لماذا لا يحقق الصليب مفعوله؟ / هل لأن من يحمله فقد إيمانه به؟
كاتب الموضوع
رسالة
siryany عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8408مزاجي : تاريخ التسجيل : 13/09/2012الابراج :
موضوع: لماذا لا يحقق الصليب مفعوله؟ / هل لأن من يحمله فقد إيمانه به؟ الجمعة 14 مارس 2014 - 19:02
لماذا لا يحقق الصليب مفعوله؟
هل لأن من يحمله فقد إيمانه به؟
سيمون عويني
14.03.2014 بيروت / أليتيا (aleteia.org/ar) - إستوقفني سؤال في فيلم خرافي ليلة أمس، أشعل فيّ سؤاله نار إيمان تلاشى، غمس فيّ لهيب ذكريات كانت ترويها لنا أمهاتنا في طفولتنا عن إيمان مترسّخ، متشبّث بالأرض، رجاء بالكنيسة وفخر بصليبها المنتصر دائماً.
أما السؤال الذي سأله الطفل لجدّه فكان: "لماذا لا يعطي الصليب مفعوله على "مصاصي دماء؟". فكان جوابه: "لأن من يحمله فقد إيمانه به". نعم، نتساءل، نعم، نتحسر على إيماننا المفقود، أم نسأل عن إضطهادنا ؟ نتحسّر على أطلال الحرب؟ أو نخاف ونفزع ونهرب ونتزعزع؟
أين إيماننا بالمصلوب؟ أين فخرنا بالصليب؟ أين رجاؤنا بالقيامة؟
إله صُلِب! نعم، إلهنا تألّم، جلدوه، ذلّوه فصلبوه. أما نحن أفنقبل الآلام؟ أو نجلد كبرياءنا؟ حاشا، فنحن نهرب من آلام صليب الإضطهاد، نختبئ من جلاد الإيمان وجنود التكفير والإذلال. خوف من التهجير، خوف من القتل، رعب من الحرب! فهل نجحوا في تخويفنا؟ هل نجحوا في تهويل إيماننا؟
إله مات على صليب العار! نعم، إلهنا حمل صليبه، علّق، ومات عليه. أنقبل المجازفة أم نخاف الموت؟ أنسعى للبقاء أم نخشى الفناء؟ أنحمل الصليب أم نرفض الصلب؟ موت، فناء، صلب! كلمات تهدف للرعب، كلمات تسعى للتهديم، كلمات تقتل الإنسان قبل قتله، كلمات تنافي المسيحيّة! كلمات ترفض الرجاء والإيمان، كلمات بعيدة عن الحياة، الحياة الأبديّة.
اله دُفن لكنه قام! قام من بين الأموات. إله إنتصر على ما لم يقدر ولا يقدر الإنسان على الإنتصار عليه. إله انتصر على الموت ليبشر الإنسان باللاموت، إله نفى الخوف عنّا، إله الحياة والرجاء، إله حمل صليب الموت وانتصر عليه ! فإن كان الهنا إله حياة وانتصر على ما نخشاه؟ أليعطينا روح الخوف والهلع؟ أم ليزرع فينا روح القيامة والرجاء بالصليب المنتصر؟
إفتح عيونك يا أيها المسيحي المشرقي، إفتح قلبك للإله الحيّ فيك، لا تخف من إله الموت والظلمة والخوف، اطلب روح الله، تغذّ من رجائه. احمل صليبك، إفتخر به، آمن به، لأن إلهك إنتصر بالصليب وجعلك شريك إنتصار، إبناً للقيامة، صوتاً للإيمان!
فإن كان الصليب صليب الموت، فنحن بإلهنا أبناء القيامة!
لماذا لا يحقق الصليب مفعوله؟ / هل لأن من يحمله فقد إيمانه به؟