العراق بانتظار مشهد اكثر تعقيدا وتشرذما بعد الانتخابات
كاتب الموضوع
رسالة
سمير يوسف مشرف مميز
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 465تاريخ التسجيل : 01/02/2014الابراج : الموقع : www.samir58.roo7.biz
موضوع: العراق بانتظار مشهد اكثر تعقيدا وتشرذما بعد الانتخابات الأربعاء 5 فبراير 2014 - 6:10
العراق بانتظار مشهد اكثر تعقيدا وتشرذما بعد الانتخابات
تاريخ النشر 05/02/2014 02:52 AM
د حارث حسن *
بالاطلاع على القائمة النهائية للائتلافات السياسية المشاركة في انتخابات العام 2014 ، يمكن تقديم بعض الملاحظات السريعة حول التكتيك الانتخابي للقوى الرئيسية:
- خلافا للانتخابات السابقة حيث سعت تلك القوى الى الدخول في ائتلافات كبيرة وبعضها عمل على تكوين كتل عابرةً للطوائف ، فان معظم القوى (المعروفة) تدخل الانتخابات المقبلة في ائتلافات غير موسعة لمعرفتها ان "الكتلة الاكبر" ستتشكل بعد الانتخابات ، أي اننا امام انتخابات لايهم كثيرا من هو الفائز الاول فيها . وسنكون امام مشهد اكثر تعقيدا وتشرذما بعد الانتخابات ، وهو ما قد يخدم الطرف الكبير القادر على اغراء او ارهاب الاطراف الأصغر، والذي يستفيد من تعقيد المشهد لفرض الأمر الواقع.
- سيكون التنافس محصوراً في اطار كل مجموعة اثنية او طائفية ، وهو أمر جيد لو كان قد حصل على اساس الدوائر الصغيرة حيث المرشحين هم من ابناء الدائرة ويمكن ان يسائلهم الناس عن تاريخهم ومواقفهم وبرامجهم ، اما بهذه الكيفية فان التنافس سيتركز حول اي فريق اكثر اخلاصاً للطائفة ، اي ان حفلة التخوين ستستمر ، وكتلة دولة القانون التي ضمت اليها بعض القوى الشيعية الاكثر تشدداً مثل (منظمة بدر) ، أطلقت في عمليات الانبار هذا النوع من التنافس على الموقف الاكثر راديكالية ، وسيقابله تنافس مماثل في الجانب السني.
- يمتلك الصدريون قاعدتهم المتمايزة التي ربما نجح المالكي باختراقها جزئيا لكن دون ان يحدث تغييراً كبيراً في حظوظهم الانتخابية التقليدية . على العكس ، فان المجلس الاعلى يتنافس مع المالكي في قاعدة انتخابية متشابهة (لنلاحظ ان ائتلاف علي الدباغ اصبح جزءا من من كتلة المواطن) ، ولأن المجلس لايستطيع ان ينافس كتلة المالكي على الموقف الاكثر راديكالية ، فان خياره الوحيد هو تقديم برنامج معتدل نسبيا دون التفريط بـ"سقف الطائفة" ، ومحاولة الاستفادة من الفشل الاداري والخدمي والاقتصادي لكسب الجمهور المتذمر من ضعف الاداء الحكومي.
- رغم ان (متحدون) تظل هي أكبر كتلة سنية وحظوظها افضل من كتلة صالح المطلك وكتلة علاوي ، فان المشهد السني يتسم بتشرذم اكبر ومن الصعب تقرير الاوزان المحتملة فيه ومدى نجاح المالكي في تحقيق اختراقات جزئية عبر تحالفات "نائمة" سيتم ايقاضها بعد الانتخابات.
- اذا كانت لابد من اختصار المشهد الانتخابي في كلمتين ، اختار (اعادة التدوير) ، اي ان القوى الرئيسية التي تمتلك المال والسلطة والخبرة الانتخابية ستعيد تدوير نفسها ، هذه المرة عبر الانشطار منعا لتشتت الاصوات . هو ليس فقط اعادة تدوير ، بل اعادة تدوير المدوّر ، وباللهجة العراقية (مُعاد المُعاد).
* باحث وكاتب عراقيوالمؤشرات اعلاه وردت في صفحته على الفيسبوك
العراق بانتظار مشهد اكثر تعقيدا وتشرذما بعد الانتخابات