في البدء كانت المرأة/ أراد غبطة أبينا البطريرك مار لويس روفائيل ساكو أن ينشر تعليمه عن مواضيع شتّى حول الحياة المسيحية، مبادئها وأخلاقياتها
كاتب الموضوع
رسالة
siryany عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8408مزاجي : تاريخ التسجيل : 13/09/2012الابراج :
موضوع: في البدء كانت المرأة/ أراد غبطة أبينا البطريرك مار لويس روفائيل ساكو أن ينشر تعليمه عن مواضيع شتّى حول الحياة المسيحية، مبادئها وأخلاقياتها الخميس 14 نوفمبر 2013 - 10:24
في البدء كانت المرأة
أراد غبطة أبينا البطريرك مار لويس روفائيل ساكو أن ينشر تعليمه عن مواضيع شتّى حول الحياة المسيحية، مبادئها وأخلاقياتها
14.11.2013
البطريركية الكلدانية @DR
لأب ألبير هشام – مسؤول إعلام البطريركية الكلدانية:انطلاقًا من أول مسؤولية للأسقف، كل أسقف، والمتمثلة بالتعليم والتثقيف المسيحي، أراد غبطة أبينا البطريرك مار لويس روفائيل ساكو أن ينشر عبر موقعنا البطريركي تعليمه عن مواضيع شتّى حول الحياة المسيحية، مبادئها وأخلاقياتها. وفي نيّة غبطته تنظيم لقاءات تعليم مسيحي منظمة للمؤمنين. ننشر أدناه أول تعليم لغبطته بعنوان: "في البدء كانت المرأة". في البدء كانت المرأة لم تؤمنْ مسيحيّةُ الانجيل بدونيّة المرأة وثانويّةِ دورِها، ولا المفهوم اللاهوتي للخليقةِ يُعدّها في مرتبة ثانية. لقد جاء في الكتاب المقدس ان الله "خلق الانسان على صورته ومثاله" (تكوين 1/27). اذاً صورةُ الله في الانسان هي ادم وحواء – وهي الصورة ذاتها مجددةً في العهد الجديد (1 كورنتس 11/11). في الانجيل يعود يسوع الى نصِّ سفر التكوين في تأكيده على المساواة ووحدة الزواج وقيمته: "أَما قَرأتُم أَنَّ الخالِقَ مُنذُ البَدءِ جَعلَهما ذَكَراً وَأُنثى وقال: لِذَلِكَ يَترُكُ الرَّجُلُ أَباهُ وأُمَّه ويَلزَمُ امرَأَتَه ويصيرُ الاثْنانِ جسَداً واحداً. فلا يكونانِ اثنَينِ بعدَ ذلكَ، بل جَسَدٌ واحد. فما جمَعَه الله فلا يُفرِّقنَّه الإِنسان"(متى5:19-7) . في نظره لا يوجد انسانٌ أول وآخر ثانوي. وعندما يدعو امه: "ايتها المرأة" ( يوحنا2/4)، ليس انتقاصًا، بل تذكيراً بالمرأة الاولى- حواء، ومريم هي المرأة الجديدة أم الخليقة الجديدة وكأنه يقول: جميلٌ ان يطبع وجهَ مريم، الأمِ والعذراءِ على وجه كلِّ أُمٍّ وفتاةٍ مؤمنة. لقد خلق الله الذكر والانثى كجنس gender بكامل الحياة الانسانيّة المتساوية. هو وهي شريكان متكاملان متناغمان في الخليقة والخلاص، لا فرق بين ذكر وانثى (غلاطية 3/28). الواحد يحتاج الى الاخر ويُكَمِّله بالنفس والجسد. وبهذا التكامل المتناغم الرائع لا يبقى الرجل والمرأة في تضادّ ولا تسلط احدهما على الاخر. ثنائيَّةٌ صمَّمَها الخالق تنفي في جوهرها كلَّ تفرقة على اساس الجنس، أكان ذلك لصالح نظام سيادة المرأة، أو الرجل. الفروقات والاختلافات السلوكية بين الجنسين نتاجٌ اجتماعيٌّ غير مرتبط بالخالق ولا المسيح، فهو يسوع يلتزم الرحمة تجاه الجميع، ووقف ضد من اتهموها قائلا: "من منكم بلا خطيئة فلَيرمها بحجر" (يوحنا8: 3-6)، وعمل على رفع شخصيتها وردّ الاعتبار اليها كما كان في البدء. وفي رسالته كانت النسوة في تجوال يسوع التبشيري ويذكرنا الانجيل باسماء بعض النسوة. ويحتوي العهد القديم اسفارًا رائعة للنسوة كسفر راعوث واستير ويهوديث، هي اسفار امانة ومحبة وعناية الى حدٍّ يفوق المتوقع اجتماعيّا ودينيًا. اذاً النظرة القائمة مغلوطةٌ، هي تركة النظام الابوي وبلادة عادات المجتمع التي تنظر الى المرأة نظرةً دونيّة مما دفع الرجال يمارسون ضدها التمييز والعنف. يقول البابا يوحنا بولس الثاني في الارشاد الرسولي- رجاء جديد للبنان 997 : "تستحق النساء عناية خاصّة تكفل لهن مراعاة حقوقهن في مختلف قطاعات الحياة الاجتماعية والوطنية، ذلك أن الكنيسة، في عقيدتها الانتروبولوجية وتعليمها تؤكد المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة، وهي مساواة اساسها ان كل كائن بشري مخلوق على صورة الله" (76-77). من المؤكد ان المسيحية تعدّ المرأة نعمة، بكونها قيمة إنسانيّة وروحيّة رفيعة ونبيلة، ومثالُ وفائها يدعونا الى احترامها وفتح المجال أمام مواهبها وقدراتها. هي شريكة متساوية لرجل، لها حقوق في السياسة والحياة الاجتماعية – الزواج- تكوين اسرة- والاقتصادية والعمل والتعليم.. وعضويتها كعضوية الرجل دونما تمييز. ولتحقيق هذه المساواة لابدّا ان تعرف المرأة قيمتها وتطرح نفسها بقوّة من خلال بناء شخصيتها من الداخل بقناعات واضحة وثقة بالنفس. وهذا يتطلب منها التعلم المتواصل والتثقيف واعتماد التحليل للوصول الى القناعة الشخصية.
يقول جبران خليل جبران: "هنيئا للام التي تدعو الى الحياة وتعرف ان تعطيها.. هنيئا لها لانها تحب .. ولا تجعل من الحبّ سجنا".
في البدء كانت المرأة/ أراد غبطة أبينا البطريرك مار لويس روفائيل ساكو أن ينشر تعليمه عن مواضيع شتّى حول الحياة المسيحية، مبادئها وأخلاقياتها