كلمات الإمام في الحدائق الفاتيكانية : خيانة أم سوء فهم؟
كاتب الموضوع
رسالة
kena yakoya عضو شرف الموقع
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 2810مزاجي : تاريخ التسجيل : 03/02/2010الابراج :
موضوع: كلمات الإمام في الحدائق الفاتيكانية : خيانة أم سوء فهم؟ الجمعة 20 يونيو 2014 - 4:23
كلمات الإمام في الحدائق الفاتيكانية : خيانة أم سوء فهم؟
ما معنى الجملة التي قالها: "أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين"؟
روما/ أليتيا (aleteia.org/ar). - بدأت أصوات تتعالى عقب لقاء الصلاة الذي دعا إليه البابا فرنسيس يوم أحد العنصرة، في الثامن من يونيو/ حزيران، والذي جمع كلاّ من الرئيسين الفلسطيني محمود عباس، والاسرائيلي شيمون بيريس.
هذه الأصوات لم تتعال انتقاداً لهذا الحدث الكبير والذي اعتبره البعض - وعن حق - أعجوبة صغيرة، إنما لكلمات تلفظ بها الشيخ الذي تلا الأدعية في ختام لقاء الصلاة التي قدمتها الجماعة الاسلامية في الحدائق الفاتيكانية.
كانت الأدعية في الفاتيكان باللغة العربية بالطبع، ولم يكن النص مترجماً أو موجوداً في الكتيّب الذي تم توزيعه على الحضور. ولكن المشكلة طبعاً لا تكمن في ذلك.
هذه آخر آيات السورة الثانية في القرآن الكريم (سورة البقرة)، وآخر كلماتها: "أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين".
من هم "الكافرون"؟ ولماذا اختار الشيخ هذه الآيات، في لقاء صلاة بين مسيحيين، مسلمين ويهود؟
جاءت ردات الفعل قوية وبخاصة في فرنسا من قبل اليمين الذي اعتبر في هذه الآية مبادرة غشّ من قبل الشيخ، واستعجلوا ربطها بآيات سابقة لها في نفس السورة تدعو الى القتال، بخاصة الآية 191 "واقتلوهم حيثما ثقفتموهم..."، أي اقتلوا المسيحيين.
ويأتي الاتهام: "إليكم إذن كيف تنتهي صلاة من أجل السلام بدعوة الى الحرب ضد المسيحيين واليهود، وكل ذلك أمام البابا، في بيته، تحت أنظاره".
وعذر من يتهم هو أنه "لو لم يكن الأمر كذلك فلماذا لم يظهر النص في الكتّيب، هل أراد الشيخ ربما التهرب من الرقابة على ما كُتِب؟"
ولكن الأمور ليست على ما تبدو عليه...
حقيقة الواقع وماذا يقول الخبير؟
إن من شأن هكذا اتهامات أن تزعزع الأرضية المشتركة وتشويه العلاقات التي يحاول الكرسي الرسولي أن يبنيها مع المسلمين.
من هذا المنطلق وحرصاً منّا على دعم الكرسي الرسولي عامة وقداسة البابا خاصة في هذه المسيرة نحو السلام، أردنا توضيح ما حدث، لكيما لا يحاول البعض تحويل مجرى الأمور وتهميش الهدف الأساسي من هذا اللقاء الذي عقده البابا، والذي اعتبره كثيرون أعجوبة.
تحدثت أليتيا، في هذا السياق، الى الدكتور عدنان المقراني، وهو أستاذ مسلم في جامعة الغريغوريانا الحبرية، وفي المعهد البابوي للدراسات العربية والإسلامية في روما.
مقراني، الذي قال إنه هو نفسه وغيره كثيرون من المسلمين يتلون هذه الآيات في الصلوات اليومية، قال إن كلمة "كافر" في القرآن لا تعني اليهود والمسيحيين، وإن كان بعض المسلمين استخدم الكلمة تاريخياً ليقصد بها غير المسلمين عموماً.
إن المعنى الاشتقاقي لهذه الكلمة، قال المقراني "يعني "التغطية"، فالمزارعون في القرآن، يقال عنهم في إحدى الآيات "الكفّار"، بمعنى أنهم يغطون الأرض بالبذور حين يزرعون."
أما من ناحية المعنى الديني، تابع العالم المسلم، فمعنى الكلمة هو: "من يغطي، من يخبّىء، من ينكر الإيمان بعد أن تأكد من الحق في قلبه"، وبمعنى آخر، "لم يتبع ضميره من باب المصلحة الشخصية والأنانية".
وأضاف المقراني شارحاً: "يمكن للمسلم أن يكون "كافراً" عندما ينكر نعمة رحمة إلهية، ليخدم أغراضه الشخصية لهوى في قلبه".
وختم: "لا يجوز تحميل هذه الآية أهمية أكبر مما هي عليه، فقد اختار الإمام آيات تردّد في العادة، وليست بالضرورة ضد أحد أو ضد الحاضرين في الصلاة، خاصة وأننا في بداية هاتين الآيتين نجد الإيمان الاسلامي في كل الأنبياء دون تمييز، وهي كلمات جامعة، الأمر الذي، ربما، دفع بالإمام الى اختيار تلك الآيات.
والجدير بالذكر هو أن الآية 191 المذكورة أعلاه، لا تتحدث عن المسيحيين، بل عن بعض العرب من قريش، الذين قاموا بجرائم حرب ضد النبي محمد. وبالتالي، فمن الخطير قراءة الآيات بعيدا عن سياقها التاريخي.
خلاصة القول
نختم بكلمات البابا فرنسيس من المقابلة التي أجرتها معه صحيفة لافانغوارديا الاسبانية. كان السؤال: لم تكن الصلاة من أجل السلام يوم الأحد سهلة ولم يسبق لها مثيل في الشرق الأوسط او العالم فبماذا شعرتَ؟
فكان جواب البابا: " تعرف بأن الامر لم يكن بالسهل لانك تابعت المسألة عن قرب. شعرتُ بأن هناك ما يتخطانا جميعاً. في الفاتيكان، استبعد 99% من الاشخاص امكانية انعقاد هذا اللقاء قبل ان يبدأوا بالانضمام شيئاً فشيئاً الى نسبة الـ1%. شعرتُ بأننا نُقذف نحو أمر لم يحدث معنا من قبل أن يتبلور شيئاً فشيئاً. شعرتُ منذ البداية بأن الحدث لن يكون لفتة سياسية بل فعل ديني يقضي بفتح نافذة على العالم".
إذا ما نظرنا الى الأمر من هذه النافذة، يمكننا تخطي هذه المسألة، وتركيز الاهتمام على محور ذلك الحدث: السلام في الأراضي المقدسة.
أما إذا كانت نية الإمام شيئاً آخر، فهذا أمر يرتبط به شخصياً، فنحن لسنا هنا بصدد الحكم على نوايا من ردد هذه الكلمات.
عراق المسيح وشعبه الجريح يناديك ربي يسوع المسيح
فارضي تفجر وشعبي يهجر تعالى وحرر بك نستريح
وطفل العراق بك يستغيث وام تنادي بقلب جريح
فشعب الظلام يهد بيوتي تعالى وحرر بك نستريح
كلمات الإمام في الحدائق الفاتيكانية : خيانة أم سوء فهم؟