| | الكنيسة الكلدانية : الخيال والتخّيّل في الحياة الروحيّة | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
siryany عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8408 مزاجي : تاريخ التسجيل : 13/09/2012 الابراج :
| موضوع: الكنيسة الكلدانية : الخيال والتخّيّل في الحياة الروحيّة الخميس 27 فبراير 2014 - 16:49 | |
|
الكنيسة الكلدانية
الخيال والتخّيّل في الحياة الروحيّة
الأب فريد بطرس
الخيال طاقة إبداعيّة وهبها الله للإنسان, ليمكنه من تحقيق صورته فيه؛ إلا أنّ سقوط الإنسان في الخطيئة, غيّر مسار الخيال, فتحوّل اتجاهه نحو تعطيل قوى النفس, وإضعاف وحدة الإنسان الداخلية, وهذا ما أدى إلى انجذاب الإنسان نحو اّلهة عديدة: مال, جنس, شهرة ...الخ. والخيال كما يراه يوحنا السلمي, هو" انخداع البصر بما هو منظور, وانخداع الذهن بتخيّل أمر لاموضوع له". من خلال ما سبق يتبين ما يلي: الخيال: هو الطاقة التي أبدعها الله فينا. التخيّل: هو الحالة المرضية الناجمة عن السقوط, أي هو الخيال المريض. وللعودة إلى حالة الإنسان الأوّل( الحالة الفردوسية), كان لابد من تدخّلٍ إلهي, حققه يسوع المسيح ابن الله, الذي تجسّد فاتّحد بطبيعتنا الإنسانيّة, والذي شابهنا في كل شيء ما خلا الخطيئة, وهذا ما أعطى المعنى لحياتنا ولكل وجودنا. عالم اليوم وإنسانه مريضان..يحاول الشيطان تشويه صورة الله فينا, من خلال استغلال قوى النفس وتوجهاتها المنحرفة المريضة. لكن ماذا يقول الاّباء عن جنوح قوى النفس , بل لنقل ماذا يقولون عن الخيال والتخيّل؟ إنهم يجعلون تقسيماً كلاسيكياً هو التالي: 1- خيال صُوري: هو تحرّك الذاكرة لاستحضار الخيال المؤدّي إلى التجربة, وهذا ما يمكن أن يصيب كل الأعمار, إلا أنّ تأثيره الأكبر يكون على الشباب, والتحرر المطلق من هذه التجربة لا يتحقق إلا بالموت. 2- مرحلة بقاء الصور المتخيّلة:هي مرحلة رسوخ الصور المتخيّلة في عالم الإنسان الداخلي مما يؤدي إلى ظهورها بين الحين والاّخر, وهذا مرده إلى مرض في الخيال والإرادة, وإلى تأثير قوي للصور الإباحيّة التي تبثها وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة. ولاينجو من هذه الصور إلا الروحانيون المتعطشون دائماً أبداً إلى المسيح. 3- مرحلة تحوّل الصور إلى فعل:أي مرحلة تحوّل الخيال إلى شهوة, وتجسّد الخطيئة فعليّاً...طبعاً هذا ما يسعى إليه الشيطان.
الفكر الروحي بحسب القديس سلوان الاّثوسي: تبدأ المرحلة الأولى للخطيئة بظهور صورة في الإنسان الداخلي, تخلّف هذه الصورة وراءها " فكرة"... تبلغ هذه الفكرة غايتها, عندما تحث النفس بأحاسيس شهوانية, تؤدي إلى التجربة القابلة للوقوع في الخطيئة, بسبب مرض في الذهن وضعف في الإرادة. وإذا ما أراد الإنسان أن يبتعد عن الخطيئة, عليه أن يشغل ذهنه بالصلاة النقية, وأن يوحده بالقلب, حيث مركز الكيان. يتلخص فكر سلوان الروحي النسكي بمايلي: حفظ القلب من كل فكر غريب باليقظة , والوقوف في حضرة الله بصلاة نقية لاتتحقق بواسطة ذهن محلل للعبارات والمعاني والصور, بل هي نعمة من الله, تؤدي هذه الصلاة إلى بلوغ مايسمى ب " الثيوريا الإلهيّة" بفعل الانسحاق والتواضع .يمكن اختصار عيش هذه الحالة بكلمتي" الهدوء الداخلي". ولكن بعد كل هذا, ماهي نتائج عمل الخيال؟ قد يقود الخيال إلى تأليه الذات, خطيئة اّدم, الخطيئة الأصلية؛ أو قد يولد في الإنسان حالة وهمية نفسية, من أن الشرور التي فيه هي أعمال طبيعيّة أوجدها الله. ومن نتائج الخيال, القبول بالإباحية كمصدر لصحة وسلامة الإنسان. في الحقيقة, الخيال المريض يهدم الحياة الروحيّة للإنسان بكل مقوماتها. يتحدث الأطهار عن نوعين من المعاينات: نوع أول: ناتج عن نعمة انسكاب الروح القدس على النفس. ونوع ثان: ناتج عن علاقة الاتصال بالكون والخليقة وحسب. لقد حقق النوع الأول: الأنبياء واللاهوتيون, الذين ضبطوا شرود الخيال بالنسك والنعمة معاً.إن التحرر والخلاص من قوة الخيال وبطشه, وتأثيره السلبي على الحياة الروحيّة, لايمكن بلوغه بدون الاتصال بالمسيح, هذا ما يؤكده الكتاب المقدّس(يو14).كما أنه يتطلب الاستعانة بخبرة الكنيسة واّبائها القديسين الذين عاشوا في المسيح, وعرفوا كيف تكون الغلبة على الضعف بالمسيح.
| |
| | | | الكنيسة الكلدانية : الخيال والتخّيّل في الحياة الروحيّة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |