زينيت/العالم من روما/ دع همومك خارجًا!/ النشرة اليومية - 17 مارس 2014
كاتب الموضوع
رسالة
siryany عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8408مزاجي : تاريخ التسجيل : 13/09/2012الابراج :
موضوع: زينيت/العالم من روما/ دع همومك خارجًا!/ النشرة اليومية - 17 مارس 2014 الإثنين 17 مارس 2014 - 20:02
زينيت
العالم من روما
النشرة اليومية - 17 مارس 2014
دع همومك خارجًا!
"عندما تدخل غرفتك في المساء دع همومك خارجًا، قل لها: إلى الغد" ________________________________________ سؤال وجواب عالطاير • إذا كان الله خالق كل شيء، كيف يمكننا فهم وجود مخلوقات مضرة؟ تغريدة البابا • استمروا في الصلاة من أجلي... تغريدة البابا على تويتر عظات البابا • البابا فرنسيس: الرحمة هي طريق السلام في العالم في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا مقالات متنوعة • القاهرة، لندن وبرث: مبادرة إسلامية مسيحية لنزع العبودية الحديثة من جذورها ظاهرة متفشية عدد ضحاياها 30 مليون شخصًا، معظمهم من النساء • الزمن الأبدي حين نموت .. أين نذهب ؟ (4) ب • واقع الأعجوبة وتفسيرها . أعاجيب يسوع جزءٌ من شخصيّته تكثير الخبز (4) – حلقة فرعيّة أخبار • رئيسة الأرجنتين تحمل إلى البابا فرنسيس تهاني شعب بلاده زيارة وفد دبلوماسي إلى الفاتيكان • المسلمون والمسيحيون يجتمعون في حملة ضد العبودية • البابا يصلي من أجل ركاب الطائرة الماليزية وطاقمها خلال صلاة التبشير الملائكي زيارات البابا • الواجب الأول على المسيحي: أن يغذّي إيمانه بكلمة الله في زيارته إلى رعية سانتا ماريا ديل أوراتسيونه التبشير الملائكي • كلمة قداسة البابا فرنسيس صلاة التبشير الملائكي الأحد، 16 مارس / آذار 2014 ساحة القديس بطرس عظات • عظة الكردينال البطريرك مار بشاره بطرس الراعي - الأحد الثالث من زمن الصوم الكبير، آية شفاء المنزوفة - بكركي، في 16 أذار 2014 "لمست المرأة المنزوفة طرفَ رداء يسوع، فتوقّف حالاً نزف دمها" (لو 8: 44) ________________________________________ سؤال وجواب عالطاير ________________________________________ إذا كان الله خالق كل شيء، كيف يمكننا فهم وجود مخلوقات مضرة؟ بقلم د. روبير شعيب روما, 17 مارس 2014 (زينيت) - طرح علينا أحد الإخوة سؤالاً ذكيًا، لخصناه بالعنوان أعلاه، ولكننا نفضل عرضه كما عرضه الأخ نظرًا لأهميته. وهذا هو السؤال : نقول أن الله خلق كل شي ما يرى وما لا يرى وهذا كلام جميل، لكن السؤال هل بمقدور الطبيعة ان تخلق ايضًا؟ وهنا اقصد بعيدا عن الله ، واقول ذلك لان هناك اشياء لا يمكن ان يخلقها الله وهو اله محبّة قبل كلّ شيء، واقصد ان هناك حشرات مضرّة نعلم أنها تكوّنت بسبب اشعاعات نوويّة او غيرها لكن في النهاية هي نفس حيّة. أو مثلا الغدد السرطانية هي غدد حية او البعوض الذي تكوّن من تراكم النفايات ويحيا في الاماكن المقرفة وغيرها. والاهم من كل ذلك، أعطي مثال بنت شابة او أم قام بعض الشباب بالتحرش بها جنسيا وأصبحت حامل ولأسباب معينة دينية او طبية يجب ان تولد تلك النفس الحية. السؤال هل الله تسبّب في خلق تلك النفس الحيّة خاصة عندما نقول انه كل نفس حيّة هي من الله؟ - السؤال المطروح ذكي جدًا وغني جدًا ويفتح في الوقت عينه ملفات ومجالات لاهوتية واسعة. سنحاول حصر المسألة في إطار "جواب عالطاير" وذلك من خلال تعداد بعض المبادئ الأساسية للفهم. 1- خلق الله عالمًا بقواعده وقوانينه، وإذا كان قانون الإيمان يقول بأن الله خلق "ما يرى وما لا يرى" تردادًا لتعليم الكتاب المقدس الأساسية، فالإيمان لا ينفي أن للخلائق تطورها وتحولها في سبيل الأفضل كما في سبيل الأسوأ. ومن هنا، فالحشرات المضرة التي تتولد نتيجة التلوث النووي، ما هي إلا تطبيق لقوانين الطبيعة التي وضعها الله. كذلك الأمر بشأن الغدد السرطانية. الكثير من الأمراض المعاصرة هي وليدة الفوضى البيئوية التي ولدناها ونتيجة عدم احترامنا لقوانين الطبيعة. 2- النقطة الأولى ليست كافية لإجابة وافية، لأنها تسلط الضوء على بعد واحد، بعد القوانين الطبيعية التي "يخترقها" الله فقط في حالة الأعجوبة. ولكن من الأهمية بمكان أن ندرك أن الله يحترم "قواعد اللعبة" ولا يتلاعب بخلائقه كدمى. ومداخلاتها العجائبية هي نادرة ورهن حكمته وليست "فرضًا" عليه. وإنما يقوم به في حكمته لخير أسمى، كما وأنه لا يقوم بها بحكمته، لخير لا نستطيع أن نراه فورًا. 3- الخليقة ليست خليقة كاملاً. لقد خلق الله عالمًا في دربه إلى الكمال، وبالتالي، ففي العالم "شر" مادي هو شر النقص. ليس هو شرًا أخلاقيًا (ليس خطيئة)، ولكنه ليس الكمال. إن نص الفصل الثالث من سفر التكوين يتحدث عن هذا الشر معولاً إياه انطلاقًا من الخطيئة الأخلاقية التي يرتكبها الرجل والمرأة. ما المعنى من ذلك؟ معنى أن الكتاب المقدس لا يجد شرحًا وافيًا لهذا النوع من الشر إلا انطلاقًا من الخطيئة، قناعة منه أن خلق الله هو خيّر. 4- الكنيسة تؤمن بأن الله يهب الحياة مباشرة لكل نفس تولد. ما معنى هذا الكلام؟ هل يعني أن الله ينتظر في الغرفة لحظة اللقاح لكي يهب النفس؟ بالطبع السؤال الساخر هو لإظهار كيف أن فهم الموضوع بهذا الشكل هو تفكير أرضي جدًا وأنثروبومورفي لا يليق بالله. ما المعنى من كلام الكنيسة عن خلق الله للنفس مباشرة؟ - يعني أن الله، رغم أنه وضع قوانين طبيعية للتكاثر والتناسل، فإن ولادة حياة بشرية يشكل كل مرة – كما يوضح اللاهوتي الكبير كارل رانِر – قفزة نوعية تفوق الظاهرة الطبيعية وتتصل ضرورة ومباشرة بعالم الروح، عالم الله. وعليه خلاصة القول: الطبيعة لا تَخلُق ولكنها تساهم باستمرار وتطور عملية الخلق والله يحترم نموها وقوانينها. وفي هذا الإطار يحترم الله طبيعة التناسل بِغضِّ النظر عن "إطارها". ويفعل الله ذلك لأنه خلق الكون "حرًا" بحرية قوانينه وحرية عباده. الخلق نوع من "إخلاء ذات" يعيشه الله، هو إخلاء الذات