إعلام البطريركية: نظمت مؤسسة المسارات صباح اليوم الخميس 13/3 مؤتمراً بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيسها تحت شعار "مختلفون كجماعات متساوون كأفراد" على قاعة النادي الثقافي النفطي حضرته شخصيات سياسية وحكومية وفكرية ومن المجتمع المدني. وقد القى غبطة ابينا البطريرك كلمة جاء فيها: أود ان اقدم شكري العميق لمؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والاعلامية لهذا النشاط المتميز. انه علامة مضيئة وسط الظروف الضبابية والمتوترة التي نمر بها. هذه المبادرات يجب ان تكثر فهي تغرس فينا الامل والتضامن بثقة وشجاعة. هناك ضرورة ملحة للتأكيد على الهوية الوطنية العراقية المشتركة واثرائها بهويات دينية ومذهبية وعرقية قائمة وليس السعي لإزالتها، فهذه الهويات التاريخية لا تتعارض مع الهوية المشتركة. هذه الهويات ينبغي حمايتها من قبل الدستور والحكومة التي ينبغي ألا تنحاز الى جماعة دون اخرى فالدولة هي دولة افراد وليس جماعات دينية او عرقية وهي للكل وعليها ادارة الخلافات بعدالة وحكمة، للدولة هوية واحدة. مسؤوليتها تقوم على ايجاد الية فاعلة لضمان حقوق ابنائها وكرامتهم وتطوير امكانياتهم من اجل اداء افضل وليس من اجل تسيسيها واستغلالها لخلق الكراهية والتنافر واثارة الصراعات التي تدفعهم الى الهجرة ونحن المسيحيين لا نزال نعاني من الهجرة شبه القسرية. المسيحية في العراق وفي الشرق ليست طارئة، انما المسيحيون كانوا قبل مجيء الاسلام وبعده وساهموا الى حدّ كبير في تكوين الحضارة العربية والاسلامية. نذكر على سبيل المثال بيت الحكمة والاطباء والمترجمون وحتى كان لهم بعض الولاة فمثلا والي الانبار كان مسيحيا.
هناك ضرورة لتشجيع المسيحيين والاخرين على البقاء من خلال اشراكهم في جميع مجالات الحياة الوطنية العامة واصلاح البرامج التربوية الوطنية والدينية باعتماد المعرفة الصحيحة. كذلك اعتماد الخطاب الديني المنفتح والوسطي الذي ينبغي ان يؤكد العيش المشترك والقيّم المشتركة: الحرية، المواطنة، التنوع وادارته، الكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية. قد يكون هناك حاجة الى اعتماد خطة مدروسة على صعيد الدول العربية لإبقاء المسيحيين في المنطقة لان هجرة المسيحيين خسارة فادحة للجميع.