البيت الآرامي العراقي

 زينيت/العالم من روما/ دع همومك خارجًا!/ النشرة اليومية - 17 مارس 2014 Welcome2
 زينيت/العالم من روما/ دع همومك خارجًا!/ النشرة اليومية - 17 مارس 2014 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

 زينيت/العالم من روما/ دع همومك خارجًا!/ النشرة اليومية - 17 مارس 2014 Welcome2
 زينيت/العالم من روما/ دع همومك خارجًا!/ النشرة اليومية - 17 مارس 2014 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

  زينيت/العالم من روما/ دع همومك خارجًا!/ النشرة اليومية - 17 مارس 2014

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
siryany
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
avatar


 زينيت/العالم من روما/ دع همومك خارجًا!/ النشرة اليومية - 17 مارس 2014 Usuuus10
 زينيت/العالم من روما/ دع همومك خارجًا!/ النشرة اليومية - 17 مارس 2014 8-steps1a
الدولة : الدانمرك
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 8408
مزاجي : أكتب
تاريخ التسجيل : 13/09/2012
الابراج : الجوزاء

 زينيت/العالم من روما/ دع همومك خارجًا!/ النشرة اليومية - 17 مارس 2014 Empty
مُساهمةموضوع: زينيت/العالم من روما/ دع همومك خارجًا!/ النشرة اليومية - 17 مارس 2014    زينيت/العالم من روما/ دع همومك خارجًا!/ النشرة اليومية - 17 مارس 2014 Icon_minitime1الإثنين 17 مارس 2014 - 20:02


 زينيت/العالم من روما/ دع همومك خارجًا!/ النشرة اليومية - 17 مارس 2014 102mbgm

زينيت

العالم من روما

النشرة اليومية - 17 مارس 2014


دع همومك خارجًا!

