في زاوية غرفة نومي– December 19, 2013
إلى روح نيلسون مانديلاطارق الكرميماديبا.. مثل ما انْطِقُ محمداً
مثل لما أنطِقُ بالمسيحِ طلقةً مِنْ فمي
وماركس. سأقول مانديلا المُخلِّصُ
ربُّ زنجٍ وعبيدٍ
سنقيم لكل جوعى العالم صنمكَ من شيكولاتة وحلوى السوسِ للأطفالِ
سنقيمُ لكل حفاة الليل طريقاً سماوياً
أدمعُ الفقراءِ بحيرةٌ وأراكَ بأجنحةِ أوراقِ الكوكا ترفُ على بحيرةِ الأدمعِ
ماديبا.. لونُكَ أعمقُ من ليلٍ فلسطينيٍ
سوفَ أرفعُ من جلدكَ رايةً حداداً وأغنّي والطبولَ التامتام
ماديبا الكلابُ البيضُ أتوا كي يبيعوكَ ذمَماً خلف كُلِّياتِ الجاسوسيةِ وخلف مسالخِ أسلافكَ
في فحمِ الصّبحِ.. في مهاوي ما نحيا
في ليلِ العالمِ.. أنتَ (تكادُ) الله الذي من ثلج
السّاعةُ أَزِفَتْ تدُقُّ..
صباحا – طور كرم
حبلٌ
أمّي هلْ نسيتِ تقُطعينَ بأسنانكِ حبليَ السُّريَّ حينَ بصقتني من بينِ ساقيكِ كقذيفةِ
البلْغِمِ في وجهِ هذا العالمِ..حبلي السُّريُّ مايزالُ يتدلى من إسكتَيْكِ..لقد صار هذا الحبلُ يا أمي جديلةَ من حببتُها يوماً
لقد صارَ ما أوثقُ بهِ الأرضَ كي لا تهرب من خطوتي
لقد صارَ الصِّراطَ الذي عليهِ أمشي أعمى إليكِ
أمّي
ليلاً – رام الله
الحياتيونَ جداً
القتلةُ يستعملونَ فرشاةَ أسناني لتنظيفِ خناجرهم ومواسيرِ البنادقِ..القتلةُ يرتدونَ بيجامتي وينامونَ في سريرِ أختي..القتلةُ يشربونَ أنفاسنا قهوةَ الصباحِ فيروز على الشرفةِ..القتلةُ يلعبونَ اللهَ في الكنيسةِ..القتلةُ يبترونَ أصابعي ليرسمو بها وجهَ اللهِ ووجهَ أمي في دفاتري..القتلةُ يبصقونَ في قلبِ حبيبتي..القتلةُ يستعملونَ اسمَ اللهِ حتى صدأَ..القتلةُ من يُبرؤهم دمَ النعناعِ..القتلةُ يرتدونَ ملامحَنا ويدخلوا إلى الجنة..
..القتلةُ لا يقتلهم سوى أن يرفعَ الطفلُ يدهُ بشكل مسدسٍ ويطلقُ عليهم من فوهةِ إصبعهِ..
القتلةُ..
رام الله – صباحاً
تشكيلٌ.. ظلّتْ مناقيرُ المطر ( كأنها الأزاميلُ)
تنحتُني
ثمثالاً من ماءِ
صباحاً – رام الله
جميلتي تنامُ
كالماءِ الخفيفِ هذا الضّوءُ في غرفتكِ يسبحُ
الستارةُ تنسدِلُ على مسرحِ نافذةِ غرفتكِ
الهدأةُ موغلةٌ حتى تكادُ كالضّجةِ و
ظلَّ النّعاسُ مثلَ رذاذٍ يرُشُّ خاطرَكِ
النّعاسُ مرشوشٌ توابلَ عليكِ
سيواتيكِ النومُ (عكسَ أيةِ فتاةٍ) في هذا الضّحى العالي
أنتِ تسترخينَ كسربِ نورسٍ في دمي..
