًا
وكالة فيدس تستنكر استهداف المسيحيين في سوريا
سوريا, 13 نوفمبر 2013 (زينيت) - استنكرت وكالة فيدس الفاتيكانية إطلاق النار الذي يستهدف المسيحيين في وسط دمشق والذي يذهب ضحيته الأطفال، فقد أتلفت قذائف الهاون مدرسة القديس يوحنا الدمشقي مما أسفر عن مقتل خمسة أطفال وإصابة 27 آخرين.
هذا وسقطت قذيفة أخرى على حافلة مدرسية في باب توما وجرحت 5 طلاب. في المنطقة نفسها، أصابت قذيفة هاون كنيسة الصليب المقدس، التي كانت قد تضررت في الأيام الأخرية، وقذيفة أخرى تسببت بأضرار في كنيسة القديس كيرلس. قتل ثلاثة أشخاص أيضًا من جراء حريق تسببت به قذيفة في وسط المدينة أيضًا. الى جانب ذلك نذكر أنه في الأيام الأخيرة ألقيت قذيفة على مقر السفارة البابوية.
في 10 تشرين الثاني أودت قذائف الهاون بحياة والد مسيحي وأطفاله ال4 خلال تواجدهم في السيارة. أضافت وكالة فيدس أن وابل من القنابل سقط على وسط دمشق وعلى الجزء الأكثر حداثة فيها من مواقع الميليشيات المتمردة المتمركزة في الأحياء المجاورة.
شرح كاهن من دمشق الى وكالة فيدس قائلا: "القصف على الأحياء عشوائي والسكان يدفعون الثمن..." وفي رسالة تلقتها وكالة فيدس أكد الأب غابرييل داوود من كاتدرائية القديس جاورجيوس في دمشق: "نحن نتمسك بالرجاء ونضيء الشموع في كنائسنا، ونصلي من أجل جميع الذين قتلوا، ومن أجل الذين يعيشون في خطر، وبشكل خاص القرى المسيحية التي تهددها عصابات مسلحة. نحن نصلي لكيما يحل السلام مجددا في سوريا."
***
نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
أبعد من الخيانة الزوجية... خيانة الفكر
درويش يرعى "مقهى الحوار الفلسفي" لطالبات ثانوية زحلة الرسمية للبنات
زحلة, 13 نوفمبر 2013 (زينيت) - برعاية وحضور راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، اقامت طالبات ثانوية زحلة الرسمية للبنات " مقهى الحوار الفلسفي" café philosophique حول موضوع الخيانة .
وحضر اللقاء الى جانب المطران درويش، المطران اندره حداد، النائب اميل رحمة ، اليئة الإدارية والتعليمية في الثانوية، وعدد من الأهالي والمدعوين.
ادار الحوار الدكتور جورج حرب وشارك فيه الدكتور سامر بالش الذي تحدث عن الناحية النفسية وسبب الخيانة، المحامي ميشال ضاهر الذي تحدث عن القانون اللبناني وطريقة التعاطي مع الخيانة، الإعلامية جوزبان الزير التي اعطت شهادة حياة حول الخيانة .
الإفتتاح بالنشيد الوطني البناني، ومن ثم كلمة لمدير الثانوية الأستاذ طانوس باروكي رحب فيها بالحضور ونوّه بالخطوة الكبيرة التي اقدمت عليها طالبات الثانوية بإقامة هذا اللقاء.
المطران درويش توجه بالشكر الى كل الذين ساهموا بإنجاح اللقاء وبشكل خاص للدكتور جورج حرب ومما قال " هناك الكثير من الخيانات غير الخيانة الزوجية، وهناك خيانة واحدة تؤثر فيّ كثيراً في زحلة والبقاع ولبنان وفي مجتمعنا، هي خيانة الفكر ، كثيرون منا يخونون تفكيرهم وتقاليدهم وتراثهم دون ان يعلموا. احدى الخيانات الموجودة في مجتمعنا اليوم ، وهي آفة كبيرة جداً، هي خيانة الإشاعات، قالذي يقبل ان يسمع اشاعة او يساهم في نقل اشاعة يكون لديه خيانة كبيرة لنفسه وعائلته وبلده.
في الكتاب المقدس ، ترد عبارة " الرب أمين " ، يعني لديه أمانة للإنسان، يحب الإنسان بأمانة، واذا اردنا ازالة الخيانة وأن نتكلم بإيجابية ، نتكلم عن امانتنا تجاه الرب وأخينا الإنسان، الأمانة مدرسة نتعلمها تدريجياً، أمانة للأب والأم والإخوة، أمانة للصداقة، امانة للزمالة في المدرسة، واذا كنا امينين ننسى ان هناك خيانة"
النائب اميل رحمة اجاب على اسئلة الحضور حول التشريع اللبناني حيال مسألة الخيانة كذلك كانت مداخلات للمفتش التربوي جورج حداد، للإعلامي جوني منيّر والأب جورج اسكندر.
وقدمت فرقة نجاح نجاح رقصة باليه جاز بعنوان الخيانة، كما قدم الفنان الزحلي نقولا الإسطا اغنيته الجديدة " فيك الشفا" التي تتحدث عن الخيانة.
وفي ختام اللقاء قدم الأستاذ باروكي ايقونة العذراء للمطران درويش عربون شكر ومحبة، كما قدم للمطران حداد ايقونة القديسة تيريزيا، استلمها عنه الأب جورج اسكندر.
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
المقابلات العامة
________________________________________
"الاعتراف ليس جلسة في غرفة تعذيب، بل هو فرحة عيد"
البابا فرنسيس يشرح في المقابلة العامة بند "أعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا" من قانون الإيمان
بقلم روبير شعيب
الفاتيكان, 13 نوفمبر 2013 (زينيت) - توقف البابا فرنسيس في تعليم اليوم على بند قانون الإيمان "نعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا" لافتًا إلى أن هذا البند هو "إشارة واضحة إلى سر في معرض الإيمان"، وذلك لأن "المعمودية هي باب الإيمان والحياة المسيحية".
فيسوع القائم من الموت ترك للرسل هذه المهمة: "اذهبوا في العالم كله، وأعلنوا البشارة إلى الخلق أجمعين. فمن آمن واعتمد يخلص، ومن لم يؤمن يحكم عليه" (مر 16، 15 – 16). وعلق البابا: "إن رسالة الكنيسة هي التبشير وغفران الخطايا من خلال سر المعمودية.
وقسم البابا تعليم اليوم إلى ثلاثة أقسام إنطلاقًا من التعابير التي تؤلف البند: "أعترف"، "معمودية واحدة"، " لغفران الخطايا".
أعترف
تساءل البابا عن معنى هذه الكلمة فشرح أنها تشير إلى موضوع الإيمان الكبير الذي نحن بصدد، أي المعمودية. فمن خلال إعلاننا لهذه الكلمات "نعبر عن هويتنا كأبناء الله". فالمعمودية هي إلى حد ما "بطاقة هوية المسيحي، وثيقة ولادته، ووثيقة ولادة الكنيسة".
وسأل البابا عما إذا كان المؤمنون يعرفون تاريخ معموديتهم؟ ولاحظ أن عدد الذين رفعوا أيديهم قليل نسبيًا. ولذا دعا المؤمنين، لدى عودتهم إلى البيت إلى اكتشاف يوم معموديتهم لأنه "عيد المولد الثاني". فعيد المولد الأول هو اليوم الذي ولدنا فيها إلى هذه الحياة، وعيد المولد الثاني هو اليوم الذي ولدنا فيه في الكنيسة.
وأضاف في هذا الصدد مذكرًا أن سر التوبة هو "معمودية ثانية" تعيدنا إلى معموديتنا الأولى لتفنيدها ولتجديدها.
وبما أن سر التوبة هو لقاء مع رحمة الله التي تجددنا ومع غفرانه قال البابا: "الاعتراف ليس جلسة في غرفة تعذيب، بل هو فرحة عيد".
معمودية واحدة
ثم انتقل الأب الاقدس إلى النقطة الثانية التي تذكرنا بكلمة القديس بولس في رسالته إلى أهل أفسس: "رب واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة" (أف 4، 5).
