حلمتُ حلمــاً سعيدا ! رأيتُ الأنــوارَ ساطعة في مدن بــلادي ! غمرتني فرحــة لا توصف ! شاهدت النّاسَ يمشون في الشّـــوارع فرحيـــن مغتبطيــن ! ســألتُ بعض المارّة : ماذا حدث ؟ ماذا جـرى ؟ قالوا لي : ربّمـا أنتَ غريب ؛ لستَ من هُنــــا ! ولم يكنْ لكَ علمٌ بهذا الواقــع السّعيد ! لقد تحرّر الوطـن !! مـن كلّ الجيوب المتعفّنــــة ! ألا ترى النّاسَ يمشون في الشّوارع في أمــانٍ وســـلام ! ألا تـلاحظ الفرحـة مُرتســمة على وجـوهِ أحبّتنـــا الأطفــــال ؟ ( عصافير الجنــــة ) ! ولا تسمع كلمـة .. هذا فلان وهـــذا فســتان ! كـــلّ العراقييــن متماسكين الأيادي .. وكأنّهـم في عرسٍ لا تهايةَ له ! والأسواق عامرة .. والنّاسَ يشترون ماطابَ وراقَ لهـم ! ولا يهتمّـون للغــدِ الآتــــي .. فكل ما يحتاجونــه موجود في كلّ وقت وزمـــان ! والدّوائر مفتوحـة على مصراعيها .. يستقبل موظّفيها المواطنيــن ببشـــاشـــة .. والمراجعون ينتظرونَ دورهــم لإكمـال معاملاتهــم ! الم تسمع بنبأ ؛ آفتتاح مشروع بناء المساكـن الشّعبيّـة ؟ وتوفير الدّور لكل مواطـن من الطّبقة الوســطى ! الم تسـمع عن أخبار ( إغـــــلاق ) المنطقـة الخضـــراء ؟ وترك قصــورها وعيش ساكنيها مع المواطـن العادي ! الم تسمع بطرد كل الذّين كانوا يسـيئون معاملــة الشّــعب ! ألم تسمع أن الإرهاب قد ولّى الى غير رجعـة ؛ وقد رفضـهُ الشّعب لجرائمـــهِ الكثيرة ! واليك النّبأ السّعيد : لقد ألغيتْ المحاصصـة الطائفيّــة ! وبمقـــدور ايّ مواطــــن عراقي أنْ يحصل على ايّــة وظيفـة حسب الكفاءة العلميّـة .. دونَ الحاجـة لوســــاطة من زيد أو عبيـــد ! وقد تمّ طرد كل مســؤول من منصبهِ يحملُ ( شهادة ) مزوّرة ! وقد نُظّفــتْ الوزارات من الأوكــــــــار المشـــبوهــة ! أخذت أرقص من شـدّة الفرح ! ودموعٌ غزيزة أخذت تتساقط من عينيّ ! ولكــنّي آسـتيقظتُ على صوتِ آنفجار فظيـع مُرعب قد أكـل جانبـاً من داري المتواضعــة ! حينـــئذٍ علمــتُ .. أنّــهُ لمْ يكُــن حلمــــاً ... بل كـــانَ ســـــــرابٌ ! نعم كـانَ ســـــرابٌ ! ~ بقلمــــــي ~
عدل سابقا من قبل نادر البغدادي في الخميس 14 نوفمبر 2013 - 13:55 عدل 1 مرات (السبب : وردت بعض العبارات خطأ ! آسفين جدّاً .)
لطفي الياسيني عضو شرف الموقع
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 3438مزاجي : تاريخ التسجيل : 17/06/2014الابراج :
اقف اجلالا لعبق حروفك وابحارك في مكنونات الذات الانسانية فاجدني عاجزا عن الرد حيث تسمرت الحروف على الشفاه جزيل شكري وتقديري لما سطرت يداك المباركتان من حروف ذهبية دمت بخير