الذي يسبق سر التجسد ويتجلى فيه. وهذه الحرية التي يتركها الله في الخليقة والتي قد تشككنا هي تعبير عن جنون حبه الخلاق، فلولا الحرية، لولا إمكانية الـ "لا"، لما كان هناك مجال لـ "نعم" حق أمام الله. إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق الرجوع إلى أعلى الصفحة ________________________________________ تغريدة البابا ________________________________________ استمروا في الصلاة من أجلي... تغريدة البابا على تويتر بقلم البابا فرنسيس روما, 17 مارس 2014 (زينيت) - غرد الأب الأقدس صباح اليوم على حسابه الخاص على تويتر بمناسبة الذكرى السنوية لانتخابه كحبر أعظم شاكرًا الجميع على التهاني الحارة التي تلقاها وطلب منهم أن يستمروا بالصلاة من أجله: "أشكركم على جميع التهاني الحارة بمناسبة الذكرى السنوية الاولى. ومن فضلكم استمروا في الصلاة من أجلي." إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق الرجوع إلى أعلى الصفحة ________________________________________ عظات البابا ________________________________________ البابا فرنسيس: الرحمة هي طريق السلام في العالم في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا بقلم ألين كنعان الفاتيكان, 17 مارس 2014 (زينيت) - "إغفروا لكي تجدوا الرحمة فهذا هو الطريق الذي يجلب السلام إلى قلوبنا وإلى العالم" هذا ما شدد عليه البابا اليوم في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا معلّقًا على إنجيل القديس لوقا (6: 36 – 38). "كونوا رحماء كما أنّ أباكم رحيم" انطلق البابا من عظة يسوع مؤكّدًا بأنّه "ليس من السهل أن نفهم هذا الموقف من الرحمة بسبب تعوّدنا على الإدانة: "نحن لسنا أشخاصًا يفسحون المجال للتفاهم وللرحمة". "من هنا، لكي نكون رحماء، علينا أن نتّخذ موقفين: الأول هو أن نعرف ذواتنا: أن نعلم "بأننا نقوم بالكثير من الأشياء السيئة: نحن خطأة! وأن نكتشف "عدالة الله التي تتحوّل إلى رحمة ومغفرة. إنما من الضروري أن نخجل من خطايانا". وتابع قائلاً: "صحيح أننا لم نقتل أحدًا إنما نحن نقترف العديد من الأشياء الصغيرة والخطايا اليومية وربما سيقول البعض: ولكن ما هو هذا الشيء الصغير الذي فعلته ضد الرب؟ إخجلوا! الخجل أمام الله هو نعمة: إنها نعمة أن ندرك بأننا خطأة: "أنا خاطىء وأنا أخجل أمامك وأنا أسألك الغفران" إنها عبارة بسيطة إنما يصعب أن نقول: "أنا خاطىء". وأضاف البابا: "في الكثير من الأحيان نلوم الآخرين على خطايانا تمامًا مثلما فعل آدم وحواء. ربما الآخر ساعد لكي أصل إلى هنا إنما أنا من قمت بذلك. إن قمنا بذلك فكم من الأشياء الجيدة سوف تحصل معنا لأننا كنّا متواضعين. ومن هنا ، نستطيع أن نكون أكثر رحماء لأننا شعرنا برحمة الله فكما نقول بصلاة الأبانا: "أغفر لنا كما نحن نغفر لمن خطىء إلينا". ثمّ أشار البابا إلى الموقف الثاني الذي يجب إتخاذه لكي نصبح رحماء وهو "أن نملك صدرًا رحبًا لأنّ القلب الصغير هو أناني والأنانية هي غير قادرة على الرحمة". "إفتح قلبك! ولكننا ننظر دائمًا إلى ما قام به الآخر... من أنا لأحكم عليه؟ من أنا لأتحدّث عنه؟ إنّ الرب يقول: "لا تدينوا كي لا تُدانوا. لا تحكموا على أحد فلا يُحكم عليكم. أُعفوا يُعفَ عنكم. أعطوا تعطوا: ستُعطون في أحضانكم كيلاً كريمًا مركومًا مهزهزًا طافحًا، لأنّه يُكال لكم بما تكيلون". وقال البابا فرنسيس: "إنّ الصدر الرحب لا يحكم أبدًا إنما يغفر. إفتحوا قلوبكم. كونوا رحماء". وختم البابا: "إنّ الرجل والمرأة يملكان صدرًا رحبًا: يغفر الواحد للآخر دائمًا ويفكّران بخطاياهما. إنه طريق الرحمة الذي يجب أن نبحث عنه. إنما إن سعينا كلنا نحن الشعوب والأفراد والعائلات والأحياء لأن نتمسّك بهذا الموقف فكم سيحلّ السلام في العالم، كم سيحلّ السلام في القلوب! لأنّ الرحمة تقودنا إلى السلام! تذكرّوا دائمًا: "من أنا لأحكم؟" إخجلوا وافتحوا قلوبكم. أسأل الله أن يمنحكم هاتين النعمتين." إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق الرجوع إلى أعلى الصفحة ________________________________________ مقالات متنوعة ________________________________________ القاهرة، لندن وبرث: مبادرة إسلامية مسيحية لنزع العبودية الحديثة من جذورها ظاهرة متفشية عدد ضحاياها 30 مليون شخصًا، معظمهم من النساء بقلم د. روبير شعيب روما, 17 مارس 2014 (زينيت) - عُقد صباح اليوم في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي في الفاتيكان مؤتمر صحفي لتقديم "شبكة الحرية العالمية" وقد شارك فيها ممثلون عن الأديان العالمية الكبرى لاقتلاع ظاهرة العبودية من جذورها. وقد شارك في المؤتمر المونسينيور مارثيلو سانشز، ممثلاً البابا فرنسيس، الدكتور محمد عزب، ممثلاً إمام الأزهر، والقس دايفد جون موكسون، ممثلاً رئيس أساقفة كانتربري، والسيد أندرو فورست مؤسس "مؤسسة مسيرة الحرية". إن الهدف من هذا التعاون بين جماعات دينية مختلفة، وهو بادرة لا سابق لها، إقتلاع ظاهرة العبودية والإتجار بالبشر من جذورها. وتأتي المبادرة تجاوبًا مع ظاهرة محزنة تصيب أكثر من 30 مليون شخصًا وتفرض عليهم حالة من الذل اللاإنساني. وقد صرح البيان المشترك الذي صدر اليوم بأنه لا بد من وقف حالة اللامبالاة التي ترافق هذه الظاهرة المأساوية والتي تُثقل ضمائر الشعوب والجماعات العالمية. وأوضح أيضًا بأن أي حل لهذه المسألة لا بد أن يمر من خلال نشاط مشترك وشامل بغية إزالة هذه الظاهرة المؤسفة من جذورها مع وقف الاتجار بالبشر كسلع تجارية. "هذا الشر هو من صنع الإنسان وتستطيع التغلبَ عليه الإرادة البشرية والجهد البشري المبنيان على الإيمان". وقد أشار البيان إلى أنه "بالرغم من أفضل الجهود المبذولة من قِبل الكثير من الدول، العبودية البشرية والاتجار بالبشر هي ظواهر تستمر بالتفشي. ويتم إخفاء الضحايا: في بيوت الدعارة، في المزارع، في سفن