المعمودية هي غسل ولادة جديدة وتنوير. فهو ولادة جديدة لأنه من دون الولادة من الماء والروح لا يمكن أن ندخل ملكوت السماوات. وهو تنوير لأنه من خلال المعمودية ينال الإسنا نعمة المسيح "النور الحق الذي ينير كل إنسان".
ودعا البابا المؤمنين للتساؤل: هل المعمودية هي أمر من الماضي؟ أم هو واقع حاضر بالنسبة لي؟
وللإجابة على هذا السؤال بجاوب واقعي وملموس يجب أن نتساءل: "هل أنا رجل أو امراة نور؟ أم أنا شخص مظلم، دون نور المسيح؟".
لمغفرة الخطايا
وتوقف البابا فرنسيس أخيرًا على النقطة الثالثة المتعلقة بـ "مغفرة الخطايا" فأشار إلى أننا بالمعمودية ننال غفران الخطايا جميعها، أكانت الخطيئة الأصلية أو خطايانا الشخصية، وتُغفر لنا أيضًا نتائج الخطايا، وبالتالي يُفتح أمامنا باب نحو "حياة جديدة لا تغور تحت ثقل الماضي السلبي، بل يفوح منها منذ الآن أريج جمال وصلاح ملكوت السماوات".
الغفران هو تدخل جبار لرحمة الله في حياتنا. وهذا الغفران لا يزيل طبيعتنا البشرية مع ضعفها، ولكن يفسح لنا مجال التوبة دومًا.
ورغم أني لا أستطيع أن أنال سر المعمودية أكثر من مرة، إلا أني أستطيع أن أجدد معموديتي كل مرة أنال سر الاعتراف.
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
البابا يوصي بالصلاة وخوض المعارك من أجل الحياة
بقلم البابا فرنسيس
روما, 13 نوفمبر 2013 (زينيت) - من أجل الأطفال الخمسة وسائق الباص الذين قتلوا منذ يومين في سوريا أثناء عودتهم من مدرسة ما يوحنا بمدافع الهاون ومن أجل كل الجرحى سأل البابا فرنسيس من المؤمنين الصلاة لكي تتوقف كل هذه المآسي، قائلا: "صلوا كي لا تحدث هذه المآسي من جديد!" ، وأضاف: "نصلي في هذه الأيام ونوحد قوانا لنساعد إخوتنا وأخواتنا الذين ضربهم الطوفان في الفلبين. هذه هي المعارك الحقيقية التي يجب أن نخوضها. من أجل الحياة! وليس من أجل الموت!"
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا فرنسيس: سر الاعتراف كمعمودية ثانية يغفر لنا كلّ شيء وينيرنا لنسير في نور الرب
بقلم البابا فرنسيس
الفاتيكان, 13 نوفمبر 2013 (إذاعة الفاتيكان) - أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول: نؤكّد في قانون الإيمان عندما نعلن إيماننا: "أؤمن بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا". إنه المرجع الوحيد للأسرار داخل قانون الإيمان. في الواقع، إن المعمودية هي "باب" الإيمان والحياة المسيحيّة، ويسوع القائم من الموت أوصى تلاميذه قائلاً: "اِذهَبوا في العالَمِ كُلِّه، وأَعلنوا البشارة إِلى الخلق أَجمَعين. فمن آمن واعتمد يخلُص" (مر 16، 15- 16). فرسالة الكنيسة هي البشارة وغفران الخطايا من خلال سرّ المعموديّة. لكن بالعودة إلى قانون الإيمان يمكن أن نفصّل العبارة إلى ثلاث نقاط: "أؤمن"، "معموديّة واحدة"، "لمغفرة الخطايا".