كأنَّ ملائكةً تُوشوِشُ من آخرِ السماواتِ قربَ شعرِكِ
أنتِ تسترخينَ مُسبلةً هدبيكِ (على خيطِ عَسَلٍ)
أنتِ ظللتِ تتآكلينَ خَدَراً مُتراميةَ الأطرافِ على أرضِ السّريرِ
كأنَّ متّكأَكِ الغيمةُ
كأنّي سأنفتحُ لكِ السّريرَ الأخيرَ
نامي فكلُّ مابي يستيقظُ لكِ
سأفُكُّ نِطاقَكِ
نامي.. ليُصابَ بكِ الحلمُ.. نامي
صباحاً – رام الله
حدثَ أو يحدثُ
في زاويةِ غرفةِ نومي هناكَ بيتُ نملٍ..بيتُ النّملِ بحجمِ عينِ أو سُرّةِ صديقتي..سوفَ أُغمضُ عينيَّ وأسترخي على الأريكةِ الغيمةِ..سوفَ مُستسلماً أكونُ لطابورِ النّملِ هادئاً (على خيطِ نبضي) يأتي ليسحبني الليلةَ إلى الجنّة..
مساءً – رام الله
مقطوعةٌ.. على حرارةِ انفلوانزا أجسادنا
ثمّةَ القاتلُ يطبخُ قهوتَهُ و أمي تخبزُ لنا الأرغفة..
ليلاً – رام الله
الرِّحلةُ
افردي راحتَيكِ..لقد تعبتُ من السّماواتِ التي تنهدُّ..تعبتُ أُحلِّقُ في لا سماءٍ..افردي لي الرّاحتينِ..جسدي يرتجُّ..ذراعايَ هضيمُ جناحينِ..وها انا أهوي في قرارةِ راحتيكِ حيثُ المهوى والمهبِطُ..ها أنا اهوي لاهوي..ها أنا اهووووووي
في الجهةِ اليسرى من الصّدرِ ثمّةَ الصّندوقُ الأسودُ..
ليلاً – رام الله
السّماءُ.. مِنْ كرّاسٍ مدرسيٍّ او مذكِّراتٍ جُندِيٍّ او دفترِ فواتيرَ.. مُنهمّاً أُطوّي طائرتي الورقيةَ
أنتظرُ أيّما أنفاسٍ.. أنتظرُ أية هبباتٍ تشهقُ
لتحملني والطائرةَ في هذهِ الحصبةِ الزّرقاء..
ليلاً – رام الله
خريفٌ ربيعِيٌّ جداً
يترُكُ الخريفُ ثوبَ فتاتي مُنَشّىً ومُخفخِفَ الهُدبِ..مَنْ فتحَ النّافذةَ لأرى قمراً من
البرونزِ يضحكُ لي..
في الساحةِ الأوراقُ تدورُ..ثمّةَ روائحُ مسكٍ مِنْ نُحاسٍ..في السّاحةِ ثمّةَ حوّاماتُ ريشٍ
على الأرضِ.. مَنْ نَتفَ ريشَ طائرِ الذّهب..
مَنْ ألقى بي في نعاسِ الممرّاتِ..
في عُرى العالمِ
مَنْ ألبَسَني ما شلَحَتْهُ الأشجارُ..
مساءً – رام الله
الذّبحُ.. ضاحِكَ القدمينِ
أمشي على السّكينِ
مِنْ شفتيْ منْ حَبَبْتُها أشربُ لمعةَ السّكينِ
جدارُ العنصريينَ سكِّينٌ مِنْ سمنتَ يقطعُ لحمَ أرضي
القطارُ الذي سيوصلني..على سِكّينَيْنِ يمضي بي
إلى بلادي التي تحتَ السّكينِ تنامُ..
منتصفُ النهارِ – رام الله
الذّكرى 31 لشاتيلا وصبرا
31 قمراً نخبزهُ فوقَ صفيحِ ليل المخيمِ..
31 نجماً يَقدَحُهُ كعبُ الطِّفلِ في الظّهيرةِ
31 زهرةَ بارودٍ للفتاةِ
31 أغنيةً منْ نحلةِ الأرغولِ تَئِزُّ في العُروقِ
31 خندقاً يَحتَفِرُنا في لحمِ شاتيلا
31 عمراً في مهبِّ صبرا..
31 مسماراً في نعشِ العالمِ
31 أرضاً تدورُ بينَ يديَّ
31 طلقةً في قلبِ العصفورِ..
31 وجهاً للقاتلِ يتقشَّرُ
31 يوبيلاً مِنْ بَكاراتٍ وأوسمةٍ للمذبحة
31 للزّعترِ في قمصانهمْ يشهقُ
31 أرشيفاً سنفتحُ في سينما الدمِ
31 شمعةً سنسيرُ بها في قبضِ ريحِ الليلِ
31 إغماضةً والحلمُ يأتي..
31 جناحاً للأرضِ كي تطيرَ بنا في غيرِ سماواتٍ وأرضٍ
31 بصمةَ قدمٍ نَختِنُها على الماءِ
31 خطوةً ونكونُ في الجَنّة..
