بتاريخ الجمعة : 06 حزيران / يونيو 2014
بقلم / جمعة عبدالله :
بدأت فحولة السيرك السياسي تتصاعد الى اقصى درجاته العالية , بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة ,
والتي انحصرت في زاوية ضيقة ومحددة , من المباحثات والحوارات والمفاوضات , انحصرت في
منصب رئيس الوزراء فقط , لذلك شجع بتصاعد البورصة المالية , ان تفتح الابوابها مشرعة ,
لشراء المقاعد البرلمان بالمال والوفير وبالمنح السخية , وبالاغراءات المناصب والكراسي السيادية والحساسة ,
والتي عطت بروائحها الكريهة , من خلف الكواليس , في سبيل تثبيت الولاية الثالثة برئاسة نوري المالكي ,
وبتدخل اطراف ودول خارجية , تصب في الضغوط على التحالف الوطني ( الشيعي ) في قبول
الولاية الثالثة للمالكي , مقابل تقديم تنازلات هنا وهناك , حتى تظل بان تتمتع بنفوذها الكبير والواسع ,
في الشؤون الداخلية العراقية , حتى لايفلت الحبل والسبحة من قبضتها . والغريب في الامر ,
نسمع في الفترة الاخيرة , وفي الاعلام تصريحات لقادة ائتلاف دولة القانون ,
بانهم حصلوا على المقاعد المضمونة , في تشكيل الحكومة القادمة , برئاسة نوري المالكي ,
وعدد هذه المقاعد المضمونة , وصلت الى 175 مقعد , وانهم على وشك اعلان
عن تشكيل الحكومة القادمة , وهي على الابواب وخلال ايام قليلة ,
وتمر الايام القليلة وقمر الولاية الثالثة , مازال غائباً عن الطلوع .
وقد فسر الكثير من المحللين السياسيين , وبعض العارفين في خفايا الامور واسرارها ,
بان حصول قائمة المالكي على 175 مقعد برلماني , يدخل في باب التهديدات ,
والمزايدات السياسية الرخيصة , وانه فقاعة اعلامية , ليس لها رصيد على الواقع السياسي الفعلي .
في نفس الوقت , يناشد التحالف الوطني ( الشيعي ) , ويشدد في مطالبته الموجهة الى قائمة
ائتلاف دولة القانون بالكف على الاصرار على , ترشيح نوري المالكي لمنصب رئيس الوزراء ,
والى سحب ترشيح نوري المالكي , لتسهيل الامور بالخروج من نفق الازمة السياسية ,
واكمال المساعي , التي تصب في التوافق السياسي , وعدم اطالة عمر الفراغ السياسي ,
والاتفاق على انهاء الازمة السياسية , بتشكيل الحكومة القادمة ,ومنصب رئيس الوزراء ,
وان الاصرار على المالكي والولاية الثالثة , بهذا التشبث اللامعقول والاصرار اللامنطقي ,
في هذه الظروف الحرجة والعويصة والصعبة , التي يمر بها العراق , بانها تصب في اطالة
عمر الازمة السياسية , وترك البلاد , لعبث الارهاب والارهابين . وترك الفاسدين ,
ان ينهبوا اموال وخيرات البلاد , بشكل واسع ومبرمج من الاحتيال والابتزاز , وغض الطرف عنهم ,
والفقر والتعاسة , تحتل كل زاوية من العراق , وتظل الامور والقضايا الحيوية والحساسة معطلة ,
ووضعت البلاد , في دوامة الركود الاقتصادي , وقلة السيولة النقدية في الاسواق ,
وتوقف الكثير من المشاريع التنموية والخدمية , نتيجة عدم اقرار الموازنة السنوية لهذا العام ,
لحد هذا التاريخ . ان البلاد تغوص في اعماق الازمات والمشاكل الجمة , والكتل السياسية المتنفذة ,
تتناحر على المناصب والكراسي , وحتى معهد ( غالوب ) لاستطلاعات الرأي العام ,
يشير في دراسته الاخيرة , حول الاوضاع العامة في العراق , يشير بوضوح ,
بان العراق الدولة الاتعس , بين دول العالم , حيث مؤشرات الخطيرة تعم المواطنين ,
في حالات الحزن والقلق والغضب , والخوف من القادم , من عدم تأمين لقمة العيش ,
والمخاطر التي تهدد حياتهم في كابوس اسود , نتيجة التفجيرات اليومية والموت المجاني ,
بالارهاب الدموي , في هذه الاوضاع الشاذة والخطيرة , والاطراف السياسية ,
التي حصلت على ثقة الشعب , باعادة انتخابها مجدداً في قبة البرلمان ,
تتجه برغبة عارمة الى بيعه , في مزاد رخيص وذليل !!! .