كنيسة قيد البناء في حمص تتحول إلى خلية عمل إنساني تنير الأمل في ظلام الحرب
كاتب الموضوع
رسالة
siryany عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8408مزاجي : تاريخ التسجيل : 13/09/2012الابراج :
موضوع: كنيسة قيد البناء في حمص تتحول إلى خلية عمل إنساني تنير الأمل في ظلام الحرب الخميس 13 مارس 2014 - 7:32
كنيسة قيد البناء في حمص تتحول إلى خلية عمل إنساني تنير الأمل في ظلام الحرب
الظروف فرضت نفسها فتحولت الكنيسة إلى واحد من أكبر المشاريع الإنسانية في المدينة
وائل صليبي
12.03.2014
حمص / أليتيا (aleteia.org/ar). حول مشاريع كنيسة القديسين بولس وبطرس في حمص قال لنا راعي الكنيسة الأب بطرس جمل: "كانت الكنيسة قيد التأسيس وكنا نجمع التبرعات لإكمال بنائها، ولكن الأحداث بدلت كل تفكيرنا وجهدنا لإغاثة المشردين وضحايا العنف". كما أضاف: "احتضنت الكنيسة العائلات النازحة بسبب الحرب، حيث تحولت صالات الاستقبال إلى مكان لنوم الذين خسروا منازلهم، وخلف الجدران الإستنادية وفي المكاتب يقوم بعض المتطوعين بتعليم الأطفال خوفا من أن يفوتهم العام الدراسي".
"كما منحت الكنيسة مستودعا تابعا لها للهلال والصليب الأحمر لمساعدة عوائل مسلمة ومسيحية نزحت من العنف في مناطق متفرقة من المحافظة، وجهد بعض الفنيين لتركيب حمامات بسيطة في الردهات الخارجية لخدمة من يقطنون فيها". تطور المشروع بسرعة من فكرة وحلم إلى خلية عمل لا تهدأ حيث احتضنت الكنيسة أكثر من 1500 طفل أنقذتهم من براثن الجهل والضياع أو أن يكونوا أدوات للحرب أو ضحايا لها، وذلك بفضل "القيمين على المشروع والمتطوعين والمتبرعين، وبالأخص أبناء الرعية في مدينة ملبورن (استراليا) الذين اجتهدوا لإنشاء جمعية القديسين بطرس وبولس وأخذوا على عاتقهم دعم مشروع المدرسة، وتلقى البرنامج الدعم من دائرة العلاقات المسكونية في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس،والهيئة اليسوعية للإغاثة JRS عبر الأب زياد هلال اليسوعي".
واستطاعت الكنيسة أيضا "المساعدة بتحرير العشرات من المخطوفين والمظلومين من مختلف الخلفيات والاتجاهات وإعادتهم إلى أهاليهم سالمين في إطار جهود المصالحة لتواصل بين مختلف أطياف المجتمع". من الأنشطة والخدمات التي تقدمها كنيسة القديسين بطرس وبولس للنازحين في مدينة حمص: المدرسة الشتوية والتي بدأت كدورات تقوية للطلاب النازحين الذين لجؤوا إلى منطقة الوعر بحمص، ثم تطورت الى مدرسة رسمية تقدّم منهاجاً تعليمياً كاملاً. وارتفع عدد الطلبة إلى أكثر من 1500 لمرحلة التعليم الأساسي، وهذا العام قدّم أحد أبناء الرعية، السيد يوسف نعمة، مجانا مبنى فندق قيد الإنشاء ليكون مدرسة ثانوية داوم فيها أكثر من 700 طالب وطالبة. وللأسف ليس هناك اليوم إلا مدرسة الكنيسة المجانية وبعض المدارس الخاصة، وذلك بسبب العنف وتحول المدارس الحكومية إلى مراكز إيواء. وبدأ التدريس هذا العام بثلاثة دوامات وبطاقة استيعابية لأكثر من 1700 طالب.
وبالإضافة للمدرسة تقدم الكنيسة دورات ودروس تقوية للعديد من الطلبة الذين لم يستطعوا أن يلتحقوا بمدراسهم بسبب الاحداث. كما يرافق المنهج الدراسي برامج للدعم النفسي والمعنوي وللترفيه عن الأطفال بإشراف مختصين وتعليمهم قيم التسامح والتعاون والمحبة والتفكير الإيجابي.
أنقذ هذا المشروع الأطفال من الجهل كما أمن أكثر من 50 فرصة عمل معظمها وظائف ثابتة للمدرسين والإداريين وعشرات الفرص المؤقتة. وبجانب النشاط التعليمي أقيم داخل مبنى الكنيسة مركز لإيواء النازحين حيث قامت الكنيسة بإيواء أكثر من 130 عائلة نازحة في منازل مفروشة، عدا عن برامج المساعدة في دفع بدلات إيجار. وتقدم الكنيسة 500 حصة غذائية شهريا، وأمنت هذه الخدمة 40 فرصة عمل لأصحاب الاحتياجات الخاصة وللنساء.
كما تعاونت الكنيسة مع محافظة حمص في تأمين وظائف للشباب في مؤسسات حكومية. وتقدم الكنيسة الخدمات الصحية مثل برنامج إجراء العمليات الجراحية وعمليات الولادة للمحتاجين مجانا وتأمين اللوازم الطبية مثل الكراسي المتحركة والعلاج الفيزيائي والمساعدة في دفع ثمن الأدوية للمرضى، ويتم حاليا تأمين الدواء مجاناً بالكامل.
وهناك العديد من مشاريع جاهزة تنتظر دورها في التنفيذ مثل المستوصف ومشغل للأجبان والألبان ومشغل لصناعة المنظفات ومشغل خياطة، تعدف كلها إلى جعل الإنسان إيجابياً، إنساناً يعمل ليعيش وينمو ويتفاعل ويشعر بكرامته.
كنيسة قيد البناء في حمص تتحول إلى خلية عمل إنساني تنير الأمل في ظلام الحرب