اسطنبول – قالت مصادر مقربة من المعارضة السورية إن لقاءات كثيرة تجري في الداخل والخارج لتوحيد الفصائل والمجموعات المعارضة لنظام الأسد قبل مؤتمر جنيف 2 المنتظر عقده منتصف يناير القادم. وأكدت المصادر أن قيادة الائتلاف المعارض تضع على رأس أولوياتها الآن توحيد مختلف الفصائل، وذلك لمواجهة تقدم قوات الأسد في المدن التي يسيطر عليها الجيش الحر والفصائل المتحالفة معه، وكذلك للذهاب الشهر القادم إلى جنيف في وضع أفضل يسمح لها بالتفاوض من موقع قوة. وفي هذا السياق، أكد مصدر مسؤول في الحكومة السورية المؤقتة بالمنفى التي يرأسها أحمد طعمة أن رئيس الائتلاف المعارض أحمد الجربا منح مليوني دولار لوزارة دفاع حكومة المنفى، التي يرأسها أسعد مصطفى. وقال المصدر المسؤول في حكومة طعمة إن “المبلغ سيستخدم لترتيب البيت الداخلي ودعم مشروع وزارة الدفاع الذي يهدف إلى توحيد الكتائب المقاتلة على كل الجبهات الداخلية كافة”. وأضاف أن “الجربا في آخر اجتماع له مع قيادات سياسية وزارية وعسكرية حيّا الجميع على تماسك الجسم العسكري وتوحيد البندقية في هدف مشترك لمحاربة النظام الأسدي وعدم الانجراف خلف الخلافات أو السماح بأية مساومات أو فساد والانتباه دوما إلى أن الهدف هو إسقاط نظام بشار الأسد”. ويقول مراقبون إن هذا الحرص على “توحيد البندقية” يقف وراء اللقاءات الأخيرة التي تمت بين ممثلين عن الجيش الحر ومقاتلين من “الجبهة الإسلامية” على خلفية أزمة معبر باب الهوى الأخيرة. وكانت تقارير كشفت مؤخرا أن بعض المجموعات المسلحة، التي غيّرت وجهة الصراع من مهاجمة قوات النظام إلى استهداف الثوار، مجموعات مخترقة من النظام الذي يريد إضعاف التحالف العسكري بين فصائل المعارضة ليسهل عليه تحقيق “انتصارات” كبيرة قبل الذهاب إلى جنيف 2. وفي سياق متصل، أكد المراقبون أن النظام يريد الذهاب إلى جنيف 2 وقد أغلق أبواب التنازلات مسنودا في ذلك بالدعم العسكري لحزب الله وإيران وبالدعم الدبلوماسي الروسي خاصة في ظل غموض أجندة المؤتمر وتخلي واشنطن عن مطالبتها بتنحي الأسد كشرط لعقد المؤتمر. وكشفت تسريبات مختلفة عن وجود توافق أميركي روسي على أن الهدف الأول من عقد مؤتمر جنيف2 هو تجميع الفرقاء، على أن يتم لاحقا الضغط عليهم لتقديم “التنازلات”. وتتمسك روسيا بحضور مختلف الدول التي لديها علاقة بالملف السوري، وخاصة إيران التي يعارض وجودها الائتلاف الوطني المعارض ودول إقليمية على اعتبار أن طهران طرف رئيسي في الصراع من خلال الدعم العسكري الذي تقدمه للأسد ولحزب الله شريكه في المعارك. وذكرت التسريبات أن خلافا قويا نشب بين روسيا وفرنسا بخصوص أجندة المؤتمر، وأنه فيما تعمد موسكو إلى التعويم فإن باريس تطالب بتوضيح الكثير من المسائل التي سيتم حسمها خلال الاجتماع التحضيري المنتظر عقده خلال العشرين من هذا الشهر بجنيف. ويظهر التباين بين البلدين خاصة في ما يتعلق بصلاحيات الحكومة الانتقالية ودور الأسد، إذ ترفض موسكو الحديث عن صلاحيات معينة للحكومة كما ترفض الحديث عن مصير الأسد قبل لقاء جنيف 2. في المقابل تقول باريس إن مبادرة الأخضر الإبراهيمي تعطي صلاحيات كاملة للحكومة الانتقالية في إدارة مرحلة ما بعد مؤتمر جنيف 2، وأن مصير الأسد محسوم أوروبيا وأميركيا. وتعمل موسكو كذلك على أن يكون حضور المعارضة غير محدد، فليس شرطا أن يكون ذلك تحت لواء الائتلاف، وأن يتم توجيه الدعوة إلى مجموعات مستقلة موزعة في أكثر من عاصمة غربية أو بالداخل، وأغلبها يقف نظام الأسد وراء ظهورها. ويتوقع مراقبون أن يفشل المؤتمر في الخروج بنتائج ملموسة في ظل الإصرار الروسي على التمسك بالأسد وتدعيم الحرب التي تخوضها إيران وحزب الله في سوريا رغم الأخطار الاستراتيجية التي ستنجم عن تبرير هذا التدخل. ويضيف المراقبون أن الدور السلبي لإدارة أوباما سيدفع إلى تقوية المجموعات المتشددة كرد فعل على الدعم الروسي الإيراني للأسد والصمت الغربي على ذلك.
سوريا.. تحركات مكثفة لتوحيد مسلحي المعارضة ووقف تقدم قوات النظام