هل كان القديس يوسف يدفع الضريبة؟ : ما كانت مهنة أب يسوع وموقعه في المجتمع؟
كاتب الموضوع
رسالة
siryany عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8408مزاجي : تاريخ التسجيل : 13/09/2012الابراج :
موضوع: هل كان القديس يوسف يدفع الضريبة؟ : ما كانت مهنة أب يسوع وموقعه في المجتمع؟ الأربعاء 19 مارس 2014 - 21:49
هل كان القديس يوسف يدفع الضريبة؟
ما كانت مهنة أب يسوع وموقعه في المجتمع؟
19.03.2014
Public Domain روما/ أليتيا (aleteia.org/ar). - يُعرف ان القديس يوسف كان نجارًا لكن في أيّ خانةٍ من المهن كانت تصنف حينها في الجليل؟ فهل كانت أسرته برجوازية أومن الطبقة المتوسطة أو الفقيرة؟ تطرق الكاردينال جيانفرانكو رافاسي الى هذا الموضوع في احدى مقالاته مُذكرًا بأن هذه المسألة كانت موضوع جدالٍ كبير في الآونة الأخيرة. ويُشير الكاردينال الى ان المقصود بكلمة نجار في الإنجيل المترجمة عن المصطلح اليوناني "تيكتون" ليس النجار الحرفي الذّي يصنع الأثاث والحلي بل الشخص العامل في صناعة البناء كصناعة أسطح المنازل والسقوف من العوارض الخشبية المصنوعة من الأغصان والطين والوحل. ويُضيف الكاردينال قائلاً: " إثر عمليات التنقيب الأخيرة في صفوريه، وهي مدينةٌ أنيقة تبعد ستة كيلومترات عن الناصرة، تُرجح فرضيّة ان يكون يوسف وابنه قد عملا في هذه المدينة حيثُ بدآ التواصل مع الثقافة الحضريةالهلنستية إلاّ أنّه من غير الممكن تأكيد هذه الفرضيّة علمًا ان الأناجيل لم تذكر المدينة هذه مرّةً واحدة."
حاول العديد من الكتّاب تحديد الطبقة الاجتماعية التّي كانت تنتمي إليها اسرة يسوع فمنهم من اعتبرها مهنيّة ليبيراليّة كأسرة معلم أو فنان مثلاً ومنهم من صنّفها فقيرة على شفير البؤس في حين اعتبر البعض الآخر يوسف وابنه "تاجرَين صغيرَين." يدعو الكاردينال رافاسي الى التروي في هذا المجال والتفكير بعيدًا عن الأصوليات. فكانت الطبقات الاجتماعية الرفيعة في الجليل في القرن الأوّل مؤلفة من ملاك الأراضيوالتجارالكباروجباة الضرائب بالإضافة الى الطبقة السياسيّة والكهنة ومن الواضح ان اسرة يسوع لم تكن تنتمي الى هذا الوسط الاجتماعي كما لم تكن تنتمي الى الطبقات الفقيرة المؤلفة من العمال المياومين الذّين كانوا يقطفون المحاصيل ويعملون في أراضي الآخرين.
يمكن القول إن النجارين أسوةً بالمزارعين الصغار والصيادين كانوا ينتمون الى طبقةٍ متوسطة مع الميل أكثر الى الطبقة الفقيرة وإشارة الكاردينال الى أنّنا لا نتحدث عن الطبقة المتوسطة بالمفهوم الرائج اليوم "ففي الواقع، لم يكن البؤس يهدد اسرة يسوع كما لم تكن من الطبقة البرجوازيّة فعاشت حياةً كريمة لكن متواضعة فكان يوسفيدفع الضرائب من عمله في البناء والأشغال اليدويّة كعاملٍ مستقل اليوم يدفع الضريبة على القيمة المضافة! ويؤكد لنا الإنجيل من خلال سرد بعضًا من مجريات حياته الى أنّه كان ينتمي الى هذه الأوساط البسيطة والمتواضعة وهذا ما تؤكده لنا المراكز التّي زارها خلال رحلة تبشيره: قانا، الناصرة، كفرناحوم وغيرها دون ان يمر بصفوريهأوطبريا وهي مدنٌ هلنستيةوسكنية. فتحوّل التواضع هذا الى علامةٍ لتجسد اللّه في بساطة الحياة اليوميّة. فالمسيحي مدعو الى العمل بيدَيه كما كان يقول القديس بولس الى أهل تسالونيكي لكي لا يكون عبئًا على الآخرين لكن دون اهتمامه بما يأكل ويشرب لأن أبانا السماوي يعلم احتياجاتنا. (مراجعة انجيل متى 6، 25 – 31 – 32).
هل كان القديس يوسف يدفع الضريبة؟ : ما كانت مهنة أب يسوع وموقعه في المجتمع؟