Jeffrey Bruno روما/ أليتيا (aleteia.org/ar). - أتذكر بفرح وامتنان عندما كنت خادم رعية. مرت في خدمتي لحظات مغنية وحتى مؤثرة. عندما كنت أتكلم مع الأهل الذين كانوا يأتون لطلب العماد لأبنائهم الحديثي الولادة، كنت أرى فيهم انفعال الأبوّة، وأحياناً لم يكونوا يجدون الكلمات للتعبير عن شعورهم.
كنت أسعى أن يكون الاستقبال حاراً بأقصى قدر ممكن، لأن هذه هي لحظات مهمة بالنسبة إلى العائلة. وإضافة إلى تهنئتهم، كنت أقدم لهم الإعداد الذي كانت الرعية تحضره للأهل والعرابين لتهيئتهم في مرحلة حاسمة من حياة أبنائهم. الجميع كانوا يقبلون الاقتراح ويحلون الصعوبات التي كانت تواجههم أحياناً من ناحية الوقت في سبيل حضور الاجتماعات. ولكن، كان هناك أحياناً أشخاص لا يفهمون ضرورة إعداد الأهل والعرابين. أحياناً، كان الأهل يرغبون في عرابين غير مثبتين أو يفتقرون إلى تجربة الإيمان اللازمة لأداء المهمة التي توكلها الكنيسة إلى عراب المعمودية، وكان ينبغي بذل الجهود لكي يفهموا المسألة.
عندما تحدثونني أنتم الكهنة ومعلمو الدين عن الصعوبات التي تجدونها في العمل الرعوي السابق للمعمودية، أفهمكم جيداً. أريد من خلال هذه الرسالة تشجيعكم على الاستمرار في الحفاظ على الكرازة الإنجيلية التي تقومون بها خلال التعاليم التحضيرية لهذا السر وللأسرار الأخرى.
لا بد من الإشارة إلى المعايير والتوجيهات التي تحددها الكنيسة لنيل الأسرار، ومعنى أن يكون المرء عراباً في المعمودية. في الاحتفال بالمعمودية، يضمن الأهل قرارهم بنقل الإيمان لأبنائهم، والقيام بذلك بمساعدة العرابين. ويتعين على الأهل والعرابين إعطاء مثال عن الحياة المسيحية لمن سيُعمَّد، داخل العائلة وبالمشاركة في حياة الكنيسة، بخاصة في قداس الأحد. لذلك، تقدم الرعية التنشئة المتمثلة بالتعاليم الدينية السابقة للمعمودية، وتذكر الأهل بوجوب اختيار عرابين مناسبين، من حيث النضج البشري والمسيحي والاستعداد للتعاون معهم في تنمية إيمان المعمًّد.
تتمثل مؤهلات العرابين في الانتماء إلى الكنيسة الكاثوليكية، إضافة إلى أنه ينبغي عليهم أن يكونوا قد تثبتوا ونالوا القربان المقدس. ويجب أن تكون حياتهم منسجمة مع الإيمان والرسالة الموكلة إليهم، وألا يبتعدوا عن الكنيسة من خلال فعل كفر.
أنصح الأهل بأن يعلموا الرعية برغبتهم في أن يتعمد أبناؤهم قبل وقت كاف لكيما يتمكنوا من تنظيم أنفسهم والمشاركة في التعاليم السابقة للعماد. فإذا شاركوا في هذه التعاليم قبل ولادة الطفل المنتظر، سيكون ذلك رائعاً وسيساعدهم كثيراً على اختبار ولادة الابن كهبة من الله.
إنني متأكد من أنكم ستستمرون أنتم الكهنة في الترحيب بحرارة بالأهل وسوف تساعدونهم على التغلب على الصراعات التي يواجهونها أحياناً. كما أدعو أبناء الرعايا الراشدين الذين لم يثبتوا بعد إلى نيل هذا السر الذي يكمّل العماد ويوفر هبة الروح القدس للنمو في الحياة المسيحية.