نصرة الـعـــــراق ...
بقلم : د. مـدحـت إبراهـيم
رغم انقضاء قرابة الإحدى عشر عاما على بداية الحرب الغاشمة ضد العراق مازال العراق في بؤرة الاهتمامات الغربية
الساعية إلى تفتيته بزعم تهديد العراق للأمن العالمي. العراق الذى اتهم قرابة العشر سنوات بتهديد جيرانه سقطت عنه التهمة
على خلفية المصالحة التي تمت في القمة العربية الأخيرة ثم فجأة اصبح يمثل تهديدا دوليا واصبح حسب الزعم الأمريكي
أحد محاور الشر ولا حول ولا قوة إلا بالله.
العراق يتعرض للإبادة بزعم كاذب من دولتين على راس الحضارة الغربية حضارة الإيدز والروديو
( الروديو رياضة يصارع فيها الإنسان حيوانات برية مثل البقر) بينما دولة الكيان الصهيوني لا تتعرض حتى
للمساءلة عندما يتحدث كبار مسئوليها عن توجيههم ضربة نووية للعراق حال تعرضهم لأي هجوم صاروخي عراقي
ومن المعلوم إن دولة الكيان غير موقعة على الاتفاقيات الدولية الخاصة بحظر انتشار الأسلحة النووية.
والعراق الشقيق يتعرض إلى ظلم ربما لم تذقه دولة في التاريخ حيث يتعرض لقصف يومي على مرأى ومسمع
من العالم كله بل وبمباركة من بعض الأشقاء ورغم وضوح النوايا الغربية تجاه العراق إلا إننا صمتنا صمت القبور
وغبنا عن الساحة غيابا مذهلا وتطوعنا غير ذات مرة بتقديم العون وإضفاء الشرعية على الغارات الغاشمة
التي انطلقت أحيانا من بلدان شقيقة وكل غارة كانت تتم تحت زعم تهديد العراق لجيرانه أو رصد
الرادار العراقي لطيران التحالف وكأن المطلوب من العسكريين العراقيين إرسال برقيات تهاني للطائرات الأمريكية
التي تدنس المجال الجوى العراقي.
الولايات المتحدة الأمريكية بزعامة بوش الابن مازالت تبحث عن الإطار الذى يمكنها من شن عدوان موسع على العراق
لكن بوش الابن فشل في حشد تأييد دولي لضرب العراق ومع تزايد المد الدولي المعارض لابد من توضيح أن الأوربيين
هم أعلى الأصوات التي تعارض أمريكا لكن حذارى من ذلك فهم ضد الانفراد الأمريكي بالعراق، بيد انهم مع توفير
غطاء دولي يمكنهم من دس أنوفهم في الشان العراقي وعدم استئثار أمريكا بالتدخل في العراق منفردة هي وتابعتها بريطانيا.
والمتابع الجيد للدور الأوربي يجد أن أوربا تهيا نفسها لدور عالمي كبير خاصة مع التحول الاقتصادي الملحوظ
الذى يصب في صالحها ومن ناحية أخرى تتجه الولايات المتحدة لفرض نفوذها بالقوة على اغلب منابع البترول
في العالم كي تتحكم في اتجاه تدفق النفط فتحصل عليه هي وتابعتها بريطانيا بالسعر المناسب وتفرض أرادتها
على باقي العالم على أساس أن البترول مازال عصب الحياة حتى الان وأوربا تعارض ضرب العراق
انطلاقا من مصلحة حقيقية لها في عدم فرض أي تغيير على خرائط المنطقة في غير صالحها
أي أن الموقف الأوربي هو موقف نفعي غير أخلاقي مع احترامنا للدور الأوربي الذى يصب هذه المرة
في مصلحتنا لكن يجب أن نكون احرص على مصالحنا من غيرنا. ولو حللنا المواقف الأوربية اكثر
لوجدناها تصب في اتجاه تدويل المسالة و إعطاء مساحة للأمم المتحدة على غرار الحملة الأولى المسماة
في إعلامنا العربي بعملية عاصفة الصحراء مجازا لكنها في الواقع عملية المجد للعذراء،
وعلى هذا الأساس تمانع المجموعة الأوروبية ضرب العراق طالما أنها لن تكون في الصورة ليس اكثر.
والعراق الشقيق لابد وألا يقف وحده كما وقف طيلة السنوات الماضية ويجب أن يعلم الجميع إننا في معركة
من اجل البقاء والعراق حلقة من حلقاتها ولو لم نقف معه الان وتركناه وحيدا لدارت الدوائر وجاء الدور علينا
وساعتها سيضرب كل واحد منا وحيدا وساعتها أيضا لن ينفع الندم. إن العراق الشقيق يرسم بصموده
وبطولته حلقة من ابرز حلقات النضال وصورة من صور المجد ويقف ومعه الشرفاء من أبناء العالمين
العربي والإسلامي مسلمين ومسيحيين شيعة وسنه في وجه واحدة من أشرس الحملات الصليبية
وأقول لاهلنا في العراق انتظرونا نحن قادمون معكم إذا قبلتمونا فلنحيا معا لو دحرنا العدوان
أو لنستشهد سويا فوق ارض العراق.