تابع الأب الأقدس يقول: "أؤمن"، تشير هذه العبارة إلى عظمة الشيء، أي المعموديّة. في الواقع، بلفظنا لهذه الكلمات نحن نؤكّد هويتنا الحقيقيّة كأبناء لله، لأن المعموديّة هي نوعًا ما بطاقة هوية المسيحي ووثيقة ولادته. وفي الوقت عينه يرتبط بالمعمودية إيماننا بمغفرة الخطايا، لأن سر التوبة أو الاعتراف هو في الواقع "معمودية ثانية"، تعيدنا إلى معموديتنا الأولى لتثبتها وتجددها. بهذا المعنى يصبح يوم عمادنا نقطة الانطلاق في مسيرة توبة لمدى الحياة يدعمها باستمرار سرّ التوبة. فالاعتراف هو للمؤمنين ليحافظوا على نقاوة ثوب كرامتنا المسيحيّة! فهل ندرك بأن العماد هو في أساس حياتنا وعلاقتنا مع الله والإخوة ومسيرة توبتنا؟
العنصر الثاني، تابع البابا فرنسيس يقول، هو "معموديّة واحدة"، هذه العبارة تعيدنا إلى قول القديس بولس: "هُناكَ رَبٌّ واحد وإِيمانٌ واحد ومَعْمودِيَّةٌ واحدة" (أف 4، 5). فكلمة "معمودية" تعني حرفيًّا "تغطيس" وفي الواقع يشكل هذا السرّ غوصًا روحيًّا حقيقيًّا في موت المسيح لنحيا معه نحن أَيضًا حَياةً جَديدة (راجع روم 6، 4). إنها اغتسال لولادة جديدة وللاستنارة: لولادة جديدة لأنها تحقق فينا الولادة الجديدة من الماء والروح لنتمكن من دخول ملكوت الله(راجع يو 3، 5).  للاستنارة لأنه بواسطة المعمودية تفيض مجددًا على الشخص البشري نعمة المسيح "النور الحق الذي ينير كل إنسان" (يو 1، 9) وتطرد ظلمة الخطيئة، وبقوة هذه الموهبة يُدعى المُعَمَّد ليصبح هو نفسه "نورًا" لإخوته لاسيما لأولئك الذين يسيرون في الظلمة ولا يلمحون أيّ بصيص نورٍ في أفق حياتهم.
لنسأل أنفسنا إذًا: هل المعمودية بالنسبة لي هي مجرد حدث ماضٍ لم أعد أفكر به، أم أنها حقيقة حيّة تطال حاضري وكل لحظة من حياتي؟ هل أفكر أحيانًا بالهبة التي نلتها وبهذا الاتحاد العميق مع يسوع الذي ضحّى بحياته من أجلي؟ عندما أعيش أوقاتًا مظلمة حتى على الصعيد الداخلي وعندما أشعر بثقل الصعوبات وثقل خطاياي هل أتذكر بأنني مُعمّد؟ هل أكِلُ نفسي لمحبة المسيح الذي يسكن في عمق كياني؟
تابع الحبر الأعظم يقول: وأخيرًا نتوقف عند العنصر الثالث: "لمغفرة الخطايا". بواسطة سرّ العماد تُغفر جميع الخطايا: الخطيئة الأصليّة والخطايا الشخصيّة وجميع عقابات الخطيئة. بالمعموديّة يُفتح لنا الباب لجدّة حياة فعّالة لا يسحقها ثقل الماضي السلبي، وإنما تتمتع منذ الآن بجمال وحلاوة ملكوت الله، وهذا هو تدخُّل رحمة الله في حياتنا لخلاصنا، لكن هذا التدخُّل لا يلغي طبيعتنا البشريّة وضعفها ولا يلغي مسؤوليتنا في طلب المغفرة في كلّ مرة نخطأ فيها. في الواقع علينا جميعًا أن نجاهد كل يوم ضدّ الشرّ والشيطان الذي يترصّد لنا دائمًا.
وختم الأب الأقدس تعليمه الأسبوعي بالقول: لا يمكنني أن أعتمد مرات عدّة وإنما يمكنني أن أعترف وأجدد بهذا الشكل نعمة المعموديّة، فيكون بمثابة معمودية ثانية. الرب يسوع طيّب جدًّا ولا يتعب من مسامحتنا. وإن أُغلق، بسبب ضعفنا وخطايانا، الباب الذي تفتحه لنا المعموديّة للدخول في الكنيسة، يعيد سر الاعتراف فتحه لأنه كالمعمودية الثانية يغفر لنا كلّ شيء وينيرنا للسير إلى الأمام في نور الرب. لنسر إذًا هكذا إلى الأمام بفرح، لأن الحياة مع يسوع المسيح تُعاش بفرح، وهذه نعمة من الرب!