في طَلقِ هذا الموتِ لنا
31 عدوىً للحياة
صباحاً – رام الله
محاولةُ حلم..
النعاسُ يَلتَهِمُني..النعاسُ البارِعُ..سوفَ أعبرُ فيكِ..سوفَ امتطي لُهاثي الليلةَ لأبلغَ بابَ الشّمالِ الأفريقيِّ..سوفَ اكونُ لديكِ فاقطِفي قلبي وردةَ التّعبِ عن سياجِ حديقةِ النّعاسِ..هدهِديني كي أنامَ كالشهداء..
ليلاً – رام الله
توطينٌ
ما عادَ لي بلادٌ كي أقول لها: أنا مِنْ لحمِكِ الطّينِ ودمِ الدّاليةِ.. ما عادَ لي بلادٌ أخونُها مع فتاتي عندَ المتوسِّطِ..ما عادَ لي إلا بلادٌ من لا أرضٍ..منْ يهبني جُحراً كي أسكنهُ..بيت النمل لأسميهِ البلاد..مخيّماً في السّماءِ التي هبطَتْ تهبطُ..ما عادَ لي بلادٌ مِنْ كَذّبٍ وهلوسةٍ حتى..
عفوَ الأرضِ
عفوكَ.. أنا أبحثُ عن بلادٍ للإيجار..
ليلاً – رام الله
إنقسامٌ
من فتحَ فخذيها في ليلِ القوادينَ..من افترعَ اللحمَ متأرجحاً بالكلاليبِ..لكِ فخذٌ في الجنوبِ أُسْميهِ غزّةُ لكِ فخذٌ شَمْألٌ أسميهِ الضّفةُ..من فتحَ فخذيكِ على مصراعيْ بابِ الكرخانةِ..ليدخلَ المقاولُ الثّوريُّ و سماسرةُ الوهمِ وكوميساراتُ اللهِ والصّلاعِمَةُ وقوادو صالوناتِ الأحزابِ.. من فتحَ في الليلِ الفلسطينيِّ فخذيكِ: غزّة والضّفة.
أجملُ البغايا بلادي
ليلاً - رام الله
بوطُ زُليخةَ
طفلتي تُريني حذاءَها الجديدَ..أنا فرحٌ بحذائكِ يا ابنتي..
سأتمدّدُ من أجلِ حذائكِ ملعباً
وأقول: اركضي يا ابنتي..
سأدعوا اللهَ في بلديةِ السّماءِ أنْ يُنزلَ الملائكةً عمالاً وشغيلةً من اجلِ أن يفتحوا شوارعَ ما مشى فيها أحدٌ من قبل..أنْ يفتحو شوارعَ من أجل حذاءِ زليخةَ ابنتي….
ليلاً رام الله
إرتطامٌ. حائطُ غُرفتكِ..سأوغِلُ فيهِ عَظمةَ ساقي (أو يدي) مسماراً وأعلِّقُ روحي عليهِ مثلَ قميصٍ (مُجعدٍ)..حائطُ غرفتِكِ هو حائطُ مَبكايَ الليلةَ..إنهُ أرحبُ وأعلى من سورِ الصّينِ العظيمِ..حائطُ غرفتكِ كي أدُقَّ بهِ رأسي..متى تشُقّينَ لحمَ الحائطِ وتخرجينَ:
حائطُ غرفتكِ
ليلاً – رام الله
مُقتعدٌ، هنا في زاويةِ هذا الليلِ هنا…أنحتُ الإنتظارَ كُرسِيّاً..أنحتُ كرسياً من الانتظارِ.. وأجلسُ قربَ نافذةٍ مفتوحةٍ في لحمِ الهواءِ…أجلسُ ..علَّ غيابكِ يمرُّ.. حمّامٌ خارجةً كسمكةٍ من البانيو أنتِ..خارجةً تلفّينَ مُنعطَفَ الكوكبِ في خاصرتكِ بالمنشفةِ البليلةِ..
شعركُ مبلولٌ الآنَ..انفضيهِ قليلاً..لأحسَّ بحراً طائراً في الهواءِ..لأحسَّ شميماً قادماً من جنةِ عتمتهِ..لأحسَّ أنَّ الرّذاذَ يعمي المكان..شعرُكِ المبلول سأصنعُ من أصابعي مشطاً بخمسةِ أسنانَ لامشطهُ عشباً سماوياً..شعرككِ المبلولُ سأصَفِّفُهُ بأنفاسي..
روابط ذات صلة:
14316