صلاح الدين-عراق برس-16كانون ثاني/يناير: تعد تكريت مركز محافظة صلاح اليدن احدى المدن الموغلة في القدم على مستوى المعمورة.
ودخلت الديانية المسيحية اليها في وقت مبكر تزامن مع ظهور الكالديانة على يد المبشرين النساطرة .
وقد حاول الرومان الذين اعتنقوا الديانة المسيحية الإفادة من موقعها المتقدم بوصفه ثغراً من ثغور الدولة الرومانية ليكون ظهيراً مناصراً لهم ضد الفرس، فبنوا فيها 12 كنيسة ، حتى سميت بعاصمة المشرق المسيحي .
ولم تفلح مناصرة الفرس للنساطرة ضد المذهب اليعقوبي الذي كان يناصر الرومان فاستقرت هذه المدينة مقراً للمفريات.
وجاء الفتح الاسلامي لتنتهي السيطرة الرومانية على المدينة عام 16هـ/637م.
ومع ذلك بقيت تكريت إحدى المراكز المسيحية المهمة حتى عام 1163م، وهو العام الذي انتزعت فيه هذه المكانة مدينة الموصل التي نقل إليها مقر أوكرسي المفريان اليعقوبي.
وشهدت تلك الحقبة بناء عدة كنائس وأديرة في تكريت ،كان أبرزها الكنيسة الخضراء، حيث بقيت آثار تلك الأديرة شاخصة إلى فترة متاخرة من القرن العشرين في مواقع مختلفة من المدينة.
المؤرخ ابراهيم الناصري قال لـ/عراق برس / ان “تكريت شهدت في الحقبة الرومانية بناء 12 كنيسة من بينها اربعة كنائس هي الاشهر والاكبر في تاريخ تكريت ،الاولى في الحافة الجنوبية للقلعة الى جانب الايمن لجسر تكريت حاليا ، والثانية بنيت تحت مدرسة المطورة للبنات التي ازيلت في وقت سابق ” ، مشيرا الى ان “تلكما الكنيستين بنيتا قبل فتح تكريت على يد المسلمين والفرق الزمني في بنائهما نحو 20 عاما “
وتابع الناصري ان ” الكنيسة الثالثة كانت تسمى بـ”سلكس باكس″ ومحلها بيت النقيب حاليا ،وتسمى ايضا بكنيسة “الشهداء سلكس وباقس ، وتعود تسميتها الى اسمي قديسين اثنين أعدمأ على يد ملك الفرس الذي كان يدعو لعبادة النار ،وهما يدعوان لعبادة الله “.
وتابع ان “الكنيسة الرابعة هي الخضراء التي تعتبر اجمل واكبر الكنائس في تكريت “.
وزاد الناصري ان “كنيسة الخضراء شيدت في منطقة زراعية ، وكانت كاتدرائية كبرى تحظى باهتمام كبير ” لافتا الى ان “مكانها الاصلي تحت قبر الباشا العثماني مولود مخلص ،الذي كان يمتلك مساحات واسعة من المدينة ، وليس كما يعتقد الناس انها في موقع القصور الرئاسية “.
واستطرد قائلا ان ” اعمال الحفريات لمد انابيب المجاري في شارع الباشا ، مؤخرا ، اثبتت وجود قاعة كبيرة تعود لكنيسة الخضراء الاصلية ، تمتد من بيت شاكر الويس الى تحت قبر الباشا”.
وبين ان ” المكان الذي يطلق عليه حايا الكنيسة الخضراء داخل مجمع القصور الرئاسية هو كنيسة (سلكس باكس) آنفة الذكر “،موضحا ان “كل كنائس تكريت القديمة كانت تقام فيها العبادة في وقت واحد “.
واضاف ان ” الكنيسة الخضراء مندثرة الآثار حاليا ،هي اكبر كنائس تكريت التي كانت عاصمة الشرق بالنسبة للديانة المسيحية واليعاقبة، لقد كانت المدينة تمتلك كرسي المشرق كالفاتيكان حاليا ،ومقر الارثذوكس فاصبحت مركز حكم، ومركزا روحيا ، واستمرت عاصمة للمشرق المسيحي حتى غزو تيمورلنك” .
واسهب بالقول ان “جيش تيمورلنك كان يضم 72 الف مقاتل، ودمر تكريت بغزوه ،لكن المسيحيين بقوا فيها الى زمن السلطان الاول عبد الحميد في الحكم العثماني “.
وختم المؤرخ ان “التسميات التي اطلقت على تكريت،هي التسمية البابلية (تكريتا) او (تكريتاين) ،ثم تسمية العالم الجغرافي بطليموس (برتا) ،والعالم ايمانوس (فرتا)، ثم التسميةالآرامية (تكاروت) ليطورها السريان الى (تجريت) وتعني المتجر ،وهي أقرب التسميات الى الواقع المستقر خلال فترة ماقبل الفتح الاسلامي،وتكاد هذه التسميات كلها تنحصر في معنيين (القلعة الحصينة) و(المتجر)”.
kna-tkr-2-300x240.jpg (20.75 KB, 300x240 - شوهد 889 مرات.)
kna-tkr-1-300x240.jpg (16.84 KB, 300x240 - شوهد 883 مرات.)
kna-tkr-4-300x240.jpg (17.73 KB, 300x240 - شوهد 887 مرات.)
kna-tkr-3-300x240.jpg (22.1 KB, 300x240 - شوهد 883 مرات.)