"عندما تدخل غرفتك في المساء دع همومك خارجًا، قل لها: إلى الغد"
________________________________________
سؤال وجواب عالطاير
• إذا كان الله خالق كل شيء، كيف يمكننا فهم وجود مخلوقات مضرة؟
تغريدة البابا
• استمروا في الصلاة من أجلي...
تغريدة البابا على تويتر
عظات البابا
• البابا فرنسيس: الرحمة هي طريق السلام في العالم
في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا
مقالات متنوعة
• القاهرة، لندن وبرث: مبادرة إسلامية مسيحية لنزع العبودية الحديثة من جذورها
ظاهرة متفشية عدد ضحاياها 30 مليون شخصًا، معظمهم من النساء
• الزمن الأبدي
حين نموت .. أين نذهب ؟ (4) ب
• واقع الأعجوبة وتفسيرها . أعاجيب يسوع جزءٌ من شخصيّته
تكثير الخبز (4) – حلقة فرعيّة
أخبار
• رئيسة الأرجنتين تحمل إلى البابا فرنسيس تهاني شعب بلاده
زيارة وفد دبلوماسي إلى الفاتيكان
• المسلمون والمسيحيون يجتمعون في حملة ضد العبودية
• البابا يصلي من أجل ركاب الطائرة الماليزية وطاقمها
خلال صلاة التبشير الملائكي
زيارات البابا
• الواجب الأول على المسيحي: أن يغذّي إيمانه بكلمة الله
في زيارته إلى رعية سانتا ماريا ديل أوراتسيونه
التبشير الملائكي
• كلمة قداسة البابا فرنسيس صلاة التبشير الملائكي الأحد، 16 مارس / آذار 2014 ساحة القديس بطرس
عظات
• عظة الكردينال البطريرك مار بشاره بطرس الراعي - الأحد الثالث من زمن الصوم الكبير، آية شفاء المنزوفة - بكركي، في 16 أذار 2014
"لمست المرأة المنزوفة طرفَ رداء يسوع، فتوقّف حالاً نزف دمها" (لو 8: 44)
________________________________________
سؤال وجواب عالطاير
________________________________________
إذا كان الله خالق كل شيء، كيف يمكننا فهم وجود مخلوقات مضرة؟
بقلم د. روبير شعيب
روما, 17 مارس 2014 (زينيت) - طرح علينا أحد الإخوة سؤالاً ذكيًا، لخصناه بالعنوان أعلاه، ولكننا نفضل عرضه كما عرضه الأخ نظرًا لأهميته. وهذا هو السؤال : نقول أن الله خلق كل شي ما يرى وما لا يرى وهذا كلام جميل، لكن السؤال هل بمقدور الطبيعة ان تخلق ايضًا؟ وهنا اقصد بعيدا عن الله ، واقول ذلك لان هناك اشياء لا يمكن ان يخلقها الله وهو اله محبّة قبل كلّ شيء، واقصد ان هناك حشرات مضرّة نعلم أنها تكوّنت بسبب اشعاعات نوويّة او غيرها لكن في النهاية هي نفس حيّة. أو مثلا الغدد السرطانية هي غدد حية او البعوض الذي تكوّن من تراكم النفايات ويحيا في الاماكن المقرفة وغيرها. والاهم من كل ذلك، أعطي مثال بنت شابة او أم قام بعض الشباب بالتحرش بها جنسيا وأصبحت حامل ولأسباب معينة دينية او طبية يجب ان تولد تلك النفس الحية. السؤال هل الله تسبّب في خلق تلك النفس الحيّة خاصة عندما نقول انه كل نفس حيّة هي من الله؟
-         السؤال المطروح ذكي جدًا وغني جدًا ويفتح في الوقت عينه ملفات ومجالات لاهوتية واسعة. سنحاول حصر المسألة في إطار "جواب عالطاير" وذلك من خلال تعداد بعض المبادئ الأساسية للفهم.
1-    خلق الله عالمًا بقواعده وقوانينه، وإذا كان قانون الإيمان يقول بأن الله خلق "ما يرى وما لا يرى" تردادًا لتعليم الكتاب المقدس الأساسية، فالإيمان لا ينفي أن للخلائق تطورها وتحولها في سبيل الأفضل كما في سبيل الأسوأ. ومن هنا، فالحشرات المضرة التي تتولد نتيجة التلوث النووي، ما هي إلا تطبيق لقوانين الطبيعة التي وضعها الله. كذلك الأمر بشأن الغدد السرطانية. الكثير من الأمراض المعاصرة هي وليدة الفوضى البيئوية التي ولدناها ونتيجة عدم احترامنا لقوانين الطبيعة.
2-    النقطة الأولى ليست كافية لإجابة وافية، لأنها تسلط الضوء على بعد واحد، بعد القوانين الطبيعية التي "يخترقها" الله فقط في حالة الأعجوبة. ولكن من الأهمية بمكان أن ندرك أن الله يحترم "قواعد اللعبة" ولا يتلاعب بخلائقه كدمى. ومداخلاتها العجائبية هي نادرة ورهن حكمته وليست "فرضًا" عليه. وإنما يقوم به في حكمته لخير أسمى، كما وأنه لا يقوم بها بحكمته، لخير لا نستطيع أن نراه فورًا.
3-    الخليقة ليست خليقة كاملاً. لقد خلق الله عالمًا في دربه إلى الكمال، وبالتالي، ففي العالم "شر" مادي هو شر النقص. ليس هو شرًا أخلاقيًا (ليس خطيئة)، ولكنه ليس الكمال. إن نص الفصل الثالث من سفر التكوين يتحدث عن هذا الشر معولاً إياه انطلاقًا من الخطيئة الأخلاقية التي يرتكبها الرجل والمرأة. ما المعنى من ذلك؟ معنى أن الكتاب المقدس لا يجد شرحًا وافيًا لهذا النوع من الشر إلا انطلاقًا من الخطيئة، قناعة منه أن خلق الله هو خيّر.
4-    الكنيسة تؤمن بأن الله يهب الحياة مباشرة لكل نفس تولد. ما معنى هذا الكلام؟ هل يعني أن الله ينتظر في الغرفة لحظة اللقاح لكي يهب النفس؟ بالطبع السؤال الساخر هو لإظهار كيف أن فهم الموضوع بهذا الشكل هو تفكير أرضي جدًا وأنثروبومورفي لا يليق بالله. ما المعنى من كلام الكنيسة عن خلق الله للنفس مباشرة؟ - يعني أن الله، رغم أنه وضع قوانين طبيعية للتكاثر والتناسل، فإن ولادة حياة بشرية يشكل كل مرة – كما يوضح اللاهوتي الكبير كارل رانِر – قفزة نوعية تفوق الظاهرة الطبيعية وتتصل ضرورة ومباشرة بعالم الروح، عالم الله.
وعليه خلاصة القول: الطبيعة لا تَخلُق ولكنها تساهم باستمرار وتطور عملية الخلق والله يحترم نموها وقوانينها. وفي هذا الإطار يحترم الله طبيعة التناسل بِغضِّ النظر عن "إطارها". ويفعل الله ذلك لأنه خلق الكون "حرًا" بحرية قوانينه وحرية عباده. الخلق نوع من "إخلاء ذات" يعيشه الله، هو إخلاء الذات الذي يسبق سر التجسد ويتجلى فيه. وهذه الحرية التي يتركها الله في الخليقة والتي قد تشككنا هي تعبير عن جنون حبه الخلاق، فلولا الحرية، لولا إمكانية الـ "لا"، لما كان هناك مجال لـ "نعم" حق أمام الله.
