البطريرك الراعي: يسوع وحده قادر أن يشفينا من النزف
كاتب الموضوع
رسالة
siryany عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8408مزاجي : تاريخ التسجيل : 13/09/2012الابراج :
موضوع: البطريرك الراعي: يسوع وحده قادر أن يشفينا من النزف الإثنين 17 مارس 2014 - 8:57
البطريرك الراعي: يسوع وحده قادر أن يشفينا من النزف
في عظتة في أحد آية شفاء المنزوفة
البطريرك مار بشارة بطرس الراعي
16.03.2014
روما / أليتيا (aleteia.org/ar). - ننشر في ما يلي عظة الكردينال البطريرك مار بشاره بطرس الراعي - الأحد الثالث من زمن الصوم الكبير، آية شفاء المنزوفة - بكركي، في 16 أذار 2014 1. تذكرُ الكنيسة في هذا الأحد الثالث من زمن الصوم الكبير شفاء المرأة المنزوفة التي ترمز بنزفها إلى نزف القيم الروحيّة والأخلاقيّة والاجتماعيّة والوطنيّة بسبب الخطيئة وحالة العيش فيها. لكنَّ الآية تعلِّمُنا أنّ يسوع وحدَه قادرٌ أن يشفيَنا من هذا النزف ومن الخطايا التي تتسبّب به إذا التجأنا إليه بإيمان تلك المرأة، ونحن مثلها نلمس، لا طرف ردائه، بل كلامَه الحيّ الذي نسمعه، وجسدَه ودمَه اللّذَين نتناولهما تحت شكلَي الخبز والخمر. نصلّي اليوم لكي يكونَ زمنُ الصوم الكبير مناسبةَ لقاء بالربِّ يسوع، مماثلٍ للقاء المرأة المنزوفة به، بواسطة صيامنا وصلواتنا وتوبتنا وأعمال المحبة والرحمة تجاه إخوتنا وأخواتنا في حاجاتهم المتنوّعة.
2. يسعدُنا أن نحتفل معاً بهذه اللّيتورجيّا الإلهيّة، وأن نرحّب بكم جميعاً ونحيّيكم بالربّ يسوع. وإنّا معاً نحيّي رابطة كاريتاس - لبنان،ممثّلةً بيننا بهذا الجمهور الكبير من أسرتها، وعلى رأسهم سيادة أخينا المطران ميشال عون المُشرف عليها باسمنا، كرئيس لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وسيادة أخينا المطران فرنسيس البيسري المشرف السابق، ورئيسها الخوراسقف سيمون فضّول الذي عيّنه قداسة البابا فرنسيس، وفقاً لمقرّرات سينودس أساقفتنا المقدّس، إكسرخوساً، رئيساً كنسيّاً على إكسرخوسيّة أفريقيا الغربية والوسطى المارونية، وزائرًا رسوليًّا على موارنة أفريقيا الجنوبيّة، وحضرة الخوري بول كرم المُنتخَب رئيساً لرابطة كاريتاس - لبنان. نتمنّى لحضرة الإكسرخوس النجاح في مَهمّته الكنسيّة الجديدة، وهو جديرٌ ومستأهل، ولرئيس الرابطة الجديد النعمةَ والنورَ الإلهييَّن في مسؤوليّته الكبيرة هذه، وقد تمرّس على هذا النوع من الخدمة في إدارته، كمدير وطني، للأعمال البابويّة للرسالات، في لبنان ومنطقة آسيا. كما ونحيّي أعضاء مكتب كاريتاس والمجلس وسائر المسؤولين في الأقاليم والمراكز، والمرشد العام والمرشدين المحلِّيين. لقد شاءت الرابطة أن يكون هذا القداس الإلهي "قداس شكر" لانتهاء مهام رئيسها الحالي وتسلُّم الرئيس الجديد مهامه. نسألُ الله أن يقبلَ صلاتَنا ويفيضَ نعمَه عليكم جميعاً وعلى كاريتاس - لبنان، جهاز الكنيسة الراعوي - الاجتماعي، وعلى كلّ الذين ينعمون بخدمتها، وجميع المُحسنين إليها.
3. تندرج خدمةُ المحبّة في كاريتاس - لبنان، في خطّ محبة المسيح، الذي تماهى مع الجائع والعطشان والعريان والغريب والمريض والسجين، مادّياً وروحيّاً وثقافيّاً واجتماعيّاً، وسمّاهم "إخوته الصغار" (راجع متى 25: 35-40). وها محبّتُه تتجلّى اليوم أمامنا في آية شفاء المنزوفة، وآية إقامة ابنة يائيروس من الموت. إنّ كلَّ العاملين في كاريتاس - لبنان يواصلون محبّة المسيح للبشريّة الجريحة، بل هي محبّته تتجسّد في محبّتهم، وتَعبُرُ، من خلال قلوبهم وجهودهموافكارهم وتضحياتهم، إلى الإخوة والأخوات في مختلف حاجاتهم. تتوزّع محبة هؤلاء، بواسطة الرابطة، على قطاعات متنوّعة هي: الصحّة والشأن الاجتماعي، والشبيبة والأطفال، والمُسنّين، والنموّ الاقتصادي، وشؤون اللّاجئين والنازحين والعمّال الأجانب، وخدمة الطوارئ، وسواها من القطاعات والمساحات الطارئة. يكفي الاطّلاع على تقرير نشاطات كاريتاس - لبنان السنوي، لكي ندرك حجم هذه المؤسّسة واتّساعَ تطلّعات خدمة المحبّة فيها، وهيكليّتَها ومؤسّساتِها التي تؤمّن استمراريّةَ خدماتها وتطويرَها ونموَّها. نشكر إلهَ المحبة على إشعال شعلة محبته في قلوب المسؤولين في رابطة كاريتاس - لبنان، وجميعِ العاملين والمُحسنين والمتطوّعين.
4. تُبيّن آيتا اليوم أنّ الربَّ يسوع هو في حضور دائم بيننا وبين جميع النّاس، بنتيجة قيامته من بين الأموات. علّم المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني "أنّ يسوع حاضرٌ دائماً في كنيسته، وبالأخصّ في الأفعال اللّيتورجية. فهو حاضرٌ في ذبيحة القدّاس سواء في شخص الكاهن خادم هذا السّرّ، الذي يّقدّم ذبيحة الرّبّ المقدَّمة مرّة واحدة على الصّليب، أم، وبنوع خاصّ، في الخبز والخمر المحوّلَين إلى جسده ودمه. وهو حاضرٌ بقوّة نعمته في الأسرار المقدّسة، بحيث أنّه، إذا عمّدَ أحدٌ، هو المسيح نفسه الذي يُعمّد.
البطريرك الراعي: يسوع وحده قادر أن يشفينا من النزف