الصيد، في المباني غير الشرعية، في البيوت الخاصة... وفي آلاف المواضع". وتحدث البيان أيضًا عن السبل التي سيعتمدها الجهد المشترك والتي هي "وسائل الإيمان: الصلاة، الصوم والحسنة" والالتزام العملي لإيجاد سبل لإزالة هذه الظاهرة، ظاهرة العبودية الحديثة. ويلتزم الموقعون بتنشئة الشباب المؤمن على عمل التحرير الواجب، وإلى توعية الدول على ضرورة وقف تمويل وتشجيع المؤسسات التي تستغل العبودية الحديثة، وتحريك 162 حكومة لتمويل "خزينة عالمية لوقف العبودية"، وحث الدول العشرين الكبرى في العالم على القيام بعمل ملموس لوقف الاتجار بالبشر. إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق الرجوع إلى أعلى الصفحة ________________________________________ الزمن الأبدي حين نموت .. أين نذهب ؟ (4) ب بقلم عدي توما روما, 17 مارس 2014 (زينيت) - مفهومُ " الزمن الأبديّ " الذي وردَ ذكرهُ في القرون الوسطى ، والذي أشار إليه ( ج. لوفينك ) أيضا ، الذي إنطلاقا من تحليل وجود الملائكة يحاولُ وصفَ الحالة الخاصّة بــ " زمن الروح " . يرى لوفينك ، أنّ الموت لا يُفضي إلى عدم الزمن بل إلى نوع جديد من الزمن ، وهو زمنٌ خاصّ بالروح المخلوقة . من جهة أخرى ، " الزمن الأبديّ " يعبّر في الواقع عن حالة الفرد الذي يدخلُ في الإكتمال ، ومع ذلك لا يصيرُ شخصًات معزولا عن الزمن ؛ هذا هو المعنى الحقيقيّ لهذا المفهوم . لكنّه لا يعني على الإطلاق ، أنّ التاريخ في مجمله يمكن القول فيه ، من أية جهة ٍ نظر كانت ، أنه قد وصلَ منذ الآن إلى إكتماله ِ. يتكلّم القدّيس أوغسطينوس في إعترافاته عن " الذاكرة " ، فيصل بها إلى الماضي والحاضر والمستقبل ، وقد إجتمعتْ بطريقة فريدة تسمحُ ، من جهة ، بتصوّر ما يمكنُ أن تكون " أبديّة الله " ، وتُفسح في المجال ، من جهة ٍ أخرى ، لإدراك الطريقة الخاصّة التي يرتبطُ فيها الإنسان بالزمن ، ولإدراك تفوّقه على الزمن. في هذا الإعتبار ، يعي أوغسطينوس أن الذاكرة لا تخلق هذا الواقع الملفت للإنتباه أي " الحاضر " ، إلا بإدراك دائرة محدّدة في مجرى الأشياء الدائم ، وبتجميعها بمثابة " حاضر " . في الذاكرة ، الماضي هو أيضا حاضر ، ولكن بحيث إنّ حاضرَ هذا الماضي يختلف عن حاضر ما ندعوه " حاضرًَا " : نحنُ هنا بصدد حاضر ٍ ماض ٍ – حيث الماضي هو حاضرٌ بصفة كونه ماضيًَا ؛ والأمرُ عينه يصحّ بالنسبة إلى حاضر المستقبل. أخيرًا : ماذا يعني هذا ؟ يعني أنّ الإنسان ، من حيث هو جسمٌ طبيعيّ ، يشاركُ في الزمن الطبيعيّ الفيزيائيّ الذي يقاس ، بحسب سرعة دوران الأجسام ، بمقاييس هي أيضا متحرّكة وبالتالي أيضا نسبيّة . لكنّ الإنسان ، ليس جسمًا فقط بل روح . وبما أن كليهما لا يمكنُ فصلهما فيه ، فإنتماءه إلى عالم الأجسام يؤثّر أيضا في إكتماله الروحيّ ؛ ومع ذلك فهذا الإكتمال لا يمكنُ تحليله إنطلاقا من المعطيات الطبيعيّة الفيزيائيّة وحدها . إنّ مشاركته في زمن الأجسام تؤثّر على زمن "وعيه" ؛ لكنه في أعماله الروحيّة ، " زمنيّ " بطريقة أخرى وأعمق ممّا هي عليه الأجسام الطبيعيّة الفيزيائيّة. حتى في الميدان " البيولوجيّ " ، فالزمن يتحقّق على مستوى مختلف عن المستوى الذي يتحقّق فيه الزمن الطبيعيّ الفيزيائيّ ؛ فزمنُ الشجرة ، الذي يقاس بحسب الحلقات التي تدلّ على سنوات عمرها ، هو تعبيرٌ عن وحدة حياتها الفريدة وليس مجرّد حلقة من حلقات دوران الشمس . ويذكرُ البابا بنديكت 16 هنا أيضا ، الإنسان ليس لهُ زمنٌ على الصعيد الطبيعيّ الفيزيائيّ وحسب ، بل أيضا على الصعيد الأنثروبولوجيّ. لنسمّ هذا " الزمن الإنسانيّ " ، إستنادًا إلى أوغسطينوس : زمن الذاكرة ، فإنّ زمن الذاكرة هذا يتّسم بعلاقة الإنسان بالعالم الماديّ ، من دون أن يكون مرتبطا به إرتباطا تامّا ، ولا أن يكون منفصلا عنه إنفصالا تامّا . هذا يعني أنّه عندما يخرجُ الإنسان من العالم البيولوجيّ ، ينفصلُ زمنُ الذاكرة عن الزمن الطبيعيّ الفيزيائيّ ، وحينئذ يستمرّ بمثابة زمن " الذاكرة المحض " . يقول كارل راهنر : النفسُ ، في الموت ، لا تصيرُ مجرّدة عن الكون ، بل كليّة الكون . هذا يعني أنها – من طبيعتها – تبقى معدّة للعالَم الماديّ ، حتى إذا لم تكن قائمة في شكل " مبدأ إكتمال " لهيئة عضويّة ، فهي مع ذلك ، بحدّ ذاتها ، وفي مجملها ، معدّة لهذا العالم . الإيمانُ لا يرى في المسيح ، حقيقة خارجيّة ، بل نقطة إنطلاق حقيقيّة لكلّ الكيان المخلوق، وبمجيئه من الخارج ، يستطيعُ بالتالي ، أن يكمّل الكون في عمق أعماقه (بنديكتوس السادس عشر ) . أخيرًا : الإنسان ، بموته ، يخرجُ هو نفسه من التاريخ ، الذي ينتهي أمره " مؤقتا " بالنسبة إليه ؛ لكنّه لا يفقدُ علاقته بالتاريخ ، لإن شبكة العلاقات البشريّة هي جزءٌ من كيانه بالذات . يجبُ أن يكونَ هناكَ إرتباطٌ قويّ وحقيقيّ بين المسيحانيّة (علم المسيح ) والأنثروبولوجيّة (علم الإنسان ) .. فأنثروبولوجيّة وحدها لا يمكنُ أبدًا أن تعطينا أيّ صورة حقيقيّة واضحة لمعنى الحياة والموت بمعزل عن المسيحانيّة ، فنحنُ إنطلاقا من المسيح – المسيحانيّة ، نفهمُ سرّ الإنسان (حياته وموته ) .. فالله ليس فكرة مبهمة لا تمتّ للعالم وللإنسان وللتاريخ بأيّة صلة ( إلهنا واقعيٌّ وله منطقٌ لا نقدرُ أن ندخله ونسبر أغواره – شخص يسوع المسيح فقط ، فتحَ لنا نافذة للدخول في سرّ الحياة والموت) . وفي النهاية أقول : إن كنّا نؤمن بحقيقة الملائكة وبوجودهم ، على الرغم بإننا لا نراهم ! ؛ فكيف إذن الإنسانُ الذي هو أعظم من الملائكة ، و "صورة الله ومثاله " ، يفقدُ كيانه من بعد الموت ؟ ! مستحيلٌ هذا طبعًا ، فحياته الأرضيّة سرّ ، والأبديّة سرّين ونصف ( للفكاهة ) . ربنا يكون معكم دائمًا ، وأعتذر على طول الموضوع . هنا إنتهى الموضوع ، رغم أنهُ طويل وله شروحات أكثر . لكن إن كانت هناكَ تساؤلات ، بكلّ حبّ ، إن قدرتُ ، أجيبُ عليها . إقرأ على صفحة الويب | أرسل إلى صديق | أضف تعليق الرجوع إلى أعلى الصفحة ________________________________________ واقع الأعجوبة وتفسيرها . أعاجيب يسوع جزءٌ من شخصيّته تكثير الخبز (4) – حلقة فرعيّة بقلم عدي توما روما, 17 مارس 2014 (زينيت) - رفض الفلاسفة العقلانيّون الإعتراف بالأعاجيب بحصر المعنى . وقد إمتدّت نزعتهم هذه حتى الربع الأوّل من القرن العشرين . أنكرَ بعضهم تاريخيّتها ، وفسّرها بعضهم الآخر تفسيرًا طبيعيّا كما فعل أحدهم كارل كليمان إذ قال : " إنّ عبارة يسوع عندما أقام ابنة يائيرس (لم تمت ولكنّها نائمة ) مرقس 5 : 39 ؛ تعني أنها مصابةٌ بحالة غيبوبة مرضيّة " . ويزعمُ أيضا بعضهم ، أنّ الأشفية التي لها علاقة بالحياة النفسيّة أو العصبيّة ليست إلاّ نتيجة لوقع شخصيّة يسوع وتأثيره على المرضى . غير أنّ هذا الموقف ليس موقفـــًا علميّا ، بل هو موقف فلسفيّ لا يستطيعُ العلم ، بمعناهُ الحصريّ ، أن يفسّر الأعاجيب تفسيرًا وافيًا، إذ لا يمكنه التحدّث إلاّ عمّا يقعُ تحت الحواس والإختبار . بالنسبة إلى العلم ، لا وجود " لأعجوبة " أو " معجزة " ، بل مجرّد ظاهرة غريبة تخضعُ للبحث . وإذا لم يتوصّل عالِم من العُلماء إلى تحديد الأسباب لتفسيرها ، فعليه أن يعترف بجهله ويستمرّ في البحث . يقال عادة ، أنّ المعجزات والعجائب هي إختراق لقوانين الطبيعة ، غير أنّ هذا التفسير غير مقبول لإنه يؤدّي إلى التناقض . كيف نستطيعُ أن نقبلَ بإنّ الله يخترقُ القوانين التي وضعها هو ؟ . حين نقرأ الأناجيل ، يظهر لنا يسوع صانع العجائب ، علمًا بإنّ الأعاجيب تشغل فيها مكانا هامّا . والمجادلات التي قامت حول يسوع ، لم تستهدف قدرته على اجتراح المعجزات ، بل استهدفت مصدر هذه القدرة ، فعزاها خصومه إلى الشيطان . ويصعُب علينا من ناحية أخرى أن نحصي عددها بدقّة . لم يختلق الإنجيليّون أحداث الأعاجيب التي رووها مع وقائعها ، بل استمدّوها من مصادر كتابيّة أو شفهيّة موثوق بها ، كما ذكره لنا لوقا في مقدّمة إنجيله . أمّا طريقة صياغتها وروايتها ، فقد تمّت في الوسط الشعبي الفلسطينيّ ، وعلى نمط رواية العجائب والمعجزات المعروفة آنذاك في الآداب اليونانيّة واليهوديّة . فقد رُويت تلك المعجزات على نمط متشابه ، وتكوّن فنّ أدبيّ خاصّ . هناكَ حقيقة ثابتة ، وهي أنّ أعاجيب يسوع هي جزءٌ من شخصيّته التاريخيّة ، ويمكنُ تصنيفها في فئتين : الأعاجيب على عناصر الطبيعة وأعاجيب شفاء شياطين وطردهم . ونكتشفُ في كلّ من الفئتين ، معاني رمزيّة خاصّة بيسوع وبرسالته ، ممّا يضفي عليها الصفة التاريخيّة ، وينفي عنها إمكانيّة إختلاقها أو مجرّد إقتباسها من الآداب القديمة . غير أنّ هذه الثقة بتاريخيّة أعاجيب يسوع بعامّة لا تشملُ ضرورة جميع التفاصيل الواردة في كلّ منها ، كما أنها لا تتعارضُ مع إمكانيّة تأثير البيئة الثقافيّة في صياغتها وروايتها . ذلك أننا ، وكما ذكرنا ، لسنا إزاء مجرّد تقارير طبيّة أو محاضر شرطة . وعليه ، يجبُ أن لا نتصوّر أن كلّ شيء ٍ في نصّ الأعجوبة ِ قد جرى بحذافيره . ولنا هنا أقوالٌ جميلة رائعة بخصوص التاريخ وسمة المعرفة التاريخيّة ، نختارها من أولا: المدرّس في مدرسة كاندلر لعلم اللاهوت ، لوقا تيموثي جونسون يقول بخصوص "سمة المعرفة التاريخيّة" : " إنّ الكثير ممّا يعدّه البشر ( حقيقة) ، يرتشحُ من المعرفة التاريخيّة ... إن كان التاريخ يتعاملُ مع الأحداث البشريّة وفقا للزمان والمكان ، بحيث يمنحُ المعنى لذلك الزمان والمكان ، ولا يعدّه – ببساطة – كأصناف استنتاجه للإدراك ، فإنّه يفوّت الكثير ؛ على أقلّ مستوىً ، يفوّت أشياء ؛ كالأظافر ، والتشنّجات اللاإرادية لعضلات الوجه ، التي تحصل للإنسان ، إلا أنها لا تظهرُ – حقا – على السطح ، كأجزاء من الأحداث . على أعلى مستوى ، يفوّت الكثير من الأشياء التي هي – حقا – بشريّة ، أشياء مثل العزلة ، والمغفرة ، والشفقة ، واليأس ، والمعنى ، والقيمة ، والحبّ ، والأمل . ويقول : " إنّ المعرفة التاريخيّة هي كالغربال ، الذي يحتفظُ بالقطع الكبيرة ، ويتركُ الصغيرة لتترشّح عبره " . قد نتكلّم عن ولادة " الأمم المتحدة " في عام 1945؛ بإنها حدثٌ تاريخيّ غير قابل للنقاش . ونحنُ بهذا " محقّون " ؛ ولكن ، ما الذي شكّله ذلك كـــ " حدث "؟! منْ شاركَ فيه ؟ متى بدأ ؟ متى إنتهى ؟ .إذا شدّدنا على مثل هذه القضايا ، سندركُ بإنه لصنع " التاريخ " ، يجبُ علينا أن نشرع – بشكل ٍ صُنعيّ – في تحرير بعض مقاطع التوقّف في الشريط السينمائيّ للتجربة الإنسانيّة ، ويجبُ أن نرسمَ الحدود المميّزة ، التي تمكّننا من التركيز والوصف ، والتعريف ، والتفسير . ليس كلّ شيء حدثَ هو ، مُسَجّل . ولا كلّ شيء سُجّل َ ، محفوظٌ . ليس كلّ شيء محفوظ ، مُحَرّر ، أو مُفسّر ، أو مُترجَم ، أو مقروء ، أو مفهوم . القاعدة الوثائقيّة لمعرفتنا التاريخيّة ببعض " الأحداث العظيمة " هي ضئيلة بشكل مُدهش . وأيضا ، يقول جون بي ماير في كتابه (اليهوديّ الحدّي : إعادة التفكير بالمسيح التاريخيّ .. يعترف ماير " بإنّ المسيح التاريخيّ ، لا يجب خلطه مع المسيح الحقيقيّ . السيّد المسيح التاريخيّ ليس إلاّ إعادة بناء مستندة على الدليل المتوفّر . ويعترفُ أيضا ، مرارًا وتكرارًا ، بإنّ إعادة البناء التاريخيّ هشّة ، وتتعاملُ مع الإحتمالات بدلا من الحقائق " . يضعُ ماير في الحسبان ، كلّ الشهادات اليهوديّة والإغريقيّة الرومانيّة ، التي تتعلق بالسيد المسيح ، ويُشكّك بالقيمة التاريخيّة للأناجيل غير القانونيّة . هو ، بشكل أساس ، يعملُ وفقا للأناجيل القانونيّة الأربعة ، والتي يعتقدُ بإنّها تقدّم للمؤرّخ أفضلَ فرصة ٍ للحصول على صورة تاريخيّة أصيلة للسيّد المسيح . إنّ ماير ، عالم حذر . ليس هناك َ أيّ شيء ٍ متهوّر ، أو غير متقن في تحليله ، يهتمّ بكلّ رأي ، ويقيسَ لكلّ خيار .
siryany عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8408مزاجي : تاريخ التسجيل : 13/09/2012الابراج :