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
تغريدة البابا
________________________________________
استمروا في الصلاة من أجلي...
تغريدة البابا على تويتر
بقلم البابا فرنسيس
روما, 17 مارس 2014 (زينيت) - غرد الأب الأقدس صباح اليوم على حسابه الخاص على تويتر بمناسبة الذكرى السنوية لانتخابه كحبر أعظم شاكرًا الجميع على التهاني الحارة التي تلقاها وطلب منهم أن يستمروا بالصلاة من أجله:
"أشكركم على جميع التهاني الحارة بمناسبة الذكرى السنوية الاولى. ومن فضلكم استمروا في الصلاة من أجلي."
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
عظات البابا
________________________________________
البابا فرنسيس: الرحمة هي طريق السلام في العالم
في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا
بقلم ألين كنعان
الفاتيكان, 17 مارس 2014 (زينيت) - "إغفروا لكي تجدوا الرحمة فهذا هو الطريق الذي يجلب السلام إلى قلوبنا وإلى العالم" هذا ما شدد عليه البابا اليوم في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا معلّقًا على إنجيل القديس لوقا (6: 36 – 38).
"كونوا رحماء كما أنّ أباكم رحيم" انطلق البابا من عظة يسوع مؤكّدًا بأنّه "ليس من السهل أن نفهم هذا الموقف من الرحمة بسبب تعوّدنا على الإدانة: "نحن لسنا أشخاصًا يفسحون المجال للتفاهم وللرحمة". "من هنا، لكي نكون رحماء، علينا أن نتّخذ موقفين: الأول هو أن نعرف ذواتنا: أن نعلم "بأننا نقوم بالكثير من الأشياء السيئة: نحن خطأة! وأن نكتشف "عدالة الله التي تتحوّل إلى رحمة ومغفرة. إنما من الضروري أن نخجل من خطايانا".
وتابع قائلاً: "صحيح أننا لم نقتل أحدًا إنما نحن نقترف العديد من الأشياء الصغيرة والخطايا اليومية وربما سيقول البعض: ولكن ما هو هذا الشيء الصغير الذي فعلته ضد الرب؟ إخجلوا! الخجل أمام الله هو نعمة: إنها نعمة أن ندرك بأننا خطأة: "أنا خاطىء وأنا أخجل أمامك وأنا أسألك الغفران" إنها عبارة بسيطة إنما يصعب أن نقول: "أنا خاطىء".
وأضاف البابا: "في الكثير من الأحيان نلوم الآخرين على خطايانا تمامًا مثلما فعل آدم وحواء. ربما الآخر ساعد لكي أصل إلى هنا إنما أنا من قمت بذلك. إن قمنا بذلك فكم من الأشياء الجيدة سوف تحصل معنا لأننا كنّا متواضعين. ومن هنا ، نستطيع أن نكون أكثر رحماء لأننا شعرنا برحمة الله فكما نقول بصلاة الأبانا: "أغفر لنا كما نحن نغفر لمن خطىء إلينا".
ثمّ أشار البابا إلى الموقف الثاني الذي يجب إتخاذه لكي نصبح رحماء وهو "أن نملك صدرًا رحبًا لأنّ القلب الصغير هو أناني والأنانية هي غير قادرة على الرحمة". "إفتح قلبك! ولكننا ننظر دائمًا إلى ما قام به الآخر... من أنا لأحكم عليه؟ من أنا لأتحدّث عنه؟ إنّ الرب يقول: "لا تدينوا كي لا تُدانوا. لا تحكموا على أحد فلا يُحكم عليكم. أُعفوا يُعفَ عنكم. أعطوا تعطوا: ستُعطون في أحضانكم كيلاً كريمًا مركومًا مهزهزًا طافحًا، لأنّه يُكال لكم بما تكيلون". وقال البابا فرنسيس: "إنّ الصدر الرحب لا يحكم أبدًا إنما يغفر. إفتحوا قلوبكم. كونوا رحماء".
وختم البابا: "إنّ الرجل والمرأة يملكان صدرًا رحبًا: يغفر الواحد للآخر دائمًا ويفكّران بخطاياهما. إنه طريق الرحمة الذي يجب أن نبحث عنه. إنما إن سعينا كلنا نحن الشعوب والأفراد والعائلات والأحياء لأن نتمسّك بهذا الموقف فكم سيحلّ السلام في العالم، كم سيحلّ السلام في القلوب! لأنّ الرحمة تقودنا إلى السلام! تذكرّوا دائمًا: "من أنا لأحكم؟" إخجلوا وافتحوا قلوبكم. أسأل الله أن يمنحكم هاتين النعمتين."
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
مقالات متنوعة
________________________________________
القاهرة، لندن وبرث: مبادرة إسلامية مسيحية لنزع العبودية الحديثة من جذورها
ظاهرة متفشية عدد ضحاياها 30 مليون شخصًا، معظمهم من النساء
بقلم د. روبير شعيب
روما, 17 مارس 2014 (زينيت) - عُقد صباح اليوم في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي في الفاتيكان مؤتمر صحفي لتقديم "شبكة الحرية العالمية" وقد شارك فيها ممثلون عن الأديان العالمية الكبرى لاقتلاع ظاهرة العبودية من جذورها. وقد شارك في المؤتمر المونسينيور مارثيلو سانشز، ممثلاً البابا فرنسيس، الدكتور محمد عزب، ممثلاً إمام الأزهر، والقس دايفد جون موكسون، ممثلاً رئيس أساقفة كانتربري، والسيد أندرو فورست مؤسس "مؤسسة مسيرة الحرية".
إن الهدف من هذا التعاون بين جماعات دينية مختلفة، وهو بادرة لا سابق لها، إقتلاع ظاهرة العبودية والإتجار بالبشر من جذورها. وتأتي المبادرة تجاوبًا مع ظاهرة محزنة تصيب أكثر من 30 مليون شخصًا وتفرض عليهم حالة من الذل اللاإنساني.
وقد صرح البيان المشترك الذي صدر اليوم بأنه لا بد من وقف حالة اللامبالاة التي ترافق هذه الظاهرة المأساوية والتي تُثقل ضمائر الشعوب والجماعات العالمية. وأوضح أيضًا بأن أي حل لهذه المسألة لا بد أن يمر من خلال نشاط مشترك وشامل بغية إزالة هذه الظاهرة المؤسفة من جذورها مع وقف الاتجار بالبشر كسلع تجارية. "هذا الشر هو من صنع الإنسان وتستطيع التغلبَ عليه الإرادة البشرية والجهد البشري المبنيان على الإيمان".
وقد أشار البيان إلى أنه "بالرغم من أفضل الجهود المبذولة من قِبل الكثير من الدول، العبودية البشرية والاتجار بالبشر هي ظواهر تستمر بالتفشي. ويتم إخفاء الضحايا: في بيوت الدعارة، في المزارع، في سفن الصيد، في المباني غير الشرعية، في البيوت الخاصة... وفي آلاف المواضع".
وتحدث البيان أيضًا عن السبل التي سيعتمدها الجهد المشترك والتي هي "وسائل الإيمان: الصلاة، الصوم والحسنة" والالتزام العملي لإيجاد سبل لإزالة هذه الظاهرة، ظاهرة العبودية الحديثة.
