شفق نيوز/ عد الباحث وأستاذ العلوم السياسية في جامعة روتجرز الأمريكية، المدير السابق لمركز دراسات الشرق الأوسط في الجامعة، إريك ديفس

شفق نيوز/ عد الباحث وأستاذ العلوم السياسية في جامعة روتجرز الأمريكية،  المدير السابق لمركز دراسات الشرق الأوسط في الجامعة، إريك ديفس، الأحد، ان التفكير السياسي لدى غالبية السياسيين العراقيين "يفتقر" لمشاريع استراتيجية بعيدة المدى، فيما اشار الى غياب الشعور الوطني والهوية الوطنية لدى الشباب العراقي.

وقال ديفس في حديث لـ"شفق نيوز"، ان "اتحاد الأدباء والكتاب في النجف الأشرف استضافني لإلقاء محاضرة عنوانها عراق ما بعد 2003، وهل تتوفر رؤية عامة للدولة؟ وكيف السبيل لبلوغها"، مبينا ان "الوضع في العراق بحاجة الى المزيد من الدراسة والبحث".

وأضاف انه من "المفرح ان القي محاضرة في اتحاد الأدباء والكتاب في النجف لأنه يمثل المؤسسة الثقافية العريقة التي أسسها الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري"، مردفا "انني وصلت الى النجف الأشرف مع عدد من الباحثين الأجانب للمشاركة في مؤتمر التعددية الدينية وأفق حوار الحضارات الذي أقامته جامعة الكوفة الاسبوع الماضي".

وتابع ان "هناك صعوبات عديدة تعترض ظهور رؤية عامة للدولة في العراق ولعل من أبرزها إهمال الوسائل التي تدعم الوعي التاريخي للشعب من جهة وحدته الوطنية"، منوها إلى أنه "كذلك من الصعوبات الافتقار لمشاريع ستراتيجية بعيدة المدى في ذهنية التفكير السياسي لدى غالبية السياسيين العراقيين".

واضاف ان من التعقيدات التي تعترض نشوء الدولة "قلة وندرة الاهتمام الكافي بالتوجيه إلى الشباب العراقي ببرامج بعيدة المدى تعيد لديهم الشعور الوطني والتركيز على الهوية الوطنية الجامعة لكل الهويات الفرعية والدينية والقومية والمذهبية"، مناشدا "الحكومة العراقية، الاهتمام بشريحة الشباب لانهم يمثلون ما نسبته نحو 70% من عدد سكان العراق".

واوضح الباحث الامريكي قائلا "أصدرت عدة مؤلفات من أبرزها فيما يتعلق بالعراق كتابي المهم بعنوان (مذكرات دولة) المطبوع في كاليفورنيا عام 2005 الذي يناقش السياسة والتاريخ والهوية الجمعية في العراق الحديث؛ وقد صدرت ترجمته العربية عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر".

يشار الى ان إريك ديفس هو باحث اميركي واستاذ العلوم السياسية في جامعة روتجرز الأميركية وقد عمل كمدير لمركز دراسات الشرق الأوسط في تلك الجامعة وتتمحور بحوثه على دراسة العلاقة بين سلطة الدولة والذاكرة التاريخية في العراق الحديث والأيديولوجية والأسس الاجتماعية للحركات الراديكالية الدينية في مصر وإسرائيل وتأثير الثروة النفطية على الدولة والثقافة في البلدان العربية المنتجة للنفط؛ اضافة الى مباحث اخرى.

يذكر ان مظاهر الدولة العراقية لم تتكون من جديد برغم مرور أكثر من عشرة اعوام منذ إسقاط النظام السابق في نيسان عام 2003، واللجوء الى الانتخابات كأسلوب لاختيار حكام البلاد.

ويعزو المحللون السياسيون ذلك الى نظام المحاصصة وتغليب النزعات الطائفية والعرقية على حساب المشتركات الوطنية؛ كما يلمحون الى ان ذلك ادى الى سعي السياسيين نحو مصالحهم الشخصية على حساب الخدمة الجمعية؛ والى انتشار الفساد وانهيار البنى التحتية وفشل مشاريع اعادة البناء والاعمار.

ف ك / ص ز / ع ص