باحث عراقي يشير لإسهام المسيحيين في الثقافة التركمانية
كاتب الموضوع
رسالة
جورج كوسو عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 6397مزاجي : تاريخ التسجيل : 24/09/2010الابراج :
موضوع: باحث عراقي يشير لإسهام المسيحيين في الثقافة التركمانية الأربعاء 12 فبراير 2014 - 15:34
عنكاوا كوم- الموصل- سامر ألياس سعيد
أشار الباحث الدكتور محمد مردان إلى الدور المهم الذي اضطلع به المسيحيون الناطقون بالتركمانية في الثقافة التركمانية بشكل خاص وفي الثقافة العراقية بشكل عام من خلال إسهامهم في كتابة نوع خاص من الشعر باللغة التركمانية له علاقة بحياة هذه الشريحة وعباداتهم ومعتقداتهم التي تتصل بالتركمان بكثير من الأواصر الثقافية والاجتماعية واللغوية، والنمط الشعري الذي تساهم به هذه الشريحة المهمة في النسيج التركماني يسمى (المدراش).
وقال الدكتور محمد مردان في حديثه لـ "عنكاوا كوم " إن الأصل التاريخي لكلمة المدراش كانت عبارة عن جدل في ثوب شعري، ثم صار يدل على الشعر الذي ينشد عموماً ومنها السوغيت التي هي عبارة عن قصيدة صغيرة وزنها بسيط يصلح للمآسي للمسرح الديني وتنشد بوساطة فرقتين بطريقة المرابعة وهي المدراش، والمدراش بالعبرية هي سلسلة مجموعة من التعليقات القديمة على كل (الننّاخ) الذي يعني الاسم العلمي للعهد القديم وهو أكثر أسماء الكتاب المقدس شيوعاً في الأوساط العلمية. ويقصد بالمدراش درس نصوص التوراة وشرحها وتفسيرها وإيضاح الغامض منها وأسرارها وأمثالها.
وأوضح أن الكلمة المذكورة انتقلت إلى المسحيين التركمان من خلال اطلاعهم على العهد القديم مما أدى إلى انتقال هذه المفردة إلى أدبياتهم نتيجة هذا التواصل الديني.مفيداً بأن المسيحيين التركمان الذين كانوا يسكنون في قلعة كركوك عرفوا هذا النمط من الشعر الذي ينسب إليهم، وكانوا يقيمون شعائرهم من صلاة أو أدعية وعباداتهم في الكنيسة الحمراء (قيرمزي كيله) الخاصة بهم حيث يرتلون صلواتهم باللغة التركمانية من الكتاب المقدس (مدراش) وقد عنيت دراسات المؤرخين بهذه الحقائق، إذ أشار إليها الباحث المرحوم شاكر صابر الضابط في كتابه (موجز تاريخ التركمان في العراق)، موضحاً أن تواجد المسحيين التركمان في العراق وبالأخص في قلعة كركوك واستيطانهم فيها بعد احتلال المغول حيث أن زوجة هولاكو المسماة (دوقوز خاتون) كانت مسيحية تحرص على مؤازرتهم وقد سكنوا قلعة كركوك مع إخوانهم من المسلمين التركمان إلى تاريخ هذه القلعة، حسبما تذهب إليه بعض المصادر، وتواجدهم في القلعة يمتد إلى عهود قديمة مع إخوانهم من المسلمين التركمان إلى فترة عصر فجر السلالات في العصر السومري وازداد عددهم وهم ينتسبون إلى قبائل الغز الأوغنز وازداد عددهم في العهد الإيلخاني المغولي.
كما أشار إلى أن هنالك وثائق تفيد بأن الجيش المغولي كان يضم عدداً كبيراً من التركمان وكان لزوجة تيمورلنك التي حافظت على مسيحيتها، وهي الأثيرة عند زوجها، دور كبير على النصارى التركمان حيث كانت تحدب عليهم وترعاهم بدافع ديني، وقد ترتب على ذلك ازدياد عدد النصارى التركمان في قلعة كركوك بانضمام الجنود النصارى إليهم. فيما تبين مصادر أخرى حول وجود المسيحيين التركمان كان قبل هذا التاريخ حيث دخلوا إلى العراق مع الموجات التركمانية المتعاقبة التي دخلت العراق إلا أنهم احتفظوا بدينهم، واندمجوا مع إخوانهم المسلمين التركمان من خلال اللغة المشتركة والعادات والتقاليد والمصير.
وعن البحث الذي أشار إلى ريادة المسيحيين في المشهد المعرفي التركماني، قال الدكتور محمد مردان إن المدراش يعد من الإسهامات الخاصة بالمسيحيين التركمان، ويضيف الكثير إلى التراث التركماني بشكل خاص وإلى التراث العراقي بشكل عام؛ لأن هذا النمط الشعري الذي يختص به المسيحيون التركمان عرف وتبلور على أيديهم وأصبح على الشكل الذي وصل إلينا والذي دونه بعض أعلام التركمان ويأتي في مقدمتهم العلامة الموسوعي عطار ترزي باشي والأديب الراحل شاكر صابر الضابط في كتابه القيم (الحياة الاجتماعية في كركوك) والسيد فرج بطرس هندي في بعض كتاباته.
وقد تناول هذا اللون الأدبي والديني تلك الجوانب الحضارية التي تخص التراث التركماني من رثاء ودعاء وعلى هذا الأساس يمكن لنا أن نقسم المدراش إلى مدراش رثاء ومدراش دعاء.
" />
باحث عراقي يشير لإسهام المسيحيين في الثقافة التركمانية