ويلتزم الموقعون بتنشئة الشباب المؤمن على عمل التحرير الواجب، وإلى توعية الدول على ضرورة وقف تمويل وتشجيع المؤسسات التي تستغل العبودية الحديثة، وتحريك 162 حكومة لتمويل "خزينة عالمية لوقف العبودية"، وحث الدول العشرين الكبرى في العالم على القيام بعمل ملموس لوقف الاتجار بالبشر.
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
الزمن الأبدي
حين نموت .. أين نذهب ؟ (4) ب
بقلم عدي توما
روما, 17 مارس 2014 (زينيت) - مفهومُ " الزمن الأبديّ " الذي وردَ ذكرهُ في القرون الوسطى ، والذي أشار إليه ( ج. لوفينك ) أيضا ، الذي إنطلاقا من تحليل وجود الملائكة يحاولُ وصفَ الحالة الخاصّة بــ " زمن الروح " . يرى لوفينك ، أنّ الموت لا يُفضي إلى عدم الزمن بل إلى نوع جديد من الزمن ، وهو زمنٌ خاصّ بالروح المخلوقة . من جهة أخرى ، " الزمن الأبديّ " يعبّر في الواقع عن حالة الفرد الذي يدخلُ في الإكتمال ، ومع ذلك لا يصيرُ شخصًات معزولا عن الزمن ؛ هذا هو المعنى الحقيقيّ لهذا المفهوم . لكنّه لا يعني على الإطلاق ، أنّ التاريخ في مجمله  يمكن القول فيه ، من أية جهة ٍ نظر كانت ، أنه قد وصلَ منذ الآن إلى إكتماله ِ.
يتكلّم القدّيس أوغسطينوس في إعترافاته عن " الذاكرة " ، فيصل بها إلى الماضي والحاضر والمستقبل ، وقد إجتمعتْ بطريقة فريدة تسمحُ ، من جهة ، بتصوّر ما يمكنُ أن تكون " أبديّة الله " ، وتُفسح في المجال ، من جهة ٍ أخرى ، لإدراك الطريقة الخاصّة التي يرتبطُ فيها الإنسان بالزمن ، ولإدراك تفوّقه على الزمن. في هذا الإعتبار ، يعي أوغسطينوس أن الذاكرة لا تخلق هذا الواقع الملفت للإنتباه أي " الحاضر " ، إلا بإدراك دائرة محدّدة في مجرى الأشياء الدائم ، وبتجميعها بمثابة " حاضر " . في الذاكرة ، الماضي هو أيضا حاضر ، ولكن بحيث إنّ حاضرَ هذا الماضي يختلف عن حاضر ما ندعوه " حاضرًَا " : نحنُ هنا بصدد حاضر ٍ ماض ٍ – حيث الماضي هو حاضرٌ بصفة كونه ماضيًَا ؛ والأمرُ عينه يصحّ بالنسبة إلى حاضر المستقبل.
أخيرًا : ماذا يعني هذا ؟
يعني أنّ الإنسان ، من حيث هو جسمٌ طبيعيّ ، يشاركُ في الزمن الطبيعيّ الفيزيائيّ الذي يقاس ، بحسب سرعة دوران الأجسام ، بمقاييس هي أيضا متحرّكة وبالتالي أيضا نسبيّة .  لكنّ الإنسان ، ليس جسمًا فقط بل روح . وبما أن كليهما لا يمكنُ فصلهما فيه ، فإنتماءه إلى عالم الأجسام يؤثّر أيضا في إكتماله الروحيّ ؛ ومع ذلك فهذا الإكتمال لا يمكنُ تحليله إنطلاقا من المعطيات الطبيعيّة الفيزيائيّة وحدها . إنّ مشاركته في زمن الأجسام تؤثّر على زمن "وعيه" ؛ لكنه في أعماله الروحيّة ، " زمنيّ " بطريقة أخرى وأعمق ممّا هي عليه الأجسام الطبيعيّة الفيزيائيّة. حتى في الميدان " البيولوجيّ " ، فالزمن يتحقّق على مستوى مختلف عن المستوى الذي يتحقّق فيه الزمن الطبيعيّ الفيزيائيّ ؛ فزمنُ الشجرة  ، الذي يقاس بحسب الحلقات التي تدلّ على سنوات عمرها ، هو تعبيرٌ عن وحدة حياتها الفريدة وليس مجرّد حلقة من حلقات دوران الشمس .
ويذكرُ البابا بنديكت 16 هنا أيضا ، الإنسان ليس لهُ زمنٌ على الصعيد الطبيعيّ الفيزيائيّ وحسب ، بل أيضا على الصعيد الأنثروبولوجيّ. لنسمّ هذا " الزمن الإنسانيّ " ، إستنادًا إلى أوغسطينوس : زمن الذاكرة ، فإنّ زمن الذاكرة هذا يتّسم بعلاقة الإنسان بالعالم الماديّ ، من دون أن يكون مرتبطا به إرتباطا تامّا ، ولا أن يكون منفصلا عنه إنفصالا تامّا . هذا يعني أنّه عندما يخرجُ الإنسان من العالم البيولوجيّ ، ينفصلُ زمنُ الذاكرة عن الزمن الطبيعيّ الفيزيائيّ ، وحينئذ يستمرّ بمثابة زمن " الذاكرة المحض " .
يقول كارل راهنر :  النفسُ ، في الموت ، لا تصيرُ مجرّدة عن الكون ، بل كليّة الكون . هذا يعني أنها – من طبيعتها – تبقى معدّة للعالَم الماديّ ، حتى إذا لم تكن قائمة في شكل " مبدأ إكتمال " لهيئة عضويّة ، فهي مع ذلك ، بحدّ ذاتها ، وفي مجملها ، معدّة لهذا العالم . الإيمانُ لا يرى في المسيح ، حقيقة خارجيّة ، بل نقطة إنطلاق حقيقيّة لكلّ الكيان المخلوق، وبمجيئه من الخارج ، يستطيعُ بالتالي ، أن يكمّل الكون في عمق أعماقه (بنديكتوس السادس عشر )  .
أخيرًا : الإنسان ، بموته ، يخرجُ هو نفسه من التاريخ ، الذي ينتهي أمره " مؤقتا " بالنسبة إليه ؛ لكنّه لا يفقدُ علاقته بالتاريخ ، لإن شبكة العلاقات البشريّة هي جزءٌ من كيانه بالذات . يجبُ أن يكونَ هناكَ إرتباطٌ قويّ وحقيقيّ بين المسيحانيّة (علم المسيح ) والأنثروبولوجيّة (علم الإنسان )  .. فأنثروبولوجيّة وحدها لا يمكنُ أبدًا أن تعطينا أيّ صورة حقيقيّة واضحة لمعنى الحياة والموت بمعزل عن المسيحانيّة ، فنحنُ إنطلاقا من المسيح – المسيحانيّة ، نفهمُ سرّ الإنسان (حياته وموته ) .. فالله ليس فكرة مبهمة لا تمتّ للعالم وللإنسان وللتاريخ بأيّة صلة ( إلهنا واقعيٌّ وله منطقٌ لا نقدرُ أن ندخله ونسبر أغواره – شخص يسوع المسيح فقط ، فتحَ لنا نافذة للدخول في سرّ الحياة والموت) .
وفي النهاية أقول : إن كنّا نؤمن بحقيقة الملائكة وبوجودهم ، على الرغم بإننا لا نراهم ! ؛ فكيف إذن الإنسانُ الذي هو أعظم من الملائكة ، و "صورة الله ومثاله " ، يفقدُ كيانه من بعد الموت ؟ ! مستحيلٌ هذا طبعًا ، فحياته الأرضيّة سرّ ، والأبديّة سرّين ونصف ( للفكاهة ) . ربنا يكون معكم دائمًا ، وأعتذر على طول الموضوع .
هنا إنتهى الموضوع ، رغم أنهُ طويل وله شروحات أكثر . لكن إن كانت هناكَ تساؤلات ، بكلّ حبّ ، إن قدرتُ ، أجيبُ عليها .
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
واقع الأعجوبة وتفسيرها . أعاجيب يسوع جزءٌ من شخصيّته
تكثير الخبز (4) – حلقة فرعيّة
بقلم عدي توما