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
تأملات
________________________________________
أمام سر الافخارستيا
بقلم عدي توما
روما, 13 نوفمبر 2013 (زينيت) - عندما أقفُ أمام مذبح الربّ ، وفي لحظة التقديس وحلول الروح القدس ..
أتأمّل ، بإنّ ليسَ فقط يستحيلُ الخبزَ والخمر َ ، إلى جسدَ المسيح ودمه ، بكلام التقديس وحلول الروح القدس ، بل ؛ إنّ الإنسانيّة كلّها ، تتحوّل هنا بقوة الروح لنعمة الألوهيّة ، ورفعها لسموّ إلهيّ وتمجيدًا للجسد والتراب .. فليس فقط ، هنا ، يسوع الناصريّ بكلّ حياته وأعماله وموته وقيامته ، بل " أنا " أيضا ... لإن المسيح القائم هو كلّ البشريّة دامجًا إيّاها في الجسد السريّ ورافعها لمصاف الألوهيّة .. فجسدي ، وكياني ، ونفسي ، تسمو وتتعالى ، في هذه اللحظة الإلهيّة التي لا مثيل لها في كلّ الكون ، إنها لحظةُ التجسّد ، والموت ، والقيامة ، إنها المحبّة الإلهية الحالّة في الأرض وفي الإنسانيّة ، إنها لحظة " قداس الكون " وكما يقول تيار دي شاردان : قداس على مذبح العالم ..
الكونُ كلّه يتزعزعُ في هذه اللحظة، إنها لحظةُ " ظهور الحقيقة وتجلّيها في وسط العالم ، إنها لحظةُ إكتشاف ما وراء هذا العالم ، إنها إنكشافُ وتجلّى العالم الآخر .
إنّ هذا العالم في مخاضّ كبير ، إلى أن يصل لولادة الألوهية في البشريّة تدريجيّا ، بإعلانها علانيّة على الملأ .. رغمَ إنها موجودة ولكنها مخفيّة مثل البذرة الصغيرة في طور النموّ ... هذه الذرّة الترابيّة ، لها مكانٌ عند الله ، ولقد قامَ الإبن ، فأنا سأقومُ معهُ .. الله هو الوحيد القادر أن يصنعَ من الأرض سماءً ، ومن العظام المبعثرة ِ ، إنسانا جديدًا كما يقول في سفر حزقيال النبيّ .. إنها الإله الحيّ ، إله الأحياء لا إله الأموات .. لهُ المجدُ إلى أبد الأبدين آمين ..
________
إقبَل يا رب هذه القربانة التامّة الّتي تُقدّمها لكَ الخليقة، العاملة بفعل جاذبيّتكَ لها، والّتي تُقدّمها لكَ في هذا الفجر الجديد. هذا الخبز، جُهدَنا، وهو ليس في حدّ ذاته سوى أجزاء متفكّكة إلى أقصى حَدّ، وأنا أعلمُ ذلك. هذا الخمر، آلامنا، وهو أيضاً، للأسف، ليس إلا شراباً يتحلّل. لكن في عمق هذا الجمع الّذي بلا صورة، وضعتَ رغبةً مُقدِّسة لا تُقاوم، تجعلنا نصرخ إليكَ جميعنا، من الكافر إلى المؤمن: «يا ربّ، اجعلنا واحداً».
هذه الصلاة الجميلة :
(من كتاب نشيد الكون): تيّار دو شاردان اليسوعيّ

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1404516663119469&l=70997d499a

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
زينيت/العالم من روما/ النشرة اليومية - 13 نوفمبر 2013
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: من نتاجات From Syriac Member outcomes :: منتدى / القسم الديني FORUM / RELIGIONS DEPARTMENT-
انتقل الى: