الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8408مزاجي : تاريخ التسجيل : 13/09/2012الابراج :
موضوع: الصوم حقٌ لكَ ،أكثر مما هو واجبٌ عليك... الإثنين 17 مارس 2014 - 11:49
الصوم حقٌ لكَ ،أكثر مما هو واجبٌ عليك...
نفَكّر أن نصوم أم نصوم لنُفكِّر؟
الخوري فريد صعب
17.03.2014
aleteia روما / أليتيا (aleteia.org/ar). سؤال بسيط يفتح أمامنا طريقاً جديداً للتأمل والتفكير في معنى "حرية" ممارسة إيماننا المسيحي وكيفية الإلتزام الحُر والواعي والذي يدفع بنا بفرح دون تفكير أو إكراه، معتبرين أن زمن الصوم هو حقٌّ لنا وليس واجب علينا فقط: -من حق المسيحي أن يشعر بوقت مميَّز يتَّحد به مع ذاته في جوهر ذات الله. -من حق المسيحي أن يتمتع بزمن خاص يُدخِلُه إلى حنايا قلبه وخفايا ضميره ليُعيد حساباته ويُحدِّد أهدافه . - من حق المسيحي أن يتهافت، في زمن مخصَّص، للتخلي عن كثير من مشاريعه الترفيهية الخاصة، مُشتركاً بقلب فرِح للإحسان وأعمال البِر والتقوى والخير ... -من حق المسيحي أن يُدرك معنى أمومة الكنيسة، فيشعر حقاً مشاعر البُنوة الصدقة في ممارسة أسرارها كاملة مقتبلاً بخاصة سرَّي التوبة والإفخارستية. وتطول لائحة حقوق المسيحي في زمن الصوم وهي مقدسة لكل زمان ومكان لأنها دليل واضح على هوية كل مسيحي، ولكننا نشَدد عليها، اليوم في زمن الصوم، لنخرج عن مفهوم الجبرية وندخل في مفهوم الحرية المسؤولة التي تتطلب من كل من استطاع (صحياً) ألاّ يفكر إذا ما كان يرغب بالصوم، بل أن يصوم ليستطيع أن يفكِّر بأمور مُتعددة، تُعيده إلى المسار القويم وتزرع في نفسه فرح المشاركة مع كل متألم ومحزون وفقير ومسجون... ولا تخافوا ، حتى ولو مَرّت فترة من زمن الصوم، ولم تنجحوا فيها بالسيطرة على أمور كثيرة، أعيدوا التجربة من جديد، لأنه مع المسيح، لا يفوت الأوان ما دامت النوايا والقلوب عازمة وحاسمة لعيش مُخطط الإيمان القويم من خلال عيش مسيرة صوم ٍعظيم. لذلك نُصَلي ونتأمل قائلين: إجعلنا ربي مسلِّمين لمشيئتك التي تدَبر لنا الأزمنة والأوقات الملائمة لنعود إليك وإلى ذواتنا ونحو الآخرين مُستغفرين رحمتك أيها الكرم المطلق عن كلِّ سوءٍ ارتكبناه بمعرفة أو بغير معرفة.... نعم إن الصوم حقاً وقت للتفكير والتخطيط والتنفيذ والتسليم لإرادة من صام وصلب وقام لأجل معاصينا... فكم جميل أن تقتنع بما لديك لتُسلّم حياتك بين يدي الرب ... كم عظيم أن تأكل من جنى يديك فتُباركه صباح مساء على كل ما أعطاناه... كم مريح أن تُشرق ابتسامة وجنتيك لتقول فرحي منك يا رباه... كم حكيم أن تزرع السلام من حوليك فيُخزى الشر وتُقلَع عيناه... كم دقيقٌ الا تدوس رجلاك مواطئ الفساد فتتنقى أيامك بغناه... وكم من "كم" يمكن التعداد لنُدرك قيمة الحياة وجمالها ونِعم الرب وعطاياه وسلام الحب ومزاياه وعيش السلام وقواه.... في هذا الصوم المبارك نقول لكل مؤمن : لا تسمح لأيٍ كان ومهما كان ولأي ظرفٍ ومهما جرى أن يسلب منك "حقَّ الصوم" وفرح الحياة وسلام القلب والفكر والضمير... صوم مبارك للجميع . الخوري فريد صعب