روما, 17 مارس 2014 (زينيت) - رفض الفلاسفة العقلانيّون الإعتراف بالأعاجيب بحصر المعنى . وقد إمتدّت نزعتهم هذه حتى الربع الأوّل من القرن العشرين . أنكرَ بعضهم تاريخيّتها ، وفسّرها بعضهم الآخر تفسيرًا طبيعيّا كما فعل أحدهم كارل كليمان إذ قال : " إنّ عبارة يسوع عندما أقام ابنة يائيرس (لم تمت ولكنّها نائمة ) مرقس 5 : 39 ؛ تعني أنها مصابةٌ بحالة غيبوبة مرضيّة " . ويزعمُ أيضا بعضهم ، أنّ الأشفية التي لها علاقة بالحياة النفسيّة أو العصبيّة ليست إلاّ نتيجة لوقع شخصيّة يسوع وتأثيره على المرضى .
غير أنّ هذا الموقف ليس موقفـــًا علميّا ، بل هو موقف فلسفيّ لا يستطيعُ العلم ، بمعناهُ الحصريّ ، أن يفسّر الأعاجيب تفسيرًا وافيًا، إذ لا يمكنه التحدّث إلاّ عمّا يقعُ تحت الحواس والإختبار . بالنسبة إلى العلم ، لا وجود " لأعجوبة " أو " معجزة " ، بل مجرّد ظاهرة غريبة تخضعُ للبحث . وإذا لم يتوصّل عالِم من العُلماء إلى تحديد الأسباب لتفسيرها ، فعليه أن يعترف بجهله ويستمرّ في البحث .
يقال عادة ، أنّ المعجزات والعجائب هي إختراق لقوانين الطبيعة ، غير أنّ هذا التفسير غير مقبول لإنه يؤدّي إلى التناقض . كيف نستطيعُ أن نقبلَ بإنّ الله يخترقُ القوانين التي وضعها هو ؟ .
حين نقرأ الأناجيل ، يظهر لنا يسوع صانع العجائب ، علمًا بإنّ الأعاجيب تشغل فيها مكانا هامّا . والمجادلات التي قامت حول يسوع ، لم تستهدف قدرته على اجتراح المعجزات ، بل استهدفت مصدر هذه القدرة ، فعزاها خصومه إلى الشيطان . ويصعُب علينا من ناحية أخرى أن نحصي عددها بدقّة .
لم يختلق الإنجيليّون أحداث الأعاجيب التي رووها مع وقائعها ، بل استمدّوها من مصادر كتابيّة أو شفهيّة موثوق بها ، كما ذكره لنا لوقا في مقدّمة إنجيله . أمّا طريقة صياغتها وروايتها ، فقد تمّت في الوسط الشعبي الفلسطينيّ ، وعلى نمط رواية العجائب والمعجزات المعروفة آنذاك في الآداب اليونانيّة واليهوديّة . فقد رُويت تلك المعجزات على نمط متشابه ، وتكوّن فنّ أدبيّ خاصّ .
هناكَ حقيقة ثابتة ، وهي أنّ أعاجيب يسوع هي جزءٌ من شخصيّته التاريخيّة ، ويمكنُ تصنيفها في فئتين : الأعاجيب على عناصر الطبيعة وأعاجيب شفاء شياطين وطردهم . ونكتشفُ  في كلّ من الفئتين ، معاني رمزيّة خاصّة بيسوع وبرسالته ، ممّا يضفي عليها الصفة التاريخيّة ، وينفي عنها إمكانيّة إختلاقها أو مجرّد إقتباسها من الآداب القديمة .  غير أنّ هذه الثقة بتاريخيّة أعاجيب يسوع بعامّة لا تشملُ ضرورة جميع التفاصيل الواردة في كلّ منها ، كما أنها لا تتعارضُ مع إمكانيّة تأثير البيئة الثقافيّة في صياغتها وروايتها . ذلك أننا ، وكما ذكرنا ، لسنا إزاء مجرّد تقارير طبيّة أو محاضر شرطة . وعليه ، يجبُ أن لا نتصوّر أن كلّ شيء ٍ في نصّ الأعجوبة ِ قد جرى بحذافيره . ولنا هنا أقوالٌ جميلة رائعة بخصوص التاريخ وسمة المعرفة التاريخيّة ، نختارها من أولا: المدرّس في مدرسة كاندلر لعلم اللاهوت ، لوقا تيموثي جونسون يقول بخصوص "سمة المعرفة التاريخيّة" : " إنّ الكثير ممّا يعدّه البشر ( حقيقة) ، يرتشحُ من المعرفة التاريخيّة ... إن كان التاريخ يتعاملُ مع الأحداث البشريّة وفقا للزمان والمكان ، بحيث يمنحُ المعنى لذلك الزمان والمكان ، ولا يعدّه – ببساطة – كأصناف استنتاجه للإدراك ، فإنّه يفوّت الكثير ؛ على أقلّ مستوىً ، يفوّت أشياء ؛ كالأظافر ، والتشنّجات اللاإرادية لعضلات الوجه ، التي تحصل للإنسان ، إلا أنها لا تظهرُ – حقا – على السطح ، كأجزاء من الأحداث . على أعلى مستوى ، يفوّت الكثير من الأشياء التي هي – حقا – بشريّة  ، أشياء مثل العزلة ، والمغفرة ، والشفقة ، واليأس ، والمعنى ، والقيمة ، والحبّ ، والأمل . ويقول : " إنّ المعرفة التاريخيّة هي كالغربال ، الذي يحتفظُ بالقطع الكبيرة ، ويتركُ الصغيرة لتترشّح عبره " .  قد نتكلّم عن ولادة " الأمم المتحدة " في عام 1945؛ بإنها حدثٌ تاريخيّ غير قابل للنقاش . ونحنُ بهذا " محقّون " ؛ ولكن ، ما الذي شكّله ذلك كـــ " حدث "؟!  منْ شاركَ فيه ؟ متى بدأ ؟ متى إنتهى ؟ .إذا شدّدنا على مثل هذه القضايا ، سندركُ بإنه لصنع " التاريخ " ، يجبُ علينا أن نشرع – بشكل ٍ صُنعيّ – في تحرير بعض  مقاطع التوقّف في الشريط السينمائيّ للتجربة الإنسانيّة ، ويجبُ أن نرسمَ الحدود المميّزة ، التي تمكّننا من التركيز والوصف ، والتعريف ، والتفسير .
ليس كلّ شيء حدثَ هو ، مُسَجّل . ولا كلّ شيء سُجّل َ  ، محفوظٌ  . ليس كلّ شيء محفوظ ، مُحَرّر ، أو مُفسّر ، أو مُترجَم ، أو مقروء ، أو مفهوم . القاعدة الوثائقيّة لمعرفتنا التاريخيّة ببعض " الأحداث العظيمة " هي ضئيلة بشكل مُدهش .
وأيضا ، يقول جون بي ماير في كتابه (اليهوديّ الحدّي : إعادة التفكير بالمسيح التاريخيّ .. يعترف ماير " بإنّ المسيح التاريخيّ ، لا يجب خلطه مع المسيح الحقيقيّ . السيّد المسيح التاريخيّ ليس إلاّ إعادة بناء مستندة على الدليل المتوفّر . ويعترفُ أيضا ، مرارًا وتكرارًا ، بإنّ إعادة البناء التاريخيّ هشّة ، وتتعاملُ مع الإحتمالات بدلا من الحقائق " . يضعُ ماير في الحسبان ، كلّ الشهادات اليهوديّة والإغريقيّة الرومانيّة ، التي تتعلق بالسيد المسيح ، ويُشكّك بالقيمة التاريخيّة للأناجيل غير القانونيّة . هو ، بشكل أساس ، يعملُ وفقا للأناجيل القانونيّة الأربعة ، والتي يعتقدُ بإنّها تقدّم للمؤرّخ أفضلَ فرصة ٍ للحصول على صورة تاريخيّة أصيلة للسيّد المسيح . إنّ ماير ، عالم حذر . ليس هناك َ أيّ شيء ٍ متهوّر ، أو غير متقن في تحليله ، يهتمّ بكلّ رأي ، ويقيسَ لكلّ خيار .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
siryany
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
avatar


