المالكي يلجأ إلى موسكو وطهران لتوفير حماية جوية لبغداد
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 60486مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: المالكي يلجأ إلى موسكو وطهران لتوفير حماية جوية لبغداد الثلاثاء 8 يوليو 2014 - 4:36
المالكي يلجأ إلى موسكو وطهران لتوفير حماية جوية لبغداد
صفقة 'سوخوي -25' الروسية جاءت انتقاما لتأخر الـ'إف- 16' الأميركية ومراقبون يرونها تمويها للتغطية على المقاتلات الإيرانية في بغداد لدعم المالكي.
العرب [نُشر في 08/07/2014، العدد: 9613، ص(7)]
إحدى طائرات الـ'سوخوي 25' التي وصلت إلى العراق مؤخرا
لندن - شكّك الباحث البريطاني جاستن برونك، في تحليل صادر عن المعهد البريطاني للدراسات، في مدى فاعلية ونجاعة مقاتلات سوخوي 25-، التي اشتراها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، مؤخرا، كرد على تأخر طائرات الـ"أف 16-" الأميركية. فيما أكّد تحليل آخر صدر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، بلندن، أن المالكي حصل على دفعتين من مقاتلات سوخوي-25، الأولى من روسيا والثانية من إيران. مع تصاعد استيائها إزاء غياب الدعم الجوي من الولايات المتحدة الأميركية لمحاربة الدولة الإسلامية في العراق والشام، بادرت الحكومة العراقية بشراء طائرات مقاتلة مستعملة من طراز سوخوي من روسيا و بيلاروسيا (روسيا البيضاء). ويطرح هنا السؤال نفسه: هل ستثبت هذه الطائرات فعاليتها في مواجهة تهديد الجهاديين لبغداد؟ مع تواصل محاولات المليشيات الشيعية والجيش العراقي للتصدي لتقدّم القوات المعارضة نحو بغداد، وفي ظلّ استمرار رفض الدول الغربية القيام بضربات جوية من دون شروط سياسية مسبقة، أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي شراء طائرات مقاتلة مستعملة من طراز سوخوي من روسيا وبيلاروسيا (روسيا البيضاء) التي يأمل أن تنجح في “تدمير أوكار من يقول عنهم إنهم إرهابيون… في غضون أسبوع واحد". هذه المبادرة، خطوة غير متوقعة ويائسة وتكشف عن الجهل السياسي المتواصل بشأن المقومات الضرورية لضمان فعالية قوة جوية على أرض المعركة. تذمّر المالكي في عديد المناسبات من الامتداد المبالغ لمدّة تنفيذ صفقة الـ”إف-16″ مع الولايات المتحدة الأميركية، ممّا تسبّب حسب رأيه في إضعاف القوة الجوية العراقية، وأسفر عن هزيمة الجيش العراقي ضدّ هجمات الدولة الإسلامية في العراق والشام.
اقتباس :
طهران زودت بغداد بطائرات مقاتلة بعد أيام من إعلان نوري المالكي حصول العراق على طائرات سوخوي من روسيا
يُذكر أنّ اتفاقية البيع كانت قد وُقّعت منذ ثلاث سنوات (سنة 2011)، كما استُكمل بناء أول دفعة (المتمثلة في F-16IQ Block 52s) المُخصصة للقوة الجوية العراقية، إلّا أنّ الحكومة الأميركية لا تزال تحتفظ بها لإجراء اختبارات ولاستخدامها في إطار تدريب الطيارين العراقيين الستة الذين سيستقلون في نهاية المطاف الطائرات المقاتلة نحو العراق. لكن يأس المالكي من حصوله على أي دعم جوي أميركي قد دفعه إلى الالتجاء إلى مجال تصنيع المقاتلات الجوية الروسية الذي وفّر له حلّا أسرع.
طائرات مشكوك في أمرها
سواء انتمت الطائرات المقاتلة من طراز سوخوي المذكورة إلى بيلاروسيا أو روسيا، فهي ستكون على الأرجح إما من طراز Su-25 Frogfoot أو Su-27 Flanker، إذ تبقى تكلفة تشغيل وصيانة هذه الطائرات محدودة جدّا، رغم الأداء الجيد والمتنوع الذي تسمح به في الهجمات المباشرة. ومع ذلك، فإن حقيقة أن هذه الطائرات مستعملة، بالإضافة إلى السرعة التي تمت بها عملية البيع، تثيران تساؤلات خطيرة حول مدى نفعها وجدواها للحكومة والجيش العراقيين. وحتى الطائرات المقاتلة الروسية “الجديدة” لم تسجّل أداء جيدا خلال السنوات الأخيرة، على مستوى أسواق التصدير. ففي سنة 2007، رفضت الحكومة الجزائرية قبول 28 مقاتلة من طراز “ميغ-29″ اشترتها من روسيا بمبلغ يعادل 1.3 مليار دولار أميركي، قبل أن تكتشف أنّ الطائرات، التي يفترض أن تكون “جديدة”، قد تمّ تجميعها من أجزاء مستعملة، كما تشمل الطائرات عيوبا هيكلية خطيرة بما في ذلك شقوقا في سطوح الذيل العمودي.
نوري المالكي: اشترينا طائرات روسية بسبب تأخر طائرات أف -16 الأميركية
وفي مارس 2014، نُقل على نطاق واسع خبر اضطرار الحكومة الهندية إلى الاحتفاظ بأكثر من 50 في المئة من أسطول قواتها الجوية الجديد (وهو ما يزيد عن 200 من مقاتلات من طراز الوحدة الخاصة 30MKI كانت قد اقتنتها من روسيا) على الأرض، لأكثر من سنة، بسبب “مشاكل معلقة مع مصنعي الطائرات الروسية".لذلك يبدو من المعقول أن نفترض أنّه، بغض النظر عن نوع الطائرات المقاتلة التي اشتراها نوري المالكي، سواء من روسيا أو بيلاروسيا، فإنها ستكون حتما قديمة وستعاني من مشاكل صيانة وعدّة عيوب هيكلية. كما أنّ هذه المقاتلات لا تتماشى مع الأنظمة والأسلحة الأميركية الصنع التي تستعملها حاليا القوات المسلّحة العراقية، من صواريخ هيلفاير -المخصّصة للهجوم البري- وكذلك نظم الاتصالات والسوقيات والهياكل الأساسية.
هل يمكن للجيش العراقي استعمال هذه الطائرات
تدور معظم التساؤلات حاليا حول جملة خدمات الدعم والخدمات اللوجيستية المرافقة للطائرات المقاتلة. ففي غياب طيارين مُدربين على استعمال طائرات الجت السريعة، سيكون على القوات الجوية العراقية أن تعتمد على الطيارين الأجانب (على الأرجح من بيلاروسيا). ولن يكون من السهل تحقيق التنسيق والتواصل بين هذه القوات الأجنبية والقوات العراقية، كما أنّه من المؤكد أنّ النظم المعتمدة في هذه الطائرات لا تتماشى مع معدات ونظم القوة الجوية العراقية والجيش العراقي، سواء على مستوى التردد، أو المصطلحات اللغوية والإلكترونية. استنادا على هذه الحقائق، وإذا تمّ فعلا تسليم هذه الطائرات إلى الحكومة العراقية واستعمالها ضدّ مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (كما صرّح المالكي)، فإنّها ستحتاج إلى إحضار معدات دعم لوجستي شامل معها. لضمان فعالية تشغيلها، سوف تحتاج طائرات سوخوي إلى فرق صيانة مدربة وذات تجربة مع هذا الطراز من الطائرات، فضلا عن مخزونات من الذخائر والوقود وقطع الغيار. سوف تحتاج أيضا إلى أن تكون مدعومة بأنظمة المخابرات، المراقبة، الاستطلاع، والاستحواذ على الهدف، المتصلة بشبكة مراقبة (C2) قادرة على تنسيق هجماتها. وهو عامل أساسي في الحرب ضدّ الدولة الإسلامية في العراق والشام باعتبار أنّ أبرز أسلحة المتمردين تتمثّل إمّا في شاحنات بيك آب التابعة للمدنية أو سيارات أفراد الجيش العراقي الذين تمّ القبض عليهم، مما يُصعّب تمييز الأهداف وتجنب وقوع حوادث بنيران صديقة. ومع ذلك، يبدو أنّ الحكومة العراقية لم تر أنه من الضروري أن تنظر في هذه الترتيبات، وهو خطأ شائع بين كافة السياسيين حول العالم، على غرار ما حدث في سوريا وعجز قواتها الجوية الواسعة عن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
اقتباس :
المقاتلة التي اشتراها نوري المالكي من روسيا وبيلاروسيا قديمة وتعاني من مشاكل صيانة وعدة عيوب هيكلية
طائرات إيرانية أم روسية
تتداخل خيوط صفقة مقاتلات سوخوي الروسية مع مقاتلات سوخوي عراقية الأصل مودعة لدى إيران منذ 1991. واعتبر مراقبون أن الصفقة الروسية تمويه للتغطية على المقاتلات الإيرانية التي تطير في سماء بغداد لدعم نوري المالكي. وكان المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن كشف أن طهران زودت بغداد بطائرات مقاتلة بعد أيام من إعلان نوري المالكي حصول العراق على طائرات سوخوي من روسيا. وقال الباحث جوزف ديمسي، المحلل لبرنامج التوازن العسكري، إن صفقة المقاتلات الإيرانية لم يعلن عنها إلا أن تحليلا أجراه معهد الدراسات الاستراتيجية كشف أن الطائرات مصدرها إيران ويشرف عليها الحرس الثوري. ويقول مراقبون إن هذه الطائرات تعود ملكيتها الأصلية إلى العراق كان الرئيس العراقي الراحل صدّام حسين أودعها لدى طهران خشية قصفها خلال حرب الخليج. وقد رفضت إيران بعد ذلك تسليم الطائرات للعراق واعتبرتها جزءا من تعويضات حربها مع العراق (1980- 1988). وكشفت الدراسة البريطانية أن الجهات المعنية بالصفقة حاولت إخفاء معالم هذه المقاتلات وتضليل المصدر الذي أتت منه من خلال طلاء معالم بارزة للطائرات وإخفاء الرقم المتسلسل ومكان العلم الإيراني. ولاحظ المراقبون أن وضع المقاتلات القادمة من إيران أفضل بكثير من الطائرات الروسية المستعملة.
المالكي يلجأ إلى موسكو وطهران لتوفير حماية جوية لبغداد