 زينيت/العالم من روما/ دع همومك خارجًا!/ النشرة اليومية - 17 مارس 2014 Usuuus10
 زينيت/العالم من روما/ دع همومك خارجًا!/ النشرة اليومية - 17 مارس 2014 8-steps1a
الدولة : الدانمرك
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 8408
مزاجي : أكتب
تاريخ التسجيل : 13/09/2012
الابراج : الجوزاء

 زينيت/العالم من روما/ دع همومك خارجًا!/ النشرة اليومية - 17 مارس 2014 Empty
مُساهمةموضوع: تكملة الموضوع    زينيت/العالم من روما/ دع همومك خارجًا!/ النشرة اليومية - 17 مارس 2014 Icon_minitime1الإثنين 17 مارس 2014 - 20:08




أخبار
________________________________________
رئيسة الأرجنتين تحمل إلى البابا فرنسيس تهاني شعب بلاده
زيارة وفد دبلوماسي إلى الفاتيكان
بقلم الأب فيديريكو لومباردي
الفاتيكان, 17 مارس 2014 (زينيت) - استقبل البابا فرنسيس اليوم رئيس الجمهورية الأرجنتينية، السيدة كريستينا فيرناندز دي كيرشنر، في دار القديسة مارتا، مع وفد دبلوماسي من الأرجنتين.
وقد حملت الرئيسة الأرجنتينية – بحسب بيان أصدره الاب فيديريكو لومباردي، مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي – "تهاني وعطف الشعب الأرجنتيني بمناسبة السنة الأولى لحبرية" البابا فرنسيس.
هذا واستقبل البابا الرئيسة والوفد عند الساعة الواحدة وعشر دقائق، وبعد ذلك تناول الأب الأقدس الطعام مع الرئيسة الارجنتينية بشكل خاص.
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
المسلمون والمسيحيون يجتمعون في حملة ضد العبودية
بقلم ألين كنعان
الفاتيكان, 17 مارس 2014 (زينيت) - اجتمع المسلمون والمسيحيون معًا في قضية حماية الملايين من الرجال والنساء والأولاد الذين يُجبرون على العمل كخدم وبغايا وجنود وعمّال يدويين. انطلقت الشبكة العالمية التي تنادي بالحرية يوم الاثنين في الفاتيكان وهي تهدف إلى القضاء على العبودية من خلال تشجيع الحكومات والمؤسسات التربوية والإيمانية على الحد من أعمال السخرة.
وكان أوّل من قام بالمبادرة أندرو فورست الذي أسس مؤسسة السير حرًا في العام 2012 من أجل منع العبودية وأشار فورست في حديث معه: "نملك برهانًا إقتصاديًا بأنّه في كل مرّة يقوم مجتمع ما بالتخلّص من أشكال العبودية، ينمو أكثر فأكثر".
إنّ الملفت في الأمر كان وجود الأزهر في الفاتيكان من أجل إطلاق هذه الحملة وهذا بالأمر الهامّ جدًا بعد أن تقلّصت العلاقات بين الأزهر والكرسي الرسولي على عهد البابا بندكتس السادس عشر وها هي اليوم تعود من جديد مع إطلاق هذه الحملة. وكانت قد قدّرت منظّمة العمل الدولية بأنّ ظاهرة الإتجار بالبشر تدرّ 32 مليار دولار من الأرباح في كل عام على أصحابها.
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
البابا يصلي من أجل ركاب الطائرة الماليزية وطاقمها
خلال صلاة التبشير الملائكي
بقلم آن كوريان
روما, 17 مارس 2014 (زينيت) - دعا البابا فرنسيس للصلاة من أجل الركاب ال227 والطاقم المؤلف من 12 شخصًا الذين كانوا على الطائرة الماليزية بوينغ 777، والتي اختفت في 8 آذار الفائت.
خلال تلاوة صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد 16 آذار في ساحة القديس بطرس، تحدث البابا عن اختفاء الطائرة ما بين كوالالمبور وبكين وقال: "أدعوكم أن تذكروا في صلاتكم ركاب الطائرة الماليزية وطاقمها وأقربائهم. نحن قريبون منهم في هذه المحنة."
التحقيقات جارية منذ اختفاء الطائرة عن شاشات الرادار ولم يتم العثور على أي حطام الى اليوم.
***
نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
زيارات البابا
________________________________________
الواجب الأول على المسيحي: أن يغذّي إيمانه بكلمة الله
في زيارته إلى رعية سانتا ماريا ديل أوراتسيونه
بقلم آن كوريان
روما, 17 مارس 2014 (زينيت) - "الواجب الأوّل على المسيحي هو تغذية إيمانه بكلمة الله"، هذا ما شدد عليه البابا فرنسيس يوم الأحد 16 آذار لمناسبة الأحد الثاني من الصوم عندما قام بزيارة رعية سانتا ماريا ديل أوراتسيونه في القطاع الشمالي من أبرشية روما.
التقى البابا ما إن وصل بالمرضى والأشخاص ذوي الحاجات الخاصة والأطفال الذين إما يتحضّرون للمناولة الأولى أو لسر التثبيت وكانت الشرفات مزيّنة بالصور واللافتات تهنّىء بمجيء البابا. ثمّ احتفل الحبر الأعظم بالقداس الإلهي وشجّع في عظته على "تغذية الإيمان" و"الإصغاء إلى يسوع" من خلال كلمة الله قائلاً: "الواجب الأوّل على المسيحي هو ليس الذهاب إلى القداس وليس الصوم والامتناع عن الأكل إنما الإصغاء إلى كلمة الله، الإصغاء إلى يسوع".
وأضاف: "إنّ المسيحيين يصغون إلى الكثير من الأمور في النهار: الراديو والتلفزيون والثرثرة إنما "هل نأخذ الوقت للإصغاء إلى يسوع وإلى كلمته؟" ثم دعا البابا أن نأخذ كلّ يوم "بضع دقائق" من أجل قراءة مقاطع من الإنجيل مكررًا ما أعلنه في الصباح أثناء التبشير الملائكي: "ضعوا الإنجيل في حوزتكم لكي تستطيعوا أن تقرأوا أينما كان، حتى أثناء تنقّلكم في الباص"، وأضاف ممازحًا: "طبعًا عندما لا نكون مضطرين إلى الحفاظ على توازننا في الباص كي لا نقع أو حماية جيوبنا".
وفي ختام القداس، قام البابا بتبريك تمثال للقديس يوسف قبل أن يلتقي بكهنة الرعية ويعود إلى الفاتيكان.
* * *
نقلته إلى العربية (بتصرّف) ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية.
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
التبشير الملائكي
________________________________________
كلمة قداسة البابا فرنسيس صلاة التبشير الملائكي الأحد، 16 مارس / آذار 2014 ساحة القديس بطرس
بقلم البابا فرنسيس
روما, 17 مارس 2014 (موقع الفاتيكان) - الإخوة والأخوات الأعزاء، صباح الخير!
يقدم لنا إنجيل اليوم حدث "التجلي". وهذه هي المرحلة الثانية من مسيرة زمن الصوم: المرحلة الأولى، حيث حدثنا إنجيل الأحد الماضي عن تجربة يسوع في البرية؛ أما الثانية فهي عن التجلي. يسوع "مَضى بِبُطرسَ ويَعقوبَ وأَخيه يوحَنَّا، فانفَردَ بِهِم على جَبَلٍ عالٍ" (متى 17،1). يمثّل الجبل في الكتاب المقدس مكان الاقتراب من الله واللقاء الحميم معه؛ مكان الصلاة، حيث نكون في حضرة الله. وهناك، أعلى الجبل، أظهر يسوع ذاته لتلاميذه الثلاثة متجليًّا، ومُنيرًا، وبهيًّا؛ ثم ظهر بعد ذلك موسى وإيليا يتحدثان معه. وقد أَشَعَّ وَجهُه كالشَّمس، وتَلألأَت ثِيابُه كالنُّور، فشاء بطرس، بعد أن أبهره هذا البهاء، أن يمكث في ذلك المكان، وكأنه يريد أن يستوقف هذه اللحظة. وبعدها سُمع صوت الله الآب من العلى يقول إن هذا هَو ابنيَ الحَبيبُ الَّذي عَنهُ رَضيت، "فلَهُ اسمَعوا" (آية 5). وهذه الكلمة في غاية الأهمية! فآبانا الذي طلب من التلاميذ الإصغاء للابن، يقول لنا نحن أيضًا: "اسمعوا ليسوع، لأنه ابني الحبيب". فدعونا طيلة هذا الأسبوع نحتفظ بهذه الكلمة في عقولنا وفي قلوبنا: "اسمعوا ليسوع!". إن هذا ليس طلبًا من البابا وإنما من الله الآب، يطلبه من الجميع: مني، ومنكم، ومن الجميع، بلا استثناء! إنه الطلب الذي يوجهه الله لنا جميعا كعون لنا لنسير قدما في درب زمن الصوم. لهذا يجب ألا ننسى أن "نسمع ليسوع". لا تنسوا هذا!
إن دعوة الآب هذه هي هامة. وإننا، كتلاميذ للمسيح، مدعوون لأن نكون أشخاصًا يصغون إلى صوته ويأخذون كلماته على محمل الجد. وكي نستمع إلى يسوع يجب أن نكون قريبين منه، وأن نتبعه، كما فعلت الحشود في الإنجيل التي سارت وراءه على طرقات فلسطين. ولأنه لم يكن لدى يسوع منبر أو منصة تعليم، فقد كان مُعلمًا متجولا، يقترح على الناس تعاليمه، التي أعطاها إياها الآب، فوق الطرقات غير الممهدة، والتي كانت أحيانا وعرة. وكانوا يسيرون خلفه ليستمعوا له. أما نحن بإمكاننا ان نستمع له من خلال كلمته المدونة في الإنجيل. أطرح عليكم سؤالا: هل تقرؤون يوميًّا نصًا من الإنجيل؟ نعم أم لا؟... ليس دائما؟ يجاوب بعضكم بنعم، وبعضكم بلا... ولكنه أمر في غاية الأهمية! فهل تقرؤون الإنجيل؟ إنه لأمر جيد؛ جيد أن يكون لدينا انجيلا صغيرًا، وأن نحمله دائما معا، في جيبنا، أو في حقيبتنا، وأن نقرأ منه جزءًا صغيرًا في أي لحظة من اليوم. أي أن أضع يدي في جيبي وأُخرج الإنجيل وأطلع على جزء صغير. فسيكون يسوع هو الذي يخاطبني من خلال الإنجيل! فكِّروا في الأمر. فهو ليس بأمر عسير، ويكفي الاحتفاظ حتى بإنجيل واحد وليس بالأربع اناجيل. ليكن الإنجيل دائما معنا، لأن الإنجيل هو كلمة يسوع التي من خلالها يمكننا أن نسمعه.
وانطلاقًا من حدث التجلي هذا، أودّ أن أتوقف عند عنصرين هامين، يمكن تلخيصهما في كلمتين: الصعود والنزول. فنحن نحتاج للانفراد بأنفسنا، وصعود الجبل للدخول في مساحة من الصمت، لنجد ذواتنا ونتمكن من الإصغاء لصوت الرب بوضوح. وهذا ما نفعله من خلال الصلاة. لكن لا يسعنا أن نبقى هناك! لأن اللقاء مع الله في الصلاة يحملنا أيضا على "النزول من الجبل" والعودة لأسفل، إلى السهل، حيث نلتقي بالعديد من الأخوة المثقلين تحت أعباء التعب والمرض والظلم والجهل والفقر المادي والروحي. وعلينا أن نحمل لهؤلاء الأخوة ثمار خبرتنا مع الله، وأن نتقاسم معهم النعمة التي نلناها. وهذا أمر مذهل: فعندما نسمع كلمة يسوع، ونصغي لكملته ونحتفظ بها في قلبنا، فإن هذه الكلمة تنمو بداخلنا. هل تعرفون كيف تنمو؟ إنها تنمو عندما نهبها للآخرين. إن كلمة المسيح تنمو بداخلنا عندما نعلنها، وعندما نقدمها للآخرين! وهذه هي الحياة المسيحية، إنها رسالة ملقاة على عاتق كل الكنيسة، وكل الأشخاص المعمدين، وعلى جميعنا: أي الاستماع إلى يسوع وتقديمه للآخرين. فلا تنسوا: في هذا الاسبوع، استمعوا ليسوع! وتذكروا أيضًا اهمية الاستماع له من خلال الإنجيل: فهل ستقومون بهذا؟ سأسألكم يوم الأحد القادم إن كنتم قد قمتم بهذا أم لا: الاحتفاظ بإنجيل صغير في الجيب أو في الحقيبة وقراءة جزءا صغيرا خلال اليوم.
والآن نتوجه إلى أمنا العذراء مريم، مستأمنين أنفسنا لرعايتها كي نتابع، بإيمان وبسخاء، مسيرة الصوم الأربعيني، وأن نتعلم شيئا فشيئا "الصعود"، من خلال الصلاة والإصغاء ليسوع، وكذلك "النزول"، من خلال المحبة الأخوية والتبشير بيسوع.
ثم صلاة التبشير الملائكي
الإخوة والأخوات الأعزاء،
اتوجه بالتحية لكم جميعا، ولمؤمني روما الأعزاء وللحجاج!
أحيي مجموعة الحجاج القادمة من فلينشا (Valencia)، من اسبانبا؛ والمجموعات القادمة من مانهايم (Mannheim)، بألمانيا، وسكارا (Skara) بالسويد.
أحيي وأشكر الجماعات والجوقات التي جاءت من بيدمونت (Piemonte)، ليغوريا (Liguria)، إميليا وتوسكانا (Emilia e Toscana)، بصحبة بعض السلطات المدنية.
ويسرني أن اتوجه بكلمة لجماعة البابا يوحنا الثالث والعشرين، والتي أسسها الأب أوريستى بنزي (Oreste Benzi)، والتي يوم الجمعة المقبل، في المساء، سوف يقودها في شوارع وسط روما، من خلال صلاة "درب الصليب" بصحبة النساء ضحايا الاتجار بالبشر. فما أروع هذه المبادرة!
أدعوكم للصلاة من اجل ركاب وأفراد طاقم الطائرة الماليزية وأسرهم. فنحن قريبون منهم في هذا الوقت العصيب.
أحيي المجموعات الرعوية، ولا سيما المؤمنين من جيافا (Giave)، ومن ليودولو (Liedolo)، ومن سان بروسبيرو (San Prospero)، سورينتو (Sorrento)، ومن كوتونيو (Codogno)، ومن سيدة شيستوشوا (Czestochowa) في روما، والأخوات الفرنسيسكانيات الصغيرات، راهبات القلب المقدس.
أحيي المدارس العديدة القادمة من أجزاء كثيرة من إيطاليا ومن بلدان أخرى – فليس بالاستطاعة  ذكر اسم كل منهم، ولكني أذكر المدرسة الكاثوليكية "مار كارداكا (Mar Qardakh) من أربيل، في كردستان. دعونا نتذكرهم جميعا، لأنهم جاؤوا من بعيد، ولكننا نذكرهم بقلوبنا؛ وكذلك مدرسة إيبارشية لندن في أونتاريو - كندا.
أحيي الشباب في جمعية سانت فنسنت دي بول (San Vincenzo De Paoli)، ونادي الروتاري في ماسافرا – موتولا (Massafra-Mottola)، وشبيبة كرة القدم من (None)، وأطفال سوليلا (Soliera) ومن سان فيليس سول بانارو (San Felice sul Panaro).
أتمنى لكم جميعًا أحدًا مباركًا وغداء هنيئا! وإلى اللقاء!
© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2014
إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق
الرجوع إلى أعلى الصفحة
________________________________________
عظات
________________________________________
عظة الكردينال البطريرك مار بشاره بطرس الراعي - الأحد الثالث من زمن الصوم الكبير، آية شفاء المنزوفة - بكركي، في 16 أذار 2014
"لمست المرأة المنزوفة طرفَ رداء يسوع، فتوقّف حالاً نزف دمها" (لو 8: 44)
بكركي, 17 مارس 2014 (زينيت) - 1. تذكرُ الكنيسة في هذا الأحد الثالث من زمن الصوم الكبير شفاء المرأة المنزوفة التي ترمز بنزفها إلى نزف القيم الروحيّة والأخلاقيّة والاجتماعيّة والوطنيّة بسبب الخطيئة وحالة العيش فيها. لكنَّ الآية تعلِّمُنا أنّ يسوع وحدَه قادرٌ أن يشفيَنا من هذا النزف ومن الخطايا التي تتسبّب به إذا التجأنا إليه بإيمان تلك المرأة، ونحن مثلها نلمس، لا طرف ردائه، بل كلامَه الحيّ الذي نسمعه، وجسدَه ودمَه اللّذَين نتناولهما تحت شكلَي الخبز والخمر. نصلّي اليوم لكي يكونَ زمنُ الصوم الكبير مناسبةَ لقاء بالربِّ يسوع، مماثلٍ للقاء المرأة المنزوفة به، بواسطة صيامنا وصلواتنا وتوبتنا وأعمال المحبة والرحمة تجاه إخوتنا وأخواتنا في حاجاتهم المتنوّعة.
2. يسعدُنا أن نحتفل معاً بهذه اللّيتورجيّا الإلهيّة، وأن نرحّب بكم جميعاً ونحيّيكم بالربّ يسوع. وإنّا معاً نحيّي رابطة كاريتاس - لبنان،ممثّلةً بيننا بهذا الجمهور الكبير من أسرتها، وعلى رأسهم سيادة أخينا المطران ميشال عون المُشرف عليها باسمنا، كرئيس لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وسيادة أخينا المطران فرنسيس البيسري المشرف السابق، ورئيسها الخوراسقف سيمون فضّول الذي عيّنه قداسة البابا فرنسيس، وفقاً لمقرّرات سينودس أساقفتنا المقدّس، إكسرخوساً، رئيساً كنسيّاً على إكسرخوسيّة أفريقيا الغربية والوسطى المارونية، وزائرًا رسوليًّا على موارنة أفريقيا الجنوبيّة، وحضرة الخوري بول كرم المُنتخَب رئيساً لرابطة كاريتاس - لبنان.
نتمنّى لحضرة الإكسرخوس النجاح في مَهمّته الكنسيّة الجديدة، وهو جديرٌ ومستأهل، ولرئيس الرابطة الجديد النعمةَ والنورَ الإلهييَّن في مسؤوليّته الكبيرة هذه، وقد تمرّس على هذا النوع من الخدمة في إدارته، كمدير وطني، للأعمال البابويّة للرسالات، في لبنان ومنطقة آسيا. كما ونحيّي أعضاء مكتب كاريتاس والمجلس وسائر المسؤولين في الأقاليم والمراكز، والمرشد العام والمرشدين المحلِّيين. لقد شاءت الرابطة أن يكون هذا القداس الإلهي "قداس شكر" لانتهاء مهام رئيسها الحالي وتسلُّم الرئيس الجديد مهامه. نسألُ الله أن يقبلَ صلاتَنا ويفيضَ نعمَه عليكم جميعاً وعلى كاريتاس - لبنان، جهاز الكنيسة الراعوي - الاجتماعي، وعلى كلّ الذين ينعمون بخدمتها، وجميع المُحسنين إليها.
3. تندرج خدمةُ المحبّة في كاريتاس - لبنان، في خطّ محبة المسيح، الذي تماهى مع الجائع والعطشان والعريان والغريب والمريض والسجين، مادّياً وروحيّاً وثقافيّاً واجتماعيّاً، وسمّاهم "إخوته الصغار" (راجع متى 25: 35-40). وها محبّتُه تتجلّى اليوم أمامنا في آية شفاء المنزوفة، وآية إقامة ابنة يائيروس من الموت.  إنّ كلَّ العاملين في كاريتاس - لبنان يواصلون محبّة المسيح للبشريّة الجريحة، بل هي محبّته تتجسّد في محبّتهم، وتَعبُرُ، من خلال قلوبهم وجهودهموافكارهم وتضحياتهم، إلى الإخوة والأخوات في مختلف حاجاتهم.
تتوزّع محبة هؤلاء، بواسطة الرابطة، على قطاعات متنوّعة هي: الصحّة والشأن الاجتماعي، والشبيبة والأطفال، والمُسنّين، والنموّ الاقتصادي، وشؤون اللّاجئين والنازحين والعمّال الأجانب، وخدمة الطوارئ، وسواها من القطاعات والمساحات الطارئة. يكفي الاطّلاع على تقرير نشاطات كاريتاس - لبنان السنوي، لكي ندرك حجم هذه المؤسّسة واتّساعَ تطلّعات خدمة المحبّة فيها، وهيكليّتَها ومؤسّساتِها التي تؤمّن استمراريّةَ خدماتها وتطويرَها ونموَّها. نشكر إلهَ المحبة على إشعال شعلة محبته في قلوب المسؤولين في رابطة كاريتاس - لبنان، وجميعِ العاملين والمُحسنين والمتطوّعين.
4. تُبيّن آيتا اليوم أنّ الربَّ يسوع هو في حضور دائم بيننا وبين جميع النّاس، بنتيجة قيامته من بين الأموات. علّم المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني "أنّ يسوع حاضرٌ دائماً في كنيسته، وبالأخصّ في الأفعال اللّيتورجية. فهو حاضرٌ في ذبيحة القدّاس سواء في شخص الكاهن خادم هذا السّرّ، الذي يّقدّم ذبيحة الرّبّ المقدَّمة مرّة واحدة على الصّليب، أم، وبنوع خاصّ، في الخبز والخمر المحوّلَين إلى جسده ودمه. وهو حاضرٌ بقوّة نعمته في الأسرار المقدّسة، بحيث أنّه، إذا عمّدَ أحدٌ، هو المسيح نفسه الذي يُعمّد. وهو حاضرٌ في كلامه، فهو الذي يتكلّم عندما تُقرأ الكُتُب المقدّسة في الكنيسة. وهو حاضرٌ عندما تُصلّي الكنيسة وتُسبّح الله، بحسب قوله: "إذا اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، أكون أنا بينهم" (متى 18: 20؛ في اللّيتورجيا المقدّسة، 7)؛ كما أنّه حاضر في الجائع والعطشان والعريان والغريب والمريض والسجين (راجع متى 25: 35-36).
من الضّروري أن نبحث عنه مثل "الجموع الذين كانوا ينتظرونه" (لو8: 40).
إنّه بحثٌ شخصي يسعى إليه كلُّ مؤمن ومؤمنة، وبحثٌ جماعي تقوم به الجماعة المسيحيّة عندما تُشارك في عمل ليتورجي، أو تلتقي للصّلاة معاً، أو تلتئم في لقاء إنجيلي.
في هذا الجوّ من الشَّوق والإنتظار ليسوع، بحثَ عنه اثنان يذكرهما إنجيل اليوم: يائيروس رئيسُ المجمع يأتي إلى يسوع ويتوسّل إليه أن يدخل بيته ويشفي ابنته المُشرفة على الموت، فلبّى التماسه وأقام ابنته من الموت (لو8: 54)، والمرأة المنزوفة التي اكتفت بلمس طرف ثوبه، فشُفِيَت للحال (لو8: 44).
  5. نزفُ الدم يرمز إلى نتائج الخطيئة التي هي نزف القيم الروحيّة والأخلاقيّة والانسانيّة والاجتماعيّة، ونزفُ روح المسؤوليّة والتجرّد عند المسؤول أكان في العائلة أم في الكنيسة أم في المجتمع أو في الدولة. من نتائج الخطيئة، نزفُ قيم الإيمان، الظاهر في الشكّ والتشكيك بقبول حقائق الإيمان ووصايا الله وتعليم الكنيسة، وبرفض هذه الحقائق وإهمال الوصايا والجحود، وعدم الممارسة الدينية، وتغيير الدِّين والمذهب؛ ونزف قيم الرجاء، الظاهر في اليأس من خلاص الله، ومن قدرة نعمته، والادّعاء بالخلاص الذاتي، بعيدًا عن الصلاة وممارسة الأسرار، ولاسيما سرَّي التوبة والقربان؛ ونزف قيم المحبّة لله، الظاهر في الابتعاد عن الممارسة الدينيّة، وإهمال يوم الرب وقداس الأحد، وفي عدم العرفان بالجميل لله، الذي منه كلُّ شيء نملكه بدءًا من الحياة، والفتور الروحي وعدم أداء شهادة المحبة لله؛ ونزف قيم المحبة تجاه الناس، الظاهر في الحقد والبغض والضغينة، وأفكار السوء، ومبادلة الإساءة بالإساءة، والشّر بالشّر.
6.من نتائج الخطيئة على مستوى الحياة العامّة، نزفُ روح المسؤوليّة في العمل السياسي والإداري الظاهر في إهمال الخير العام والفساد والرشوة وسرقة المال العام، وفي حرمان المواطنين من فرص العمل والعيش بكرامة وكفاية إقتصاديًّا ومعيشيًّا، وفي ممارسة الظلم والاستبداد والاستكبار، وفي التسبّب بالفقر والهجرة والممارسات الشاذّة لكسب المال وأساليب العيش. ليس النزيف محصورًا بنزيف المرأة والدم بل هو نزيف نعاني منه كلنا.
هل يشعر المسؤولون السياسيّون في لبنان ويدركون كم بلغ تفاقم النزف الاقتصادي والاجتماعي والأمني والإداري في العشرة أشهر التي استغرقت لولادة الحكومة؟ وفي الشهر الذي اقتضى لإيجاد صيغة للبيان الوزاري، مع ما يرافقها من تحفّظات تتعلّق بمرجعيّة الدولة "الواحدة أرضًا وشعبًا ومؤسّسات" كما تنصّ الفقرة الأولى من مقدمة الدستور؟ نأمل منهم وبخاصّة من المعنيّين المخلصين للبنان وللدولة، بكلّ مقوّماتها، إيقاف هذا النزف، بالاتّكال على قدرة الله وعنايته، وتصحيح ما يلزم في الصيغة وتفسير المُبهَم، ومحض الثقة للحكومة، من داخلها اولاً ثم من خارجها، والانصراف بجدّية إلى العمل في القطاعات الملحّة، وإلى إعادة الثقة بهم وبالدولة لدى الشعب اللبناني، الآخذ بفقدانها، وبخاصّة لدى شبابه الطالع، وتحضير البلاد لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في موعده الدستوري، والانكباب على ورشة النهوض بدولة لبنانية قادرة وعادلة ومنتجة على أسس الدستور والميثاق الوطني والثوابت والمكتسبات.
7. آيةُ شفاء المرأة المنزوفة تبيِّن قدرة الربّ يسوع على شفاء كلّ إنسان من خطيئته  وإيقاف نزف القيم على كلّ المستويات. ولو بلغت الأمور إلى حالة شبيهة بالموت، أعني حالة فقدان أيّ رجاء وأمل بالإصلاح، فالربّ يسوع الذي أقام ابنة يائيروس من الموت قادر أن يقيمنا من الموت الروحي والأخلاقي والشخصيّ والجماعي والوطني. المهمّ أن نلجأ إليه بإيمان، ملتمسين النعمة الشافية التي إذا "لمستنا" شفتنا. المرأة المنزوفة شفيت بلمس طرف رداء يسوع. نحن "نلمس" كلامه عندما نسمعه، و"نلمس" جسده ودمه عندما نتناوله. إذا فعلنا ذلك بإيمان شُفينا.
  8. نصلّي إلى الله اليوم، بشفاعة أمِّنا مريم العذراء سيدة لبنان، وسلطانة السلام، لكي يُحيي فينا إيمان المرأة المنزوفة وإيمان يائيرس، لكي نلجأ إليه، فيشفينا من نزف الخطيئة ونتائجها، ويقيمنا من حالة الموت الروحي والمعنوي والأخلاقي. نصلّي من أجل الاستقرار في لبنان، والسلام في سوريا والعراق، وفي الأراضي المقدّسة ومصر.
  ونسأله أن يجعل من كلّ واحد منّا ومعاً "صانعي سلام" لنكون حقّاً أبناء وبنات لله: "طوبى لفاعلي السلام، فإنّهم أبناءَ الله يُدعون" (متى 5: 9).
  لإله السلام، الآب والابن والروح القدس، كلّ مجد وإكرام وشكر الآن والى الأبد، آمين.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
زينيت/العالم من روما/ دع همومك خارجًا!/ النشرة اليومية - 17 مارس 2014
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: من نتاجات From Syriac Member outcomes :: منتدى / القسم الديني FORUM / RELIGIONS DEPARTMENT-
انتقل الى: